تحول مخزون الأسلحة الذي يملكه الحوثيون، من بينها الصواريخ الباليستية والطائرات دون طيار، إلى مصدر قلق لإسرائيل عقب التقارب الأخير بين الجماعة والمملكة العربية السعودية، وتحدثت وسائل الإعلام كثيرا عنه، واحتمال أن يسعى الحوثيون وإيران الآن إلى تركيز تهديداتهما على إسرائيل.
كما اهتم الإعلام الإسرائيلي بالتحركات الأخيرة لإنهاء الأزمة اليمنية، مرجحًا أن الحرب في اليمن لن تنتهي رغم التقارب الإيراني السعودي.
ملاحظة: حُررت هذه الترجمة مراعاة للوضوح، وهي جزء من سلسلة إصدارات ينتجها مركز صنعاء كجزء من اهتماماته، والمقاربات الإقليمية التي يقدمها. الآراء المُعرب عنها في هذه الترجمة لا تعكس آراء مركز صنعاء.
هل تشكل طائرات الحوثيين دون طيار خطرًا على إسرائيل؟
المصدر: موقع نتسيف نت | تأريخ النشر: 28 مارس 2023
ذكر موقع الميادين الإخباري، التابع لحزب الله، أنه على الرغم من تعرض قوات الحوثي في اليمن لحرب ظالمة منذ أكثر من 10 سنوات، ويهاجمها (تحالف العدوان) بقيادة سعودية، إلا أنها تمكنت من أن تتحول إلى قوة إقليمية فاعلة ومؤثرة، وتمتلك الآن قدرات عسكرية كبيرة للغاية. خاصة فيما يتعلق بالصواريخ بعيدة المدى، أو في مجال الطائرات بدون طيار التي أثبتت فعاليتها الكبيرة في استهداف أعداء اليمن مثل السعودية ودول أخرى في الخليج.
وبحسب مراكز دراسات غربية، فإن جماعة الحوثيين في اليمن تحتل المرتبة الثانية في عدد الطائرات بدون طيار التي تمتلكها، بعد حزب الله اللبناني، بين القوات التي تعمل بالوكالة لإيران في المنطقة.
وكانت أولى الطائرات المسيرة التي أُعلن عنها في عام 2017 هي “رقيب، وراصد، وهدهد 1″، وجميعها طائرات صغيرة، وخفيفة الوزن، ومتخصصة في تنفيذ المهام الاستطلاعية. وبعد عام تطورت المنظومة اليمنية مع الإعلان عن طائرة “قاصف1″، التي كانت أول طائرة مسيرة هجومية يستخدمها اليمنيون للرد على العدوان، تلاها الإعلان عن طائرة مسيرة أخرى من نفس الطراز “قاصف 2”.
في سبتمبر 2019 جرى الكشف عن طراز جديد من الطائرات بدون طيار يحمل اسم صماد والذي تضمن ثلاثة طرازات: صماد 1 لعمليات الاستطلاع، وصماد 2 لتنفيذ العمليات القتالية متوسطة المدى، وصماد 3 للعمليات الهجومية النوعية، بالإضافة إلى “صماد 4″، وهي طائرة بدون طيار قادرة على الطيران لمسافة 2000 كم، وتحمل صواريخ جو – أرض قادرة على مهاجمة المواقع الأرضية المحصنة.
ملاحظة: في ضوء ما قيل أعلاه، السؤال الذي يطرح نفسه هو ما إذا كانت طائرات الحوثيين بدون طيار، والتي تعمل بأمر من إيران، تشكل خطرًا على المنطقة؟ وهل لديهم طائرات بدون طيار قادرة على الوصول واستهداف إسرائيل؟
هل سيحول الحوثيون تهديداتهم إلى إسرائيل بعد الاتفاق السعودي- الإيراني؟
المصدر: جيروزاليم بوست | تأريخ النشر: 9 أبريل 2023 | كاتب المقال: سيث جي فرانتزمان[1]
قد يحل السلام في أجواء اليمن بعد سنوات الحرب. تدخلت السعودية في اليمن عام 2015 لمنع الحوثيين، المدعومين من إيران، من احتلال رقعة شاسعة من البلاد. وبعد تدخلها، توقفت الحرب والآن يسعى وفد سعودي- عماني لإحلال السلام مع صنعاء في اليمن. هذا سينهي ثماني سنوات من الحرب.
هذه أخبار جيدة لليمن. يأتي وسط علاقات جديدة بين إيران والسعودية. قد تعيد إيران والسعودية فتح السفارتين، وفي اليمن، اتفاق السلام يعني إعادة فتح الموانئ، وتدفق المساعدات إلى البلاد.
وفقًا لوسائل إعلام خليجية، أزال التحالف العربي، بقيادة السعودية، القيود التي استمرت ثماني سنوات على الواردات من موانئ اليمن.
وبحسب ما أوردته العربية، جاء ذلك في أعقاب تخفيف القيود في فبراير / شباط على دخول البضائع التجارية إلى ميناء الحديدة الغربي، الذي يسيطر عليه الحوثيون، الميناء البحري الرئيسي في البلاد.
مخزون أسلحة الحوثيين
يمتلك الحوثيون الآن مخزونًا هائلاً من الأسلحة، ومن بينها الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار، التي لن يتمكنوا من استخدامها ضد السعودية. ستكون إيران قادرة على توجيه الأسلحة والتمويل للحوثيين إلى جبهات أخرى. من المحتمل أن يسعى الحوثيون وإيران الآن إلى تركيز التهديدات على إسرائيل. قد يعني هذا زيادة في تهديد الشحن البحري قبالة سواحل عمان. في الماضي، استهدفت إيران السفن التجارية بطائرات بدون طيار بعيدًا عن سواحل عمان.
سعى الحوثيون دائمًا إلى ربط صراعهم بصراعات أخرى في المنطقة. وهم يدعمون حماس وحزب الله وشعارهم الرسمي يتضمن عبارة “اللعنة على اليهود والموت لإسرائيل”. ظل الحوثيون يوجهون رسائل منذ سنوات يقولون إنهم يريدون المشاركة في عمليات لمساعدة الفلسطينيين والدفاع عن “الأقصى”.
لدى الحوثيين أسلحة متقدمة خطيرة. في عام 2021، أرسلت إيران طائرات كاميكازي بدون طيار بعيدة المدى إلى اليمن. كان الحوثيون بمثابة ساحة اختبار للعديد من الطائرات الإيرانية بدون طيار، ومن بينها تكنولوجيا الطائرات بدون طيار التي تستخدمها روسيا الآن ضد أوكرانيا. وهذا يوضح طبيعة الحوثيين الخطيرة، وكذلك التداعيات التي قد تأتي من اتفاق السلام في اليمن.
قد لا يكون الحوثيون مستعدين لإنهاء حربهم. لديهم أيضًا أسلحة يمكن نقلها إلى سوريا أو جبهات أخرى. قد تستخدم إيران أيضًا الموارد التي أرسلتها إلى اليمن على جبهات جديدة.
حذرت الولايات المتحدة، هذا الأسبوع، من احتمال تنامي التهديدات الإيرانية في الشرق الأوسط. من المحتمل أن تتمكن إيران أيضًا من خلال اتفاق السلام في اليمن القادم من تركيز الهجمات في مكان آخر. قد تسعى إيران بعد إبرام صفقة مع السعودية إلى التركيز على التهديدات ضد إسرائيل والولايات المتحدة، والتي تنظر إليهما إيران على أنهما دولتين تريد “مقاومتهما” في المنطقة.
دبلوماسي يمني لموقع “كان” العبري: التقارب بين السعودية والحوثيين قد يضر إسرائيل
المصدر: موقع “كان” التابع لهيئة البث الإسرائيلية | تأريخ النشر: 16 أبريل 2023 | كاتب المقال: “روعي كايس”، مراسل قناة “كان” الاسرائيلية للشؤون العربية
ذكرت قناة “كان” التابعة لهيئة البث الإسرائيلية اليوم الأحد (16 أبريل) في نشرتها الإخبارية المسائية أن دبلوماسيًا يمنيًا، شغل في السنوات الأخيرة منصب وزير في الحكومة اليمنية المدعومة من السعودية، حذر في محادثة مع موقع “كان” العبري من أن التقارب بين الرياض والمتمردين الحوثيين، المدعومين من إيران، سيكون له تأثير سلبي على إسرائيل.
أجرى وفد سعودي رسمي، في الأيام الأخيرة، محادثات نادرة في صنعاء مع قيادة الحوثيين، في محاولة للتهدئة وإنهاء الحرب التي شنتها السعودية ضدهم قبل نحو ثماني سنوات. وأبرم الطرفان صفقة كبيرة لتبادل الأسرى.
وقال الدبلوماسي نفسه في محادثة مع موقع “كان”، إن التقارب بين الطرفين قد يفاقم من تهديد الحوثيين للممرات الملاحية في البحر الأحمر، والتي تستخدمها إسرائيل أيضًا. يأتي ذلك على خلفية الهجمات التي شنها الحوثيون في السنوات الأخيرة على سفن في البحر الأحمر بدعم إيراني.
وهاجم الدبلوماسي اليمني السعودية وقال إن محادثاتها مع الحوثيين ناجمة عن موقف ضعف بعد فشلها في قتالهم. وأكد خلال حديثه مع الصحفي الإسرائيلي “روعي كايس” أن الرياض غير قادرة على حماية الممرات الملاحية في البحر الأحمر، وبالتالي تتجه إلى الحوار مع الحوثيين لمحاولة تحقيق سلام منفعة. لكن حسب قوله، قد يحقق أيضًا نتائج عكسية.
لماذا سيفشل الاتفاق السعودي- الإيراني؟
المصدر: نيوز وان | كاتب التقرير: يارون فريدمان[2]
لا يحظى الاتفاق السعودي- الإيراني بأي فرصة للنجاح. استعرضنا في القائمة السابقة العداء الطويل بين البلدين على المستويات السياسية، والتنافس على النفط، والرواسب الدينية السنية الشيعية القديمة. سوف نتناول الآن القضايا التي لن تسمح باستمرار “الاتفاق التاريخي” على المدى الطويل:
القضية الرئيسية التي تشغل بال السعوديين هي إنهاء الحرب في اليمن، التي تدار على الحدود الجنوبية الطويلة للسعودية (وتقدر بمئات الكيلومترات). لا يمكن للجيش السعودي أن يغلق بإحكام الحدود مع بلد خاضعة تحت سيطرة تنظيم إرهابي شيعي. بالإضافة إلى ذلك، تزود إيران الحوثيين، باستمرار، بصواريخ يتزايد مداها وتهدد المملكة بأكملها.
يأمل السعوديون بعد إبرام الاتفاق أن تكبح إيران الحوثيين، وتطالبهم بالتوقيع على اتفاق جديد طويل الأمد لوقف إطلاق النار. لكن تظهر المعطيات أن الحوثيين يختلفون عن حزب الله ولن ينصاعوا لتعليمات طهران. أطلق الحوثيون، الأسبوع الماضي، بعد أيام قليلة من توقيع الاتفاق السعودي الإيراني، طائرة مسيرة إلى الجنوب لاغتيال محسن الداعري وزير الدفاع في حكومة عدن المدعومة من السعودية والإمارات. الرسالة كانت واضحة وهي أن نضالنا مستمر بغض النظر عن التطورات في المنطقة. وكان الداعري يقوم بدورية جنوبي مدينة تعز ونجا بأعجوبة لكن أسفر الهجوم عن مقتل وإصابة بعض رجاله.
يتحدث الحوثيون باستمرار عن السعودية على اعتبار أنها حليف لـ “اليهود- الصهاينة”، ودعايتهم معادية للسامية بشكل علني. بالإضافة إلى ذلك، يشن الحوثيون حاليًا حربًا اقتصادية ضد حلفاء السعودية. جمد الحوثيون جميع الحسابات المصرفية المدارة في المناطق الواقعة تحت سيطرتهم، وأعلنوا أنهم سيمنعون الشركات الغربية من هبوط طائراتهم في مطار صنعاء الخاضع لسيطرتهم اعتبارًا من نهاية مارس / آذار.
بشكل عام، يتصرف الحوثيون كمنظمة إرهابية متطرفة ومجنونة وغير مسؤولة. انتهك الحوثيون مئات المرات اتفاقيات وقف إطلاق النار مع السعودية التي جرى توقيعها بوساطة من الأمم المتحدة، والإمارات، وعمان، والكويت.
وفي الحقيقة، لا يهتم الحوثيون بوقف الحرب، بل يتطلعون إلى توسيع المناطق الواقعة تحت سيطرتهم جنوبًا نحو محافظة تعز، وشرقًا نحو منطقة مأرب. ويلتقط الحوثيون صورًا بفخر وهم يمضغون القات وحاملين الأسلحة (كلاشينكوف على ظهورهم، والمسدسات في جيوبهم، وخنجرًا أيضًا في أحزمتهم وفقًا لأفضل التقاليد البدوية في المنطقة). على عكس حزب الله، حيث إنها منظمة تساعد إيران في جهودها للسيطرة على الشرق الأوسط. في حين قامت جماعة الحوثيين على أساس إلهامها بالثورة الإيرانية، وتدعمها إيران فقط بالسلاح، وربما يرشدهم أيضًا تكتيكيًا مستشارين من إيران وحزب الله في لبنان.
تجدر الإشارة إلى أن الحوثيين شيعة من مذهب مختلف، الزيدي، على عكس المذهب الإيراني- اللبناني للشيعة الإثنى عشرية. انفصل الزيديون عن التيار الشيعي الرئيسي في وقت مبكر جدًا من القرن السابع. ولاء الحوثيين لإيران أشبه من المرتزقة عن الولاء الديني – الأيديولوجي. لذلك، تخطئ السعودية إذا اعتقدت أن بإمكان إيران كبح جماحهم. علاوة على ذلك، يجب الافتراض أن إيران ليست مهتمة بذلك أيضًا.
حزب الله أغلى ما تملكه إيران في لبنان
انتقدت السعودية بشدة سيطرة حزب الله الكاملة على لبنان، وهي عملية تفاقمت للغاية منذ انسحاب الجيش السوري منه في عام 2005. لكن إيران لا تنوي التخلي عن دعمها الهائل لـ “جوهرة التاج” – المنظمة الأكثر ولاءً للثورة الإيرانية، والتي تعد رأس حربة في صراعها ضد إسرائيل. تنتظر السعودية خيبة أمل حقيقية إذا اعتقدت أن إيران ستسمح للمسلمين السنة بالعودة إلى السلطة في بلاد الأرز. لقد فقد سعد الحريري، الذي قتل والده عناصر حزب الله، الأمل بالفعل واعتزل العمل السياسي، وتمر لبنان بحالة من الشلل السياسي المستمر.
الصراع على سوريا ميؤوس منه
تنبع المغازلة الملحوظة مؤخرًا للدول العربية (الإمارات، والبحرين، والأردن، وتونس، والجزائر، ولبنان) إزاء نظام بشار الأسد من نية إعادة سوريا إلى جامعة الدول العربية وإبعادها عن إيران. ولكن هذا الهدف يكاد يكون مستحيلًا في ظل الوضع الداخلي المتداعي في سوريا. استغلت إيران الحرب الأهلية للتدخل المباشر وإرسال الميليشيات الشيعية لقتال المتمردين. لا توجد هدايا مجانية، فقد سيطرت إيران على مناطق كاملة ومنشآت مهمة في البلاد – ضريح زينب في دمشق، وميناء اللاذقية، والحدود مع العراق وغيرها.
علاوة على ذلك، لا تزال سوريا تحكمها الأقلية العلوية التي تعتمد كليًا على مساعدة الميليشيات الموالية لإيران. بمجرد أن تقرر إيران مغادرة سوريا، ففي انتظار عائلة الأسد نصف مليون ثأر من الأغلبية السنية التي قُتلت في 2011-2017. الانسحاب المأمول لن يحدث، ولن تتخلى إيران عن المشروع الكبير لـ “الشهيد” قاسم سليماني، الذي بنى الجسر البري بين إيران والعراق وسوريا ولبنان.
العراق
كما تنتظر السعودية خيبة أمل في الساحة العراقية كذلك إذا توقعت تراجع التدخل الإيراني. استغلت إيران الحرب على داعش (2014-2017)، لتعميق سيطرتها على البلاد من خلال مليشيات “الحشد الشعبي”، ويدير جميع الحكومات في بغداد، بما في ذلك الحكومة الحالية، شخصيات شيعية موالية لطهران.
إسرائيل والولايات المتحدة المستفيدان على المدى الطويل
إذن ماذا تتوقع السعودية على أي حال؟ ألا يدرك خبراء ومستشارو الملك سلمان وولي العهد محمد بن سلمان كل هذه المعطيات؟ يبدو أن هدف الرياض هو التوقيع مع إيران لاختبار وقف إطلاق النار في اليمن، والسماح للسعودية بفتح سفارة في دمشق على أمل أن يتمكنوا من التأثير على مجرى الأمور في سوريا كما كان في السابق. يمكن الافتراض أن الصين مارست ضغوطًا شديدة على السعودية لتوقيع هذه الاتفاقيات، وربما ربحت عدة صفقات مع الصينيين. من خلال القيام بذلك، أومأت الرياض أيضًا إلى واشنطن أنها ليست حبيسة الولايات المتحدة، بل ويجب عليها أن تبذل جهدًا للاقتراب من السعودية.
لكن من المتوقع أن تكون خيبة أمل السعودية شديدة للغاية، عندما تكتشف أنها لم تحقق شيئًا من اتفاق مع حكومة آيات الله، لأن أطماع إيران لن تختفي، وسيستمر الحوثيون، في قصف السعودية وحلفاءها في اليمن. لا يفهم الحوثيون لماذا يجب عليهم إلقاء أسلحتهم. فهم يشعرون بأنهم لا يقهرون ولا سيما بعد فشل التحالف السعودي في هزيمتهم لأكثر من ست سنوات. إنهم يستخدمون مواطني شمال غرب اليمن دروعًا بشرية، ويطبقون نظامًا إسلاميًا متطرفًا، ويعدمون المشتبه بهم والمجرمين، ويستغلون الأطفال في الحرب، وأكثر من ذلك.
من المهم هنا الإشارة إلى أن السعودية تحاول في نفس الوقت تجربة بالون اختبار آخر بدءًا من عام 2020: فقد سمحت باتفاقيات أبراهام مع الإمارات والبحرين، ويمكن للطائرات الإسرائيلية التحليق في المجال الجوي السعودي. وفي الوقت التي ستتجلى فيه العلاقات مع إيران أنها عديمة الجدوى، بل ضارة، ستشهد السعودية استقرار اتفاقيات إبراهيم، ومن المتوقع أن تتطور إلى اتفاقيات إضافية. كل من ينضم إلى التطبيع سيشهد استقرارًا اقتصاديًا وتقدمًا. في حين سيجلب التدخل الإيراني في الشرق الأوسط البؤس والفقر والجوع والحروب. تطمح السعودية إلى الازدهار الاقتصادي، وبالتالي فإن مستقبلها يكمن أساسًا في التحالف الإماراتي الإسرائيلي وليس مع إيران. يجب ألا ننسى أن إسرائيل هي الدولة التي تطور أنظمة الدفاع المضادة للصواريخ، الأكثر تطورًا، القادرة على توفير أفضل دفاع ضد تهديد الحوثيين.
لذلك فإن المسؤولية الملقاة الآن على كاهل الحكومة الإسرائيلية ثقيلة للغاية. إذا سارت الأمور في اتجاهات متطرفة وفقًا لسياسة بن غفير وسموتريتش، فستتوقف إسرائيل عن كونها دولة جذابة في المنطقة ولن تتقدم اتفاقيات إبراهيم (أو العكس – سيتم إلغاؤها). أما من حيث الاستقرار الفوري الذي تبحث عنه السعودية للازدهار الاقتصادي، فإن قادتها مدركون أنه لن يأتي من إيران، بل سيستمر في الوجود فقط بفضل وجود الأسطول الخامس الأمريكي وقواعد في الخليج العربي.
يعلم بن سلمان أن نظام خامنئي الإمبريالي القمعي المظلم لخامنئي وأمثاله لن يغير موقفه. هذا الاختبار نتائجه معروفة مسبقًا تقريبًا.
حول الزكاة ورمضان والتسول وأطفال اليمن
المصدر: موقع نتسيف نت | تأريخ النشر: 25 مارس 2023
يحتفي العالم الإسلامي بشهر رمضان الذي يعد شهر القداسة، والسرور، والأخوة، والكرم، والأعمال الخيرية.
يأتي ملايين المسلمين إلى السعودية في شهر رمضان لأداء العمرة، التي تحظى بين المسلمين بأهمية دينية خاصة خلال شهر رمضان.
وهناك أحاديث في فضائل أداء العمرة في رمضان، ومنها قول النبي (صلى الله عليه وسلم) إن العمرة في رمضان تعدل حجة (وهناك تأويلات أن عُمرة رمضان تعادل الحج مع محمد (صلى الله عليه وسلم)، وكذلك الأحاديث التي تتحدث عن مضاعفة أجر أداء العمرة في رمضان، وفضائل أداء فريضة الزكاة.
كثرة الحجاج في شهر رمضان جذبت، على مر السنين، إلى أبواب مكة المكرمة من لم يأت أيضًا لأداء فريضة الحج، بل لجني الأرباح من الحجاج، ومن تقليد فريضة الصدقة في التبرع للفقراء، وتحويل التسول إلى عمل تجاري.
الزكاة وأطفال من اليمن
ربما رأيت في مفترقات طرق مختلفة في إسرائيل أطفال متسولين يديرهم مجرمون عديمي الرحمة، توجد هذه الظاهرة أيضًا في السعودية، في حين أن حوالي 90 ٪ من المتسولين في المملكة من الأجانب، ومعظمهم قادم من اليمن، والغالبية العظمى (حوالي 82٪) من الأطفال، وسوف أشير إلى أحد التقارير التي ذكرتها منظمة يونيسيف حول عملية تهريب الأطفال اليمنيين إلى المملكة، حيث أفادت بأنها “مزيج بين الإتجار بالأطفال والهجرة غير الشرعية”.
وفقًا لبيانات سعودية رسمية، في الماضي القريب (2011) كان معظم المتسولين في السعودية يمنيين تتراوح أعمارهم بين 16 و 25 عامًا، وتضاءل مع الوقت عُمر المتسولين اليمنيين في المملكة. ولفهم حجم الظاهرة، سأضيف ذلك وفقًا للبيانات المنشورة في أوائل عام 2014 عن الأشهر من يونيو إلى ديسمبر 2013 والتي جمعتها منظمات الإغاثة الدولية في اليمن، والتي اشتكت من قيام السعودية بترحيل العمال اليمنيين المهاجرين غير الشرعيين إلى اليمن، لأنهم أصبحوا عبئًا على منظمات الإغاثة، ويدور الحديث حول أكثر من 235 ألف يمني أعادتهم السعودية إلى اليمن. ومن بينهم أطفال دون سن ال 18.
جدير بالذكر أن اليونيسف كانت تكتب تقاريرًا حول هذا الموضوع، على الأقل منذ عام 2004 (لم أتمكن من العثور على تقارير سابقة) وأنه في كثير من الحالات، لسبب ما، يتم التقليل من حجم الظاهرة، ولكن الشيء الرئيسي هو أن اليونيسف تعرف كيفية “توفير البيانات والإحصاءات” التي يرون فيها ذلك باستمرار في المناطق يباع فيها الأطفال أو يتم تسليمهم لتهريبهم عبر الحدود، وتعلم أن ذلك يحدث، لكن لا تفعل شيئًا أو يقررون أيضًا البيع / التسليم لأطفالهم، وعلى الرغم من أنه في معظم الحالات (حوالي 80٪ في استطلاعات اليونيسف) يبيع الآباء أو يسلموا أطفالهم طواعية، لكن تقارير اليونيسف تقول أيضًا إنه على الرغم من معرفتهم أن كل هذا يحدث بموافقة الوالدين، فإن حوالي 60٪ من الأطفال الذين تم استجوابهم قالوا إنهم مجبرون على ذلك، وأنهم أرادوا البقاء في المنزل.
في حين أن تقارير اليونيسف الجميلة والمستثمرة جيدًا (حيث يجب تبرير الميزانيات المخصصة لمشاريع ورواتب فرع اليونيسف في اليمن) … تحكي عن السنوات التي شهدت “فقط” تهريب مئات أو آلاف الأطفال اليمنيين إلى السعودية، وفقًا للبيانات المنشورة في الصحف اليمنية والسعودية، تُهرِّب العصابات الإجرامية كل عام عشرات الآلاف إلى مئات الآلاف من الأطفال اليمنيين، ويهربون في السنوات ذات النشاط المنخفض من 5000 إلى 9600 طفل، ولكن هذا هو المكان المناسب للقول بأنني لم أتمكن من العثور على بيانات رسمية كاملة من السلطات السعودية حول مدى انتشار الظاهرة. وقد أبدت هيومان رايتس ووتش، وهي منظمة حقوقية كبيرة ومحترمة، رأيها في قضية الأطفال الأجانب العاملين في السعودية، ونشرت بالفعل في عام 2008 أيضًا تقريرًا رصينًا من 79 صفحة باللغة العربية (أو 84 صفحة باللغة الإنجليزية) ولكن إذا عدنا إلى عالم الواقع للحظة، فإن التقرير المثير للإعجاب لم يناقش، في الواقع، ظاهرة تهريب الأطفال إلى السعودية بغرض التسول أو بيعهم عبيدًا، بل نظام القانون والتنفيذ السعودي، ويتناول جزء من التقرير معاملة الأطفال في السعودية. لكن الشيء الرئيس هو أن التقرير استطاع أن يذكر أن هناك أطفال أجانب حرمهم إنفاذ القانون السعودي من حريتهم، ولا يتلقون “المعاملة المناسبة” من السلطات السعودية …
ومنذ ذلك الحين، لم تفعل هيومن رايتس ووتش شيئًا ولا شيء تقريبًا لمنع ظاهرة تهريب الأطفال إلى المملكة شأنها شأن الهيئات الدولية المحترمة الأخرى.
في معظم الحالات، تدفع الضائقة الاقتصادية العائلات في اليمن إلى تسليم أطفالها، ومعظمهم تتراوح أعمارهم بين 4 و 14 عامًا، لعصابات المهربين أو لأفراد الأسرة، الذين يأخذون الأطفال في رحلة طويلة قد تستغرق أيامًا وأسابيع، وضمان تهريبهم عبر الحدود وإحضارهم إلى مكان عملهم الجديد كمتسولين في مدن المملكة (الرياض، ومكة، والمدينة، وأبها، وجدة وغيرها) وجمع الأموال التي حصل عليها الأطفال من الحجاج والمسافرين، وتحويله إلى عصابات التهريب التي اتفقوا معها على تهريبهم عبر الحدود وإحضارهم إلى المدينة المستهدفة، وكذلك إلى عائلات في اليمن.
تبيع العائلات العديد من الأطفال الآخرين ببساطة لعصابات إجرامية تعمل في الاتجار بالبشر، أو الاتجار بالأطفال، أو “مجرد” الاتجار بالأطفال بغرض التسول والقيام بأعمال شاقة من حين لآخر في الأسواق والمستودعات التجارية، في السعودية أو دول أخرى في المنطقة.
ظاهرة تهريب الأطفال من اليمن معروفة منذ منتصف التسعينيات من القرن العشرين، وتتفاقم منذ سنوات مع اقتراب شهر رمضان؛ بسبب الضائقة الاقتصادية التي تدفع العائلات إلى إرسال أبنائها “للعمل في دولة مجاورة غنية ” لمواجهة ارتفاع أسعار المواد الغذائية التي تميز فترة ما قبل شهر رمضان.
أخذت الظاهرة في الانتشار بعد حرب الخليج الثانية عام 2003 وتوسعت بشكل ملحوظ عام 2008، من ظاهرة معروفة بشكل رئيسي في المحافظات المتاخمة للسعودية، وانتشر تهريب الأطفال إلى العديد من محافظات اليمن، وجمع وانتشر رؤساء عصابات المهربين وتجار الرقيق / المتسولين ثروات كبيرة، كما “توسعت الأعمال” أيضًا لاستغلال الأطفال المعوقين الذين يتم جلبهم إلى المملكة بحجة العلاج الطبي، وفي النهاية يجد الأطفال أنفسهم يتسولون في الشارع؛ لأنه لا شيء يستعطف المارة الكرماء أكثر من مشهد طفل فقير مريض أو معاق. لهذا السبب، هناك أيضًا أطفال بائسين يشوههم الحثالة الذين يستغلونهم، لزيادة الدخل من التسول.(حتى في إسرائيل، هناك ظاهرة معروفة لتشويه الأطفال، مثل كسر العظام، ومنع تقويم العظام، وبالتالي خلق إعاقة مرئية).
لكي تفهم كم أصبحت هذه الظاهرة أمرًا روتينيًا وحتى “طبيعيًا”، سوف أخبركم عن حالة من صيف 2011، وهو العام الذي بدأ فيه شهر رمضان في 31 يوليو واستمر حتى 29 أغسطس، حيث قام بعض المعلمين في مدرسة ابتدائية في اليمن بتدريس الطلاب الصغار أسرار حرفة التسول في السعودية، بما في ذلك حفظ الأحاديث الصحيحة التي تستعطف قلوب وجيوب السعوديين، أو الاقتراب من السيارات عند مفترقات الطرق حيث تجلس النساء أيضًا، لأنهن أكثر تعاطفًا وكرمًا عند رؤية استجداء طفل صغير، أو يختارون سيارات باهظة الثمن، أو يبيعون المياه عند التقاطعات مدركين أن العديد من المشترين الكرماء لن يطلبوا المال المتبقي أو يقدمون المال دون أخذ الزجاجة.
بعد أن تعلم الأطفال نظريًا، ومع نهاية العام الدراسي وبداية الإجازة الصيفية التي تقترب من شهر رمضان كما ذكرنا، ينسق المعلمون مع عصابة من المهربين لاصطحاب الأطفال إلى إجازة صيفية تنتهي بالتسول في المملكة، ويتم تهريب بعضهم إلى مدن قريبة نسبيًا من الحدود مثل جيزان أو أبها، ويصل بعضهم إلى الرياض ومكة.
أثار الأطفال في عطلة التسول المنظمة مع معلميهم ضجة في الصحافة المحلية وأثاروا الانتباه، وكانوا جزءًا من بداية طرح القضية إلى التوعية العامة في المملكة، مما أدى إلى توقف العديد من السعوديين عن إعطاء الصدقات للمتسولين على بعد أن أدركوا أن الأطفال المتسولين في شوارع المدينة جزء من نشاط عصابات منظمة تستغل الأطفال لجني أرباح من الكرم السعودي.
وهذا لا يعني أن السلطات السعودية واليمنية لم تحاول فعل شيء للقضاء على هذه الظاهرة، وسوف أشير إلى أنه في يونيو 2006 كان هناك اجتماع متعدد المشاركين ضم 25 مسؤولاً من وزارات الأمن والداخلية للدولتين، بالإضافة إلى ممثلين عن منظمات مدنية، ومنهم ممثلو مكاتب اليونيسف في اليمن والسعودية، واليونيسف – المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وتحدث الجميع بشكل جيد واتفقوا على ضرورة اتخاذ الإجراءات. لكن تنشغل اليمن منذ (على الأقل عام 2008) بالاقتتال وتدمير البلاد، وكما تعلمون، لا يوجد أحد في اليمن للتحدث معه حول القضايا التي تتعلق بحقوق الإنسان، ناهيك عن حقوق الأطفال ومنع استغلالهم.
جرى الحديث في اللقاء عن حوالي 24 ألف طفل متسول في السعودية، معظمهم من اليمن (و 17 دولة أخرى …)! ولكن منذ ذلك الحين، لم يتخذ أي إجراء للقضاء على هذه الظاهرة فحسب، بل ازدادت إلى مدى فظيع.
كلمة عن الاطفال – ضحايا الظاهرة
يتعرض العديد من الأطفال المهرَّبين إلى خارج اليمن للإيذاء في الطريق، وبعضهم للاغتصاب ويموت بعضهم في الطريق من العطش أو جراء إصابة، ويقتل المهربون بعضهم أو يضربونهم حتى الموت. سأضيف أن هناك حالات قليلة للغاية يستخدم فيها الأطفال الذين يتم تهريبهم إلى السعودية عتالين ويحملون على ظهورهم حزمًا مختلفة من كل ما تريد عصابة التهريب إدخالها إلى السعودية، وفي كثير من الحالات تكون المخدرات. (سأترك الأمر لكم لتخمين نوع المخدرات ومصدرها، ولن ألمح حتى إلى الدولة التي تريد إغراق السعودية ودول أخرى في المنطقة بالمخدرات).
وتجدر الإشارة إلى أن الإساءة لا تنتهي بعد عبورهم الحدود، وأن إقامتهم غير الشرعية في السعودية ليست مفروشة بالورود، حيث إن أماكن إقامتهم ليست في فندق خمس نجوم، فهناك من يسكنهم في المباني المتداعية في ضواحي المدينة أو في أسوأ الأحياء، أو في المزارع بالقرب من المدينة، وهناك المحظوظون ممن يرتب لهم أماكن للإقامة في المساجد (بالطبع مقابل أجر و / أو أعمال صغيرة).
هناك أطفال “يتم إنقاذهم” من التسول في الشارع أو من الأعمال الشاقة، ويباعون خدمًا في المنازل، ومنهم سيئو الحظ ويباعون حظايا، أولاد وبنات على حد سواء، وبعضهم يمارس الجنس في منزل عائلة ثرية، وبعضهم في صناعة الدعارة التي تعمل بعضها لخدمة الحجاج، وهي ظاهرة تعرف بـ “الزواج السياحي”.
تجدر الإشارة إلى أنه نظرًا لعدم وجود بيانات رسمية منظمة وكاملة عن الظاهرة، وهناك تقديرات تتراوح بين عشرات الآلاف إلى مئات الآلاف من الأطفال اليمنيين الذين تم تهريبهم إلى السعودية، وهناك سنوات يقدر عدد المتسللين الذين يعبرون الحدود بعشرات الآلاف شهريًا. يمكن أيضًا العثور على بيانات لا يوجد فيها سوى 10٪ من الفتيات في بعض السنوات من بين الأطفال اليمنيين المهرَّبين إلى السعودية، وهناك معطيات تُظهر أنه في سنوات أخرى يكون عدد الفتيات مساوياً لعدد الفتيان.
(ووفقًا لما وجدته، هناك نسبة أعلى من الفتيات بين الأطفال المهرَّبين من إثيوبيا، ويعملن معظمهم خادمات أو محظيات) وتعمل السلطات السعودية على القضاء على تهريب الأطفال والاتجار بهم، لكن تظهر النتائج أنهم، على ما يبدو، لا يفعلون ما يكفي. حتى هذا يعد أكثر بكثير مما تفعله السلطات في اليمن. في اليمن التي يسيطر عليها الحوثيون، الذين يتعاونون مع العصابات التي تهرِّب وتسرق المساعدات التي تقدمها المنظمات الدولية للأطفال المحتاجين.
وتجدر الإشارة إلى أنه يوجد في السعودية مراكز تأهيل (فردية) لضحايا الاتجار بالأطفال حيث يتلقى الأطفال (حتى سن 15 عامًا، وعلى حد علمي، فوق هذا العمر لا يوجد حل حتى الآن للضحايا) الحماية، والعلاج، والدعم من أخصائيين اجتماعيين من قِبل الدولة، وفي بعض المراكز أيضًا من متطوعين من مختلف المنظمات.
أود أن أشير إلى أن هناك فترات تعتقل فيها السلطات السعودية آلاف الأطفال، لكن مراكز إعادة التأهيل تستقبل ما بين عشرات وبضعة مئات من الأطفال الذين يتم جمعهم من جميع أنحاء المملكة كل عام، وقرب نهاية إقامتهم في مراكز إعادة التأهيل تتمكن السلطات أحيانًا من الاتصال بأسرة الطفل، ويحاولون شرح وتعليم الوالدين مخاطر الاتجار بالأطفال، ثم يخرج الطفل من مركز التأهيل ويعود إلى أسرته. كما أود أن أشير إلى أن هناك العديد من الحالات التي يرفض فيها الأطفال العودة إلى أسرهم لأسباب تتعلق بالفقر والعنف المفرط داخل الأسرة. (أود أن أضيف أيضًا أن اليمن لديها مركزًا واحدًا على الأقل، يتم تشغيله بالتعاون مع اليونيسف).
خاتمة
إذا سألت لماذا جذب التسول الكثيرين إلى السعودية بشكل غير قانوني، وجذب المنظمات الإجرامية التي يتمثل عملها الرئيسي في تهريب الأطفال (حتى البالغين) للانخراط في أعمال التسول في السعودية، سأخبرك عن حالة واحدة كمثال، حيث ألقى القبض على متسول يمني بالغ عند مدخل مسجد في جدة، ولم يكن مستغرباً معرفة أنه ممن دخل أراضي المملكة بطريقة غير شرعية، لكن المثير للدهشة أنهم وجدوا معه 110 آلاف ريال سعودي أثناء القبض عليه، وهو دخل “يوم عمل” – أموال حصل عليها من مواطنين سعوديين أتوا للصلاة في المسجد.
يجب أن أشير إلى أن السلطات السعودية تحاول القضاء على ظاهرة المتسولين الأجانب في الشوارع، ومنها ظاهرة تهريب الأطفال الأجانب من اليمن، ويبدو أن ما يتم إنجازه لا يكفي لكنه على الأقل بداية في الاتجاه الصحيح.
جدير بالذكر أنه في سبتمبر 2021، وافق مجلس الوزراء السعودي على “قانون ضد التسول” الذي ينص على معاقبة من يعمل في التسول أو يشجع الآخرين على التسول، سيعاقب بالسجن لمدة تصل إلى ستة أشهر أو غرامة تصل إلى 50 ألف ريال، وإذا كان المتسول أو من يشجع الآخرين أو يساعدهم في التسول، وتبين أنه جزء من جماعة منظمة تعمل في التسول، فعقوبته الحبس لمدة تصل إلى سنة و / أو غرامة تصل إلى مائة ألف ريال.
بالإضافة إلى ذلك، ينص القانون على أنه إذا لم يكن مواطنًا سعوديًا، فبعد انتهاء الإجراءات القانونية وانتهاء عقوبة السجن في حالة الحكم عليه، سيتم ترحيل الجاني من أراضي السعودية، ولن يسمح له بدخول السعودية، باستثناء أداء فريضة الحج أو العمرة.
بالإضافة إلى التشريعات والاعتقالات، أطلقت السلطات السعودية حملة توعية للشعب السعودي، فمنهم من توقف عن إعطاء الصدقات للمتسولين منذ فترة طويلة، لكن البعض لا يزال يبدي الكرم ويمنح المتسولين أموالاً تصل إلى مبالغ ضخمة، وجزء من الحملة يشير إلى أن من يعطي الصدقات للمتسولين، يساعد من يهدد الأمن الداخلي للمملكة.
زعيم الحوثيين في اليمن: “يجب أن نقف إلى جانب الشعب الفلسطيني ضد أولياء الشيطان”
المصدر: يسرائيل هيوم | تأريخ النشر: 6 أبريل 2023 | كاتب المقال: شاحر كلايمان[3]
ساحة أخرى؟ صرح زعيم المتمردين الحوثيين في اليمن، عبد الملك الحوثي، خلال خطابه بمناسبة شهر رمضان، أن “الوقوف إلى جانب الفلسطينيين مسؤولية تقع على عاتق المسلمين. والوقوف المسؤول إلى جانب الشعب الفلسطيني سيدحر العدو الصهيوني “.
كما أكد أن “اعتداءات الإسرائيليين على المصلين في المسجد الأقصى المبارك ممارسة شيطانية تتطلب ضرورة التصدي لها”. وأضاف زعيم المليشيا التي تخوض حربًا مع التحالف السعودي منذ 2015 أن “اللوبي الصهيوني اليهودي في طليعة أولياء الشيطان لإفساد الناس والمجتمع”.
وبالإضافة إلى ذلك، دعا عبدالملك إلى مساعدة الفلسطينيين بكل وسائل التعاون، بالكلمة، وبالموقف وبالمال. الموقف الواضح من العدو الاسرائيلي له أهمية كبيرة وهو جزء من الالتزامات الدينية “.
وأضاف “يجب أن يكون هناك موقف قوي وأن نفهم أن المعركة مع العدو الصهيوني اليهودي هي في إطار الصراع مع أولياء الشيطان، في مقابل حقيقة سعي الآخرين لتطبيع العلاقات مع العدو الصهيوني الإسرائيلي”.
في الماضي، هدد الحوثيون إسرائيل على خلفية زيارة رئيس الدولة، يتسحاق هرتسوغ، إلى الإمارات العربية المتحدة. كما كانت هناك تهديدات بشن هجوم بطائرة مسيرة من اتجاه خليج إيلات.
الحرب في اليمن بعيدة عن الانتهاء حتى بعد الاتفاق الإيراني السعودي
المصدر: جيروزاليم بوست | تأريخ النشر: 10 أبريل 2023
تأسست كل الجمهوريات العربية في المنطقة إما قبل أو بعد تأسيس إسرائيل بفترة وجيزة. وأصبحت اليمن في سبتمبر 1962 واحدة من أحدث جمهوريات المنطقة.
عندما تأسست الجمهورية اليمنية، كان ما يعرف الآن باليمن الشمالي هو الموجود فقط، بينما كان الجنوب دولة منفصلة ولكل منهما عاصمته (صنعاء لليمن وعدن لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية). استمر هذا التقسيم حتى عام 1990، عندما اتحد البلدان، كدولة واحدة.
ومع ذلك، استمرت التوترات في أعقاب الوحدة، لكن تمكنت صنعاء من إخماد انتفاضة جنوبية عام 1994 لاستعادة استقلال الجنوب. شعر غالبية اليمنيين الجنوبيين أن الوحدة الوطنية قد فُرضت عليهم.
عندما اندلعت الحرب في اليمن عام 2015، هاجم الحوثيون -جماعة شمالية لها صلات بإيران- عدن العاصمة التاريخية للجنوب وقتلوا آلاف المدنيين. لكن بعد ذلك بقليل، حررت القوات المسلحة اليمنية الجنوبية، التي تشكلت وتسلحت بمساعدة الإمارات، عدن من سيطرة الحوثيين. عدن هي الآن واحدة من المدن القليلة في اليمن التي تحررت بالكامل من الحوثيين وهي آمنة بشكل معقول من هجومهم.
تنامي قوة القوات الخاصة الجنوبية وضعف الجيش اليمني الرسمي، الذي فشل في تحرير أجزاء شاسعة من اليمن من الحوثيين، أدت إلى إعادة توق الجماهير في الجنوب إلى الاستقلال. بعد سنوات قليلة من تحرير عدن، دعمت الإمارات إنشاء المجلس الانتقالي الجنوبي ليصبح سلطة الأمر الواقع في الجنوب. كان الهدف الأساسي لتعاون الإمارات مع الجنوب هو محاربة القاعدة في جزيرة العرب في إطار جهد تدعمه الولايات المتحدة.
منذ الوحدة مع الشمال عام 1990، كان المجلس الانتقالي الجنوبي أول كيان سياسي مؤثر يمثل النضال من أجل الاستقلال في الجنوب. على الرغم من قدرة المجلس الانتقالي الجنوبي وقواته العسكرية على الحفاظ على استقرار معتدل في الجنوب، إلا أن الصعوبات السياسية بدأت تتفاقم. تعارض غالبية الجهات الفاعلة المهمة في اليمن انفصال جنوب اليمن ومنها الإخوان المسلمين، وحزب المؤتمر الشعبي العام، حزب الرئيس السابق علي عبد الله صالح.
العديد من قادة هذه الجماعات المؤثرة التي حكمت اليمن خلال النظام السابق من الجنوب ولكنهم يفضلون توحيد البلاد لأسباب متنوعة. فبعضها شخصي لأنهم نالوا امتيازات رسمية في ظل الوحدة، والبعض الآخر فكري؛ لأنها نابعة من عصر القومية العربية التي قامت على فكرة توحيد العالم العربي.
ومع ذلك، تجمع عشرات الآلاف من سكان الجنوب في السنوات الأخيرة للاحتجاج على الوحدة ودعوا إلى الاستقلال. وقد طالب المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي يدعم الانفصال، مرارًا وتكرارًا بإجراء استفتاء تحت إشراف الأمم المتحدة بشأن مستقبل الجنوب.
هل سيؤثر الاتفاق الإيراني – السعودي على الحرب في اليمن؟
تنص الاتفاقية الجديدة بين إيران والسعودية على أن تتوقف إيران عن تسليح الحوثيين. حتى لو حصلت السعودية على خروج سهل من حرب اليمن وتمكنت من وقف هجمات الحوثيين على السعودية، والتي تشكل تهديدًا كبيرًا لرؤية ولي العهد السعودي للتنمية الشاملة، فإن الحرب داخل اليمن بين الحوثيين والفاعلين الآخرين، وخاصة القوات الجنوبية، يمكن أن تستأنف مرة أخرى.
تدرك السعودية الديناميكيات المعقدة داخل اليمن والتي قد تؤدي إلى تصعيد الحرب، ولهذا تمضي الرياض قدمًا في خطة لإغلاق حدودها تمامًا مع اليمن من خلال بناء سياج بطول 1000 ميل على حدودها الجنوبية.
يحاول الحوثيون بالفعل السيطرة على المدن الغنية بالنفط في جنوب اليمن، وما يزيد الطين بلة هو أن تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة يتركز في المدن التي تدور فيها رحى قتال عنيف بين الحوثيين والقوات الجنوبية.
تتذكر العديد من وسائل الإعلام والمسؤولين الغربيين حرب اليمن بسبب التدخل السعودي والإيراني، وإذا نأت إيران والسعودية عنها، فقد تتلاشى اليمن من عناوين الأخبار، بينما تزداد معاناة اليمنيين والفوضى التي قد تصدرها اليمن مرة أخرى للعالم.
إذا اتفقت إيران والسعودية على ملاذ سهل من اليمن للتركيز على مخاوف أخرى، فيجب على المبعوث الأمريكي إلى اليمن تيم ليندركينج أن يواصل الحث على حل سياسي يعالج الأسباب الأساسية للأزمة.
يعتبر التنافس بين جنوب اليمن وشماله سمة رئيسية للحرب اليمنية ولا يزال محل تجاهل في المناقشات السياسية اليمنية. الانقسامات الجوهرية في تصور اليمنيين لهويتهم مستمرة في تأجيج العنف. مع السلطة التي تتمتع بها القوات الجنوبية والمجلس الانتقالي الجنوبي اليوم، من الصعب تخيل توحيد اليمن مرة أخرى دون حرب دموية لأنها ستكون ضد رغبات شريحة عريضة من الجنوبيين.
حان الوقت لأن تناقش الولايات المتحدة الحرب في اليمن على أنها شأن يمني، وتنصت إلى الأطراف اليمنية أكثر من القوى الإقليمية. إن تجاهل أهداف الأطراف المعنية الأبدية ورؤيتهم لمستقبل اليمن سيؤدي إلى إطالة الحرب، وزيادة المعاناة الإنسانية، وتعريض سلام المنطقة للخطر وكذلك مهمة محاربة تنظيم القاعدة في اليمن، أحد أكثر فروع القاعدة عنفًا في العالم.
إيران تبني شرق أوسط جديد
المصدر: موقع زمان يسرائيل | تأريخ النشر: 9 أبريل 2023 | كاتب المقال: أمير بار شالوم[4]
على غير المعتاد، أعلن المتحدث باسم البحرية الأمريكية، أمس، أن الغواصة “فلوريدا” تعزز الأسطول الخامس المتمركز في الخليج العربي، وأنها مرت بقناة السويس، الخميس الماضي، في طريقها إلى القاعدة البحرية الأمريكية في البحرين.
مثل هذه الرسالة لا تنشر هباءً – وخاصة بعد ذكر تفاصيل عن مسار الغواصة وموقعها بالضبط: كانت الولايات المتحدة في الأسبوع الماضي في تقييم مستمر للأوضاع في السياق الإيراني، والتهديد الجديد لقواتها من الميليشيات الشيعية المنتشرة في جميع أنحاء المنطقة.
الهدف المباشر من إرسال الغواصة التي تحمل 164 صاروخ كروز من طراز توماهوك هو تعزيز الوجود البحري الأمريكي في الخليج العربي، وإضافة قوة نيران دقيقة وهامة قبالة الساحل الإيراني. وهذا بالتأكيد إشارة لطهران بأن الولايات المتحدة عازمة على حماية مصالحها في المنطقة.
الرد الإيراني كان سريعًا وأعلنت أن أسطول الحرس الثوري سيجري مناورة بحرية كبيرة في الخليج العربي والبحر الأحمر – في إشارة للأمريكيين إلى أن إيران تعتبر نفسها حرة في العمل هناك أيضًا.
هذا العمل الذي تقوم به الولايات المتحدة له أيضًا خلفية استراتيجية. إن الولايات المتحدة قلقة للغاية بشأن المحور الناشئ في المنطقة بين إيران وروسيا والصين والسعودية. لقد كان اجتماع وزيري خارجية إيران والسعودية قبل نحو أسبوع في بكين، والتصريحات بشأن استئناف العلاقات الدبلوماسية، وافتتاح السفارات المتبادلة بمثابة نصر صيني.
استغلت بكين استياء إيران من الولايات المتحدة وخيبة أمل الرياض المستمرة، وغضبها من واشنطن والرئيس جو بايدن، وحققت من هذه التوترات إنجازًا مهمًا.
هذا التوتر ليس منفصلًا عن الزاوية الاسرائيلية والتوترات الحالية على الحدود الشمالية. تشع ثقة طهران المتزايدة بنفسها في المنطقة بأكملها. نقل موقع “إيران إنترناشيونال” أمس عن مصادر مجهولة قالت إن إيران وحزب الله كانتا على علم بإطلاق صواريخ مخطط له على إسرائيل من جنوب لبنان خلال العيد.
هذا نوع من الإنذار المبكر المنشور على الموقع الذي يشرف عليه الحرس الثوري والقيادة الإيرانية العليا بدقة. أراد شخص ما التأكيد على أن طهران مدركة أن إسرائيل تعرف من المسؤول عن إطلاق النار. من الممكن أيضًا التعرف على أهداف الرد الإسرائيلي المتوقع من خلال هذا المنشور.
على خلفية تبادل التهديدات السرية والمباشرة بين إسرائيل وإيران، من المقرر عقد حدث مفصلي آخر صباح اليوم في صنعاء، عاصمة اليمن: محادثات سلام بين السعودية واليمن؛ لإنهاء الحرب بينهما. لم تكن هذه المحادثات ممكنة لولا موافقة إيران التي تدعم الأقلية الحوثية في اليمن.
وفيما يتعلق بإسرائيل، فإن انتهاء الحرب قد يشكل خطورة إذا توجه انتباه وأنشطة الحوثيين نحونا، لأن المتمردين الحوثيين، في نهاية المطاف، في نظر الحرس الثوري هم ميليشيا إيرانية شأنها شأن حزب الله في لبنان. هذا يضاعف قوة طهران، لذا فإن فرص نجاح هذه الاتصالات عالية.
اتخذت إيران قرارًا مبدئيًا لخفض التوترات مع الدول العربية السنية للتركيز على استراتيجية بناء محور مضاد ضد الولايات المتحدة. إن الدعم الصيني لاستئناف العلاقات مع السعودية ليس سوى حلقة في السلسلة.
يضاف إلى ذلك توثيق العلاقات مع روسيا، وتوطيد العلاقات مع تركمانستان، وكازاخستان، وأرمينيا. ترى إيران أنها جبهة موحدة ضد الشيطان الأكبر. وهذا يعزز الجرأة الإيرانية لمهاجمة الجنود الأمريكيين بشكل مباشر وكذلك الجرأة المتزايدة ضد إسرائيل في لبنان وسوريا.
بخلاف الماضي، ترى إيران أن أي اتصال بدولة سنية، بدون حرب، يخدم المصلحة الاستراتيجية، لا سيما في ضوء اتفاقيات إبراهيم التي أضرت بشدة بجهود طهران التوسعية.
ستظهر القصة التالية إلى أي مدى ترغب إيران في تحقيق ذلك:
أعدمت السعودية، قبل سبع سنوات، أحد أهم قادة الطائفة الشيعية في البلاد، الشيخ نمر باقر النمر. ويعد الشيخ شخصية بارزة في صراع الأقلية الشيعية في السعودية من أجل الحقوق وخرج أكثر من مرة ضد السلطات. دعمته إيران علانية، وأُعدم أخيرًا بأمر من العائلة المالكة السعودية.
كان هذا هو الحدث الذي تسبب في الهجوم على السفارة السعودية في طهران، وأغلقت منذ ذلك الحين. وجرى تغيير اسم الشارع بعد أيام إلى شارع الشيخ نمر.
بالأمس، فوجئ صحفي وصل إلى الشارع الذي تقع فيه السفارة السعودية المهجورة في طهران بأن اللافتة غير موجودة. وقبل وصول أول دبلوماسي سعودي لإعادة فتح السفارة.
كيف ستنتهي التوترات في العلاقات السعودية الأمريكية بعد المصالحة الإيرانية؟
المصدر: جيروزاليم بوست | تأريخ النشر: 12 أبريل 2023 | كاتب المقال: سيث جي فرانتزمان
تواصل كبار المسؤولين الأمريكيين مؤخرًا مع السعودية في أعقاب مصالحة المملكة مع إيران. وعلى الرغم من عدم اعتراض الولايات المتحدة علانية على المصالحة، إلا أن تحركات المملكة تثير بعض القلق والدهشة في واشنطن.
هذا ليس بجديد. لقد تعقدت العلاقات السعودية الأمريكية على مدى العقد الماضي، وهي علاقة توترت بسبب الاتفاق الإيراني وأيضًا بسبب أزمة الخليج مع قطر وقضايا أخرى.
هناك أسئلة رئيسية حول ما ستركز عليه المناقشات الأمريكية- السعودية وكيف سينتهي هذا الأمر في الأشهر المقبلة.
هل تستطيع السعودية وإيران والحوثيين إنهاء الحرب في اليمن؟
تعد حرب اليمن هي القضية الرئيسية، والتي تم تسليط الضوء عليها في وسائل الإعلام. هل تستطيع السعودية وإيران والحوثيين، المدعومين من إيران، والقوات الحكومية اليمنية إنهاء الصراع؟
يبدو أن بوادر الأمل الناتجة عن الاجتماعات في عمان تشير إلى احتمال إنهاء الصراع. لكن كيف سيتوقف اليمن عن الانقسام بين القوى المتناحرة؟ لا يزال هذا غامضًا. لا يزال الحوثيون يهددون المنطقة بالصواريخ بعيدة المدى، والطائرات بدون طيار، وأيضًا بالتهديدات التي لديهم يمكن استخدامها في البحر.
كيف ستؤثر علاقات إيران مع السعودية على سوريا والصين وروسيا؟
القضية الأخرى هي كيف يمكن للعلاقات الإيرانية- السعودية أن تؤثر على سوريا. إيران تريد إخراج الولايات المتحدة من سوريا. تريد روسيا أن يتصالح النظام السوري مع تركيا. تريد إيران أيضًا استخدام سوريا كمنصة لتهديد إسرائيل. إذا دعيت سوريا للعودة إلى الجامعة العربية، فهل من الممكن أن تتغير الطريقة التي تستغل بها إيران فراغ السلطة في أجزاء من سوريا؟
المسألة الثالثة هي كيف تحافظ السعودية على العلاقات مع الصين وروسيا، وكذلك كيف تنظر إلى إسرائيل. هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به للبناء على اتفاقيات إبراهيم، ومع ذلك، يبدو أن بعض هذا العمل قد توقف. ربما تكون للمصالحة بين السعودية وإيران أصداء.
بالإضافة إلى ذلك، إذا لم تتمكن الولايات المتحدة من إيجاد طريقة لرأب الصدع وإصلاح التوترات مع الرياض، فقد يكون هناك المزيد من التحرك من جانب الرياض بشأن سياستها المستقلة لتحويل تركيزها نحو الصين وروسيا.
يدرك صانعو السياسة في الولايات المتحدة السردية التي ترى أن السعودية تبتعد عن الغرب وتنفذ سياستها المستقلة. هذا أيضًا ليس أمرًا جديدًا على الإطلاق، فقد كانت للرياض دائمًا سياساتها الخاصة ولم تكن راسخة مع الغرب. ومع ذلك، فقد تغير الكثير في الآونة الأخيرة.
تصاعدت التوترات بين الولايات المتحدة وإيران، وتزود إيران روسيا بطائرات بدون طيار لاستخدامها في أوكرانيا. التوترات بين الولايات المتحدة والصين آخذة كذلك في الازدياد. الرياض تشير إلى أنها ليست دائما متوافقة في الرأي مع واشنطن. يأتي ذلك في وقت صعب بالنسبة لدور أمريكا في المنطقة؛ لأن هناك أيضًا مخاوف بشأن العلاقات المصرية الروسية، كما ابتعدت تركيا عن كونها لاعباً إيجابياً في الناتو.
باختصار، جميع شركاء وحلفاء الولايات المتحدة الرئيسيين في المنطقة لديهم الآن قضايا مختلفة عن أهداف السياسة الأمريكية الرئيسية. قطر، على سبيل المثال، استضافت طالبان. غالبًا ما تنتقد وسائل الإعلام الأمريكية الإمارات. تتعرض إسرائيل لمزيد من الضغوط لدعم أوكرانيا. نفذت تركيا لتوها غارة بطائرة بدون طيار بالقرب من سيارة تقل جنودا أمريكيين وزعيم قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة، مظلوم عبدي، أثناء تواجده في السليمانية بالعراق.
وفقًا للبيت الأبيض، تحدث مستشار الأمن القومي جيك سوليفان مع ولي العهد ورئيس الوزراء السعودي محمد بن سلمان في 11 أبريل / نيسان. “لقد ناقشا عددًا من الأمور العالمية والإقليمية، ومن بينها الدبلوماسية المستمرة بشأن إنهاء الحرب في اليمن. سلط سوليفان الضوء على التقدم الملحوظ في اليمن خلال العام الماضي، حيث توقف القتال تقريبًا بموجب هدنة بوساطة الأمم المتحدة. ورحب بجهود السعودية الاستثنائية لمتابعة خارطة طريق أكثر شمولاً لإنهاء الحرب، وعرض دعم الولايات المتحدة الكامل لهذه الجهود، مشيرًا إلى أن المبعوث الخاص تيم ليندركينغ سيكون في المنطقة خلال الأيام المقبلة.
قالت الولايات المتحدة إنها تواصل محاولة الحفاظ على الردع ضد تهديدات إيران وأن الولايات المتحدة ملتزمة بضمان عدم حصول إيران على أسلحة نووية.
وقال مسؤول أمريكي لشبكة CNN أن مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، ويليام بيرنز، قام بزيارة غير معلنة إلى السعودية في الأسبوع الأول من أبريل. “سافر المدير بيرنز إلى السعودية حيث التقى بنظرائه في المخابرات وقادة الدولة وناقش القضايا ذات الاهتمام المشترك. لقد عزز المدير التزامنا بالتعاون الاستخباراتي خاصة في مجالات مثل مكافحة الإرهاب”. وأشار تقرير آخر في صحيفة وول ستريت جورنال إلى أن الولايات المتحدة مستاءة من المصالحة مع إيران، التي توسطت فيها الصين.
في المقابل، عبّر وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكين، في منتصف شهر آذار / مارس، عن ملاحظة أكثر إيجابية بشأن المصالحة. وقال بلينكين أثناء زيارة لإثيوبيا “لو تحقق هذا الاتفاق بالفعل، وخاصة إذا أوفت إيران بالالتزامات التي تعهدت بها على ما يبدو ، فسيكون ذلك إيجابيا مرة أخرى.”
تركز وسائل الإعلام العربية الرئيسية على المناقشات بين الولايات المتحدة والسعودية. وأفادت قناة الميادين الموالية لإيران عن الاجتماعات، كما فعلت وسائل الإعلام في الخليج الأمر ذاته. كما أشاد السناتور الأمريكي، ليندسي جراهام، بولي العهد السعودي بعد اجتماع أخير، وهي حقيقة أبرزتها قناة العربية في تقريرها.
وفد سعودي يسعى لإنهاء الحرب الأهلية اليمنية
المصدر: جيروزاليم بوست | تأريخ النشر: 17 أبريل 2023
تقلقل النظام الإقليمي في الشرق الأوسط بسبب اتفاق إيران والسعودية الذي ينص على إعادة العلاقات بعد سبع سنوات من انقطاع الروابط الدبلوماسية. بعد الاتفاق بينهما، زار وفد سعودي اليمن هذا الأسبوع للتوصل إلى وقف إطلاق النار في الحرب الأهلية في اليمن التي دامت قرابة عشر سنوات.
تعد زيارة الوفد السعودي، برئاسة السفير اليمني محمد بن سعيد الجابر، هي الأولى من نوعها منذ أن شنت السعودية تدخلاً عسكرياً في اليمن عام 2015.
التدخل بقيادة السعودية جاء في أعقاب استيلاء الحوثيين على العاصمة اليمنية، وطرد الرئيس عبد ربه منصور هادي، وهي حركة إسلامية معظمها من الشيعة وهم أقلية في اليمن. دعا هادي إلى دعم عسكري بعد الانقلاب، وردت السعودية بقيادة عملية عسكرية مع تسع دول أخرى. يصف العديد من الخبراء الحرب الأهلية اليمنية المستمرة بأنها حرب بالوكالة بين إيران، التي دعمت الحوثيين، والسعودية، التي دعمت الحكومة المعترف بها دوليًا. وصفت الأمم المتحدة الأزمة الإنسانية الناتجة عن اليمن بأنها الأسوأ في العالم.
وصل الوفد السعودي برفقة وفد عماني. تنوي عُمان التوسط في صفقة للتوصل إلى هدنة دائمة، وتحديد إطار زمني لإحلال السلام في اليمن.
أعلن الحوثيون، وهم السلطة الفعلية في شمال اليمن، يوم الأحد أن الوفدين العماني والسعودي التقيا بالرئيس مهدي المشاط، رئيس المجلس السياسي الأعلى، وهو التنظيم التنفيذي للحوثيين غير المعترف به. وبحسب بيان صادر عن مكتب الرئيس، فقد ناقشت المجموعة بنود الاتفاقية، ومن بينها رفع الحصار السعودي عن اليمن، وإنهاء التدخل العسكري، واستخدام عائدات مبيعات النفط والغاز اليمنية لدفع رواتب القطاع العام.
كما أجرت الأمم المتحدة محادثات في جنيف، الشهر الماضي، لمناقشة قضية أسرى الحرب المحتجزين لدى كل من الحوثيين والقوات الحكومية. ومن المقرر أن تبدأ صفقة مبدئية لتبادل الأسرى هذا الشهر.
خطة شاملة
قال مصدر بوزارة الخارجية اليمنية لموقع ميديا لاين، طلب عدم الكشف عن هويته، إن الحوثيين والسعوديين وافقوا على الشروط التي وضعها الطرف الآخر، وأُعدت مسودة أولية للاتفاق عقب المحادثات.
وقال المصدر إن السعوديين عرضوا الاتفاق إلى الحكومة المعترف بها دولياً لمناقشة إمكانية التوصل إلى حل سياسي شامل.
اتفق مختلف الأطراف على إجراء المزيد من المحادثات، وتحديد إطار زمني لوقف إطلاق النار الشامل وفترة انتقالية تشمل الإصلاحات الاقتصادية.
ومن المقرر أن تمر الصفقة بعدة مراحل تبدأ بإطلاق سراح جميع أسرى الحرب من الجانبين كما جرى الاتفاق عليه في مفاوضات الأمم المتحدة.
بعد إطلاق سراح أسرى الحرب، ستبدأ فترة من الإصلاحات الاقتصادية. انقسم الاقتصاد اليمني في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون والمعترف بها دوليًا والتي تسيطر عليها الحكومة، مع استخدام أوراق نقدية منفصلة في المناطق المختلفة.
وبموجب الإصلاحات، سيكون البنك المركزي مسؤولاً عن الاقتصاد اليمني بأكمله. ستوحد الأوراق النقدية في جميع أنحاء البلاد، وستدفع الحكومة رواتب جميع موظفي القطاع العام، بما في ذلك المنتسبين للحوثيين.
بعد فترة من إعادة الإعمار والمرحلة الانتقالية، يتم الاتفاق على الشكل النهائي للدولة والحكومة.
الاختبار الأول للاتفاق السعودي الإيراني
وصفت وسائل الإعلام تابعة للحوثيين الاتفاق بأنه انتصار تاريخي على السعودية، نظرًا لموافقة المملكة على شروط الحوثيين في النهاية.
وبالنسبة لليمنيين، يرى البعض أن المحادثات بمثابة مصدر أمل في إنهاء الحرب، بينما يعتقد آخرون أن الانصياع للحوثيين وداعميهم الإيرانيين سيكون له عواقب وخيمة.
وقالت وداد القاضي، أستاذة علم الاجتماع السياسي في جامعة صنعاء، لصحيفة ميديا لاين، إن “هذه الزيارة أحيت الأمل بين اليمنيين في تحقيق سلام شامل يعيد لهم ما فقدوه خلال السنوات الماضية”.
وقالت: “إذا اتفقت أطراف النزاع في اليمن على إحلال السلام، فإننا نواجه مسؤولية جديدة لإعادة بناء البلاد [و] تحديد ما إذا كان يمكن للدولة أن تجمع الجميع تحت مظلة واحدة”.
وعزت القاضي قبول السعودية عقد الصفقة إلى استراتيجيتها المتمثلة في تكوين حلفاء جدد في محاولة لتحقيق أهدافها السياسية والاقتصادية.
وقالت إنه في حالة نجاح المفاوضات وإحلال السلام في اليمن، فإن استئناف العلاقات بين السعودية وإيران سيعتبر نجاحًا أوليًا.
تسليم اليمن للحوثيين
لقد كان الصحفي نجم الدين قاسم أقل تفاؤلا بشأن المحادثات بين السعودية والحوثيين، ووصف اتفاق السلام بأنه مضلل ومؤقت على الأرجح.
قال قاسم إن هذه الزيارة والاتفاقيات اللاحقة هدفها تسليم اليمن للحوثيين على طبق من ذهب. ونظرًا لأن الحوثيين هم من يملكون أكبر ترسانة عسكرية في اليمن فمن الغباء تكرار تجربة سابقة فاشلة وانتظار نتائج جديدة.
وأشار قاسم إلى عدة أمثلة لاتفاقيات السلام بين الحوثيين والقوات المدعومة من الحكومة التي انتهت بانتهاك الحوثيون لها، ومن بينها اتفاقية السلام والشراكة الوطنية 2014، ووقف إطلاق النار في أبريل 2022.
وقال إن خروج السعودية من اليمن هو ما يسعى إليه الحوثيون، وما يحدث هو تسليم اليمنيين بشكل واضح إلى الحوثيين ومسار واضح لحروب وأزمات لاحقة.
فك ارتباط السعودية باليمن سيكون فوضويًا
المصدر: موقع thecipherbrief المتخصص في قضايا الأمن القومي | تأريخ النشر: 17 أبريل 2023 | كاتب المقال: أري هيستن[5]
كان منطق المناورة الدبلوماسية السعودية الأخيرة واضحًا. واجهت الرياض تهديدًا جسيمًا من المحور الذي تقوده إيران، ولذا سعت إلى معالجته من جذوره من خلال التفاوض مع طهران وصنعاء ولاسيما بعد عدم تقديم الولايات المتحدة حلاً مرضيًا لمواجهة هذا التحدي.
وبدلاً من السعي وراء الحصول على دفاع صاروخي أفضل أو ردع إضافي من الولايات المتحدة، يأمل السعوديون الآن في التوصل إلى تفاهم مع إيران ووكلائها لتقليص دوافعهم لاستهداف المملكة في المقام الأول. بمعنى آخر، فضلوا الوقاية على العلاج.
إذا اعتقدت السعودية أن الشراكة مع الحكومة الأمريكية كانت صعبة، فإن العمل مع الحوثيين في اليمن سيكون جحيمًا.
بداية الأمور كانت متعثرة بعد أن وصل السفير السعودي في اليمن إلى صنعاء للقاء كبار المسؤولين الحوثيين ووضع اللمسات الأخيرة على الهدنة، ليتم ضربها للحصول على مزيد من التنازلات. يجب ألا تكون محاولة الحوثيين رفع ثمن وقف إطلاق النار بين السعودية والحوثيين مفاجأة، حيث أفادت التقارير أن السعوديين يطلبون من الحوثيين السماح للرياض بإخراج نفسها من الصراع. ومن المقرر إجراء مجموعة أخرى من محادثات السلام في السعودية، بعد تبادل الأسرى الأخير، من أجل (إعادة) وضع اللمسات الأخيرة للانتهاء من الاتفاق بين الرياض وصنعاء.
على الرغم من عدم وجود حالتين جيوسياسيين متشابهين تمامًا، فإن التطورات في أفغانستان وغزة قد تكون مفيدة للتفكير في الشكل الذي قد يبدو عليه الانسحاب السعودي وعواقبه.
إن التشابه بين الخطة السعودية لإنهاء حملتها العسكرية في اليمن والاستراتيجية الأمريكية لإجلاء قواتها من أفغانستان مذهلًا.
على غرار النهج الأمريكي تجاه أفغانستان، لم يشرك السعوديون شريكهم المحلي، الحكومة اليمنية، في عملية التفاوض مع خصمهم المشترك. بدلاً من ذلك، مثل طالبان، من المتوقع أن يقدم الحوثيون التزامًا غامضًا بعملية مفاوضات داخلية (بينما في خلفية المفاوضات، تستمر المعركة على مأرب بين الحكومة اليمنية والحوثيين).
مثل الحكومة التي يقودها عبدالغني في أفغانستان، تعتمد قدرة الحكومة اليمنية على أداء مهامها، بشكل كبير، على المساعدات الخارجية المتمثلة في التمويل، والدعم الجوي، والعتاد. لذلك، من المتوقع أن يحقق الحوثيون، مثل طالبان في عام 2021، مكاسب كبيرة في ساحة المعركة بعد انسحاب القوات السعودية من الصراع. سيؤدي هذا الاحتمال إلى تقليص دوافع الحوثيين لأخذ المفاوضات المذكورة أعلاه بجدية مع الحكومة اليمنية.
كما كان الحال في أفغانستان أيضًا، حتى بعد أن اتضح أن الطرف الخصم لم يلتزم بالشروط التي وافق عليها، لا تستطيع القوات المنسحبة فعل الكثير لفرض الصفقة أو التنصل منها. لن يكون أمام الرياض ملاذًا إذا اكتشفت أن الحوثيين فشلوا في الوفاء بالتزاماتهم: لا يمكن إعادة بناء البنية التحتية والعمليات العسكرية، التي بُنيت على مدى سنوات عديدة من الحرب، على الفور بعد تفكيكها.
وهذا يعني أنه بمجرد التوصل إلى اتفاق، ستواجه الحكومة اليمنية الضعيفة جرأة من الحوثيين غير الراغبين في التفاوض ويصعب محاسبتها على انتهاكات الشروط. ستكون قدرة الحكومة اليمنية أضعف بشكل لا يمكن إنكاره بعد إنهاء السعودية تدخلها العسكري في اليمن، على الرغم من أنه يبقى أن نرى ما إذا كان هذا يشكل انتكاسة كبيرة أو سيؤدي إلى انهيار كامل. على عكس الولايات المتحدة وأفغانستان، لن يكون اليمن بعيدًا عن أنظار السعودية؛ لا يبعد البلدان آلاف الأميال عن بعضهما البعض، لكنهما في الحقيقة يشتركان في حدود يزيد طولها عن 800 ميل.
بعد خروج الرياض من حرب اليمن، قد لا تكون السعودية مهتمة بالتعامل كثيرًا مع الحوثيين، لكن سيظل الحوثيون مهتمين بالسعودية. لقد أوضح السعوديون بالفعل أنهم عازمون على تجنب أي تورط في اليمن، مما يجعلهم هدفًا سهلاً للابتزاز لنظام الحوثي الشرس وعديم الرحمة.
بينما قد يتم تحديد صياغة الاتفاقية في الأسابيع المقبلة، سيكون تفسير الصفقة وتنفيذها بمثابة “عملية تفاوض” مستمرة خاصة بها. سيسعى الحوثيون إلى تحقيق أقصى قدر من فوائدهم المالية والسياسية، بينما سيسعى السعوديون على الأرجح لتقليل تنازلاتهم. لا يملك الحوثيون مجموعة متنوعة من الأدوات المتاحة لهم لفرض إرادتهم – تأثيرهم الثقافي، وقوتهم الاقتصادية، ونفوذهم الدبلوماسي لا يكاد يذكر. قد يلجأ الحوثيون إلى تصعيد عسكري دوري لممارسة الضغط على السعوديين لتلبية مطالبهم المتزايدة بالفعل.
سيسعى السعوديون إلى تجنب الانجرار مرة أخرى إلى صراع طويل الأمد؛ بسبب إدراكهم القاطع بأنهم يستطيعون تحقيق أهداف محدودة للغاية بتكلفة مقبولة من خلال القوة العسكرية. لكن من المفترض أيضًا أنهم سيفهمون أن الإجراءات غير الحركية، مثل إعادة فرض الحصار، لا يمكن أن تعيد الهدوء وستؤدي في أحسن الأحوال إلى إبطاء جهود الحوثيين لإعادة تخزين ترساناتهم وتحديثها.
قد تتطور الديناميكية السعودية – الحوثية إلى ما يشبه دائرة إسرائيل وحماس بعد فك ارتباط إسرائيل بغزة. من المعقول أن نفترض أن الحوثيين سيتبنون طريقة عمل مماثلة لتلك التي تتبعها حماس (وحزب الله في السنوات التي أعقبت الانسحاب الإسرائيلي من لبنان مباشرة) لأن المحور المسؤول عن تسليح وإرشاد مجموعات حرب العصابات التي تقاتل ضد الجيوش التقليدية هو واحد.
قد تجد المملكة الصحراوية نفسها قريبًا في موقف تحتاج فيه أيضًا إلى الانخراط بشكل دوري في عمليات عسكرية محدودة في اليمن وتطبيق سياسة “جز العشب”. لكن لأن التوازن العسكري يختلف اختلافًا كبيرًا في الحالتين الإسرائيلية والسعودية، ستواجه السعودية صعوبة أكبر من إسرائيل في الحفاظ على الهدوء من خلال ترسيخ الردع.
إن استمرار سياسة حافة الهاوية الحوثية حتى مع وقوف الطرفين على أعتاب اتفاق يسلط الضوء على الديناميكية غير المتوازنة.
سيحقق السعوديون فوائد كبيرة من السلام، ومنها فرص تحسين صورة البلاد المشوهة، والتركيز على التنمية الاقتصادية وفقًا لرؤية ولي العهد 2030، بينما سيواجه الحوثيون تحديات كبيرة إذا توقف القتال. وستشمل معضلات فترة السلم الحوثية ما يلي: ماذا سيفعلون بمئات الآلاف من الأفراد العسكريين المسرحين أصحاب الوظائف المزرية؟ كيف يتسنى لهم تبرير الظروف المعيشية الفظيعة لليمنيين في وقت السلم دون توجيه اللوم على الحكم غير الكفء والفاسد؟ من الصعب تصديق أن قيادة الحوثيين لديها إجابات جيدة على هذه الأسئلة، ومن المرجح أن أي هدنة موقعة مع السعودية ستنذر في أحسن الأحوال الحوثيين بإعادة تركيز جهودهم العسكرية مؤقتًا بعيدًا عن السعودية ونحو حملة توسعية لإخضاع ما تبقى من اليمن.
حتى مع الأخذ في الاعتبار المشاكل التي من المرجح أن تصاحب الانسحاب السعودي، قد ترى الرياض أنه أخف الضررين عندما يكون البديل هو الاستمرار في حملة عسكرية مكلفة ومتأزمة، لكن من المهم أن نكون مدركين أن أي اتفاق سعودي-حوثي لا يمكن أن ينهي الحرب متعددة الأبعاد في اليمن بشكل كامل، ويمكن لليأس السعودي المفرط لتوقيع صفقة هشة أن يرسخ تصور القيادة الحوثية للسعودية على أنها هدفًا سهلًا.
- – محلل في شؤون الشرق الأوسط لدى صحيفة “جيروزاليم بوست”. غطى الحرب ضد تنظيم داعش، وحروب غزة الثلاثة، والصراع في أوكرانيا، وأزمة اللاجئين في أوروبا الشرقية، كما قدم تقاريرًا عن العراق، وتركيا، والأردن، ومصر، والسنغال، والإمارات، وروسيا. حصل على درجة الدكتوراه من الجامعة العبرية في القدس عام 2010. عمل مسبقًا باحثًا مشاركًا في مركز “روبين” للأبحاث والشؤون الدولية، ومحاضرًا في الدراسات الأمريكية في جامعة القدس. ويشغل حاليًا منصب المدير التنفيذي لمركز الشرق الأوسط للتقارير والتحليل.
- – خريج جامعة السوربون في باريس، باحث ومحاضر ومعلم للغة العربية في قسم دراسات الشرق الأوسط والإسلام في جامعة حيفا. عمل معلقًا على الشؤون العربية في صحيفة يديعوت أحرونوت. وأصدر كتاب: “العلويون – تاريخ ودين وهوية” عام 2010. كما أصدر بالإنجليزية كتاب “الشيعة في فلسطين” عام 2019. ويدير نشرة إخبارية بعنوان: “هذا الأسبوع في الشرق الأوسط”.
- – شاحر كلايمان: صحفي ومحرر في موقع “إسرائيل هيوم”، وهو باحث ماجستير في دراسات الشرق الأوسط في جامعة “بار إيلان”. ويغرد على: https://twitter.com/skleiman5791
- – معلق عسكري وأمني في موقع “زمن إسرائيل”. زميل باحث في المعهد الدولي لمكافحة الإرهاب (تكنولوجيا المعلومات والاتصالات).
- – زميل باحث، والمساعد الخاص لرئيس معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي. تتركز أبحاثه حول سياسة الولايات المتحدة الأمريكية الخارجية، والعلاقات الأمريكية الإسرائيلية. والاستراتيجية الإسرائيلية فيما يتعلق بإيران والحرب الأهلية في اليمن.