تناولت تقارير الإعلام ومراكز الدراسات العبرية أخبارًا حول تسليم إيران شحنة من اليورانيوم المخصّب إلى الحوثيين في اليمن وسقوط أجزاء منها في أيدي عناصر تنظيم القاعدة بمحافظة البيضاء. كما اهتم الإعلام الإسرائيلي بالأنشطة التي تساعد الحوثيين على زيادة مصادر دخلهم ومنها تهريب الآثار اليمنية.
ويترجم مركز صنعاء بشكل دوري ومستمر أبرز التقارير والمقالات التحليلية العبرية بوصفها جزءًا من اهتماماته، والمقاربات الإقليمية التي يقدمها.
إيران سلمت شحنة من اليورانيوم المخصب إلى الحوثيين في اليمن
قال طل ليف رام[1] المراسل العسكري في صحيفة معاريف إن مصادر في الشرق الأوسط قالت للصحيفة، الأحد (11 ديسمبر)، إن إيران سلمت، مؤخرًا، شحنة من اليورانيوم المخصّب إلى جماعة الحوثيين في اليمن، لكن أجزاء منها سقطت بالفعل في أيدي عناصر تنظيم القاعدة بمحافظة البيضاء.
لكن رام لم يضيف أي معلومة في هذا السياق، وحول الكيفية التي وصلت بها هذا الشحنة من اليورانيوم للحوثيين ومنها إلى التنظيم المتطرف.
في المقابل تناولت صحيفة معاريف أيضًا ردود صحيفة “الهوية” التابعة للحوثيين حول التقارير التي بثتها شبكتا الحدث والعربية في السعودية على نطاق واسع نقلًا عن معاريف.
ويقول الحوثيون: “يشكل ما نشره الإعلام الصهيوني والسعودي خطوة تمهيدية لتصعيد تحالف الاحتلال في اليمن بقيادة السعودية”. كما يزعمون أن الهدف من ذلك هو استئناف الضربات الجوية، وربما حتى استخدام الأسلحة النووية.
كما زعمت الصحيفة الحوثية أن صحيفة “معاريف” الإسرائيلية ممولة من السعوديين والإمارات العربية المتحدة، وأنها المرة الأولى التي يضاف فيها اليورانيوم إلى قائمة الأسلحة التي تتهم إيران بنقلها إلى اليمن.
وبحسب قولها، فإن القاعدة والمنظمات الإرهابية الأخرى مرتبطة أيديولوجيًا وعضويًا بالتحالف الذي يهاجم اليمن، وأن إسرائيل تشارك فيه “مستترة” خلف السعودية والإمارات. كما ادعت أنه في ظل فشل التحالف قد يستخدم السلاح النووي في “حربه القذرة” ضد اليمن، وأن الخبر المنشور في صحيفة “معاريف” ليس إلا محاولة استباقية لتبرير جرائمها.
وقال حسين العزي نائب وزير خارجية صنعاء: “لا مبرر لاستخدام المرتزقة الأجانب كغطاء لإطالة تواجد الإمارات غير الشرعي في اليمن”. وحذرهم من “تقديم خدمات رخيصة للعدو الإسرائيلي” لأن ذلك سوف يبرر استئناف الهجوم على الإمارات.
ورفضت مصادر سعودية محاولات اتهام السعودية بأن اليورانيوم وصل إليها من خلال القاعدة.
مقاتلو جماعة الحوثيين ينشطون في شرق سوريا
أشار موقع نتسيف نت الإسرائيلي، إلى أن سفيرًا حوثيًا من اليمن يعمل في دمشق منذ عدة سنوات، في الوقت الذي يصل مقاتلو جماعة الحوثيين إلى شرق سوريا للتدريب تحت إشراف مدربين عسكريين إيرانيين على أساليب حربية متنوعة وتشغيل أنظمة أسلحة متطورة مثل: إطلاق صواريخ باليستية، وتشغيل الطائرات المسيرة؛ لأغراض جمع المعلومات الاستخبارية، وكذلك العمليات التشغيلية للطائرات المسيرة الانتحارية.
ووصلت مجموعة من الحوثيين، هذا الأسبوع، إلى مدينة دير الزور بعد وصولها سابقًا إلى مدينة البوكمال.
ولفت الموقع إلى أن قادة من “حزب الله” اللبناني رافقوا الحوثيين في طريقهم إلى أحد مقرات “الحرس الثوري الإيراني” بجانب معسكر الطلائع بمدينة دير الزور.
وأشار مراسل موقع نهر ميديا إلى أن قادة الحرس الثوري الإيراني سلموا نقاطًا عسكرية للحوثيين على أطراف مدينة دير الزور، بعد أن انتهت المجموعة من تلقي التدريبات العسكرية في وقت سابق، ببادية الحمدان والصالحية في ريف البوكمال شرقي دير الزور.
وقال موقع نتسيف إنه ليس من الواضح ما إذا كانت الميليشيات اليمنية ستعمل بانتظام في شرق سوريا إلى جانب الميليشيات الإيرانية الأخرى أو ما إذا كانت قد جرى تكليفها بمسؤولية منطقة ما لاكتساب خبرة عملياتية قبل عودتهم إلى اليمن. إذ حتى الآن لا يوجد نشاط معروف للميليشيات اليمنية على الأراضي السورية.
إيران تسعى لإغراق الدول العربية بالمخدرات وتدمير النسيج الاجتماعي
ذكر موقع نتسيف نت أن إيران تسعى لإغراق الشرق الأوسط بالمخدرات عبر مليشياتها التي تدعمها في الحروب التي تشهدها سوريا والعراق واليمن، حيث تعتبر هذه المواد المخدرة أهم مورد اقتصادي لها في ظل العقوبات التي تعاني منها بعد أن وصلت المفاوضات حول الملف النووي إلى طريق مسدود.
بحسب تنظيم المتمردين في جنوب سوريا – “تجمع أحرار حوران“، لم تكتف إيران بإغراق سوريا والعراق بالمخدرات، بل تعمل أيضًا على إغراق السعودية ودول الخليج العربي في ذلك المستنقع، من خلال تهريب حبوب الكبتاغون والمخدرات من اليمن عبر مليشيا الحوثي التي تدعمها في الحرب ضد الحكومة المعترف بها دوليًا.
تسعى إيران إلى تحقيق هدفين بإدخال المخدرات إلى الخليج:
الأول: زيادة أرباحها المادية من المبيعات بشكل كبير.
الثاني: العمل على تدمير البنية الاجتماعية في السعودية والخليج.
يعتقد خبراء أمنيون ومراقبون للشؤون اليمنية، أن شحنات المخدرات التي تحملها السفن الإيرانية تتجه إلى أذرع الحرس الثوري الإيراني في المنطقة، وخاصة لميليشيات الحوثي التي تسيطر على جزء كبير من الساحل الغربي لليمن المطل على البحر الأحمر، خاصة أنها تحتوي على 3 موانئ مهمة تسيطر عليها الميليشيات، وأكبرها ميناء الحديدة.
وبحسب خبراء منظمة تجمع أحرار حوران، فإن المخدرات التي تصل اليمن بكميات كبيرة لا يمكن أن تكون فقط لاستخدام الحوثيين، ورغم توزيع بعضها في اليمن، لكن من المؤكد أن السعودية هي الهدف. تعمل إيران من خلال هذه التجارة على تمويل مليشياتها ذاتيًا، ومن المحتمل أن تلجأ إيران خلال المرحلة المقبلة إلى البدء بعملية تصنيع حبوب الكبتاغون المخدرة في اليمن أسوة بسوريا؛ للتخلص من عبء عمليات النقل البحري والتعرض لمصادرة البحرية الأمريكية في بحر عمان.
الحوثيون جزء من شبكة تهريب عالمية للآثار اليمنية
ذكر موقع نتسيف نت أنه جرى عرض تمثال لوعل يمني شهير، خلال عامي 2018 و2019، في فرنسا واليابان. كان الوعل ضمن مجموعة الشيخ حمد آل ثاني، ابن عم أمير قطر، ويبدو أنه تم تهريبه من اليمن بشكل غير قانوني.
قال السفير اليمني لدى اليونسكو، محمد جميح، في عام 2021، إن الحكومة اليمنية الشرعية تتخذ الإجراءات القانونية اللازمة لاستعادة الآثار اليمنية المنهوبة، ومن بينها الوعل اليمني، الذي انتشر في وسائل الإعلام الفرنسية.
قصة الوعل اليمني ما هي إلا قطعة صغيرة جرى الكشف عنها في سجل ضخم من النهب، والبيع، والتدمير الذي أثر على آثار اليمن وأجزائه الفريدة منذ عقود، مع زيادة ملحوظة في هذه الأنشطة منذ انهيار البلاد بعد سيطرة المتمردين الحوثيين على البلاد عام 2014\ 2015.
واليوم، وبعد ما يقرب من ثمانية سنوات، لا تزال هذه الأنشطة تشكل مصدرًا لتمويل وإثراء المتمردين واللصوص، وتكشف عن هوية الحضارة اليمنية الثرية التي تواجه محوًا رهيبًا.
في أحدث فضيحة للآثار المنهوبة، قال باحث يمني مستقل إن عشرات الآثار اليمنية معروضة للبيع في صالات عرض بريطانية علنًا. وفقًا للباحث في علم الآثار عبد الله محسن، ستبيع المزادات البريطانية أكثر من 40 قطعة من الذهب، والفضة، والنحاس يُزعم أنها نُهبت من المتاحف ومواقع التراث الثقافي في اليمن.
بينما قيل إن التحف الأثرية المعروضة قد اشتراها أصحابها خلال الثمانينيات، تكثر التقارير عن نهب الآف الآثار اليمنية أثناء الصراع.
عمل مزدهر
تقدر قيمة أسواق الفن والتحف العالمية بـ 65.1 مليار دولار في عام 2021. وتمثل المبيعات عبر الإنترنت لسوق الفن والتحف العالمية ما يقرب من خمس هذه القيمة السوقية الإجمالية. كانت الولايات المتحدة والصين والمملكة المتحدة، في عام 2021، هي الدول الرائدة في سوق الفن والتحف، حيث تمثل 80 % من إجمالي قيمة المبيعات. الولايات المتحدة في طليعة الدول الرائدة في سوق تجارة الفن والتحف.
أصدرت الولايات المتحدة، في عام 2020، قرارًا بحظر دخول واستيراد أي قطع أثرية يمنية. يأتي ذلك بعد أن طلبت الحكومة اليمنية من الحكومة الأمريكية منع دخول وتجارة الآثار اليمنية المسروقة.
ورحبت الحكومة اليمنية بالقرار الأمريكي لكن الفترة الزمنية المحددة لتنفيذ القرار هي خمس سنوات فقط. وهذا يعني أن القيود المفروضة على الآثار اليمنية، المصممة لحمايتها من النهب والتجارة، ستنتهي بحلول سبتمبر 2024.
جاءت الجهود التي بذلتها الحكومة اليمنية والتي سعت من خلالها لإشراك المجتمع الدولي، نتيجة عبث كبير لمليشيا الحوثي واللصوص وتجار الآثار بالمتاحف والمواقع الأثرية في اليمن.
وتشير بعض التقارير إلى اتهام الحوثيين بتهريب 4800 مخطوطة وتحف أثرية يمنية، وأن لبنان وإيران من بين الدول المستهدفة لتلك الكنوز التاريخية.
هل لليمنيين ما يحتفلون به اليوم؟
تناول موقع نتسيف نت ذكرى مرور 55 عامًا على نيل اليمن استقلالها عن بريطانيا، وذكر أنه يصعب القول إن مواطني اليمن يحتفلون اليوم باستقلالهم، حتى لو استعادوا بلادهم من الإمبراطورية البريطانية في 30 نوفمبر 1967 والتي كانت بالنسبة لليمنيين ذروة التمرد على حكم الإمبراطورية البريطانية الذي بدأ في أكتوبر 1963، وأطلق عليه ثورة 14 أكتوبر، والذي نجح في إنهاء الحكم البريطاني الذي استمر منذ عام 1832.
ولفت الموقع إلى أن احتفالات الجلاء تمثل في الواقع استقلال جنوب اليمن، وأن اليمن الشمالي نال استقلاله عمليًا عام 1918، بعد أن غادر جيش الإمبراطورية العثمانية المتداعي المنطقة التي كان يسيطر عليها في اليمن، ثم أسس يحيى محمد حميد الدين محمد المتوكل -إمام الزيديين في اليمن- المملكة المتوكلية اليمنية أو مملكة اليمن.
انتقال السلطة من الإمبراطورية العثمانية لم يكن عسيرًا، ولكنها عملية بدأت بالفعل في عام 1913 عندما أجبر العثمانيون على التخلي عن السيطرة على المناطق الجبلية التي كانت تسيطر عليها القبائل الزيدية، وهكذا أصبح الإمام، يحيى، الحاكم الفعلي لليمن الشمالي، الذي اعترف به الأتراك على اعتبار أنها مقاطعة تابعة للإمبراطورية العثمانية.
وذكر الموقع أن القيادة الدينية لعلماء الدين الزيديين اعترفت بالإمام، يحيى، بوصفه إمامًا للزيديين بعد صراعات طويلة على السلطة استمرت من عام 1904، بعد وفاة والده محمد بن يحيى حميد الدين، إمام الزيديين في اليمن، وقاد الصراع ضد الدولة العثمانية.
طلب الإمام، يحيى، دعم علماء الدين، ولكن بما أن قيادته لم ترسخ بعد، فقد رفضوا الاعتراف به إمامًا لليمن، إلى أن أثبت قيادته وقدرته على الحفاظ على الدين، كما رفضت الإمبراطورية العثمانية الاعتراف به إمامًا لليمن، وواصل نهج والده في الكفاح ضد الأتراك، وذهب مع المحاربين الموالين له لقتال العثمانيين، وفي النهاية جرى توقيع معاهدة سلام في أكتوبر 1911 بين الأتراك والإمام يحيى، واعترف به العثمانيون بأنه إمام اليمن، وهو الأمر الذي دفع علماء الدين الزيديين إلى قبول قيادته، والاعتراف به إمامًا لجميع القبائل الزيدية وكل اليمن.
حاول الإمام، يحيى، عزل المملكة اليمنية التي أسسها عن أي نفوذ خارجي أجنبي، وجعل اليمن الشمالي دولة تعيش في ظل استبداد ديني، تعارض كل تجديد وحداثة، بما في ذلك الطب الحديث، وكما هو حال حكام المنطقة المستبدين، تسري القوانين والقواعد التي وضعها الديكتاتور على جميع رعاياه، ولكن فيما يتعلق به وبعائلته، كانت القواعد والقوانين مرنة، وقد تلقى هو وعائلته العلاج الطبي من أطباء فرنسيين وإيطاليين، في الوقت الذي لم تكن في مملكته مستشفى واحدة.
بالطبع لم يكن الإمام، يحيى، راضيًا عن الوجود البريطاني في جنوب اليمن، وتجاهل الاتفاقية البريطانية- العثمانية بشأن تقسيم مناطق النفوذ في اليمن، والتي أوجدت بالفعل الانقسام بين شمال وجنوب اليمن، وعارض تعاون زعماء القبائل مع البريطانيين، وحاول بعد قيام المملكة اليمنية توسيع نطاق حكمه، وشن سلسلة من الهجمات ضد القبائل في جنوب اليمن.
عندما بدأ يطالبهم بتسليم أراضٍ مثل مدينة الحديدة ومحيطها، وبعد إحدى الهجمات خرج جيش المملكة اليمنية على مسافة نحو 50 كيلومترًا من عدن عاصمة اليمن الجنوبي، وحينها انتبه البريطانيون وأدركوا أنهم يواجهون مشكلة عويصة، وذهب الجيش البريطاني للحرب، وفي النهاية هُزم جيش المملكة اليمنية، وفي عام 1934 جرى التوقيع على اتفاق، أعقبه انسحاب قوات شمال اليمن من الأراضي التي غزوها في جنوب اليمن، واضطر الإمام قبول وجود البريطانيين في اليمن، وعلى الرغم من ذلك استمر في مضايقة البريطانيين، وافتعال مشاكل للمملكة العربية السعودية أيضًا.
شمال اليمن لم يكن هادئا في ظل حكم الإمام يحيى، وقتل في فبراير 1948 خلال انقلاب، وعينت القبيلة عبد الله الوزير إمامًا، لكن استمر حكمه أسابيع قليلة فقط حتى قام أحمد بن يحيى نجل الإمام يحيى، بتنظيم القبائل وأطاح الوزير من السلطة، وأعدم قادة الانقلاب وزج الآخرين المتورطين في السجن، وتوج ملكًا على اليمن.
لكن في اليمن، كما اليمن حاليًا، لا توجد لحظة مملة، وحتى وفاته عام 1962، وبعيدًا عن القتال مع جنوب اليمن ومع السعوديين، كان أحمد بن يحيى مشغولًا بالخلاص من خصومه المحليين أيضًا، وتمكن من النجاة من انقلاب عام 1955، وتمرد عام 1959 ومحاولة اغتيال في عام 1961، توفي أحمد بن يحيى في 18 سبتمبر 1962، وتولى ولي العهد ابنه محمد البدر بن حميد الدين إمامة اليمن، لكن عهده لم يدم سوى أسبوع دون أحداث خاصة، ثم في 26 سبتمبر 1962، بدأت “ثورة 26 سبتمبر”، والمعروفة باسم “الحرب الأهلية في شمال اليمن” بين الموالين للمملكة والجمهوريين، الذين أرادوا إنشاء “جمهورية اليمن العربية” بدلًا عن المملكة.
لم تقتصر الحرب الأهلية على رجال قبائل شمال اليمن فقط، بل تلقت القوات الجمهورية دعمًا ومساعدة من مصر والاتحاد السوفيتي، وتلقى محمد البدر ملك اليمن وأنصاره الدعم والمساعدة من السعودية والأردن، ومن وراء الكواليس حصل على مساعدات بريطانية وإسرائيلية، كما تلقى دعمًا ومساعدة من باكستان وإيران، وبالإضافة إلى كل هؤلاء، وصل مرتزقة فرنسيون ومن بلجيكا وبريطانيا إلى اليمن لتدريب وتوجيه القوات الملكية، وساعدهم في التخطيط للمعارك، و هناك من يقول إنهم حاربوا بالفعل، فيما يتعلق بعدد المرتزقة، كما في حالات قليلة جدًا في كتب التاريخ، هناك أعداد متفاوتة، تتراوح من المئات إلى حوالي 15 ألفًا، اعتمادًا على من يكتب التاريخ.
استمرت الحرب في سلسلة من المعارك دون حسم حقيقي، حتى هزيمة القوات الملكية في فبراير 1968 عندما تمكن الجمهوريون من كسر حصار صنعاء، وهي هزيمة أشارت إلى بداية النهاية، واستمر القتال في نفس الوقت الذي عقدت فيه “محادثات السلام” حتى 1 ديسمبر 1970، عندما تم إعلان وقف إطلاق النار واعترفت المملكة العربية السعودية بالجمهورية العربية اليمنية، وانتهت المملكة من الوجود.
لا داعي للقلق، حقيقة أن الجمهورية العربية اليمنية ولدت بالقرب من جنوب اليمن، لا تعني أنهم عاشوا في سعادة وثراء، ودارت بين البلدين الشقيقين سلسلة من الصراعات والمعارك.
لم ينعم اليمن الجنوبي بحياة الرفاهية أيضًا، ويبدو أنه من الصعب في اليمن إدارة الأمور بهدوء، وبعد الاستقلال عن البريطانيين عام 1967، كانت هناك صراعات على السلطة بين مجموعات القوى المختلفة، وكانت هناك محاولات انقلابية عام 1968، ونجح انقلاب في يونيو 1969 في اليمن، كما هو الحال في اليمن، كان بإمكان المواطنين التعساء الاحتفال بتأسيس حكومة أكثر تطرفًا من تلك التي تمت الإطاحة بها، إضافة إلى العداء في الصراع المستمر مع اليمن الشمالي، وتمكنوا من الدخول في صراع مع العالم كله تقريبًا، بما في ذلك العالم العربي، ومن ناحية أخرى على علاقة جيدة مع الاتحاد السوفيتي والصين.
بعد عشرين عامًا من الصراع بين البلدين اليمنيين، تمكن اليمنيون، بطريقة ما، من التوصل إلى اتفاق حول الوحدة، وهكذا ولدت جمهورية عربية كاملة وموحدة تسمى اليمن.
موحدة؟ قد يصعب بعض الشيء أن نقول إنهم كانوا متحدين حقًا في الجمهورية اليمنية، لقد وافقوا بالفعل على الوحدة وإقامة دولة واحدة، لكن هذا لا يعني أنه في بلد قبلي مثل اليمن، أن توافق أي من القبائل، حقًا، على التخلي عن سلطتها ونفوذها ومكانتها. طبعا حتى بعد الوحدة كانت هناك صراعات كثيرة، ومحاولات تقسيم، ومحاولات للانفصال عن اليمن الموحدة؛ لتأسيس كيان مستقل، وهكذا وصلت اليمن، بلد غير مستقر إلى الحرب الأهلية بين الحوثيين وبقية اليمنيين، ولا ننسى أن هذا طبعا شمل تشكيل “حكومة وحدة” للحوثيين، وهكذا، على الرغم من الأمواج العاصفة لوحدة اليمن، نقترب من عيد الاستقلال ال 55 الذي يحتفل به اليوم.
في اليمن، كما في اليمن الآن، لا يزال المواطنون اليمنيون التعساء يعانون من سلسلة لا حصر لها من الصراعات والحروب بين الحوثيين وبقية العالم (باستثناء إيران)، والصراعات بين مختلف القبائل ومراكز القوة في الداخل والخارج، وكل هذا يؤدي إلى استمرار، لا نهاية له، للدمار والخراب، وأنهار من دماء الضحايا بين المواطنين الذين يعانون من القتال المتواصل.
إن عدم قدرة اليمنيين على الوصول إلى التوافق والاتفاق على الطريقة التي يمكن أن تعمل بها القبائل المختلفة معًا لصالح جميع أفراد القبائل، جنبًا إلى جنب مع موقع اليمن الاستراتيجي، الذي اجتذب إليه دائمًا القوى الإقليمية والعالمية، التي تحاول الحصول على موطئ قدم في اليمن، والتأثير على العناصر المحلية للتصرف وفقًا لما يناسبهم (حتى لو لم يتناسب مع احتياجات اليمنيين أنفسهم) قد يتسبب في استمرار النضالات والقتال وتدمير البلاد للمواطنين التعساء.
نضيف إلى ما سبق رغبة الحوثيين، المدعومين من إيران، في إعادة اليمن إلى عهد الشيعية الزيدية، والاستمرار في زرع الألغام الأرضية، وتجنيد الأطفال قسرًا، وسرقة المساعدات الإنسانية الدولية، وتجويع ومنع الماء عن المدنيين، وتعمد إطلاق النار على المدنيين، ومهاجمة السفن المدنية، وانتهاك أي اتفاق يوقعونه، ويبدو أننا سنستمر في رؤية الضحايا بين المواطنين.
في الختام، سأكون سعيدًا إذا تمنيت لليمنيين يومًا استقلالًا سعيدًا، لكنني سأكتفي بالتمنيات بحياة هادئة بلا حروب، واستغلال وزراء الحرب وغيرهم من الحثالة، وأتمنى أن يتمكن اليمنيون في يوم من الأيام حقًا على الاحتفال.
البحرية الأمريكية تصادر ذخيرة مخبأة في قارب صيد متجه إلى اليمن
تناولت صحيفة هاآرتس ما قاله أسطول البحرية الخامس في الولايات المتحدة، يوم السبت 3 ديسمبر، إنه اعترض سفينة صيد تهرب “أكثر من 50 طنًا من الذخيرة، والصمامات ووقود الصواريخ” في خليج عمان على طول طريق بحري من إيران إلى اليمن في 1 ديسمبر.
وأضاف في بيان “أن أفراد البحرية الذين يعملون من قاعدة لويس بي بولر (ESB 3) البحرية الاستكشافية اكتشفوا الشحنة غير المشروعة خلال عملية التحقق من العلم، مما يمثل ثاني أكبر مصادرة ينفذها الأسطول الخامس الأمريكي لأسلحة غير قانونية في غضون شهر”.
عثرت قوات لويس ب. بولر على أكثر من مليون طلقة من عيار 7.62 ملم، و25 ألف طلقة ذخيرة عيار 12.7 ملم، وما يقرب من 7000 من صواعق الصواريخ، وأكثر من 2100 كيلوجرام من الوقود الذي يستخدم لإطلاق قذائف صاروخية.
وفي سياق متصل ذكر موقع نتسيف أن البحرية البريطانية أعلنت، في يوليو الماضي، عن ضبط أسلحة إيرانية في وقت سابق من هذا العام، من بينها صواريخ أرض جو، ومحركات لصواريخ كروز، على قوارب تهريب عالية السرعة في المياه الدولية جنوب إيران.
كما ضبطت البحرية الأمريكية، في ديسمبر الماضي، شحنة أسلحة في مياه الخليج على متن سفينة صيد مصدرها إيران، وبحسب التقديرات، كانت في طريقها إلى المتمردين الحوثيين في اليمن.
خلص تقرير سري للأمم المتحدة العام الماضي، أعدته لجنة خبراء تابعة لمجلس الأمن الدولي بشأن اليمن، إلى أن ميناء إيرانيًا كان على الأرجح مصدر آلاف الأسلحة التي استولت عليها البحرية الأمريكية في الأشهر الأخيرة في بحر العرب.
وكشف التقرير أن زوارق السلاح انطلقت من ميناء جاسك الإيراني إلى ساحل بحر عمان، بحسب التحقيق مع بعض أطقم القوارب وبيانات من أجهزة ملاحية عثر عليها هناك.
وفي سياق آخر ذكرت مايا كارلين[2] أن إسرائيل والولايات المتحدة أجروا العديد من التدريبات في الأشهر الأخيرة، لقد نفذت القوات البحرية الإسرائيلية والأمريكية، في أغسطس، تدريبات بحرية استمرت أربعة أيام في البحر الأحمر. وبحسب بيان للبحرية الأمريكية، ركز التدريب الثنائي بين الأسطول الخامس الأمريكي والقوات البحرية الإسرائيلية على “تخطيط المهمة، والاعتراض البحري، والتدريبات الأخرى في البحر”، ومنها تدريبات لاستهداف عمليات تهريب الأسلحة في البحر الأحمر.
وقالت إن إيران تزود المتمردين الحوثيين، وكلاءها في اليمن، بالأسلحة والمساعدات الأخرى عبر هذه المياه، مما يجعل قوة مهام البحر الأحمر حيوية لاحتياجات إسرائيل الأمنية. وقد أبحرت في التدريبات حاملة الطائرات ” USS Nitze” و ” USS Lewis B. Puller” جنبًا إلى جنب مع طرادات إسرائيلية.
الجيش المصري في مهمة جديدة في مضيق باب المندب وخليج عدن
تناول موقع نتسيف ما أعلنت القوات المسلحة المصرية بأن قواتها البحرية ستتولى قيادة فرقة العمل المشتركة رقم 153، والتي تتمثل مهمتها في مكافحة التهريب، والتصدي للأنشطة غير المشروعة، وفي مقدمتها العمليات الإرهابية في مناطق البحر الأحمر، وباب المندب، وخليج عدن.
وقال المتحدث العسكري المصري، إن ذلك يأتي في إطار جهود القوات المسلحة وبالتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية، والدول الشقيقة والصديقة؛ لمواجهة التهديدات والتحديات التي تستهدف أمن واستقرار المنطقة.
وأفاد بيان الجيش المصري أن “مصر تتولى قيادة القوة، انطلاقا من دورها المحوري وتعاونها الوثيق مع القوات البحرية للدول المشاركة، لتحمل مسؤوليتنا المشتركة لتحسين البيئة الأمنية في جميع المناطق والممرات البحرية، وتوفير العبور الآمن لحركة تدفق السفن عبر الممرات البحرية الدولية، والتصدي لكافة أشكال وصور الجريمة المنظمة التي تؤثر بالسلب على حركة التجارة العالمية ومصالح دول المنطقة.
وأضاف البيان: “في هذا الإطار، تؤكد القوات المسلحة على أن فرقة المهام المشتركة (153) هي أحد أهم الآليات المشتركة لتعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي ومجابهة التهديدات بكافة أنماطها”.
تضم فرقة المهام المشتركة 153 المملكة العربية السعودية، ومصر، والإمارات، والأردن بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.
أطفال اليمن يدفعون ثمن الحرب
قال جاي إليستر[3] في موقع والا العبري إن الأمم المتحدة تقدر مقتل 3774 طفلًا، على الأقل، في اليمن منذ اندلاع الحرب في مارس 2015 وحتى سبتمبر من العام الجاري، وإصابة 7245 طفلًا. وبحسب البيانات التي جمعتها منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، لقد جرى تجنيد 3904 طفلاً خلال تلك الفترة في القتال، ويعاني ما يقرب من 2.2 مليون طفل في اليمن من “سوء التغذية الحاد”.
قالت كاثرين راسل، المديرة التنفيذية لليونيسف: “إذا كان لأطفال اليمن أي فرصة لمستقبل لائق، فيجب على أطراف النزاع، والمجتمع الدولي، وجميع من لهم نفوذ ضمان حمايتهم ودعمهم”، وأضافت الوكالة أن الأرقام الفعلية من المرجح أنها أعلى من ذلك بكثير.
وعلاوة على ذلك، قام المتمردون الحوثيون بتجنيد الأطفال علانية في القتال، وكثير منهم من خلال “المعسكرات الصيفية” حيث ينشرون أيديولوجيتهم المتطرفة. واعترف مسؤولون حوثيون لوكالة أسوشيتيد برس، في وقت سابق من هذا العام، أن بعض المجندين كانوا في سن العاشرة فقط، زاعمين أنهم يعدون في هذا السن بالفعل “رجالًا”.
وفقًا للأمم المتحدة، استخدم الحوثيون أيضًا الألغام على نطاق واسع، مما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 74 طفلاً في جميع أنحاء اليمن بين يوليو وسبتمبر من هذا العام.
كما قُتل آلاف المدنيين والأطفال في غارات جوية للتحالف السعودي استهدفت الأسواق، وحفلات الزفاف، والجنازات، والمساكن، والمستشفيات. في عام 2018، استهدفت غارة جوية حافلة تقل أطفالًا في طريقهم إلى المدرسة في شمال اليمن، وقتل أكثر من 40 صبيًا.
حرب بالوكالة بين السعودية وإيران
بدأ الصراع في عام 2014 بعد أن خرج المتمردون الحوثيون، الشيعة المدعومون من إيران، من معاقلهم في شمال البلاد وسيطروا على العاصمة صنعاء، مما أجبر الحكومة اليمنية على الخروج منها. في مارس 2015، تدخل تحالف عربي بقيادة المملكة العربية السعودية في الحرب وبدعم من الولايات المتحدة.
ظل القتال في حالة جمود في السنوات الأخيرة، وفي أبريل توصل الطرفان إلى وقف لإطلاق النار، لكنه انهار في أوائل أكتوبر، وحثت اليونيسف الأطراف على تجديده. واتهمت الولايات المتحدة والأمم المتحدة الحوثيين بتقديم مطالب في اللحظة الأخيرة، بينما ألقى المتمردون باللوم في انسحابهم من الاتفاقية على عدم رغبة الأمم المتحدة في تقديم ضمانات مكتوبة لبعض مطالبهم الرئيسية.
وفقًا لـ ACLED، وهي مؤسسة ترصد النزاعات في العالم، قُتل أكثر من 150 ألف شخص في الحرب في اليمن، من بينهم أكثر من 14500 مدني. انخرطت اليمن بسبب الحرب في واحدة من أخطر الأزمات الإنسانية في العالم، وزاد الصراع من حدة الفقر في البلاد وجعله أقرب إلى حافة المجاعة. تعتبر الحرب إلى حد كبير حربًا بالوكالة بين المملكة العربية السعودية وإيران.
الحرب الاقتصادية في اليمن اختبار لجهود السلام المتوقفة
قال جاك بمبرتون الصحفي في موقع i24news إن الحرب الاقتصادية في اليمن بين النظام، المدعوم من السعودية، وخصومه الحوثيين في طليعة الصراع حيث شهدت جهود السلام تهدئة في الأعمال العدائية المباشرة، على الرغم من عدم اتفاق أي من الطرفين على تمديد الهدنة.
وفشلت الأطراف المتحاربة في البلاد في تجديد الهدنة التي توسطت فيها الأمم المتحدة وانتهت في أكتوبر، وبددت آمال بعض اليمنيين في الوصول إلى اتفاق بعد أكثر من سبع سنوات من القتال الوحشي. منذ ذلك الحين، استهدفت مناورات متبادلة تعطيل عائدات النفط وتدفقات الوقود، مما أدى إلى مزيد من الاضطرابات الإنسانية.
أعاقت سلطات الأمر الواقع الحوثية في شمال اليمن قدرة الحكومة، المعترف بها دوليًا، على تصدير النفط من خلال شن هجمات بطائرات بدون طيار على موانئ في الجنوب؛ لردع الناقلات عن تحميل النفط الخام. من جانبها، ردت الحكومة بخطوات من المرجح أن تزيد من تقييد تدفق الوقود إلى المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، مثل تجميد البنك المركزي في عدن حسابات الشركات التي تستورد الوقود لهذه المناطق ووقف التعامل معها.
لا حرب ولا سلام
لم تعد الأطراف المتحاربة إلى مستوى العداء الذي كان سائدًا قبل الهدنة، لكن هذه التطورات الأخيرة هي بوادر تصعيد مقلقة، وكان لها تأثير سلبي على القطاع الاقتصادي في اليمن.
وقال مسؤول في الحكومة التي تدعمها السعودية: “الخطوة جاءت ردًا على الهجمات التي شنها الحوثيون على موانئ تصدير النفط والتي منعت تصدير أكثر من مليوني برميل من الخام”.
لطالما كانت الأبعاد الاقتصادية للحرب جوهر الصراع. لكن في الآونة الأخيرة، أصبحت في طليعة الاهتمام الدولي، حيث كلما كانت هناك اضطرابات محتملة في الأمن البحري، فإن ذلك يجعل الجميع في حالة تأهب قصوى نظرًا لموقع اليمن.
في الوقت الذي ساد فيه الهدوء النسبي على الجبهات الرئيسية، تتزايد التوترات وسط الجهود التي تقودها الأمم المتحدة للتوصل إلى اتفاق هدنة جديد والذي توقف منذ أكثر من شهرين. وتشمل الهدنة الموسعة المقترحة آلية لدفع رواتب الخدمة المدنية، وهو ما انتقده الحوثيون، المدعومون من إيران، لعدم اشتمالهم على أفراد من القوات المسلحة.
القوات السعودية تقتل وتعذب المهاجرين في اليمن
تناول موقع i24news التقرير الذي نشرته هيومن رايتس ووتش في وقت سابق من هذا الأسبوع مستشهدا برسالة من خبراء الأمم المتحدة عرضت سلسلة من مزاعم انتهاكات حقوق الإنسان من قبل القوات السعودية ضد المهاجرين وطالبي اللجوء في اليمن، ومنها: القتل، والتعذيب، والاحتجاز التعسفي، والانتهاكات الجنسية.
سلط مؤلفو التقرير، لما فقيه، وناديا هاردمان، الضوء على الاتصالات الأخيرة لعدد من خبراء الأمم المتحدة إلى الحكومة السعودية – التي تدعم الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا في حربها المستمرة منذ سبع سنوات ضد المتمردين الحوثيين.
وورد في الرسالة أن خبراء الأمم المتحدة اتهموا قوات الأمن السعودية بقتل حوالي 430 مهاجرًا، وإصابة 650 آخرين في قصف وإطلاق نار عبر الحدود بين يناير وأبريل 2022. وزُعم أن المهاجرين الأسرى تعرضوا للتعذيب، وتعرضت فتيات لا تتجاوز أعمارهن 13 عاما للاغتصاب.
- المعلق والمراسل العسكري لصحيفة معاريف. عمل مراسلًا للشؤون العسكرية والأمنية لإذاعة “جالي تساهل” في الأعوام 2008- 2017. حاصل على درجة البكالوريوس في الحكومة، والاستراتيجية والدبلوماسية من المركز متعدد التخصصات.
- محللة في مركز السياسة الأمنية في واشنطن. زميلة آنا سوبول ليفي السابقة في مركز هرتسليا متعدد التخصصات في إسرائيل حيث أكملت درجة الماجيستير في مكافحة الإرهاب والأمن الداخلي. وتكتب في Jerusalem Post, Epoch Times, Times of Israel, The Daily Wire, The National Interest, Algemeiner Journal, JNS.
- رئيس ديسك الشؤون الخارجية في موقع والا الإخباري العبري، وهو مسؤول عن إعداد وكتابة الأخبار من كافة أنحاء العالم وفي مختلف المجالات. حاصل على ليسانس في تاريخ الشرق الأوسط والعلوم السياسية من جامعة تل أبيب.