إصدارات الأخبار تحليلات تقرير اليمن أرشيف الإصدارات

انشطار الجنوب – تقرير اليمن، أغسطس/ آب 2019

Read this in English

معتقل ذمار تحت الأنقاض في 3 سبتمبر / أيلول 2019، بعد عدة غارات جوية شنتها قوات التحالف بقيادة السعودية على المنشأة (كلية المجتمع سابقا، يستخدمها الحوثيون كمعتقل) في 1 سبتمبر / أيلول 2019، ما أسفر عن مقتل أكثر من 120 معتقل // مصدر الصورة: صقر أبو حسن


ملاحظة المحرر: هذا التقرير ترجمة للنسخة الانجليزية التي نشرت بتاريخ 4 سبتمبر 2019


انشطار الجنوب – تقرير اليمن، أغسطس/ آب 2019 انشطار الجنوب – تقرير اليمن، أغسطس/ آب 2019افتتاحية مركز صنعاء

اليمن… مقبرة التحالفات

قيل فيما مضى أن اليمن هي مقبرة الغزاة، أو مقبرة الأناضول، وتثبت اليمن اليوم أنها الأرض التي تئد التحالفات العسكرية الأجنبية أيضاً. عندما أرسلت السعودية والإمارات قواتهما المسلحة في مهمة تدخُّل إقليمية إلى اليمن، لم يخطر ببال الدولتين أن هذه المهمة ستدوم أكثر من بضعة أسابيع، ولمَ عساها أن تدوم أكثر من ذلك، ودولتان من أغنى دول العالم تتمتعان بدعم أقوى الدول الغربية هما من قرّرا شن حرب في إحدى أفقر دول العالم!! كان هذا التحالف يرمي بحسب ما هو معلن إلى إعادة الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً إلى السلطة بعد أن قامت جماعة الحوثيين (أنصار الله)، بالاستيلاء على العاصمة صنعاء في انقلاب عسكري.

دارت عجلة الزمن أكثر من أربع سنوات أخرى، وها قد انقلبت الرياض وأبو ظبي على بعضهما البعض، بعد أن دخلتا الحرب اليمنية على قلب واحد، في حرب باتت اليوم حرباً بالوكالة بين حلفاء الأمس. في شهر أغسطس / آب الماضي تحديداً، شهدت الأراضي اليمنية انقلاباً آخر على نفس الحكومة اليمنية، هذه المرة على أيدي الجماعات المحلية المدعومة إماراتياً في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، وقصفت الطائرات الإماراتية قوات الحكومة اليمنية المدعومة سعودياً.

مما لا شك فيه أن القادة الحوثيين والإيرانيين، باعتبار إيران الداعم الإقليمي للحوثيين، مسرورون للغاية بهذه التطورات الجديدة. فأعداؤهما على الساحة اليمنية غارقون في اقتتالات دامية، وبكسرهم لصفوف تحالفاتهم، تقوَّض الهدف الأساسي من وجودهم في اليمن. فقد أصبحت الشرعية التي تستند إليها الحكومة اليمنية أكثر ركاكة من أي وقت مضى، بعد خسارتها لعاصمتها صنعاء، ثم لعاصمتها المؤقتة عدن. وفي المقابل، لم يعد بإمكان المجلس الانتقالي الجنوبي، المدعوم من الإمارات، أن يقدم نفسه على أنه الجهة الممثلة لـ”الجنوبين” بعد قيام قواته بإجلاء الحكومة من عدن، وذلك بعد صد قوات محلية والقوات الحكومية الأخرى لزحف المجلس الجنوبي الانتقالي شرقي العاصمة المؤقتة، وتحديدا في محافظة شبوة.

لا يعني ذلك أن قضية الجنوب ليست قضية عادلة، فالوحدة اليمنية بين الشمال والجنوب عام 1990، والحرب الأهلية عام 1994، وعقود الظلم التي أعقبت ذلك، كل ذلك خلف وراءه جروحاً مفتوحة لم يكن من المستغرب أن تغذي طموحات الجنوبيين باستعادة استقلالهم. ولكن زعماء القضية الجنوبية التقليديين – وكثيرون منهم عاشوا في زمن الجنوب الماركسي – خسروا أحقيتهم الأخلاقية في أغسطس / آب عندما تعاموا عن هاني بن بريك، القيادي المتشدد والشرس، وهو يطهر عدن من الشماليين ويتصدر حركة التمكين الجنوبي.

بن بريك هو سلفي متطرف، يهوى تأجيج الأحقاد الطائفية بشكل ينافس فيه قاسم الريمي، أمير تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، وعبد الملك الحوثي، زعيم الحوثيين. إن قوات الحزام الأمني، المدعومة من الإمارات وحليفة المجلس الجنوبي الانتقالي، هي وقياداتها المؤلفة من عدد من الرموز بعضهم من التيارات السلفية، وعلى رأسهم هاني بن بريك، تواجه اتهامات جادة وحقيقية بحسب تقرير خبراء الأمم المتحدة، حيث أقدمت على عمليات خطف وتعذيب وابتزاز وقتل، وعلى إدارة سجون سرية وتنفيذ عمليات اغتيال متعددة في المدينة.

اللواء منير اليافعي، الشهير بكنيته (أبو اليمامة)، وأكثر من 30 جنديا آخر، لقوا جميعاً مصرعهم في هجوم تبنته قوات الحوثيين – باستخدام الصواريخ أو طائرات مسيرة – استهدف معسكر الجلاء بعدن في الأول من أغسطس / آب الماضي. رداً على ذاك الهجوم، قاد بن بريك حملات تطهير استهدفت الشماليين في عدن تخللها ضرب البعض في الطرقات، وإغلاق المحال التجارية، وجمع الشماليين بأعداد كبيرة وإجلاؤهم قسراً في شاحنات نقل بضائع. قاد بن بريك أيضاً، بعد إقامة مراسم الجنازة، هجوماً مسلحاً لطرد الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً من عدن وغيرها من مناطق الجنوب.

الجدير ذكره أن رجال بن بريك كانوا مسلحين بأسلحة أمريكية الصنع ويحظون بدعم سياسي من شركات ضغط غربية مثل Independent Diplomat وQuatro، وكل ذلك كان ممكناً فقط بفضل الدعم المالي الإماراتي. فدعم أبو ظبي لبن بريك وغيره من الشخصيات اليمنية المتطرفة – مثل الزعيم الميليشاوي أبو العباس في تعز، والذي وضعته وزارة الخزانة الأميركية على قائمة الداعمين للإرهاب – يعكس مقاربة الإمارات المجردة من أي مبادئ للحرب اليمنية والمستخفة بالسيادة اليمنية أيضا. ولكن لو أمكن الحديث من منظور واقعي بحت، فقد نجحت أبو ظبي على الأقل في تمكين جهات محلية تملك فرصة وإرادة لتحقيق أهدافها، بصرف النظر عن البعد الأخلاقي أو القانوني لهذه الأهداف. من جهة أخرى كانت الرياض تراهن بكل ما تملك على أحد أكثر رجال الدولة فساداً وعجزاً في التاريخ الحديث – الرئيس اليمني عبد ربه منصور.

لقد تمثلت المقاربة النمطية للقيادة السعودية فيما يتعلق بحل المشاكل – أي مشكلة- بإغراق المشكلة بالمال حتى تختفي. لكن بغض النظر عن مليارات الدولارات التي صرفتها السعودية على قصف اليمن، لا بد أن يكون واضحاً دون لبس أن ذلك يشبه إلقاء النقود من على حافة هاوية بهدف ملء المحيط. ولعل الرئيس اليمني كان في صلب فشل سياسة الصرف والقصف هذه. ليس هادي من يكسب الكمية الأكبر من المال جرّاء هذه الحرب – وهو أبعد ما يكون عن ذلك – غير أنه يمسك بتلابيب سلطة اتخاذ القرار الأعلى في اليمن، ومع ذلك فهو كصاحب قرار نظريا، عاجز عن اتخاذ القرارات التي تخدم قضيته. ولا شيء أدل على غياب القيادة العليا عن مواطنيها، مثل صمت هادي طوال شهر أغسطس / آب، ولا شيء رسم معالم الانحلال اليمني منذ 2012 أكثر من هذا الغياب، عندما تسلم هادي منصب الرئاسة بعد انتخابات لم ينافسه فيها أحد ولعبت الرياض دوراً كبيراً في ترتيبها. وبالفعل كان لقرار هادي عزل عدد من كبار القيادات الجنوبية من حكومته أن عجّل بتشكيل المجلس الجنوبي الانتقالي عام 2017. ولا شيء أدل على سوء تدبير الرياض من قرارها ربط مصيرها، منذ سبع سنوات وحتى الآن، بمصير هادي.

لقد جاء شهر أغسطس / آب ليقوّض السردية السعودية، ومعها الأسس القانونية التي ارتكز عليها تدخلها في اليمن، وقد ذكر قرار مجلس الأمن 2216 الذي تم تبنيه في أبريل / نيسان 2015 طلب الحكومة اليمنية العون من دول الخليج لإعادتها إلى السلطة، وزعم التحالف الذي تقوده السعودية والإمارات أن هذه الوثيقة تمنح الشرعية القانونية لتدخله العسكري في اليمن. هذه المزاعم لم تعد معقولة الآن، فالإمارات تدعم جبهة عسكرية معادية للحكومة اليمنية، ولعل في أفعال الإمارات أيضاً انتهاكاً للمادة 2(4) من ميثاق الأمم المتحدة، والذي يمنع استعمال القوة في دولة أخرى ما لم يتم ذلك برضا هذه الدولة، أو لم يتم بتصريح من مجلس الأمن، أو لم يكن بهدف الدفاع عن النفس. وهكذا تحول مشهد الحرب في اليمن اليوم إلى حرب ثلاثية الجوانب: الحوثيون، الحكومة اليمنية المدعومة سعودياً، والمجلس الجنوبي الانتقالي المدعوم إماراتياً، في حرب (الكل ضد الجميع). وبناء على ذلك، ثمة حاجة ملحّة لقرار من مجلس الأمن ليستوعب الواقع الحالي.

إضافة إلى دماء اليمنيين، سالت دماء الأخوة ( الرياض وأبو ظبي) على التراب اليمني، وقد كانتا فيما مضى أقرب إلى أخوين أكبر وأصغر، فلا المال ضمن لهما انتصاراً سريعاً، ولا هو بعد أكثر من أربع سنوات فعل شيئا لليمنيين، سوى حفر المزيد من القبور لهم.


المحتويات

4 تطورات أخرى في اليمن

انشطار الجنوب

نظرة عامة

شهد شهر أغسطس / انهيار التحالف العسكري الإماراتي السعودي بعد تحول شركائه في جنوب اليمن للقتال ضد بعضهم البعض بطريقة دراماتيكية. جاء ذلك عقب تبني الحوثيين ضرب ثكنة عسكرية في عدن في اليوم الأول من أغسطس / آب، ما أسفر عن مقتل قائد جنوبي بارز وتوفير ذريعة لاستيلاء الجماعة الانفصالية على المدينة، العاصمة المؤقتة للحكومة اليمنية المعترف بها دولياً.

واستولت قوات الحزام الأمني ​​الموالية للمجلس الجنوبي الانتقالي – وكلاهما مدعوم من الإمارات – على المباني الحكومية والثكنات العسكرية خلال أربعة أيام فقط من القتال، حيث سقط القصر الرئاسي في 10 أغسطس / آب وهذا يعني عدم قدرة الحكومة اليمنية التي تقيم فيه، العودة لمدينة عدن.

قال المجلس الانتقالي الجنوبي أنه يدعم فعلاً الرئيس اليمني المدعوم من السعودية عبد ربه منصور هادي، وأن مشكلته هي مع حزب الإصلاح – الحزب الإسلامي المنظور إليه بعين الريبة في معظم أنحاء الجنوب، علماً أنه الحليف الأهم لهادي من القوى السياسية اليمنية. في الأيام التالية، رفع المجلس الانتقالي الجنوبي مطالبه بدولة جنوبية فدرالية مستقلة، فيما قام مسلحو الحزام الأمني ​​بجمع الكثير من اليمنيين الشماليين المقيمين في عدن والاعتداء عليهم وطردهم من المدينة في وضح النهار.

أدانت حكومة هادي ما أسمته تمرداً مسلحاً سهّله دعم الإمارات، وهي المزاعم التي نفتها أبو ظبي، وكانت الأخيرة قد نفّذت مؤخراً انسحاباً عسكرياً من أجزاء من اليمن، ثم قامت القوات المتحالفة معها، ومع المجلس الجنوبي بالتوجه إلى ما وراء عدن، مستوليةً على الثكنات العسكرية في محافظة أبين المجاورة، ومشتبكةً مع القوات الحكومية في محافظة شبوة، لكن سرعان ما انعكست موازين هذه التطورات ضدها، حيث شنت الحكومة هجوماً مضاداً تقدمت خلاله قوات هادي بسرعة ليس في شبوة فقط، ولكن في معاقل المجلس الجنوبي بعدن خلال الأسبوع الأخير من أغسطس / آب، دون أن تستعيد كامل السيطرة على المدينة. وقد انتهى الشهر الحافل بالأحداث بشن الإمارات غارات جوية استهدفت القوات الحكومية المدعومة سعودياً في عدن وأبين، قبل أن تدعو الحكومة اليمنية مجلس الأمن الدولي إلى التدخل.

استيلاء المجلس الانتقالي الجنوبي على عدن

بعد مقتل (أبو اليمامة) قائد لواء الدعم الأول في قوات الحزام الأمني ​​المدعومة إماراتياً وأحد الانفصاليين الجنوبيين البارزين، في 1 أغسطس / آب، أشعلت وفاته غضباً وادعاءات من جانب المجلس الانتقالي الجنوبي بتواطؤ حزب الإصلاح مع جماعة الحوثيين، التي تبنت حادث مقتله.[1]

في أعقاب هجوم 1 أغسطس / آب، قامت قوات الحزام الأمني الفاعلة في جنوب اليمن بتنفيذ وتمكين هجمات انتقامية ضد المدنيين المنحدرين من محافظات شمالية، وفقاً لمكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في 6 أغسطس / آب.[2] تم إلقاء القبض على مدنيين من شمال اليمن والاعتداء عليهم وتهجيرهم قسراً، مع تعريض المئات لاعتداءات جسدية واعتقالات تعسفية واحتجاز ونهب ممتلكات أثناء تفتيش قوات الأمن للفنادق والمطاعم مطالبةً هؤلاء المدنيين بإبراز هوياتهم.

تصاعد التوتر في المدينة مع توافد مؤيدي المجلس الانتقالي الجنوبي لتشييع الجنود القتلى في 7 أغسطس / آب. وقد اندلعت معارك مسلحة بين قوات الحزام الأمني ​​التابعة للمجلس مع اللواء الرئاسي التابع للحكومة مع اقتراب المشيعين من قصر المعاشيق الرئاسي. وقد دعا نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي هاني بن بريك قوات المجلس للزحف نحو القصر والإطاحة بما وصفه بالحكومة الموالية لحزب الإصلاح، ملقياً باللوم على الحزب الإسلامي في الاشتباكات التي جرت بالمدينة.[3]

انتشرت العمليات القتالية في المدينة خلال الأيام التالية، وسيطرت قوات الحزام الأمني ​​على المباني الحكومية والثكنات العسكرية، بينما فر عدد من الوزراء القليلين الموجودين في المدينة حينها. وبحلول 10 أغسطس / آب، حدثت انشقاقات عالية المستوى داخل اللواء الرئاسي واستسلمت القوات الموالية للحكومة في قصر المعاشيق. وقال مسؤول أمني حكومي كبير لمركز صنعاء حينها أن قوات المجلس الانتقالي تسيطر فقط على القسم الأدنى من مجمع القصر، مع استبقاء حوالي 12 فردا من عناصر القوات الخاصة الأمريكية وحوالي 60 من القوات الخاصة السعودية السيطرة على الأماكن الأخرى.[4] ودعا المتحدث باسم التحالف العقيد تركي المالكي إلى وقف فوري لإطلاق النار وإلى انسحاب المجلس الانتقالي الجنوبي،[5] فيما شنت السعودية غارات جوية على عدن في تلك الليلة لتخترق الصمت اللافت من جانب المملكة بعد تصاعد الأعمال القتالية في العاصمة المؤقتة، وفي سلسلة تغريدات ومقطع فيديو، انتقد وزير الداخلية أحمد الميسري غياب التعليق حتى ذلك الحين من الرئيس هادي أو من السعودية.[6]

عندما احتشد الآلاف تأييداً للمجلس الانتقالي الجنوبي في عدن في 15 أغسطس / آب، أصدر المجلس بياناً يدعو إلى إقامة دولة فيدرالية مستقلة في الجنوب،[7] أكد فيه ضرورة حمل اليمنيين الشماليين بطاقات الهوية الخاصة بهم ورفض تواجد “القوات الشمالية” في المناطق الجنوبية. وبكلمات حملت أنباء الأسابيع المقبلة، أعلن المجلس الانتقالي الجنوبي عزمه على “تحرير” أجزاء من محافظتي حضرموت وشبوة.

الانفصاليون يندفعون نحو أبين وشبوة، والقوات الحكومية تشن هجومها المضاد

بعد هجوم المجلس الانتقالي الجنوبي في عدن، حاولت السعودية دعوة المجلس والحكومة إلى جدة لإجراء محادثات، على الرغم مما بدا من استعصاء في مواقف الطرفين. قالت الحكومة اليمنية إنها لن تبدأ المحادثات قبل انسحاب المجلس وقد زعمت في 17 أغسطس / آب أن الأخير وافق على هذا الانسحاب،[8] قبل أن يعبّر المجلس عن رفضه لمزاعم الحكومة.[9] وقد شرعت الحكومة في فصل وإدانة شخصيات متحالفة مع المجلس الانتقالي كانت تشغل مناصب حكومية وقت استيلاء الأخير على عدن، بما في ذلك مدير أمن محافظة عدن اللواء شلال علي شايع.[10] وذكرت وكالة رويترز نقلاً عن مسؤول يمني أن الجانبين بدآ محادثات غير مباشرة في جدة في 4 سبتمبر / أيلول.[11] ومع ذلك، نفى الناطق باسم الحكومة اليمنية راجح بادي لمركز صنعاء حينها حدوث أي مشاورات مباشرة أو غير مباشرة بين الحكومة والمجلس الانتقالي الجنوبي، واصفاً رواية رويترز بأنها “غير صحيحة”.

في الوقت نفسه، نقلت قوات الحزام الأمني ​​انتباهها إلى ما وراء عدن، حيث استولت على معسكرين حكوميين في محافظة أبين المجاورة في أعقاب اشتباكات مع القوات الموالية لهادي في 19 أغسطس / آب.[12] وفي 22 أغسطس / آب، بدأ القتال في مدينة عتق بمحافظة شبوة، بين قوات النخبة الشبوانية المدعومة إماراتياً واللواء 21 الموالي لهادي.[13] واستمرت معركة السيطرة على عتق طوال الأيام التالية وفي، 25 أغسطس / آب، أعلنت السعودية والإمارات عن إنشاء لجنة مشتركة للإشراف على وقف إطلاق النار في المحافظة، التي وصل رئيس الوزراء اليمني معين عبد الملك إليها في نفس اليوم.[14] وكانت القوات الحكومية قد سيطرت آنذاك على مواقع النخبة الشبوانية في المحافظة، بما في ذلك منشأة بلحاف الساحلية، المقر الرئيسي للنخبة الشبوانية، ومحطة للشركة اليمنية للغاز الطبيعي المسال والتي لا تزال جوهرة تاج الصناعات الهيدروكربونية في اليمن على الرغم من انقطاعها عن الخدمة منذ بداية النزاع.[15] في 28 أغسطس / آب، أعلن محافظ أبين أبو بكر حسين سالم استعادة القوات الموالية لهادي السيطرة على كامل المحافظة.[16] ومع ذلك جرت اشتباكات كبيرة في أبين خلال الأيام التالية لتتنافى مع بيان المحافظ.

استمر الهجوم المضاد للحكومة اليمنية باتجاه عدن التي كان قد سيطر عليها المجلس الانتقالي الجنوبي، حيث اقتحمت القوات الحكومية المطار والضواحي الشرقية للمدينة.[17] وقالت الحكومة إن الإمارات شنت غارات جوية في 29 أغسطس / آب ضد مواقعها في عدن وأبين، داعيةً المجتمع الدولي – وتحديداً مجلس الأمن – إلى التحرك.[18] في وقت لاحق من تلك الليلة، أصدرت الإمارات بياناً أكدت فيه الضربات المذكورة، وقالت إنها استهدفت “عناصر المنظمات الإرهابية” التي هاجمت “قوات التحالف العربي” في مطار عدن.[19] وطلبت وزارة الخارجية اليمنية من مجلس الأمن التدخل لوقف الغارات الجوية، بينما دعا مكتب هادي السعودية للتحرك ضد شريكتها في التحالف.[20][21]

بقي المجلس الانتقالي الجنوبي صامداً في عدن مع اقتراب أغسطس / آب من نهايته، وقال مسؤول أمني حكومي بارز، تحدث إلى مركز صنعاء شريطة عدم الكشف عن هويته، أن المجلس الانتقالي الجنوبي يدين بنجاحه في عدن لعبد الرحمن شيخ، القيادي السلفي الغامض في المجلس الذي أمنت قواته السيطرة على معظم أجزاء المدينة.[22]


أبرز مواقع الاشتباكات في عدن بين القوات الموالية للمجلس الإنتقالي الجنوبي والقوات الموالية للحكومة اليمنية، أغسطس 2019


الحياة في عدن: إصابات جماعية، مستشفيات مستنزفة، وإغلاق للطرق والمطار

خلّفت العمليات القتالية والهجمات في عدن مئات القتلى والجرحى في أغسطس / آب. في 1 أغسطس / آب، أدت غارة جوية تبناها الحوثيون ضد ​​حفل تخرج عسكري وقصف لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) بالقرب من مركز للشرطة إلى مقتل 51 شخصاً على الأقل.[23] وفي اليوم التالي، قُتل ما لا يقل عن 20 جندياً إثر اجتياح تنظيم القاعدة معسكراً للحزام الأمني ​​[انظر “تنظيم القاعدة وداعش يكثفان ضرباتهما”]ّ.[24] كذلك قُتل سبعة من مقاتلي القاعدة وجندي واحد في أبين في 3 أغسطس / آب أثناء مطاردة قوات الحزام الأمني للمهاجمين.[25]

أسفر القتال بين قوات الحزام الأمني ​​والقوات الحكومية في الفترة بين 7 أغسطس / آب و 10 أغسطس / آب عن مقتل 40 شخصاً وإصابة 260 آخرين، وفقاً لمكتب منسق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة؛[26] وقال مسؤولون محليون إن أكثر من 70 شخصاً لقوا مصرعهم، بعضهم من المدنيين.[27] من جهتها قالت منظمة أطباء بلا حدود إن مستشفاها في عدن استقبل يوم 8 أغسطس / آب 119 مريض خلال 24 ساعة.[28] كان معظم الجرحى من المدنيين الذين أصيبوا على الأرجح بنيران قذائف الهاون أو طلقات رصاص طائشة، بينما توفي خمسة أشخاص لدى وصولهم للمستشفى، من بينهم طفل، بحسب أطباء بلا حدود. وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في 12 أغسطس / آب أن المستشفيات في عدن بحاجة إلى الإمدادات الأساسية، وأن بعض المدنيين الذين أصيبوا في القتال ماتوا بسبب عجزهم عن الوصول إلى المنشآت الصحية.[29]

وقال المجلس النرويجي للاجئين في 10 أغسطس / آب أن القتال في أجزاء مكتظة بالسكان من عدن تسبب بمحاصرة المدنيين، وحذر من إغلاق الطرق وإغلاق المتاجر وإتلاف أحد خزانات المياه الرئيسية في المدينة وقطع إمدادات مياه الشرب.[30] وبقي حوالي 200 ألف شخص بدون مياه نقية، على حد قول اللجنة الدولية للصليب الأحمر، والتي أضافت أن الوصول إلى الكهرباء تضرر أيضاً.[31] ولاحظت منظمة أنقذوا الأطفال أن التصعيد السريع في القتال حرم المدنيين من الوقت اللازم للإجلاء أو لتخزين الطعام أو الماء.[32]

ولقي تسعة مقاتلين مصرعهم وأصيب 13 آخرون في اشتباكات بين قوات الحزام الأمني ​​والقوات الموالية للحكومة جنوب عتق في 25 أغسطس / آب، حسب وكالة أسوشيتيد برس.[33] ومن جهتها ذكرت المنسق الإنساني للأمم المتحدة ليز غراندي أن عمال الإغاثة أكدوا مقتل 13 شخصاً وإصابة 70 آخرين خلال الاقتتال العنيف في عدن وأبين بين 27 و 29 أغسطس / آب، على الرغم من صعوبة التحقق من الأرقام الكاملة للضحايا.[34] وأضافت أطباء بلا حدود أنها نقلت 51 مريضاً إلى مستشفى عدن في غضون ساعات قليلة يوم 28 أغسطس / آب بعد يوم من القتال العنيف، 10 منهم توفوا عند وصولهم.[35]

وارتفع عدد القتلى في عدن في 29 أغسطس / آب، حيث أدت الغارات الجوية التي شنتها القوات الإماراتية إلى مقتل ما لا يقل عن 25 من جنود الحكومة اليمنية وإصابة 150 آخرين، حسبما صرح قائد حكومي يمني لصحيفة نيويورك تايمز.[36] وقالت وزارة حقوق الإنسان في الحكومة اليمنية أن انتهاكات قوات الأمن تكثفت في الأيام الأخيرة من أغسطس / آب، وأن ما لا يقل عن 300 مدني أصيبوا أو قُتلوا في الفترة بين 28 و30 أغسطس / آب.[37]

وقال مسؤولون أمنيون أن انفجاراً وقع بالقرب من حاجز لقوات الحزام الأمني أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص في 30 أغسطس / آب.[38] وأعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن تفجير بدراجة نارية في مديرية دار سعد في عدن استهدف قوات الحزام الأمني، مدعياً مقتل وإصابة تسعة أشخاص. ورداً على ذلك، أمر المجلس الانتقالي الجنوبي بحظر التجول ليلاً ومنع استخدام الدراجات النارية في عدن، وفقاً لما ذكرته أسوشييتد برس.

وحذرت الوكالات الإنسانية من أن تعطيل العمليات في ميناء عدن – موقع الاشتباكات في أغسطس / آب – يهدد استيراد المؤونة التجارية والإنسانية وقد يؤدي لتفاقم الأزمة الإنسانية في جميع أنحاء اليمن.[39] وتعرض مطار عدن للإغلاق من 8 إلى 10 أغسطس / آب، كما تم تعليق الرحلات الجوية مرة أخرى في 28 أغسطس / آب.[40]

الرياض تحمي البنك المركزي وواردات الوقود، وأبوظبي تدعم توليد الطاقة

على الرغم من مغادرة الكثير من كبار الموظفين الحكوميين لمدينة عدن بعد اندلاع الاشتباكات بالمدينة في شهر أغسطس / آب، إلا أن البنك المركزي في عدن ظل يعمل تقريباً طوال الشهر. وقد أصر يوم 15 أغسطس / آب أنه يعمل بشكل طبيعي في بيان هدف لمنع التكالب على الريال اليمني في سوق الصرف.[41]

لعبت السعودية دوراً محورياً في تأمين انسحاب قوات الحزام الأمني ​​من المنطقة المجاورة لمبنى البنك المركزي في عدن خلال هجوم المجلس الانتقالي الجنوبي، كما أصرت المملكة أمام كل من المجلس الانتقالي الجنوبي والحكومة اليمنية على ضرورة عدم تدخل البنك المركزي، وقد تمركزت القوات السعودية حول مبنى البنك لفرض ذلك. شملت القوات المتمركزة مركبات مدرعة سعودية وبعض القوات الخاصة، واقفين بوجه محاولات مدير أمن عدن المتحالف مع المجلس الانتقالي الجنوبي شلال علي شايع دخول البنك، وفقاً لمسؤول أمني حكومي يمني بارز تحدث إلى مركز صنعاء.

كما ضمنت الرياض مواصلة البنك تنفيذ آليات الحكومة لاستيراد الوقود والغذاء. وكانت السعودية قد أودعت ما يقدر بنحو 285 مليون ريال سعودي في حساب الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً في البنك الأهلي بمدينة جدة السعودية، حسب إعلان البنك المركزي في عدن في 19 أغسطس / آب.[42] ووفقاً لمسؤول في الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، سيتم استخدام الأموال السعودية لتسهيل آليات استيراد الوقود من حكومة هادي – على النحو المنصوص عليه في المرسوم 75 والمرسوم 49.[43]

وفي الوقت نفسه، تدخلت شركة بترول أبوظبي الوطنية (المعروفة باسم أدنوك) في 22 أغسطس / آب لتسليم ما يقدر بنحو 30 ألف طن من الوقود لتوليد الطاقة الكهربائية إلى عدن، حسبما أفاد مسؤولون كبار في صناعة الطاقة لمركز صنعاء. وقالت عدة مصادر لمركز صنعاء، بما في ذلك تاجر وقود ومسؤول سابق في شركة النفط اليمنية، أن المجلس الانتقالي الجنوبي تشاور مع الملياردير ورجل الأعمال أحمد العيسي بشأن توفير الوقود الذي تقرر تسليمه مسبقاً لشركة مصافي عدن لتوليد الطاقة الكهربائية.[44] العيسي الذي كان يحتكر واردات الوقود إلى عدن منذ يوليو / تموز 2015 هو أحد أقرب مستشاري هادي. وقد كان تحكمه في السوق يحدّ من خيارات المجلس الانتقالي الجنوبي في تأمين مصادر الوقود الأخرى.

تحليل التطورات في شهر أغسطس / آب

انكشاف الانقسامات السعودية والإماراتية، وتعقّد الأساس القانوني للتدخل

في حين لم يكن تباين أهداف الشريكين السعودي والإماراتي في اليمن سراً، إلا أن هذا التباين لم يظهر من قبل بالوضوح الذي جرى بعدن في أغسطس / آب.

لم يكن تمكين أبو ظبي للمجلس الانتقالي الجنوبي أثناء النزاع هدفاً بحد ذاته، بل كان جزئياً نتيجة ثانوية للاستراتيجية الإماراتية الأكبر في اليمن. فإلى جانب سعيها لبناء قوات برية مناهضة للحوثيين، كانت الإمارات تقود حملة مكافحة إرهاب مدعومة أميركياً، بانيةً لنفسها نفوذاً راسخاً على جزء كبير من ساحل اليمن الجنوبي. وقد بدا الانفصاليون شريكاً مقبولاً في تلك المساعي – فهم قوة منظمة جيداً، بما في ذلك السلفيين الذين يعتبرون قابلين للترويض بشكل عام، بالإضافة لشبكة من القبائل والجهات المحلية الفاعلة في أنحاء الجنوب. كما وجد الطرفان في حزب الإصلاح عدواً مشتركاً، وقد كان المجلس يعتبره قوة شمالية هدامة حتى بعناصره الجنوبية، في حين تعتبره الإمارات فرعاً يمنياً لجماعة الإخوان المسلمين التي تصنفها منظمة إرهابية.

وساعدت الإمارات المجلس الجنوبي على النمو ليصبح أشبه بحكومة منتظرة ذات قوة عسكرية. وفي حين فرضت أبو ظبي سياسة ضبط النفس على شريكها المحلي، إلا أن الخلاف بين أجندة المجلس وأجندة الحكومة التي يفترض أن التحالف يدعمها بقي دون معالجة. ووجدت الرياض نفسها اليوم وجهاً لوجه أمام هذا الخلاف: فاستيلاء المجلس على عدن ومطالبته بدولة جنوبية مستقلة يتناقض مع الأهداف السعودية المعلنة لتدخلها العسكري: استعادة حكم الرئيس هادي على كامل الأراضي اليمنية.

من ناحية أخرى، فإن انسحاب القوات المسلحة الإماراتية من اليمن هذا الصيف كان بمثابة تصريح للمجلس للمضي قدماً في هجوم كان يمكن لتواجد أبو ظبي العسكري أن يكبحه (كما حدث في يناير / كانون الثاني 2018 ). سمحت هذه المسافة الناشئة حديثاً لأبو ظبي بالنأي بالنفس ولو مؤقتاً عن هجوم المجلس الانتقالي الجنوبي – ولو كان كورقة توت دبلوماسية، إلا أن هذا الغطاء السياسي الهش انكشف عندما قصفت الطائرات الإماراتية قوات حكومية مدعومة سعودياً في عدن؛ وهو ما تم بعيد دعوة الحكومة اليمنية الرياض للرد على ما يحدث وطلبها تدخل مجلس الأمن الدولي.

استياء الجنوبيين حفّز هجوم المجلس، لكن انقساماتهم حدّت منه

في حين كان الانسحاب الإماراتي من اليمن ومقتل أبو اليمامة هو المحفز المباشر للاستيلاء على عدن، إلا أن جذور الرغبة في الاستيلاء على السلطة أكثر عمقاً من ذلك. فمعارضو تركز السلطة في صنعاء تغذت لديهم المشاعر الانفصالية بعد توحيد اليمن عام 1990، وقد جرت حرب أهلية بين قوى الشمال والجنوب عام 1994 وتعزز حرمان الجنوبيين بعدها ليكرس بدوره مشاعر الإجحاف والظلم. وقد أدى القمع العنيف الذي مارسته الحكومة المركزية ضد حركات الاحتجاج الجنوبية لنشأة الحراك الجنوبي عام 2007، إلا أن هذه المظلة التي ضمت مختلف الجماعات المؤيدة للانفصال بقيت تعاني من الفصائلية، ولم يكن القاسم المشترك الحقيقي أكثر من الرغبة في استعادة الحكم الذاتي الجنوبي.

عام 2017، قام عيدروس الزبيدي بتشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي بعدما عزله هادي عن منصب محافظ عدن نتيجة دعمه للحراك الجنوبي. ومنذ ذلك الحين أخذ المجلس الانتقالي الجنوبي ينمو ليصبح كياناً يشبه الدولة، يتباهى بقوات عسكرية تمولها الإمارات أخذت تؤسس تدريجياً لسيطرته الأمنية على عدن، بالإضافة لتأسيس برلمان جنوبي محتمل باسم الجمعية الوطنية عبر التعيين وليس الانتخاب. لم تكن أحداث أغسطس / آب المرة الأولى التي يستعرض فيها المجلس الانتقالي الجنوبي عضلاته في عدن؛ ففي يناير / كانون الثاني 2018، سيطرت القوات المتحالفة مع المجلس على مقر الحكومة في العاصمة المؤقتة ووضعت الوزراء لفترة وجيزة قيد الإقامة الجبرية. وقد نجحت وساطة سعودية في وقف الأعمال العدائية حينها، لكن العجلة كانت قد بدأت بالدوران؛ ومنذ ذلك الحين، أخذ المجلس يهيمن على المدينة – رافعاً لواء الدعم لهادي جنباً إلى جنب مع ممارسة عمليات ضغط دولية لصالح قضيته الانفصالية.

ثمة عقبتان حرجتان أعاقتا مشروع المجلس الانتقالي الجنوبي ولا تزالان على حالهما، الأولى أن حكومة هادي تتمتع باعتراف دولي وتشكل أساس التدخل الذي تقوده السعودية وأساس جميع تدخلات مجلس الأمن الدولي في الأزمة اليمنية منذ استيلاء الحوثيين على صنعاء. القوة السياسية الكامنة في هذا الأساس القانوني تعني ببساطة أنه لا يمكن تجاهلها، بغض النظر عن حجم استبعادها من واقع الحكم في اليمن؛ والثانية أنه في سياق هذا الاعتراف الدولي، تمكنت الحكومة من الاعتماد على الدعم الثابت الذي قدمته القيادة السعودية للتحالف – وهو دعم أثبت محدوديته عسكرياً وإن كان لا يقدر بثمن على مستوى النفوذ السياسي.

كما أن جنوب اليمن أبعد ما يكون عن التجانس من الناحية السياسية، وخارج معقله في عدن، فقد فشل المجلس الانتقالي في أغسطس / آب باستيعاب ديناميات القوى المحلية المعقدة. فالعلاقات والمصالح المتنافسة والانقسامات التاريخية تجعل جنوب اليمن عصياً على أية جهة فاعلة تحاول فرض سلطتها عليه بالكامل.

ومن الانقسامات الداخلية في جنوب اليمن خط المواجهة المناطقي الذي يعود إلى الحرب الأهلية الجنوبية عام 1986، حيث تحالف مقاتلون من الضالع ولحج ضد مقاتلين من أبين وشبوة. وقد هرب الرئيس عبد ربه منصور هادي، الجنوبي، من أبين إلى صنعاء بعدما بدا أنه على الجانب الخاسر من حرب 1986. ومنذ أن أصبح رئيساً في فبراير / شباط 2012، سعى هادي إلى دعم وتعزيز قاعدة دعمه الضيقة من خلال التعيينات الحكومية والعسكرية الإستراتيجية، بما في ذلك وزير الداخلية الحالي أحمد الميسري، وهو محافظ سابق من أبين قاد – وخسر – معارك شهر أغسطس / آب في عدن.

تجلت هذا الانقسامات التاريخية أواخر شهر أغسطس / آب في الاشتباكات التي اندلعت في شبوة وأبين وعدن. ففي الوقت الذي اشتبكت فيه قوات النخبة الشبوانية، المدعومة إماراتياً والمعتبرة حليفة للمجلس، مع القوات الحكومية داخل شبوة منتصف أغسطس / آب، حشدت قوات حكومية أخرى في أبين لقطع الطريق على التعزيزات المحتملة المؤيدة للمجلس والمرسلة من الضالع ومن يافع في محافظة لحج. ثم سيطرت القوات الحكومية على شبوة وبدأت عملياتها المضادة في أبين. وقد تمكنت القوات الحكومية الأبينية من السيطرة على الأرض بل وتمكنت من التقدم باتجاه عدن في أواخر أغسطس / آب قبل أن يتم وقف تقدمها.

وبين الجنوبيين من خارج عدن، ثمة دعم للمجلس الانتقالي الجنوبي في محافظة شبوة يتمثل في قوات النخبة الشبوانية المدعومة إماراتياً، إلا أن فشل الإمارات في الاستثمار في الديناميات القبلية في شبوة أضعف موقعها في النهاية. وفي كل من شبوة وحضرموت المجاورة، ليس من المفاجئ حالة الارتياب في أي سلطة أو كيان مركزي لديه طموحات للحكم، مثل المجلس الانتقالي الجنوبي، وذلك بالنظر إلى الإيرادات التي يمكن توليدها باستغلال موارد النفط الخام والغاز الطبيعي المسال في المحافظتين، ناهيك عن الموانئ البحرية في كلا المحافظتين. وقد تم تعليق صادرات الغاز الطبيعي المسال عبر بلحاف في شبوة منذ تصاعد الحرب في مارس / آذار 2015. تعطلت المحادثات التي شاركت فيها الحكومة اليمنية ومسؤولو صناعة النفط حول تصدير نفط مأرب الخام عبر شبوة، عن طريق خط الأنابيب الواصل إلى محطة تصدير النشيمة، بسبب الخلافات الأمنية.[45]

تقع شبوة على حدود محافظة مأرب، وتعتمد على الوصول إلى الغاز المسال المنتج في مأرب، حيث يتمتع خصوم المجلس الانتقالي الجنوبي الأعتى، أي حزب الإصلاح، بقاعدة دعم قوية. فبعد أن طردت القوات الحكومية في البداية من عدن، أصر المجلس الانتقالي الجنوبي على أن مشكلته ليست مع حكومة هادي بل مع حزب الإصلاح،[46] الذي يعتبره الانتقالي الجنوبي وداعموه الإماراتيون أكبر المنافسين.

كما أن أوجه التشابه الثقافية واللغوية والقبلية بين شبوة ومأرب تشد سكان المحافظتين إلى بعضهم البعض بأمتن مما تشدهم العلاقات مع المجلس الانتقالي المتمركز في عدن. تاريخياً، أبدى الحضارم رغبات قوية لشق طريقهم بأنفسهم والابتعاد عن مراكز السلطة في صنعاء وعدن. وبالتالي فإن فقدان شبوة يعزز فقط صورة الانتقالي الجنوبي بوصفه منظمة عدنية ضالعية لحجية حصراً، وهي ضربة لمزاعمه بأنه الممثل الحصري لكل جنوب اليمن.

من جهتها تصدت محافظة المهرة، الواقعة في أقصى جنوب اليمن، لمحاولات الإمارات والسعودية والمجلس الانتقالي الجنوبي منذ عام 2015 فرض السيطرة أو كسب النفوذ في ركنها المعزول من جنوبي شرق البلاد، والذي كان يبدي قلقاً حيال السلطة المركزية ولكنه تقبل عموماً سلطة حكومة هادي.[47] وحتى الآن نجح أبناء المهرة إلى حد كبير في وقف تمدد الانتقالي الجنوبي والإماراتيين، على الرغم من بناء السعودية ما يقرب من عشرين ثكنة عسكرية في المحافظة منذ 2017.[48] بدا المهريون جاهزين لخوض المعركة مجدداً حين تم تداول مكالمة في أواخر أغسطس / آب تحذر من اندفاع قوات المجلس الانتقالي الجنوبي نحو المهرة وتحث السكان على “الحشد وتوحيد الصف لصد جميع الغزاة”.[49]

من العقبات المحتملة الأخرى ميليشيات السلفيين التابعة لقوات الحزام الأمني ​​وألوية العمالقة، الذين ينتمي معظمهم إلى مديريتي يافع وردفان في محافظة لحج. في الوقت الحالي، تحرك السلفيين اليمنيين الرغبة المشتركة في القضاء على الحوثيين، ولكن ثمة خطاً فاصلاً بين سلفيي كل ميليشيا في اليمن. فالتابعون لقوات الحزام الأمني يُعتبرون موالين للمجلس الانتقالي ورعاتهم الإماراتيين، وهم يميلون إلى دعم انفصال الجنوب، أما سلفيو ألوية العمالقة فيعتبرون عموماً موالين للرئيس هادي، على الرغم من دفع الإمارات رواتب مقاتلي العمالقة على ساحل البحر الأحمر ضد الحوثيين. هذا الانقسام تجسد في فبراير / شباط 2017 ويناير / كانون الثاني 2018 في جولات من الاقتتال بين القوات المدعومة من الإمارات والحرس الرئاسي التابع لهادي، وقد هدد مقاتلو العمالقة بمساندة هادي.

التطورات الدولية ذات الصلة

اليمن يطلب تدخل مجلس الأمن في الجنوب

في 29 أغسطس / آب، دعت الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً إلى عقد اجتماع لمجلس الأمن لمناقشة الغارات الجوية الإماراتية ضد القوات الحكومية جنوب اليمن. في بيان قرئ بالنيابة عنه على التلفزيون الحكومي، اتهم الرئيس هادي الإمارات بتنفيذ “قصف جوي ضد قواتنا المسلحة”. كما طالب السعودية بالتدخل لوقف “التدخل الصارخ” للإمارات جنوب اليمن.[50]

وأخبر مصدر دبلوماسي مركز صنعاء في 31 أغسطس / آب أن حكومة هادي لم تطلب “صراحة” عقد اجتماع لمجلس الأمن، فالخطاب المرسل إلى المجلس طلب بالأحرى “التدخل” في أعقاب التطورات الأخيرة في جنوب اليمن. قال المصدر أيضاً أن روسيا، التي تتولى رئاسة مجلس الأمن منذ بداية سبتمبر / أيلول، قد تنظم اجتماعاً لهيئة المجلس في الأيام المقبلة.

وفي وقت سابق من الشهر، خلال مؤتمر صحفي عقده مجلس الأمن في 20 أغسطس / آب حول اليمن، قال مبعوث الحكومة اليمنية المعترف به دولياً عبد الله السعدي أن استيلاء المجلس الانتقالي الجنوبي على عدن لم يكن ليحدث “لولا الدعم الإماراتي الكامل في التخطيط والتنفيذ والتمويل لهذا التمرد”.[51] ورداً على ذلك، قالت بعثة الإمارات لدى الأمم المتحدة أن أبوظبي “ترفض رفضاً قاطعاً” مثل هذه الاتهامات.[52]

محور السعودية-الإمارات يحاول الظهور بمظهر الجبهة الموحدة

حاولت كل من السعودية والإمارات، الحليفين الأقرب في الخليج على مر السنين، الظهور بمظهر الجبهة الموحدة بعد استيلاء المجلس الانتقالي الجنوبي على مدينة عدن. والتقى العاهل السعودي الملك سلمان وولي العهد الأمير محمد بن سلمان في 12 أغسطس / آب مع ولي العهد الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في مكة المكرمة. خرج الاجتماع بدعوة الفصائل اليمنية التي يدعمها كل منهم لحل خلافاتها بالحوار وخلق أرضية مشتركة.[53] وقال الشيخ محمد أن السعودية والإمارات “ستواجهان بقوة” أي قوى تهدد الأمن الإقليمي.[54] وعلى الرغم مما بدا من توافق معلن، ذكرت وكالة رويترز في 28 أغسطس / آب أن الملك سلمان اتخذ خطوة غير عادية للتعبير عن “غضبه الشديد” خلال اجتماع مكة.[55]

المبعوث الأممي يحذر من التفتت ويدين تحركات المجلس الانتقالي

خلال المؤتمر الصحفي لمجلس الأمن في 20 أغسطس / آب، ندد المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن، مارتن غريفيث، بالتحركات التي قام بها المجلس الانتقالي الجنوبي للسيطرة على مؤسسات الدولة بالقوة، محذراً من أن تجزئة اليمن تغدو مع الوقت خطراً ماثلاً للجميع.[56] جاء ذلك بعد بيان للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس في وقت سابق من الشهر يدعو فيه كلا الجانبين إلى وقف الأعمال القتالية والدخول في حوار لحل خلافاتهما.[57] والتقى غريفيث في وقت لاحق بالرئيس عبد ربه منصور هادي في 27 أغسطس / آب في الرياض وعبر عن دعمه لجهود الحكومة المعترف بها دولياً “لاستعادة الاستقرار في الجنوب”.[58]

تمثل التطورات في جنوب اليمن، وخاصة في عدن، جملة من التحديات الإضافية لجهود الأمم المتحدة لتحقيق السلام في البلاد. وكانت مبادرات السلام السابقة للأمم المتحدة تركز على التوسط بين جماعة الحوثيين والحكومة المعترف بها دولياً، إلى جانب داعميها في التحالف، السعودية والإمارات. ومع ذلك، يمكن للتنازع الأخير بين المجلس الانتقالي الجنوبي والحكومة اليمنية أن يؤدي لصياغة إطار سلام جديد يزيد التركيز على القضية الجنوبية.

وسبق لمبعوث الأمم المتحدة أن أكد أن على أية مناقشات تتعلق بالقضية الجنوبية أن تتم معالجتها بعد التوصل إلى تسوية متفاوض عليها لإنهاء النزاع. وبعد عدة اجتماعات مع قادة المجلس الانتقالي الجنوبي خلال العام الماضي، قال مكتب غريفيث في أغسطس / آب 2018 أن المجلس أكد “استعداده للمشاركة بشكل إيجابي في العملية السياسية“.[59] ومع ذلك، خلال المشاورات المباشرة بين حركة الحوثيين والحكومة المعترف بها دولياً في السويد في نهاية عام 2018، قال المجلس إن من شأن استبعاده واستبعاد القضية الجنوبية من محادثات السلام أن تستمر دائرة النزاع في البلاد.[60]

وكرد فعل على الإحاطة التي قدمها المبعوث الخاص حول التطورات في جنوب اليمن، ابتعدت الدول الأعضاء في مجلس الأمن عن أي إشارة إلى دعم استقلال جنوب اليمن في الوقت الحالي، داعيةً جميع الأطراف للحفاظ على وحدة أراضي اليمن في بيان رئاسي تم تبنيه في 29 أغسطس / آب.[61] وأعربت العديد من الدول الأعضاء المجلس أيضاً عن قلقها من احتمال أن يؤدي العنف الأخير إلى أزمة إنسانية في عدن وجنوب اليمن على نطاق أوسع، وإلى المزيد من تدهور مؤسسات الدولة.[62]

إيران تدعو ليمن موحّد وتُدين ما تسميه بـ “مؤامرات” التقسيم السعودية-الإماراتية

في تعليقه على الأحداث التي وقعت في جنوب اليمن، بتاريخ 13 أغسطس / آب، استنكر المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي ما أسماه “المؤامرات” السعودية والإماراتية لتقسيم البلاد، معلناً دعمه لـ”يمن موحد ومتماسك ويتمتع بالسلامة الإقليمية والسيادة”.

خلال لقاء جمعه في طهران مع وفد من جماعة الحوثيين، دعا الزعيم الإيراني لحوار داخلي لحماية السلامة الإقليمية لليمن في ضوء التنوع الديني والإثني في البلاد، في تصريحات نقلتها وسائل الإعلام الحكومية (لمزيد من المعلومات حول اجتماعات وفد الحوثي في ​​إيران، انظر: طهران تستقبل سفير الحوثيين).[63]


تطورات أخرى في اليمن

تطورات حقوق الإنسان

غارات جوية سعودية على معتقل بذمار تخلف أكثر من 120 قتيل

قُتل أكثر من 120 معتقل لدى الحوثيين، في 1 سبتمبر / أيلول نتيجة قصف التحالف الذي تقوده السعودية مبنى كلية المجتمع الذي يستخدمه الحوثيون كمعتقل شمال مدينة ذمار، الواقعة على بعد 100 كيلومتر جنوب صنعاء. وكانت المنشأة تضم 170 سجيناً؛ وقد ذكرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إنه تم علاج 40 سجيناً مصاباً واعتُبر البقية قتلى.[64] وعمل متطوعو الهلال الأحمر على انتشال جثث من تحت الأنقاض، المهمة التي كان من المتوقع أن تستغرق عدة أيام، بحسب ما أضافت اللجنة في 1 سبتمبر / أيلول. وقبل 3 سبتمبر / أيلول، تم سحب 123 جثة من تحت الأنقاض بحسب مسعفين.[65]

كان المعتقلون من القوات الموالية للحكومة اليمنية، بحسب الحوثيين؛ لكن السكان المحليين قالوا لوكالة أسوشيتيد برس أن أقارب لهم كانوا معتقلين هناك بسبب انتقادهم الحوثيين. وذكر الحوثيون أن الصليب الأحمر والتحالف كانوا على علم بأن الموقع سجن؛ وأكد الصليب الأحمر من جهته أن فرقه زارت المنشأة في السابق.[66]

وادعى التحالف الذي تقوده السعودية أن المنشأة كانت تستخدم لتخزين الأسلحة.[67] وقال المتحدث باسم التحالف تركي المالكي، أن الموقع “هدف عسكري مشروع” وأن التحالف لم يُبلَّغ بوجود سجناء هناك.[68] ولم يكن الموقع مدرجاً على قائمة الأهداف التي لا يجوز قصفها والمعدة بالتنسيق مع الأمم المتحدة أو اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بحسب المالكي.

ودعا المبعوث الخاص للأمم المتحدة مارتن غريفيث التحالف للتحقيق في الهجوم.[69] وقال منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة ليز غراندي إن الشركاء العاملين في المجال الإنساني يحولون الإمدادات الطبية عن أعمال الاستجابة للكوليرا نحو المستشفيات في ذمار.[70] وقد كان لتكرار الغارات ضد الموقع أن صعّب على أوائل المستجيبين الوصول إلى المنطقة والبحث عن الناجين، بحسب غراندي.

وكان المبنى المؤلف من عدة طوابق هو مبنى كلية المجتمع قبل أن يحولها الحوثيون إلى مركز احتجاز.


بالصور: أعقاب تفجير سجن ذمار

جرافات من مكتب ذمار للأشغال العامة تزيل الأنقاض بينما يعمل متطوعو الهلال الأحمر على انتشال الجثث من تحت أنقاض معتقل ذمار في 3 سبتمبر / أيلول 2019. قوات التحالف الذي تقوده السعودية قصفت المنشأة في 1 سبتمبر / أيلول 2019 / مصدر الصورة: صقر أبو حسن.

رجلان يسألان جندياً عن قريب مفقود لهم كان محتجزا في معتقل ذمار وقت القصف، 3 سبتمبر / أيلول 2019 / تصوير: صقر أبو حسن

مجموعة من متطوعي الهلال الأحمر وجندي ينقبون في الأنقاض بحثاً عن جثث في 3 سبتمبر / أيلول 2019 // مصدر الصورة: صقر أبو حسن.

أربع جثث منتزعة من تحت الأنقاض في 3 سبتمبر / أيلول 2019 موضوعة في أكياس جثث. بحلول نهاية اليوم، تم العثور على 123 جثة بحسب مسعفين // مصدر الصورة: صقر أبو حسن.

أقارب سجناء يبحثون في صور بعض الضحايا للتعرف على أفراد أسرهم المفقودين في مستشفى ذمار العام في 3 سبتمبر / أيلول 2019. بعض الجثث لم يتم التعرف عليها بعد الغارة // مصدر الصورة: صقر أبو حسن.


خبراء الأمم المتحدة يحددون مجرمي حرب مشتبه بهم في اليمن

في تقرير نُشر بتاريخ 3 سبتمبر / أيلول، قال خبراء عينتهم الأمم المتحدة أن أطراف النزاع في اليمن ربما ارتكبت انتهاكات كبيرة وواسعة النطاق لحقوق الإنسان وجرائم حرب خلال العام الماضي.

وتم تكليف فريق الخبراء البارزين من قبل مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بالتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان المزعومة وانتهاكات القانون الدولي في اليمن. وقال الخبراء أنهم قدموا قائمة سرية بالأفراد الذين قد يكونون مسؤولين عن الجرائم الدولية إلى المفوض السامي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، موصين بالتحقيق معهم بهدف مقاضاتهم.

وحقق الخبراء في عدد من الغارات الجوية التي قام بها التحالف الذي تقوده السعودية، وخلُصوا إلى أن بعض الهجمات قد تنتهك مبادئ التمييز والتناسب وأخذ الحيطة. وخلُص الخبراء أيضاً إلى أنه بناء على هذه الهجمات، فضلاً عن التعذيب والاغتصاب وتجنيد الأطفال، فإنه قد يكون أفراد من السعودية والإمارات والحكومة اليمنية مسؤولين عن جرائم حرب. وقال الخبراء أن عناصر جماعة الحوثيين المسلحة قد يكونون مسؤولين أيضاً عن جرائم حرب، بما في ذلك التعذيب وامتهان الكرامة الشخصية وتجنيد الأطفال. وأشار الخبراء إلى أن فرنسا وإيران وبريطانيا والولايات المتحدة قد تتحمل أيضاً مسؤولية المساعدة أو الإعانة على ارتكاب انتهاكات للقانون الدولي.

وقال التقرير أن الحزام الأمني ​​وقوات النخبة الشبوانية المدعومة إماراتياً مسؤولون عن حالات اختفاء قسري وتعذيب وعنف جنسي وحبس معارضين سياسيين بشكل انفرادي، في السجون والمعتقلات غير الرسمية، بما في ذلك سجن عصب في إريتريا. وقام الخبراء بتوثيق العديد من حالات العنف الجنسي على أيدي القوات الحكومية اليمنية ومسؤولين إماراتيين وميليشيات مدعومة إماراتياً. ووجد الخبراء أن مسؤولين إماراتيين في منشأة للتحالف في مديرية البريقة بمحافظة عدن استخدموا العنف الجنسي بانتظام، بما في ذلك الاغتصاب الشرجي والفموي والاغتصاب الجماعي خلال عامي 2018-2019. كما تحقّق الخبراء من عشرات حالات العنف الجنسي التي ارتكبتها قوات الحزام الأمني ​​والجيش اليمني بين عامي 2016 و2019. وفي معتقل غير رسمي يديره الجيش اليمني والسعودية في سيئون بمحافظة حضرموت، قام الفريق بتوثيق حالات صعق بالكهرباء وإيهام بالإعدام وتعرية قسرية.

ووجد الخبراء أسباباً كافية للاعتقاد بأن قوات الحزام الأمني ​​ارتكبت عمليات اغتصاب متعددة، بما في ذلك بحق المهاجرين واللاجئين، في عدن. وقد قيل للخبراء إن قوات الحزام الأمني كانت تدخل المنازل ليلاً وتغتصب النساء، كما كانت تقبض على نساء من الشوارع بقصد اغتصابهن. كذلك وجدوا أن اللواء 35 مدرع ارتكب عدة عمليات اغتصاب في تعز، بما في ذلك عمليات اغتصاب وتعنيف جنسي أمام أفراد الأسرة.

ووثق الخبراء حالات متعددة من العنف الجنسي ضد الرجال والنساء وضد صبي صغير في معتقلات الحوثيين؛ ووصف المعتقلون حالات اعتداءات على الأعضاء التناسلية وتعرية قسرية وتهديدات بالاغتصاب. وقال الخبراء إن المقاتلين الحوثيين خطفوا واعتقلوا النساء والفتيات لمدد تصل إلى ثمانية أشهر بهدف ابتزاز أقاربهن.

قالت السعودية والإمارات والحكومة اليمنية أنها لن تتعاون مع الخبراء أو تدعم عمل الفريق، وبالتالي، لم يتمكن الخبراء من زيارة البلاد عام 2019، وذكر الخبراء أن بعض الأطراف حاولت عمداً عرقلة عملهم. من جهتها وافقت سلطات الحوثيين بشكل كتابي على السماح للخبراء بالزيارة، لكنها لم تحدث بسبب عدم تعاون الحكومة اليمنية وأعضاء التحالف.

ما يصل إلى 32 ألف حالة وفاة مبكرة بسبب إغلاق مطار صنعاء

أشارت تقارير دولية إلى وفاة ما يصل إلى 32 ألف مواطن، قبل الأوان بسبب القيود التي فرضها التحالف الذي تقوده السعودية على المجال الجوي اليمني على مدار الأعوام الثلاثة الماضية، وفقاً لتقرير أصدره المجلس النرويجي للاجئين ومنظمة كير في أغسطس / آب.[71] وتم إغلاق مطار صنعاء الدولي أمام الرحلات الجوية التجارية قبل ثلاث سنوات يوم 9 أغسطس / آب 2016، مما قيّد وصول الأدوية ومنع المرضى المدنيين من التماس العلاج الذين كانوا بأمس الحاجة إليه خارج البلاد.

غارة جوية في حجة تقتل 12 شخصاً

قال المنسق الإنساني للأمم المتحدة في 11 أغسطس / آب أن غارات على منزل في مديرية مستباء بمحافظة حجة تسببت بمقتل 12 شخصاً، بينهم نساء وستة أطفال، وإصابة 16 آخرين.[72] وأعلنت وزارة الصحة التابعة للحوثي أن المنزل أصيب بغارة جوية من قبل قوات التحالف الذي تقوده السعودية وأن 11 شخصاً لقوا مصرعهم.[73]

التطورات العسكرية والأمنية

تنظيم القاعدة وداعش يكثفان غاراتهما ضد القوات المدعومة إماراتياً

بعد شهر يوليو / تموز الهادئ الذي شهد عدداً من هجمات القنص والكمائن المتبادلة بين المنظمتين، نفذ كل من تنظيمي القاعدة وداعش هجوماً كبيراً استهدف قوات الحزام الأمني مطلع أغسطس / آب الماضي. وقد حدث الهجوم مرتين، في عدن وفي أبين، ووقع الهجومان في غضون 24 ساعة بين يومي 1 و2 أغسطس / آب.

في الهجوم الأول، فجر انتحاري – عُرف باسم عقيل المهاجر[74] – مركزاً للشرطة في حي الشيخ عثمان بعدن، مما أسفر عن مقتل 13 شخصاً.[75] وخلال ساعات الصباح الباكر من 2 أغسطس / آب، قام تنظيم القاعدة بمهاجمة واجتياح قاعدة تابعة للحزام الأمني في منطقة المحفد في أبين.[76] وأسفر الهجوم الثاني عن مقتل ما لا يقل عن 19 جندياً، وفقاً لإحدى الروايات، كما ظل مقاتلو التنظيم داخل القاعدة لعدة ساعات قبل طردهم.[77]

ووقع الهجومان بعد يوم واحد من الهجوم الصاروخي الذي تبنته جماعة الحوثيين على قاعدة الجلاء العسكرية في عدن، والتي كانت ذريعة لاشتباكات بين المجلس الانتقالي الجنوبي والوحدات العسكرية الموالية لحكومة هادي استمرت طوال الشهر. ومع اشتداد القتال، زاد عدد هجمات تنظيم القاعدة وداعش في اليمن. ولدى التنظيمين بنك الأهداف نفسه المؤلف من أربعة خصوم: الحوثيين، والقوات المدعومة إماراتياً، والقوات المتحالفة مع هادي، وبعضهما البعض. وبينما ركزت القاعدة معظم طاقاتها خلال الأشهر الماضية على ضرب داعش، إلا أنها خلال شهر أغسطس / آب دأبت على مهاجمة القوات الوكيلة المدعومة إماراتياً – مثل قوات الحزام الأمني ​​وقوات النخبة الشبوانية – أكثر من أي خصم آخر. وفي يونيو / حزيران، أصدر تنظيم القاعدة بياناً حذر فيه أبناء شبوة من الاقتراب من القواعد التابعة لقوات النخبة الشبوانية، حيث اعتبر التنظيم جميع تلك القواعد أهدافاً مشروعة له.[78]

من جانبه، أصدر تنظيم داعش صوراً لما زعم أنه غارات نفذها بالهاون على مواقع الحوثيين في البيضاء. كما تبنى هجمات متعددة – شكك7 تنظيم القاعدة في بعضها – ضد منافسه الجهادي في حرب تدخل الآن عامها الثاني. لكن على الأخص، وبعد فترة طويلة من الصمت، قام داعش مرة أخرى بعدة عمليات اغتيال موثقة بالصوت والصورة في عدن. فعلى سبيل المثال، في 16 أغسطس / آب، أطلق أحد عناصر داعش النار وقتل أحد عناصر قوات مكافحة الإرهاب في عدن؛[79] وشهد الأسبوع السابق حادثة اغتيال مماثلة.[80] وأعلن داعش عن هجوم انتحاري آخر في عدن في 30 أغسطس / آب[81] خلال جولات القتال بين المجلس الانتقالي الجنوبي والقوات المتحالفة مع هادي.

اقتتال في تعز بين القوات المحسوبة على الإصلاح والقوات المدعومة إماراتياً

أيام الاقتتال الأربعة بين لواء المشاة الرابع واللواء 35 مدرع في مدينة التربة بمحافظة تعز هددت الهدنة غير المستقرة بين القوات المناهضة للحوثيين في المحافظة، وأسفرت عن مقتل 23 شخصاً وتشريد الكثير من العائلات.[82] وبدأت التوترات تتصاعد في 13 أغسطس / آب، عندما أعلن العميد منصور الأكحلي، قائد شرطة تعز المتحالف مع الإصلاح، تعيين العقيد عبد الكريم قاسم السامعي رئيساً جديداً للشرطة في مديرية الشمايتين. ويسيطر اللواء 35 المدرع على مديرية الشمايتين الجنوبية في تعز، وهو رسمياً وحدة عسكرية تابعة للحكومة لكن مقاتليه من السلفيين الموالين لأمير الحرب المحلي المنافس للإصلاح والمدعوم إماراتياً (أبو العباس). وقد قوبل إعلان الأكحلي بمعارضة من اللواء 35 المدرع ورفض تعيين العقيد السامعي.

حاول الأكحلي تنفيذ قراره بالقوة في 15 أغسطس / آب، لكن بعدما قوبلت قواته بالمقاومة انطلقت اشتباكات عنيفة في المدينة، ثم تصاعد الاقتتال وانتشر إلى ما وراء مدينة التربة، حيث وقعت أعنف المصادمات بالقرب من نقطة تفتيش تحرسها قوات أبو العباس في منطقة البيرين، مما استدعى تدخل اللواء الرابع مشاة الموالي للإصلاح واللواء 35 مدرع. ولقي عشرة من كتائب أبو العباس و12 من قوات الأمن مصرعهم، وفقاً لمصادر من الجانبين، فإن حوالي 40 مقاتلاً أصيبوا بالمجموع، وقُتل مدني واحد، بحسب مصادر تعمل مع أسر نازحة في المنطقة.



وذكرت وسائل الإعلام الموالية للإصلاح أن القتال حدث نتيجة هجوم على مقر الشرطة في التربة، الأمر الذي شكل تمرداً ضد قرار اتخذته الحكومة المحلية.[83] وقالت شرطة تعز أن قرارها باستبدال مدير شرطة الشمايتين كان مجرد تناوب أمني روتيني. أما كتائب أبو العباس فقالت إن مقاتلين مؤيدين للإصلاح هم الذين شنوا هجوماً ضمن ما اعتبروه حملة مستمرة لتهجير مقاتلي الجماعة.[84] وفي 18 أغسطس / آب، عين وزير الداخلية أحمد الميسري العقيد محمد عبده مقبل العليمي رئيساً للشرطة في الشمايتين، فيما قامت لجنة وساطة برئاسة المحافظ نبيل شمسان باستكشاف خيارات السيطرة الأمنية في الجنوب الشرقي لتجنب احتمالات التصعيد في المستقبل.[85]

ورغم أن حزب الإصلاح وكتائب أبو العباس كلاهما مرتبط اسمياً بالحكومة المعترف بها دولياً ويقاتلان في وقت واحد قوات الحوثيين على جبهات تعز، إلا أن قواتهما كثيراً ما خاضت اشتباكات حادة. وبعد تحركات المجلس الانتقالي الجنوبي في الجنوب، يبدو أن هاجس تعزيز وتوسيع سيطرته على تعز سيكون مسألة ملحة للغاية بالنسبة للإصلاح، والذي يعتبر مركز المحافظة واحدة من آخر قواعد قوته في البلاد إلى جانب مأرب.

علاوة على ذلك، ما تزال المحافظة مقسمة بين سيطرة الحوثيين وسيطرة الحكومة، وما يزال الوصول إلى تعز مقيداً بشدة خلال النزاع، مما يتسبب بارتفاع مستويات الحاجة الإنسانية. الطريق المفتوح الوحيد المتبقي الذي يربط بين عدن وتعز يمر عبر التربة، ويعتقد بأن الاقتتال الحالي بين الإصلاح وأبو العباس في هذه المنطقة يهدد شريان الحياة الأخير هذا.

قوات الحوثيين تسقط طائرة أمريكية، وتهاجم منشآت سعودية قرب الحدود الإماراتية

واصل الحوثيون استعراض قدراتهم المتنامية في مجال صناعة الصواريخ والطائرات بدون طيار في أغسطس / آب، مدعين إسقاط طائرة عسكرية أمريكية بدون طيار في المجال الجوي اليمني إلى جانب شن هجوم على منشأة للغاز الطبيعي شرق السعودية.

وادعت قوات الحوثيين في 17 أغسطس / آب أنها أطلقت 10 طائرات بدون طيار على أهداف في حقل شيبة النفطي شرقي السعودية.[86] وقالت شركة أرامكو السعودية للطاقة المملوكة حكومياً إن وحدة معالجة في منشأة سوائل الغاز الطبيعي أصيبت في الهجوم المذكور، مما تسبب في حريق أدى إلى أضرار طفيفة.[87] وأضافت أرامكو أنه لم يحدث انقطاع في إنتاج المملكة من النفط. وتستهدف قوات الحوثيين بانتظام مواقع في جنوب غرب السعودية، وقد وقع هذا الهجوم على بعد حوالي 1500 كيلومتر من الأراضي التي يسيطر عليها الحوثيون شرق البلاد. ويقع حقل شيبة النفطي أيضاً على بعد 10 كيلومترات من الحدود السعودية-الإماراتية – مما يضفي بعض المصداقية على مزاعم الحوثيين المتكررة بأن الإمارات واقعة ضمن مدى أهدافهم.

وزعمت قوات الحوثيين أيضاً أنها أسقطت طائرة أمريكية من طراز إم كيو 9 ريبر فوق محافظة ذمار في 20 أغسطس / آب، مستخدمةً ما يسمونه نظام الدفاع الصاروخي فاطر 1.[88] وقالت القيادة المركزية للولايات المتحدة إن التحقيق جار في الحادثة، مضيفة أن الهجوم المذكور وقع في “المجال الجوي المصرح به” ومستشهدةً بما وصفته التهديد الذي تشكله “أفعال إيران الاستفزازية ودعمها لقواتها الوكيلة”.[89] ويزعم الحوثيون أنهم يستخدمون نظام فاطر 1 للدفاع الجوي منذ عام 2017، مؤكدين أن نفس التقنية استخدمت في يونيو / حزيران لإسقاط طائرة أمريكية بدون طيار في محافظة الحديدة.

كذلك زعمت قوات الحوثيين أنها شنت هجوماً ناجحاً بطائرة بدون طيار على هدف عسكري في العاصمة السعودية الرياض في 26 أغسطس / آب.[90] وأنكر التحالف الذي تقوده السعودية هذه المزاعم ووصفها بأنها “مفبركة وخادعة”.[91] وفي الوقت نفسه، استمرت الهجمات الروتينية عبر الحدود في المحافظات الحدودية الجنوبية الغربية للمملكة مدار الشهر، مع مزاعم بحدوث غارات على مطارات نجران وأبها وجيزان وقاعدة الملك خالد الجوية.[92]


الهجمات التي أعلن الحوثيون تنفيذها على أهداف خارج اليمن


التطورات السياسية

مقتل شقيق زعيم الحوثيين في ​​اليمن

أعلنت وزارة داخلية الحوثيين يوم 9 أغسطس / آب مقتل إبراهيم بدر الدين الحوثي، شقيق عبد الملك الحوثي، زعيم جماعة الحوثيين. ولا تزال تفاصيل مقتل إبراهيم الحوثي غامضة، مع توارد روايات متضاربة حول وفاته.[93]

قالت وزارة الداخلية التابعة لجماعة الحوثيين أن إبراهيم الحوثي اغتيل على يد “العدوان الأمريكي-الإسرائيلي-السعودي”، دون تقديم أي التفاصيل، مضيفة أنها ستلاحق المسؤولين عن اغتياله. من جانبه قال التحالف أن الحوثي قُتل في صنعاء نتيجة اقتتالات بين الفصائل المنضوية تحت قيادة الحوثيين.[94]

في السياق نفى مصدر أمني رفيع المستوى في سلطة الحوثيين بصنعاء فكرة أن يكون الاغتيال عملية قام بها التحالف أو نتيجة لاقتتالات بين الفصائل التابعة لجماعة الحوثيين، مشيراً، بدلاً من ذلك، إلى أن إبراهيم الحوثي استهدف في كمين بعد أن تم استدراجه إلى شقة في منطقة حده هو وصهره، الذي قُتل أيضاً، حسبما أفاد المصدر الأمني ​​لمركز صنعاء الذي اشترط عدم الكشف عن هويته. وقال المصدر أن المال كان أحد دوافع عملية الاغتيال، دون أن يدلي بتفاصيل أخرى.

لم يكن إبراهيم الحوثي شخصية بارزة في جماعة الحوثيين على غرار إخوته، حيث كانت صفته أقرب إلى مبعوث، دون أن يشغل أي مناصب عسكرية أو سياسية رسمية، إذ كان يعمل على تسهيل الصفقات المختلفة، وإدارة الوساطات داخل الأراضي الواقعة تحت سيطرة الحوثيين.

تم تشديد الأمن في صنعاء بعد وفاة إبراهيم الحوثي، وتخلل ذلك عمليات تفتيش صارمة للسيارات في نقاط تفتيش أقيمت حديثاً في جميع أنحاء المدينة، وفقا لما قاله شهود عيان من صنعاء للمركز. وقد قال موقع “المصدر أونلاين”، أن مدينة حيفان، الواقعة جنوب تعز، شهدت موجة اعتقالات تعسفية كان لها علاقة بعملية الاغتيال.[95]

وكالات استخبارات الحوثيين تندمج تحت قيادة جديدة

في جهود إضافية لتوطيد سلطتها، أصدرت سلطات الحوثيين مرسوماً يقضي بدمج أكبر جهازين للمخابرات في اليمن وتعيين قيادة جديدة للهيئة الجديدة. وأورد “المصدر” تقريراً بتاريخ 2 سبتمبر / أيلول أفاد أن جهاز الأمن القومي وجهاز الأمن السياسي قد تم حلهما بموجب هذه الخطوة. وتم تعيين اثنين من كبار مسؤولي الأمن الحوثيين لإدارة وكالة الأمن والمخابرات الجديدة؛[96] بحيث يكون عبد الحكيم الخيواني مديراً جديداً ونائبه هو عبد القادر الشامي.

احتفالات رسمية بـ (يوم الغدير) تقام في صنعاء

أقيمت احتفالات رسمية في صنعاء يوم 19 أغسطس / آب بمناسبة عيد الغدير، أحد أهم المناسبات للمسلمين الشيعة.[97] وكان لافتا في احتفالات هذا العام إعلان سلطات الحوثيين عن عطلة رسمية في حادثة غير مسبوقة. وأفادت المصادر العاملة في المؤسسات التي يديرها الحوثيون لمركز صنعاء أن موظفي القطاع العام طلب منهم حضور التجمعات في العاصمة التي استقطبت الآلاف من الناس. وألقى عبد الملك الحوثي، زعيم الجماعة، كلمة احتفالاً بهذه المناسبة جمعت بين رسائل دينية ورسائل سياسية موجهة ضد السعودية.[98] من الجدير بالذكر أن احتفالات عيد الغدير لم تكن احتفالات رسمية في اليمن قبل استيلاء الحوثيين، ولو أن بعض الاحتفالات الخاصة كانت تقام ضمن نطاق محدود في مناطق شمال اليمن.

التطورات الاقتصادية

الحوثيون يعينون وزيراً جديداً للمالية، ومحافظاً جديداً للبنك المركزي في صنعاء

قامت سلطات الحوثيين بإعادة ترتيب المناصب المالية الرفيعة في حكومتها، فعينت رشيد أبو لحوم محافظاً جديداً للبنك المركزي في صنعاء في 25 أغسطس / آب، في خطوة من شأنها أن تزيد من تقويض الثقة في القطاع المصرفي اليمني. أبو لحوم، الذي حل محل محمد السياني، كان يشغل منصب وزير المالية في الحكومة التابعة لجماعة الحوثيين منذ شهر فبراير / شباط الماضي، فيما أعلنت جماعة الحوثيين يوم 2 سبتمبر / أيلول تعيين شرف الدين علي حسين الكحلاني ليحل محل أبو لحوم وزيرا للمالية.[99]

عمل أبو لحوم في الماضي محاضراً بجامعة إب، وليس له خبرة عملية سابقة في القطاع المصرفي، إلا أنه، بحسب مصدر مالي ذي دراية بمشواره المهني، نشط في الحقل السياسي في محطات مختلفة من حياته مع حزب الإصلاح، وحزب المؤتمر الشعبي العام (حزب الرئيس السابق علي عبد الله صالح)، قبل أن يعمل مع الحوثيين.

فيما تم نقل السياني إلى ما هو فعلياً منصب رمزي تحت مسمى مستشار المجلس السياسي الأعلى.[100] وكان السياني هو المحافظ الفعلي للبنك المركزي في صنعاء، وذلك عقب قرار هادي بنقل البنك المركزي اليمني من صنعاء إلى عدن في سبتمبر / أيلول 2016 وإقالة محمد بن همام من منصب محافظ البنك.[101] وقد قام الحوثيون بتعيين السياني رسمياً في منصب المحافظ في أكتوبر / تشرين الأول 2018، إلى جانب أحمد الشامي الذي شغل منصب النائب.[102]

إن تجربة السياني واستعداده لتحدي محاولات من داخل سلطة الحوثيين لفرض الإنفاق أو غيرها من السياسات المالية التي اعتبرها خطوات غير حكيمة أو غير صحيحة أدت به إلى تقديم استقالته عدة مرات. وقد كشف مسؤول في القطاع المالي لمركز صنعاء شريطة عدم الكشف عن هويته، إن زعيم الحوثي عبد الملك الحوثي يثق في تقديرات السياني المالية وكان غالبا ما يتدخل للدفاع عنه. وأضاف المصدر إن السياني قدم استقالته مؤخراً، وتحديداً قبل أسبوع، مرة أخرى بسبب رفضه لبعض طلبات الإنفاق، لكنه تراجع عن الاستقالة قبل ساعات من عزله من منصبه. وقال مسؤول رفيع لمركز صنعاء أن مهدي المشاط، رئيس المجلس التابع للحوثيين، عزل السياني دون الرجوع لعبد الملك الحوثي.[103]

سبأفون تنتقل إلى عدن بعد استيلاء الحوثيين على الشركة

أعلنت شركة الاتصالات سبأفون عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك يوم 2 أغسطس / آب الماضي قرارها بنقل مقرها من صنعاء إلى عدن.[104] ويأتي هذا الإعلان بعد ثلاثة أيام من اقتحام أعضاء من مكتب الأمن القومي التابع لجماعة الحوثي مبنى سبأفون الرئيسي في صنعاء وإعلانهم تشكيل فريق إدارة جديد بتعيين الحوثيين.[105]

استهدف الحوثيون شركة سبأفون بصورة روتينية، مطالبين الشركة بدفع رسوم منتظمة إلى لجنة المدفوعات والعملات الخارجية التابعة لهيئة الحوثيين، والتي تم تأسيسها في أكتوبر / تشرين الأول 2017 لغايات تحصيل الرسوم من البنوك والشركات في صنعاء، ومن بينها شركات الاتصالات، وتعمل سلطات الحوثيين بصورة حثيثة على دعوى قضائية ضد سبأفون، بهدف تحصيل تعويضات تعادل 72 مليون دولار أمريكي لما تزعم أنه إعفاءات ضريبية غير قانونية في عامي 2007 و2008 خلال عهد الرئيس السابق علي عبد الله صالح.[106] من جهتها تنفي سبأفون ارتكابها أي مخالفات.[107]

كما استولى الحوثيون على ممتلكات تابعة لمسؤولين كبار في سبأفون وفقاً لمسؤول يمني في قطاع الاتصالات، فضلاً عن احتجاز أعضاء آخرين من الموظفين الذين يقاسون معاملة جسدية سيئة.[108]

احتجاز المدير العام لبنك اليمن الدولي أحمد ثابت على يد الحوثيين

اعتقلت سلطات الحوثيين المدير العام لبنك اليمن الدولي، أحمد ثابت، في صنعاء. تم اعتقال ثابت في آخر أسبوع من شهر يوليو / تموز الماضي، بحسبما أكد مسؤول رفيع ينشط في القطاع المصرفي لمركز صنعاء.[109]وذكر المصدر أن بنك اليمن الدولي رفض الرضوخ لمطالب الحوثيين بدفع المال قبل احتجاز ثابت الذي يتم الإبقاء عليه في مكان غير معروف.[110]

التطورات الإنسانية

الأمم المتحدة تحقق في الكسب غير المشروع في مكاتب منظمة الصحة العالمية باليمن

فتحت منظمة الصحة العالمية تحقيقات في مزاعم فساد في مكاتبها في اليمن، كان من بينها إيداع ملايين الدولارات في الحسابات المصرفية الشخصية للموظفين، وتعيين أشخاص غير مؤهلين في وظائف ذات رواتب عالية، واختفاء أطنان من الأدوية والوقود، والموافقة على عقود دون وجود الأوراق النظامية، بحسب تقرير نشرته وكالة أسوشيتيد برس (ا ف ب) في أغسطس / آب الماضي.[111]

في نوفمبر 2018، بدأ مدققوا منظمة الصحة العالمية التحقيق مع المواطن الإيطالي نيفيو زغاريا، الذي ترأس مكتب الوكالة في اليمن في الفترة من 2016 إلى سبتمبر / أيلول 2018، التي تفشى فيها الفساد والمحسوبية. وقد قال تقرير الأسوشييتد برس أن زغاريا قام بتعيين طالب جامعي ومتدرب سابق في مناصب عليا وكلفهما فقط بالعناية بكلبه، حسبما كشفه مسؤولون لوكالة أسوشييتد برس. ووافق زغاريا أيضاً على العقود دون فحصها واختيار الأفضل؛ فيما قامت الشركات التي حصلت على عقود منظمة الصحة العالمية بتعيين أصدقاء وأقارب لبعض من موظفي منظمة الصحة العالمية وتم دفع رسوم إضافية مقابل الخدمات، وفقاً لوكالة أسوشييتد برس.

أضاف التقرير أيضاً أن زغاريا وافق على إيداع مليون دولار أمريكي في الحسابات المصرفية الشخصية لموظفي منظمة الصحة العالمية. ومن الجدير بالذكر أن منظمة الصحة العالمية تسمح بتحويل أموال المساعدات مباشرة إلى الموظفين من أجل تسريع عمليات الشراء في الأزمات، لكن تحت عهدة زغاريا كان من غير الواضح في كثير من الأحيان كيف أنفق الموظفون تلك الأموال.

تم تحويل مئات الآلاف من الدولارات كمساعدات إلى حساب عمر زين، نائب رئيس فرع عدن بمنظمة الصحة العالمية، ولم يستطع زين إثبات أكثر من نصفها، وفقاً للمسؤولين والوثائق الداخلية التي شاهدتها أسوشييتد برس. كان هناك أيضاً مزاعم بأن زين يدير مؤسسة غير ربحية وقعت عقدا قيمته 1.3 مليون دولار أمريكي مع الأمم المتحدة لتشغيل برامج في المكلا، واكتشفت اليونيسف في وقت لاحق أن هذه المنظمة غير الربحية لم يكن لها وجود في المدينة وأنها قائمة على تقارير مفبركة. عمل زين كمستشار رسمي لوزير الصحة في الحكومة اليمنية.

قام مدققو الأمم المتحدة بجمع أدلة لعمليات كسب غير مشروع من أجهزة الكمبيوتر المحمولة التي تملكها منظمة الصحة العالمية، ولكن تم مصادرتها في أكتوبر / تشرين الأول 2018 في مطار صنعاء على أيدي رجال الميليشيا الحوثيين المسلحين عندما كان المدققون يحاولون مغادرة اليمن، وفق ما أوردته أسوشييتد برس. كان الحوثيون قد تلقوا معلومات من موظفة في منظمة الصحة العالمية، كانت قد تلقت رشاوى لتوظيف أشخاص وإضافة أسماء وهمية لموظفين إلى جدول الرواتب حيث قامت هي بتحصيل هذه الرواتب، وفقاً لوكالة أسوشييتد برس. تم تعليق عمل الغولي لكنها لا تزال موظفة في منظمة الصحة العالمية.

وفي الوقت نفسه، تحقق اليونيسف أيضاً مع أحد الموظفين، خورام جافيد، الذي سمح لزعيم حوثي بالسفر في مركبة تابعة للأمم المتحدة محمية من الغارات الجوية للتحالف، وقد نقل منذ ذلك الحين إلى مكتب آخر، حسبما قال مسؤولون في اليونيسف لوكالة أسوشييتد برس.

برنامج الأغذية العالمي يستأنف المساعدات الغذائية بعد اتفاقه مع الحوثيين

قالت وكالة الأمم المتحدة في أغسطس / آب أن برنامج الأغذية العالمي سيعود لتقديم المساعدات إلى 850 ألف شخص في صنعاء بعد توقيع اتفاق مع سلطات الحوثيين.[112] وكان برنامج الأغذية العالمي قد قام بتعليق المساعدات الغذائية جزئياً إلى العاصمة التي يسيطر عليها الحوثيون في يونيو / حزيران بعد اكتشاف عمليات تحويل للمساعدات لمسارات أخرى. وقالت الوكالة التابعة للأمم المتحدة إن الاتفاقية، الموقعة في 3 أغسطس / آب، تكفل لبرنامج الأغذية العالمي الوصول دون عوائق إلى المناطق التي يعمل فيها. ووافقت سلطات الحوثيين أيضاً على السماح لوكالة الأمم المتحدة بتنفيذ عملية تسجيل بيومترية للمستفيدين، وبعد ذلك سيبدأ البرنامج التحويلات النقدية للسكان المحليين. وكانت سلطات الحوثيين قد رفضت في البداية تطبيق نظام تسجيل بيومتري وقالت أن العملية يجب أن يديرها صندوق الضمان الاجتماعي اليمني.[113]

الأمم المتحدة: إغلاق برامج في اليمن بسبب نقص التمويل

دفعت الدول المانحة أقل من نصف المبلغ 2.6 مليار دولار الذي تم التعهد به للاستجابة الإنسانية في اليمن لعام 2019، على حد قول مكتب منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ليز غراندي في 21 أغسطس / آب.[114] وفي إحاطته لمجلس الأمن، قال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية أورسولا مولر أن أكبر الجهات المانحة، السعودية والإمارات، دفعت “جزءاً متواضعا” فقط من ما وعدت به. يذكر أن كلاً من الرياض وأبو ظبي تعهدتا بتقديم 750 مليون دولار لصندوق الاستجابة الإنسانية في اليمن في فبراير / شباط الماضي.

زيادة عدد المهاجرين إلى اليمن في النصف الأول من عام 2019

قال مركز الهجرة المختلط (MMC) أن عدد اللاجئين والمهاجرين من شرق إفريقيا إلى اليمن قد ارتفع في عام 2019.[115] وقدرت المنظمة الدولية للهجرة أن شهري أبريل / نيسان ومايو / أيار شهدا هجرة 18300 و18900 على التوالي، وهو أعلى رقم شهري منذ بدء الإحصاء في عام 2006 – في حين يقدر أن حوالي 84400 مهاجر شرق أفريقي وصلوا إلى البلاد بين يناير / كانون الثاني ويونيو / حزيران 2019، معظمهم أتوا من أثيوبيا في محاولتهم للوصول إلى دول الخليج.


التطورات الدولية

في الأمم المتحدة

إحباط متزايد في ظل تنفيذ بطيء لاتفاقية استوكهولم

صرح المبعوث الخاص للأمم المتحدة مارتن غريفيث عن وجود حالة واسعة من الإحباط بين الجهات المعنية المختلفة مع مرور ثمانية أشهر على إقرار متطلبات اتفاق استوكهولم بسحب القوات من مدينة الحديدة، وتشكيل لجنة مشتركة في تعز واستكمال صفقة تبادل الأسرى لم تتحقق بعد.[116] وبدا أن غريفيث، في مؤتمر صحفي عقده مجلس الأمن في 20 أغسطس / آب، كان يحاول إدارة التوقعات حول ما يمكن أن يحققه اتفاق الحديدة في تصريحاته أمام مجلس الأمن. وقال أن الصفقة كان الهدف منها أن تكون إجراءً إنسانياً أملاً في تفادي تفاقم الصراع وليس “سابقة لمعالجة القضايا الأساسية للصراع، وأهمها بالطبع، مسألة السيادة”، فيما كان تحولاً ملحوظاً منذ أوائل هذا العام، مع قول غريفيث في فبراير / شباط الماضي، أن “الزخم المكتسب من اتفاق الحديدة لوقف إطلاق النيران له أن يترجم إلى حل سياسي للصراع”.[117]

ووفقاً للمبعوث الخاص، تظل الأولوية في الحديدة هي إعادة نشر القوات بعيداً عن المدينة وإنشاء آلية ثلاثية لمراقبة الانسحاب. وقدمت الأمم المتحدة، عقب محادثات مباشرة الشهر الماضي بين الحكومة اليمنية وجماعة الحوثيين المسلحة في الحديدة كجزء من لجنة تنسيق إعادة الانتشار (RCC)، مقترحات لكلا الطرفين لتنفيذ المرحلة الأولى من اتفاقية الانسحاب من المدينة. وقال غريفيث إنه يتوقع ردوداً رسمية بحلول 25 أغسطس / آب.[118]

في وقت لاحق، وبعد محادثات مع عبد الملك الحوثي، زعيم جماعة الحوثيين، في 21 أغسطس / آب ومع الرئيس هادي في الرياض في 27 أغسطس / آب، نشر المبعوث الخاص تغريدة على حسابه الشخصي على موقع تويتر كشف فيها أن كلا الطرفين قد قدما تعليقات على الاقتراح وسيناقشانه في اجتماع قادم لمجلس التنسيق الإقليمي، دون تحديد تاريخ لهذا الاجتماع.[119] ومن المتوقع أن تواجه جهود الوساطة التي ترعاها الأمم المتحدة شيئاً من الجمود مع رحيل الجنرال مايكل لوليسجارد، الذي انتهت ولايته كرئيس لبعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة في نهاية يوليو / تموز، بينما يتم اتخاذ الترتيبات اللوجستية لاستبداله. من الجدير بالذكر أنه لم يتم الإعلان عن خلف الجنرال لوليسجارد حتى كتابة هذا التقرير.[120]

التطورات الإقليمية

طهران تقبل سفيرا للحوثيين، وتعترف رسميا بحكومتهم

أعلن عبدالملك الحوثي، زعيم حركة الحوثيين، تعيين سفير باسم الجمهورية اليمنية إلى إيران في 17 أغسطس / آب. يمثل قبول إيران لإبراهيم الديلمي المدير العام لقناة المسيرة التي يديرها الحوثيون، أول اعتراف دبلوماسي رسمي بالحكومة التي يقودها الحوثيون في ​​صنعاء من قبل دولة أخرى. وكانت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، التي قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع إيران في عام 2015 بسبب دعم طهران لجماعة الحوثيين، قد انتقدت هذه الخطوة واعتبرتها “انتهاكا صارخا للقوانين والأعراف الدولية”.[121] وكشف الحوثي، خلال هذا الإعلان، أن حكومته تخطط لإعادة تنشيط 70 اتفاقية بين اليمن وإيران بعدما تم تجميدها من قبل حكومة هادي.[122] وقدم الديلمي رسمياً أوراق اعتماده كسفير لدى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بتاريخ 1 سبتمبر / أيلول.[123]

جاء تعيين الديلمي بعد أن أعلن المرشد الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي علناً دعمه للحوثيين خلال اجتماع في طهران في 12 أغسطس / آب مع المتحدث باسم الحوثيين محمد عبد السلام. وخلال المحادثات، سلم عبد السلام رسالة من عبد الملك الحوثي إلى خامنئي. وطلب خامنئي من وفد الحوثيين إعطاء إيران رؤيتهم لكيفية بلورة صفقة أو حل وسط لإنهاء النزاع، كما قال عبد الملك العجري، المسؤول الحوثي الرفيع الذي حضر الاجتماع، لمركز صنعاء.

التقى عبد السلام أيضاً، خلال تواجده في طهران، بوزير الخارجية الإيراني ظريف.[124] وكانت وزارة الخارجية الإيرانية قد نظمت اجتماعاً بتاريخ 18 أغسطس / آب مع وفد الحوثيين وسفراء كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا لتبادل وجهات النظر حول الصراع في اليمن.[125]

من هو إبراهيم الديلمي سفير الحوثيين إلى إيران

يتمتع سفير الحوثيين في إيران، إبراهيم الديلمي، بعلاقات وثيقة مع زعيم الحركة، عبدالملك الحوثي. وغالباً ما كان يسافر مع المتحدث الرسمي محمد عبد السلام في رحلات إلى الخارج للقاء الجهات الدولية المختلفة المعنية بالصراع اليمني.

يعد الديلمي من أشد المؤيدين لجماعة الحوثيين، ويتمتع أيضاً بعلاقات جيدة مع حزب الله، المجموعة السياسية الشيعية اللبنانية واسعة النفوذ والمدعومة من إيران. ويقيم الديلمي في العاصمة اللبنانية بيروت منذ عام 2012 على الأقل، حيث شغل منصب المدير العام لقناة المسيرة المملوكة للحوثيين، والتي ساعد مسؤولو حزب الله على تأسيسها، وقاموا أيضاً بتسهيل إخراج تصاريح إقامة للموظفين. كما كان الديلمي أيضاً شخصية هامة في شبكة تحويل الأموال التي تم جمعها في حملة حزب الله الخيرية لعام 2018 التي نفذها حزب الله بين قاعدته الشعبية لحركة الحوثيين في اليمن.

المبعوث الروسي للشرق الأوسط يلتقي مع الجهات المتصارعة في اليمن

شهد شهر أغسطس / آب مواصلة روسيا لجهود تعزيز دورها في النزاع اليمني، حيث التقى نائب وزير الخارجية الروسي ومبعوث الرئيس بوتين إلى الشرق الأوسط ميخائيل بوجدانوف بوفد من جماعة الحوثيين – ضم ناطق الجماعة محمد عبد السلام وعبد الملك العجري، خال عبد الملك الحوثي – في مسقط في 27 أغسطس / آب.[126] ووفقا لوسائل إعلام الحوثيين، شدد المبعوث الروسي على أهمية التحرك نحو تسوية سياسية شاملة للنزاع. كما أجرى المبعوث الروسي خلال وجوده في عُمان محادثات مع الوزير العُماني المسؤول عن الشؤون الخارجية يوسف بن علوي.[127]

ومن العاصمة العمانية، سافر بوجدانوف إلى الإمارات، حيث التقى هناك بالوزير الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، يوم 31 أغسطس / آب. ووفقاً لبيان روسي، اتفق الطرفان على الحاجة إلى تسوية سلمية للنزاعات في الشرق الأوسط من خلال العمليات السياسية التي تقودها الأمم المتحدة.[128] وجاءت المحادثات بعد يوم من إعراب وزارة الخارجية الروسية عن قلقها إزاء الغارات الجوية الإماراتية في جنوب اليمن ودعوتها جميع الأطراف إلى ضبط النفس.[129] يذكر أن روسيا تتولى رئاسة مجلس الأمن خلال شهر سبتمبر / أيلول، وسوف تلعب دوراً رئيسياً في تحديد رد فعل المجلس على طلب الرئيس هادي بالتدخل في جنوب اليمن بعد القصف الإماراتي للقوات الحكومية.

عقد بوجدانوف أيضاً محادثات منفصلة مع وفد من المجلس الانتقالي الجنوبي وأحمد علي عبد الله صالح، الابن البكر للرئيس اليمني الراحل خلال تواجده في أبو ظبي. وكشفت مصادر حضرت الاجتماع لمركز صنعاء أن نجل صالح، الذي فرضت الأمم المتحدة عقوبات بحقه، كرر مطالبته بأن تلعب روسيا، كعضو دائم في مجلس الأمن، دوراً في رفع حظر السفر الدولي عنه وتجميد الأصول.[130]

تحاول موسكو، من خلال التواصل مع جميع اللاعبين المحليين والإقليميين في اليمن، أن تقدم نفسها كوسيط دولي قوي. يعكس الضلوع المتزايد لروسيا في الشأن اليمني نقلة من الاستراتيجيات القائمة على الإيديولوجيا التي سادت الحقبة السوفيتية في علاقتها مع دول مثل اليمن إلى استراتيجية براغماتية تعطي الأولوية للمكاسب الاقتصادية والجيوسياسية الممكن تحصيلها. إن القدرة على المطالبة بالتعويض عن المساعدة في إحلال السلام في اليمن من شأنه أن يخدم الكرملين لدى كل أطراف الصراع في اليمن مستقبلا (لمزيد من المعلومات حول التدخل الروسي مع اليمن، انظر: اليمن في خريطة المصالح الروسية).[131]

مؤشرات على وجود تقارب إماراتي-إيراني حول اتفاقية الأمن البحري

يمثل اجتماع المسؤولين الإماراتيين والإيرانيين حول التعاون الأمني ​​البحري في المياه المتاخمة لكلا البلدين، وهو الأول من نوعه منذ عام 2013، خروجاً عن النهج المتشدد الذي تبنته أبو ظبي تجاه إيران في السنوات الأخيرة، وكان وفد إماراتي مؤلف من سبعة أفراد قد التقى بمسؤولين أمنين إيرانيين خلال زيارة إلى طهران يوم 31 يوليو / تموز، كان من بينهم قائد حرس الحدود بالشرطة اللواء قاسم رضائي.[132] وتوصل الطرفان إلى مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون في مضيق هرمز الاستراتيجي.[133]

عُمان تستضيف محادثات مباشرة بين الحوثيين وأمريكا

ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال يوم 27 أغسطس / آب أن الولايات المتحدة تخطط لإجراء محادثات مباشرة مع حركة الحوثيين في عُمان في ضوء الصراعات التي اندلعت في جنوب اليمن مؤخراً. وكشفت الصحيفة أن زخم التوجهات الدبلوماسية وإجراء محادثات مع الحوثيين قد زادت في واشنطن وسط بروز وجهة نظر بأن التحالف العسكري بقيادة السعودية لا يملك الكثير من الخيارات العسكرية.[134] وسيقود المحادثات كريستوفر هينزل، الذي تم تعيينه سفيراً لليمن في أبريل / نيسان، وفقاً للصحيفة.

وأكد بعض كبار القادة الحوثيين لمركز صنعاء أن مناقشات من هذا النوع ستتم بوساطة عمانية، لكنهم قالوا أن المحادثات لا تزال في مراحل التخطيط. وقالت مصادر دبلوماسية لمركز صنعاء أن وساطة قطرية تدفع أيضاً نحو المحادثات. وكان مسؤولون أمريكيون قد التقوا مع الحوثيين في عام 2015 للضغط من أجل وقف إطلاق النار في وقت مبكر من الصراع، ومرة ​​أخرى في ديسمبر 2018 خلال محادثات السلام التي تقودها الأمم المتحدة في السويد. ومع ذلك، لم تكن هناك أي مفاوضات مباشرة مهمة تحت إدارة ترامب.

انضمام أولى الدول إلى التحالف البحري بقيادة الولايات المتحدة

أعلنت بريطانيا في 5 أغسطس / آب أنها ستنضم إلى التحالف البحري بقيادة الولايات المتحدة لتأمين الشحن البحري في الخليج، بعد أن قوبل الاقتراح الأمريكي بفتور من الحلفاء، ولا سيما من مستوردي النفط الأوروبيين والآسيويين الذين أبدوا قلقهم من أن ذلك سيزيد من التوتر مع إيران، وستوفر الخطة مرافقين للسفن التجارية قبالة سواحل إيران واليمن.[135] ويأتي الإعلان عن مشاركة بريطانيا من قبل وزير الخارجية البريطاني الجديد دومينيك راب، ومن المقرر أن تشمل مرافقة البحرية الملكية من قبل اثنتين من السفن الحربية، عكساً للخطط التي وضعها سلفه جيرمي هانت التي قامت على تشكيل مهمة تقودها أوروبا للنأي بالدول عن سياسة واشنطن القائمة على فرض أكبر قدر ممكن من الضغط على طهران.[136]

وأكدت دول أخرى التزامها إلى درجة ما بالمشاركة في هذه المهمة على امتداد شهر أغسطس / آب الماضي. فقال وزير الخارجية الإسرائيلي إسرائيل كاتز يوم 6 أغسطس / آب إن بلاده تساعد التحالف بدعم المخابرات.[137] وأصبحت البحرين أول دولة عربية تنضم للتحالف بعد أن أعلن الملك حمد بن عيسى آل خليفة مشاركة بلاده خلال اجتماع في 19 أغسطس / آب مع رئيس القيادة المركزية الأمريكية، الجنرال كينيث ماكنزي. يذكر أن المنامة تستضيف الأسطول الخامس الأمريكي وتحتضن مقراً للقوات البحرية المشتركة بقيادة الولايات المتحدة، وهو تحالف من 33 دولة يدير عمليات مكافحة القرصنة في المنطقة.[138] في الوقت نفسه، كشفت أستراليا عن انضمامها إلى التحالف بتاريخ 21 أغسطس / آب، حيث قال رئيس الوزراء سكوت موريسون إن كانبيرا سترسل طائرة مراقبة قبل نهاية العام وفرقاطة أسترالية بداية عام 2020.[139]

يأتي إعلان الولايات المتحدة عن هذه المهمة بعد تخريب أربع ناقلات نفط قبالة الساحل الإماراتي واستيلاء القوات الإيرانية على ناقلة ترفع العلم البريطاني في الخليج في 19 يوليو / تموز الفائت، ردا على الاستيلاء البريطاني على ناقلة إيرانية قبالة ساحل جبل طارق في وقت سابق من نفس الشهر. وكانت الولايات المتحدة والسعودية قد ألقتا باللائمة في هذه الهجمات التخريبية على إيران.

في أوروبا

جبل طارق تفرج عن الناقلة الإيرانية بينما لا تزال الناقلة البريطانية محتجزة من قبل طهران

أفرجت سلطات جبل طارق عن ناقلة النفط الإيرانية يوم 15 أغسطس / آب الماضي، والتي احتجزتها في ظل شبهات بحملها النفط إلى سوريا، وحذر مسؤول بوزارة الخارجية الأمريكية في 23 أغسطس / آب دول المنطقة من السماح للسفينة بالرسو.[140] وكانت القوات الخاصة البريطانية قد استولت على غريس 1 – التي أعيد تسميتها أدريان داريا 1 – يوم 7 يوليو / تموز في ظل مزاعم بنقلها النفط إلى مصفاة بانياس في سوريا التي تخضع لعقوبات الاتحاد الأوروبي.[141] أتى ذلك بعد قيام السلطات الأمريكية بمحاولة أخيرة لمنع الإفراج عن الناقلة الإيرانية، التي تحمل ما تقدر قيمته بنحو 130 مليون دولار من النفط الخام الإيراني.

صنفت وزارة الخزانة الأمريكية السفينة “الممتلكات المحجوبة” في 30 أغسطس / آب، قائلة إن أي شخص يقدم الدعم للسفينة يواجه خطر التعرض للعقوبة.[142] في نفس اليوم، قام وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو بتغريد تلك المعلومات الموثوقة التي تشير إلى أن أدريان داريا 1 كانت متوجهة إلى طرطوس، سوريا.[143] وبتاريخ 3 سبتمبر / أيلول، أغلقت الناقلة مستجيباتها في البحر المتوسط ​​، غرب سوريا، ولم يمكن اكتشافها، كما أظهرت بيانات التتبع.[144]

وأشعل الاستيلاء على الناقلة شرارة أزمة دبلوماسية بين بريطانيا وإيران، تفاقمت بعد استيلاء إيران على ناقلة نفط ترفع العلم البريطاني وتعرف باسم ستينا إمبيرو قبال السواحل الإيرانية بتاريخ 19 يوليو / تموز. وتدعي السلطات الإيرانية أن الاستيلاء على الناقلة البريطانية كان نتيجة انتهاكات بحرية، إلا أن وزير الدفاع الإيراني الجنرال أمير حاتم قال أن عملية الاستيلاء كانت رداً على الاستيلاء على أدريان داريا 1.[145] ولا تزال الناقلة البريطانية ستينا إمبيرو رهن الاحتجاز الإيراني حتى كتابة هذه السطور، حيث أخبر ظريف المراسلين في نهاية أغسطس / آب أن إيران تسرع من الإجراءات القانونية ضد السفينة البريطانية.

السويد تبدأ مبادرة لتحريك عملية السلام

بدأت وزيرة الخارجية السويدية مارجوت والستروم رحلة إلى الشرق الأوسط بتاريخ 1 سبتمبر / أيلول، تهدف لإعادة إطلاق محادثات السلام بين الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا وجماعة الحوثيين، والتقت كبيرة الدبلوماسيين السويديين بوزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي في عمان قبل أن تتوجه إلى العاصمة السعودية الرياض، حيث أجرت محادثات مع رئيس الوزراء اليمني معين عبد الملك ومسؤولين يمنيين آخرين.[146] وبتاريخ 2 سبتمبر / أيلول، التقت والستروم بمسؤولين من الحوثيين في عُمان، وفقاً لوكالة أسوشييتد برس.[147] وتخطط وولستروم أيضاً لزيارة الإمارات والالتقاء بمسؤولي الأمم المتحدة خلال رحلتها.

كانت السويد قد استضافت الجولة الأخيرة من محادثات السلام المباشرة بين الحكومة اليمنية وجماعة الحوثيين في ديسمبر / كانون الأول 2018، والتي أسفرت عن توقيع اتفاقية ستوكهولم، ولو أن بنود الصفقة لم يتم تطبيقها حتى الآن، بعد ثمانية أشهر من توقيعها. ووصفت وزيرة الخارجية السويدية الاتفاق بأنه “هش” وأكدت أن السويد تعتقد أن “محاولة ضمان تنفيذ هذا الاتفاق هي مسؤوليتنا”.[148]

سفيرة الاتحاد الأوروبي في اليمن تتولى منصبا جديدا

انتهت يوم 31 أغسطس / آب ولاية رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي إلى اليمن أنطونيا كالفو بويرتا، التي تولت المنصب منذ أكتوبر 2016.[149] وكانت البعثات الدبلوماسية والسفارات في صنعاء قد أغلقت أبوابها بعد سيطرة قوات الحوثيين على العاصمة، حيث أنشأ وفد الاتحاد الأوروبي إلى اليمن مقراً له في العاصمة الأردنية عمان تحت قيادة كالفو بيورتا، لما كان الوفد يبحث عن وجهة محايدة. نقلت العديد من الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة وبريطانيا، بعثاتها اليمنية إلى الرياض، عاصمة تحالف الحرب في السعودية وقاعدة الرئيس اليمني الذي يحظى بدعمها. في أغسطس / آب 2017، كانت كالفو بويرتا، أول سفير غربي يزور صنعاء أثناء النزاع، ومن المقرر توليها قيادة بعثة الاتحاد الأوروبي إلى كوستاريكا، وسيخلفها هانز جروندبيرغ، الذي ترأس قسم الخليج سابقاً في وزارة الخارجية السويدية.[150]


أعد هذا التقرير (حسب الترتيب الأبجدي): أنتوني بيسويل، حمزة الحمادي، ريان بايلي، سبنسر أوسبرغ، سوزان سيفريد، علي عبد الله، غريغوري جونسن، فارع المسلمي، ماجد المذحجي، هانا باتشيت، هولي توفام، وليد الحريري


تقرير اليمن – “اليمن في الأمم المتحدة” سابقاً – هو نشرة شهرية يصدرها مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية منذ يونيو / حزيران 2016، وتهدف إلى رصد وتقييم التطورات الدبلوماسية والاقتصادية والسياسية والعسكرية والأمنية والإنسانية والحقوقية بشأن اليمن.

لإعداد “تقرير اليمن” يقوم فريق مركز صنعاء في مختلف أنحاء اليمن والعالم بجمع المعلومات والأبحاث، وعقد اجتماعات خاصة مع الجهات المعنية المحلية والإقليمية والدولية لتحليل التطورات المحلية والدولية الخاصة باليمن.

هذه السلسلة الشهرية مصممة لتزويد القراء برؤية سياقية شاملة حول أهم القضايا الجارية في البلاد.


مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية هو مركز أبحاث مستقل يسعى إلى إحداث فارق عبر الإنتاج المعرفي، مع تركيز خاص على اليمن والإقليم المجاور. تغطي إصدارات وبرامج المركز، المتوفرة باللغتين العربية والإنجليزية، التطورات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والأمنية، بهدف التأثير على السياسات المحلية والإقليمية والدولية.


الهوامش

[1] “هاني بن بريك يتهم الحكومة وحزب الإصلاح بالوقوف وراء هجوم مخيم الجلاء”، موقع الساقي، 6 أغسطس / آب 2019، https://almawqeapost.net/news/42506.

[2] “Press briefing note on Yemen,” UN Human Rights Office of the High Commissioner, August 6, 2019, https://www.ohchr.org/EN/NewsEvents/Pages/DisplayNews.aspx?NewsID=24871&LangID=E.

[3] هاني بن بريك، تغريدة على تويتر. 7 أغسطس / آب 2019، 3:54 مساءً، https://twitter.com/HaniBinbrek/status/1159085348074545152

[4] مقابلة مركز صنعاء مع مسؤول أمني حكومي رفيع المستوى، 1 سبتمبر / أيلول 2019.

[5] “التحالف العربي بقيادة السعودية يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في عدن”، الجريدة السعودية، 11 أغسطس / آب 2019، http://saudigazette.com.sa/article/574420.

[6] الحساب المؤكد الذي ينتمي إلى أحمد الميسري قد تم تعليقه منذ ذلك الحين. عنوان URL الأصلي: https://twitter.com/AhmedAlmysari/status/1160539735875563521.

[7] “المجلس الانتقالي الجنوبي يصدر بياناً سياسياً مهماً”، موقع STC الرسمي، 15 أغسطس / آب 2019. https://stcaden.com/news/10116.

[8] معمر الإرياني، تغريدة على تويتر. 17 أغسطس / آب 2019، 12:42 مساءً، https://twitter.com/ERYANIM/status/1162661075814354945.

[9] هاني بن بريك، تغريدة على تويتر. 17 أغسطس / آب 2019، 7:15 مساءً. https://twitter.com/HaniBinbrek/status/1162759947727331328.

[10] الحساب المؤكد الذي ينتمي إلى أحمد الميسري قد تم تعليقه منذ ذلك الحين. عنوان URL الأصلي: https://twitter.com/AhmedAlmysari/status/1161590137077338113.

[11] “الحكومة اليمنية تبدأ محادثات غير مباشرة مع الانفصاليين الجنوبيين في السعودية”، Reuters، 4 سبتمبر / أيلول 2019، https://www.reuters.com/article/usyemensecurity/yemensgovtstartsindirecttalkswith الانفصاليينفيالسعوديةالمسؤولينidUSKCN1VP1Q6.

[12] “الانفصاليون اليمنيون يسيطرون على الجنوب، والقوات التي تقودها السعودية تضرب العاصمة (المؤقتة)، رويترز، 19 أغسطس / آب 2019. https://www.reuters.com/article/usyemensecuritysanaa/clasheshityemenssouth sudi بقيادة قوات الإضراب عاصمة idUSKCN1V91UG؟ il = 0.

[13] “قيادة القوات المشتركة” للتحالف لاستعادة الشرعية في اليمن “تشدد على ضرورة التزام جميع الأطراف في محافظة شبوة بمواصلة وقف إطلاق النار والحفاظ على الهدنة”، وكالة الصحافة السعودية، 26 أغسطس / آب 2019، https: //www.spa. gov.sa/viewfullstory.php؟lang=ar&newsid=1961765#1961765.

[14] “يصل رئيس الوزراء ويعقد اجتماعاً مع محافظ شبوة بحضور الوزراء والقادة العسكريين”، المصدر عبر الإنترنت، 26 أغسطس / آب 2019. https://almasdaronline.com/articles/171016.

[15] “بن عديو: أطاحت شبوة بانقلاب الميليشيات الانتقالية الجنوبية المدعومة إماراتياً،” المصدر عبر الإنترنت، 26 أغسطس / آب 2019. https://almasdaronline.com/articles/171017.

[16] “محافظ أبين يقول إن الجيش يسيطر على كل المحافظة”، سبتمبر / أيلول نت، 28 أغسطس / آب 2019. http://en.26sepnews.net/2019/08/28/abyan-governor-says-army-controlled-whole-province/.

[17] “القوات الحكومية اليمنية تقتحم عدن وتستولي على المطار: السكان والمسؤولون”، رويترز، 28 أغسطس / آب 2019. https://www.reuters.com/article/usyemensecurity/yemengovernmentforcesstormaden استيلاءمطارسكانالمسؤولينidUSKCN1VI109.

[18] “الحكومة تدين الغارات الجوية الإماراتية على قوات الجيش الوطني في عدن وأبين،” سابا نت، 29 أغسطس / آب 2019. https://www.sabanew.net/viewstory/53206.

[19] “بيان صادر عن وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي”، وكالة أنباء الإمارات (وام)، 29 أغسطس / آب 2019. https://www.wam.ae/ar/details/1395302782841.

[20] وزارة الخارجية اليمنية، Twitter Post، 29 أغسطس / آب 2019، الساعة 11:00 مساءً. https://twitter.com/yemen_mofa/status/1167165058981351424.

[21] “تجدد الرئاسة طلبها إلى السعودية للتدخل لوقف تدخل الإمارات”، سابا نت، 29 أغسطس / آب 2019. https://www.sabanew.net/viewstory/53232.

[22] مقابلة مركز صنعاء مع مسؤول أمني حكومي رفيع المستوى، 1 سبتمبر / أيلول 2019.

[23] ماغي مايكل وأحمد الحاج، “صاروخ المتمردين، وهجوم انتحاري يقتل العشرات في اليمن”، الأسوشييتد برس، 1 أغسطس / آب 2019، https://www.apnews.com/6f1e4bc9e50d47458ba067b4cfea6d77.

[24] أحمد الحاج، “مسؤولون يمنيون: القاعدة تقتل 20 شخصاً على الأقل في معسكر للمقاتلين”، الأسوشييتد برس، 2 أغسطس / آب 2019، https://www.apnews.com/9e13d75246714948aae733b67b92af98.

[25] أحمد الحاج، “مسؤولون يمنيون: القوات تلاحق متشددي القاعدة، 8 قتلى”، الأسوشييتد برس، 3 أغسطس / آب 2019، https://www.apnews.com/336d0a1ad9cd4dbaaa5900a5a2c8ac22.

[26] “عشرات المدنيين قتلوا وجرحوا جراء القتال في عدن”، مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، 11 أغسطس / آب 2019، https://reliefweb.int/sites/reliefweb.int/files/resources/HC%20Statement_Sanaa_11%20August_FINAL_pdf.pdf.

[27] أحمد الحاج وسامي مادي، “مسؤولو الأمن: الانفصاليون في اليمن يسيطرون على مدينة عدن”، الأسوشييتد برس، 11 أغسطس / آب 2019، https://www.apnews.com/f0beacfa9cd14efa85b197e8fe3af470.

[28] “اليمن: غمرت مستشفى منظمة أطباء بلا حدود في عدن تدفق المرضى المصابين في قتال عنيف”، منظمة أطباء بلا حدود، 10 أغسطس / آب 2019، https://www.doctorswithoutborders.org/whatwedo/newsstories/news/yemen msfsمستشفىعدنطغتتدفقالمرضىالجرحىمكثفة.

[29] “اليمن: احتياجات إنسانية كبيرة بعد أيام من القتال في عدن”، اللجنة الدولية للصليب الأحمر، 12 أغسطس / آب 2019، https://www.icrc.org/en/document/Yemensignificanthumanitarianneedsfollowing أيام القتال عدن.

[30] “موظفو NRC والمدنيون محاصرون بسبب القتال في عدن”، المجلس النرويجي للاجئين، 9 أغسطس / آب 2019، https://www.nrc.no/news/2019/august2/nrcstaffandcivilianstrappeddue إلى القتال في عدن /.

[31] “اليمن: احتياجات إنسانية كبيرة بعد أيام من القتال في عدن”، اللجنة الدولية للصليب الأحمر، 12 أغسطس / آب 2019، https://www.icrc.org/en/document/Yemensignificanthumanitarianneedsfollowing أيام القتال عدن.

[32] “اليمن:” الناس على الأرض مرعوبون “، إنقاذ الطفولة، 29 أغسطس / آب 2019، https://reliefweb.int/report/yemen/yemen-people-ground-are- بالرعب.

[33] أحمد الحاج، “مسؤولو الأمن: القوات اليمنية تقاتل الانفصاليين بالقرب من الجنوب، تسع قتلى”، الأسوشييتد برس، 25 أغسطس / آب 2019، https://www.apnews.com/14c773295d3f46b0baa66e88c0b36785.

[34] “عشرات القتلى والجرحى في عدن وأبين”، مكتب المنسق المقيم للأمم المتحدة والمنسق الإنساني في اليمن، 29 أغسطس / آب 2019، https://reliefweb.int/sites/reliefweb.int/files/resources/2019% 20Aug% 2029% 20-% 20HC% 20Statement_Aden_FINAL.pdf.

[35] “اليمن: أطباء بلا حدود تستقبل 51 جريحاً في غضون ساعات قليلة وسط فوضى في عدن”، منظمة أطباء بلا حدود، 29 أغسطس / آب 2019، https://prezly.msf.org.uk/yemen-msf-admits-51-wounded-casties -within واحد في عدة ساعات، وسط-الفوضى في عدن.

[36] ديكلان والش وسعيد البطاطي، “الحليف يهاجم الحلفاء في حرب اليمن داخل الحرب”، نيويورك تايمز، 29 أغسطس / آب، 2019، https://www.nytimes.com/2019/08/29/world/middleeast/ اليمنالإمارات. html.

[37] أحمد الحاج وجان أولسن، “وزير الخارجية السويدي يقوم بجولة في الشرق الأوسط لإعادة إطلاق محادثات اليمن”، الأسوشييتد برس، 30 أغسطس / آب 2019، https://www.apnews.com/c0135a03e4b6492bbf43378477dd8841.

[38] المرجع نفسه.

[39] “اليمن: الناس على الأرض مرعوبون”، إنقاذ الطفولة، 29 أغسطس / آب 2019، https://reliefweb.int/report/yemen/yemen-people-ground-are-rifrifed؛ “موظفو NRC والمدنيون محاصرون بسبب القتال في عدن”، المجلس النرويجي للاجئين، 9 أغسطس / آب 2019، https://www.nrc.no/news/2019/august2/nrcstaffandcivilianstrappeddue إلى القتال في عدن /.

[40] “مقتل 20 شخصاً في اشتباكات في عدن في الوقت الذي تحذر فيه الحكومة اليمنية من خطر الانقلاب”، العربي الجديد، 9 أغسطس / آب 2019، https://www.alaraby.co.uk/english/news/2019/8/9/20-killed كما يحذر اليمن من خطر الانقلاب؛ مطار عدن اليمني يستأنف عملياته بعد أيام من الإغلاق وسط القتال، “شينخوا نت، 11 أغسطس / آب 2019، http://www.xinhuanet.com/english/2019-08/11/c_138301329.htm؛ “اليمن:” الناس على الأرض مرعوبون “، إنقاذ الطفولة، 29 أغسطس / آب 2019، https://reliefweb.int/report/yemen/yemen-people-ground-are- بالرعب.

[41] البنك المركزي اليمني، Facebook، 15 أغسطس / آب 2019، https://facebook.com/story.php؟story_fbid=2413625295593392&id=2340061069616482.

[42] مقابلة مع مركز صنعاء في 19 أغسطس / آب 2019؛ البنك المركزي اليمني، الفيسبوك، 19 أغسطس / آب 2019، https://www.facebook.com/CentralBankOfYemen/posts/2417409701881618.

[43] مقابلة مع مركز صنعاء في 19 أغسطس / آب 2019.

[44] مقابلات مع مركز صنعاء في 22 أغسطس / آب 2019.

[45] مقابلة مركز صنعاء مع مسؤول في الشركة اليمنية للغاز الطبيعي المسال، 25 أغسطس / آب 2019.

[46] “المجلس الانتقالي يصدر بياناً مهماً عن الهجمات الحكومية على المواطنين العزل”، المجلس الانتقالي الجنوبي، 7 أغسطس / آب 2019، https://en.stcaden.com/news/8765.

[47] يحيى السواري، “المهرة اليمنية: من العزلة إلى عين العاصفة الجيوسياسية”، مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية، 5 يوليو / تموز 2019، https://sanaacenter.org/publications/analysis/7606.

[48] المرجع نفسه.

[49] الدكتورة إليزابيث كيندال، مشاركة Twitter، 24 أغسطس / آب، 2019، https://twitter.com/Dr_E_Kendall/status/1165186216687558657.

[50] نص بيان الرئيس هادي الذي نقله موقع الموقع بوست. 29 أغسطس / آب 2019، https://almawqeapost.net/news/43213.

[51] نص بيان السعدي أمام مجلس الأمن، سابا نت، 20 أغسطس / آب 2019، https://www.sabanew.net/viewstory/52972.

[52] موقع Twitter على الموقع الرسمي للإمارات في الأمم المتحدة، 20 أغسطس / آب 2019، https://twitter.com/UAEMissionToUN/status/1163985503085125633.

[53] “السعودية والإمارات تحث اليمنيين على حل الخلافات من خلال الحوار”، عرب نيوز، 12 أغسطس / آب، 2019، https://www.arabnews.com/node/1539106/saudi-arabia.

[54] محمد مخاشف وفواز سلمان، “الإمارات تهون من الصدع السعودي بعد استيلاء الانفصاليين على المدينة اليمنية”، رويترز، 12 أغسطس / آب، 2019، https://www.reuters.com/article/usyemensecurity/uaeplaysdown saudiriftafterالانفصالييناتخاذyemenicityidUSKCN1V20MW.

[55] “الإمارات تخفف التحالف السعودي لدفع صورة صانع السلام”، رويترز، 28 أغسطس / آب 2019، https://www.reuters.com/article/ussaudiemiratesdiplomacy/uaeloosenssaudialliancetopush صانع السلام صورة idUSKCN1VI1WA.

[56] “إحاطة من المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن في الجلسة المفتوحة لمجلس الأمن،” الأمم المتحدة، 20 أغسطس / آب 2019، https://osesgy.unmissions.org/briefingspecialenvoyunited الامين العام مجلس الامن اليمني جلسة مفتوحة مجلس الامن.

[57] “بيان منسوب إلى المتحدث باسم الأمين العام عن اليمن”، الأمين العام للأمم المتحدة، 9 أغسطس / آب 2019، https://www.un.org/sg/ar/content/sg/statement/2019-08- 09 / بيان منسوب للناطق باسم الأمين العام اليمني.

[58] حساب مكتب المبعوث الخاص للأمين العام إلى اليمن على تويتر، 27 أغسطس / آب 2019، https://twitter.com/OSE_Yemen/status/1166353578505703426.

[59] “مبعوث الأمم المتحدة يلتقي بالمجلس الانتقالي الجنوبي لاستئناف العملية السياسية”، مكتب المبعوث الخاص للأمين العام إلى اليمن، 30 أغسطس / آب 2018، https://osesgy.unmissions.org/unenvoymeetssouthern المجلس الانتقالي استئناف العملية السياسية.

[60] “عاجل: بيان هام من المجلس الانتقالي بشأن مفاوضات السويد [عاجل: بيان هام من المجلس الانتقالي بخصوص السويد]،” اليمن أخبار، 7 ديسمبر 2018، https://www.yemenakhbar.com/1755631

[61] “بيان رئيس مجلس الأمن”، مجلس الأمن، 29 أغسطس / آب 2019، https://undocs.org/S/PRST/2019/9.

[62] “في معرض إحاطة مجلس الأمن، المبعوث الخاص يحذر من وقوع اشتباكات جديدة في اليمن تهدد بتزايد الأزمة الإنسانية والعنف ويؤكد الحاجة إلى تنفيذ اتفاقية ستوكهولم”، 20 أغسطس / آب 2019، https://www.un.org/press/ar/2019/sc13920. doc.htm.

[63] “المرشد الأعلى يدعو أنصار الله في اليمن إلى الوقوف بقوة في مواجهة المؤامرات السعودية الإماراتية”، إيرنا، 13 أغسطس / آب 2019، https://en.irna.ir/news/83436303/SupremeLeaderCallson اليمنأنصار اللهإلىالوقوففي مواجهةوجهاً لوجه.

[64] “اليمن: مشاهد الدمار حيث أن كل معتقل إما قتل أو جرح في الهجوم”، اللجنة الدولية للصليب الأحمر، 1 سبتمبر / أيلول 2019، https://reliefweb.int/report/yemen/yemenscenesdevastationevery الهجوم على شخص واحد إما قتل أو جرح.

[65] “123 جثة تم سحبها من تحت الأنقاض في سجن ذمار اليمني”، وكالة الأناضول، 3 سبتمبر / أيلول 2019، https://www.aa.com.tr/ar/middleeast/123-bodiespulledfromrubbleat اليمن ذمار سجن / 1571837.

[66] “اليمن: مشاهد الدمار حيث أن كل معتقل إما قتل أو جرح في الهجوم”، اللجنة الدولية للصليب الأحمر، 1 سبتمبر / أيلول 2019، https://reliefweb.int/report/yemen/yemenscenesdevastationevery الهجوم على شخص واحد إما قتل أو جرح.

[67] “غارات جوية تقودها السعودية تقتل 100 شخص على الأقل في سجن يديره المتمردون”، إذاعة صوت أمريكا، 1 سبتمبر / أيلول 2019، https://www.voanews.com/middleeast/saudiledairstrikeskillleast– 100 من المتمردين يديرون السجن.

[68] أحمد الحاج وسامي مجدي، “الغارات الجوية التي تقودها السعودية على سجن يديره المتمردون تقتل أكثر من 100″، الأسوشييتد برس، 2 سبتمبر / أيلول 2019، https://www.apnews.com/c0135a03e4b6492bbf43378477dd8841.

[69] “الخسائر البشرية المبلغ عنها في أعقاب الغارات الجوية في محافظة ذمار”، المبعوث الخاص للأمين العام إلى اليمن والمنسق المقيم والإنساني لليمن، 1 سبتمبر / أيلول 2019، https://reliefweb.int/sites/reliefweb.int/ files / resources / Draft% 20joint% 20templates% 20SE_HC_1% 20Sceptember% 202019.pdf.

[70] المرجع نفسه.

[71] “إغلاق المطار يصل إلى عقوبة الإعدام بالنسبة لآلاف اليمنيين المرضى”، المجلس النرويجي للاجئين، 5 أغسطس / آب 2019، https://www.nrc.no/news/2019/august2/airportclosureamountstodeathsentence مقابل الآلاف من المرضى اليمنيين /.

[72] “النساء والأطفال الذين قُتلوا وجُرحوا في غارات في حجة”، مكتب المنسق المقيم للأمم المتحدة والمنسق الإنساني في اليمن، 12 أغسطس / آب 2019، https://reliefweb.int/sites/reliefweb.int/files/resources/HC% 20Statement_Sanaa_12_August_FINAL.pdf.

[73] أحمد الحاج وسامي مجدي، “الانفصاليون المدعومون من الإمارات يتراجعون بعد الاستيلاء على عدن في اليمن”، الأسوشييتد برس، 11 أغسطس / آب 2019، https://www.apnews.com/db7e4b818f8e48a1926d5266314204e7.

[74] “عشرات القتلى والجرحى من قوات الحزام الأمني ​​في هجوم استشهادي”، النبع، نشرة ISIS، رقم 194، https://jihadology.net/wpcontent/uploads/_pda/2019/08/The الدولة الإسلامية النبع% CC% 84% E2% 80% 99-Newsletter-194.pdf.

[75] “تزعم داعش الهجوم على بوليس الدولة في الشيخ عثمان في عدن وتعلن اسم الانتحاري”، المصدر عبر الإنترنت، 2 أغسطس / آب 2019، https://almasdaronline.com/articles/170257.

[76] “تفاصيل عن محفوظ رائد”، المصدر على الإنترنت، 3 أغسطس / آب 2019، https://almasdaronline.com/articles/170288.

[77] “القاعدة تهاجم قاعدة الجيش اليمني في أبين”، ذا ناشيونال، 2 أغسطس / آب 2019، https://www.thenational.ae/world/mena/al-qaeda-attacks-yemeni-army-base-in-abyan- 1.893767.

[78] بيان حول شبوة، تنظيم القاعدة، 4 يونيو 2019، https://jihadology.net/wpcontent/uploads/_pda/2019/06/alQa%CC%84%E2%80%99idah فيشبه الجزيرة العربية-% E2% 80% 9Catement% E2% 80% 9D2.pdf.

[79] “جندي في قوات مكافحة الإرهاب اغتيل في عدن…” المصدر على الإنترنت، 16 أغسطس / آب 2019، https://almasdaronline.com/articles/170681.

[80] “اغتيال ثانية في عدن، ISIS تتبنى العملية،” 26 عشر من سبتمبر / أيلول، 16 أغسطس / آب 2019، https://26sep.net/news_details.php؟lang=arabic&sid=161010.

[81] “تنظيم الدولة الإسلامية يدعي الهجوم الانتحاري على المقاتلين الانفصاليين في عدن في اليمن: عماق”، رويترز، 30 أغسطس / آب 2019، https://www.nytimes.com/reuters/2019/08/30/world/middleeast/30reutersyemensecurity islamicstate.html؟ searchResultPosition.

[82] “تعز.. اشتباكات بين قوات الأمن والمتمردين في مدينة التربة”، المصدر على الإنترنت، 15 أغسطس / آب 2019. https://almasdaronline.com/articles/170669.

[83] “السامعي“ يقود تمردا على ”الشرعية“ في ”تعز“ ويهاجم مؤسسات الدولة والشرطة تتوعد وتكشف تفاصيل المواجهات”، مأرب برس، 15 أغسطس / آب، 2019. https://marebpress.net/news_details.php؟sid=154257.

[84] صفحة أبو العباس على Facebook [“الجبهة الشرقية للمقاومة الشعبية” تعز – جبهة أبو العباس “]، 16 أغسطس / آب 2019، https://www.facebook.com/permalink.php؟story_fbid=2304383003007829&id=808611169251694.

[85] “وزير الداخلية يعين عبده مقبل العليمي قائداً لشرطة الشمايتين في تعز،” المصدر أونلاين، 18 أغسطس / آب 2019. https://almasdaronline.com/articles/170768.

[86] “في عملية هي الأكبر من نوعها.. سلاح الجو يستهدف حقلاً ومصفاة لتكرير النفط على الحدود السعودية-الإماراتية”، المسيرة، 17 أغسطس / آب، 2019. https://www.almasirah.net/ details.php؟ es_id = 43704 & cat_id = 3.

[87] “حادث منشأة الشيبة للغاز الطبيعي المسال”، بيان صحفي لشركة أرامكو السعودية، 17 أغسطس / آب، 2019. https://www.saudiaramco.com/en/news-media/news/2019/shaybah-ngl-facility-incident.

[88] “مواصفات وخصائص طائرة MQ9 التي أسقطتها الدفاعات الجوية في أجواء محافظة ذمار،” المسيرة، 21 أغسطس / آب 2019. https://almasirah.net/details.php؟es_id=43844&cat_id=3.

[89] “تقوم القيادة المركزية الأمريكية بالتحقيق في تقارير الهجوم الحوثي المزعوم على UAS”، بيان صحفي للقيادة المركزية للولايات المتحدة، 21 أغسطس / آب، 2019، https://www.centcom.mil/MEDIA/STATEMENTS/StatementsView/Article/1939864/centcomin Investigates تقرير الحوثيينالهجومعلىuas /.

[90] المسيرة، تويتر. 26 أغسطس / آب 2019، 1:32 مساءً. https://twitter.com/MasirahTV/status/1165934920109350912.

[91] “التحالف الذي تقوده السعودية يعمل على استقرار جنوب اليمن مع مواجهة الحلفاء”، رويترز، 26 أغسطس / آب 2019. https://www.reuters.com/article/ussaudiyemmenuaecoalition/saudiledcoalition acttoلتحقيق الاستقرارجنوب اليمنكحلفاءمواجهة قبالة idUSKCN1VG028.

[92] “متحدث باسم القوات المسلحة يستعرض في مؤتمر صحفي تفاصيل جديدة حول الصناعات العسكرية اليمنية”، موقع أنصار الله الرسمي، 9 يوليو / تموز 2019، https://www.ansarollah.com/archives/262426.

[93] “وزارة الداخلية تنعي الشهيد إبراهيم بدر الدين الحوثي”، المسيرة، 9 أغسطس / آب 2019. https://www.almasirah.net/details.php؟es_id=43473&cat_id=3.

[94] “التحالف الذي تقوده السعودية يقول إن الاقتتال قتل مسؤولاً رفيعاً من الحوثيين”، رويترز، 11 أغسطس / آب 2019، https://uk.reuters.com/article/ukyemensecurityhouthi/saudiledcoalitionsaysinfighting قتل كبار الحوثيين idUKKCN1V10KT الرسمي.

[95] “الحوثيون يختطفون المدنيين بتهمة الارتباط بشخص متهم بالتورط في قتل شقيق زعيم المجموعة”، المصدر أون لاين، 19 أغسطس / آب 2019. https://almasdaronline.info/articles/170809.

[96] “الحوثيون ينشئون جهاز مخابرات جديد بديلاً لجهازي الأمن القومي والأمن السياسي” المصدر أون لاين، 2 سبتمبر / أيلول 2019، https://almasdaronline.com/articles/171223.

[97] “المسيرات الجماهيرية تحتفل بعيد الغدير في صنعاء”، المسيرة، 19 أغسطس / آب 2019. https://english.almasirah.net/details.php؟es_id=8353&cat_id=1.

[98] “نص خطاب السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي في ​​ذكرى عيد الغدير”، 26 سبتمبر، 29 أغسطس / آب 2019. http://www.26sep.net/news_details.php؟sid= 140879.

[99] “قرار جمهوري بتعيين وزير المالية”، بيان رسمي نشره موقع أنصار الله، 2 سبتمبر / أيلول 2019. https://www.ansarollah.com/archives/274996.

[100] “الرئيس المشاط يعين محافظ البنك المركزي”، سبأ، 25 أغسطس / آب 2019، https://sabanews.net/ar/news3062219.htm؛ قناة المسيرة برقية، 25 أغسطس / آب 2019، https://t.me/amasirah.

[101] مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية. “اليمن بدون بنك مركزي فاعل: فقدان الاستقرار الاقتصادي الأساسي وتسريع المجاعة”، مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية، 2 نوفمبر / تشرين الثاني 2016، https://sanaacenter.org/publications/main-publications/55.

[102] مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية، “تقرير اليمن – أكتوبر 2018″، مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية، 10 نوفمبر 2018، https://sanaacenter.org/publications/the-yemen-review/6620.

[103] مقابلات مركز صنعاء مع أحد المسؤولين المصرفيين، 30 أغسطس / آب 2019.

[104] سبأفون، 2 أغسطس / آب 2019، https://www.facebook.com/Sabafon/photos/a.661197023932420/2593188624066574/؟type=3&theater.

[105] “الحوثيون يقتحمون مقر “سبأفون” ويفرضون إدارة جديدة بقوة السلاح”، يمن شباب نت، 1 أغسطس / آب 2019، https://yemenshabab.net/news/48577.

[106] مقابلات مركز صنعاء مع مسؤولين في سبأفون في نوفمبر / تشرين الثاني 2018 وأغسطس / آب 2019.

[107] المصدر السابق.

[108] مقابلة مع مركز صنعاء، 23 أغسطس / آب 2019.

[109] مقابلات مركز صنعاء مع مسؤولين مصرفيين كبار في 22 أغسطس / آب 2019.

[110] “مصدر: الحوثيون يختطفون مدير بنك اليمن الدولي بصنعاء”، المصدر أون لاين، 10 أغسطس / آب 2019، https://almasdaronline.com/articles/170191.

[111] ماجي ميشيل، “الأمم المتحدة تحقق في الفساد في وكالاتها في جهود الإغاثة في اليمن”، الأسوشييتد برس، 5 أغسطس / آب 2019، https://www.apnews.com/dcf8914d99af49ef902c56c84823e30c.

[112] “برنامج الأغذية العالمي يرحب بالعملية المتعلقة بتدابير المساءلة الرئيسية مع السلطات في صنعاء”، برنامج الأغذية العالمي، 9 أغسطس / آب 2019، https://www.wfp.org/news/worldfoodprogrammewelcomesprogress مفتاح المساءلةالتدابير مقاييس صنعاء.

[113] عزيز اليعقوبي وليزا بارينغتون، “الحوثيون في اليمن وبرنامج الأغذية العالمي يسيطرون على المساعدات في ظل تجويع الملايين”، رويترز، 4 يونيو / حزيران 2019، https://www.reuters.com/article/usyemensecuritywfp/yemenshouthis و wfpالمنازعاتالمساعداتالسيطرةكماملايينتجويعidUSKCN1T51YO.

[114] “Humanitarian programmes in Yemen forced to shut due to lack of funding”،Office of the Resident Coordinator and Humanitarian Coordinator for Yemen، 21 أغسطس / آب 2019، https://reliefweb.int/sites/reliefweb.int/files/resources/ HC% 20Statement_Sanaa_21August2019_Final.pdf.

[115] دانييل بوتي وميليسا فيليبس، “وصول عدد قياسي من اللاجئين والمهاجرين إلى اليمن وسط حرب مكثفة ومعقدة”، مركز الهجرة المختلط، 19 أغسطس / آب 2019، http://www.mixedmigration.org/articles/recordnumbersof اللاجئون والمهاجرون يصلون إلى اليمن وسط حرب مكثفة ومعقدة /.

[116] “إحاطة من المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن في الجلسة المفتوحة لمجلس الأمن،” الأمم المتحدة، 20 أغسطس / آب 2019. https://osesgy.unmissions.org/briefingspecialenvoyunited nations الامين العاماليمنالدورةأمنالمجلس المفتوح

[117] “Moving from a promise made in Sweden towards hope for peace in Yemen”، UN News، 19 فبراير / شباط 2019، https://news.un.org/en/story/2019/02/1033101.

[118] “إحاطة من المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن في الجلسة المفتوحة لمجلس الأمن،” الأمم المتحدة، 20 أغسطس / آب 2019.

[119] حساب مكتب المبعوث الخاص للأمين العام إلى اليمن على تويتر، 27 أغسطس / آب 2019، https://twitter.com/UNDPPA/status/1150453036063559681.

[120] “Yemen Briefing and Consultations”، What’s in Blue، 19 أغسطس / آب 2019، https://www.whatsinblue.org/2019/08/yemen-briefing-and-consultations-12.php.

[121] “Government outraged as Yemen rebels make TV boss ‘ambassador’ to Iran”، ذا ناشيونال، 18 أغسطس / آب 2019، https://www.thenational.ae/world/mena/governmentoutragedasyemenrebelsmake tvbossالسفيرtoiran-1.899666.

[122] “Iran recognizes Houthis government”، الصحوة، 18 أغسطس / آب 2019، https://alsahwa-yemen.net/en/p-32640.

[123] يمن مونيتور تويتر، 1 سبتمبر / أيلول 2019، https://twitter.com/YeMonitor/status/1168193793839042560؟s=20.

[124] “Iran’s Zarif visits Doha after talks with Houthi official”، ذا ناشيونال، 11 أغسطس / آب 2019، https://www.thenational.ae/world/mena/iranszarifvisitsdohaaftertalkswith الحوثي الرسمية 1.897173.

[125] “Trilateral meeting in Tehran stresses a political solution for Yemeni crisis”، وكالة مهر للأنباء، 17 أغسطس / آب 2019، https://en.mehrnews.com/news/148977/TrilateralmeetinginTehranstressesapolitical حل ل.

[126] “الوفد الوطني يلتقي في مسقط نائب وزير الخارجية الروسي والسفير البريطاني” أنصار الله، 29 أغسطس / آب 2019، https://www.ansarollah.com/archives/274056.

[127] Bin Alawi receives Russian Deputy Foreign Minister, holds diplomatic talks”، Times of Oman، 26 أغسطس / آب 2019، https://timesofoman.com/article/1826642/Oman/Government/BinAlawireceivesRussianDeputyForeign محادثات مع وزير الخارجية.

[128] “Замглавы МИД России провёл встречу с госминистром иностранных дел ОАЭ”، روسيا اليوم، 31 أغسطس / آب 2019، https://russian.rt.com/world/news/663926-rossiya-oae-vstrecha.

[129] “Russia concerned by UAE airstrikes on Yemen — Foreign Ministry”، وكالة تاس الروسية للأنباء، 31 أغسطس / آب 2019، https://tass.com/world/1075858.

[130] “وفد من المجلس الانتقالي يلتقي نائب وزير الخارجية الروسي”، عدن جاد، 31 أغسطس / آب 2019، https://adengad.net/news/406572/؛ “أحمد علي عبدالله صالح يلتقي نائب وزير الخارجية الروسي” (“أحمد علي عبدالله صالح يلتقي نائب وزير الخارجية الروسي”)، كريتر سكاي، 30 أغسطس / آب 2019، https://cratersky.net/posts/22488.

[131] مصطفى ناجي، “دور اليمن في عودة الشرق الأوسط لموسكو”، مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية، 28 يونيو 2019، https://sanaacenter.org/publications/analysis/7576.

[132] Amir Fahdat & Aya Batrawi، “اUAE and Iran hold rare talks in Tehran on maritime security”، AP، 31 يوليو / تموز 2019، https://www.apnews.com/49c6da1c33fd45bbaf1b14836ee5e2ec.

[133] “Iran, UAE sign document to boost maritime security cooperation”، Press TV، 1 أغسطس / آب 2019، https://www.presstv.com/Detail/2019/08/01/602439/Iran-UAE-maritime-security.

[134] Dion Nissenbaum & Warren P. Strobel، “U.S. Plans to Open Direct Talks With Iran-Backed Houthis in Yemen”، وول ستريت جورنال، 27 أغسطس / آب 2019، https://www.wsj.com/articles/u-s-plans-to-open-direct-talks-with-iran-backed-houthis-in-yemen-11566898204?mod=e2tw

[135] Sylvia Westall & John Irish “Allies play hard to get on U.S. proposal to protect oil shipping lanes” 19 يوليو / تموز 2019، https://www.reuters.com/article/us-mideast-iran-tanker-allies/allies-play-hard-to-get-on-u-s-proposal-to-protect-oil-shipping-lanes-idUSKCN1UE0KI.

[136] “UK to join US-led taskforce in Gulf to protect merchant ships”، BBC، 5 أغسطس / آب 2019، https://www.bbc.com/news/uk-49240867.

[137] “Israel involved in US-led naval mission in Strait of Hormuz — foreign minister”، صحيفة تايمز أوف إسرائيل، 6 أغسطس / آب 2019، https://www.timesofisrael.com/israel-involved-in-us-led-naval-mission-in-strait-of-hormuz-foreign-minister/

[138] Joyce Karam، “Bahrain becomes first Gulf country to join US-led maritime coalition”، ذا ناشيونال، 19 أغسطس / آب 2019، https://www.thenational.ae/world/mena/bahrain-becomes-first-gulf-country- to-join-us-led-maritime-Alliance-1.900203.

[139] “Australia joins US-led maritime security mission in Gulf”، ديلي ستار، 21 أغسطس / آب 2019، http://www.dailystar.com.lb/News/Middle-East/2019/Aug-21/490058-australia-joins-us-led-mission-to-protect-hormuz-shipping.ashx.

[140] :Lesley Wroughton، “U.S. will aggressively enforce sanctions over Iran tanker: State Department official”، رويترز، 23 أغسطس / آب 2019، https://www.reuters.com/article/us-mideast-iran-tanker-usa/u-s-will-aggressively-enforce-sanctions-over-iran-tanker-state-department-official-idUSKCN1VC2MC

[141] “Iran oil tanker: Gibraltar orders release of Grace 1″،BBC، 15 أغسطس / آب، 2019، https://www.bbc.com/news/uk-49362182

[142] “Treasury Targets Oil Tanker Adrian Darya 1 and its Captain”، وزارة الخزانة الأمريكية، 30 أغسطس / آب 2019، https://home.trenewsasury.gov//press-releases/sm765.

[143] وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبو، تويتر، 30 أغسطس / آب 2019، https://twitter.com/SecPompeo/status/1167576352473702401.

[144] “Iranian tanker Adrian Darya 1 goes dark off Syria”، رويترز، 3 سبتمبر / أيلول 2019، https://uk.reuters.com/article/uk-mideast-iran-tanker/iranian-tanker-adrian-darya-1-goes -dark-off-syria-idUKKCN1VO0XL.

[145] “UK-flagged oil tanker seizure; Iran’s will to respond to threats: Defense Minister”، إيرنا، 24 يوليو / تموز 2019، https://en.irna.ir/news/83406347/UK-flagged-oil-tanker-seizure-Iran-s-will-to-respond-to-threats.

[146] Ahmed al-Haj & Samy Magdy، “Saudi-led airstrikes kill at least 100 in rebel-run prison”، أسوشييتد برس، 2 سبتمبر / أيلول 2019، https://www.apnews.com/319bfc3b5dbf4c7daa13273a692e7aaf.

[147] “Saudi-led airstrikes on Yemen rebel-run prison kill more than 100″،Los Angeles Times، 2 سبتمبر / أيلول 2019، https://www.latimes.com/world-nation/story/2019-09-02/saudi-led-airstrikes-on-yemen-rebel-run-prison-kill-more-than-100

[148] Ahmed al-Haj & Jan M. Olsen، “Sweden’s FM to tour Mideast to relaunch Yemen talks”، أسوشييتد برس، 30 أغسطس / آب 2019، https://www.apnews.com/c0135a03e4b6492bbf43378477dd8841.

[149] EUinYemen على تويتر، 31 أغسطس / آب 2019، https://twitter.com/EUinYemen/status/1167759320718725121.

[150] “High Representative Federica Mogherini announces senior nominations”، نادي الصحافة ببروكسل أوروبا، 9 يوليو / تموز 2019، https://www.pressclub.be/press-releases/high-representative-federica-mogherini-announces-senior-nomination-2/.

البرنامج / المشروع: تقرير اليمن
مشاركة