تناولت تقارير الإعلام العبرية أن الأيديولوجية المعادية لإسرائيل التي تبناها الحوثيون، بالإضافة إلى التهديدات المتكررة التي صرحوا ولا يزالوا يصرحون بها ضد إسرائيل، غالبًا ما تسبب قلقا في المؤسسة الأمنية. وبلغت ذروتها عندما وضع الجيش الإسرائيلي في بداية شهر كانون الثاني / يناير من هذا العام بطارية قبة حديدية في منطقة إيلات خوفًا من هجوم الحوثيين على أهداف مهمة ، وذلك قبل أيام قليلة من هجوم الحوثيين على أبوظبي أثناء زيارة الرئيس هرتسوغ للإمارات.
يترجم مركز صنعاء بشكل دوري أبرز التقارير والمقالات التحليلية العبرية المتعلقة باليمن والإقليم، بوصفها جزءًا من اهتماماته، والمقاربات الإقليمية التي يقدمها.
هل يجب أن تخاف إسرائيل من الحوثيين في اليمن؟
ذكر موقع القناة 13 الإسرائيلية أن القتال في اليمن جرى استئنافه بعد ستة أشهر من وقف إطلاق النار الذي تحقق بفضل الجهود الحثيثة التي بذلتها الأمم المتحدة، وخاصة جهود مبعوث المنظمة إلى اليمن، هانز غروندبرغ.
في إيران واليمن، يُنظر إلى الحوثيين على أنهم جزء لا يتجزأ من “محور المقاومة” وباعتبارهم دولة ذات أهمية حاسمة لإحكام “الحلقة الخانقة” الإيرانية حول إسرائيل. لذلك، استثمرت إيران وخصصت الكثير من الموارد لمساعدة الحوثيين طوال سنوات الحرب، ونشرت الحرس الثوري في اليمن، ونقلت أسلحة متطورة إلى الحوثيين، ويواصلون دعم الحركة سياسيًا وماليًا. كما أن الحوثيين يتعاونون بشكل كامل مع حزب الله، وحماس، ومنظمات إرهابية أخرى ترعاها إيران.
وقال الموقع إن الحوثيين قاموا، منذ استئناف القتال الشهر الماضي، بتغيير طفيف في سياستهم العسكرية والتكتيكية. هناك من يدعي أن هذا تحقق بإيعاز من النظام في طهران. أوقف الحوثيون، على الأقل في الوقت الحالي، الهجمات في عمق السعودية ويركزون الآن على الهجمات داخل الأراضي اليمنية، والتي قاموا أيضًا بتقليصها.
وأشار إلى أن الهجمات السابقة تسببت في كثير من الأحيان بأضرار جسيمة للبنية التحتية الحيوية في عمق السعودية والإمارات، كما أسفرت عن مقتل العديد من السكان والمدنيين، وجرى تنفيذها باستخدام صواريخ كروز، وصواريخ باليستية، وطائرات بدون طيار انتحارية من إنتاج جماعة الحوثيين بشكل مستقل بمساعدة تكنولوجية إيرانية، أو باستخدام أسلحة مطورة ومنتجة في إيران ونقلها إلى الحوثيين. وخير مثال على ذلك هي طائرة “شاهد-136” المسيرة الإيرانية التي يبلغ مداها الأقصى 2200 كم والموجودة في الأراضي اليمنية، وهي نفس الطائرة بدون طيار التي نقلها الإيرانيون أيضًا إلى الجيش الروسي الذي استغلها بكثافة في حربه في أوكرانيا.
وذكر الموقع أن الأيديولوجية والديماجوجية المعادية لإسرائيل التي تبناها الحوثيون، بالإضافة إلى التهديدات المتكررة التي صرحوا ولا يزالوا يصرحون بها ضد إسرائيل، غالبًا ما تسبب قلقا في المؤسسة الأمنية. وبلغت ذروتها عندما وضع الجيش الإسرائيلي في بداية شهر كانون الثاني / يناير من هذا العام بطارية قبة حديدية في منطقة إيلات خوفًا من هجوم الحوثيين على أهداف مهمة في المدينة الجنوبية، وذلك قبل أيام قليلة من هجوم الحوثيين على أبوظبي عاصمة الإمارات، أثناء زيارة الرئيس هرتسوغ للإمارات.
ولفت الموقع إلى إن القدرات العسكرية المهولة للحركة، وموقعها الجغرافي البعيد عن إسرائيل، وكونها ساحة “جديدة” وأجنبية نسبيًا، لا تضفي إحساسًا بالأمن في إسرائيل نحوها. على الرغم من الخطاب الحوثي الذي يتسم بمعاداة شديدة لإسرائيل ومعاداة السامية، إلا أن الحوثيين تجنبوا، حتى الآن، الهجوم المباشر على الأراضي الإسرائيلية، ومن المحتمل أن يكون هذا هو الحال في المستقبل القريب أيضًا. ومع ذلك، قد يتغير قرار الحوثيين بسبب التطورات المهمة في اليمن، أو جراء سيناريو حرب إسرائيلية كبيرة ضد حزب الله أو وكيل إيراني آخر، أو تعليمات إيرانية صريحة.
وطرح الموقع تساؤلًا حول سبب عدم مهاجمة الحوثيين لإسرائيل رغم امتلاكهم الإمكانيات، والرغبة، وزعمهم أن لديهم أيضًا “بنك أهداف إسرائيلي”، بالإضافة إلى المساندة الإيرانية، وأرجع الموقع ذلك إلى ردع الجيش الإسرائيلي والمؤسسة الأمنية الإسرائيلية، أو ربما لا مصلحة لهما في مثل هذا الهجوم، أو ربما ينتظران التوقيت المناسب والأنسب لهما.
ويقدر الخبراء أن “التوقيت المناسب” لحركة الحوثيين التي تبنت شعار “الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود”، قد يكون ممكناً، كما ذكرنا، في ظل التطورات الهامة. على سبيل المثال، قد تتيح إنهاء الحرب في اليمن والتوصل إلى تسوية سياسية طويلة الأجل إيلاء مزيد من الاهتمام لما يحدث في إسرائيل، وتسهل تكديس وتطوير الأسلحة ذات الصلة لشن هجوم على إسرائيل.
كما يزعمون أن مواجهة مباشرة بين إيران وإسرائيل على (سوريا، لبنان، البرنامج النووي الإيراني، وغيرها)، أو مواجهة كبيرة بين إسرائيل وأحد وكلاء إيران في المنطقة (حزب الله، حماس، والميليشيات في سوريا والعراق) قد تتسبب أيضًا في رد فعل للحوثيين ضد إسرائيل. التضامن مع “محور المقاومة” والرغبة في مساعدة أصدقائهم حين الشدة – سيتطلب منهم الرد على هذا الأساس. بطبيعة الحال، فإن نطاق الهجوم ودوافعه سيتوافق مع حجم الصراع الإسرائيلي الإيراني في المنطقة، إذا تطور.
وتشمل هذه القائمة أيضًا: الخطاب السياسي الإسرائيلي حول الحركة وأنشطتها الإرهابية، وأيضًا – التهديدات والتحذيرات العلنية ضدها. ومن المرجح أن تزيد هذه أيضًا من دافع الحوثيين لمهاجمة إسرائيل. بالمناسبة، ليس بالضرورة أن يهاجم الحوثيون الأراضي الإسرائيلية. قد يهاجم الحوثيون السفن والناقلات التابعة لإسرائيل القادمة من الشرق إلى ميناء إيلات عبر المضيق الاستراتيجي “باب المندب”. لا يجب التقليل من هذه الأهداف، لقد هاجم الحوثيون بالفعل ناقلات وسفن سعودية وبريطانية وغيرها من (سفن) النفط والبضائع في الماضي.
ولا يخفى على أحد أنه منذ توقيع اتفاقيات التطبيع مع الإمارات والبحرين، ازداد حجم التجارة الأمنية بين الدولتين، كما زاد الوجود السياسي والعسكري الإسرائيلي في تلك الدول بشكل طبيعي. وقد أدرك الحوثيون هذا الوجود الإسرائيلي، ويخشون أن يستغل “المحتلون الصهاينة” وجودهم في تلك الدول لتنفيذ عمليات عسكرية واستخباراتية ضد الحركة.
بشكل عام، فإن الجزء الأكبر من تهديدات الحوثيين لإسرائيل يتعلق بعلاقات إسرائيل مع الدول العربية والأعمال المزعومة التي تقوم بها إسرائيل “ضد الشعب اليمني”، على حد تعبير مسؤولين بارزين في الحركة. اعتبارًا من اليوم، فإن الحوثيين “هنا” متواجدون من أجل البقاء، وعلى الرغم من الاعتقاد الذي كان سائدًا حول سهولة إخضاعهم، إلا أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان سرعان ما اتضح له أنه لن يكون قادرًا على القيام بذلك، ومنذ ذلك الحين هو وجيشه غارقون في “الوحل اليمني” ويواجه صعوبة في الخروج منه.
نقطة أخرى مثيرة للاهتمام هي المصير الذي تشترك فيه السعودية وإسرائيل في هذا السياق. دولتان ذاتا سيادة تقاتلان التنظيمات الإرهابية القاتلة الموجودة في جنوب الدولتين. في السعودية، على عكس إسرائيل، تمكنوا من الاستفادة وتوجيه الخطاب الإعلامي والعالمي، وتحقيق إجماع واسع نسبيًا لمعظم عملياتها العسكرية في اليمن.
مليشيا الحوثي هاجمت ميناء الضبة للمرة الثانية خلال شهر
ذكر موقع نتسيف نت أن مليشيا الحوثي هاجمت مجددًا ميناء الضبة النفطي بمديرية حضرموت شرقي اليمن للمرة الثانية خلال شهر.
قالت وزارة النفط اليمنية، إن الميليشيا نفذت عملاً تخريبيًا وإرهابيًا جديدًا استهدف مجددًا ميناء الضبة النفطي في مديرية حضرموت، باستخدام طائرة مسيرة انتحارية، أثناء وجود سفينة تجارية في الميناء.
كما أكد البيان أن الحكومة الشرعية اليمنية ستعمل مع جميع الأطراف في البلاد للتعامل مع تهديدات الحوثيين والطائرات المسيرة الإيرانية التي حاولت مهاجمة الميناء لمضاعفة حربها الشرسة ضد الشعب اليمني؛ لتفاقم الأزمة الاقتصادية وزيادة معاناة المواطنين اليمنيين في كافة المحافظات.
تدهور الأوضاع الاقتصادية والإنسانية
حذرت وزارة النفط اليمنية من تداعيات هذه الأعمال الإرهابية على الأوضاع الاقتصادية والإنسانية، خاصة أن الميليشيات لا تؤمن بسلامة الملاحة والجوانب الإنسانية والمعاهدات الدولية.
وأكدت وزارة النفط اليمنية أن الهجوم يعكس الإصرار الواضح لميليشيا الحوثي على مواصلة هجماتها على المؤسسات والمنشآت المدنية، وتقويض الأمن والاستقرار في اليمن، وعرقلة أي حل سياسي لإنهاء الحرب.
تصعيد حوثي
وأكدت الوزارة أن هذا الهجوم الإرهابي لن يثني الحكومة اليمنية عن مواصلة مهامها لاستعادة نشاط مؤسسات الدولة، بل سيزيد من إصرار وثبات الشعب اليمني في تحقيق طموحاته واستعادة شرعيته حتى يعود إليه السلام.
جدير بالذكر أن مليشيا الحوثي صعدت هجماتها على الموانئ النفطية، منذ انتهاء الهدنة الأممية مطلع أكتوبر / تشرين الأول، في إطار حرب اقتصادية تخوضها ضد البنية التحتية للاقتصاد الوطني.
هاجمت طائرات مسيرة للحوثيين نفس الميناء قبل حوالي شهر، بعد يومين من هجوم مماثل على ميناء النشيمة بمحافظة شبوة، وقد لقيت هذه الهجمات إدانة دولية واسعة النطاق، ووصفت بأنها عمل إرهابي ضد اقتصاد البلاد.
الحوثيون قد يهددون بمزيد من الهجمات البحرية
تناول سيث جي فرانتزمانب[1] في صحيفة جيروزاليم بوست تحذير رئيس الأركان اليمني، صغير بن عزيز، قائد عام العمليات المشتركة، من أن الحوثيين قد يزيدون هجماتهم على أهداف بحرية، وقال إن بن عزيز، الذي عينه الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في فبراير 2020، معروف بأنه من أشد المعارضين للحوثيين.
تأتي المخاوف من تهديدات الحوثيين في البحر بعد أن استهدفت إيران سفينة تجارية باستخدام طائرة بدون طيار من طراز شاهد جرى إطلاقها من چابهار. ليست هذه هي المرة الأولى التي تقوم فيها إيران بذلك.
ونقلت العين عن صغير قوله “إن تهديد ميليشيا الحوثي الإرهابية للممرات المائية والملاحة الدولية يعد امتدادًا لأعمالها الإرهابية التي بدأت منذ سنوات بتهديد أرواح اليمنيين”.
في وقت سابق من هذا الشهر، اعترضت الولايات المتحدة شحنة من 70 طنًا من الوقود كانت متجهة إلى اليمن، والتي كان من المحتمل إرسالها إلى الحوثيين من إيران لصناعة الصواريخ. تم إخفاء وقود الصواريخ الإيراني على مركب شراعي كان قبالة الساحل ولا يرفع أي علم وطني، مما يشير إلى تورطه في نوع من التهريب غير المشروع. يشير اكتشاف الوقود إلى نشاط إيراني شائن.
وذكر التقرير أن “مليشيا الحوثي تهدد الملاحة البحرية بإيعاز من إيران وبدعم مباشر منها”، وشدد بن عزيز على أن الأضرار الناجمة عن هذه التهديدات ستطال جميع دول المنطقة إذا لم يتم معارضة تصرفات إيران.
بن عزيز حليف رئيسي للسعودية والإمارات. وجاء بيانه بعد أن “أحبطت قواته تمركزًا عسكريًا لميليشيا الحوثي في مواقع مطلة على البحر الأحمر، فضلا عن تجربتها لصاروخ مضاد للسفن بدعم من الحرس الثوري الإيراني”.
وأشار البيان إلى أن الحوثيين يسيطرون على شريط ساحلي في اليمن يمتد نحو 300 كيلومتر حتى الحديدة.
اعتراض طائرة مسيرة انتحارية أطلقها الحوثيون باتجاه ميناء نفطي شرقي اليمن
ذكر موقع نتسيف نت العبري أن القوات الدفاعية لميناء قنا النفطي -الواقع في منطقة رضوم بمحافظة شبوة شرقي اليمن-أحبطت، في 9 نوفمبر، محاولة للحوثيين لمهاجمة ناقلة نفط عند دخولها الميناء لتفريغ حمولتها.
وقالت مصادر عسكرية إن مليشيا الحوثي حاولت مهاجمة ميناء قنا النفطي بمديرية “رضوم” بطائرة مسيرة انتحارية.
بحسب ما أورده موقع “نيوزيمن، أكدت المصادر إسقاط الطائرة المسيرة الحوثية وإحباط الهجوم الذي كان سيؤدي حال نجاحه إلى كارثة بيئية كبرى في بحر العرب قبالة الساحل الشرقي لليمن.
وأوضح الموقع أن محاولة مليشيا الحوثي الهجوم على الميناء تزامن مع وصول ناقلة وقود كانت تنوي تفريغ آلاف الأطنان من السولار ، مشيرًا إلى أن السفينة أفرغت شحنة الوقود بعد إحباط الهجوم.
ويأتي الهجوم بعد نحو ثلاثة أسابيع من هجوم مماثل شنه الحوثيون على ميناء النشيمة النفطي – النشيمة بنفس المحافظة- وهجوم آخر على ميناء الضبة النفطي في محافظة حضرموت.
وحظي هذان الهجومان بإدانة دولية واسعة، وهددت مليشيا الحوثي، المدعومة من إيران، أكثر من مرة بمهاجمة منشآت نفطية، وشركات إنتاج وتصدير، وشركات نقل نفطية في البحر الأحمر وبحر العرب.
الإمارات تعلن عن بناء مدينة سكنية في جزيرة ميون اليمنية
ذكر موقع نتسيف نت أن الإمارات استأنفت أنشطتها في الجزر اليمنية عبر وكلائها المحليين على الرغم من إعلان أبوظبي انسحاب قواتها المشاركة في “تحالف دعم الشرعية في اليمن” بقيادة السعودية عام 2019.
جرى الإعلان مؤخرًا عن نية أبوظبي لبناء مدينة سكنية على جزيرة ميون اليمنية الاستراتيجية بالقرب من باب المندب، أحد أهم المضائق في العالم.
كشفت وسائل إعلام دولية، في 11 أبريل 2021، عن إنشاء قاعدة جوية إماراتية على نفس الجزيرة.
جدير بالذكر أن محافظ عدن “أحمد لملس” التابع للمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيًا وقَّع، في 30 أكتوبر 2022، اتفاقية مع شيخ جزيرة ميون صالح الخرور؛ لبناء 140 وحدة سكنية في الجزيرة بتمويل من دولة الإمارات.
وبحسب البيان الذي نشره المحافظ على صفحته على فيسبوك: “يشمل المشروع 140 وحدة سكنية إضافة إلى مشاريع البنية التحتية للمشروع وكافة الخدمات الملحقة من مدارس، ووحدات صحية، وغيرها من المرفقات الخدمية للمشروع سيتم تنفيذها على مراحل مزمنة”.
قاعدة عسكرية
يعود النشاط العسكري الإماراتي في جزيرة ميون إلى السنوات الأولى من الحرب، حيث أفادت مصادر عسكرية عن محاولة الإمارات المبكرة إنشاء مهبط للطائرات هناك.
إلا أن أعمال البناء توقفت بشكل مؤقت، ثم استؤنف العمل في الجزيرة، دون معرفة الأسباب.
كشفت صور أقمار صناعية نشرتها وكالة أسوشيتيد برس في 11 أبريل 2021، عن إنشاء مدرج جديد لقاعدة جوية عسكرية إماراتية في جزيرة ميون، إضافة إلى وصول تعزيزات عسكرية إماراتية ضخمة إلى الجزيرة.
يقول مراقبون يمنيون إن الإمارات تريد إيجاد موقع بديل، بعد تفكيك قاعدتها العسكرية في ميناء عصب الإريتري قبل عام.
ومن الأسباب أيضاً المنافسة المتزايدة بين القوى الدولية على الموانئ الإفريقية، حيث إن وجودها يعيق دولة الإمارات، على عكس جزيرة ميون التي كانت خيارًا آمنًا وملائمًا لها، سواء من حيث موقعها الجغرافي أم خصائص التركيبة السكانية، أو طبيعة السلطة التي يعملون بموجبها.
كانت الجزيرة على مر التاريخ هدفًا استراتيجيًا لمشاريع التأثير، وقد تعرضت لمحاولات غزو من البرتغاليين والبريطانيين.
وبحسب مراقبين فإن هناك علاقة بين إسرائيل ومحاولات السيطرة على الجزيرة التي لعبت دورًا في حرب أكتوبر 1973.
وفرضت القوات المصرية حصارًا بحريًا على إسرائيل وقتها من خلال إغلاق باب المندب أمام الملاحة الإسرائيلية، بالتنسيق مع اليمن.
وبحسب خبراء عسكريين، فإن المسار في الجزيرة يسمح لمن يسيطر عليه بالسيطرة على مضيق باب المندب وشن غارات جوية على اليمن، كما يمكن أن يكون بمثابة قاعدة لأي عملية في البحر الأحمر وخليج عدن وشرق أفريقيا.
لذلك فإن السيطرة عليها تعطي تفوقًا عسكريًا واستراتيجيًا، خاصة في ظل التنافس الدولي على توسع النفوذ.
بالإضافة إلى ذلك، يطل باب المندب نفسه على قارتين: آسيا وأفريقيا، ويقدر عدد السفن وناقلات النفط التي تمر عبر المضيق بأكثر من 21 ألف سفينة بحرية كل عام (57 سفينة في اليوم)، بمعدل حوالي 3.8 مليون برميل نفط يوميًا.
البحرية الأمريكية تحبط تهريب متفجرات من إيران إلى اليمن
تناول عامي روحكس دومبا[2] في موقع يسرائيل ديفنس ما قالته البحرية الأمريكية بأنها عثرت على 70 طنًا من مكون وقود الصواريخ مخبأة بين أكياس الأسمدة على متن سفينة قادمة من إيران إلى اليمن. وقالت البحرية إن كمية فوق كلورات الأمونيوم المكتشفة يمكن أن تغذي أكثر من عشرة صواريخ باليستية متوسطة المدى، وهي نفس الأسلحة التي استخدمها المتمردون الحوثيون اليمنيون، المدعومون من إيران، لاستهداف كل من القوات المتحالفة مع الحكومة المعترف بها دوليًا في البلاد والتحالف الذي تقوده السعودية الداعم لها.
قالت البحرية الأمريكية إن سفينة خفر السواحل الأمريكية USCGC John Scheuerman ومدمرة USS The Sullivans اعترضتا سفينة شراعية خشبية تقليدية في خليج عمان في 8 نوفمبر / تشرين الثاني. اكتشف البحارة، أثناء البحث، أكياسًا من فوق كلورات الأمونيوم مخبأة داخل ما بدا في البداية أنه شحنة من سماد اليوريا.
وتأتي جهود التسليح، فيما يبدو، في الوقت الذي هددت فيه إيران كلا من السعودية والولايات المتحدة ودولا أخرى خلال الاحتجاجات في الأشهر الأخيرة التي دعت إلى إسقاط النظام الديني في الجمهورية الإسلامية.
اتهمت طهران القوى الأجنبية – وليس شعبها المحبط – بتأجيج الاحتجاجات، التي أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 344 شخص، واعتقال 15820.
وقال تيموثي هوكينز، المتحدث باسم الأسطول الخامس في الشرق الأوسط، لوكالة أسوشيتيد برس: “هذا النوع من الشحنة والحجم الهائل للمتفجرات مصدر قلق خطير لأنه يزعزع الاستقرار”. و”النقل غير المشروع للأسلحة من إيران إلى اليمن يؤدي إلى عدم الاستقرار والعنف”.
قال هوكينز إن البحرية أغرقت السفينة التي تحمل على متنها كثير من المواد بسبب الخطر. ونقلت طاقمها اليمني الأربعة إلى السلطات المدينة
إيران وتهريب الأسلحة للحوثيين
قالت الشؤون العامة في القيادة الوسطى للقوات البحرية الأمريكية إن الاعتراض جرى في “طريق يستخدم تاريخيًا لتهريب الأسلحة إلى الحوثيين في اليمن”، في انتهاك لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 لعام 2015 الذي فرض “حظر توريد الأسلحة” والذي جاء ليشمل الحوثيين بقرار مجلس الأمن رقم 2624 لعام 2022.
وفي سياق متصل قال ميخائيل ستار[3] في صحيفة جيروزاليم بوست إن إيران كانت تزود الحوثيين بمنصات أسلحة مختلفة في حربهم الأهلية في اليمن، والتي شارك فيها تحالف من القوات بقيادة السعودية. وفقًا لوزارة العدل الأمريكية، قام الحرس الثوري الإسلامي بتنسيق جهود التهريب في عمليات اعتراض أمريكية سابقة. غالبًا ما تضمنت هذه الجهود استخدام القوارب السريعة أو المراكب الشراعية.
وقال قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال مايكل “إريك” كوريلا: “تلتزم القيادة المركزية الأمريكية، إلى جانب القوات الشريكة لنا، بأمن واستقرار المنطقة وردع التدفق غير القانوني والمزعزع للاستقرار للمواد المتفجرة إلى المنطقة برًا وجوًا وبحرًا”.
وبحسب بيان صدر يوم الخميس عن المتحدث باسم القيادة المركزية جو بوتشينو، أمضى كوريلا الأسبوع الماضي يتحدث إلى قادة من “الجيوش الشريكة في الشرق الأوسط” ومنها تلك الجيوش اليمنية.
أعلن الجيش الإسرائيلي أن قائد القيادة المركزية الأمريكية سافر إلى إسرائيل صباح الثلاثاء (15 نوفمبر) وحل ضيفًا على رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي من أجل تعميق العلاقات بين الجيشين الأمريكي والإسرائيلي.
ضبطيات كبيرة سابقة لأسلحة إيرانية
جدير بالذكر أن البحرية البريطانية صادرت في يناير وفبراير (2022)، لأول مرة، معدات عسكرية إيرانية متجهة إلى اليمن. وقعت عمليات ضبط الأسلحة خلال عمليات أمنية بحرية روتينية في 28 يناير و 25 فبراير، وتضمنت محركات صاروخية لصواريخ كروز إيرانية الصنع 351 وترسانة من 358 صاروخ أرض – جو.
في أواخر عام 2019 وأوائل عام 2020، صادرت الولايات المتحدة حوالي 1.1 مليون برميل من النفط ومئات الصواريخ من عدة سفن إيرانية في بحر العرب. وشمل ذلك صواريخ أرض – جو، وصواريخ مضادة للدبابات، وبصريات حرارية، بالإضافة إلى مكونات لصواريخ كروز البحرية أرض- أرض، وصواريخ كروز المضادة للسفن، وطائرات بدون طيار، وصواريخ أخرى.
كما صادر الأسطول الخامس الأمريكي في يناير الماضي 40 طنا من سماد يوريا، عندما اعترضت مدمرة USS Cole وسفينة USS Chinook (PC-9) الساحلية سفينة صيد أخرى في خليج عمان حاولت تهريب هذه الشحنة إلى اليمن.
المزارعون اليمنيون يفاقمون مشاكل المناخ بزراعة القات
ذكر موقع i24news أن المزارعين في اليمن يقومون بتجفيف المياه الجوفية حول العاصمة صنعاء، وتجريف التربة لزراعة القات وهو ورقة خضراء مخدرة تهيمن على الحياة في البلاد ولكنها تهدد بنفاد الموارد الثمينة في الدولة المعرضة لخطر التغير المناخي.
مضغ القات مطلب وطني وهو أحد الحقائق القليلة في بلد مزقته حرب دامت سبع سنوات، وتركت الملايين يواجهون الجوع ودمرت الاقتصاد.
يحقق القات أرباحًا تفوق ثلاثة أضعاف عوائد أي محصول آخر، لكن التدفق النقدي الثابت له سعر باهظ. تتطلب زراعة النبات، مر المذاق، ريًا من الآبار العميقة واستخدامًا مفرطًا للمياه، مما أدى إلى تفاقم مشكلة ندرة المياه في اليمن.
دمر الصراع البنية التحتية للمياه – وترك ملايين الأشخاص بدون مياه صالحة للشرب أو زراعة المحاصيل – في حين جرى إهمال نظام الري التقليدي المدرج المستخدم كمصدر للغذاء في الدولة القاحلة بشبه الجزيرة العربية.
يزرع المزارعون في قريتي الحاوري وبيت الذفيف -حيث تُزرع الفاكهة والحبوب – القات الآن في مصاطب مدرجة جديدة مبنية من التربة المجرفة من الحقول في السفوح، تاركين وراءهم مساحة شاسعة من الأراضي القاحلة.
ووسط حالة الغموض الناجمة عن الحرب، فإن زراعة القات لها مزاياها حيث يستغرق بضعة أشهر فقط لجني حصاده عدة مرات في السنة بينما يحتاج حصاد أشجار الفاكهة إلى خمس سنوات.
وقال البنك الدولي إن تغير المناخ يُقلل من الاعتماد على هطول المطر في اليمن. وشهدت السنوات القليلة الماضية موجات جفاف تتخللها أمطار غزيرة تسببت في فيضانات مفاجئة ولكنها لم تجدد طبقات المياه الجوفية.
وقال خالد معصار ، صاحب مزارع عنب في بيت الذفيف، “إن جميع (المزارع) جفت بسبب قلة الأمطار والآبار”.
“إنتهى الأمر.”
صناعة العسل وتغيير المناخ
وتعد صناعة العسل من الصناعات التي تأثرت أيضًا بعوامل الحرب وتغيير المناخ وتقول الأمم المتحدة إن العسل يلعب “دورًا حيويًا” في الاقتصاد اليمني، حيث تعتمد عليه 100 ألف أسرة في معيشتهم.
في حين قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في يونيو / حزيران، إن “هذه الصناعة لحقت بها خسائر فادحة منذ اندلاع الصراع”.
وأضافت أن “الصراع المسلح وتغير المناخ يهددان استمرار ممارسة عمرها 3000 عام”.
لقد دفعت موجات النزوح المتتالية للفرار من العنف، وتأثير تلوث الأسلحة على مناطق الإنتاج، والتأثير المتزايد لتغير المناخ الآلاف من مربي النحل إلى عدم الاستقرار ، مما يقلل بشكل كبير من الإنتاج.”
معلومات استخباراتية عن نية إيران مهاجمة أهداف سعودية
تناول شاحر كلايمان[4] في صحيفة إسرائيل هيوم ما أفادت به مصادر سعودية وأمريكية من أن المملكة العربية السعودية شاركت المخابرات الأمريكية في تحذيرها من هجوم إيراني وشيك على أهداف سعودية، مما يبقي الجيش الأمريكي والقوات الأخرى في الشرق الأوسط في حالة تأهب قصوى، وبحسب المسؤولين فإن الهجوم الإيراني يمكن أن يتم خلال أيام أو أسابيع؛ في محاولة لصرف الأنظار عن “احتجاج الحجاب” المستمر في الجمهورية الإسلامية منذ عدة أسابيع.
اتهم قائد الحرس الثوري، اللواء حسين سلامي، في جنازة قتلى الهجوم الإرهابي في مدينة شيراز، إسرائيل والسعودية والولايات المتحدة بالتآمر المشترك.
كما نقل سلامي رسالة للسعودية قال فيها: “خذوا حذركم. نحن على علم بتحريضكم. لا يمكنكم المساس بأمن بلدنا. نحن من سيقوض أمنكم”.
وزادت التوترات في إيران في الأسابيع الأخيرة، على خلفية جمود المحادثات النووية وانهيار الهدنة في اليمن، حيث يقاتل المتمردون الحوثيون، الذين يتلقون مساعدات من طهران، التحالف السعودي. قضية أخرى في صلب التوترات هي تمويل السعودية لقناة المعارضة الإيرانية “إيران الدولية”.
قلق السعودية ملموس للغاية. لقد تعرضت المنشآت النفطية التابعة لشركة أرامكو للهجوم في عام 2019، مما أدى إلى إلحاق الضرر بقدرة البلاد على إنتاج النفط. وتبنت مليشيا الحوثي المسؤولية على الفور، لكن من ناحية أخرى أعلنت رويترز أن إيران تقف وراء إطلاق الطائرات المسيرة والصواريخ بشكل مباشر.
وذكر سيث جى فرانتزمان في صحيفة جيروزليم بوست أن إيران ألمحت إلى أنها قد تحاول تقوية “أعداء” السعودية في المنطقة، وإثارة الخلافات بين السعودية و “مصر والعراق وقطر وعمان وحتى الإمارات”، فضلًا عن تشجيع انقلاب الكويت على الرياض.
وقال فرانتزمان إن إيران تلمح أيضًا إلى تعطيل صادرات النفط من السعودية، وتشجيع الحوثيين في اليمن على شن هجمات جديدة أو اتخاذ أساليب أخرى.
من الواضح أن النظام الإيراني قلق وهو الآن يرسل رسائل مفادها أن النظام سيبدأ في الانتقام.
وفي سياق متصل، ذكر موقع ماكو العبري أن عناصر تابعة للحرس الثوري الإيراني نشرت بعد يومين من تداول معلومات استخباراتية عن هجوم إيراني محتمل على السعودية (مقطع فيديو يحاكي هجومًا واسعًا على المملكة). ويأتي الفيديو بعد أن أنكرت وزارة الخارجية الإيرانية ونفت أي نية لاستهداف السعودية.
ويظهر الفيديو الذي تداولته قنوات عديدة على موقع تليجرام في إيران منشأة نفطية كبيرة في السعودية وفوقها مئات من الطائرات المسيرة الإيرانية من طراز شاهد 136 كالتي نقلتها إيران إلى روسيا لمساعدتها في الحرب على أوكرانيا. ويحاكي الفيديو الهجوم الذي نفذته على السعودية في سبتمبر 2019.
وفي سياق متصل ذكر موقع worldisraelnews أن القيادة المركزية الأمريكية سارعت بتوجيه طائرات مقاتلة من قاعدة في (الخليج الفارسي) نحو إيران، مما منع طهران على ما يبدو من الهجوم، ولم يكشف عن القاعدة التي أطلقت منها الطائرات.
وفيما يتعلق بالتقلبات الأخيرة بين الرياض وواشنطن، قال الصحافي الفلسطيني- الإسرائيلي خالد أبوطعمة:[5] “لم يعد العرب ينظرون إلى الولايات المتحدة بوصفها حليفًا استراتيجيًا أو حتى صديقًا، وهي أخبار ممتازة لملالي إيران ووكلائهم الإرهابيين في الشرق الأوسط، بما في ذلك حزب الله وحماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني والحوثيين في اليمن”.
تصاعد التوتر بين واشنطن والرياض
ذكر معهد بحوث إعلام الشرق الأوسط أن التوترات بين السعودية والولايات المتحدة تصاعدت بسبب القرار الذي اتخذته مجموعة أوبك بلس بخفض حصة إنتاج النفط بمقدار 2 مليون برميل يوميًا، وتناول ما كتبه خالد بن حمد المالك رئيس تحرير صحيفة الجزيرة السعودية اليومية، بأن الولايات المتحدة وليست السعودية مسؤولة عن أزمة العلاقات بين البلدين بعد أن تبنت سلسلة من المواقف التي تتجاهل المصالح الأمنية للسعودية ودول المنطقة، مثل تسليم العراق للميليشيات الموالية لإيران، والهرولة إلى الاتفاق النووي مع إيران، وتجاهل التهديدات التي يشكلها الحوثيون وحزب الله للسعودية. وزعم المالك أنه في ظل هذا التصرف يحق للسعودية الادعاء بأن الولايات المتحدة تقف إلى جانب الحوثيين وإيران وحزب الله، مثلما تجرأت الولايات المتحدة على الزعم بأن السعودية تقف إلى جانب روسيا.
لقد اتخذت إدارة الرئيس جو بايدن قرارًا بإلغاء تصنيف الولايات المتحدة للحوثيين كمنظمة إرهابية. وبدا من هذا القرار أن الولايات المتحدة تدعم عدوان الحوثيين على المملكة، وأنها لا تعارض استمرار سيطرتهم على جزء من أرض اليمن …
وماذا فعلت الولايات المتحدة بعد معارضة الحوثيين تجديد وقف إطلاق النار؟ [لا شيء] هذا على الرغم من أن عدم التجديد يضر بالمملكة واليمن ودول المنطقة، وعلى الرغم من وجود اتفاق دولي على أهمية وقف إطلاق النار إلا أن الولايات المتحدة لم تمارس أي ضغط لمعالجة هذه الأزمة، على الرغم من كونها القوة العظمى القادرة على ذلك.
ألم يثر الدهشة هذا الموقف [الضعيف] الذي أبدته الولايات المتحدة من إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة على منشآت أرامكو، التي تواجه فيه إيران تهمًا بالتورط في هذا الحدث الإجرامي؟ بعد كل شيء، فإن إيقاف [نشاط] هذه المنشآت يقلل من إنتاج [النفط] نتيجة العدوان. وكذلك الصواريخ والطائرات بدون طيار الإيرانية التي يطلقها الحوثيون من اليمن على المدنيين، والمطارات، والأسواق في عدة مدن بالمملكة.
ألم تحتل إيران جزرًا تابعة للإمارات و تعلن أن لديها أربع عواصم: بغداد وبيروت وصنعاء ودمشق إلى جانب [عاصمتها] طهران.
سيكون من مصلحة البلدين الحفاظ على الصداقة بينهما والتمسك بالتحالف بينهما واحترام موقف كل منهما بما يستجيب للمصالح المشتركة.
استهداف ناقلة نفط يملكها رجل أعمال إسرائيلي في خليج عمان
في ظل توجيه اتهامات إيرانية للسعودية وإسرائيل والولايات المتحدة بالوقوف خلف تأجيج الاحتجاجات في طهران، وورود أنباء استخباراتية حول هجوم إيراني وشيك على أهداف سعودية، ذكر موقع بخزيت ميديا العبري أن ناقلة نفط يملكها الملياردير الإسرائيلي عيدان عوفر تعرضت للهجوم في خليج عمان. وتشير التقارير إلى انفجار طائرة مسيرة محملة بالمتفجرات على السفينة، وزعمت الشركة أن الفحص الأولي أظهر إصابة السفينة بصاروخ، كما زعمت قناة الحدث السعودية أن السفينة تعرضت لاستهداف من طائرة انتحارية إيرانية بدون طيار من طراز شاهد -136.
وتحمل السفينة المعروفة باسم (Pacific Zircon) علم ليبيريا، وترتبط بشركة Eastern Pacific Shipping في سنغافورة التي يملكها رجل الأعمال عوفر. وبحسب بيان الشركة، لم يصب الطاقم بأذى ولم تتضرر الناقلة سوى أضرار طفيفة. كانت السفينة في طريقها من عمان إلى الأرجنتين.
ليس معروفًا على وجه اليقين حتى الآن من يقف وراء الهجوم، لكن هناك تقدير متزايد في إسرائيل بأنها عملية إيرانية. ولا يعرف المسؤولون الأمنيون ما إذا كان الهجوم على السفينة ناتجًا عن ارتباطها الخاص بالملكية الإسرائيلية، أم أنه عمل انتقامي ردًا على هجوم على قافلة من ناقلات وقود تحمل أسلحة من قبل عناصر موالية لإيران على الحدود السورية العراقية، وهو ما تنسبه إيران لإسرائيل.
وبحسب الخبراء، فإن الاحتمال الآخر لمحاولة الهجوم الإيراني هو تركيز الرأي العام العالمي على هذه القضية، وتقليل التقارير عن التظاهرات العاصفة في البلاد. وتجدر الإشارة إلى أن الدول الغربية فرضت، في الأيام الأخيرة، عقوبات جديدة على مسؤولين بارزين في إيران، على خلفية التجاوز في قمع الاحتجاجات.
وقالت مصادر أمنية في إسرائيل إن لعيدان عوفر ملكية ثانوية للناقلة. ورغم ذلك هاجمت إيران سابقًا ناقلات كانت مرتبطة برجال أعمال إسرائيليين، لذلك لا تستبعد إسرائيل ردًا إيرانيًا هذه المرة أيضًا.
التعاون العسكري الإسرائيلي مع الإمارات “ثوري”
قال محللون دفاعيون إن التعاون العسكري الإسرائيلي مع الإمارات هو تطور “ثوري” يمكن أن يحول الأولى إلى قوة إقليمية رئيسية.
أفاد تقرير نشره موقع “تاكتيكال ريبورت” الإخباري، أن صور الأقمار الصناعية كشفت في سبتمبر أن الإمارات نشرت نظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي باراك 8 للحماية من هجمات الصواريخ والطائرات بدون طيار الإيرانية. وأفاد التحليل أن قاذفتين من طراز باراك بالإضافة إلى نظام رادار Elta ELM 2084 تعملان بالقرب من قاعدة الظفرة الجوية جنوب أبوظبي.
وصف د. دان شوفتان، رئيس برنامج الدراسات العليا الدولية في دراسات الأمن القومي في جامعة حيفا، الانتشار بأنه “ثوري” وقال إنه يدل على أن إسرائيل قد أصبحت للمرة الأولى قوة إقليمية كاملة.
قال شويفتان لـ The Media Line: “نحن معروفون في جميع أنحاء العالم كقوة عندما يتعلق الأمر بالتكنولوجيا والابتكار”. لكن الشيء الوحيد الذي فقدناه لكي نكون قوة إقليمية مكتملة الجوانب هو القدرة على المناورة بين القوى المختلفة في الشرق الأوسط. لفترة طويلة، كان تصور إسرائيل ليس فقط أنه ليس من المفيد للقوى التعاون مع إسرائيل، ولكن أيضًا أنه قد يؤدي إلى نتائج عكسية، لأن إسرائيل كانت مكروهة ومعزولة للغاية في المنطقة، وهو أمر تغير هذا الآن بطريقة أساسية للغاية “.
تحالف إسرائيل المزدهر مع العديد من الدول العربية في مواجهة التهديد الإيراني يظهر أيضًا لدول خارج المنطقة أنه لم يعد من الممكن تجاهلها كلاعب رئيسي في الشرق الأوسط.
وأكد شويفتان: “هذا ثوري. إنه يسهل على إسرائيل الدفاع عن نفسها، لأن إيران لها حلفاء على حدود إسرائيل بينما لم يكن لإسرائيل حلفاء على حدود إيران. هذا يتغير الآن “.
وفقًا لأرقام وزارة الدفاع، شهدت إسرائيل ارتفاعًا حادًا في الطلب على منتجاتها الدفاعية في السنوات الأخيرة. في الواقع، شهد عام 2021 تسجيل مبيعات الأسلحة في البلاد على مستوى قياسي بلغ 11.3 مليار دولار ، وذهب 7٪ من تلك المشتريات إلى دول الخليج.
كما اعتبر محللون آخرون أنباء الانتشار في الخليج بمثابة تطور إيجابي لمكانة إسرائيل.
قال الدكتور يوئيل جوزانسكي، زميل بارز في معهد دراسات الأمن القومي وعضو سابق في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، “إنها أهم صفقة أبرمتها إسرائيل مع دولة عربية على حد علمي، إنه نظام دفاع كبير للغاية به العديد من الأجزاء المتحركة.”
ومن المتوقع أن تستخدم الإمارات هذه التكنولوجيا لمواجهة التهديد المتزايد من جماعات الحوثي المتمردة، المدعومة من إيران، في اليمن، والتي شنت عددًا من الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة على الدولة الخليجية في وقت سابق من هذا العام.
وأشار جوزانسكي إلى أنه على الرغم من وقف إطلاق النار في اليمن في الوقت الحالي، إلا أن القتال يمكن أن يبدأ مرة أخرى في أي لحظة، وقد أظهر الحوثيون أنهم لا يعيرون اهتمامًا بإطلاق النار على الإماراتيين أو السعوديين.
قال جوزانسكي: “لقد وقفت إسرائيل إلى جانب الإمارات في وقت الحاجة، إنه أمر مهم للغاية وأفترض أنهم سيتذكرون إسرائيل بشكل إيجابي من حيث أنهم ساعدوا الدولة في الدفاع عن نفسها بشكل أفضل.”
يحتوي النظام على تكوينات أرضية وبحرية، وإذا ثبت نجاحه في الإمارات، فقد يؤدي ذلك إلى رغبة دول أخرى في شرائه أيضًا.
مناورة جوية إسرائيلية – إماراتية – أمريكية مشتركة
جدير بالذكر أن قناة “ميلخ هشخوناه” على التليجرام أفادت في 11 نوفمبر، أنه قد شوهدت طائرتان من طراز F-35 تابعتان لسلاح الجو الإسرائيلي اليوم برفقة طائرتين أمريكيتين من طراز B-52 وهي تمر في سماء السعودية في اتجاه المجال الجوي لدولة الإمارات العربية المتحدة.
أثر العلاقات الإيرانية- الروسية على الأحداث في الشرق الأوسط
ذكرت انا شافتل في المعهد اليهودي للأمن القومي الأمريكي أن النظام الإيراني عمق علاقاته مع روسيا، حيث زود موسكو بطائرات بدون طيار، وأرسل مستشارين عسكريين إيرانيين لمساعدة الروس في تشغيل الأسلحة الإيرانية الصنع. في الوقت الذي انخفضت فيه الضربات الصاروخية المدعومة من إيران في الشرق الأوسط خلال شهر أكتوبر مقارنة بالعدد المرتفع بشكل استثنائي في سبتمبر، أصبحت روسيا الآن الجهة الأكثر استخدامًا للطائرات بدون طيار الإيرانية الصنع. تشير التقارير إلى أن إيران تخطط الآن أيضًا لبيع صواريخ باليستية لروسيا.
وفيما يتعلق باليمن قالت شافتل إن النظام الإيراني يواصل توظيف وكلائه الإقليميين؛ لتقويض استقرار الشرق الأوسط. ولفتت إلى أن الهدنة انتهت دون وجود بديل تاركة آمالًا محدودة في إرجاء أعمال العنف التي نفذها المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران. بعد إطلاق أكثر من 110 مقذوف خلال شهر سبتمبر، وهو ثاني أعلى معدل وفقًا لرصد المعهد اليهودي للأمن القومي الأمريكي، لقد أطلقت الجماعات الموالية لإيران في الشرق الأوسط إحدى عشرة قذيفة خلال شهر أكتوبر.
وانتهت الهدنة التي توسطت فيها الأمم المتحدة في اليمن في الثاني من أكتوبر / تشرين الأول، دون التوصل لاتفاق جديد يحل محلها.
في 21 أكتوبر / تشرين الأول، شن الحوثيون هجومًا بطائرة مسيرة على ميناء الضبة في اليمن، مستهدفين ناقلة نفط. وأدان مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الهجوم ووصفه بأنه تهديد لعملية السلام في اليمن.
يواصل النظام الإيراني تزويد روسيا بطائرات بدون طيار وقد أرسل الآن أفرادًا عسكريين لتدريب القوات الروسية وتقديم المشورة لها بشأن استخدام الطائرات بدون طيار الإيرانية الصنع. تنكر كل من إيران وروسيا تبادل أي أسلحة منذ بدء الصراع في أوكرانيا، على الرغم من المعلومات الاستخباراتية والصور التي تثبت أن الروس يستخدمون طائرات بدون طيار إيرانية الصنع. أطلقت روسيا ما يقرب من 240 طائرة بدون طيار إيرانية الصنع إلى الأراضي الأوكرانية خلال أكتوبر وأكثر من 300 طائرة منذ 13 سبتمبر، وهو ما يتجاوز أي استخدام شهري لشركاء إيران في الشرق الأوسط وذلك وفقًا لرصد المعهد اليهودي للأمن القومي الأمريكي مقذوفات إيران.
وفي سياق متصل عبر يتسحاق باريك[6] في صحيفة جيروزاليم بوست عن مخاوفه قائلًا إن استراتيجية الحرب التي يشنها الروس ضد أوكرانيا سوف يستخدمها الإيرانيون في قتالهم ضد إسرائيل، وهي بالتأكيد ستزداد حدتها مرات عديدة حيث إن أوكرانيا أكبر بـ27 مرة من إسرائيل.
من ناحية أخرى، في إسرائيل الصغيرة، يتركز أكثر من 70٪ من سكانها في 20٪ من أراضيها، خاصة في منطقة تل أبيب الكبرى. هذه المنطقة هي واحدة من أكثر الأماكن كثافة سكانية في العالم وهي القلب النابض للدولة التي بدونها لا حياة لإسرائيل.
في الحرب متعددة الساحات القادمة ستكون هذه المنطقة هدفًا صغيرًا وأساسيًا ومركّزًا سيتم مهاجمته يوميًا بآلاف الصواريخ، والقذائف ومئات الطائرات بدون طيار الإيرانية، وقد تكون نتائج هذه الهجمات تدمير مئات المواقع كل يوم.
ولفت باريك إلى إن مساعدة إيران لروسيا في أوكرانيا يمكن أن تؤدي إلى سماح روسيا لإيران بمهاجمة إسرائيل. وقال إن إسرائيل تحتاج إلى فهم أن الطائرات بدون طيار الإيرانية من النوع الذي اشترته روسيا من إيران كانت منذ فترة طويلة في أيدي حزب الله والميليشيات الشيعية الموالية لإيران في سوريا والعراق واليمن. يصل مدى الطائرات الإيرانية بدون طيار إلى 1000 كيلومتر. ولديهم أيضًا طائرات بدون طيار يصل مداها إلى 2000 كيلومتر.
الطائرات بدون طيار من هذا النوع بسيطة جدًا من حيث هيكلها، لذا فهي رخيصة جدًا من حيث تكاليف الإنتاج والشراء. وبحسب التقارير، فإن تكلفة مشترياتها تصل إلى 20 ألف دولار فقط (71 ألف شيكل) للوحدة.
تبلغ الطاقة الإنتاجية لصناعة الطائرات بدون طيار الإيرانية عدة آلاف سنويًا. في الواقع، يمكن أن يشتري سعر شراء طائرة مقاتلة من طراز F-35 حوالي 4000 طائرة بدون طيار.
مع الآلاف من الطائرات بدون طيار، من الممكن الهجوم في آن واحد بعشرات الطائرات بدون طيار يوميًا، لذلك يواجه نظام الدفاع الجوي صعوبة في تحديد موقعها واعتراضها.
يبلغ وزن الرأس الحربي الذي تحمله (الطائرة بدون طيار) حوالي 40 كجم. والضربة الدقيقة بهذه الحمولة ستؤدي بالتأكيد إلى أضرار جسيمة وإصابات. الطائرات بدون طيار دقيقة وموجهة بواسطة بنظام(GPS) ، ومستوى دقتها حوالي 10 أمتار.
بمجرد إطلاقها، لا تتصل الطائرات بدون طيار بالقاذفات ولا يمكن تعطيل رحلتها إلى الوجهة. تحلق الطائرات بدون طيار على ارتفاع منخفض، ليلًا أو نهارًا، ويصعب تحديد موقعها.
جدير بالذكر أن وسائل إعلام إيرانية نشرت، بعد إعلان إيران أنها نجحت في تصنيع صاروخ باليستي يفوق سرعة الصوت، تهديدات باللغة العبرية تفيد بأن هذا الصاروخ قادر على الوصول إلى إسرائيل في غضون 400 ثانية، وأنه سيغير قواعد اللعبة، كما يمكنه تفادي أنظمة الدفاع الجوية الحديثة.
- محلل في شؤون الشرق الأوسط لدى صحيفة “جيروزاليم بوست”. غطى الحرب ضد تنظيم داعش، وحروب غزة الثلاثة، والصراع في أوكرانيا، وأزمة اللاجئين في أوروبا الشرقية، كما قدم تقاريرًا عن العراق، وتركيا، والأردن، ومصر، والسنغال، والإمارات، وروسيا. حصل على درجة الدكتوراه من الجامعة العبرية في القدس عام 2010. عمل سابقًا باحثًا مشاركًا في مركز “روبين” للأبحاث والشؤون الدولية، ومحاضرًا في الدراسات الأمريكية في جامعة القدس. ويشغل حاليًا منصب المدير التنفيذي لمركز الشرق الأوسط للتقارير والتحليل.
- – مهندس برمجيات، حاصل على درجة البكالوريوس في العلاقات الدولية من الجامعة المفتوحة، ودرجة الماجستير في العلوم السياسية من جامعة تل أبيب في تخصص الردع السيبراني. ويعمل حاليًا محررًا في المجال التكنولوجي لدى مجلة وموقع “إسرائيل ديفنس”. وتشتمل مجال تغطيته العالم السيبراني، التكنولوجيا العسكرية، الإبتكارات التكنولوجية، والعلاقات بين التكنولوجيا والشركات. عمل سابقًا لدى موقع “ماكو” وفي قسم التكنولوجيا في موقع “والا”.
- – مدير ديسك في صحيفة جيروزاليم بوست. لديه خبرة في مجالات الأمن والدبلوماسية العامة. حاصل على بكالوريوس في الحكومة، وماجستير في مكافحة الإرهاب والأمن القومي من مركز هرتسليا متعدد التخصصات. ويغرد على: @Starrlord89
- – شاحر كلايمان: صحفي ومحرر في موقع “إسرائيل هيوم”، وهو باحث ماجستير في دراسات الشرق الأوسط في جامعة “بار إيلان”. ويغرد على: https://twitter.com/skleiman5791
- – ولد عام 1963 في مدينة طولكرم الفلسطينية، وهو صحافي فلسطيني- إسرائيلي ومحاضر ومخرج أفلام وثائقية، ومراسل لصحيفة ذا جيروزاليم بوست”، كما إنه يكتب في معهد جيتستون في نيويورك. يعمل أبوطعمة منتجًا ومستشارًا إعلاميًا لهيئة الإذاعة الوطنية NBC news منذ عام 1989.
- – جنرال احتياطي في الجيش الإسرائيلي، وعضو في مشروع النصر الإسرائيلي. كان قائدًا للجبهة الجنوبية والكليات العسكرية، فضلًا عن عمله محققًا للشكاوى في الجيش الإسرائيلي. حصل على وسام الشجاعة لخدمته خلال حرب يوم الغفران.