اختتم منتدى اليمن الدولي أعماله، يوم الأحد، في العاصمة السويدية ستوكهولم، حيث وضع المشاركون عدة توصيات لحل الأزمات الاقتصادية والسياسية وتمهيد الطريق أمام إنهاء الحرب التي طال أمدها في اليمن عن طريق التفاوض.
وكان المنتدى الذي نظمه مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية بالتعاون مع أكاديمية فولك برنادوت، انطلق الجمعة الماضي، ناقش ملفات شملت التحديات الاقتصادية وقطاع الأمن وإدماج المقاتلين مستقبلًا والقضية الجنوبية وجهود إحلال السلام.
وشارك في المنتدى أكثر من ٢٥٠ شخصية يمنية ودولية من بينهم دبلوماسيون، ووسطاء، وفاعلون إقليميون ودوليون، فضلًا عن العديد من الجهات الفاعلة في المجتمع المدني اليمني.
الملف الاقتصادي
وعُقد على هامش المنتدى اجتماعات جانبية ضمت خبراء وقادة في القطاع المالي والمصرفي، وركزت على القضايا التي تواجه البنوك اليمنية والقطاع الخاص، وانعكاساتها السلبية على اليمنيين.
وتناولت المناقشات الفنية الديناميكية سوق العملة اليمنية وتباين أسعار الصرف، وتحديات نقص السيولة، وتعزيز الامتثال لإجراءات مكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب، والجهود المبذولة لإعادة ربط اليمن بالبنوك الدولية، وسبل معالجة الدين العام.
وسعى المشاركون، خلال هذه الاجتماعات، إلى التوصل لتوافق في الآراء بشأن الحلول المحتملة وتقديم توصيات يمكن المضي بها قدماً من جانب مختلف الجهات الفاعلة.
خزان صافر
كما تضمنت الجلسات الخاصة لليوم الختامي إحاطة من المنسق المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في اليمن، ديفيد غريسلي، عن آخر المستجدات المتعلقة بناقلة “صافر” العائمة المتهالكة والتي تشكل تهديدا بيئيا للبحر الأحمر.
وأبدت الأمم المتحدة تفاؤلا كبيرا في جمع التمويل اللازم لخطتها المنسقة لمعالجة التهديد الذي تشكله الناقلة العائمة قبالة سواحل الحديدة غربي اليمن، لكنها في المقابل أعربت عن قلقها من نفاد الوقت لإنقاذ الخزان الذي ينذر انهياره بكارثة بيئية، واقتصادية، وإنسانية وشيكة.
الملف السياسي والجنوب
وتضمنت جلسات يوم الأحد محادثات مع العديد من القادة الجنوبيين في اليمن، الذين تناولوا الحاجة إلى تعزيز الحوار بين الجنوبيين بما يساعد في إدراج القضايا الجنوبية بشكل هادف في عملية السلام.
وبحثت جلسة في المنتدى المشهد السياسي والمجموعات السياسية الرسمية وغير الرسمية، بعد سبع سنوات من الحرب.
كذلك ركزت مناقشات أخرى على التحديات التي تواجه القطاعين العام والخاص، والمساءلة داخل قطاع الأمن، والمشهد السياسي المتغير، والقضية الحساسة المتمثلة في متى وكيف يُمكن إدراج العدالة والمصالحة في عملية السلام.
تمهيد لحوار شامل
وخلال كلمته الختامية، قال رئيس مركز صنعاء فارع المسلمي، إن المركز حاول قدر الإمكان أن يكون هذا المنتدى منصة لجميع الأصوات، لاسيما التي أُخرست وهُمشت مع اشتداد النزاع.
وقال “الأكيد أننا لن نصل إلى حلول نهائية وناجزة، لكننا مثلنا بروفة أولية وجادة لعملية حوار شاملة وبقيادة يمنية”.
وأضاف أن “المنتدى مجرد لبنة أولى في جسر طويل يحتاج إلى البناء والتشييد. وكما علمتنا حروبنا السابقة من الستينيات حتى الآن، فإن الحروب القصيرة قد تغير الأنظمة، لكن الحروب الطويلة تغير المجتمعات”.
وأوضح أن المنتدى لم يكتفِ هنا بدعوة الأطراف المختلفة والمتصارعة فقط رغم محوريتها، بل حرص على دعوة الضحايا، لأن من حقهم هم قبل أي أحد آخر تحديد مستقبل السلام في اليمن.
للاستفسارات الإعلامية، يرجى التواصل عبر البريد الالكتروني: [email protected]