بدأت في العاصمة الأردنية عمّان، اليوم الأحد، أعمال الملتقى القبلي اليمني بمشاركة المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ والقائمة بأعمال بعثة الاتحاد الأوروبي إلى اليمن ماريون لاليس والسفير الفرنسي لدى اليمن جان ماري صفا وعدد من الدبلوماسيين.
ويشارك في الملتقى الذي ينظمه مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية ومبادرة إدارة الأزمات الدولية بتمويل من الاتحاد الأوروبي، أكثر من 40 زعيمًا قبليًّا، يبحثون خلال جلسات أعماله مساعي السلام في البلاد التي تشهد حربًا للعام السادس.
ويناقش زعماء قبائل اليمن الدور الحالي والمستقبلي للقبيلة اليمنية في فض النزاعات والتهدئة ووقف إطلاق النار على المستوى المحلي والوطني، وتشكيل لجان تواصل مع الجهات المحلية والدولية لدعم عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.
ووفق جدول الأعمال فإن الملتقى سيبحث وضع أسس لإطار قبلي يمني يدعم جهود إيقاف الحرب، والمضي قُدمًا في المصالحة بين أطراف النزاع في البلاد، إضافة إلى إصدار بيان حول استمرار القتال الذي تسببت في واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم.
كما سيبحث زعماء القبائل والمسؤولون الدوليون مبادرات السلام والتهدئة الجارية التي توصلت لها القيادات القبليّة، والأدوار التي يمكن أن يلعبها زعماء القبائل في الوساطات المحلية.
وقال المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ خلال افتتاحه أعمال الملتقى، إن ست سنوات من الأزمة اليمنية انقضت دون تحقيق محادثات جدية بين الأطراف اليمنية، ما يدفع إلى ضرورة بدء حوارات ومحادثات جادة على المستويات المحلية والوطنية ومن بينها زعماء القبائل.
وعبّر هانس عن تطلعه بأن تساهم القبيلة اليمنية في الوصول إلى حل للأزمة اليمنية ودعم عملية السلام.
في السياق، قال المدير التنفيذي لمركز صنعاء ماجد المذحجي إن الملتقى يشكل جزءًا من الجهود المبذولة لاستكشاف الخيارات الممكنة على المستوى العام، والعملية السياسية ليست حصيلة الأطراف السياسية الحزبية أو المرتبطة بالنزاع، ولكنها جزء من مساهمات المجتمع اليمني بكل تركيباته المختلفة.
وأوضح أن القبيلة جزء حاسم مما يحدث الآن في البلاد لذا من المهم استكشاف خياراتها لوقف الحرب، ومركز صنعاء يرى أن مسار السلام والسياسة والوصول إلى تسوية للحرب تمر عبر إشراك الفئات السياسية والمجتمعية المختلفة وأصحاب المصلحة.
وأشار إلى أن الملتقى لا يهدف إلى تكريس الدور السلبي للقبيلة، بل يسعى إلى أن تكون لها مساهمات إيجابية خلال الوضع الحالي.
وسبق الملتقى مؤتمران للقبائل عُقدا في مدينتي إسطنبول التركية وتوليدو الإسبانية على الترتيب، بحثا إدماج وتعزيز مشاركة القبائل في وقف الحرب، من خلال رجالها المنخرطين في المعارك الدائرة في عدد من المحافظات، والوساطات المحلية التي يقودها زعماء القبائل لتبادل الأسرى والمختطفين.