ملاحظة: حُررت هذه الترجمة -مراعاة للوضوح، والآراء المُعرب عنها في هذه الترجمة لا تعكس آراء مركز صنعاء.
في الوقت الذي تتواصل الحرب الإسرائيلية على غزة للشهر الثالث، برزت اليمن بصورة كبيرة في الإعلام ومراكز البحوث الإسرائيلية إثر الهجمات التي تشنها جماعة الحوثيين على السفن البحرية والضربات الموجهة نحو إسرائيل.
وتركزت معظم تلك التقارير على الجدل الدائر في تل أبيب حول غياب الرد الإسرائيلي العسكري على الحوثيين في الوقت الذي تتصاعد تهديدات وهجمات الجماعة ضد السفن المتجهة إلى إسرائيل أو المملوكة لإسرائيليين في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.
كما احتلت التأثيرات التي أحدثتها تلك الهجمات مساحة واسعة في الإعلام الإسرائيلي إذ يعد البحر الأحمر ممرًا رئيسيًا للسفن المتجهة من الشرق الأقصى والصين والهند ودول الخليج إلى ميناء إيلات الذي يعد أكبر ميناء إسرائيلي لاستيراد السيارات ومسؤول عن 3% من إجمالي حركة البضائع في إسرائيل.
ويترجم مركز صنعاء للدراسات مواد كاملة أو مقتطفات لأبرز ما أوردته الصحافة العبرية والمراكز البحثية المعنية بالشؤون الإسرائيلية وعلاقتها بالمنطقة، وهي جزء من سلسلة ترجمات وإصدارات ينتجها المركز في سياق اهتماماته والمقاربات الإقليمية التي يقدمها.
قصف الحوثيين: فرصة استراتيجية
المصدر: موقع جيروزاليم بوست | تأريخ النشر: 28 نوفمبر 2023 | لغة المصدر: الإنجليزية | كاتب المقال: ميكا لاكين أفني | المقال كاملًا
تعرضت إسرائيل، على مدار الخمسين يومًا الماضية، لهجوم متكرر من الحوثيين في اليمن، الذين أطلقوا صواريخ باليستية وطائرات مسيّرة على مدننا، وبلداتنا، وسفننا.
الحوثيون شر محض، وشعارهم: “الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام”.
كما أنهم يستخدمون العنف المفرط في سعيهم للسيطرة على اليمن، حيث يرتكبون جرائم بشعة وانتهاكات لحقوق الإنسان بحق المدنيين الأبرياء، والنساء، والأطفال، بما في ذلك الاغتصاب والتعذيب.
لا يمكننا أن نتهاون مع هؤلاء المتعصبين.
لذلك، تحتاج القيادة السياسية والعسكرية في إسرائيل إلى التفكير على المدى الطويل، وعلى نحو استراتيجي، وخارج الإطار التقليدي. نحن بحاجة إلى الرد على الحوثيين فورًا، بضربة صاروخية باليستية واسعة النطاق. وهذه خطوة استراتيجية قد تغير ديناميكية الحرب والمنطقة بأسرها لسنوات قادمة.
القوة من خلال الاستراتيجية
وفيما يلي منطق هذه الاستراتيجية.
إظهار القوة: يجب أن نظهر للعالم أن اليهود أقوياء. وبعد الهجمات المفاجئة المروعة التي وقعت في 7 أكتوبر وردُّنا المنضبط، أصبح مواطنو إسرائيل -الشعب اليهودي -والعالم بأسره ينظرون إلى إسرائيل على أنها ضعيفة.
وهذا يخيف السكان الإسرائيليين واليهود في جميع أنحاء العالم. ويشجع أعداءنا التي تخشى أنظمتهم الثقافية والقيمية القوة وتزدهر على الضعف. إن الاستمرار في تجاهل هجمات الحوثيين علينا لن يؤدي إلا إلى المزيد من العدوان.
لقد جربنا استراتيجية تجاهل الهجمات على مر السنين على جبهات عديدة؛ وإطلاق نار من بيت جالا على مستوطنة جيلو، وإطلاق القذائف من غزة، والصواريخ من لبنان؛ وقد فشلت دائمًا. إن قصف الحوثيين سيبرهن بوضوح أن اليهود أقوياء، وأننا لا نخشى الاستمرار في الهجوم، واستخدام الصواريخ بعيدة المدى، وشن الحروب على جبهات متعددة، ومواجهة إيران ووكلائها أينما كانوا.
تغيير السردية: حقيقة أن علم الحوثيين المكتوب عليه بوضوح “الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل” لم يحظَ باهتمام الولايات المتحدة. وإذا بدأنا هجومًا صاروخيًا هائلًا على الحوثيين، فسيصبح هذا حديث اليوم في وسائل الإعلام الغربية. سيتمحور النقاش حول الحرب من “إسرائيل -فلسطين” الذي لا يناسبنا، إلى “قوى الخير في مواجهة محور الشر”.
وهذا سيؤدي إلى تعزيز الدعم الأمريكي لإسرائيل بعد أن ننخرط بشكل واضح في مواجهة إيران ووكلائها الذين يسعون إلى تدمير الغرب. الأميركيون لا يحبون الأشخاص الذين يهتفون “الموت لأميركا”.
انتهاز الفرصة: توجد اليوم قوة نيران أمريكية غير مسبوقة في الشرق الأوسط، من بينها المجموعة الهجومية لحاملة الطائرات “يو إس إس جيرالد آر فورد”، ومجموعة حاملة الطائرات “يو إس إس دوايت دي أيزنهاور”.
هذه فرصة تاريخية قد لا تتكرر. يجب أن نستغل هذه الفرصة لمهاجمة الحوثيين، وجر أمريكا إلى الصراع العسكري، بدلًا من السماح لإدارة بايدن بتقييدنا والضغط علينا لوقف الحرب قبل أن نحقق أهدافنا.
بالطبع، سوف تستاء الإدارة في البداية، لكنها ستنظر بعد ذلك إلى إحصائيات التأييد الشعبي وترى أن مشاركتها قد تعزز شعبية الرئيس، وسيذكره مستشاروه بأن الرؤساء في زمن الحرب عادة ما يُعاد انتخابهم.
فوز الحلفاء: سيكون السعوديون سعداء للغاية إذا ساعدناهم في حل مشكلة الحوثيين، وسينظرون إلينا باعتبارنا حلفاء حقيقيين. وستكون هذه نقطة ممتازة لاستئناف مفاوضات السلام. وربما يطلق الحوثيون بضعة صواريخ باتجاه السعودية، لتنضم الأخيرة إلينا في تدمير الأولى. وهي خطوة استراتيجية طال انتظارها.
لذلك، من خلال هجوم صاروخي واسع النطاق وبعيد المدى، لدينا الفرصة لتغيير ديناميكية الحرب والشرق الأوسط برمتها لأجيال قادمة. ولا ينبغي لنا أن نتردد في استغلالها.
رسالة مفتوحة إلى بايدن: “الحوثيون في اليمن جبهتكم وليس جبهتنا”
المصدر: إسرائيل ديفنس | تأريخ النشر: 1 ديسمبر 2023 | لغة المصدر: العبرية | كاتب المقال: دان أراكين | المقال كاملًا
سيدي الرئيس، لقد جاشت عواطف الجمهور الإسرائيلي عندما رحبت بعودة الطفلة أبيجيل البالغة من العمر 4 سنوات من الأسر بعد أن كانت مخطوفة في غزة. عادت إلى عائلتها يتيمة بعد أن قتلت حماس والديها. لقد تأثرت بإسهاماتك الشخصية في الحرب التي تشنها إسرائيل في مواجهة منظمة “إرهابية” على حدودها الجنوبية.
يأمل كثير من الإسرائيليين ويصلّون من أجل ألا تكون، جو بايدن، زعيم الحزب الديمقراطي، آخر القادة الديمقراطيين في الولايات المتحدة الذين يدعمون تقليديًا دولة إسرائيل وشعبها بسبب التراث المشترك من قيم الحرية، والديمقراطية، وحقوق الإنسان، والحقوق المدنية.
سيدي الرئيس، هذا هو الوضع الذي تتعرض له دولة إسرائيل في هذه اللحظة: دولة صغيرة يبلغ تعداد سكانها حوالي 10 ملايين نسمة، مهددة على خمس جبهات، قريبة وبعيدة. وهو أمر لا مثيل له في العالم بأسره. يوجد في الشمال تنظيم حزب الله “الإرهابي”، وكيل إيران. وحماس من الجنوب، التي يعكف الجيش الإسرائيلي الآن على تدميرها بشجاعة كبيرة. حماس هي التي اختطفت أبيجيل.
ويحارب الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية منظمات “إرهابية” تابعة لحماس وغيرها. التهديد البعيد هو إيران، التي ترسل وكلاءها وتسعى للحصول على السلاح النووي. ومؤخرًا تكونت وتطورت جبهة خامسة، وهم الحوثيون في اليمن، ونود أن نسهب في الحديث عنهم.
مناطق بأكملها في إسرائيل اليوم خالية من السكان. حيث اضطر أكثر من 120 ألف مواطن في المستوطنات، والقرى الزراعية، والمدن في شمال البلاد، وعلى حدود قطاع غزة، إلى ترك منازلهم وسبل عيشهم والعيش في الفنادق، لأن منازلهم يهددها حزب الله في الشمال ومنازلهم احترقت ودمرت على حدود حماس في قطاع غزة.
ويعيش الآلاف من هؤلاء اللاجئين -داخل بلادهم -مع عائلاتهم في فنادق في إيلات، المدينة السياحية الجنوبية التي كانت واحة ومنتجعًا لملايين السياح من العالم وإسرائيل في فصل الشتاء. الأمر لا يقتصر على عدم وجود سياح فحسب، بل يبحث سكان إيلات، لأول مرة بعد 75 عامًا، عن ملاجئ وأماكن آمنة.
لقد أُطلقت الصواريخ، والطائرات المسيّرة باتجاه إيلات من مسافة حوالي 1800 كيلومتر، وألحقت أضرارًا بمدرسة. يهدد المتمردون الحوثيون في اليمن، منذ أشهر، حرية الملاحة والشحن في البحر الأحمر وخليج عدن، ويستولون على السفن، ويبدو أن العالم، ومن بينهم إسرائيل والولايات المتحدة، لا يكرس لهذه الجبهة الاهتمام المناسب.
استثناء هذا الأسبوع: أفشل طاقم المدمرة الأمريكية “ميسون” اختطاف ناقلة مواد كيماوية من قِبل خمسة مسلحين حوثيين. وغيرت أكبر شركة شحن في إسرائيل بالفعل طرق الإبحار بسبب تهديد الحوثيين.
إلى أي مدى يمكن أن يؤثر تهديد الحوثيين على مواردنا المالية؟
المصدر: themarker | تأريخ النشر: 29 نوفمبر 2023 | لغة المصدر: العبرية | المقال كاملًا
اضطر المجتمع الإسرائيلي منذ عدة أشهر إلى مجابهة ارتفاع تكاليف المعيشة. والآن دخل الحوثيون أيضًا إلى المعادلة التي تهدد “جيوب” الإسرائيليين الفارغة -التي تتسبب هجماتهم على السفن المرتبطة بإسرائيل إلى تغيير مسار سفن الشحن مما يؤدي إلى ارتفاع تكلفة كثير من المنتجات -ومن بينها المنتجات الكهربائية والإلكترونية.
إن محاولات المتمردين اليمنيين لاستهداف إسرائيل بصواريخ أرض-أرض، وطائرات مسيّرة انتحارية قد باءت بالفشل حتى الآن -ولكن تعرضهم للسفن المرتبطة بإسرائيل قد يلحق الضرر بأموالنا جميعًا.
إن محاولات الاستيلاء على السفن، والتي نجح بعضها، تعيق سفن الشحن القادمة من الشرق الأقصى والتي تشق طريقها إلى إسرائيل للسفر في طريقها المعتاد، الذي يمر عبر قناة السويس ومضيق باب المندب (وهو بين اليمن وجيبوتي وإريتريا ويربط بحر العرب بالبحر الأحمر).
يقلص المرور عبر البحر الأحمر، بشكل كبير، الطريق من آسيا إلى إسرائيل، ويمكن أن يؤدي طريق بديل عبر المحيط الأطلسي حول الدول الأفريقية إلى إطالة وقت الرحلة لمدة لا تقل عن عشرة أيام. أفادت شركة تسيم الإسرائيلية (%0.08 249.3) أنها تحول مسارات إبحار سفنها مؤقتًا -كما ستنقل بعض سفنها التي تبحر من شرق آسيا إلى الموانئ في البحر الأبيض المتوسط والبحر الأسود والعكس؛ للإبحار حول أفريقيا للحفاظ على سلامة الطواقم والسفن والبضائع.
وذكرت “تسيم” أنه بسبب التغيير الذي طرأ في طرق الشحن، سيتم تمديد أوقات الإبحار وتسليم البضائع لعملائها. طول وقت الرحلة سوف يؤثر على السعر. ومع ذلك، فإن هذا التأثير متوقع بشكل رئيسي في الصناعات التي يأتي أغلبها من الشرق الأقصى وخاصة على المنتجات الكبيرة (ذات الحجم الكبير) وتلك التي يكون جزء كبير من سعرها يرجع إلى تكلفة النقل.
كما حولت سفينتان تابعتان لـ MSC أيضًا مسارهما، مما أدى إلى تأخير لمدة 20 يومًا في مدة الرحلة. يقول إلعاد برشان من شركة موران للشحن الجمركي: “إن حالة عدم اليقين في الوقت الحالي كبيرة، ولا نعرف من الذي سيخوض الجولة، ومن سيتخلى تمامًا عن السفر إلى إسرائيل”. ويتابع: “تمر 30٪ من التجارة إلى إسرائيل من خلال مضيق باب المندب، لكن إسرائيل مجرد نقطة صغيرة على الخريطة بالنسبة لشركات الشحن. وأخشى من سيناريو ترك البضائع الإسرائيلية التي تحملها السفن في ميناء ما على طول الطريق”.
وأضاف برشان أنه قد “حدثت مشكلة هناك مع القراصنة في الماضي، واستخدم حلف الناتو قوة متعددة الجنسيات تمكنت من التصدي لهم، لكن هذه المرة ليست مشكلة دولية، بل مشكلة إسرائيلية بالدرجة الأولى، والحوثيون ليسوا قراصنة”. “لديهم صواريخ ساحلية وطائرات مسيّرة انتحارية، وهذه مواجهة مختلفة تمامًا. وعندما تستهدف سفينة لا علاقة لها بإسرائيل، ستصبح حينها مشكلة دولية”.
ويرى هرتسل يفراح، الرئيس التنفيذي لشركة استيراد المواد الغذائية “Big Food Blue and White”، أن التأخير حتى لمدة شهر في تسليم البضائع هو خبر سيئ. “لقد بدأنا، في تلقي أخبار من الموردين في الصين تفيد بأن “تسيم” تلغي السفن. أنا مستورد بضائع، وإذا كان النقل الذي استغرق 30 يومًا يستغرق 65 يومًا، فأنا في خسارة لمدة شهر على الأقل. هناك أيضًا أمور تتعلق بكون الطعام طازجًا، فأنا أحضر البصل المقشر من الصين، 100 طن أسبوعيًا، وبعد شهرين لا يكون بنفس الشكل”.
قدم “يفرح” حلولًا وقال إن “سلاح البحرية يعرف كيف يحمي حقل غاز ليفيتان، ماذا عن الشحن إلى إسرائيل؟ يجب أن يحمونا أيضًا، وأن ترسل البحرية معنا حراسة. كان هناك أفراد أمن على متن الطائرات، لماذا لا تضع جنودًا من وحدة شايطيت على السفن؟ سوف يخشى جميع الموردين في العالم وكافة شركات الشحن من توريد البضائع إلى إسرائيل. السوق بأكملها تعاني من الركود على أي حال، والوضع يزداد سوءًا”.
“لقد اشترينا المنتجات، ولكن لا نستطيع بيعها”.
مستوردو الأجهزة الكهربائية والإلكترونية الذين تحدثنا إليهم يقومون بالفعل بإعداد الإسرائيليين للزيادات المقبلة في الأسعار -وسيضيفون إلى زيادات بالأسعار في مجال المنتجات الكهربائية، آخرها قبل حوالي شهر فقط، وبرروا ذلك بارتفاع سعر صرف الدولار واليورو.
يقول أحد كبار مستوردي المنتجات الكهربائية: “تأتي حوالي 80% من المنتجات الكهربائية التي تصل إلى إسرائيل من الشرق الأقصى. لا تأتي أجهزة التلفاز والثلاجات -إلا من الشرق الأقصى. أما المنتجات الكهربائية البيضاء -مثل الثلاجات والمواقد الكهربائية والغسالات -فينقسم استيرادها بين الشرق الأقصى وأوروبا، وفي الوقت نفسه لم تبلغنا شركات الشحن عن زيادة كبيرة في الأسعار، لكنها ستأتي بالتأكيد في المستقبل القريب، والحاجة إلى تحاشي الحوثيين تضيف حوالي ثلاثة أسابيع إلى الفترة الزمنية للتسليم، وهذا يعني أن شركات الشحن تنفق المزيد على الوقود والموظفين وبالتأكيد أيضًا على التأمين. بمجرد زيادة سعر النقل، سيتعيّن علينا زيادته على المستهلكين”.
وأضاف أن “انتظار البضائع ثلاثة أسابيع أخرى تعني ثلاثة أسابيع يتعيّن علينا فيها تمويل البضائع. إذا كان الأمر قبل الحرب يستغرق ما بين أربعة إلى خمسة أسابيع في المتوسط حتى تصل السفينة من الشرق الأقصى -فإن الأمر يستغرق الآن من سبعة إلى ثمانية أسابيع. إنه وقت ضائع بالنسبة لنا: لقد اشترينا المنتجات، ولكن لا يمكننا بيعها”.
وقال أيضًا، يوجد اليوم بالفعل نقص في المنتجات الكهربائية في المتاجر وسيزداد الأمر سوءًا مع استمرار الوضع الحالي. وردًا على سؤال “هل انخفاض الدولار سيوازن من ارتفاع أسعار النقل؟”، أجاب المستورد: “الأمر يعتمد على مدى استمرار انخفاض الدولار ومقدار تكلفة النقل -ولكن في تقديري هناك احتمال كبير جدًا أن ترتفع الأسعار”.
يقول مسؤول تنفيذي في إحدى سلاسل الأجهزة الكهربائية: “تلقينا الأسبوع الماضي تحديثًا من الشركات المصنعة في كوريا، والصين، واليابان، وشركات الشحن التي تعمل معها، حول التأخير في شحنات المنتجات الكهربائية والإلكترونية، التي كان من المفترض أن تصل إلى إسرائيل في الأسابيع المقبلة.” ووفقًا له، فقد بدأوا بالفعل في إجراء جميع التعديلات اللازمة في إدارة المخزون لضمان تلقي العملاء ردًا.
يقول أحد المسؤولين التنفيذيين في سلسلة كبيرة للأجهزة الكهربائية: “من الممكن أن يحاول المستوردون رفع الأسعار، لكن في تقديري سيستغرق الأمر بعض الوقت حتى نرى زيادة في أسعار المتاجر -وحتى ذلك الحين ستكون زيادة بسيطة. انخفاض سعر صرف الدولار مفيد جدًا للمستوردين وسيواجهون صعوبة في تفسير سبب اضطرارهم إلى رفع الأسعار”.
ويقولون في صناعة الأزياء إن التأثير على السعر سيكون قريبًا من الصفر، على الرغم من استيراد كثير من صناعة الأزياء من الصين والهند. “إن أقرب وقت نحتاج فيه نحن والعديد من الفاعلين في الصناعة إلى استلام البضائع من الخارج هو حوالي ثلاثة أشهر. على أية حال، فإن عنصر النقل البحري ليس له أهمية كبيرة في صناعة الأزياء لأن هذه المنتجات ليست كبيرة، ولكنها ليست رخيصة.
يقول أحد كبار الشخصيات في إحدى مجموعات الأزياء إن الأحذية تأثيرها أكبر قليلًا على تكلفة النقل؛ لأنها منتج يتم نقله في الصناديق. وبشكل عام، لا ينبغي أن يؤثر هذا على صناعة الأزياء على الإطلاق”.
تبلغ ضريبة الحرب، التي بدأت شركات الشحن فرضها عندما بدأت الحرب على حماس، حاليًا 100 دولار لكل حاوية أو سيارة، لكن يقدر المستوردون أنها قد تصل إلى 800 دولار لكل حاوية أو سيارة. وهذا يعني ارتفاع تكلفة جميع أسعار المنتجات التي تأتي من الشرق. وفي حالة السيارات، حيث تفرض ضريبة الشراء أيضًا على تكاليف النقل، فإن الزيادة المتوقعة في السعر قد تصل إلى 6 آلاف شيكل للسيارة الواحدة، فقط بسبب التهديدات التي يتعرض لها الشحن.
مضاعفة التأمين
يوضح جيورا فلونسكر، نائب رئيس شركة مارش إسرائيل، الوكيل الإسرائيلي لأكبر وسيط تأمين في العالم -الناشط في حوالي 140 دولة، أن الحرب تزيد بطبيعة الحال من تكاليف الاستيراد، “إن حالة الحرب التي نعيشها أدت إلى ارتفاع الأسعار، عندما نؤمن البضائع أو السفن يتعيّن علينا شراء تأمين ضد مخاطر الحرب، وفي الأوقات العادية يمنح تلقائيًا مقابل قسط التأمين، وفي أوقات الحرب يمكن لشركات التأمين إلغاء هذه التغطية بإشعار مسبق مدته سبعة أيام، وقد رأينا بالفعل هذا يحدث كثيرًا، وملاءمة بالفعل لبداية الحرب قفز سعر التأمين بنسبة 300٪ بسبب مخاطر الحرب. بمجرد أن بدأ التهديد المحدد للحوثيين. كل شركة تأمين تأخذ الاعتبارات الخاصة بها وتحدد السعر بشكل يومي. وقال فلونسكر: “كلما ينشط الحوثيون، ارتفع سعر من يمر عبر هذا المسار”.
ووفقًا له، فإن إطالة مدة الطريق تزيد أيضًا من سعر التأمين، ولهذه الزيادة تأثير مضاعف على تكلفة الواردات، “لكن من ناحية أخرى، إن إطالة مدة الطريق يزيد من تكاليف الشحن بسبب تمديد مدة تسليم الشحنة، وما تعلمناه من كورونا أن أسعار الطلبيات ارتفعت في الحالات التي طال فيها الشحن وأثر في النهاية على أسعار المنتجات، والذي يؤمّن هذا عادة هم أصحاب الشحنة أنفسهم، ثم يضاف السعر الإضافي على البضائع والسفينة، وبالتالي فإن تكلفة النقل تزداد أيضًا. هناك زيادة مضاعفة في السعر لأن هناك كيانين مختلفين يشتريان التأمين”.
ميناء إيلات بدأ يفرغ بالفعل
يعاني المستوردون من عدم اليقين وارتفاع تكلفة الشحن البحري، لكن ميناء إيلات الذي يعتمد على حركة السفن في البحر الأحمر، يمكن أن يفقد حيويته تمامًا بسبب الوضع الأمني. الميناء الصغير في إيلات مسؤول عن 3% فقط من إجمالي حركة البضائع في إسرائيل، لكنه أكبر ميناء لاستيراد السيارات -44% من جميع المركبات التي وصلت في الأرباع الثلاثة الأولى من عام 2023 هبطت هناك.
يقول جدعون جولبر، المدير التنفيذي لميناء إيلات، إن “ميناء إيلات بدأ يفرغ بالفعل. لن تصل السيارات بعد الآن، وسنخسر بقية السفن، ولن نصدر المواد الكيميائية من بين أشياء أخرى”. ويضيف جولبر أن “إغلاق مضيق تيران تسبب بالفعل في حربين (حرب سيناء وحرب الأيام الستة)، لا يمكن للحوثيين إغلاق طريق الشحن على دولة إسرائيل. وميناء إيلات تعده الحكومة ذخرًا وطنيًا، وضمن المصالح الحيوية.
اتصلت شركات الشحن وميناء إيلات بهيئة الشحن وأجرت وزارة المواصلات عدة مناقشات حول هذا الموضوع. وقد تناول مجلس الأمن القومي أيضًا القضية، ولكن في هذه المرحلة لا تتصرف إسرائيل بشكل علني في هذا الشأن.
مال وصواريخ ومجاعة: كل ما تريد معرفته عن الحوثيين
المصدر: جلوبس | تأريخ النشر: 26 نوفمبر 2023 | لغة المصدر: العبرية | المقال كاملًا
جمعت حرب “السيوف الحديدية” لأول مرة الإسرائيليين بمن يهدد الجنوب. الحوثيون، الذي اختطفوا -إلى جانب إطلاقهم الصواريخ البالستية نحو إسرائيل -سفينة “جلاكسي ليدر” المملوكة لإسرائيل. كما أُفيد، أن ناقلة بريطانية مملوكة أيضًا لإسرائيل، تسمى “سنترال بارك”، تعرضت للهجوم في منطقة اليمن. ووفقًا للتقارير الإيرانية، نفذ الحوثيون هذه العملية أيضًا. لكن من هم الحوثيون، وماذا يريدون، وما هو الوضع في اليمن؟
ما تأثير الحوثيين على التجارة البحرية؟
جرى اختطاف سفينة “جلاكسي ليدر” بالقرب من باب المندب، وهو مضيق يربط البحر الأحمر بخليج عدن، ويقع بين اليمن وجيبوتي. يبلغ عرض المضيق حوالي 20 كيلومترًا، مما يسمح للحوثيين بتتبع السفن التي تمر من خلاله عن كثب. يمر عبر باب المندب 6.2 مليون برميل من النفط يوميًا (يبلغ مجموع الإنتاج العالمي حوالي 80 مليون برميل، وأكثر من 50 مليون طن من الحبوب يوميًا).
ما العلاقة بين إيران والحوثيين؟
الحوثيون هم زيديون، فصيل شيعي، ويشكلون حوالي 30٪ من سكان اليمن. لذلك، تربطهم بإيران علاقة دينية. بدأ الإيرانيون في مساعدتهم عام 2004، بعد تمردهم، لأول مرة، على الحكومة المركزية في اليمن. وشرعت إيران، عام 2009، بتزويدهم بكميات كبيرة من الأسلحة.
تطلعت إيران، ونجحت بالفعل، في إدراج الحوثيين ضمن المجموعة الكبيرة التي أسستها -“محور المقاومة”. يشمل هذا المحور نظام الأسد في سوريا، وحزب الله في لبنان. كما يوجد في العراق ميليشيات عصائب أهل الحق، وكتائب الإمام علي، وكتائب الشهداء. كما تشغل إيران قوات أخرى ومنها الفاطميون، التي جندتهم من الأقلية الشيعية في أفغانستان، والزينبيون، التي تستند إلى الأقلية الشيعية في باكستان. الشعار الذي يتبناه الحوثيين هو “الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام”، وهو ما تتفق عليه جميع الميليشيات.
كم مقدار الأموال التي يمتلكها الحوثيون؟
لدى عائلات قادة الحوثيين عائدات تقدر بمليارات الريالات اليمنية (الريال اليمني = 0.004 دولار أمريكي)[1] من النفط والضرائب وغيرها من الرسوم. وفقًا للأمم المتحدة، أنشأ الحوثيون سوقًا سوداء ربحوا من خلالها حوالي 271 مليون دولار بين عامي 2021-2022. ولا يُستثمر هذا الدخل بالضرورة في الإنفاق العسكري، لأن إيران توفر للحوثيين مكونات الصواريخ البالستية والطائرات المسيّرة.
كيف يمول الحوثيون أنشطتهم “الإرهابية” من اليمن؟
لا توجد تقديرات دقيقة حول حجم المساعدات المالية الإيرانية للحوثيين، لأن طهران تخفي هذه المعلومات. بشكل عام، تبلغ ميزانية الحرس الثوري الرسمية 8.2 مليار دولار، ويفترض أنه رقم ضخم للغاية. وفقًا لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات FDDً، تستثمر إيران حوالي 16 مليار دولار سنويًا في المنظمات الإرهابية والأنظمة الظلامية، وبحسب التقسيم، تستثمر حوالي 15 مليار دولار في سوريا، وحوالي 150 مليون دولار في الميليشيات العراقية، و800 -700 مليون دولار في حزب الله، و100 مليون دولار في حماس والجهاد الإسلامي. لذلك، من المحتمل أن تستثمر إيران في الحوثيين مئات الملايين من الدولارات.
ما هو الوضع الاقتصادي في اليمن؟
ألحقت الحرب الأهلية التي اندلعت عام 2015 أضرارًا بالغة بالاقتصاد اليمني، الذي كان يعاني على أي حال. وفقًا لبرنامج الغذاء العالمي، يعاني 17 مليون يمني حاليًا من انعدام الأمن الغذائي، و 21.6 مليون بحاجة إلى مساعدة إنسانية.
ما هي وسائل الحوثيين؟
يمتلك الحوثيون في قطاع الصواريخ الباليستية، صواريخ عماد، وقادر 1ً، وخرمشهر، وسجيل. كما يمتلك الحوثيون في ترسانة الصواريخ، صواريخ كروز من طراز فابا وسومار. أما الطائرتان المسيّرتان–صناعة إيرانية -اللتان تهددان إسرائيل من اليمن هما شاهد 136، والقادرة على حمل 50 كيلو جرامًا من المتفجرات، وشاهد 171 القادرة على الوصول إلى منطقة إيلات.
ما هي القدرات الإسرائيلية للحماية والهجوم على الحوثيين؟
عادة، عند التطرق إلى نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي المتطور، نقصد القبة الحديدية (التي يبلغ مداها عشرات الكيلومترات)، ومقلاع داوود (الذي يبلغ مداه بضع مئات من الكيلومترات). ولكن عندما يتعلق الأمر بالمتمردين الحوثيين، يتم استخدام أعلى طبقات نظام الدفاع الجوي، والتي تنتجها شركة صناعات الفضاء الإسرائيلية: السهم 2، والسهم 3، مع مدى يتراوح بين مئات وآلاف من الكيلومترات، وكل اعتراضاتها مُكلِفة للغاية. يقدر اعتراض القبة الحديدية بمبلغ 30 ألف دولار، ويكلف اعتراض مقلاع داوود 700 ألف دولار، بينما يكلف اعتراض السهم 2 بنحو 1.5 مليون دولار، والسهم 3 حوالي مليوني دولار.
إذا لم يطلق الحوثيون سراح سفينة جلاكسي ليدر قريبًا، وإذا استمر وكلاء إيران في تهديداتهم بغلق “باب المندب أمام السفن الإسرائيلية”، فسيتعيّن على إسرائيل التصرف بسرعة. يمكنها القيام بذلك جوًا بطائرة F-35ً التي يبلغ نطاق تحليقها بدون خزانات وقود خارجية حوالي 2200 كيلومتر. وبحرًا، أفادت تقارير دولية في 2021 أن سفينة الاستخبارات الإيرانية “سافيز” تعرضت لهجوم بالقرب من ساحل إريتريا. وعزت صحيفة نيويورك تايمز، وشبكة العربية السعودية الهجوم إلى إسرائيل، وزعمت أن الكوماندوز الإسرائيلي لصق ألغامًا بالسفينة. وتحت سطح الماء، تمتلك إسرائيل غواصات من طراز “دولفين AIP”، التي يمكن أن يصل نطاق غوصها إلى اليمن. طالما أنها فوق سطح الماء، فإن مداها يتضاعف.
كيف ترى الولايات المتحدة تهديد الحوثيين؟
قال جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، بعد اختطاف سفينة “جلاكسي ليدر”، إن بلاده تدرس إعادة الحوثيين إلى قائمة “المنظمات الإرهابية”. شُطب الحوثيون من نفس القائمة، التي تضم أذرعًا مختلفة من داعش والقاعدة، في يناير 2021. ادعت واشنطن حينها أن هذه الخطوة كانت بسبب حقيقة أن العقوبات قد فاقمت الأزمة الإنسانية في اليمن.
تداعيات اختطاف السفينة على سوق السيارات: التأخير وارتفاع تكلفة التأمين
المصدر: جلوبس| تأريخ النشر: 19 نوفمبر 2023 | لغة المصدر: العبرية | المقال كاملًا
اختطفت مليشيا الحوثي السفينة “جالاكسي” المملوكة لشركة “راي” المملوكة من بين أمور أخرى، لرجل الأعمال الإسرائيلي رامي أونجر. تعرضت السفينة، التي كانت تحمل سيارات من تركيا في طريقها إلى الهند، لهجوم إيراني متعمد نفذه الحوثيون في البحر الأحمر واختطفوها وعلى متنها طاقم مكون من 25 فردًا -وليس من بينهم أي إسرائيلي. لقد حُدد آخر موقع لها بالقرب من سواحل اليمن.
يقدر مسؤولون في صناعة السيارات بإسرائيل أنه من المتوقع أن يكون لاختطاف سفينة تحمل على متنها سيارات، ومؤجرة لشركة الشحن اليابانية NYK، تداعيات اقتصادية على الحركة البحرية التجارية بأسرها في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر، وتحديدًا في مجال نقل السيارات.
طريق بحري رئيسي لشحن السيارات الجديدة من شرق آسيا
يعد طريق الشحن الذي اختطفت فيه سفينة NYK طريقًا بحريًا رئيسيًا لشحن السيارات الجديدة من شرق آسيا ودول الخليج إلى أوروبا والعكس، ويبدو أن الشحنة تحتوي على سيارات تويوتا، التي تُصنَّع في تركيا وتصدّر مرة أخرى إلى آسيا. وفي السنوات المعتادة، تمر عبر هذا الطريق سفن تحمل على متنها ملايين السيارات، وفيها جزء كبير من السيارات الجديدة المستوردة والقادمة إلى إسرائيل.
حتى قبل عملية الاختطاف، أعلنت جميع شركات الشحن التي تدير السفن التي تمر عبر المنطقة عن زيادة هائلة تصل إلى عشرة أضعاف “أقساط التأمين ضد مخاطر الحرب”، التي تتقاضاها شركات تأمين الشحن الكبرى، والتي يتركز معظمها في لندن. وتقدر شعبة صناعة السيارات أنه من المتوقع حاليًا قفزة هائلة أخرى في هذا القسط، والذي يحسب كنسبة مئوية من قيمة البضائع التي تحملها السفينة.
التكلفة باهظة وتحديدًا في سفن نقل السيارات؛ لأن السفن الحديثة تحمل في كل شحنة حوالي 7 آلاف سيارة، والتي يمكن أن تصل قيمتها الإجمالية إلى ما يزيد عن 100 مليون دولار لكل شحنة وذلك فقًا لأسعار السوق. هذه الزيادة -والتي يمكن أن تصل إلى مئات الدولارات للسيارة -تضاف في النهاية إلى أسعار السيارات ويتحملها المستهلك. وإضافة إلى ذلك، قد تُضاف تكاليف أخرى مثل اشتراط حراسة مسلحة لمرافقة كافة السفن التي تمر عبر المنطقة. وتشير التقديرات في شعبة صناعة السيارات إلى احتمالية الإلغاءات وتحويل مسار تسليم السيارات التي كانت في طريقها بالفعل إلى إسرائيل أو التي كان من المفترض لها المغادرة.
تجدر الإشارة إلى أن السفينة المختطفة ذاتها ليس لها أي صلة إسرائيلية مباشرة باستثناء أنها مملوكة لشركة الشحن التابعة لعائلة أونجر، والتي تعد من الشركات الرائدة في العالم في طلبيات تشييد سفن جديدة لنقل السيارات أو لتأجيرها لشركات الشحن. وبعض عملائها أكبر شركات الشحن في العالم من كوريا، وأوروبا، والصين. وسبق أن تعرضت سفن تنقل على متنها سيارات تابعة لعائلة أونجر لأضرار في منطقة الشرق الأوسط، بما في ذلك هجوم على السفينة “هيليوس راي” في مارس 2021 في خليج عمان، ونسب هذا الهجوم إلى إيران.
ويشكل الاختطاف أيضًا تهديدًا للاقتصاد التركي، الذي ينتج مئات الآلاف من السيارات سنويًا، ويُصدر جزء كبير منها إلى آسيا. وهو أحد أهم مصادر الدخل في تركيا.
المشتبه بهم في انفجار اليمن: خصوم الحوثيين في البلاد بتوجيه من وكالة استخبارات أجنبية
المصدر: يديعوت أحرونوت| تأريخ النشر: 2 ديسمبر 2023 | لغة المصدر: العبرية | كاتب المقال: رون بن يشاي[2] | المقال كاملًا
وقعت انفجارات في العاصمة اليمنية صنعاء، في عدة مواقع وبقوة غير طبيعية. وكانت واضحة في من جميع أنحاء المدينة لأنها وقعت في جبل عطان، الذي يرتفع عن صنعاء وعُثر فيه -سابقًا -على مستودعات أسلحة وذخائر تابعة للجيش اليمني. لذلك، فمن المرجح أن الحوثيين، الذين احتلوا المدينة قبل حوالي تسع سنوات، استخدموا هذه المستودعات، المحفورة في أعماق الصخور، لتخزين الصواريخ والقذائف والطائرات المسيّرة التي تلقوها من إيران.
بمجرد انتشار أنباء الانفجارات، انتشرت تقارير غير مؤكدة عبر وسائل الإعلام في الشرق الأوسط وكافة أنحاء العالم، تفيد بأنها غارة جوية شنتها إسرائيل أو الولايات المتحدة، أو كلاهما معًا. وكان هناك أيضًا من تجاوز وادعى بأن العملية جرى تنفيذها باستخدام طائرات الشبح F-35، التي لا تتوفر في الشرق الأوسط إلا للولايات المتحدة وإسرائيل، وبالتالي لم ترصدها شاشات رادارات الحوثيين أو حلفائهم الإيرانيين. ومع ذلك، نفى المتحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية منذ ذلك الحين بشدة ضلوع الولايات المتحدة في الهجوم. وحتى المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانييل هجاري، الذي سُئل عن هذا الأمر في مؤتمر صحفي، أشار إلى أن إسرائيل لم تنفذ الهجوم.
ويزعم الحوثيون أنه انفجار ذخيرة وأسلحة قديمة جراء حادث وليس هجومًا خارجيًا. يبدو هذا الادعاء سخيفًا لأنه عند النظر في مقاطع الفيديو التي نشرها سكان صنعاء على شبكات التواصل، يمكن ملاحظة أن الانفجارات وقعت على الأقل في موقعين متباعدين في جبل عطان، والأكثر من ذلك أنها كانت قوية للغاية.
إذن من الذي تسبب في الانفجارات وماذا حدث هناك بالضبط؟ الجواب ليس واضحًا. يظهر من خلال فحص الحقائق مع مختلف الأطراف في الشرق الأوسط أن الانفجارات لم تكن ناجمة عن حادث، أو أيضًا عن عملية انتقامية وعقابية للقوات الإسرائيلية أو الأمريكية. هذا على الرغم من إطلاق الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل مؤخرًا ونحو السفن الأمريكية من المناطق التابعة لسلطات الحوثيين في صنعاء، ومن المرجح جدًا أن تكون الانفجارات قد حدثت في المستودعات التي يحتفظ فيها الحوثيون بالأسلحة التي تزودهم بها إيران.
يمتلك الحوثيون صناعة أسلحة واسعة ومتطورة من الصواريخ الباليستية، وصواريخ كروز، والصواريخ الساحلية، والطائرات المسيّرة بكافة أنواعها، لكن الأسلحة لا تصنع في اليمن، بل تنقل من إيران بعد تفكيكها إلى أجزاء. ويعاد تجميعها في صنعاء بتوجيه من خبراء إيرانيين من الحرس الثوري الموجودين في المدينة. كما يساعد الإيرانيون -بمساعدة أعضاء حزب الله -الحوثيين في التدريب على استخدام الصواريخ والطائرات المسيّرة المتفجرة.
وبالعودة إلى السؤال من الذي تسبب في الانفجارات. الرسالة الأميركية واضحة تمامًا، وفي كل الأحوال فإن الولايات المتحدة ليس لديها مصلحة حاليًا في مهاجمة عناصر في الشرق الأوسط، وخاصة تلك المرتبطة بإيران، حتى لا تتدهور إلى حرب إقليمية. والولايات المتحدة تظهر أقصى درجات ضبط النفس في العراق وسوريا، حيث تهاجم الميليشيات الشيعية المحلية قواتها كل يوم تقريبًا خلال الشهر الماضي. وأصيب عشرات الجنود الأمريكيين بجروح طفيفة في هذه الهجمات، لكن باستثناء حالة أو حالتين، لم ترد الولايات المتحدة على الهجوم، لذلك فمن المرجح أن القوات الأمريكية لم تنفذ الهجوم في صنعاء.
في الوقت نفسه، تحذر الإدارة في واشنطن إسرائيل أيضًا من التصرف بطريقة تؤدي إلى تأجيج حرب إقليمية -على سبيل المثال ضد حزب الله -وبالتالي يمكن الافتراض أن نفي المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي له مصداقية أيضًا، على الرغم من أنها قيلت على مضض، وخلاصة القول هي أن إسرائيل لم تنفذ هذا الهجوم على مستودعات الصواريخ اليمنية، وبالتأكيد ليس بشكل مباشر.
هناك عناصر أخرى في الشرق الأوسط لديها سبب للرغبة في إلحاق الضرر بجماعة الحوثيين -الشيعية التي سيطرت على جزء كبير من اليمن -وعلى رأسها السعودية والإمارات، وهما دولتان سنيتان هاجمهما الحوثيون الشيعة مرات عديدة، وكبدتهم أضرارًا جسيمة في صناعتهما النفطية خلال الحرب الدائرة بينهما منذ عام 2015. هزم الحوثيون التحالف الذي تقوده السعودية، وتحت تأثير الولايات المتحدة تجرى مفاوضات حاليًا لإنهاء هذه الحرب. لذلك هناك احتمال ضعيف بأن يكون الهجوم على مستودعات الأسلحة في اليمن قد نفذته السعودية أو الإمارات.
الصراع اليمني الداخلي
الوضع الحكومي والاجتماعي المعقد في اليمن يوفر اتجاهات مختلفة للتفكير. اليمن بها حاليًا حكومتان: إحداها حكومة الحوثيين، الذين سيطروا على العاصمة صنعاء وأجزاء كبيرة في شمال البلاد ووسطها، وأجزاء من الجزء الشرقي من البلاد. لكن نظام الحوثيين يواجه صعوبة في السيطرة على جنوب اليمن، حيث الطرف القوي الذي يعترف به العالم كحكومة شرعية يقع مركزها الإداري في مدينة عدن على ساحل البحر الأحمر في منطقة مضيق باب المندب.[3] ويسيطر الحوثيون بشكل ضعيف على مدينة الحديدة الساحلية القريبة.
جدير بالذكر أن الحوثيين يتألفون من قبائل شيعية من شمال اليمن، مركزها مدينة صعدة، وهم يدعمون عودة النظام الملكي إلى البلاد. ويتميزون بمعاداتهم الصارخة والمعلنة للسامية، ولهذا السبب فر اليهود الذين يعيشون في صعدة وضواحيها جنوبًا إلى صنعاء عام 2007 بمساعدة الزعيم اليمني السابق علي عبدالله صالح (اليوم يتحالف رجاله مع الحوثيين). ومع ذلك، فإن معظم مؤيدي الحكومة السابقة يوجدون في عدن. تعتمد حكومة عدن على القبائل اليمنية السنية، التي تشكل الأغلبية في اليمن، بما في ذلك منطقة صنعاء وعدن وشرق البلاد. كما تعيش في هذه المنطقة عشائر جهادية موالية لتنظيمي داعش والقاعدة.
طُردت الحكومة اليمنية بالفعل من صنعاء، لكن كثير من أفرادها على دراية جيدة بالمنشآت والمستودعات العسكرية التي أصبحت الآن تحت سيطرة الحوثيين في العاصمة، وبالتالي؛ هم المشتبه بهم الرئيسيون بالمسؤولية عن الانفجار في مستودعات الحوثيين. ويشير التوقيت إلى احتمال كبير جدًا أن يكون هناك عميل استخبارات سري خارجي، على دراية وخبرة في عمليات تخريبية واسعة النطاق في دول معادية، انضم إلى معارضي جماعة الحوثيين في اليمن وساعدهم على تنفيذ ما أرادوا القيام به على أي حال.
هجوم الحوثيين على سفينة مرتبطة بإسرائيل يزيد من المخاطر في البحر الأحمر الحيوي
المصدر: موقع تايمز أوف إسرائيل| تأريخ النشر: 21 نوفمبر 2023 | لغة المصدر: العبرية | كاتب المقال: نتصان سادان[4] | المقال كاملًا
يسلط الهجوم الذي شنه الحوثيون بطائرة هليكوبتر على سفينة تابعة لإسرائيل في البحر الأحمر الضوء على الخطر المحدق الآن بأحد طرق الشحن الرئيسية في العالم مع احتدام الحرب بين إسرائيل وحماس، حيث تعكس تكتيكات المتمردين تكتيكات إيران، راعيها الرئيسي.
في الوقت الذي نفت طهران مساعدة الجماعة المتمردة في شن هجومها، مرت السفينة المستهدفة قبل الهجوم عليها من أمام سفينة شحن إيرانية خاضعة للعقوبات الأمريكية ويشتبه في أنها قاعدة تجسس أمامية في البحر الأحمر. وغطى المتمردون، الذين كانوا يرتدون سترات واقية من الرصاص ويحملون بنادق هجومية، بعضهم وتحركوا في تشكيل عسكري قبل أن يسيطروا سريعًا على مقصورة جالاكسي ليدر.
والسفينة التي ترفع علم جزر البهاما مسجلة لدى شركة بريطانية مملوكة جزئيًا لرجل الأعمال الإسرائيلي أبراهام أونجر، الشهير برامي. أُجرت السفينة لشركة يابانية وقت الاختطاف. وبحسب الجيش الإسرائيلي، كانت السفينة تبحر من تركيا إلى الهند وعلى متنها طاقم مدني دولي، ليس من بينهم أي إسرائيلي.
رغم أن لقطات الكاميرا التي التقطها الحوثيون تعد إنجازًا كبيرًا لتعزيز موقفهم في اليمن وسط بعض الاحتجاجات التي تعارض حكمهم، إلا أنها تشير أيضًا إلى فتح جبهة بحرية جديدة في منطقة تركز منذ فترة طويلة على الخليج العربي ومصبه الضيق عند مضيق هرمز. كما أنه يفرض ضغوطًا جديدة على شركات الشحن التجارية التي تسافر عبر تلك المياه، ويهدد بزيادة تكاليف التأمين التي سيتم نقلها إلى المستهلكين، ومن المرجح أن يزيد من الضغط على البحرية الأمريكية خلال سعيها للعمل على ضامن أمن المنطقة.
وقال مسؤول دفاعي أمريكي لوكالة أسوشيتد برس، شريطة عدم الكشف عن هويته، لمناقشة مسائل استخباراتية: “كل هذا يدل على أن هؤلاء الأشخاص دربهم جيش محترف، والذي يمكن أن يكون إيران بوضوح، يبدو أن هذا شيء لم نره من قبل.”
ومع ذلك، لا تشك الولايات المتحدة وإسرائيل في تورط إيران.
أشارت شركة استخبارات المخاطر “RANE” إلى التكتيكات التي يستخدمها الحوثيون بأنها تذكرنا بالتي استخدمها الحرس الثوري الإيراني شبه العسكري عند الاستيلاء على السفن في الماضي خلال سنوات من التوترات المتعلقة بشأن اتفاق طهران النووي المنهار مع القوى العالمية. كما أشارت شركة أمبري، وهي شركة استخبارات خاصة، إلى العملية على أنها “استيلاء على سفينة على الطراز الإيراني” والتي “تزود الحوثيين بوسيلة للتفاوض” بنفس الطريقة التي احتجزت بها حماس زهاء 240 رهينة في هجومها على إسرائيل في 7 أكتوبر. وقتل “إرهابيو” حماس أكثر من 1200 شخص في الهجوم المدمر، معظمهم من المدنيين.
وقالت أمبري: “أظهر الحادث زيادة ملموسة في قدرة الحوثيين على تعطيل الشحن التجاري”. وأضافت: “في الماضي، لم يستخدم الحوثيون سوى الألغام البحرية، والصواريخ، والعبوات الناسفة اليدوية الصنع التي يُتحكم بها عن بُعد في البحر الأحمر”.
وأضافت: “إن تطور العملية يشير إلى أن التورط الإيراني مرجح للغاية”.
وفقًا لصور الأقمار الصناعية التي نشرتها لأول مرة شركة Tanker Trackers لقد “مرت سفينة “جالاكسي ليدر” أيضًا بالقرب من سفينة الشحن الإيرانية “بهشاد” قبل الهجوم.
توجد بهشاد في البحر الأحمر منذ عام 2021 قبالة أرخبيل دهلك الإريتري. ووصلت إلى هناك بعد أن نقلت إيران قاعدة سافيز، وهي قاعدة تجسس أخرى مشتبه بها في البحر الأحمر تعرضت لأضرار في هجوم نسبه محللون إلى إسرائيل وسط حرب ظل شاملة لهجمات السفن في المنطقة.
من جانبها، نفت إيران، أي علاقة لها بالهجمات.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، إن “هذه الاتهامات باطلة، وهي نتيجة للوضع المعقد الذي يعاني منه النظام الصهيوني”. لقد قلنا مرات عديدة إن جماعات المقاومة في المنطقة تمثل بلدانها وشعوبها، وتتخذ قراراتها وفقًا لمصالح بلدانها وشعوبها.
ومع ذلك، فإن حماس تعتبر إيران أحد رعاتها الرئيسيين. وانخرطت جماعة حزب الله الشيعية اللبنانية، وهي جماعة أخرى مدعومة من إيران، في إطلاق نيران عنيف عبر الحدود منذ أسابيع على إسرائيل منذ 7 أكتوبر. وتبنت الميليشيات العراقية مسؤوليتها عن هجمات بطائرات دون طيار على قواعد أمريكية هناك. وشنت سوريا هجمات متفرقة أيضًا.
وردت إسرائيل على هجوم 7 أكتوبر بحملة عسكرية تهدف إلى الإطاحة بحماس من حكم قطاع غزة وإطلاق سراح الرهائن المحتجزين هناك.
ولا يزال من غير الواضح مدى السيطرة التي يمارسها الإيرانيون على الحوثيين. ومع ذلك، شهدت الجماعة المتمردة تقدمًا سريعًا في برنامجها للصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة على الرغم من حظر توريد الأسلحة الذي فرضته الأمم المتحدة منذ سنوات. ويعزو المحللون ذلك إلى شحنات الأسلحة الإيرانية، التي استولت على بعضها في السابق القوات البحرية الأمريكية والقوات البحرية المتحالفة.
كما نما تطور أسلحة الحوثيين بطرق أخرى أيضًا.
تمكن الحوثيون هذا العام من التحليق بطائرة مقاتلة من طراز ميج 29 تعود للحقبة السوفيتية فوق العاصمة صنعاء خلال عرض عسكري، إلى جانب طائرة مقاتلة من طراز “نورثروب إف 5 تايجر” في عرض آخر. وشهد عرض الحوثيين أيضًا تحليق طائرات هليكوبتر من طراز Mil Mi -17 تعود إلى الحقبة السوفيتية، وهي نفس المروحية المستخدمة في هجوم الأحد. وكان التحالف الذي تقوده السعودية والذي يقاتل الحوثيين قد استهدف القوات الجوية اليمنية بغارات جوية في بداية الحرب، ولم يعلن الحوثيون بعد كيف تمكنوا من تحليق هذه الطائرات مرة أخرى.
كما أسقط الحوثيون طائرة أمريكية مسيّرة من طراز MQ -9 Reaper خلال الحرب بين إسرائيل وحماس بصاروخ أرض جو، إضافة إلى إطلاق طائرات مسيّرة وصواريخ على إسرائيل.
كل هذا يجعل البحر الأحمر -الذي يمتد من قناة السويس في مصر وصولًا إلى مضيق باب المندب الذي يفصل شرق أفريقيا عن شبه الجزيرة العربية -أكثر خطورة على الشحن. يُعد هذا المضيق الضيق، الذي يبلغ عرضه حوالي 29 كيلومترًا (18 ميلًا) عند أضيق نقطة له، أمرًا بالغ الأهمية لشحنات البضائع والطاقة.
أرسلت الولايات المتحدة مزيدًا من السفن إلى البحر الأحمر وعبره، بما في ذلك حاملة الطائرات يو إس إس دوايت دي أيزنهاور ومجموعتها الهجومية. وتوجد سفينة “أيزنهاور” الآن في خليج عمان، وفقًا لصور الأقمار الصناعية، مما يعني انخفاض عدد أصول البحرية الأمريكية في البحر الأحمر لردع أي هجمات جديدة محتملة.
وإذا شهد الهجوم التالي سقوط قتلى -خاصة بين المواطنين الأمريكيين أو الإسرائيليين -فإن ذلك يزيد من خطر اندلاع حرب أوسع نطاقًا في البحار.
وحذر مركز صوفان ومقره نيويورك من أن “التدخل الملحوظ للحوثي في الشحن التجاري عبر المضيق من شبه المؤكد أن يؤدي إلى تدخل أمريكي نظرًا للتداعيات السياسية والاقتصادية المحتملة”.
أيدي بايدن مغلولتان في ظل عدم الرد على الهجمات في العراق واليمن
المصدر: موقع هاآرتس| تأريخ النشر: 21 نوفمبر 2023 | لغة المصدر: الإنجليزية | كاتب المقال: تسفي برئيل[5] | المقال كاملًا
نشرت صحيفة “واشنطن بوست”، تقريرًا موسعًا عن الإحباط المتزايد في وزارة الدفاع الأمريكية بشأن سياسة البيت الأبيض التي تتمثل في عمليات انتقام محدودة للرد على الهجمات العراقية والسورية واليمنية على أهداف أمريكية.
قال مسؤول في وزارة الدفاع: “لا يوجد تعريف واضح لما نحاول ردعه، هل نحاول ردع الهجمات الإيرانية المستقبلية المشابهة؟ “حسنًا، من الواضح أن هذا لن يجدي نفعًا”.
كما انتقد السيناتور الجمهوري كيفن كريمر سياسة البيت الأبيض. وقال لصحيفة واشنطن بوست: “لا أرى أي ردع”. “إنهم يواصلون إطلاق النار، في انتظار ردنا. نحن لم نرد، لذا يواصلون إطلاق النار. وفي نهاية المطاف، إحدى تلك الطائرات المسيّرة، أو أحد تلك الصواريخ أو القذائف سوف تقتل أميركيًا”.
ويحاول المتحدثون باسم إدارة بايدن درء الانتقادات المتداولة أيضًا في الكونجرس. وقالت المتحدثة باسم وزارة الدفاع سابرينا سينج، إن «إيران تفهم هذه الرسالة»، مشيرة إلى أن «الحرب في غزة لم تتوسع». ومع ذلك، فإن ذريعتهم ليست مقنعة عندما نأخذ في الاعتبار الهجوم على حوالي 60 هدفًا أمريكيًا خلال الأسابيع القليلة الماضية.
وأصيب عشرات الجنود الأمريكيين بجروح طفيفة في هذه الهجمات. لكن الحظ وحده هو الذي حال دون وقوع المزيد من الخسائر الخطيرة في الشهر الماضي، عندما أطلقت طائرة مسيّرة على قاعدة أمريكية بالقرب من مدينة أربيل، عاصمة كردستان العراق، وأصابت مبنى شاهق تقيم فيه القوات الأمريكية، لكنها لم تنفجر.
ويبدو أيضًا أن حاملتي الطائرات الأميركيتين المنتشرتين بالقرب من إسرائيل وفي الخليج العربي، واللتين أُرسلتا إلى المنطقة بعد بدء الحرب لردع أي تصعيد محتمل على جبهات أخرى، لا تنقلان “الرسالة”.
وتدعي إيران براءتها، إذ تعلن عدم ارتباطها بهذه الهجمات، وأن كل ميليشيا محلية أو قوة إقليمية تتصرف وفق تقديرها الخاص. ومع ذلك، قالت إيران أيضًا إنه لا مفر من حتمية توسيع الحرب. وشدد وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، على أن هذا لا يعني أن إيران ستبادر إلى هذا التوسع.
إن التفاوت بين استعراض القوة الأميركية وردود أفعالها على الهجمات المحلية يسلط الضوء على مدى إحكام القيود حول أيدي القوة العظمى. وينطبق هذا بشكل خاص عند التعامل مع قوى ليست دولًا ذات سيادة ولكنها قد تلحق الضرر بالأصول الأمريكية في البلدان التي تستمر فيها هذه الهجمات.
على سبيل المثال، يفضل الأميركيون مهاجمة أهداف في الملعب المفتوح المعروف باسم سوريا ردًا على أي إطلاق صاروخي أو طائرة مسيّرة من العراق، بدلًا من ضرب العراق نفسه. وذلك لأن هناك ما يقرب من 2500 جندي أمريكي متمركزين في العراق وهدفهم الرئيس هو محاربة داعش.
واجهت الولايات المتحدة، منذ أن قتلت قاسم سليماني في يناير 2020 في قصف بالعراق، مسارًا تصادميًا مع القوى السياسية العراقية التي تطالب بانسحاب جميع القوات الأمريكية من البلاد. إن الضربات الأمريكية المباشرة على قواعد الميليشيات الشيعية في العراق يمكن أن تؤدي إلى مطالبة صريحة من الحكومة العراقية بسحب جميع القوات الأمريكية.
والنتيجة هي مفارقة كالتي شهدناها الأسبوع الماضي عندما سمح بايدن للعراق بدفع 10 مليارات دولار لإيران مقابل الكهرباء. وفي الوقت نفسه، تواصل الميليشيات الشيعية الموالية لإيران مهاجمة الأهداف الأمريكية في العراق. صحيح أن الأموال ستمر عبر حسابات مصرفية مقيدة تسمح لإيران باستخدامها للأغراض الإنسانية فقط، ولكن حتى لو كانت هذه الرقابة فعالة بالفعل، فإنها توفر أموال للأغراض العسكرية.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، طالب وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، بأن يجعل إيران تضع حدًا لهجمات الميليشيات الشيعية على الأهداف الأمريكية. وهدد بلينكن ملمحًا إلى أن واشنطن قد توسع نطاق عملياتها العسكرية الانتقامية. وبعد ساعات قليلة، توجه رئيس الوزراء العراقي إلى طهران حيث التقى بالمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي. وأوضح الأخير أن إيران ليست مسؤولة عن تصرفات الميليشيات.
الوضع في اليمن ليس أقل تعقيدًا. لقد تمكنت الولايات المتحدة من اعتراض كثير من الطائرات المسيّرة والصواريخ التي أطلقت من اليمن باتجاه إسرائيل، وتبحر سفينتان حربيتان أمريكيتان على متنهما حوالي 3000 من أفراد الطاقم في البحر الأحمر منذ أغسطس بالإضافة إلى قوة بحرية إسرائيلية تقوم بدوريات في المنطقة.
ومع ذلك، لم تتمكن هذه القوات من منع اختطاف الحوثيين سفينة الشحن جالاكسي ليدر، وقد هدد المتحدث العسكري (للحوثيين)، يحيى سريع، بأن أي سفينة لها علاقات بإسرائيل هي هدف مشروع وأن الحوثيين سيواصلون مهاجمتهم طالما أن الحرب في غزة مستمرة. وهنا أيضًا تشير كل أصابع الاتهام إلى إيران، لكن طهران ترفض تحمل أي مسؤولية.
من الصعب البت في معرفة إلى أي مدى يتصرف الحوثيون وفقًا لتعليمات إيران المباشرة، أو ما إذا كانوا سيوقفون الهجمات إذا أمرتهم إيران بذلك. للقيادة الحوثية أيضًا دوافع محلية، سياسية في المقام الأول، ولكن أيضًا أيديولوجية، مثل إظهار تضامنهم مع الفلسطينيين.
تتعرض حكومة الحوثيين لانتقادات شديدة من شريكها في السلطة -حزب المؤتمر الشعبي العام -بسبب فشلها في إدارة اقتصاد مناطق سيطرتها السابقة، وعدم دفع الرواتب منذ سنوات، والتمييز بين من ينتمي إلى الحوثيين ويحق لهم الحصول على استحقاقات باهظة وغيرهم.
وكما هو الحال مع أي نظام فاشل يتعرض للانتقادات، فإن الحرب على عدو خارجي ليست مجرد ترياق فعال للانتقادات، ولكنها تسمح بسجن المعارضين والقضاء عليهم.
غير أن هذه المشاكل الداخلية التي يواجهها عبدالملك الحوثي، زعيم الحوثيين، ليست هي التي تمنع هجومًا أمريكيًا واسعًا على قواعد الميليشيات. منذ عدة أسابيع، يتفاوض الحوثيون مع السعودية حول شروط إنهاء الحرب في اليمن، والتي كانت مستمرة ومتقطعة منذ عام 2015.
وقال بايدن إن إنهاء الحرب في اليمن أحد الطموحات الأساسية لسياسته الخارجية، ويولي لهذه المفاوضات الجارية أهمية قصوى. وفي سبتمبر، أعرب البيت الأبيض عن ارتياحه الكبير لتقدم المحادثات التي جرت في الرياض والتي شهدت مشاركة وفد من كبار ممثلي الحوثيين لأول مرة.
ومن المتوقع أن يصل في الأيام المقبلة ممثلون عن الحكومة اليمنية إلى الرياض برفقة ممثلين عن الحوثيين بالإضافة إلى المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينغ، الذي يقوم منذ الأسبوع الماضي بجولة في المنطقة، والتقى بممثلين عن الأطراف المتنازعة.
وجرى الاتفاق من حيث المبدأ على كثير من الفصول الاقتصادية التي ستكون بمثابة أساس للصفقة. وتشمل هذه الفصول الاقتصادية دفع رواتب المسؤولين الذين يعملون في حكومة الحوثيين والمسجلين رسميًا كموظفين في الحكومة اليمنية، وإمكانية تصدير النفط، وتوحيد العملة في البلاد، والإفراج المتبادل عن السجناء.
ولا يزال من السابق لأوانه افتراض تشكيل حكومة يمنية موحدة، ويأمل الوسطاء، في هذه المرحلة، في التوصل إلى اتفاق تعاون على الأقل بين الحكومتين.
في وضع تسير فيه جميع الأطراف بحذر، من الصعب أن نتخيل أن الأميركيين سيهاجمون الحوثيين بالقوة، وبالتأكيد بينما يحاول مبعوثهم الخاص التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب في اليمن.
لا ينبع الاحتواء الأميركي للهجمات من الرغبة في منع نشوب حرب إقليمية فحسب؛ بل تهدف إلى إنهاء حرب فاشلة أخرى وتحرير السعودية من تهديد الحوثيين.
وفي الوقت نفسه، فإن هذا يعطي ميزة للحوثيين الذين يبعثون برسالة تهديد من خلال إطلاق صواريخهم على إسرائيل إلى كل من واشنطن والسعودية. هدف التهديد هو التوصل إلى شروط أفضل في المفاوضات بشأن إنهاء الحرب في اليمن -وهو الأمر الذي يبدو أكثر أهمية بالنسبة لهم من تضامنهم مع غزة.
هذه هي الاعتبارات التي توجه واشنطن وتملي عليها استراتيجيتها في الساحتين العراقية واليمنية. وهو يلزم الأميركيين بالتعامل مع المنظمات غير السيادية مثل الشيعة أو الحوثيين وكأنها كيانات سيادية.
وفي الوقت نفسه، يتعيّن على الأميركيين أن يتعاملوا مع ضعف الحكومة العراقية، وأن يسمحوا لإيران بالإفلات، في الوقت الراهن، من العقاب. عندما تفكر الولايات المتحدة في اليوم التالي لانتهاء الحرب في غزة، فإن اهتمامها لن يقتصر على غزة فحسب، بل على عدم الإضرار بمكانتها في المنطقة بأسرها.
لا ينبغي على إسرائيل أن تتجاهل الحوثيين في اليمن
المصدر: جيروزاليم بوست| تأريخ النشر: 21 نوفمبر 2023 | لغة المصدر: الإنجليزية | كاتب المقال:ً الدكتور/ عمر دوستري[6] | المقال كاملًا
لقد شكل الصراع في غزة تحديًا جديدًا لإسرائيل، حيث واجهت، لأول مرة، جبهة كانت خاملة سابقًا في جنوب شرق البلاد. بدأت جماعة أنصار الله (المعروفة باسم الحوثيين) في اليمن ابتداءً من منتصف أكتوبر بإطلاق صواريخ كروز، وصواريخ باليستية، وطائرات مسيّرة باتجاه إسرائيل. ونجحت إسرائيل في اعتراض هذه المقذوفات، بمساعدة سفينة حربية أمريكية في البحر الأحمر ودعم منً السعودية.
أعلن الحوثيون، في 19 نوفمبر، عن الاستيلاء على سفينة شحن تابعة لشركة بريطانية (تديرها شركة يابانية) في البحر الأحمر. ويقال إن السفينة، التي كانت تحمل حوالي 25 فردًا من جنسيات مختلفة، يؤجرها رجل أعمال إسرائيلي.
يبدو أن هذه الهجمات، إلى جانب تصريحات عدائية لأعضاء بارزين في جماعة الحوثيين “الإرهابية”، والتي تشير إلى التزامهم باستمرار العمليات على إسرائيل -بما في ذلك الإعلان الرسمي للحرب على إسرائيل -تنذر بهجمات مرتقبة على كل من إسرائيل والمصالح الأمريكية داخل منطقة البحر الأحمر.
كيف تستعد لمواجهة الخصم؟
من الضروري عند الاستعداد بفعالية لمواجهة خصمً تقييم عاملين أساسيين: النية والقدرة. بات واضحًا أن جماعة الحوثيين في اليمن تمتلك حاليًا النية للانخراط في الأعمال العدائية، كما تبيّن من خلال تدخلهم في الصراع في غزة. وعلى الرغم من أنهم انخرطوا في المقام الأول في صراعات مع السعودية ودول الخليج في السنوات الأخيرة، إلا أن هدفهم النهائي يظل جليًا وهو: تدمير إسرائيل والشعب اليهودي. ومما يؤكد هذه النية وجود شعارات على علم جماعة الحوثيين، مثل: “الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام”.
وفيما يتعلق بقدراتهم، يمتلك الحوثيون معدات عسكرية متقدمة للغاية، ومع ذلك فإن نطاق نفوذهم لا يرقى إلى تشكيل تهديد كبير وفوري لإسرائيل -ويمتد في المقام الأول إلى منطقة إيلات. وعلى مدى السنوات الأخيرة، زودت إيران الحوثيين بفيض من الأسلحة والصواريخ، وتشير تقارير في وسائل الإعلام إلى إنشاء منشأة لإنتاج الصواريخ والطائرات مسيّرة وغيرها من الأسلحة المتقدمة على الأراضي اليمنية.
ومن بين الأسلحة التي يمتلكها الحوثيون صواريخ باليستية مثل: قدس 2، وقدس 3، بمدى فعّال يتراوح بين 1300 إلى ألفي كيلومتر. هذه الصواريخ قادرة على الوصول إلى أهداف داخل إسرائيل التي تقع على بعد 1600 كيلومتر عن اليمن. كما يحتفظ الحوثيون بمخزون كبير من الطائرات المسيّرة المناسبة لشن عمليات داخل نطاق دولة إسرائيل. ويشمل ذلك طائرة صماد 3، التي تعمل بمدى يتراوح بين 1500 إلى ألفي كيلومتر، وطائرة صماد 4، التي يتجاوز مداها ألفي كيلومتر، وطائرة وعيد، التي تغطي مسافات من ألفين إلى 2200 كيلومتر.
ماذا ينبغي أن تكون خطة عمل إسرائيل؟
يجب على إسرائيل أن تشن هجومًا على الحوثيين
قرر الجيش الإسرائيلي تعزيز وجوده في منطقة البحر الأحمر من خلال نشر سفن الصواريخ البحرية في إطار استراتيجيته الدفاعية ردًا على سلسلة من الهجمات التي شنها الحوثيون. ومع ذلك، أحجمت إسرائيل عن الرد العسكري على التطورات في اليمن حتى الآن. في الأول من نوفمبر، أقر وزير الدفاع، يوآف جالانت، بالتهديد اليمني، مؤكدًا “لدينا المعلومات وسنتخذ الإجراءات اللازمة”. كما تناول أيضًا المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، في نفس اليوم، قضية الحوثيين، قائلًا: “لدينا القدرة على الرد بشكل حاسم على أي تهديد أمني ضد دولة إسرائيل، أينما ومتى كان ذلك مطلوبًا”.
لا ينبغي لإسرائيل أن تتجاهل تهديد الحوثيين من اليمن، وخاصة في أعقاب أحداث 7 أكتوبر 2023. ويجب أن ندرك أنه لا يمكن الاستهانة بتهديد أنصار الله. ولا يمكن لإسرائيل أن تتوقع من جماعة الحوثيين “الإرهابية” أن توقف هجماتها دون رد. إن هجماتهم، التي بدأت بذريعة مناصرة حماس في صراع غزة، قد تتطلب اهتمام إسرائيل المستمر في الساحة الجنوبية الشرقية. ومن المستحسن القيام بعمل عسكري وقائي لمواجهة الحوثيين، بينما قوتهم محدودة نسبيًا، لكبح تعزيز قوتهم في المستقبل.
وبالتالي، يتعيّن على إسرائيل أن تتخذ إجراءات فورية ضد الحوثيين في اليمن.
ومن المنطقي الافتراض أنً السعودية ودول الخليج قد تردد في الانضمام إلى تحالف إقليمي ضد الحوثيين، نظرًا لوقف إطلاق النار النسبي الذي توصلوا إليه العام الماضي، وإن كان غير رسمي وغير كامل، بينها واليمن. يعد وقف إطلاق النار هذا جزءًا من جهود التطبيع الشاملة بين إيران والسعودية. علاوة على ذلك، هناك احتمال أن ترفض الولايات المتحدة المشاركة في هجوم إسرائيلي، خوفًا من أن مثل هذا الإجراء قد يدفع الحوثيين إلى اعتباره خطوة من جانب الولايات المتحدة لإنهاء وقف إطلاق النار، مما قد يؤدي إلى توتر علاقاتهم مع السعودية ودول الخليج وهم حلفاء أمريكا.
وهذا يعني على الأرجح اضطرار إسرائيل إلى اتخاذ إجراءات أحادية الجانب ضد الحوثيين. في الوقت الحالي، تسلط إسرائيل تركيزها ومواردها بشكل كبير على الصراع في غزة، مما يجعل من المشكوك فيه ما إذا كانت تمتلك القدرة العسكرية والسياسية اللازمة لمواجهة الحوثيين بشكل فعّال.
إن الهزيمة العسكرية لجماعة الحوثيين، شأنها شأن أي جماعة “إرهابية”، تتطلب عملية برية، وهو ما قد لا يكون ضمن حدود قدرات إسرائيل. لذلك، يجب أن تتبنى إسرائيل استراتيجية ردع تهدف إلى تقليص القدرات العسكرية للحوثيين، ومنع حيازة أسلحة متطورة، وعرقلة تطوير وتعزيز قدراتهم الحالية. والرسالة الأساسية التي يجب إيصالها هي أن “تكلفة” شن هجمات على إسرائيل تفوق أي فوائد محتملة.
لدى إسرائيل خيارات شتى لشن هجوم قوي على الحوثيين. يمكن لإسرائيل، من خلال جمع المعلومات الاستخبارية والأهداف من خلال التعاون مع الولايات المتحدة ودول الخليج، شن هجوم متكامل باستخدام الطائرات المسيّرة والمقاتلة، وإطلاق الصواريخ، والطائرات دون طيار من السفن في منطقة البحر الأحمر، إلى جانب ضربات صواريخ أرض-أرض الدقيقة من الأراضي الإسرائيلية. إضافة إلى ذلك، فإن الهجمات الإلكترونية الاستراتيجية على البنية التحتية الحيوية للحوثيين، مثل عرقلة وتعطيل العمليات في ميناء الحديدة الخاضع لسيطرة الحوثيين، هي أيضًا خيارات قابلة للتطبيق.
التداعيات العسكرية
ومن منظور عسكري، سوف تلحق ضربة حاسمة بهذا الحجم أضرارًا جسيمة وخطيرة بالحوثيين، مما سيعكس قوة الردع الإسرائيلي في جميع أنحاء المنطقة. في المجالين السياسي والجيوسياسي، فإنها بمثابة فرصة لإسرائيل لإثبات نفسها مرة أخرى باعتبارها مكسبًا استراتيجيًا للولايات المتحدة، بما يتجاوز تصور كونها مجرد شريك يتلقى دعمًا اقتصاديًا وأمنيًا مستمرًا -وهو تصوّر ربما تراه بعض الدوائر في الولايات المتحدة مرهقًا. ويمكن لإسرائيل الاستفادة من مثل هذا الهجوم لتعزيز موقفها فيما يتعلق بالسعودية ودول الخليج، لا سيما في ضوء التوترات المستمرة في المنطقة، والتي تفاقمت بسبب الصراع في غزة.
وفي ضوء التحوّل في النهجين السياسي والعسكري الذي تتبعه إسرائيل فيما يتعلق بقطاع غزة، ينبغي تطبيق تغيير مماثل لمعالجة التهديدات القادمة من مناطق أخرى. ويتعيّن على إسرائيل أن تدرك أن حماية أمن مواطنيها، وخاصة في أعقاب الضرر الجسيم الذي لحق بقدرتها على الردع نتيجة للهجوم الذي شنته حماس في السابع من أكتوبر، يتطلب اتخاذ موقف أكثر حزمًا في مواجهة التهديدات.
ويقتضي هذا نشر قوة عسكرية أكبر مما كانت تستخدمه تقليديًا في العقود الأخيرة. إن استعادة الردع وإبراز صورة قوية لإسرائيل لا يمكن تحقيقها من خلال الاحتواء فقط.
الرد الإسرائيلي المنشود على تحدِ الحوثيين في اليمن
المصدر: إسرائيل ديفنس| تأريخ النشر: 22 نوفمبر 2023 | لغة المصدر: العبرية | كاتب المقال: إيهود عيلام[7] | المقال كاملًا
الحوثيون في اليمن، حلفاء إيران، يعادون إسرائيل. وتقدم لهم إيران مساعدات عسكرية وتستغلهم، شأنهم شأن المنظمات العربية الأخرى، لضرب إسرائيل دون الانخراط في مواجهة مباشرة مع إسرائيل.
وقد أصبح هذا الاتجاه ملحوظًا بشكل خاص في أعقاب الحرب الدائرة في قطاع غزة. وفي الأسابيع الأخيرة، أطلق الحوثيون في اليمن طائرات مسيّرة وصواريخ باتجاه إسرائيل، وتُحد المسافة من اليمن إلى إسرائيل، التي تبلغ حوالي ألفي كيلومتر، من قدرتهم على ضرب إسرائيل.
إسرائيل تعتمد على التجارة البحرية
ثمة تحد آخر يشكله الحوثيون في اليمن، الذي يطل على الساحل الشرقي للبحر الأحمر، وهو قربهم من مضيق باب المندب، البوابة الجنوبية للبحر الأحمر.
عرضه ضيق للغاية، يبلغ حوالي 27 كيلومترًا فقط، مما يساعدهم على تعطيل الملاحة وإلحاق الضرر بالسفن الإسرائيلية، أو المرتبطة بها، كما يعمل الحوثيون على طول البحر الأحمر. واستولوا، في 18 نوفمبر، على سفينة تابعة لإسرائيل.
تعتمد إسرائيل على التجارة البحرية. وتعد طرقها البحرية، التي تمر عبر باب المندب، أقصر الطرق إلى آسيا ومعظم أفريقيا، أو تجاوز أفريقيا بأكملها، مما يطيل وقت وتكلفة هذه الرحلة.
وبما أن معظم البضائع المرسلة من وإلى إسرائيل تنقلها شركات الشحن الدولية، فإن الإضرار بها يشكل تهديدًا إرهابيًا دوليًا، وهو الأمر الذي من المفترض أن يساعد في التعامل مع هذا التحدي. وتساعد البحرية الأمريكية إسرائيل وقد اعترضت بالفعل صاروخًا أطلق من اليمن.
وللإدارة الأميركية مصلحة واضحة في منع التصعيد وتوسيع الحرب في غزة إلى جبهات أخرى، وكذلك في منع إيران من تعطيل الملاحة على هذا الطريق الدولي المهم.
وينطبق هذا أيضًا على التهديد الإيراني لمضيق هرمز في الخليج. ويتعيّن على إسرائيل مواصلة تعزيز تعاونها المتنوع مع الولايات المتحدة، بما في ذلك في إطار الحرب على الحوثيين.
وعلى الرغم من ذلك، تحتاج إسرائيل إلى بلورة رد مستقل ضدهم، يتضمن اعتبارات الردع وكذلك تجاه شركاء إيران الآخرين، كما هو الحال في العراق. حيث يمكن أيضًا لمليشيات موالية لإيران إطلاق صواريخ من هناك باتجاه إسرائيل.
قوارب مسلحة بمدافع رشاشة
في 11 يونيو 1971، هاجمت خلية فلسطينية، كانت على متن قارب، ناقلة إسرائيلية بالقرب من باب المندب وألحقت أضرارًا طفيفة بالناقلة من خلال إطلاق صواريخ مضادة للدبابات، وفي وقت لاحق، ردًا على هذا التهديد، حملت الناقلات قوارب مسلحة بمدافع رشاشة وقبل الوصول إلى باب المندب يتم إنزالها في الماء لحمايتها، لتفادي عدم وقوع أي هجمات أخرى.
وقد يكون من المناسب دراسة أساليب مماثلة الآن، ومنها وضع طائرة هليكوبتر خفيفة على متن السفينة الإسرائيلية، وتكون مسلحة برشاشات وقاذفات صواريخ ويفضل أن تكون بها صواريخ دقيقة قصيرة المدى، وفعّالة ضد الزوارق المسلحة.
وفي ذلك الوقت، كان لدى سلاح الجو الإسرائيلي مروحيات ديفندر وكوبرا القادرة على القيام بذلك. المشكلة الأخرى هي أن الحوثيين، بمساعدة إيرانية، قد يطلقون صواريخ ساحلية ويستخدمون الزوارق المتفجرة والألغام البحرية.
وهذا يتطلب أن ترافق السفن المدنية بوارج حربية قادرة على كشف وتحييد الألغام واعتراض صواريخ أرض-بحر بصواريخ باراك مثل تلك الموجودة على زوارق صواريخ إسرائيلية التي يمكنها أن تصل إلى باب المندب.
وحاولت السعودية، التي تعتمد بشكل أساسي على القنابل، منذ عام 2015 هزيمة الحوثيين لكنها فشلت. القوات الجوية الإسرائيلية أكثر كفاءة بكثير من القوات الجوية السعودية. يمتلك سلاح الجو الإسرائيلي طائرات مقاتلة بعيدة المدى، وبالتأكيد تتزوّد بالوقود جوًا.
اكتسب سلاح الجو الإسرائيلي مهارة في التدريب على هجوم محتمل بعيدًا عن إسرائيل، كما هاجم عمليًا أهدافًا بعيدة عن إسرائيل في إطار حملة الحرب بين الحروب، ويمكن حتى اعتبار الهجوم في اليمن شكلًا من أشكال التدريب بالذخيرة الحية استعدادًا لهجوم على إيران على الرغم من اختلاف الخصم تمامًا، على سبيل المثال، فيما يتعلق بتهديد الصواريخ المضادة للطائرات في إيران مقارنة باليمن.
السيناريو: كشافة طوارئ بالقرب من اليمن
إذا اضطر الفريق الجوي الإسرائيلي الذي سيهاجم اليمن إلى البقاء بالقرب منه، بسبب خلل فني، فسيكون إنقاذه تحديًا، بسبب بُعد المسافة.
إذا عطّل الحوثيون مضيق باب المندب وإغلاقه بالتأكيد أمام السفن المرتبطة بإسرائيل، فإنها ستكون مشكلة خطيرة لإسرائيل. وكان إغلاق مضيق تيران عامي 1956 و1967 أحد أسباب الحرب.
ولا مصلحة لإسرائيل حاليًا في فتح جبهة أخرى، ولو ثانوية، لمواجهة الحوثيين في اليمن في ظل الحرب بقطاع غزة، وتتمثل الضرورة في الاستعداد لتحديات أخرى، مثل حزب الله وإيران.
لكن يتعيّن على إسرائيل أن تحاول ردع الحوثيين، قبل أن يتمكنوا من إلحاق أضرار جسيمة بطرق الشحن المتجهة إلى إسرائيل و/أو توجيه ضربة مؤلمة لإسرائيل باستخدام صواريخ بعيدة المدى وطائرات مسيّرة.
كما يجب على إسرائيل نقل رسالة أكثر عدوانية من ذي قبل إلى إيران التي تقف وراء تحركات الحوثيين، لردعها عن مواصلة هذه الاستفزازات غير المباشرة في إسرائيل.
جبهة بحرية أخرى: هجوم الحوثيين يتطلب تقييمًا متجددًا للوضع في إسرائيل
المصدر: صحيفة معاريف | تأريخ النشر: 21 نوفمبر 2023 | لغة المصدر: العبرية | كاتب المقال: شاؤول حورب، رئيس مركز بحوث السياسة والاستراتيجية البحرية في جامعة حيفا | المقال كاملاً
استولت قوة من الحوثيين، في 19 نوفمبر 2023، عبر طائرة هليكوبتر على السفينة التجارية جالاكسي ليدر التي تمتلكها بريطانيا وتديرها شركة شحن يابانية، وأحد مالكيها أيضًا رجل الأعمال الإسرائيلي “رامي أونجر”. وجرى تنفيذ عملية الاستيلاء في البحر الأحمر غرب مدينة الحديدة الساحلية اليمنية. وكانت السفينة تحمل شحنة من السيارات من تركيا إلى الهند، ولم يكن بين أفراد الطاقم البالغ عددهم 25 أي إسرائيلي.
وقامت القوة بتحويل مسار السفينة إلى السواحل اليمنية، وأعلنت القيادات الحوثية “تجدد تحذيرها لكافة السفن التابعة للعدو الإسرائيلي، أو التي تعمل معه، بأنها ستصبح هدفًا مشروعًا للقوات المسلحة الحوثية.”
بدأ انضمام الحوثيين، وكلاء إيران، في الحرب على إسرائيل قبل بضعة أسابيع، لكنهم ركزوا حتى الآن على محاولات الهجوم على إسرائيل باستخدام الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة التي اعترضها نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي بمساعدة سفن البحرية الأمريكية المتمركزة في البحر الأحمر. كما أفادت عدة تقارير بأن إسرائيل فضلت الرد على هذه الهجمات في الفضاء الإلكتروني، ومن الجدير بالذكر أن استيلاء قوات الحوثيين على سفينة “جالاكسي ليدر” يمثل فتح جبهة أخرى في البحر في حرب الحوثيين على إسرائيل.
وبما أن إسرائيل تحاول احتواء ما يجري على الجبهة الشمالية حتى لا تضر بالجهد الرئيسي في قطاع غزة، فمن المرجح أن تكون هذه استراتيجية التعامل مع هذا التهديد أيضًا، ولكن قد يبقى هذا التهديد مرافقًا لإسرائيل حتى بعد انتهاء القتال، لذا يتعيّن على إسرائيل صياغة سياسة واستراتيجية للتعامل مع هذا التهديد.
ينبغي عند تحديد الاستراتيجية أن نأخذ في الاعتبار، من بين أمور أخرى، الخصائص الجيوستراتيجية الفريدة للبحر الأحمر، مثل: أن الدخول والخروج منه/ إليه يتم من خلال نقطتي اختناق (مضيق باب المندب وقناة السويس) الذي يتيح التحكم فيهما بالتحكم في الملاحة.
لإسرائيل خبرة سابقة في الحالات التي جرى فيها استغلال هذه الخصائص ومنها هجوم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين على الناقلة الإسرائيلية كورال سي في يونيو 1971، أو حصار البحرية المصرية خلال حرب أكتوبر في جنوب البحر الأحمر، ووافقت إسرائيل في مقابل رفع هذا الحصار البحري على رفع الحصار عن جيشها الثالث.
ولكن من الناحية الاقتصادية، فإننا نشهد تحول مركز الثقل الاقتصادي العالمي إلى دول شرق آسيا، التي أدى إلى زيادة التجارة الإسرائيلية مع هذه الدول، وتصل نسبتها إلى ما يقارب 25% من الواردات والصادرات إلى/ ومن إسرائيل.
في الأعوام 2019 -2021، دخل الجيش الإسرائيلي المجال البحري في الحرب على إيران، والذي انعكس في ضرب ناقلات إيرانية كانت تنقل الوقود إلى سوريا. وقد ثبت خطأ هذه الخطوة ولم تسفر عن الإنجاز الاستراتيجي المطلوب، وهو الأمر الذي دفع إيران وحرسها الثوري إلى تطوير سبل الرد في المنطقة البحرية.
بين عامي 2019 و2022، ضرب الحرس الثوري الإيراني ست سفن ترتبط بإسرائيل، في خليج عمان والبحر العربي، أولًا عن طريق الألغام اللاصقة ثم باستخدام طائرات مسيّرة مسلحة.
ووقع أخطر حادث في يوليو 2021، في أعقاب هجومين لطائرتين مسيرتين أسفرتا عن مقتل بحارين من طاقم سفينة “ميرسر ستريت”. وهو الأسلوب الذي تبناه الحوثيون لاحقًا لمهاجمة سفن البحرية السعودية في ذلك الوقت، وحاليًا ضد إسرائيل.
إن انضمام إسرائيل إلى القيادة المركزية الأمريكية، التي يعمل الأسطول الخامس تحت رايتها أيضًا، كانت خطوة إسرائيلية صحيحة وسعت التعاون بين البحريتين، خاصة عندما يتعلق الأمر بالأنشطة البعيدة عن شواطئ إسرائيل. ويتعيّن تعزيز هذه العلاقة، سواء لردع الحوثيين، أو حتى للرد على عمليات مماثلة في المستقبل، كما يمكن لقوة المهام المشتركة العاملة بموجب قرار مجلس الأمن الدولي، سواء ضد القرصنة أو تهريب الأسلحة والإرهاب، أن تساعد في هذه الحرب، على الرغم من أن تعدد جنسياتهم يضر قطعًا بفعالية عملهم.
وبما أن التهديد الحوثي للسفن التي تنقل البضائع من وإلى إسرائيل لن يختفي على الأرجح حتى بعد انتهاء القتال في غزة، يجب على إسرائيل تسخير عوامل إضافية لهذه الحملة: قد تتضرر مصر -التي يعتمد اقتصادها بشكل حاسم على إيرادات مرور السفن التجارية عبر قناة السويس -أيضًا بسبب تحول البحر الأحمر إلى منطقة خطرة للملاحة، وبالتالي تشغل مكونات من أسطولها الحربي في جنوب البحر الأحمر ولها مصلحة مشتركة مع إسرائيل في هذا الشأن.
وفي الختام، التطورات الأخيرة في جنوب البحر الأحمر تلزم المؤسسة الأمنية والبحرية الإسرائيلية على إجراء تقييم للوضع فيما يتعلق بالإجراءات التي ينبغي اتخاذها لمنع هذه النشاطات في المستقبل. ويجب على إسرائيل مراقبة التغيرات المستجدة في هذه المناطق، وبلورة سياسة تتعلق بالمنطقة في مجالات التجارة البحرية، وحرية الملاحة وأمنها، واستغلال المجال البحري لتحقيق أهدافها الاستراتيجية، وكذلك دراسة سياسة بناء وتشغيل القوة البحرية في ساحة البحر الأحمر، والتي تزداد أهميتها تبعًا لذلك.
إيران والحوثيون يهاجمون السفن في البحر الأحمر دونما عقاب
المصدر: جيروزاليم بوست | تأريخ النشر: 19 نوفمبر 2023 | لغة المصدر: الإنجليزية | كاتب التقرير: سيث جي فرانتزمانً[8] | المقال كامل
هدد الحوثيون، المدعومون من إيران، إسرائيل علنًا عدة مرات منذ هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر. وهو جزء من حملة موسعة في كافة أنحاء المنطقة يقوم بها وكلاء مدعومون من إيران لتهديد إسرائيل. وهاجم وكلاء إيران في العراق وسوريا القوات الأمريكية 60 مرة.
أطلق الحوثيون طائرات مسيّرة، وصواريخ كروز، وصاروخًا باليستيًا على إسرائيل خلال الشهر ونصف الشهر الماضيين. الآن هاجم الحوثيون سفينة في البحر الأحمر.
يعد اختطاف سفينة في البحر الأحمر وعلى متنها طاقم مكون من 20 شخصًا تصعيدًا جديدًا من إيران ووكلائها. وتتفاخر وسائل الإعلام الإيرانية بالهجوم الحوثي. ركزت وكالة “تسنيم نيوز” في إيران وقناة الميادين الموالية لها على اختطاف سفينة جالاكسي ليدر في البحر الأحمر.
قامت إيران مسبقًا بتلغيم السفن واختطاف السفن باستخدام مروحيات وزوارق صغيرة.
قال الجيش الإسرائيلي إن “اختطاف الحوثيين سفينة شحن بالقرب من اليمن في جنوب البحر الأحمر هو حادث خطير للغاية وله عواقب عالمية. غادرت السفينة تركيا في طريقها إلى الهند، وعلى متنها مدنيون من جنسيات مختلفة، وليس من بينهم إسرائيليون. إنها ليست سفينة إسرائيلية”.
استهداف إسرائيل
قال الحوثيون المدعومون من إيران، إنهم “سيستهدفون كافة أنواع السفن التي تحمل علم الكيان الصهيوني، أو التي تديرها شركات إسرائيلية، أو المملوكة لشركات إسرائيلية، ردًا على العدوان الإسرائيلي على غزة والإبادة الجماعية لشعبها”.
أعرب الحوثيون عن دعمهم لحماس، على مدى السنوات الماضية، وهددوا بالانضمام إلى الجماعات المدعومة من إيران لمهاجمة إسرائيل. وهذا جزء من استراتيجية إيران لتوحيد مختلف الساحات لمواجهة إسرائيل.
في يناير 2021، كشفت مجلة “نيوزويك” أن إيران نشرت طائرات شاهد 136 دون طيار في اليمن. وهي نفس الطائرة المسيّرة التي صدَّرتها إيران بعد ذلك إلى روسيا. يمكن أن يصل مدى الطائرة المسيّرة إلى إسرائيل. وكان هذا أحد التهديدات الملموسة المبكرة من اليمن. وحاول الحوثيون السيطرة على اليمن في عام 2015، لكن السعودية تدخلت.
وأصبح الحوثيون بعد ذلك بمثابة منصة اختبار إيرانية للأسلحة. لقد هاجم الحوثيون الرياض باستخدام الصواريخ الباليستية واستهدفوا الإمارات أيضًا. وقد صنفتهم الولايات المتحدة إرهابيين، لكن إدارة بايدن شطبت هذا التصنيف في فبراير 2021.
والشعار الرسمي للحوثيين هو “الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود”.
إنها منظمة معادية للسامية فضلًا عن كونها وكيلًا مدعومًا من إيران. لقد حاولوا تهديد السفن في البحر في السابق، لكن هذا عادة ما كان موجهًا إلىً السعودية أو الولايات المتحدة أو غيرها.
الهجمات الإيرانية السابقة على الشحن
ابتداءً من مايو 2019، بدأت إيران بمهاجمة السفن باستخدام الألغام قبالة سواحل الفجيرة في الإمارات . كما هاجمت سفينتين كانتا تبحران من خليج عمان باتجاه الخليج العربي.
وحاولت إيران الاستيلاء على سفينة بريطانية في يونيو 2019، واضطرت سفينة تابعة للبحرية البريطانية إلى تحذير الإيرانيين بالابتعاد. واختطفت إيران سفينة الشحن البريطانية “ستينا إمبيرو” في صيف عام 2019 وأطلقت سراحها في وقت لاحق من ذلك العام. وفي عام 2020، اختطفت إيران سفينة “جلف سكاي” قبالة سواحل الإمارات وأخذتها إلى إيران.
وفي يناير 2021، استولت على سفينة كورية جنوبية وحررتها بعد عدة أشهر. وفي مايو 2022، استولت على سفينتين يونانيتين ثم أطلقت سراحهما في نوفمبر. وفي نوفمبر 2022، استهدفت إيران سفينة تدعى “باسيفيك زيركون” باستخدام طائرات مسيّرة انطلقت من تشابهار. وكانت هذه هي المرة الثانية التي تتعرض فيها سفينة لهجوم بطائرة كاميكازي المسيّرة الإيرانية. تعرضت سفينة “ميرسر ستريت” لهجوم في يوليو 2021 أسفر عن مقتل اثنين من أفراد الطاقم.
كما استهدفت السفينة “إم في هليوس ري” في فبراير 2021 والسفينة “لوري” في مارس وهي في طريقها إلى الهند. وبحسب قناة “العالم” تعرضت سفينة أخرى “هايبريون راي” للضرب أيضًا في أبريل 2021 بينما كانت في طريقها إلى الفجيرة قادمة من الكويت. يُزعم أن سفينة أخرى “تيندال” تعرضت للتهديد في يوليو 2021.
إيران ووكلاؤها لا رادع لهم
تعكس الهجمات على السفن الافتقار إلى الردع. على الرغم من إرسال دول عديدة، مثل الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، وفرنسا، سفنًا بحرية إلى المنطقة في الماضي، وحذرت من الهجمات الإيرانية، لم تتخذ إجراءات مضادة على إيران بسبب الهجمات العديدة. وهذا يعني أن إيران ووكلاءها يمكنهم الجلوس والانتظار ويقررون مكان وزمان الهجوم في منطقة شاسعة من المحيط مكتظة بعشرات الآلاف من السفن.
تختار إيران ووكلاؤها الزمان والمكان المناسبين للضرب. ولا تفرض عليهم عادة في مقابل ذلك عقوبات أو إدانة. تزعم إيران في كثير من الأحيان أنها تستهدف سفنًا معينة بسبب العقوبات أو الديون غير المدفوعة أو أموال النظام الإيراني المصادرة. وقد صعّد الحوثيون الآن هذا التهديد. ويزعمون الآن أنهم سيهاجمون السفن في البحر الأحمر. وهذا تهديد جديد. البحر الأحمر له بعض الترتيبات الأمنية.
في الماضي، أجرت البحرية الأمريكية تدريبات في البحر الأحمر مع شركاء مختلفين. ومع ذلك، كان من المفترض أن ينخفض التهديد الحوثي بعد أن توسطت الصين في السلام الإيراني السعودي. حتى أن الأمم المتحدة قامت بإصلاح منصة نفطية، وهو الأمر الذي لا يمكن تحقيقه إلا من خلال هدنة في اليمن.
الآن، عاد الحوثيون إلى تهديداتهم القديمة وهذا تصعيد خطير. يعد الافتقار إلى الردع جزءًا من ظاهرة أوسع في المنطقة حيث تواصل إيران ووكلاؤها تهديد إسرائيل والولايات المتحدة.
ولا يبدو أن هناك من يردعهم على جبهات عديدة.
الجيش الإسرائيلي سيلقن الحوثيين درسًا لم يتلقونه أبدًا
المصدر: موقع 103fm | تأريخ النشر: 20 نوفمبر 2023 | لغة المصدر: العبرية | مقتطف من المقال
تطرق قائد سلاح البحرية السابق اللواء في الاحتياط إليعازر (تشيني) ماروم، مع بن كاسبيت ويشاي كوهين على إذاعة 103FMً إلى تطورات القتال، والتهديد الذي يشكله الحوثيون في اليمن الذين يطلقون الصواريخ على إسرائيل، وقال “إنهم قوة عسكرية خطيرة، لقد تعاملنا معهم وقمنا بعمليات كثيرة في البحر الأحمر، ومن بينها عمليات في مواجهة الحوثيين. لقد نقلوا وهرّبوا أشياء كثيرة من مكان إلى مكان آخر عبر السودان، والتي وصلت في النهاية إلى غزة. لقد تحركنا لمواجهة هذا الأمر منذ سنوات عديدة، ونحن نعرف الحوثيين جيدًا ونأخذهم على محمل الجد، إن هؤلاء الحوثيين مجهزون جيدًا، وهم يقاتلون منذ سنوات وقد استولوا على أجزاء كبيرة من اليمن، ومن بينها العاصمة صنعاء، ويجب التعامل معهم بجدية. إنهم موجودون بالفعل على متن السفن وقد أغرقوا السفن في الماضي. ونظرًا لأنهم بعيدون بعض الشيء، فقد تجاهلناهم نوعًا ما”.
هل هم في نطاق سلاح الجو؟
نعم بالتأكيد.
هل هم في نطاق سلاح البحرية؟
بالتأكيد.
هل تعتقد أن الوقت قد حان لكي يدفع الحوثيون الثمن أم التريث؟
“إسرائيل دولة صغيرة. نحن 10 ملايين نسمة، دعونا لا نتصرف بتهور، بل بتريث، وروية، وعقلانية. سوف نصل إلى كل من نحتاج الوصول إليه، الدفتر مفتوح ونحن نسجل، وأنا أقول لك -سوف نصل إلى هؤلاء الحوثيين ونلقنهم درسًا لم يتلقونه من قبل في حياتهم. أنا متيقن من ذلك. دولة إسرائيل ستفعل ذلك، لكن يجب تنفيذ ذلك بعقلانية، وتريث. دعونا نقضي على حماس، ونعيد الناس إلى منازلهم، كل الموجودين هناك وهذه قصة بحد ذاتها، ونحن نتعامل مع هذا الأمر بجدية. سنتعامل مع حزب الله بعد ذلك، وبعد ذلك سنصل إلى الحوثيين أيضًا.”
استمرار إطلاق الصواريخ من اليمن إلى إسرائيل: ماذا يريد الحوثيون؟
المصدر: معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي | تأريخ النشر: 19 نوفمبر 2023 | لغة المصدر: العبرية | كاتب التقرير: إيلان زلايات[9] | المقال كاملًا
واصل المتمردون الحوثيون في اليمن، بل وزادوا خلال شهر نوفمبر من وتيرة إطلاق الصواريخ والطائرات المسيّرة على إسرائيل ردًا على الحرب التي تشنها على حماس في قطاع غزة. وتسلط أنماط عمل المنظمة وخطابها الضوء على دورها وأهدافها في الحرب.
أولًا، إيران تستخدم اليمن باعتبارها منصة تجارب لدراسة قدرات الاعتراض الإسرائيلية الأكثر تطورًا في حالة نشوب صراع مستقبلي بين البلدين: وللحماية من نيران الحوثيين، استخدمت إسرائيل -لأول مرة في العالم -طائرات من طراز 35F لاعتراض صاروخ كروز وكذلك أنظمة “السهم” لاعتراض الصواريخ الباليستية. وتحظى دراسة أول استخدام عملياتي لمنظومة “السهم 3” بأهمية خاصة، لأن هذا النظام يعترض خارج الغلاف الجوي، وبالتالي يعد وسيلة مهمة لحماية إسرائيل من الصواريخ غير التقليدية.ً
ثانيًا، عمليات الإطلاق باتجاه إيلات -ملجأ كثير من النازحين من محيط غلاف غزة -تكمل الحلقة الخانقة التي يسعى “محور المقاومة” من خلالها إلى تطويق إسرائيل، لخلق شعور بالحصار وغياب الملاذ الآمن. وهناك هدف مماثل يخدم تهديد الحوثيين بمهاجمة السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر وهو إغلاق الطريق الجنوبي إلى إسرائيل.
ثالثا، يسعى الحوثيون لإظهار انتمائهم إلى المعسكر الإقليمي المناوئ لإسرائيل والولايات المتحدة على عكس خصومهم السعودية والإمارات، وهو انطباع يخدمهم في الصراع المحلي في اليمن لأنهما يدعمان القوى المنافسة لهم. وهذا التمايز أكده زعيمهم الذي أعلن مؤخرًا أنه لو لم تفصل السعودية بين اليمن وإسرائيل لتقدم مقاتلوها لمحاربة العدو الإسرائيلي، كما أن الحوثيين “يستعرضون قوتهم” أمام السعودية، التي وقعوا معها اتفاق هدنة بعد سنوات عديدة من القتال:[10] ويظهرون من خلال نجاحهم في إطلاق طائرات مسيّرة هجومية على مقربة من إيلات، وعلى مسافة حوالي ألفي كيلومتر، أنهم قادرون أيضًا على الوصول إلى أي نقطة في السعودية.
أخيرًا، باستخدام الحوثيين، تعمل إيران على “إشغال” القوات العسكرية الأميركية في البحر الأحمر باعتراض عمليات إطلاق الصواريخ من اليمن، بعيدًا عن أراضيها وعن إسرائيل.
لماذا يهاجم الحوثيون إسرائيل؟
المصدر: جيروزاليم بوست | تأريخ النشر: 11 نوفمبر 2023 | لغة المصدر: الإنجليزية | كاتب التقرير: يوناثان سبايرً[11] | المقال كاملًا
لقد دخلت إسرائيل التاريخ، الأسبوع الماضي، بعد اعتراض نظام الدفاع الجوي “السهم”[12] صاروخًا موجهًا إلى إسرائيل في الفضاء. وفي الوقت الذي استحوذت فيه أول معركة عربية إسرائيلية في الفضاء على مخيلة كثير من وسائل الإعلام، فإن هوية القوة المسؤولة عن إطلاق الصاروخ كانت ملحوظة بنفس القدر.
أعلن الحوثيون اليمنيون، المعروفون أيضًا باسم حركة “أنصار الله” منذ عام 2012، مسؤوليتهم على الفور عن عملية الإطلاق. وكان هذا هو رابع هجوم يشنه التنظيم على إسرائيل منذ 7 أكتوبر.
يرى كثير من الإسرائيليين أن تورط هذه المنظمة البعيدة في المجهود الحربي الحالي في مواجهة إسرائيل أحد أكثر جوانب اللحظة الحالية غموضًا، بل وغرابة. لم يتفاجأ أحد على الإطلاق برغبة حزب الله اللبناني في تكبيل القوات الإسرائيلية في الشمال في إطار محاولته لتخفيف الضغط على حليفه في غزة.
غير أن الحوثيين؟ ما الذي يمكن أن يبحثوا عنه؟ وما لا يقل إثارة للاهتمام هو كيف اكتسبت حركة متمردة يمنية القدرة على إطلاق وابل من الطائرات المسيّرة والصواريخ، ومن بينها الصواريخ الباليستية طويلة المدى، على إسرائيل؟
ماذا يريد الحوثيون؟
تتطلب الإجابة عن هذا السؤال مزيدًا من الفهم حول جماعة الحوثيين ذاتها، فضلًا عن علاقاتها مع راعيتها، الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
والحوثيون قبيلة[13] عربية في شمال اليمن، يعود أصلها إلى محافظة صعدة شمال غرب اليمن. ويتبعون مع حوالي 35% من سكان اليمن تيار الإسلام الشيعي المعروف باسم الزيدية، والذي يختلف كثيرًا عن المذهب الاثنى عشري الأكثر شيوعًا والذي يتبعه الإيرانيون ومعظم الشيعة من العرب.
أسس الزعيم القبلي “حسين بدر الدين الحوثي” الحركة السياسية التي تحمل اسمهم في التسعينيات. ثم وجهت أنشطة تمردها نحو نظام الرئيس علي عبدالله صالح في عام 2004.
وكان صالح، وهو أيضًا مسلم شيعي زيدي، ضابطًا عسكريًا استولى على السلطة في عام 1978 وترأس عملية إعادة توحيد اليمن عام 1990. وكان نظامه مدعومًا من الولايات المتحدة والسعودية. وكان الحوثيون في هذه الأثناء مدعومين من إيران. قتلت قوات “صالح”، عام 2004، حسين الحوثي. ثم انتقلت قيادة الحركة وتمردها إلى عبدالملك الحوثي،[14] شقيق حسين، الذي يواصل قيادتها حتى اليوم.
هذه الخلفية مهمة لأنه من الجدير أن ننوه إلى أن جماعة الحوثيين تشبه حماس وتختلف عن حزب الله اللبناني أو الحركات العراقية، من حيث أنها عميلة لطهران ولكنها ليست وكيلة لها بالمطلق. إن حزب الله في لبنان، وكتائب حزب الله في العراق، والميليشيات الأخرى التي تشبهها، مثل منظمة بدر في العراق، تعد فروعًا مباشرة للحرس الثوري الإسلامي الإيراني.
لقد أنشأتهم طهران وأدارتهم خلال فترة تكوينهم. إنهم داعمون، بشكل مباشر، لنظام الحكم في إيران ولن يكون لوجودهم أساس يذكر دون الدعم المالي الإيراني وغيره من أشكال الدعم.
أما حماس، على النقيض من ذلك، فهي حركة ذات جذور حقيقية في السياق السني الفلسطيني المحلي. وبالمثل، انبثقت جماعة الحوثيين من سياق محلي أصيل ولهم جذور أيديولوجية ودينية تختلف عن باقي فروع الحرس الثوري الإيراني. ولهذا السبب، ذاع في بعض الوقت تحليل يصور التركيز على صلتهم بطهران أنها صيغة مبالغ فيها.
ومع ذلك، فإن مثل هذا الانتقاد يميل إلى التغاضي عن حقيقة أن القدرات العسكرية لأنصار الله (على غرار حماس مرة أخرى) ليست من نتاج وضعها المحلي، بل مستمدة بالكامل من حليفتها طهران.
تمكن الحوثيون بسبب الأسلحة وتدريب الإيرانيين، من الاستفادة من فترة الاضطرابات الداخلية في اليمن في عام 2011، حيث شاركوا أولًا في الاضطرابات والمظاهرات التي أسقطت نظام صالح، ثم الإنضمام في عام 2014 إلى قوات صالح المخلوع، والسيطرة على العاصمة صنعاء وجزء كبير من شمال وغرب اليمن.
وانقلب الحوثيون على “صالح” عام 2017 وأعدموه. فشل التدخل السعودي، عام 2015، في استعادة المناطق التي فقدها خلال مواجهة الحوثيين، لكنه حال دون وقوع كارثة تتمثل في سيطرة ميليشيات مدعومة من إيران على باب المندب، وهي نقطة اختناق استراتيجية بين خليج عدن والبحر الأحمر.
لا يزال اليمن منقسمًا بين الحوثيين -المدعومين من إيران -والحكومة اليمنية الرسمية -المدعومة من السعودية -والانفصاليين في المجلس الانتقالي الجنوبي المدعومين من الإمارات .
وتنفي إيران رسميًا تسليح الحوثيين، لكن مثل هذا النفي لم يعد يؤخذ على محمل الجد. إن حجم الأدلة هائل، مما يدل على أن طهران كانت تزودهم، في السنوات الأخيرة، عن طريق البحر بالأسلحة الصغيرة، والصواريخ، والقذائف وهو الأمر الذي مكّن الجماعة من التحوّل من ميليشيا واهنة إلى قوة يمكنها ضرب إسرائيل والسعودية.
قال تيم ليندركينج، المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن، لوكالة رويترز في مايو 2023: “واصل الإيرانيون تهريب الأسلحة والمخدرات نحو هذا الصراع، ونشعر بقلق بالغ إزاء استمرار هذا رغم الفوائد التي تترتب على الاتفاق السعودي الإيراني. لذلك أعتقد أن علينا أن نراقب ذلك”.
بدأت إيران، في السنوات الأخيرة، في استخدام الحوثيين باعتبارهم عميلًا مفضلًا يمكن الاعتماد عليه في سياسة الإنكار عند شن ضربات -على المستوى الاستراتيجي -على أعدائها الإقليميين. وحتى الحرب الحالية، كان أشهر مثال على ذلك هو الهجوم الذي وقع في 14 سبتمبر 2019 على منشآت معالجة النفط السعودية في بقيق وخريص.
وفي هذا الهجوم المتطور ذي الموجتين، تغلب سرب من الطائرات دون طيار وصواريخ كروز على الدفاعات الجوية السعودية وألحقت أضرارًا جسيمة بالمنشأتين. وأعلن الحوثيون مسؤوليتهم عن الهجوم. أدى تعقيد الهجمات ونطاقها إلى نفي المسؤولين الأمريكيين والسعوديين والغربيين هذا الادعاء على الفور، وقد خلصوا إلى أن إيران نفسها كانت وراء الهجوم.
جماعة الحوثيين لها فائدة خاصة لإيران عند شن هجمات من هذا النوع لعدة أسباب. أولًا، ومن الواضح أن إيران لا ترغب في استدعاء أعمال انتقامية عليها، وهي لا تكترث بحياة قادة الجماعة أو حياة من يعيش تحتً كنف وكلائها.
بيد أن الجزء الذي يسيطر عليه الحوثيون من اليمن يحظى بمزايا أخرى. تسيطر إيران أو تحتفظ بقدرة عسكرية في العديد من الدول العربية -فهي تهيمن على العراق، ولبنان، وتتمتع بحرية العمل في أجزاء من سوريا. ولكن في كل هذه الساحات الثلاث، يجب على الوكيل الإيراني أن يأخذ في الاعتبار الحقائق السياسية المحلية المعقدة ومصالح اللاعبين الآخرين -الروس ونظام الأسد في سوريا، والشيعة غير المتحالفين مع إيران، والسكان غير الشيعية وعلاقاتهم ومصالحهم السياسية الخاصة في كل من لبنان والعراق.
أما اليمن فهو مختلف. البلد منقسم، وفي المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، تحافظ الحركة على احتكارها للسلطة بوسائل قسرية علنية، مع أكثر ذريعة واهية متمثلة في عملية سياسية رسمية. وعلى الرغم من أن الحظر الذي فرضته الأمم المتحدة عام 2014 على نقل الأسلحة إلى الحوثيين ساريًا منذ عام 2014، إلا أن تنفيذه لا يزال سيئًا.
ولهذه الأسباب، أصبح الحوثيون أداة طهران المفضلة لتنفيذ هجمات استراتيجية بالوكالة. إن استخدام الحوثيين للصواريخ الباليستية في مواجهة إسرائيل أوصل هذه العملية إلى أعلى مستوياتها حتى الآن.
والسؤال المتبقي هو ما إذا، وإلى متى، ستستمر إسرائيل والغرب في التساهل الواضح بشأن قدرة الحوثيين الصاروخية المتقدمة والمستقلة. من ناحية، هذه سخافة واضحة. ومن ناحية أخرى، فإن الإشارة إلى ذلك تعني الاعتراف بأن إيران شنت هجمات بطائرات بدون طيار وصواريخ على إسرائيل ــ أي نفذت أعمال حرب واضحة -في أربع مناسبات منذ السابع من أكتوبر.
كيف ينبغي لإسرائيل أن تتعامل مع هجمات الحوثيين من اليمن؟
المصدر: جيروزاليم بوست | تأريخ النشر: 11 نوفمبر 2023 | لغة المصدر: الإنجليزية | كاتب المقال:ً يوئيل جوزانسكي[15] | المقال كاملًا
كانت للعملية البرية المستمرة التي تشنها القوات الإسرائيلية في قطاع غزة تداعيات على امتداد منطقة الشرق الأوسط. والجدير بالذكر أنها زادت من دوافع وكلاء إيران في المنطقة للمواءمة مع ضغوط طهران وتصعيد نشاطها العدواني على إسرائيل. وتهدف هذه الإجراءات إلى تقديم “جبهة موحدة” وإظهار التضامن مع القضية الفلسطينية. وأحد هؤلاء الوكلاء هم جماعة الحوثيين، التي تسيطر على أجزاء كبيرة من اليمن وتتلقى دعمًا من إيران وحزب الله.
انخرطت ميليشيا الحوثي في قتال إسرائيل من خلال إطلاق سلسلة من الهجمات الصاروخية وصواريخ كروز والطائرات المسيّرة. واستهدفت هذه الهجمات أهدافًا إسرائيلية، لكن أنظمة الدفاع الإسرائيلية اعترضتها بنجاح. وأعلن الحوثيون عزمهم على المشاركة في الصراع في اليوم الثاني من الأعمال العدائية، مؤكدين تضامنهم مع الشعب الفلسطيني ودورهم ضمن “محور المقاومة” الأوسع. وذكروا أنهم سيواصلون مهاجمة إسرائيل إذا استشعروا أن تصرفات إسرائيل تضر بالقضية الفلسطينية.
حدثت إحدى أهم هذه الهجمات في 18 أكتوبر باستخدام إطلاق صواريخ كروز وطائرات مسيّرة. دخلت هذه الصواريخ المجال الجوي السعودي لفترة وجيزة، مما أدى إلى ارتفاع حالة التأهب في السعودية، التي لها حدود مشتركة مع اليمن. إن تورط الحوثيين في الصراع له تداعيات على دول أخرى في المنطقة، وتحديدًا السعودية والإمارات. وكانت هناك اتهامات بتعاون هذه الدول الخليجية مع إسرائيل في صراعها مع حماس، مما يزيد الوضع تعقيدًا.
لماذا تفاقم هجمات الحوثيين على إسرائيل من تعقيدات الوضع؟
زاد تورط جماعة الحوثيين وتصريحاتها من التعقيد الإقليمي، خاصة فيما يتعلق بالسعودية. وفي الوقت الذي يستمر فيه الصراع بين التحالف الذي تقوده السعودية والحوثيين منذ سنوات، كانت الهدنة سارية منذ أبريل 2022. وتوصلت حكومة الحوثيين (غير معترف بها دوليًا) مؤخرًا إلى مسودة اتفاق مع السعودية، تم بموجبها تلبية كثير من مطالبهم المالية. سمح استمرار الهدنة بتركيز الحوثيين على التعزيز العسكري، مما يقلل احتمالية المخاطرة بمكاسبهم الجديدة من خلال إثارة صراع إقليمي أوسع.
يتلقى الحوثيون دعمًا كبيرًا من فرع فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإسلامي الإيراني. ويشمل ذلك المساعدة في تهريب الأسلحة، والتدريب القتالي، والتمويل، وتصنيع الأسلحة. ومع ذلك، فإن تأثيرهم على الحوثيين محدود نسبيًا مقارنة بحزب الله، كما أن عدم وجود اتصال إقليمي يزيد من صعوبة الدعم المباشر.
إن التحديات والقيود التي تؤثر على تصرفات جماعة الحوثيين تنطبق أيضًا على إسرائيل. إن البعد الجغرافي وتعقيد الجبهة اليمنية يصعب على إسرائيل تطوير استجابة فعّالة لردع المزيد من هجمات الحوثيين. كما واجهت السعودية والإمارات، رغم قربهما من اليمن، صعوبات في التعامل مع هجمات الحوثيين خلال السنوات الماضية.
لن يتطلب أي رد إسرائيلي على هجمات الحوثيين التنسيق والتشاور مع الولايات المتحدة -التي تسعى إلى منع نشوب صراع أوسع -فحسب؛ ولكن أيضًا مع الشركاء الإقليميين مثل الإمارات والسعودية، التي تتوافق مصالحهم في احتواء الصراع وتجنب انتشاره إلى أراضيهم -لإسرائيل مصلحة في عدم المجازفة بعلاقاتها معهم. هذه المعضلة تضع الرياض في موقف معقد؛ وفي الوقت التي تسعى فيها إلى تقويض حماس “ومحور المقاومة”، فإنها تفضل البقاء خارج الصراع.
ينبغي على إسرائيل أن يظل تركيزها الأساسي منصبًا على الصراع مع حماس. وعلى الرغم من أن هجمات الحوثيين تبعث على القلق، إلا أنها لا تشكل تهديدًا كبيرًا مثل تنظيم حزب الله وحماس. وينبغي بذل الجهود لاحتواء هجمات الحوثيين طالما أنها لا تتصاعد. ولكن إذا تفاقم الوضع، فيجب على إسرائيل أن تكون حذرة في ردها لتجنب الآثار الإقليمية الأوسع نطاقًا. ويمكن للحوثيين، تحت ضغط من إيران وحماس وحزب الله، أن يبحثوا عن طرق بديلة للهجوم، ربما تكون لها عواقب أشد خطورة.
ورغم أن هجمات الحوثيين لا تشكل تهديدًا وشيكًا مثل الصراعات الإقليمية الأخرى، فلا ينبغي الاستهانة بها، ومن المهم إمعان النظر في ردود الأفعال.
إيران اختارت الحوثيين وشكلت تحالفًا: إسرائيل والولايات المتحدة والسعودية
المصدر: موقع يديعوت أحرونوت| تأريخ النشر: 31 أكتوبر 2023 | لغة المصدر: العبرية | كاتب المقال: رون بن يشاي[16] | المقال كاملًا
زاد المتمردون الحوثيون -جماعة “إرهابية” موالية لإيران مكونة من قبائل شيعية في اليمن -من وتيرة هجماتهم على إسرائيل، في الأيام الأخيرة، بكل الوسائل المتطورة التي يمتلكونها من صواريخ باليستية أرض-أرض بعيدة المدى، وصواريخ كروز، والطائرات المسيّرة الهجومية بمختلف أنواعها. لقد حصلوا على جزء كبير منها من إيران، وصنعوا بعضها بأنفسهم. إضافة إلى ذلك، جمعوا ترسانة عسكرية مدهشة تشمل أنظمة من الأسلحة البحرية مثل الزوارق المتفجرة وغيرها. اكتسب عناصرهم، على مر السنين، مهارة كبيرة في تشغيل هذه الأسلحة، تحت إشراف وثيق من الإيرانيين والمستشارين الذين أرسلهم حزب الله من لبنان.
لقد اتضح أن إيران قررت أن أسس تدخلها في مواجهة إسرائيل على خلفية الحرب في غزة سوف ينفذه الحوثيون، وليس حزب الله أو عناصر أخرى أقرب جغرافيًا، على الرغم من أن مشاركة حزب الله قد تكون أكثر “فعالية” بالنسبة لها. ويبدو أن طهران قررت -ربما بسبب عدم تحمس الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله والرئيس السوري بشار الأسد، للتضحية ببيروت أو دمشق لتخفيف الضغط على حماس -أنها ستفي بوعدها على وجه التحديد من خلال أتباعها في اليمن التي تبعد أكثر من 1300 كيلومتر عن جنوب إسرائيل.
إنه تنظيم “إرهابي” يسيطر على جزء من بلد شبه مدمر يعاني من الفقر والجوع، ويحكم العاصمة صنعاء. وحتى لو استدعى طرفًا آخر لمواجهته عسكريًا، فإن ذلك لن يغير كثيرًا من الوضع العام للبلاد. وقد اكتسب الحوثيون خبرة حصيفة بسبب الحرب التي يخوضونها منذ حوالي ثمانِ سنوات منذ عام 2015 في مواجهة التحالف الذي شكلته السعودية ضدهم. ومنذ ذلك الوقت، استخدموا الطائرات المسيّرة وصواريخ كروز بعيدة المدى لضرب المنشآت النفطية في المملكة، وألحقوا أضرارًا جسيمة بصناعة النفط في الإمارات. وضربوا في حادثة أخرى، سفينة حربية أمريكية بصاروخ.
وهناك هدف آخر بسببه اختار الإيرانيون الحوثيين، وهو بُعدهم عن إسرائيل. ويحتاج الجيش الإسرائيلي عند الرد عليهم إلى عملية استراتيجية معقدة، جوية وبحرية، في الوقت الذي يقاتل في قطاع غزة على مدار الساعة، كما يقف في حالة تأهب لتصعيد كبير في الشمال في مواجهة حزب الله وربما حتى سوريا. وعلى أية حال، فمن المرجح أن تنفيذ عملية واحدة في اليمن لن ينهي محاولات الحوثيين مهاجمة إسرائيل بناءً لطلب رعاتهم الإيرانيين. وكما ذكرنا أعلاه، إنهم يمتلكون احتياطيًا كبيرًا للغاية من الصواريخ ذات المدى المختلف، والطائرات المسيّرة الانتحارية والهجومية. لقد أثبتوا بالفعل قدرتهم على القتال لمدة ثمانِ سنوات رغم القوة التي فرضتها السعودية والإمارات عليهم. ومع ذلك، لم يستسلموا، بل وألحقوا أضرارًا جسيمة.
وفي أبريل من هذا العام، أُعلن عن هدنة لهذا الصراع، ولكن قتل الحوثيون، خلال هذا الأسبوع فقط، جنديين سعوديين على الحدود في محافظة جازان. ومن المحتمل أن يكون هذا عملًا انتقاميًا لأن السعوديين، وفقًا لتقارير أمريكية، اعترضوا صاروخ أرض-أرض أطلقه الحوثيون باتجاه إيلات. وهذا يعني ترجيح احتمالية أن السعودية وإسرائيل الآن على توافق.
الولايات المتحدة قلقة بشأن طريق التجارة
لا يشكل الحوثيون خطرًا بسبب تنوع أسلحتهم التي يمكنها أن تصل إلى جنوب إسرائيل فحسب، بل في الأساس بسبب تهديدهم للملاحة في البحر الأحمر ومضيق باب المندب. ويمثل طريق الملاحة من المحيط الهندي شريانًا مهمًا دوليًا للتجارة بين آسيا وأوروبا، ومن بينهم إسرائيل أيضًا. ويهدد الحوثيون هذا الممر الخانق، لذا فإن أي قرار بتوجيه ضربة انتقامية على التنظيم في اليمن يجب أن يأخذ أيضًا هذا التهديد في الاعتبار.
تعد هذه الاعتبارات هي أساس اتخاذ الرئيس الأمريكي، جو بايدن، قرارًا بإرسال فرقتي عمل إلى الشرق الأوسط: إحداهما هي حاملة الطائرات “جيرالد فورد”، والأخرى هي حاملة الطائرات “أيزنهاور”. وكثير من مدمرات الصواريخ والسفن البحرية التابعة لقوة مهام “جيرالد فورد” -والتي تعمل في شرق البحر الأبيض المتوسط -مرت من قناة السويس وهي بالقرب من اليمن. إحداها، المدمرة “كارني”، وهي التي اعترضت الرشقات الأولى من الصواريخ والطائرات المسيّرة التي أطلقها الحوثيون باتجاه إسرائيل.
وفي الوقت الحالي، تواصل الإبحار قبالة سواحل اليمن السعودية، ولكن على مسافة آمنة. ومن المحتمل أنها تقدم لإسرائيل إنذارًا مبكرًا بشأن عمليات إطلاق الحوثيين، سواء من خلال الطريق المباشر شمالًا فوق البحر الأحمر، أم عبر أراضي السعودية أو مصر. ويبدو أنها لا تعترض الصواريخ فوق أراضي مصر أو السعودية؛ لأنه يعد انتهاكا لسيادتهما. لذلك، يبدو أن إسرائيل تأخذ على عاتقها، بشكل منسق، التعامل مع عمليات الإطلاق باتجاه إيلات بقواتها الخاصة: هذه الصواريخ تعترضها صواريخ اعتراضية بعيدة المدى من طراز “السهم”، أو صواريخ اعتراضية قصيرة المدى من طراز باتريوت، وهو مناسب أيضًا لاعتراض الطائرات المسيّرة. إلا أن معظم الطائرات المسيّرة تعترضها، بشكل رئيسي، الطائرات المقاتلة التابعة للقوات الجوية -والمجهزة لهذا الغرض بالصواريخ والمدافع. إضافة إلى ذلك، ترسل القوات البحرية سفنًا إلى منطقة البحر الأحمر لتعزيز نظام الإنذار المبكر الذي توفره بالفعل سفن البحرية الأمريكية.
وأُعلن في الماضي، أن السفن البحرية مجهزة أيضًا بصواريخ باراك (القبة الحديدية البحرية)، القادرة على اعتراض الصواريخ والطائرات المسيّرة. إلا أن دور هذه السفن أساسًا هوً الإنذار من خلال رادارات سفن ماجن 6 وسفن ساعر 5.
إسرائيل على دراية بكيفية التعامل مع التهديد الذي يشكله الحوثيون، ويبقى السؤال ما إذا كان ينبغي لها الرد. إن احتمال قيام الأميركيين بذلك ليس مرتفعًا، لأن إدارة بايدن لديها حاليًا مصلحة في خفض هذا التأجج، وعدم التورط بشكل مباشر في صراع خطير. وهذا بالضبط ما يريده الإيرانيون. ولذلك فإن دولة إسرائيل أمام معضلة ستتفاقم وستتطلب تقييمًا مستحدثًا للوضع إذا حاول الحوثيون توسيع القتال إلى الشطر البحري، أي تهديد التجارة في مضيق باب المندب. لقد قام الإيرانيون ذلك بالفعل في الماضي.
على أية حال، من المريح أن طهران قررت عدم إصدار أوامر لحزب الله برفع وتيرة القتال في مواجهة إسرائيل، واختارت المنظمة “الإرهابية” اليمنية لتكون ذراعها الرئيسي في الصراع. ذلك يضع إسرائيل في مواجهة تحدٍ جنوبي استراتيجي. وسيتعيّن عليها اتخاذ الحيطة بالتعاون مع القيادة المركزية الأمريكية، المعنية بالحفاظ على حرية الملاحة في منطقة الخليج العربي وخليج عمان.
خلاصة القول، لقد جلب الإيرانيون على أنفسهم وعلى الحوثيين تحالفًا ظرفيًا يضم إسرائيل والولايات المتحدة والسعودية، وهذا التحالف -الذي يعتمد بشكل أساسي على تعزيز الوجود البحري الأمريكي قبالة السواحل اليمنية وتعزيز الدفاع الجوي الإسرائيلي في شمال البحر الأحمر -هو أيضًا الحل لهذه المشكلة، على الأقل حتى ننتهي من غزة.
ما علاقة الحوثيين في اليمن بالحرب في غزة؟
المصدر: ماكور ريشون | تأريخ النشر: 6 نوفمبر 2023 | لغة المصدر: العبرية |كاتب المقال: نيتسان ديفيد فوكس[17] | المقال كاملًا
أدركنا بالفعل أن الحرب الدائرة حاليًا في غزة ليست بين حماس وإسرائيل فقط. يطلق حزب الله اللبناني علينا النيران يوميًا لإستنزافنا واستغلال الثغرات. تشير التقارير من سوريا عن تقدم ميليشيات موالية لإيران نحو دمشق وإسرائيل. هاتان القوتان مألوفتان وقريبتان -تقعان على حدود إسرائيل -ولكن، مؤخرًا، انضم لاعب لم تتضح بعد علاقته بنا وهم: الحوثيون في اليمن. بدأوا بعد أيام قليلة من اندلاع الحرب، في إطلاق الصواريخ والطائرات المسيّرة على إسرائيل، ولحسن الحظ اعترضتها القوات الأمريكية في البحر الأحمر.
ما علاقة الحوثيين في اليمن بالحرب في غزة؟
الحوثيون، الذين ينحدرون من محافظة صعدة شمال غرب اليمن، حركة زيدية (طائفة شيعية). ويعكس شعارهم “الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام”، أيديولوجيتهم جيدًا. الحوثيون في صراع مع الحكومة اليمنية ذات الأغلبية السنية منذ عشرين عامًا، حيث يقاتلون ما يعتبرونه فسادًا ونفوذًا أجنبيًا، خاصة من السعودية.
تمكن الحوثيون، في مرحلة ما، من السيطرة على معظم شمال اليمن، ومن بينها العاصمة صنعاء، وأسفرت هذه الانجازات التي حققوها عن انخراط السعودية في حرب لمواجهتهم، بدعم من الولايات المتحدة. قام السعوديون بغزو اليمن لدحر الحوثيين، ولكنهم فشلوا. وبدلًا من إحلال السلام في المملكة في القطاع الجنوبي، وتحقيق أول نصر لوزير الدفاع -ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -تحولت الحرب إلى عبء ثقيل عليها. لم يهاجم الحوثيون القوات السعودية في اليمن فحسب، بل أيضًا في السعودية، كما هاجموا الإمارات، شريكها في التحالف. وعلى مر السنين، أصبحوا أكثر جرأة في اختيار أهدافهم، ومن بينها ناقلات النفط السعودية والمطارات الدولية. بدأ السعوديون بعد فشلهم العسكري العمل على تحقيق اتفاق سلام مع الحوثيين وإنهاء الحرب الداخلية في اليمن.
يتلقى الحوثيون الدعم الرئيسي في حربهم على الدولة اليمنية السنية وفي مواجهة السعودية السنية أيضًا، من إيران الشيعية. وتزودهم طهران بالتدريب، والمال، وأنظمة الأسلحة، من بينها الصواريخ الباليستية، والصواريخ المضادة للسفن، والطائرات المسيّرة المتطورة. ويمكن الافتراض أن ما أطلقوه على إسرائيل كان إيراني الصنع، أو على الأقل ثمرة التصميم الإيراني. إنها ليست علاقة بسيطة بين راعٍ ووكيل؛ لدى الحوثي أجندته السياسية الخاصة، ويتمتع بالاستقلال الاقتصادي. وتحالفه مع إيران يخدم كلا الطرفين -فقد اكتسب نظام آية الله موطئ قدم في شبه الجزيرة العربية وممرًا غير مباشر إلى البحر الأحمر، ويتلقى الحوثيون الدعم العسكري والمالي الذي يحتاجونه لمواصلة نضالهم.
ما دافع هجومهم على إسرائيل الآن؟
الجواب هو أن الحوثيين شركاء في الخطاب المناهض للإمبريالية على الولايات المتحدة وإسرائيل. ويكتسبون من خلال الإضرار بـ”الكيان الصهيوني” شرعية إقليمية، ويصبحون شركاء في النضال الإسلامي من أجل القدس. كما أنهم ملتزمون باعتبارهم جزءًا من “محور المقاومة” الإيراني الذي يمتد بين الخليج العربي والبحر الأبيض المتوسط، بفكرة “توحيد الجبهات”: حيث يتأهب كل عضو لمساعدة الآخر، وبالتالي تجد إسرائيل نفسها في مواجهة عدد كبير من الجبهات المتوازية، وهذا الاتحاد سوف يستنزفها، وربما حتى يقهرها.
والآن تحمي الولايات المتحدة الأجواء الجوية لمواجهة التهديد الحوثي نيابة عنّا، وبالتالي توفر لنا حماية ساحة أخرى. ومن المحتمل أن يكون لدى إسرائيل أيضًا قوات دفاع جوي منتشرة في جنوب البلاد للتعامل مع التهديد القادم من هذا الاتجاه. وستنشأ مشكلة أكثر صعوبة إذا بدأ الحوثيون بمهاجمة السفن التجارية الإسرائيلية، أو تلك التي تبحر إلى إسرائيل. وتطل اليمن على الطريق الذي يربط إسرائيل بالعمالقة الآسيويين، وأن الإضرار بالسفن قد يؤدي إلى تعطيل التجارة البحرية. وفي مثل هذه الحالة، سيتعيّن على إسرائيل طلب الحماية من سفن البحرية الأمريكية، أو النظر في تفعيل أصولها البحرية والجوية في البحر الأحمر، سواء بمرافقة السفن أو مهاجمة أهداف في اليمن. سنعود ونكتشف بعد ذلك أن الحرب في غزة لم تكن إلا جبهة واحدة من جبهات كثيرة فُرضت علينا.
ينبغي على إسرائيل ألا تتجاهل التهديد الحوثي في اليمن
المصدر: معهد القدس للاستراتيجية والأمن (JISS) | تأريخ النشر: 11 نوفمبر 2023 | لغة المصدر: العبرية | كاتب المقال: عومر دوستري[18] | المقال كاملًا
أدت حرب غزة إلى اضطرار إسرائيل، لأول مرة منذ عقود، للتعامل مع جبهة جديدة -من اليمن. لقد أطلقت جماعة الحوثيين في اليمن صواريخ كروز وطائرات مسيّرة باتجاه إسرائيل، واعترضتها سفينة حربية أمريكية في البحر الأحمر. وأطلقوا في هذا الهجوم خمسة صواريخ ونحو 30 طائرة مسيّرة. وقد اعترضت السعودية أحد الصواريخ. كما أطلق التنظيم طائرات مسيّرة انفجرت في طابا ونويبع في مصر، وفي 31 أكتوبر اعترضت إسرائيل صاروخًا باليستيًا، إضافة إلى صاروخ كروز أطلق عليها من اليمن.
وتدل هذه الهجمات التي تتزامن مع تصريحات لأعضاء بارزين في جماعة الحوثيين “الإرهابية” حول عمليات الجيش الإسرائيلي في غزة -وكذلك إعلان رسمي للمنظمة “الإرهابية” بالحرب على إسرائيل -إلى احتمال شن المزيد من الهجمات على إسرائيل وعلى أهداف أمريكية في منطقة البحر الأحمر.
ومن الواضح أن الحوثيين في اليمن لديهم مثل هذه النية. رغم أن الحوثيين يعملون بعيدًا نسبيًا عن إسرائيل، وقد شاركوا في السنوات الأخيرة في القتال تحديدًا في مواجهة السعودية ودول الخليج، إلا أن سعيهم لتدمير إسرائيل والشعب اليهودي واضح للجميع. على سبيل المثال، يظهر على علمهم شعار: “الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام”.
علاوة على ذلك، لدى الحوثيين قدرات عسكرية متطورة للغاية، لكنها لاتزال بعيدة عن المدى الذي قد يشكل تهديدًا كبيرًا لإسرائيل، ما بعد منطقة إيلات. وفي السنوات الأخيرة، نقلت إيران أسلحة وصواريخ كثيرة إلى الحوثيين. كما أفادت وسائل الإعلام أن طهران أنشأت خط إنتاج للصواريخ والطائرات المسيّرة وغيرها من الأسلحة المتطورة على الأراضي اليمنية.
يمتلك الحوثيون صواريخ باليستية من طراز “قدس 2″ و”قدس 3” التي يتراوح مداها من 1300 إلى ألفي كيلومتر، ويمكن لهذه الصواريخ إصابة أهداف في إسرائيل، التي تبعد حوالي 1600 كيلومتر عن اليمن. كما يمتلك الحوثيون أسطولًا من الطائرات المسيّرة التي يصل مداها إلى إسرائيل، مثل طائرة “صماد 3” التي يتراوح مداها بين 1500 وألفي كيلومتر. ويصل مدى طائرة “صماد 4” إلى أكثر من ألفي كيلومتر، كما يتراوح مدى طائرة “وعيد” المسيّرة بين ألفين و2200 كيلومتر.
يشكل الحوثيون أيضًا تهديدًا على حركة الملاحة البحرية لأنهم يسيطرون على ميناء الحديدة في غرب اليمن، المتاخم لمضيق باب المندب. وهذا يعني السيطرة على الممر من البحر الأحمر إلى المحيط الهندي عبر مضيق باب المندب. يحظى طريق الشحن بأهمية بالغة للتجارة بين آسيا وأوروبا، وكذلك لإسرائيل. يحيط هذا الطريق البحري البديل بالقارة الأفريقية وبالتالي يطيل وينقص مدة الرحلة البحرية، ومن هنا يمكن للحوثيين الإضرار بحرية الملاحة والتجارة لإسرائيل ودول أخرى.
هجوم إسرائيلي على الحوثيين
يجب على إسرائيل ألا تتجاهل التهديد الذي يشكله الحوثيون في اليمن، خاصة بعد أحداث 7 أكتوبر 2023. ويجب أن نكون واقعيين فيما يتعلق بإمكانية احتواء تهديدهم. حيث يُفسر ضبط النفس على أنه ضعف، ويشجع على الهجوم.
قرر الجيش الإسرائيلي، بعد سلسلة هجمات الحوثيين، تعزيز منطقة البحر الأحمر بسفن الصواريخ البحرية في إطار الجهود الدفاعية في المنطقة. كما أشار وزير الدفاع يوآف جالانت، في 1 نوفمبر، إلى التهديد القادم من اليمن، وقال: “نعرف الفرضيات، ونعرف ما ينبغي علينا القيام به”. وفي اليوم ذاته، أشار المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أيضًا إلى الحوثيين قائلًا: “نحن نعرف أيضًا كيف نهاجم في المكان والزمان الذي نحدده -لحماية أي مصلحة أمنية لدولة إسرائيل، متى تطلب الأمر ذلك”. ومع ذلك، لم ترد إسرائيل عسكريًا على ما يحدث في اليمن حتى الآن.
في هذه المرحلة، ولأنها منهمكة في الحرب في غزة، لا تملك إسرائيل الاستعداد والموارد اللازمة للعمل بكامل قوتها في مواجهة الحوثيين. لكن يمكن لإسرائيل أن تبدأ التحرك ضد الحوثيين بطريقة تدريجية وسرية، على غرار حملة “الحرب بين الحروب” في سوريا، لردعهم والإضرار بقدراتهم العسكرية. على سبيل المثال، يمكن لإسرائيل تنفيذ ضربات سيبرانية على البنى التحتية الحيوية التي يستخدمها الحوثيون، مثل تعطيل وإغلاق النشاط في ميناء الحديدة، الذي يسيطر عليه الحوثيون. يمكنك محاولة تقليص قدراتهم العسكرية، ومنعهم من الحصول على أسلحة متطورة. ومن شأن مثل هذا النشاط أن يبعث برسالة إلى الحوثيين والمنطقة بأسرها مفادها أن إسرائيل قادرة على الانتقام واسترداد حقها ممن هاجمها.
وعلى الرغم من أن اليمن يبعد حوالي 1600 كيلومتر عن إسرائيل، إلا أن الأخيرة لديها عدة خيارات للقيام بعمل عسكري يستهدف الحوثيين. وفي الوقت المناسب، بعد انتهاء الحرب في غزة، يمكن إطلاق طائرات مسيّرة وصواريخ بعيدة المدى من الأراضي الإسرائيلية “المحتلة” أو من السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر. كما يقع اليمن أيضًا ضمن نطاق الطائرات المقاتلة الإسرائيلية.
كما يمكن أن تتسبب الضربات الإسرائيلية على أهداف حوثية في إلحاق أضرار جسيمة بهم، كما سينعكس صدى الردع الإسرائيلي في المنطقة بأسرها. لن يذرف الأميركيون دمعة، لأن حرية الملاحة مهمة بالنسبة لهم في نهاية المطاف. كما أن الهجوم الإسرائيلي على الحوثيين سيحسن موقفها أمام السعودية ودول الخليج التي تعاني من الحوثيين.
إن التغيير المطلوب في التصور السياسي، والعسكري الإسرائيلي بعد فشل الردع في غزة يجب أن ينعكس أيضًا في مناطق أخرى. وتحتاج إسرائيل لضمان أمن مواطنيها إلى إعادة التفكير في سياسة الاحتواء التي تنتهجها، ويجب عليها الرد بحزم على أي تهديد.
- ملاحظة المحرر: سعر الدولار في مناطق سيطرة الحكومة نحو 1400 ريال يمني وفي مناطق سيطرة الحوثيين نحو 530
- صحفي إسرائيلي ولد في القدس عام 1943، درس في الجامعة العبرية بالقدس، ويعمل حاليًا معلقًا عسكريًا في صحيفة يديعوت أحرونوت.
- ملاحظة المحرر: تقع عدن على ساحل خليج عدن، شرق مضيق باب المندب
- ولد في 16 مارس 1982، درس العلوم السياسية والعلاقات الدولية في الجامعة المفتوحة، وبعد دراسته عمل صحفيًا متخصصًا في التكنولوجيا والتقنية العالية، ويعمل أيضًا معلقًا في مجال تاريخ الطيران والحرب الجوية الإسرائيلية، يكتب في موقع كالكاليست الاقتصادي العبري.
- محلل شؤون الشرق الأوسط لدى صحيفة “هاأرتس”، عمل مسبقًا مبعوثًا للصحيفة في واشنطن. ويحاضر “برئيل” في كلية “سابير”، وجامعة “بن جوريون”، ويبحث في سياسة وثقافة الشرق الأوسط. حاز، عام 2009م، على جائزة “سوكولوف” على إنجازاته.
- نال الكاتب درجة الدكتوراه في الدراسات السياسية. وهو خبير في الإستراتيجية العسكرية والأمن القومي، وباحث في معهد القدس للاستراتيجية والأمن (JISS)، ومنتدى الدفاع والأمن الإسرائيلي (Habithonistim).
- باحث في الأمن القومي الإسرائيلي، ونال درجة الدكتوراه في نفس التخصص. عمل مدنيًا في الجيش الإسرائيلي لعدة سنوات في هذا المجال أيضًا. نشر سبعة كتب، معظمهم بالإنجليزية.آخرها كان عام 2019 بعنوان: الجيش الإسرائيلي في مواجهة حرب العصابات والإرهاب.
- محلل في شؤون الشرق الأوسط لدى صحيفة “جيروزاليم بوست”. لقد غطى الحرب ضد تنظيم داعش، وحروب غزة الثلاثة، والصراع في أوكرانيا، وأزمة اللاجئين في أوروبا الشرقية، كما قدم تقاريرًا عن العراق، وتركيا، والأردن، ومصر، والسنغال، والإمارات، وروسيا. حصل على درجة الدكتوراه من الجامعة العبرية في القدس عام 2010. عمل مسبقًا باحثًا مشاركًا في مركز “روبين” للأبحاث والشؤون الدولية، ومحاضرًا في الدراسات الأمريكية في جامعة القدس. ويشغل حاليًا منصب المدير التنفيذي لمركز الشرق الأوسط للتقارير والتحليل.
- باحث في برنامج دول الخليج في معهد أبحاث الأمن القومي. وزميل باحث في مركز موشيه ديان لدراسات الشرق الأوسط وأفريقيا. تتركز أبحاثه حول السياسة والمجتمع في دول الخليج المعاصرة مع التركيز على الإسلام السياسي، والشيعة، والهويات، والذاكرة الجماعية.
- ملاحظة المحرر: لم تُوقع هدنة بين الرياض والحوثيين عمليًا، وإنما اتفاق ضمني غير مكتوب
- باحث في برنامج دول الخليج في معهد أبحاث الأمن القومي. وزميل باحث في مركز موشيه ديان لدراسات الشرق الأوسط وأفريقيا. تتركز أبحاثه حول السياسة والمجتمع في دول الخليج المعاصرة مع التركيز على الإسلام السياسي، والشيعة، والهويات، والذاكرة الجماعية.
- ملحوظة المترجم: يطلق عليه بالعبرية حيتس وباللغة الإنجليزية آرو
- ملاحظة المحرر: الحوثيون جماعة دينية سياسية مسلحة وليسوا قبيلة محددة ضمن التكوين الاجتماعي اليمني، وإن انتمى مؤسس الجماعة لمحافظة صعدة
- ملاحظة المحرر: بعد مقتل حسين الحوثي، تولى قيادة الحركة والده بدرالدين، ثم انتقلت القيادة لعبدالملك
- كاتب، ومحلل، وصحفي يركز على الشؤون الاستراتيجية لمنطقة الشرق الأوسط والمشرق العربي. هو زميل باحث في معهد القدس للدراسات الاستراتيجية، وزميل في منتدى الشرق الأوسط، ومحلل أمني مستقل، ومراسل فيIHS Janes.
- صحفي إسرائيلي ولد في القدس عام 1943، درس في الجامعة العبرية في القدس، ويعمل حاليًا معلقًا عسكريًا في صحيفة يديعوت أحرونوت.
- محلل جيوبوليتيكي وكاتب إسرائيلي خدم في سلاح الجو الإسرائيلي، ومؤسس بودكاست “اللعبة الكبرى”
- زميل باحث في معهد القدس للاستراتيجية والأمن (JISS)، متخصص في الاستراتيجية والأمن القومي الإسرائيلي. وقد تدرب في مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة أرئيل، ومعهد دراسات الأمن القومي، وهو مرشح للدكتوراه في جامعة بار -إيلان.