نشرت النسخة الانجليزية من هذا التقرير بتاريخ 14 اكتوبر / تشرين الأول 2019
افتتاحية مركز صنعاء
سياسات الهاوية لكارثة صافر
من المؤسف شيوع التجاهل المتعمد الذي يظهره المقاتلون لصحة وحياة المدنيين أثناء الحرب، وما يجعل الأطراف المتحاربة في النزاع اليمني استثنائية في هذا الصدد هو حجم الدمار الهائل الذي يتسببون به على حساب مواطنيهم اليمنيين سعياً وراء مكاسب يمكن وصفها بأنها غير أخلاقية.
كما ذكر مركز صنعاء في مايو / أيار، ثمة سفينة نفطية راسية قبالة ساحل البحر الأحمر المحاذي لمحافظة الحديدة، وهي محملة بأكثر من مليون برميل من النفط الخام. وبما أن نظام التهوية على متن الناقلة FSO SAFER – والتي تعمل كمحطة تصدير بحرية منذ ثمانينات القرن المنصرم – معطل منذ أربع سنوات، فإن من المحتمل أن الغازات الانفجارية المنبعثة من النفط في خزاناته قد تراكمت إلى درجة تجعل المحطة العائمة أقرب إلى قنبلة عائمة. لقد أفاد تقييم دولي غير منشور حصل مركز صنعاء على نسخة منه في سبتمبر / أيلول أن التسرب في محطة FSO SAFER قد أن يكون “كارثة محتملة… وقد يتسبب بتأثيرات بيئية واقتصادية وبشرية واسعة على الأغلب”. على وجه التحديد، ذكر التقرير أنه يمكن بعد أسبوع من تسرب النفط يمكن أن يتأثر غذاء حوالي نصف مليون يمني، وأن يتعرض الوقود والماء لمخاطر، وأن تصاب صناعة الصيد بالشلل وتنتشر الملوثات في الساحل؛ وفي حالة حدوث انفجار أو حريق، فقد يُترك حوالي 9 ملايين يمني لتنفس الأبخرة السامة.
ومع ذلك، فإن الخطر الذي تمثله FSO SAFER مجرد مؤشرات أولية لسياسات حافة الهاوية المتبادلة حالياً بين جماعة الحوثيين المسلحة والحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، فالعقبة الرئيسية بين الطرفين تتمثل في كيفية تقاسم أي عائدات نفطية محتملة بعد تفريغ الحمولة، وهي العائدات التي تقدر بحوالي 80 مليون دولار. يتطلب اقتراب الناقلة من الميناء إذناً من الحوثيين، لذلك فهي راسية خارج الأراضي التابعة لسيطرتهم، وتحاول الأمم المتحدة التفاوض للحصول على هذا الإذن لتقييم حالة السفينة وتحديد كيفية تأمين حمولتها. لكن قيادة الحوثيين في أغسطس / آب، تخلت عن التزامها السابق بالسماح بتقييم الأمم المتحدة، وقد ذكر مسؤولون حوثيون كبار تحدثوا إلى مركز صنعاء في سبتمبر / أيلول أن الجماعة على استعداد لتفريغ حمولة النفط، لكن بشرط الاتفاق مسبقاً على العائدات المتأتية من بيعه.
يخشى الحوثيون من أن يتوصل تقييم للأمم المتحدة إلى وجود حاجة ملحة لتفريغ النفط، ما يعني ضرورة السماح بتفريغ الحمولة قبل التوصل إلى اتفاق، إلا أن هناك طريقة لحل الموقف وتخفيف المخاطر: إيداع أموال بيع النفط في حساب مصرفي تشرف عليه الأمم المتحدة، أو أي طرف ثالث محايد آخر. إن اتفاق الحديدة الذي تم التفاوض عليه برعاية الأمم المتحدة يمثل نموذجاً لاستخدام عائدات الميناء لدفع رواتب موظفي الخدمة المدنية اليمنيين، والذين انقطعت الرواتب المنتظمة عن معظمهم منذ عام 2016؛ كما يمكن استخدام نموذج مماثل لتوجيه الأموال المتولدة من بيع نفط FSO SAFER لدفع رواتب عموم الموظفين الحكوميين في البلاد.
ينبغي أن تكون هذه التسوية مقبولة من قبل كل من الحوثيين والحكومة اليمنية في حال مورس ضغط دبلوماسي كاف. إن الحكومة اليمنية هي في أكثر أوقاتها اعتماداً على السعودية، فقد طُردت من عاصمتها المؤقتة في عدن في انقلاب في أغسطس / آب الماضي؛ وفي الأثناء دخلت قيادة الحوثيين عملية وقف إطلاق نار وإلغاء تصعيد هشة مع الرياض خلال سبتمبر / أيلول، وهي العملية التي تعتبرها تفوق في أولويتها الناقلة FSO SAFER. إن من شأن ذلك أن يضع السعودية في موقف مفتاحي حيال الطرفين للدفع للتوصل إلى اتفاق على ناقلة النفط. ونظراً للاستثمارات السعودية في البنية التحتية والتي تبلغ مليارات الدولارات على طول ساحل البحر الأحمر، فهي أكثر من سيتأثر بأي تسرب نفطي يحدث من FSO SAFER، ما يشكل حافزاً إضافياً لتهدئة الموقف. كذلك فإن لدى الأمم المتحدة وغيرها من الفاعلين الدوليين حافزاً أساسياً لدفع الرياض بهذا الاتجاه وتجنيب المنطقة كارثة بيئية تلوح في الأفق.
المحتويات
هجوم أرامكو يؤجج توترات إقليمية ويدفع نحو وقف إطلاق نار جزئي في اليمن
هجوم على منشأة النفط السعودية يخفض إنتاج النفط إلى النصف ويذكي التوترات في المنطقة
أدت الهجمات على منشأتين نفطيتين سعوديتين في منتصف شهر سبتمبر / أيلول إلى توقف أكثر من 5% من إنتاج العالم من النفط الخام، ما أدى إلى ارتفاع أسعار النفط وزيادة التوتر في منطقة الخليج. وقد زعم الحوثيون أنهم نفذوا العملية على شركة النفط السعودية العملاقة أرامكو، فيما وجهت السعودية والولايات المتحدة والقوى الأوروبية إصبع الاتهام لإيران. ومع أن الخشية من اندلاع نزاع عسكري قد يجتاح اليمن لم تتحقق مع نهاية الشهر، إلا أن الهجمات شكلت أكثر أشكال التصعيد خطراً في منطقة الخليج منذ بدء تصاعد التوترات في وقت سابق من هذا العام.
في 14 سبتمبر / أيلول، ذكرت وسائل الإعلام السعودية أن طائرات بدون طيار تسببت باندلاع نيران في مصنع بقيق السعودي لتجهيز النفط في منطقة بقيق، وكذلك حقل خريص النفطي، والواقعين كلاهما في المنطقة الشرقية بالمملكة.[1] وقد قامت فرق أرامكو “بالسيطرة على الحريقين ومنعهما من الانتشار”، وفقاً لوزارة الداخلية السعودية.[2] وقد أظهرت لقطات من بقيق – أكبر منشأة من نوعها في العالم – حرائق ضخمة وغيوم دخان تتصاعد من المصنع، بالإضافة لأصوات انفجارات.[3] وأدت الهجمات إلى خفض إنتاج المملكة من النفط بمقدار النصف – 5.7 مليون برميل يومياً – وهو ما يمثل أكثر من 5% من إمدادات النفط اليومية في العالم.[4] وقد ارتفعت أسعار خام برنت بنسبة 15% في نهاية اليوم الأول من التداول بعد الهجمات – وهي أكبر زيادة له منذ عام 2008، وأكبر قفزة مئوية في يوم واحد منذ أكثر من 30 عاماً.[5]
بعد ساعات من الهجوم، أعلن الحوثيون مسؤوليتهم عن الهجوم، قائلين إنهم قصفوا المنشآت باستخدام 10 طائرات بدون طيار بمساعدة عملاء لهم داخل السعودية، وأضافوا أن الهجوم رد على تدخل الرياض في اليمن.[6] وقد قام أعضاء من لجنة خبراء الأمم المتحدة التي تتولى موضوع العقوبات على اليمن وإيران بالتوجه إلى السعودية بعد أيام من وقوع الهجوم لإجراء تحقيقات، علماً أنه لا نتائج صدرت عنهم حتى وقت كتابة هذا التقرير.[7] كما أرسلت فرنسا فريقاً من المحققين بناءً على طلب من السعودية.[8]
جاء الهجوم في الوقت الذي كانت فيه أرامكو السعودية في آخر مراحل استعدادها للانخراط المنتظر منذ فترة طويلة في سوق الرياض للأوراق المالية، والذي تم تحديده بتاريخ نوفمبر / تشرين الثاني الماضي، ووصفه بعض المحللين بأنه قد يكون أكبر اكتتاب أولي في التاريخ.[9] في أعقاب الهجمات، قال رئيس مجلس إدارة أرامكو إن الاكتتاب العام سيمضي قدماً خلال العام، وأن توقيته يعتمد على ظروف السوق فقط.[10][11] وبحلول 3 أكتوبر / تشرين الأول، قالت السعودية إنها استعادت إنتاج النفط بحسب مستويات ما قبل الهجوم.[12] وقد عادت أسعار النفط للانخفاض بعد هذا الإعلان. وقبل أيام، خفضت مؤسسة فيتش الدولية للتصنيف الائتماني منزلة السعودية من المرتبة A+ إلى A، مشيرة إلى التوترات الجيوسياسية في الخليج وضعف البنية التحتية السعودية حيال الهجمات المستقبلية كأسباب لهذا الخفض.[13][14]
وطوال فترة الصراع دأب الحوثيون على استهداف السعودية بالصواريخ وأيضاً – وبشكل متزايد هذا العام – الطائرات المسيرة المسلحة. هذه الهجمات تسببت بشكل عام بأضرار مادية محدودة ولكنها أسفرت في بعض الأحيان عن مقتل مدنيين – كان آخرها في يونيو / حزيران، عندما أسفر هجوم صاروخي باليستي على مطار أبها في جنوبي غرب السعودية عن مقتل شخص وجرح 21 آخرين. ومع ذلك، وبينما أعلنت قوات الحوثي مسؤوليتها عن العديد من العمليات الكبيرة، إلا أنه لم يتم التحقق من ثبوت مسؤوليتها الحقيقية في كثير من الأحيان، بما في ذلك هجوم أغسطس / آب على حقل الشيبة النفطي، وهجوم آخر بطائرة مسيرة على خط أنابيب نفط سعودي في مايو / أيار، وغارة صاروخية في يونيو / حزيران 2018 على مطار أبو ظبي.
وقد سارعت الولايات المتحدة والسعودية إلى رفض مزاعم الحوثيين بأنهم وراء هجمات 14 سبتمبر / أيلول، قائلين أن إيران هي المنفذ الحقيقي للهجوم.[15][16] وقال مسؤول أمريكي إن الحكومة تعتقد أن الهجمات نُفذت من جنوب غرب إيران، على الرغم من عدم نشر معلومات مخابراتية تشرح تورط إيران.[17] وقال المتحدث باسم التحالف العقيد تركي المالكي إن صواريخ كروز وطائرات إيرانية استخدمت في الهجمات وقدمت من الشمال – رغم أنه لم يصل حد القول إن مصدرها كان إيران. وبالمثل، أصدرت بريطانيا وفرنسا وألمانيا بياناً مشتركاً في 23 سبتمبر /أيلول، وعلى الرغم من عدم ادعائه أن الهجمات مصدرها إيران، إلا أنه أكد مسؤولية إيران عنها، حيث “لا تفسير معقولاً آخر”.[18] وأضاف البيان الأوروبي إن الدول لا تزال تنتظر نتائج التحقيقات للوقوف على التفاصيل. من جهتها نفت إيران هذه الاتهامات ووصفت الهجمات بأنها رد “الشعب اليمني” على التدخل السعودي في النزاع الجاري في البلاد.[19]
وجاء البيان المشترك للقوى الأوروبية خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، إذ حثت الدول الموقعة على الاتفاق النووي الإيراني الرئيسين الأمريكي والإيراني على الاجتماع (دون أن يتحقق ذلك). وتصاعدت التوترات بين البلدين بعد انسحاب الولايات المتحدة من الصفقة العام الماضي وفرض العقوبات على الجمهورية الإسلامية. وقد أوشك هذا العداء على الوصول إلى نقطة الغليان في الأشهر الأخيرة، حيث نشرت الولايات المتحدة قوات إضافية وحاملة طائرات في المنطقة في أعقاب هجمات على سفن مدنية في الممرات المائية بالمنطقة، والتي وجهت واشنطن أصابع اللوم بعدها إلى إيران.
أوروبا من جهتها مستميتة لإنقاذ الاتفاق النووي بعد خروقات طهران الأخيرة للاتفاقية، وقد تخلت إيران عن أجزاء من الصفقة في يوليو / تموز، حيث رفعت في 6 سبتمبر / أيلول جميع القيود المفروضة على عمليات البحث والتطوير الخاصة بأجهزة الطرد المركزي – الأجهزة المستخدمة لتخصيب اليورانيوم التي كانت مقيدة بحسب الاتفاق.[20] وعلى الرغم من أن الأوروبيين أكدوا استمرار التزامهم بالصفقة، إلا أن الانسحاب الأمريكي أنهى حالة تخفيف العقوبات – وهو الحافز الرئيسي لإيران للانضمام للاتفاق في المقام الأول. وفي الوقت نفسه دعا رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إلى “صفقة ترامبية” جديدة مع إيران في كلمته أمام الجمعية العامة، قائلاً إن الاتفاقية الحالية “كثيرة الثغرات”.[21]
يبدو أن نفي مزاعم الحوثيين هو ما منع الرد العسكري الفوري الذي كان يمكن لقوات التحالف الذي تقوده السعودية أن تشنه في اليمن، إلا أن توصيف كل من التحالف وواشنطن للحوثيين بأنهم وكلاء إيران يعني أن من المحتمل أن يكون اليمن ساحة لأية مواجهة عسكرية بين الولايات المتحدة وإيران. وفي حين وصف وزير الخارجية الامريكية مايك بومبيو الهجمات بأنها “أعمال حرب”، لم تظهر على الرئيس دونالد ترامب حماسة للعمل العسكري.[22] وبعد أن قال إن الولايات المتحدة “جاهزة لإطلاق النار” للرد على الهجمات، عاد ترامب وقال إنه “غير راغب في شن حرب”.[23][24] وقال مسؤولون أمريكيون لصحيفة واشنطن بوست إن البنتاغون دعت إلى الحذر ودرء احتمال التصعيد العسكري في المنطقة،[25][26] بينما حذر بيان صادر عن مجلس النواب الذي يسيطر عليه الديمقراطيون من استخدام القوة دون موافقة الكونغرس، وحتى السلطة التنفيذية نفسها ممزقة بين التمثيل القوي لصقور البيت الأبيض حيال إيران، بقيادة بومبيو، وخطاب الحملة الانتخابية للرئيس الذي وعد بوقف التدخلات العسكرية في الشرق الأوسط.
حتى الآن، أعلنت الولايات المتحدة نشر 200 جندي إضافي وأنظمة دفاع جوي في السعودية، وكذلك فرض عقوبات جديدة على البنك المركزي الإيراني وصندوق الثروة السيادي.[27][28] وفي الوقت نفسه غادر كل من روحاني وترامب الجمعية العامة للأمم المتحدة دون الاجتماع وجهاً لوجه، على الرغم من الجهود الأوروبية المبذولة لتعزيز الحل الدبلوماسي.
وقف إطلاق نار هش بين السعودية والحوثيين
حدث وقف إطلاق نار محدود بين جماعة الحوثيين المسلحة وقوات التحالف الذي تقوده السعودية في النصف الثاني من شهر سبتمبر / أيلول، حيث أعلن رئيس المجلس السياسي الأعلى الحوثيين مهدي المشاط في 20 سبتمبر / أيلول وقف إطلاق الطيارات المسيرة والصواريخ البالستية العابرة للحدود والمستهدفة للسعودية من جانب واحد، داعياً الرياض للرد بالمثل، وأكد كبار المسؤولين الحوثيين والدبلوماسيين الدوليين لمركز صنعاء أن نائب وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان والمشاط تحدثا بعد ذلك الإعلان عبر الهاتف، واتفقا على محاولة البناء على وقف إطلاق النار، وربما تمديده ليشمل جوانب أخرى من النزاع، وأن الحوثيين وافقوا على تخفيف التحريض ضد السعودية في وسائل الإعلام.[29]
كان المشاط قد دعا، خلال خطابه على قناة المسيرة التي يديرها الحوثيون، إلى مفاوضات حول “مصالحة وطنية شاملة لا تستثني أحداً” لإنهاء النزاع في اليمن.[30] في 27 سبتمبر / أيلول، ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن السعودية وافقت على وقف إطلاق نار محدود يغطي أربع مناطق من البلاد – أبرزها أمانة العاصمة وصنعاء.[31] ومع ذلك، اعتبر رئيس اللجنة الثورية الحوثية محمد علي الحوثي أن تقارير وقف اطلاق النار مجرد شائعات، مضيفاً أن الجماعة لا تقبل سوى بـ “وقف شامل للعدوان ورفع الحصار الاقتصادي.”[32]
في حين نفذ الحوثيون العديد من الهجمات الصاروخية والطائرات بدون طيار جنوب السعودية، مستهدفين مطار نجران وقاعدة الملك خالد الجوية في خميس مشيط في بداية الشهر، إلا أنه لم تحدث أية عمليات بعد هجمات أرامكو.
حتى الآن، من غير الواضح درجة التزام الطرفين بوقف إطلاق النار الجزئي، إلا أنه مبادرة جديدة مهمة لوقف النزاع في اليمن. ويعد وقف الأعمال القتالية الجاري حالياً الأهم من نوعه منذ اتفاق ستوكهولم في ديسمبر / كانون الأول 2018 بين الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً وجماعة الحوثيين، والذي نص على وقف القتال وبدء عملية نزع السلاح في مدينة الحديدة الساحلية. وخلال مقابلة له مع البرنامج الإخباري الأمريكي 60 دقيقة في 29 سبتمبر / أيلول 2019، قال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إن المملكة منفتحة على جميع المبادرات للوصول إلى حل سياسي في اليمن.[33] وقد وصف محمد علي الحوثي تصريحات بن سلمان، بلهجة أكثر دبلوماسية مقارنة بكلامه السابق عن الموافقة السعودية المبدئية على وقف إطلاق النار، حيث قال أنها “خطوة إيجابية للدفع باتجاه حوار سياسي أكثر جدية”.[34]
في 30 سبتمبر / أيلول، ادعى المتحدث باسم قوات الحوثيين يحيى سريع أن التحالف الذي تقوده السعودية نفذ 39 غارة جوية خلال 12 ساعة في محافظات صعدة والجوف وحجة، على الرغم من عدم وصفه تلك الغارات بأنها انتهاك لوقف إطلاق النار.[35]
سلطات الحوثيين في صنعاء تفرج عن مئات السجناء
في أعقاب اقتراح وقف إطلاق النار، اتخذت سلطات الحوثيين بادرة تصالحية أخرى في 30 سبتمبر / أيلول بإطلاق سراح مئات السجناء من جانب واحد.[36]
وفي بيان متلفز، قالت اللجنة الوطنية لشؤون السجناء التابعة للحوثيين إنه تم إطلاق سراح 350 معتقل، بينهم ثلاثة مواطنين سعوديين، في العاصمة صنعاء.[37] وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر التي قامت بتيسير العملية إن 290 يمنياً أطلق سراحهم من معتقلات الحوثيين وعادوا إلى ديارهم.[38]
ووفقاً لسلطات الحوثيين، فقد كانت أسماء المفرج عنهم جزءاً من قائمة مجهزة منذ صفقة تبادل الأسرى المخطط لها والموضحة في اتفاق ستوكهولم، والذي اعتبر تبادل الأسرى تدبير بناء ثقة واقترح إطلاق سراح حوالي 7 آلاف سجين من كل جانب. لكن على الرغم من تبادل قوائم أسماء في يناير / كانون الثاني، إلا أن خطوة الحوثيين الأخيرة كانت الأولى التي يمكن اعتبارها توجهاً ملموساً نحو ما تم الاتفاق عليه في السويد.[39]
قوات الحوثيين تستعرض قدراتها العسكرية
الحوثيون يبثون صوراً لجنود أسرى ومعدات عسكرية
قالت سلطات الحوثيين في 28 سبتمبر / أيلول أنها أسرت أكثر من 2,000 جندي في عملية شنتها بالقرب من الحدود السعودية-اليمنية، وقال البيان الصادر عنها إن ثلاثة ألوية حكومية دُمرت خلال 72 ساعة فقط من القتال بالقرب من منطقة نجران السعودية، وأن بين السجناء “العديد من القادة والضباط والجنود السعوديين“.[40]
في اليوم التالي، بثت قناة المسيرة مؤتمراً صحفياً للناطق باسم قوات الحوثي يحيى سريع، عرض فيه لقطات مزعومة لما أطلق عليه الحوثيون “عملية نصر من الله” التي وقعت في 25 أغسطس / آب، وذلك بخلاف تقارير إعلامية واسعة الانتشار تعيد تاريخ العملية إلى فترة سابقة قليلاً على الإعلان الحوثي عنها أواخر سبتمبر / أيلول، وأظهرت اللقطات هجمات على مركبات مصفحة والاستيلاء على أسلحة خفيفة ورجال يرتدون ملابس مدنية يظهرون كأسرى حرب لدى الحوثيين.[41] وأكد مصدر حكومي يمني في وقت لاحق أن 200 جندي لقوا مصرعهم في القتال الأخير في محافظة صعدة، وأن عدد الأسرى بلغ 1300 جندي من بينهم 280 جريح.[42] وفي الوقت نفسه قال وزير دفاع الحوثيين محمد ناصر العاطفي إن قوات الحوثيين تتدرب على استخدام العربات المدرعة، وأنها ستستخدم المعدات والأسلحة التي تم الاستيلاء عليها في معاركها المستقبلية.[43]
وأكد مسؤولون أمنيون حكوميون تحدثوا إلى مركز صنعاء أن اللقطات التي بثها الحوثيون هي من معارك جرت حول جبهة مديرية كتاف في محافظة صعدة بالقرب من حدود نجران. وقد شاركت في تلك المعارك خمسة ألوية حكومية: لواء الوحدة، ولواء التحرير، ولواء التوحيد، ولواء العز، ولواء الفتح 84 مدرع. في أواخر أغسطس / آب، هاجم اللواء 84 الحوثيين في منطقة وادي أبو جباره بقصد الوصول إلى خطوط الإمداد الحوثية بالقرب من جبل عنان، إلا أن قوات الحوثيين ردت بهجوم مضاد وأرسلت تعزيزات لها في ما بدا وكأنه فخ مخطط له للإيقاع بالقوات الحكومية.[44] ووفقاً لمسؤول حكومي، فقد أسفرت المعارك عن سقوط مئات القتلى والجرحى من الجانبين، بما في ذلك اثنين من قادة الحوثيين، حيدر قايد حيدر المعروف بـ (أبو عبد الله)، والعقيد محمد يحيى صالح الزهرور المعروف بـ (أبو الحسنين).[45]
وقال قادة عسكريون يمنيون كبار لمركز صنعاء إن الأسرى المقاتلين ينتمون إلى لواء يقوده رداد الهاشمي، الزعيم السلفي الذي تلقى أسلحة وملايين من الدولارات من الرياض لتجنيد آلاف المقاتلين من جميع أنحاء اليمن عبر وكلاء محليين. وكان كل فرد من مجندي الهاشمي يتقاضى 3 آلاف ريال سعودي شهرياً، مع القليل من التدريب أو المعدات العسكرية. وقد تم تقديم الهاشمي، المفتقر إلى أي خبرة عسكرية، إلى السعوديين عن طريق نائب الرئيس اليمني علي محسن الأحمر، وفق ما ذكرته مصادر عسكرية يمنية رفيعة لمركز صنعاء. وقالت مصادر أمنية مطلعة على طبيعة الألوية المعنية لمركز صنعاء إن سبب انهيار القوات الحكومية كان دخول المعركة دون تخطيط عسكري كافٍ بشكل مسبق.
تجدد الاشتباكات في الحديدة
وقع قتال على عدة جبهات في الحديدة خلال شهر سبتمبر / أيلول. كما ظهرت تقارير شبه يومية عن حالات قصف في مدينة الحديدة، حيث لقي 11 مدنياً مصرعهم في 13 سبتمبر / أيلول.[46] وفي 19 من نفس الشهر، قال التحالف الذي تقوده السعودية إنه اعترض سفينة غير مأهولة محملة بالمتفجرات في عرض البحر الأحمر المحاذي للحديدة. وقد رد التحالف بغارات جوية على مواقع شمالي المدينة، زاعماً أنها تستخدم لتجميع الألغام والقوارب المفخخة. وقال الحوثيون إن الغارات تمثل خرقاً لوقف إطلاق النار المتفق عليه في اتفاق ستوكهولم.[47] في 1 أكتوبر / تشرين الأول، حدث اقتتال عنيف في مديرية حيس، في حين ذكرت تقارير إعلامية وقوع قصف في مديريتي التحيتا والدريهمي بالإضافة إلى مدينة الحديدة.[48]
المجلس الانتقالي والحكومة اليمنية يواصلان الصراع على السلطة جنوب اليمن
فشل المفاوضات بعد رفض هادي المصالحة السعودية المقترحة
لم تنجح مساعي السعودية التوسط في المحادثات بين الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً والمجلس الانتقالي الجنوبي في تحقيق الكثير من التقدم طوال سبتمبر / أيلول. ودعت كل من السعودية والإمارات لإجراء محادثات مصالحة في أغسطس / آب بعد فترة وجيزة من انقلاب المجلس الانفصالي على الحكومة في عاصمتها المؤقتة عدن. وقد وافق الطرفان على المشاركة في المفاوضات بمدينة جدة رغم استمرار الاشتباكات بين الجانبين في جنوب اليمن.[49] ووصل وفد من المجلس برئاسة رئيسه عيدروس الزبيدي إلى جدة في 4 سبتمبر / أيلول.[50] ووفقاً لمصادر سياسية من جنوب اليمن، فإن عبد الرحمن شيخ، الشخصية البارزة في قوات الحزام الأمني المدعومة من الإمارات، وناصر الخبجي، الزعيم الانفصالي الجنوبي منذ زمن بعيد، هم من بين مبعوثي المجلس. وقد ذكرت وكالة رويترز أن محادثات غير مباشرة بدأت في ذلك اليوم.[51] ومع ذلك، نفى المتحدث باسم الحكومة اليمنية راجح بادي في حديث لاحق مع مركز صنعاء بدء أي مشاورات مباشرة أو غير مباشرة.
وفي 9 سبتمبر / أيلول، أصدرت السعودية والإمارات بياناً مشتركاً رحبتا فيه باستجابة الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي للمفاوضات المقترحة، ووصفتها بأنها “خطوة رئيسية وإيجابية” لحل التوترات الحالية في جنوب اليمن، مع الدعوة إلى وضع حد فوري لجميع المواجهات المسلحة.[52] واستجاب المجلس الانتقالي للبيان بتعبيره عن استعداده لحضور المحادثات في جدة دون شروط مسبقة.[53] ووفقاً لمسؤول حكومي يمني رفيع المستوى ودبلوماسيين دوليين مطلعين على محادثات جدة، فإن السعودية حاولت كسر الجمود من خلال تقديم مسودة اتفاق للرئيس هادي تنص على إعادة عدن لسيطرة الحكومة اليمنية مقابل منح بعض المناصب الرسمية في مجلس الوزراء للمجلس الانتقالي الجنوبي. وقد عبر هادي عن رفضه المسودة بشكل تام، مؤكداً على تمسكه بالطلب المقدم في أغسطس / آب بانسحاب القوات المتحالفة مع المجلس الانتقالي الجنوبي من جميع القواعد العسكرية المستولى عليها أثناء اقتتال أغسطس كشرط مسبق لأي حوار.[54]
وكان من شأن التغيير الهيكلي الحكومي المقترح أن يتسبب بانخفاض كبير في حجم الحكومة المؤلفة من 30 عضوا، ومنح المجلس مقعدا في الوفد الحكومي خلال أي محادثات سلام في المستقبل. وفي المقابل ستنتشر الوحدات السلفية في كتائب العمالقة المدعومة من السعودية ــ المتمركزة حالياً في المخا على ساحل البحر الأحمرــ في عدن، مقابل تولي وحدة عسكرية حكومية موالية للرئيس هادي السيطرة على حي المعاشيق في عدن لحماية القصر الرئاسي، والذي كان يعتبر مقر الحكومة اليمنية في المدينة الجنوبية. الأهم من ذلك أن السعودية كانت ستتعهد بتحمل مسؤولية الأمن العام في العاصمة المؤقتة بما يسمح بنقل قوات المجلس وقوات الحكومة المشتبكة حالياً في جنوب اليمن باتجاه جبهات القتال ضد الحوثيين.
وبما أن هادي قد رفض مسودة الاتفاق فلم يتم تمريره إلى وفد المجلس. وقالت مصادر مطلعة إن الاتفاق كان هدفه تلبية طلب المجلس الانتقالي الجنوبي للحصول على دور رسمي في الحكومة اليمنية كجزء من اتفاق المصالحة. كما يسعى المجلس أيضاً إلى شغل أدوار في الإدارات المحلية للمحافظات الجنوبية. وبحكم سيطرته على محافظتي عدن ولحج، بالإضافة لأجزاء من أبين، فإن حصول المجلس على أدوار حكومية رسمية في أماكن مثل شبوة وحضرموت والمهرة سيمنحه وجوداً ومواقع للسلطة في جميع أنحاء جنوب اليمن السابق.[55]
مناوشات مستمرة في الجنوب بين قوات المجلس الانتقالي والقوات الحكومية
عقب الاقتتال العنيف الذي جرى في جنوب اليمن خلال أغسطس / آب بين المجلس الانتقالي الجنوبي والحكومة اليمنية – والذي استولت خلاله الجماعة الانفصالية على العاصمة المؤقتة (انظر “انشطار الجنوب – تقرير اليمن، أغسطس / آب 2019″) – تحرك الجانبان لتعزيز مكتسباتهما والتقدم على جبهات متعددة في معظم أنحاء الجنوب، مما أدى إلى استمرار حالات عنف متقطع.
في الخامس من سبتمبر / أيلول، ذكرت قناة الجزيرة القطرية أن الإمارات سلمت مركبات مصفحة للقوات التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي في عدن، في حين عززت القوات الأخرى المتحالفة مع المجلس مواقعها في مديرة شقرة بمحافظة أبين.[56] وفي الوقت نفسه، أرسلت السعودية قوات وعربات مدرعة إلى زنجبار، عاصمة محافظة أبين، وعززت مواقعها في محافظتي عدن وشبوة.[57]
وفي عدن، داهمت قوات الأمن المتحالفة مع المجلس الانتقالي منزلي كل من مدير شرطة البريقة السابق خالد العلواني[58] ومدير شرطة مديرية خور مكسر ناصر عباد،[59] واعتقلت الأخير، بالإضافة لمنزل الزعيم الجنوبي المنافس لهما محمد البكري في منطقة دار سعد.[60] كذلك اندلعت اشتباكات بين مسلحين مجهولين في المدينة يوم 12 سبتمبر / أيلول، حيث بدأت خارج مقر أمني في منطقة خور مكسر ثم امتدت بعد ذلك إلى العريش ودار سعد.[61]
وشهدت أبين، التي تنقسم السيطرة عليها بين المجلس الانتقالي الجنوبي والقوات الحكومية، أعلى معدل اشتباكات في محافظات الجنوب خلال الشهر. وتعرضت قوات الأمن المتحالفة مع الحكومة لكمين في مديرية لودر في 10 سبتمبر / أيلول، مما أدى إلى سقوط العديد من الضحايا.[62] وفي 13 سبتمبر / أيلول، هاجم رجال الميليشيات القبلية نقطة تفتيش تابعة للقوات المتحالفة مع المجلس الانتقالي في منطقة المحفد، مما أدى إلى إصابة مسؤول من المجلس.[63] جاء ذلك بعد بيان أكدت فيه قبائل أبين دعمها لحكومة هادي ورفضها لتحركات المجلس في الجنوب.[64] في وقت لاحق، بتاريخ 19 سبتمبر / أيلول، هاجمت القوات الموالية للمجلس القوات الموالية للحكومة في الشرق، مما تسبب في انسحاب الأخيرة.[65] وقد تم تشديد حماية المدينة عبر اللواء 39 مدرع الحكومي في وقت سابق من الشهر.[66]
في شبوة المجاورة، هاجمت القوات المتحالفة مع المجلس الانتقالي منزل المحافظ محمد صالح بن عديو في عاصمة المحافظة عتق، مما أسفر عن إصابة ثلاثة من حراسه الشخصيين.[67] وفي الوقت نفسه اشتبكت ميليشيات من قبائل الصبيحة، التي تعهدت بمنع مرور أي قوات عبر أراضيها في محافظة لحج، مع القوات المتحالفة مع المجلس الانتقالي التي كانت تتجه لمهاجمة لواء المشاة الجبالي الرابع التابع للحكومة في محافظة تعز المجاورة.[68]
الطاقة والبيئة
الحوثيون يمنعون مفتشي الأمم المتحدة من الوصول لمحطة نفط على البحر الأحمر؛ وتقرير يتنبأ بآثار مدمرة قد تحدث نتيجة التسرب
تراجعت سلطات الحوثيين في اللحظة الأخيرة عن اتفاق يسمح لفريق من الأمم المتحدة بتقييم محطة نفط متروكة في البحر رغم وجود ما يكفي من النفط الخام على متنها للتسبب بكارثة بيئية في البحر الأحمر. جاء ذلك في الوقت الذي حذر فيه تقرير جديد من أن تسرباً من هذا القبيل قد يؤثر سلباً على إمدادات الغذاء والوقود والمياه العذبة في اليمن، ويسبب أمراضاً في الجهاز التنفسي، ويعطل صناعة صيد الأسماك، وينشر الملوثات على طول الساحل وعبر الهواء.
ومن شأن تسرب في محطة النفط FSO SAFER قبالة ميناء رأس عيسى في محافظة الحديدة أن يكون “كارثياً… ويتسبب بتأثيرات بيئية واقتصادية وبشرية ستكون على الأرجح ذات نطاق واسع”، وفقاً لتقييم دولي سري حصل عليه مركز صنعاء في سبتمبر / أيلول.[69] ويقدم التقييم أسوأ السيناريوهات المتوقعة إذا انفجر الصهريج أو تمزق نتيجة تدهور حالته أو تعرضه للتلف والغرق، مما سيؤدي إلى تسرب 1.14 مليون برميل من النفط الخام في مياه البحر الأحمر.
وأشار التقرير إلى أن السيناريو الأكثر ترجيحاً غير معروف بعد. وكان فريق من الأمم المتحدة الذي التقى في جيبوتي وحضر المعدات واستعد للتوجه إلى اليمن لتقييم وضع الناقلة قد أُجبر، في أغسطس / آب الماضي، على العودة إلى دياره دون البدء في مهمته، حسبما صرح كبير مسؤولي الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة مارك لوكوك لمجلس الأمن الدولي في 16 سبتمبر / أيلول. على الرغم من موافقة الحوثيين على السماح لفريق الأمم المتحدة بالوصول إلى المعبر، إلا أنهم أثاروا عدة اعتراضات مع اقتراب الموعد المقرر في 27 أغسطس / آب. ولم يفصح الحوثيون عن أسبابهم لمنع فريق الأمم المتحدة من القيام بمهمة التقييم، بل اكتفوا بالقول إن من الواضح أن “من غير المرجح للغاية” حل هذه المسألة قريباً.[70] وأخبر أحد كبار المسؤولين الحوثيين مركز صنعاء في سبتمبر / أيلول أنهم لن يسمحوا بتفتيش الأمم المتحدة إلا إذا التزمت الأخيرة بشكل مسبق بإصلاح أي مشكلات يتم العثور عليها في مكانها نفسه. وكان الحوثيون يخشون أن يصل تقييم الأمم المتحدة إلى خلاصة أن هناك حاجة لإنزال النفط بشكل طارئ، الأمر الذي قد يشكل ضغطاً سياسياً على الحوثيين للسماح بإنزال النفط، مما يحرم قادة الحوثيين من الناقلة صافر كوسيلة سياسية وأداة ضغط دبلوماسي.
ووجد التقييم الدولي أن سيناريو التسرب الأسوأ قد يؤثر بشدة على عمليات الموانئ في الحديدة والمخا، مما يؤثر على واردات الغذاء والوقود، كما قد يلوث طرق الشحن بالقرب من مضيق باب المندب. كما أن محطات تحلية المياه على طول البحر الأحمر، كتلك الموجودة بالقرب من المخا في محافظة تعز، معرضة للنفط المتسرب، وهي بحسب التقرير ستكون غير صالحة للعمل، كما ستتأثر إمدادات المياه العذبة، وستصل الأضرار الشعاب المرجانية وصناعة الصيد. يمكن أن يصيب التلوث النفطي حوالي 100 كيلومتر من ساحل اليمن، ما سيؤثر على محافظتي الحديدة وتعز، وأيضاً جنوباً باتجاه مديرية المعلا في عدن، مما يؤثر بشكل مباشر على أكثر من نصف مليون شخص مع امتداد التلوث على طول الساحل خلال أسبوع.[71]
لكن مصدر القلق الأهم هو احتمال نشوب حريق أو انفجار على متن الصهريج، والذي قال التقييم إن من المحتمل أن يلوث الهواء في مناطق كثيرة في مختلف أنحاء اليمن – مما سيؤثر على 9 ملايين شخص – وبمستويات تردٍ للهواء قد تصل إلى 10 أضعاف المستوى الذي تنص عليه إرشادات منظمة الصحة العالمية. وإلى جانب الإضرار بصحة الإنسان وزيادة معدلات الوفيات وتوتير نظام الرعاية الصحية اليمني، والذي يعاني بالفعل، قال التقرير إن من المتوقع سقوط جسيمات على الأرض ستلوث الأراضي الزراعية، مما يؤدي إلى شح في محاصيل الحبوب والخضروات والفاكهة بمحافظتي الحديدة وتعز، بالإضافة للإضرار بمناطق زراعة القات والبن.[72] وعلى الرغم من أن التقييم ركز على اليمن، إلا أنه أشار إلى أن ملوثات الهواء ستؤثر على الأرجح على البلدان الساحلية الأخرى للبحر الأحمر، وخاصة جيبوتي والسعودية وإريتريا.[73]
ووجد التقرير أن الوصول السريع إلى محطة FSO SAFER من الشاطئ في حالة حدوث تسرب أو حريق قد يكون صعباً، وذلك بسبب نقاط التفتيش المنتشرة على الطرق – كل 40-80 متراً في بعض الأماكن – بالإضافة إلى نقاط التفتيش على الطرق الرئيسية المؤدية إلى المنطقة. وأشار التقرير إلى أن من شأن ذلك أن يصعّب مهمة الحصول على المساعدة بالنسبة للمناطق الأكثر عرضة للخطر. ومن بين المخاوف الأخرى في الاستجابة لحالة التسرب احتواء الناقلة على نفط خام خفيف للغاية على الأرجح، والذي يقول المحللون إنه يتبخر ويخلق تركيزاً عالياً من الأبخرة التي تشكل مخاطر صحية إضافية، وقد تشتعل عن طريق الخطأ.[74]
منذ العام 2015 لم يتم استخدام الناقلة، المملوكة لشركة النفط الوطنية اليمنية، ومنذ ذلك الحين توقفت المولدات العاملة عن العمل، مما زاد الخشية من احتمال تراكم الغازات شديدة الاشتعال في الصهاريج. ولم تستطع سلطات الحوثيين ومسؤولو الحكومة اليمنية الاتفاق على ما يجب فعله بالنفط على متن الناقلة. (لمزيد من المعلومات، راجع “قيامة بيئية تلوح في أفق البحر الأحمر – تقرير اليمن، مايو / أيار 2019“).[75]
استند التقييم جزئياً إلى توقعات الطقس والبحر، وأشار إلى احتمال تغير آثار التسرب بعد شهر سبتمبر / أيلول.
أخبر لوكوك مجلس الأمن أن مكتبه لا يزال على استعداد للمساعدة، وأنه بإمكانه أن ينتشر مرة أخرى في غضون ثلاثة أسابيع إذا سُمح له، لكنه ترك إمكانية المضي قدماً في العمل سلطات الحوثيين.[76]
كما حذر تقرير منفصل أعدته وكالة حماية البيئة التابعة للحكومة اليمنية، بتاريخ 26 سبتمبر / أيلول، من التهديد البيئي المحتمل الذي يتعرض له اليمن في مياهه وتنوعه البيولوجي وصناعة الأسماك فيه وتجارته البحرية نتيجة التسرب النفطي من الناقلة إياها.[77]
ودعت الوكالة الحكومية إلى اتخاذ إجراءات سريعة لمنع وقوع كارثة، بما في ذلك إجراء تقييم فني لوضع الناقلة من قبل هيئة تعينها الحكومة اليمنية بالتنسيق مع الأمم المتحدة ونشر فرق الصيانة. كذلك اتهمت الوكالة جماعة الحوثيين باستخدام الناقلة كورقة مساومة.[78]
التطورات العسكرية والأمنية
عودة المواجهة بين تنظيمي القاعدة وداعش، والأول يتبادل الأسرى مع الحوثيين
خلال شهر سبتمبر / أيلول، واصل تنظيم القاعدة حربه على ثلاث جبهات في البيضاء، حيث نفذ هجمات ضد كل من الحوثيين وتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) بالإضافة للقوات المحلية المدعومة إماراتياً. واستهدفت الغالبية العظمى من هجمات تنظيم القاعدة خلال سبتمبر / أيلول مقاتلي داعش في قيفة، حيث تقوم المنظمتان (القاعدة وداعش) بحرب كر وفر على بعضهما منذ قرابة عام ونصف، ولم تتجاوز هذه الحرب القصف والقنص والهجمات بالعبوات الناسفة والهجمات العرضية. وقد استمر شهر سبتمبر / أيلول على نفس المنوال: هجمات متعددة مزعومة وخسائر محدودة.
ومع ذلك، من خلال جميع العلامات الملحوظة، يبدو أن تنظيم القاعدة هو الطرف الأقوى، فقد نفذ بحسب أحد الإحصاءات أربعة أضعاف الهجمات التي نفذها داعش، وقد تضمنت اللقطات التي نشرتها القاعدة معسكرات لداعش في البيضاء.[79]
في 13 سبتمبر / أيلول، قام كل من تنظيم القاعدة وجماعة الحوثيين في البيضاء بإجراء تبادل أسرى، حيث استقبلت القاعدة 50 مقاتلاً، فيما استقبل الحوثيون 65 أسيراً لهم.[80] وأكد مصدر محلي هذا التبادل، لكنه أشار إلى أن عدد الأسرى المتبادلين كان أقل بكثير من التقارير الإخبارية، إلا أن أياً من عمليات تبادل الأسرى هذه لم تسهم في تخفيف حدة القتال، فبعد ثلاثة أيام من التبادل نفذ تنظيم القاعدة هجوماً بعبوات ناسفة ضد مقاتلين حوثيين.
وفي الوقت نفسه، بدا أن تنظيم القاعدة يستفيد من التوترات بين الحكومة الاماراتية واليمن في الجنوب لشن المزيد من العمليات. فقد هاجم مسلحون يشتبه بأنهم من القاعدة ثكنة تابعة لقوات الحزام الأمني المدعومة إماراتياً[81] في منطقة عكد بمحافظة أبين في 5 سبتمبر / أيلول، بينما استولى مسلحون يشتبه بانتمائهم إلى القاعدة أيضاً على أراض في مديرية الوضيع في 8 سبتمبر / أيلول.[82]
سلسلة تفجيرات تضرب حضرموت ولا يتبناها أحد
في محافظة حضرموت، داهمت قوات الأمن اليمنية المدعومة من قبل قوات التحالف منزل عنصر مهم يزعم انتماؤه لتنظيم القاعدة بالقرب من شبام في 15 سبتمبر / أيلول، وذلك بعد هجمات على قوات الأمن اليمنية في البلدة في وقت سابق من الشهر.[83] وقام مسلحون مجهولون بتفجير سيارة مفخخة خارج مكاتب قوات الأمن بالقرب من قصر شبام في 12 سبتمبر / أيلول، مما أدى إلى إصابة عدة أشخاص بجروح.[84] وعقب الهجوم الذي وقع في شبام اليوم التالي جرى هجوم ثانٍ بالعبوات الناسفة دون أن يتبناه أحد، استهدف أفراد اللواء 23 ميكا.[85]
وفي 19 سبتمبر / أيلول، قتل أفراد من الجيش السعودي في حادثين منفصلين بحضرموت، حيث لقي عقيد سعودي يقود جميع قوات التحالف في وادي حضرموت مصرعه أثناء محاولته نزع فتيل عبوة ناسفة عثر عليها على طريق قرب شبام، وفقاً لمقطع فيديو اطلع عليه مركز صنعاء. كما قتل أربعة جنود في الانفجار نفسه. واستهدف مسلحون مجهولون حافلة كانت تسير بالقرب من الحدود السعودية في الجزء الشمالي من المحافظة، مما أسفر عن مقتل جنديين سعوديين وثلاثة مدنيين.[86]
تطورات عسكرية وأمنية أخرى في سطور:
- 12 سبتمبر / أيلول: أصدر الحوثيون بياناً يزعم قتل المشتبه بكونه قاتل إبراهيم الحوثي، شقيق زعيم الحركة عبد الملك، في عملية نوعية بمحافظة مأرب التي تسيطر عليها الحكومة.[87] وكان الحوثي قد استُهدف في مديرية حدة بصنعاء (انظر “مقتل شقيق الحوثي في اليمن“).[88]
- 17 سبتمبر / أيلول: أفادت وسائل إعلام محلية باندلاع اشتباكات في مطار صنعاء الدولي بين القوات الحوثية الموالية لرئيس اللجنة الثورية محمد علي الحوثي وقائد حوثي منافس جراء تنازع على قطعة أرض كبيرة بالقرب من المنشأة.[89]
- 18 سبتمبر / أيلول: لقي اثنان من كبار قادة الحوثيين مصرعهم مع ستة من مرافقيهم، ولم يتم نشر تفاصيل عن وفاة القائدين، وهما اللواء محمد علي حسين دعبش، قائد قوات الحوثي في محافظة البيضاء، والعميد أحمد يحيى شرويد، فيما تم تداول معلومات متضاربة حول وفاتهم. وحضر كبار مسؤولي الجماعة جنازة القائدين في صنعاء في 22 سبتمبر / أيلول.[90]
التطورات السياسية
سلطات الحوثيين تصادر أصولاً تعود لنواب الحكومة وتزيد مقاعد مجلس الشورى
في منتصف سبتمبر / أيلول، اتهم المدعي العام في صنعاء 35 برلمانياً موالين للتحالف بالخيانة وأمر بمصادرة أصولهم. وأحيل النواب إلى المحكمة الجزائية المتخصصة التي يديرها الحوثيون بعد تجريدهم رسمياً من الحصانة البرلمانية في وقت سابق من الشهر. وتم استهداف 35 نائباً ينتمون في الغالب إلى حزب المؤتمر الشعبي العام وحزب التجمع اليمني للإصلاح، منهم رئيس البرلمان سلطان البركاني.[91] وتم انتخاب البركاني رئيساً للبرلمان في أبريل / نيسان الماضي خلال جلسة برلمانية للمجلس الموالي للحكومة المعترف بها دولياً في سيئون، بمحافظة حضرموت، وهي الجلسة الأولى منذ بدء النزاع في سبتمبر / أيلول 2014 (انظر صراع البرلمانات – تقرير اليمن، أبريل / نيسان 2019). وتم انتخاب أعضاء مجلس النواب المؤلف من 301 مقعداً في إبريل 2003، فيما تم تمديد فترة عضوية النواب في عامي 2009 و2011، ما يعني عدم إجراء انتخابات رسمية للمجلس لمدة 16 عاماً. وتستمر ممارسة مصادرة المنازل والعقارات التابعة لمسؤولين منتمين إلى الحكومة اليمنية منذ سنوات، حيث تعتبر الخيانة تهمة مريحة تسمح لسلطات الأمر الواقع بتبرير عمليات المصادرة.
ويأتي قرار استهداف النواب الذين حضروا اجتماع برلمان سيئون في الوقت الذي تقوم فيه سلطات الحوثيين بالترويج العلني لمجلسها التشريعي المنافس. ففي 14 سبتمبر / أيلول، أدى 43 عضواً جديداً في مجلس الشورى اليمين الدستورية أمام مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى وهو أعلى سلطة للحوثيين، ومجلس الشورى هو الغرفة الأخرى للهيئة التشريعية اليمنية التي كان يقوم الرئيس تقليدياً بتعيين أعضائها.[92]
هادي يعين وزيرين جديدين للخارجية والمالية
أعلنت الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً عن تعديل وزاري في 19 سبتمبر / أيلول، حيث عين الرئيس هادي محمد الحضرمي وزيراً للخارجية وسليم بن بريك وزيراً للمالية. وأدى الوزيران اليمين الدستورية في حفل مراسيم أقيم بالرياض في 21 سبتمبر / أيلول.[93] وبعد أربعة أشهر من الفراغ في منصب وزير الخارجية، تم تعيين الحضرمي خلفاً لخالد اليماني الذي كان قد استقال في يونيو / حزيران بسبب إحباطه من تدخل المكتب الرئاسي في الوزارة، وفقاً لمسؤول حكومي تحدث إلى مركز صنعاء في ذلك الوقت. وشغل الحضرمي سابقاً منصب نائب سفير اليمن في الولايات المتحدة قبل أن يصبح نائبا لوزير الخارجية لفترة قصيرة. أما بن بريك، الذي كان يشغل منصب نائب وزير المالية، فقد تولى المنصب الأول في الوزارة خلفاً لأحمد الفضلي، الذي عُيّن محافظاً جديداً للبنك المركزي في عدن (انظر “هادي يعين محافظاً جديداً للبنك المركزي“).
تطورات سياسية أخرى في سطور:
- 5 سبتمبر / أيلول: دعا علي الحريزي، وكيل محافظة المهرة السابق وزعيم الحركة المناهضة للسعودية في المحافظة، لإنشاء “مجلس إنقاذ وطني” يمثل جميع الفصائل الجنوبية لمعالجة النزاع بين المجلس الانتقالي الجنوبي والحكومة اليمنية.[94]
- 10 سبتمبر / أيلول: بتوجيهات من الحوثيين، تم إحياء ذكرى عاشوراء في المناطق الخاضعة لسيطرة الجماعة، حيث أُجبر العاملون في القطاع العام على اتخاذ اليوم عطلة والمشاركة في إحياء الذكرى التي تنعى استشهاد الحسين، حفيد النبي محمد، في معركة كربلاء عام 680. وتاريخياً لا يعتبر إحياء عاشوراء تقليداً في التشيع الزيدي في اليمن. وتشكل وفاة الحسين عنصراً حاسماً في تصور الشهادة بحسب الرؤية التي تروج لها إيران والقوى الحليفة لها مثل حزب الله اللبناني. ووصف الحوثيون قرار اعتبار عاشوراء ذكرى سنوية بأنه “إحياء لقيم” آل النبي محمد.[95] وقال سكان صنعاء إن ممثلي الحوثيين كانوا يطرقون الأبواب ويطالبون السكان بالتبرع لفعاليات عاشوراء ويجمعون رسوما خاصة من الشركات لتغطية تكاليف ذلك.
- 21 سبتمبر / أيلول: نفذت احتفالات في صنعاء وفي عموم المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون بمناسبة الذكرى الخامسة لاستيلاء الجماعة على العاصمة صنعاء.[96]
التطورات الإنسانية والحقوقية
تحت المجهر: ملحمة سفر يمنية – مطارات متقلبة وطرق محفوفة بالمخاطر
“أثناء مغادرة مطار الملكة علياء الدولي في عمان، تتراكم رسائل الواتس آب بمجرد الاتصال بشبكة إنترنت المطار – يحذرني الأصدقاء من المخاطر التي تحيق بعدن هذه الأيام، ومن احتمال الانفجار في أية لحظة. أرتجف وتغالبني الدموع. إذا حدث لي مكروه وأنا في عدن، هل ستلومني عائلتي على عدم إعلامها بسفري؟ أريد مفاجأتهم، لكن قد يكون من الأفضل إلغاء الخطة بأكملها والعودة إلى فرانكفورت. كلا، سأسافر وليكن ما يكون.
حتى في أفضل ظروف الحرب، يبقى السفر نحو اليمن أو خارجها أو داخلها طويلاً وشاقاً ومضنياً. ثمة حالة من اللا يقين المستمر بشأن ما إذا ما كانت المطارات مفتوحة أم مغلقة، وبشأن سلاسة السفر عبر الجبهات ونقاط التفتيش التي تعد بالعشرات ويقف عليها مختلف المقاتلين. منذ أن أوقف التحالف الذي تقوده السعودية جميع الرحلات الجوية التجارية من وإلى مطار صنعاء عام 2016، حُرم الكثير من اليمنيين من الرعاية الطبية في الخارج؛ فيما التوجه نحو المطارات البديلة يمر بطريق طويل وشاق، غير أن المستميتين أو المصرّين بما فيه الكفاية، وأولئك المستعدين لتحملها والقادرين على تحصيل التأشيرات اللازمة – غالباً لأسباب دراسية أو طبية – يقطعون تلك الرحلة الشاقة. رحلتي التي طال انتظارها بدأت بعد أيام من الهجمات المميتة على مراكز الشرطة والميليشيات في عدن، إبان انقلاب الانفصاليين الجنوبيين على حلفائهم في الحكومة اليمنية في الميناء الجنوبي”.
انظر تقرير عائشة الوراق الكامل عن السفر إلى اليمن وحولها، وعن حرية الحركة المقيدة إلى أبعد الحدود.[97]
يلتحق أطفال صنعاء بالمدرسة يوم 14 سبتمبر / أيلول. // مصدر الصورة: بدر يوسف
اليونيسف: القتال والفقر وانقطاع رواتب للمعلمين تجعل بداية السنة الدراسية غاية في القسوة
حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) من أن ما يقرب من نصف مليون طفل تركوا الدراسة منذ تصاعد حرب اليمن في مارس / آذار 2015، وأن ملايين آخرين معرضون لخطر مماثل.[98]
وهناك حوالي مليوني طفل يمني في سن الدراسة خارج فصول الدراسة حالياً – وهو واقع مدفوع بالفقر والحرب، والنزوح الذي يعرض الفتيات لخطر الزواج المبكر والأولاد لتجنيد الجماعات المسلحة، وفقاً لليونيسيف، كما يوجد 3.5 ملايين طفل معرضين لخطر التسرب من المدارس.[99]
ووفقاً لليونيسيف أيضا، هناك 2500 مدرسة – واحدة من بين كل خمس مدارس – لا يمكن استخدامها للتعليم، فيما المدارس الأخرى إما لحقت بها أضرار، أو تحولت إلى ملاجئ للنازحين داخلياً، أو أغلقت أو استولت عليها فصائل القتال للاستخدام العسكري.[100] أحدث الأرقام التي أصدرتها اليونيسف قدرت اعتباراً من عام 2018 عدد الأولاد الذين تقل أعمارهم عن 18 سنة والمجندين من قبل الجماعات المسلحة منذ عام 2015 بأكثر من 2400.[101] وأشار أحدث تقرير للأمم المتحدة عن الأطفال في النزاعات المسلحة أن جميع الأطراف في حرب اليمن جندت الأطفال: جماعة الحوثيين المسلحة، والقوات الحكومية اليمنية، وقوات الحزام الأمن ، قوات النخبة الشبوانية، ولجان المقاومة الشعبية، قوات النخبة الحضرمية، والقوات الموالية للمجلس الانتقالي الجنوبي. والكثير من الأطفال المجندين تقل أعمارهم عن 15 عاماً.[102] وفي جلسته يومي 9 و27 سبتمبر / أيلول في جنيف، دعا مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة جميع الأطراف في حرب اليمن إلى وقف تجنيد الأطفال، وإلى الإفراج عن المجندين حالياً في صفوفهم، وعلى مساعدة الأمم المتحدة في إعادة دمجهم في مجتمعاتهم.[103]
وحثت اليونيسف على اعتبار المدارس مناطق آمنة للأطفال والمعلمين. كما حثت سلطات التعليم على العمل على توفير رواتب للمعلمين، داعيةً المنظمات الدولية للتدخل والإسهام بمساعدات مالية للتوصل إلى حل دائم لمسألة أجور المعلمين.[104] ولم يتلق المعلمون في بعض المناطق رواتبهم منذ سبتمبر / أيلول 2016.
مجلس حقوق الإنسان يجدد تفويض الخبراء لمواصلة التحقيقات
جدد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ومركزه جنيف تفويض خبرائه المعينين من الأمم المتحدة في 26 سبتمبر / أيلول، وذلك بما يسمح بالمزيد من المراقبة والتحقيق من فريق سبق أن أبلغ عن انتهاكات ترتكبها جميع الأطراف المتحاربة، بالإضافة لتسليمها سراً أسماء أفراد مشتبه بتورطهم في جرائم حرب وانتهاكات للقانون الدولي.[105] تم تمديد ولاية فريق الخبراء الدوليين والإقليميين لمدة عام واحد بأغلبية 22 صوتاً مقابل 12 صوتاً، مع امتناع 11 عضواً عن التصويت.[106]
وصوتت السعودية، جنباً إلى جنب مع شريكيها في التحالف مصر والبحرين، ضد القرار. ووفقا لموقع المصدر أون لاين، فإن السعودية والإمارات والحكومة اليمنية المعترف بها دولياً كانت تضغط في الفترة التي سبقت اجتماع مجلس حقوق الإنسان لمنع التمديد.[107] ويحث مجلس حقوق الإنسان جميع الأطراف على السماح للفريق بالوصول غير المقيد. ورفضت السعودية والإمارات والحكومة اليمنية في الماضي التعاون مع فريق الخبراء.
وقد خلص الخبراء من خلال عملهم حتى الآن إلى أن السعودية والإمارات والحكومة اليمنية قد يكونون مسؤولين جنائياً عن الغارات الجوية التي أودت بحياة المدنيين، وكذلك عن حالات التعذيب والاغتصاب وتجنيد الأطفال. كذلك أشاروا إلى أن رجال الميليشيات المتحالفة مع الإمارات وأفراداً من جماعة الحوثيين المسلحة قد يكونون مسؤولين عن جرائم حرب، بما في ذلك التعذيب والعنف الجنسي، مضيفين أنه يمكن تحميل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وإيران مسؤولية المساعدة في ارتكاب انتهاكات للقانون الدولي.[108] وقد صوتت بريطانيا، العضو في مجلس حقوق الإنسان، لصالح القرار.[109]
تقرير: التحالف يتجاهل المدنيين في سياساته الخاصة بالغارات
قامت منظمة صحفية استقصائية في سبتمبر /أيلول بتحليل 20 هجوماً قام به التحالف الذي تقوده السعودية منذ عام 2015، وخلصت إلى أن الغارات الجوية تبدو عشوائية تماماً أو غير متناسبة في استهدافها الأسواق والسجون وحفلات الزفاف والجنازات.
وقالت موقع بيلينغ كات البريطاني، والذي أعد معلوماته من حسابات وصور ووثائق مفتوحة المصدر، أن سبعا من ثماني هجمات استهدفت أسواقاً بين مطلع 2015 و29 يوليو / حزيران 2019 كانت غارات نهارية شُنت في وقت من المحتمل أن تكون الأسواق مزدحمة فيه. ولم يتمكن بيلينغ كات في كثير من الأحيان من تحديد الأهداف العسكرية في الغارات، لكنه قال في 2 سبتمبر / أيلول إنه حتى عندما تتحدد أهداف عسكرية، فإن الخسائر الفادحة في صفوف المدنيين كانت متوقعة بالمبدأ وغير متناسبة مع أي مكاسب عسكرية.
وحدد تحليل الموقع أيضاً استخدام الغارات الجوية بأنها تألفت من “هجومات مزدوجة”، حيث تتبع كل غارة غارة ثانية، وغالباً ما تقتل أو تصيب من يصلون لمساعدة الجرحى. وفي إحدى هذه الحالات، أي هجوم سوق في لحج في 6 يوليو / تموز 2015 أسفر عن مقتل أكثر من 40 شخصاً،[110] قال بيلينغ كات إن تحليله لصور الأقمار الصناعية والصور الفوتوغرافية ومقاطع الفيديو مفتوحة المصدر تشير إلى “احتمال قوي” بأن بعض الضحايا كانوا ممن قدموا للإسعاف بعد الغارة الأول في سوق المواشي في منطقة الفيوش بالقرب من سوق قات ومحطة بنزين ومطعم. ومع ذلك، لم يتسنّ تأكيد وجود نية لاستهداف المسعفين الأوائل.[111]
ومن بين أمور أخرى، حلل باحثو بيلينغ كات أيضاً غارة جوية عام 2018 استهدفت حفل زفاف، وغارة جوية لعام 2016 استهدفت جنازة، وأخرى في 12 مايو / أيار 2015 استهدفت سجناً في عبس بمحافظة حجة، والتي وصفتها بأنها الأولى من سلسلة غارات جوية شنتها قوات التحالف على سجون قيد العمل.[112] وقتلت الغارات الجوية السعودية مؤخراً أكثر من 150 شخصاً[113] في معتقل ذمار في 1 سبتمبر /أيلول (انظر القصة والصور في أغسطس / آب في تقرير اليمن لشهر أغسطس / آب)،[114] ووقتها قال مسؤولون سعوديون إنهم استهدفوا منشأة لتصنيع الطائرات المسيرة الحوثية في ذمار.[115]
وأنشأ المسؤولون السعوديون والإماراتيون فريقاً مشتركاً لتقييم الحوادث عام 2016، جزئياً بهدف النظر في مزاعم انتهاكات القانون الإنساني الدولي، مثل الغارات الجوية التي تستهدف المدنيين أو تؤثر عليهم بشكل غير متناسب. ومع ذلك طعن كل من موقع بيلينغ كات وتقرير 3 سبتمبر / أيلول الصادر عن مجموعة خبراء الأمم المتحدة الدوليين والإقليميين (انظر “خبراء الأمم المتحدة يحددون مجرمي حرب مشتبه بهم في اليمن في تقرير اليمن، أغسطس / آب 2019) في نتائج فريق تقييم الحوادث. وقال بيلينغ كات إن تصريحات الفريق المشترك لتقييم الحوادث بشأن الغارات تبدو غير متناسقة مع المعلومات مفتوحة المصدر التي جمعها حول الهجوم.[116] وفي حالة تفجير سوق المواشي في الفيوش، عارض الخبراء المعينون من الأمم المتحدة بيان الفريق المشترك الذي أصر أن السوق لم يتعرض لقصف قوات التحالف ولا تأثر بقصف عرضي.[117] ومع ذلك أشار تقرير الخبراء إلى وجود نقطة تفتيش لتحالف الحوثي-صالح في محطة بنزين كان يتجمع عندها المقاتلون ويركنون سياراتهم.[118]
وتناول تقرير الخبراء هجوماً مزدوجاً في 4 سبتمبر / أيلول عام 2015، عندما أغارت طائرة للتحالف على مدرسة في محافظة صعدة بينما كان الطلاب في عطلة.[119] وخلص الخبراء إلى أن بعض الغارات الجوية التي شنها التحالف الذي تقوده السعودية قد تكون انتهكت مبادئ التمييز والتناسب واتخاذ الاحتياطات.[120] ونُسبت ثلاث هجمات مزدوجة أخرى إلى مقاتلي الحوثي-صالح خلال قصف جرى يوم 30 يونيو / حزيران 2015 ضد حي المنصورة في عدن.[121]
غارات على مسجد ومنزل تقتل 22 شخصاً على الأقل بينهم أطفال
قُتل ما لا يقل عن 22 شخصاً، بينهم أكثر من خمسة أطفال، في غارتين جويتين منفصلتين، أولاهما أصابت مسجداً في 23 سبتمبر / أيلول، والثانية في اليوم التالي أصابت أحد المنازل. في غارة المسجد بمحافظة عمران، قتل سبعة أشخاص، بينهم أطفال، وفقاً لمنسق الشؤون الإنسانية المقيم للأمم المتحدة ليز غراندي.[122] أما عدد القتلى في الغارة على منزل في بلدة الفاخر بمحافظة الضالع، فتراوح بين 15 أو 16، من بينهم خمسة أو ستة أطفال وامرأة حامل في الشهر التاسع.[123][124] وقامت منظمة أنقذوا الأطفال بالدعوة يوم 24 سبتمبر / أيلول لإجراء تحقيق مستقل في غارة المنزل، قائلةً إن خمسة أطفال كانوا من بين القتلى وسبعة آخرين أصيبوا بجروح.[125] ولم يعلق التحالف الذي تقوده السعودية.
تطورات إنسانية وحقوقية أخرى في سطور
- 6 سبتمبر / أيلول: أفاد صندوق الأمم المتحدة للسكان أن مراكز الصحة الأمومية المغلقة منعت 650 ألف امرأة من الوصول إلى الخدمات الصحية. واعتباراً من نهاية شهر أغسطس / آب، تم إغلاق 100 مستشفى من أصل 268 مستشفى يدعمها صندوق الأمم المتحدة للسكان بسبب نقص الأموال، مع توقع إغلاق 75 مستشفى آخر بحلول نهاية سبتمبر / أيلول 2019.[126]
- 12 سبتمبر / أيلول: أعلنت منظمة الهجرة الدولية نزوح 350 ألف شخص في اليمن عام 2019.[127]
- 25 سبتمبر / أيلول: تبرعت السعودية بمبلغ 500 مليون دولار لليمن من أجل المساعدات الإنسانية، وفقاً لمسؤول الإغاثة في الأمم المتحدة مارك لوكوك، الذي قال إن مكتبه سيبدأ بتحويل الأموال التي تعهدت بها المملكة في فبراير / شباط من هذا العام لصالح وكالات الأمم المتحدة العاملة في مجالات الغذاء والصحة والتنمية وغيرها من البرامج في اليمن.[128]
- 26 سبتمبر / أيلول: قال تقرير أممي أن أكثر من أربع سنوات من الحرب تسببت بإعاقة التنمية البشرية في اليمن لمدة 21 عاماً، فيما ينزلق ملايين اليمنيين في حالة فقر مدقع، بحسب ما خلص إليه تقرير جديد من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومركز فريدريك إس. باردي للعقود الدولية الآجلة.[129] وقال التقرير إن حوالي 58.3% اليمنيين سيعيشون على أقل من 1.90 دولار في اليوم مع نهاية عام 2019 إذا استمرت الحرب، وذلك بالمقارنة مع 18.8% عام 2014.
التطورات الاقتصادية
البنك المركزي في صنعاء يوقف عمليات ست شبكات لتحويل الأموال
في 22 سبتمبر / أيلول، أوقف البنك المركزي في صنعاء لفترة وجيزة تراخيص صرف النقود لست شركات تحويل أموال: شركة النجم، شركة المحيط، دادية، يمن إكسبرس، الامتياز، والياباني، وقد سُمح للشبكات الست باستئناف العمليات لاحقاً بعد ثلاثة أيام.[130]
وكان البنك المركزي في صنعاء قد حذر من أنه سيفرض غرامات على أي بنوك أو شركات مالية أخرى يتبين أنها تتعامل مع الشبكات أثناء وقف عملياتها، ولم يذكر البنك ما إذا كانت الشركات نفسها تواجه أي غرامات. وفقاً لمصادر مقربة من الحوثيين في القطاع المالي تحدثت إلى مركز صنعاء، فإن البنك المركزي في صنعاء تدخل لوقف أنشطة صرافة المال التي تشجع المضاربة على العملات. غير أن مصادر أخرى مستقلة في القطاع المالي قالت إن من المحتمل أن تلك الإجراءات هدفت إلى معاقبة الصرافين على تسهيلهم تدفق السيولة من المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، أساساً إلى عدن، ومساعدتهم الشركات والأفراد على التحايل على اللوائح التي تفرضها سلطات الحوثي على البنوك التجارية للحد من ذلك التدفق.
هادي يعين محافظاً جديدا للبنك المركزي
عيّن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أحمد عبيد الفضلي محافظاً للبنك المركزي في عدن في 19 سبتمبر / أيلول، ما يجعله رابع شخص يشغل هذا المنصب في السنوات الثلاث الأخيرة، منذ أن أمر هادي بنقل مقر البنك المركزي اليمني من صنعاء إلى عدن في سبتمبر / أيلول 2016. وتعتبر الولاية القانونية لمحافظ البنك المركزي خمس سنوات قابلة للتجديد.[131]
وتم تعيين الفضلي وزيراً للمالية في سبتمبر / أيلول 2016، قبل أن يحل محل حافظ معياد في منصب محافظ البنك المركزي بعدن في سبتمبر / أيلول.[132] في نفس اليوم الذي عين فيه الفضلي، أعلن هادي تعيين سالم بن بريك وزيراً جديداً للمالية.[133] وسيواصل معياد عمله كرئيس للجنة الاقتصادية.
وقال معياد في 29 يوليو / تموز إنه اتفق مع هادي على فترة ستة أشهر كمحافظ للبنك للمساعدة في تجنب الانهيار الاقتصادي في اليمن،[134] وذلك بعد أن تولى المنصب في مارس / آذار 2019 إثر حلوله محل محمد زمام. ومع ذلك، وفقاً لمسؤولين مصرفيين يمنيين رفيعي المستوى، من المحتمل أن تكون الخلافات الطويلة بين معياد ونائبه شكيب الحبيشي، وكذلك الاحتكاكات بين معياد ومكتب الرئيس، هي ما دفع هادي لاستبدال معياد.[135]
وكان ارتفاع معدل تبديل محافظي بنك عدن المركزي – وهو مؤشر على افتقار البنك للاستقلال المطلوب منحه من الرئيس هادي – قد قوض قدرة البنك على الاحتفاظ بالسياسات النقدية نفسها لفرض استقرار الريال اليمني، بالإضافة لإضعاف الثقة في بنك عدن المركزي لدى كل من الدوائر المالية المحلية والدولية.
أزمة وقود جديدة تتسبب بارتفاع الأسعار
أدى فرض الحكومة اليمنية على سلطات الحوثيين إجراءات جديدة لتنظيم واردات الوقود إلى نقص حاد في الوقود في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون مرة أخرى في سبتمبر / أيلول – المرة الرابعة التي يحدث فيها ذلك عام 2019. كان هناك تسعة صهاريج وقود، بينها اثنان يحملان غاز البترول المسال، مركونة في المياه قبالة شاطئ ميناء الحديدة على البحر الأحمر طوال أغسطس الماضي. وقام التحالف الذي تقوده السعودية – والذي يساعد الحكومة اليمنية على فرض لوائح خاصة باستيراد الوقود – بمنع الحوثيين من الوصول إلى الميناء إلى حين امتثالهم للوائح الحكومة اليمنية. وفي الوقت نفسه، تهدد سلطات الحوثيين على الأرض بمنع الناقلات من إفراغ حمولتها في الميناء في حال امتثالها للوائح الحكومية، والتي تشمل دفع رسوم الجمارك والموانئ بموجب المرسوم 49.
وبحلول 19 سبتمبر / أيلول، ضرب نقص وقود واسع المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين. وتوقفت المحطات الرسمية عن بيع الوقود، وارتفع سعر 20 لتراً من البنزين في السوق السوداء من 7,400 ريال إلى أكثر من 14 ألف ريال. وبعد ثلاثة أسابيع، ارتفع إلى 20 ألف ريال. وتم السماح لسبع ناقلات بالرسو وتفريغ ما مجموعه 127,600 طن من الوقود في الميناء بحلول نهاية سبتمبر / أيلول، وفقاً لبيانات الميناء التي اطلع عليها مركز صنعاء، الأمر الذي خفف حدة النقص في مناطق الحوثيين. وعلى الرغم من انخفاض كمية الوقود الإجمالية عن الشهر الماضي، حيث بلغت 212,600 طن، إلا أنها يمكن مقارنتها بكمية شهر أبريل / نيسان إثر انحسار أزمة الوقود الأخيرة ودخول 112,300 طن إلى اليمن عبر ميناء الحديدة.
وتحرص سلطات الحوثيين على منع مستوردي الوقود من الالتزام بالمرسوم رقم 49 الذي فرضته الحكومة في يوليو / تموز 2019 ويطالب المستوردين بدفع رسوم للجمارك والموانئ للحصول على موافقة الحكومة (والتحالف الذي تقوده السعودية) لإدخال الوقود إلى اليمن. وتحدث مستوردو وتجار الوقود عن إحباط متزايد من الرسوم الجديدة التي تصدرها الحكومة، وهو الإحباط النابع جزئياً من خشية الاضطرار إلى دفع رسوم جمركية منفصلة لسلطات الحوثيين في نقاط التفتيش الداخلية.
ونشبت أزمات الوقود في مارس / آذار وأبريل / نيسان لأسباب مشابهة، حيث حمل الحوثيون الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً مسؤولية منع دخول السفن إلى ميناء الحديدة. إلا أن القضية كانت تدور حول المرسوم الحكومي رقم 75، الذي يفرض على مستوردي الوقود تقديم طلبات استيراد الوقود إلى اللجنة الاقتصادية. ويعتقد المستوردون الذين تحدثوا إلى مركز صنعاء شريطة عدم الكشف عن هويتهم لدواعٍ أمنية، أنه في مارس / آذار وفي أبريل / نيسان من هذا العام، مارست سلطات الحوثيين عليهم ضغوطاً خاصة حتى لا يتقدموا بطلبات استيراد إلى الحكومة، عارضةً عليهم دفع تكاليف غرامات التأخير في حال تعرضت سفنهم للإبطاء قبالة ساحل الحديدة.
وأخبر خمسة مسؤولين أمميين مختلفين مركز صنعاء أن الحوثيين اشتكوا للأمم المتحدة والجهات الدولية الفاعلة الأخرى من نقص الوقود في آذار / مارس ونيسان / أبريل، وكذلك في الأزمة الأخيرة في سبتمبر / أيلول.[136]
حضرموت تعلق مؤقتاً صادرات شركة جلينكور الخام وتؤمن دفعة من الحكومة
خلال شهر سبتمبر / أيلول تم تعليق صادرات النفط الخام من محافظة حضرموت التي كانت تباع إلى شركة جلينكور البريطانية السويسرية للطاقة. وقال هشام الجبرني، المتحدث باسم محافظ حضرموت فرج البحسني، لمركز صنعاء إن المحافظ أمر بهذا التعليق، وأنه بدأ فعلياً في 15 أغسطس / آب. وبدأ التعليق محاولة لضمان دفع نسبة من الأرباح إلى السلطات المحلية، وفقاً للاتفاقيات المبرمة مع الحكومة اليمنية. وتم رفع التعليق في 1 أكتوبر / تشرين الأول،[137] بعدما دفعت الحكومة اليمنية نسبة 20% من الأرباح المستحقة لصالح السلطات المحلية من شحنة سابقة، مغطية بذلك رواتب لموظفي القطاع العام في حضرموت.
التطورات الاقتصادية في سطور
- 11 سبتمبر / أيلول: وصلت إلى ميناء عدن سفينة تابعة لرجل الأعمال الملياردير البارز أحمد العيسي، قامت بتفريغ 18 ألف طن من الوقود لتوليد الطاقة الكهربائية.[138] وكانت مشكلة الكهرباء في عدن من العوامل المقوضة لشرعية الحكومة اليمنية في المدينة والتي أعطت قشرة شعبوية ساعدت المجلس الانتقالي الجنوبي في انقلابه على الحكومة هناك في أغسطس / آب. ويعتبر إيصال الوقود في سبتمبر / أيلول خطوة ملموسة نظراً إلى أن العيسي أحد أهم داعمي الرئيس هادي، فيما شجب المجلس الانتقالي الجنوبي العيسي علناً متحفظاً على احتكاره لاستيراد الوقود إلى عدن.
في الأمم المتحدة
قادة العالم يتطرقون إلى أزمة اليمن في الجمعية العامة للأمم المتحدة
تناول العديد من قادة العالم الذين اجتمعوا في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك عام 2019 حرب اليمن باعتبارها أزمة تستلزم حلاً. وكان من أبرز هؤلاء القادة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي قال في 24 سبتمبر / أيلول إن حل النزاع يجب أن يكون هدفاً لأي محادثات مستقبلية بين إيران والولايات المتحدة والموقعين على الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015.[139]
وقام ماكرون، الذي تولى زمام المبادرة بالنيابة عن الأوروبيين في محاولة استئناف المحادثات بين واشنطن وطهران، بحث الدول على القدوم إلى طاولة المفاوضات جزئياً لإنهاء الأزمة في اليمن. وقال ماكرون إن على المفاوضات الجديدة مع إيران أن تؤكد عدم حصول إيران على أسلحة نووية أبداً، وأن تضمن الأمن البحري ورفع العقوبات عن إيران. في ضوء الهجمات الأخيرة على منشآت أرامكو السعودية، حذر ماكرون من أن احتمال أن تؤدي التوترات المتصاعدة إلى “خطر نشوب صراع خطير (في الخليج العربي) نتيجة سوء تقدير أو استجابة غير متناسبة”.[140]
وظل رؤساء الدول الذين تطرقوا إلى الأزمة اليمنية متمسكين إلى حد كبير بتصريحاتهم السابقة بشأن الصراع، حيث ألقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اللوم على إيران،[141] كما أشار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى إيران في دعوته لوضع حد “للتدخلات الأجنبية للأطراف الإقليمية غير العربية التي تسعى لتقويض الأمن القومي العربي”.[142] الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير قطر، الذي يعيش خلافاً مع السعودية ودول خليجية أخرى حول النزاع نفسه، أوصى باتباع توصيات مؤتمر الحوار الوطني اليمني عامي 2013 و2014، مشجعاً اليمنيين على تنفيذ الحلول التي تم التوصل إليها دون تدخل أجنبي.[143]
وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني، الذي تحدث في 25 سبتمبر / أيلول، إن بلاده تتعاون مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن وتؤيد اتفاق ستوكهولم الذي تدعمه الأمم المتحدة. وأمضى روحاني جزءاً كبيراً من خطابه منتقداً العقوبات الأمريكية، قائلاً إن أي مفاوضات للتوصل إلى اتفاق نووي جديد ستبقى غير ممكنة ما لم ترفع الولايات المتحدة تلك العقوبات.[144]
المبعوث الخاص للأمم المتحدة يقدم إحاطة لمجلس الأمن
من جهته أخبر المبعوث الخاص للأمم المتحدة مارتن غريفيث مجلس الأمن في جلسة الإحاطة التي قدمها بتاريخ 16 سبتمبر /أيلول أن “التصعيد العسكري المقلق” على شكل غارات استهدفت البنية التحتية النفطية السعودية، إلى جانب حالة الفلتان الأمني في جنوب اليمن، تجعلان الدبلوماسية حاجة أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى.[145]
وقال غريفيث إن هجمات 14 سبتمبر / أيلول على منشأة أرامكو السعودية لمعالجة النفط في بقيق وحقل خريص النفطي قد تقود لتصعيد النزاع الإقليمي (انظر “هجوم على منشأة النفط السعودية يخفض إنتاج النفط إلى النصف ويذكي التوترات في المنطقة“). وأشار إلى أن جماعة الحوثيين المسلحة أعلنت مسؤوليتها عن الهجوم، لكنه أضاف أن “من غير الواضح تماماً بعد” من هو المسؤول. وتتهم الولايات المتحدة إيران بالوقوف وراء الهجوم، الذي أدى في البداية إلى خفض إنتاج المملكة من النفط إلى النصف.[146] وقد أنكرت إيران التهمة.[147] وقامت الدول الأعضاء في مجلس الأمن أيضاً كلاً بمفردها بإدانة الهجمات على منشآت نفط أرامكو السعودية.
وعبر غريفيث أيضاً عن مخاوفه بشأن الوضع في جنوب اليمن، حيث تسيطر القوات المرتبطة بالمجلس الانتقالي الجنوبي على عدن بعد انتزاعها من سيطرة الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً. وقال غريفيث إن الموقف يزيد من خطر “ازدياد التشرذم والعنف والنزوح”. ولهذه الأسباب، رحب بجهود الوساطة التي بذلتها السعودية، والتي حاولت في سبتمبر / أيلول جمع وفدين من المجلس الانتقالي والحكومة معاً في جدة (انظر “التطورات السياسية”).
فيما يتعلق باتفاقية ستوكهولم، أفاد المبعوث الخاص أن طرفي النزاع تلقيا اقتراحاً منقحاً حول عمليات إعادة الانتشار المخطط لها في مدينة الحديدة. وقال غريفيث إن عدم إحراز تقدم في مجال حيوي آخر في اتفاقية ستوكهولم، وهو تبادل الأسرى المخطط له، سببه أن أحد طرفي النزاع – لم يذكر اسمه – يطالب بتبادل كامل لجميع الأسرى دفعة واحدة، وليس على دفعات بحسب الاقتراح الأممي الأولي. وبحلول نهاية الشهر كانت سلطات الحوثيين قد أطلقت من جانب واحد مئات المذكورين في القائمة المتفق عليها (انظر “سلطات الحوثين في صنعاء تفرج عن مئات السجناء“). وفيما يتعلق بالجزء الثالث من اتفاقية ستوكهولم، أرجع المبعوث الخاص عدم وجود توجه نحو إلغاء التصعيد في تعز إلى تعقيد الوضع العسكري في المدينة.
دبلوماسية مكوكية يقودها المبعوث الخاص للأمم المتحدة
شملت الدبلوماسية المكوكية الإقليمية لغريفيث خلال شهر سبتمبر / أيلول اجتماعات مع وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي في عمان، ووزير الخارجية السعودي عادل الجبير في جدة، والمتحدث باسم الحوثيين محمد عبد السلام في مسقط، ونائب وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان في جدة. كما التقى غريفيث في نيويورك على هامش فعاليات الجمعية العامة للأمم المتحدة مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط.[148]
تطورات أممية أخرى في سطور
- من 8 إلى 9 سبتمبر / أيلول: في الاجتماع السادس للجنة تنسيق إعادة انتشار في الحديدة على متن سفينة تابعة للأمم المتحدة ترسو قبالة ميناء الحديدة، وافقت الحكومة اليمنية وجماعة الحوثيين المسلحة على تفعيل “آلية تحسين وقف إطلاق النار ونزع التصعيد” التي تم الاتفاق عليها في الاجتماع السابق في يوليو / تموز.[149] ويشمل ذلك إنشاء مركز مراقبة مشتركة بهدف “العمل على نزع التصعيد ومعالجة الحوادث التي تحدث على الأرض من خلال الحفاظ على اتصال مباشر مع ضباط اتصال ميدانيين منتشرين على جبهات محافظة الحديدة”.[150]
- 11 سبتمبر / أيلول: تم تعيين رئيس جديد للجنة تنسيق إعادة الانتشار هو الملازم الهندي المتقاعد أبهيجيت غوها، والذي سيتولى مهمة المراقبة التابعة للأمم المتحدة في الحديدة خلفاً للجنرال مايكل لوليسجارد الذي انتهت ولايته في يوليو / تموز.[151]
- 26 سبتمبر / أيلول: استضافت حكومة السويد اجتماعاً وزارياً مع ممثلين من فرنسا وألمانيا والكويت والصين وروسيا وبريطانيا والولايات المتحدة حول الوضع في اليمن. وأسفر الاجتماع عن اعتماد بيان كرر دعم المبعوث الخاص وحث جميع الأطراف على نزع فتيل التصعيد.
أعد هذا التقرير (حسب الترتيب الأبجدي): أنتوني بيسويل، حمزة الحمادي، ريان بيلي، سبنسر أوسبرغ، سوزان سيفريد، عائشة الوراق، علي عبد الله، غريغوري جونسن، غيداء الرشيدي، فارع المسلمي، فيكتوريا سوير، ماجد المذحجي، نيكولاس أسك، هانا باتشيت، هولي توبهام، وليد الحريري.
تقرير اليمن – “اليمن في الأمم المتحدة” سابقاً – هو نشرة شهرية يصدرها مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية منذ يونيو / حزيران 2016، وتهدف إلى رصد وتقييم التطورات الدبلوماسية والاقتصادية والسياسية والعسكرية والأمنية والإنسانية والحقوقية بشأن اليمن.
لإعداد “تقرير اليمن” يقوم فريق مركز صنعاء في مختلف أنحاء اليمن والعالم بجمع المعلومات والأبحاث، وعقد اجتماعات خاصة مع الجهات المعنية المحلية والإقليمية والدولية لتحليل التطورات المحلية والدولية الخاصة باليمن.
هذه السلسلة الشهرية مصممة لتزويد القراء برؤية سياقية شاملة حول أهم القضايا الجارية في البلاد.
مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية هو مركز أبحاث مستقل يسعى إلى إحداث فارق عبر الإنتاج المعرفي، مع تركيز خاص على اليمن والإقليم المجاور. تغطي إصدارات وبرامج المركز، المتوفرة باللغتين العربية والإنجليزية، التطورات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والأمنية، بهدف التأثير على السياسات المحلية والإقليمية والدولية.
المراجع:
[1] “حريقين في معملين تابعين لشركة أرامكو بمحافظة بقيق وهجرة خريص”، وكالة الأنباء السعودية، 14 سبتمبر / أيلول 2019، https://www.spa.gov.sa/1968903.
[2] المرجع نفسه.
[3] “Saudi Arabia: major fire at world’s largest oil refinery after drone attack,” Guardian News YouTube Channel, September 14, 2019, https://www.youtube.com/watch?v=sz58GyPoY3o.
[4] “Attacks on Saudi oil facilities knock out half the kingdom’s supply,” Reuters, September 14, 2019, https://www.reuters.com/article/us-saudi-aramco-fire/attacks-on-saudi-oil-facilities-knock-out-half-the-kingdoms-supply-idUSKCN1VZ01N.
[5] Sheela Tobben, “Oil Prices Jump Most on Record After Saudi Arabia Strike,” Bloomberg, September 16, 2019,https://www.bloomberg.com/news/articles/2019-09-15/oil-prices-jump-19-after-attack-cuts-saudi-arabian-supplies.
[6] “عملية ’توازن الردع الثانية‘ تقصف مصافي النفط في بقيق وخريص أقصى شرق السعودية”، المسيرة نت، 14 سبتمبر / أيلول 2019، https://www.almasirah.net/details.php?es_id=44831&cat_id=3.
[7] Michelle Nichols and Humeyra Pamuk, “Saudi Arabia consults allies on oil attack, awaits result of investigation: official,” Reuters, September 25, 2019, https://www.reuters.com/article/us-saudi-aramco-attacks-un/saudi-arabia-consults-allies-on-oil-attack-awaits-result-of-investigation-official-idUSKBN1WA1T9.
[8] “France sending experts to investigate Saudi oil attack: Elysee,” Reuters, September 18, 2019, https://www.reuters.com/article/us-saudi-aramco-attacks-macron/france-sending-experts-to-investigate-saudi-oil-attack-elysee-idUSKBN1W30IH.
[9] “Saudi Aramco is gearing up for what could be the largest IPO ever. Here are 10 public offerings its massive listing would dwarf,” Business Insider, September 12, 2019, https://markets.businessinsider.com/news/stocks/10-largest-ipos-in-history-ranked-by-total-proceeds-2019-9-1028521587.
[10] “Saudi Aramco IPO unlikely to happen this year after oil attacks: sources,” Reuters, September 24, 2019, https://uk.reuters.com/article/us-aramco-ipo-timing/saudi-aramco-ipo-unlikely-to-happen-this-year-after-oil-attacks-sources-idUKKBN1W91DA.
[11] “Saudi Arabia to restore oil output fully by end of September: energy minister,” Reuters, September 17, 2019, https://www.reuters.com/article/us-saudi-aramco-energy-production-idUSKBN1W2291.
[12] “Saudi Arabia restores full oil output after attacks, focused on Aramco IPO,” Reuters, October 3, 2019, https://www.reuters.com/article/us-russia-oil-opec-sarabia/saudi-has-restored-oil-output-after-attacks-focused-on-aramco-ipo-energy-minister-idUSKBN1WI0NR.
[13] “Brent Oil Falls Below $60 After Saudis Restore Production,” Oil Price, September 3, 2019, https://oilprice.com/Energy/Energy-General/Brent-Oil-Falls-Below-60-After-Saudis-Restore-Production.html.
[14] “Fitch Downgrades Saudi Arabia to ‘A’; Outlook Stable,” Fitch Ratings, September 20, 2019, https://www.fitchratings.com/site/pr/10091114.
[15] Mike Pompeo Twitter post, September 14, 2019, https://twitter.com/secpompeo/status/1172963090746548225.
[16] “المتحدث باسم قوات التحالف: الدلائل والمؤشرات العملياتية المبدئية في الاستهداف الإرهابي لمعملي النفط في بقيق وخريص تؤكد أن الأسلحة المستخدمة إيرانية”، وكالة الأنباء السعودية، 16 سبتمبر / أيلول 2019، https://www.spa.gov.sa/viewfullstory.php?lang=ar&newsid=1969944#1969944.
[17] Phil Stewart and Parisa Hafezi, “Saudi oil attacks came from southwest Iran, U.S. official says, raising tensions,” Reuters, September 17, 2019, https://www.reuters.com/article/us-saudi-aramco/saudi-oil-attacks-came-from-southwest-iran-u-s-official-says-raising-tensions-idUSKBN1W2184.
[18] “Joint statement by the heads of state and government of France, Germany and the United Kingdom,” Prime Minister’s Office, 10 Downing Street, September 23, 2019, https://www.gov.uk/government/news/joint-statement-by-the-heads-of-state-and-government-of-france-germany-and-the-united-kingdom.
[19] “Iran’s Rouhani says Aramco attacks were a reciprocal response by Yemen,” Reuters, September 16, 2019, https://www.reuters.com/article/us-saudi-aramco-iran-rouhani/irans-rouhani-says-aramco-attacks-were-a-reciprocal-response-by-yemen-idUSKBN1W12AE.
[20] “Iran nuclear deal: Tehran to develop centrifuges for uranium enrichment,” BBC News, September 6, 2019, https://www.bbc.com/news/world-middle-east-49586508.
[21] “Boris Johnson calls for new ‘Trump deal’ with Iran,” Politico, September 24, 2019, https://www.politico.eu/article/boris-johnson-calls-for-new-donald-trump-deal-with-iran/.
[22] Stephen Kalin, “Pompeo says attack was ‘act of war’ on Saudi Arabia, seeks coalition,” Reuters, September 18, 2019, https://www.reuters.com/article/us-saudi-aramco-pompeo/pompeo-says-attack-was-act-of-war-on-saudi-arabia-seeks-coalition-idUSKBN1W32AG.
[23] Roberta Rampton and Asrhad Mohammed, “U.S. blames Iran for Saudi oil attack, Trump says ‘locked and loaded’,” Reuters, September 15, 2019, https://www.reuters.com/article/us-saudi-aramco-attacks/evidence-from-saudi-oil-attack-points-to-iran-not-yemen-u-s-official-idUSKBN1W00SA.
[24] Steve Holland Rania El Gamal, “Trump says he does not want war after attack on Saudi oil facilities,” Reuters, September 16, 2019, https://www.reuters.com/article/us-saudi-aramco/trump-says-he-does-not-want-war-after-attack-on-saudi-oil-facilities-idUSKBN1W10X8.
[25] Missy Ryan and Dan Lamothe, “Pentagon urges restraint after strikes on Saudi oil facilities,” The Washington Post, September 16, 2019, https://www.washingtonpost.com/world/national-security/pentagon-urges-restraint-as-administration-blames-iran-for-saudi-strikes/2019/09/16/58743ae4-d8a5-11e9-adff-79254db7f766_story.html.
[26] “Engel Statement on the Situation in Saudi Arabia,” US House of Representatives Committee on Foreign Affairs, September 17, 2019, https://foreignaffairs.house.gov/press-releases?ID=52EE1D6C-B11E-4F87-93FE-7ACD32BD10CB.
[27] Aimie Willians, “US to send 200 troops and missile system to Saudi Arabia,” Financial Times, September 27, 2019, https://www.ft.com/content/003fd2aa-e0a9-11e9-9743-db5a370481bc.
[28] Nicole Gaouette, Kevin Liptak and Kylie Atwood, “US to send troops and air and missile defense to Saudi Arabia as Trump announces new Iran sanctions after oil attack,” CNN, September 21, 2019, https://edition.cnn.com/2019/09/20/politics/trump-announces-iran-sanctions/index.html.
[29] مقابلات مركز صنعاء مع مسؤولين حوثيين كبار ودبلوماسيين دوليين فضلوا عدم التعريف بهم في سبتمبر / أيلول 2019.
[30] “Yemen’s Houthis propose to Saudi Arabia that both sides halt missile strikes,” Reuters, September 20, 2019, https://www.reuters.com/article/us-yemen-saudi/yemens-houthis-say-will-cease-targeting-saudi-arabia-if-other-side-does-same-al-masirah-idUSKBN1W5261.
[31] Dion Nisseumbaum, “Saudi Arabia Agrees to Partial Cease-Fire in War-Shattered Yemen,” The Wall Street Journal, September 27, 2019, https://www.wsj.com/articles/saudi-arabia-agrees-partial-cease-fire-in-war-shattered-yemen-11569580029.
[32] “Yemen’s Houthis dismiss reports of limited cease-fire deal with Saudi Arabia,” Xinhua, September 28, 2019, http://www.xinhuanet.com/english/2019-09/28/c_138429448.htm.
[33] Mohammed Hatem, Arsalan Shahla, and Hailey Waller, “Houthis, Saudi Prince Weight in As Efforts to End Yemen War Grow, Bloomberg, September 30, 2019, https://www.bloomberg.com/news/articles/2019-09-30/iran-says-saudis-should-end-yemen-strikes-to-ease-tensions.
[34] تغريدة لمحمد علي الحوثي على تويتر، “نورا أودونيل: أنت تقول الليلة أنك تريد التفاوض” 30 سبتمبر / أيلول 2019، https://twitter.com/Moh_Alhouthi/status/1178569668895891457.
[35] تغريدة ليحيى سريع على تويتر، “طيران العدوان يشن اكثر من 39 غارة جوية…”، 30 سبتمبر / أيلول 2019،https://twitter.com/army21ye/status/1178721698016833537.
[36] “Yemen’s Houthis unilaterally release hundreds of detainees,” Reuters, September 30, 2019, https://www.reuters.com/article/us-yemen-security/yemens-houthis-to-release-350-prisoners-including-three-saudis-al-masirah-tv-idUSKBN1WF0RN.
[37] “صنعاء تعلن مبادرة من جانب واحد لإطلاق 350 أسيراً بينهم 3 سعوديين”، المسيرة، 30 سبتمبر / أيلول 2019، https://www.almasirah.net/details.php?es_id=45476&cat_id=3.
[38] “Yemen: 290 detainees were released with the facilitation of the International Committee of the Red Cross (ICRC),” International Committee of the Red Cross, September 30, 2019, https://www.icrc.org/en/document/yemen-290-detainees-were-released-facilitation-international-committee-red-cross-icrc.
[39] “Yemen’s Houthis unilaterally release hundreds of detainees,” Reuters, September 30, 2019. https://www.reuters.com/article/us-yemen-security/yemens-houthis-unilaterally-release-hundreds-of-detainees-idUSKBN1WF0RN
[40] “القوات المسلحة اليمنية تعلن إسقاط ثلاثة ألوية عسكرية بمحور نجران”، سبأ نيوز، 28 سبتمبر / أيلول 2019، https://sabanews.net/ar/news3071860.htm.
[41] “المؤتمر الصحفي لمتحدث القوات المسلحة العميد يحيى سريع – عملية نصر من الله”، المسيرة، 29 سبتمبر / أيلول 2019، https://almasirah.net/gallery/preview.php?file_id=30579.
[42] “Soldiers killed, captured in Yemen rebel attack,” Asia Times, September 30, https://www.asiatimes.com/2019/09/article/soldiers-killed-captured-in-yemen-rebel-attack/.
[43] “وزير الدفاع: العمليات التي خلفها العدو بجبهة نجران ستعمل منها”، المسيرة، 4 أكتوبر / تشرين الأول 2019،https://almasirah.net/details.php?es_id=45626&cat_id=3.
[44] “ما الذي حدث في كتاف والبقع؟ 9 نقاط تشرح بالفيديو وقائع ونتائج أكبر المعارك بين السعودية والحوثيين”، الجزيرة، 29 سبتمبر / أيلول 2019، https://www.aljazeera.net/news/politics/2019/9/29/اليمن–السعودية–كتاف–والبقع–الحوثيون.
[45] “من هو “أبو عبدالله حيدر الذي أوضح نفسه على أولى مراحل عملية” نصر من الله”، الخبر اليمني، سبتمبر / أيلول 29، 2019، https://www.yemenipress.net/archives/166301؛ “متحدث باسم القوات المسلحة: أهداف المرحلة الثانية من القتال في المناطق النائية”، سبأ نيوز، 2 أكتوبر / تشرين الأول 2019، https://www.yemenipress.net/archives/166301.
[46] “Yemen: Latest Developments” ACAPS, September 14, 2019, https://www.acaps.org/country/yemen/crisis/complex-crisis.
[47] Rabie Abu Zamil “Saudi-led coalition destroys 4 Houthi positions,” Anadolu Agency, September 20, 2019, https://www.aa.com.tr/en/middle-east/saudi-led-coalition-destroys-4-houthi-positions-/1589175.
[48] “مواجهات عنيفة في جنوب الحديدة وكسر هجوم لمليشيات الحوثي” نيوز يمن، 1 أكتوبر / تشرين الأول 2019، https://www.newsyemen.net/news46363.html.
[49] Mina Aldroubi, “UAE calls on Yemen government and STC to engage in Saudi-led dialogue,” The National, September 1, 2019, https://www.thenational.ae/world/mena/uae-calls-on-yemen-government-and-STC-to-engage-in-saudi-led-dialogue-1.904925.
[50] Ali Mahmood, “Southern Transitional Council delegations arrives in Saudi Arabia for Yemen talks,” The National, September 4, 2019, https://www.thenational.ae/world/mena/southern-transitional-council-delegation-arrives-in-saudi-arabia-for-yemen-talks-1.906052.
[51] “Yemen’s government starts indirect talks with southern separatists in Saudi Arabia: officials,” Reuters, September 4, 2019, https://www.reuters.com/article/us-yemen-security/yemens-govt-starts-indirect-talks-with-southern-separatists-in-saudi-arabia-officials-idUSKCN1VP1Q6.
[52] “UAE and Saudi Arabia issue joint statement on Yemen,” Relief Web, September 9, https://reliefweb.int/report/yemen/uae-and-saudi-arabia-issue-joint-statement-yemen.
[53] “المجلس الانتقالي الجنوبي يُرحب بالبيان السعودي الإماراتي المشترك”، المجلس الانتقالي في عدن، 9 سبتمبر / أيلول، 2019،https://www.7adramout.net/almashhadalaraby/7161269/بالتفاصيل اندلاع–اشتباكات–في–حرم–مطار–صنعاء–الدولي.
[54] “Yemeni gov’t demand withdrawal of separatist forces before Saudi-backed dialogue,” Xinhua Net, August 15, 2019, http://www.xinhuanet.com/english/2019-08/15/c_138309442.htm.
[55] “What is happening behind the scenes in the Yemen talks,” Al Monitor, September 23, 2019, https://www.al-monitor.com/pulse/originals/2019/09/south-yemen-houthis-government-legitimate-uae-saudi.html.
[56] تغريدة من حساب قناة الجزيرة العربية على تويتر، 5 سبتمبر / أيلول 2019، https://twitter.com/AJArabic/status/1169588488942960641.
[57] “Saudi Arabia boosts troop levels in south Yemen as tensions rise,” Reuters, September 3, 2019, https://www.reuters.com/article/us-yemen-security/saudi-arabia-boosts-troop-levels-in-south-yemen-as-tensions-rise-idUSKCN1VO1FA.
[58] “قوة أمنية تداهم منزل مدير شرطة البريقة السابق”، عدن الغد، 3 سبتمبر / أيلول 2019، http://m.adengad.net/news/407173/.
[59] “عاجل: قوة أمنية تداهم منزل مدير شرطة خور مكسر”، عدن الغد، 3 سبتمبر / أيلول 2019، http://m.adengad.net/news/406980/.
[60] “إصابة 3 مدنيين في هجوم لقوات الحزام الأمني على منزل القيادي محمد البوكري شمال عدن”، المصدر، 8 سبتمبر / أيلول 2019، https://almasdaronline.com/article/ النار-3-مدنيين–في–هجوم–لقوات–الحزام–الأمني–على–منزل–القيادي–محمد–البوكري–شمال–عدن.
[61] “إصابة 3 مدنيين في هجوم لقوات الحزام الأمني على منزل القيادي محمد البوكري شمال عدن”، 26 سبتمبر / أيلول، 12 سبتمبر / أيلول 2019، https://26sep.net/news_details.php?lang=arabic&sid=162362.
[62] “إصابة 3 مدنيين في هجوم لقوات كمين مُسلح يستهدف مجموعة أمني بأبين”، عدن الغد، 11 سبتمبر / أيلول 2019، http://www.adengd.net/news/408575/.
[63] “مسلحون يهاجمون قوات للانتخابات في أبين وإطلاق قيادي في الحادثة”، اليمن أخبار، 13 سبتمبر / أيلول 2019، https://www.yemenakhbar.com/2111085.
[64] “تحضيرات لجولة مواجهات جديدة.. قبائل أبين تعلن النفير دعماً للحكومة”، المصدر أونلاين، 7 سبتمبر / أيلول 2019، https://almasdaronline.com/articles/171411.
[65] “انسحاب أعداد كبيرة لميليشيات هادي من العرقوب وشقرة”، قناة العالم، 19 سبتمبر / أيلول 2019، https://www.alalamtv.net/news / 4444456/انسحاب–عدد–كبيرة–لميليشيات–هادي–من–العرقوب–وشقرة.
[66] “قائد اللواء 39 مدرع يصل إلى شقرة على رأس قوة عسكرية ويدلي بتصريح هام”، عدن الغد، 3 سبتمبر / أيلول 2019، http://adengad.net/news/407111/.
[67] “المقاومة الجنوبية تستهدف منزل محافظ شبوة”، حضرموت نت، 27 سبتمبر / أيلول 2019، https://www.7adramout.net/almashhadalaraby/7171545/عاجلالمقاومة–الجنوبية–تستهدف–منزل–محافظ–شبوة.html.
[68] “الانتقالي الجنوبي يتحرك صوب تعز لمساعدة الخارجين عن القانون وقبائل الصبيحة تتدخل”، المشهد اليمني، 20 سبتمبر / أيلول 2019، https://www.almashhad-alyemeni.com/144681.
[69] التقييم الدولي لتأثير تسرب FSO SAFER الذي حصل عليه مركز صنعاء، سبتمبر / أيلول 2019.
[70] “Under-Secretary-General for Humanitarian Affairs and Emergency Relief Coordinator, Mark Lowcock Briefing to the Security Council on the humanitarian situation in Yemen,” Transcript from the UN Office for the Coordination of Humanitarian Affairs via ReliefWeb, September 16, 2019, https://reliefweb.int/report/yemen/under-secretary-general-humanitarian-affairs-and-emergency-relief-coordinator-mark-21.
[71] “التقييم الدولي لتأثير تسرب FSO SAFER الذي حصل عليه مركز صنعاء، سبتمبر / أيلول 2019.
[72] المرجع نفسه.
[73] المرجع نفسه.
[74] المرجع نفسه.
[75] “قيامة بيئية تلوح في أفق البحر الأحمر – تقرير اليمن، مايو / أيار 2019″، مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية، 6 يونيو / حزيران 2019، https://sanaacenter.org/ar/publications-all/the-yemen-review-ar/7529.
[76] Lowcock, “Under-Secretary-General for…,” transcript, September 16, 2019, https://reliefweb.int/report/yemen/under-secretary-general-humanitarian-affairs-and-emergency-relief-coordinator-mark-21.
[77] “تقرير عن المخاطر البيئية المحتملة لخزان النفط العائم (صافر)”، الجمهورية اليمنية، وزارة المياه والبيئة، 26 سبتمبر / أيلول 2019.
[78] المرجع نفسه.
[79] Elisabeth Kendall Twitter post, September 29, 2019, https://twitter.com/Dr_E_Kendall/status/1178307158003208193.
[80] “50 مقابل 65.. صفقة تبادل أسرى بين الحوثيين وأنصار الشريعة”، الأيام، 19 سبتمبر / أيلول 2019، https://www.alayyam.info/news/7XT77O6G-Y48T4R-1CA3.
[81] “القاعدة يفجرون مقارا للحزام الأمني في أبين”، اليمن أخبار، 5 سبتمبر / أيلول 2019، https://www.yemenakhbar.com/2101332.
[82] “Al-Qaeda seize control of south Yemen district,” Middle East Monitor, September 9, 2019, https://www.middleeastmonitor.com/20190909-al-qaeda-seizes-control-of-southern-yemen-district.
[83] “Joint forces blew up the home of a senior Al-Qaeda leader in Hadramawt,” Al-Mashhad al-Yemeni, September 16, 2019,https://www.almashhad-alyemeni.com/144330.
[84] “إصابة 3 مدنيين في هجوم لقوات الحزام الأمني على منزل القيادي محمد البوكري شمال عدن “، 26 سبتمبر / أيلول 2019، https://26sep.net/news_details.php?lang=arabic&sid=162362.
[85] “A soldier was killed and three others were injured in an explosion in Hadramawt governorate” Al-Mashhad al-Yemeni, September 13, 2019, https://www.almashhad-alyemeni.com/144062.
[86] “مقتل قائد عسكري سعودي برتبة عقيد وجنوده بحضرموت”، الجزيرة، 20 سبتمبر / أيلول 2019، https://www.aljazeera.net/news/politics/2019/9/19/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%85%D9%86-%D8%B6%D8%A7%D8%A8%D8%B7-%D8%B3%D8%B9%D9%88%D8%AF%D9%8A-%D8%A7%D9%86%D9%81%D8%AC%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AD%D8%A7%D9%84%D9%81.
[87] “Yemen’s Houthis kill suspected ‘Saudi agent’ assassin of leader’s brother,” The New Arab, September 12, 2019, https://www.alaraby.co.uk/english/news/2019/9/11/yemens-houthis-kill-suspected-assassin-of-leaders-brother.
[88] “The Southern Implosion — The Yemen Review, August 2019,” Sana’a Center for Strategic Studies, September 4, 2019, https://sanaacenter.org/publications/the-yemen-review/8016#Brother_Houthi_leader.
[89] “بالتفاصيل.. اندلاع اشتباكات في حرم مطار صنعاء الدولي”، حضرموت نت، 17 سبتمبر / أيلول 2019، https://www.7adramout.net/almashhadalaraby/7161269/%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%81%D8%A7%D8%B5%D9%8A%D9%84%D8%A7%D9%86%D8%AF%D9%84%D8%A7%D8%B9-%D8%A7%D8%B4%D8%AA%D8%A8%D8%A7%D9%83%D8%A7%D8%AA-%D9%81%D9%8A-%D8%AD%D8%B1%D9%85-%D9%85%D8%B7%D8%A7%D8%B1-%D8%B5%D9%86%D8%B9%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D9%8A.html.
[90] “Houthi militia recognizes the death of two of its most important leadership with a number of soldiers,” Al-Masshad al-Yemeni, September 23, 2019, https://www.almashhad-alyemeni.com/144927.
[91] “Houthis Order Seizure of Assets of 35 Deputies,” Asharq al-Awsat, September 15, 2019, https://aawsat.com/english/home/article/1903216/houthis-order-seizure-assets-35-deputies.
[92] “43عضوا بمجلس الشورى يؤدون اليمين الدستورية أمام الرئيس المشاط” سبأ نيوز، 14 سبتمبر / أيلول 2019، https://sabanews.net/ar/news3067723.htm.
[93] Yemen’s newly-appointed finance, foreign ministers sworn in,” Xinhua New, September 21, 2019, http://www.xinhuanet.com/english/2019-09/21/c_138411074_2.htm.
[94] “بعد لقاءات معارضين بدبلوماسيين روس وبريطانيين وسعوديين..المهرة إلى أين؟” المصدر، 5 سبتمبر / أيلول 2019، https://almasdaronline.com/articles/171333.
[95] “صنعاء.. الحوثيون يفتتحون «حسينيات» بمناسبة يوم عاشوراء”، الأيام، 8 سبتمبر / أيلول 2019، https://www.alayyam.info/news/7XDH9D41-V8PQA1-6072.
[96] Emad al-Marshahi, “Yemen prepares mass rally to mark fifth anniversary of September 21st revolution.” Uprising Today, September 21, 2019, https://uprising.today/yemen-prepares-mass-rally-to-mark-fifth-anniversary-of-september-21st-revolution/.
[97] Aisha al-Warraq, “A Yemeni Travel Odyssey: Unpredictable Airports and Risky Roads,” Sana’a Center for Strategic Studies, October 4, 2019, https://sanaacenter.org/publications/analysis/8186.
[98] “As school year starts in Yemen, 2 million children are out of school and another 3.7 million are at risk of dropping out,” Reliefweb, September 25, 2019, https://reliefweb.int/report/yemen/school-year-starts-yemen-2-million-children-are-out-school-and-another-37-million-are.
[99] المرجع نفسه.
[100] “If Not In School” UNICEF, March 2018, https://www.unicef.org/yemen/media/721/file/yem-if-not-in-school-2018-en.pdf.pdf.
[101] المرجع نفسه.
[102] “Children and armed conflict, Report of the Secretary-General,” United Nations General Assembly Security Council, June 20, 2019, p. 29, https://www.un.org/ga/search/view_doc.asp?symbol=S/2019/509&Lang=E
[103] “Resolution adopted by the Human Rights Council on 26 September 2019, 42/2 Human rights situation in Yemen,” UN General Assembly Human Rights Council, October 2, 2019, https://www.ohchr.org/EN/HRBodies/HRC/RegularSessions/Session42/Pages/ResDecStat.aspx.
[104] “If Not In School” UNICEF, March 2018, https://www.unicef.org/yemen/media/721/file/yem-if-not-in-school-2018-en.pdf.pdf.
[105] “Situation of human rights in Yemen…” report of the Group of Eminent International and Regional Experts, September 3, 2019, https://www.ohchr.org/EN/HRBodies/H RC/YemenGEE/Pages/Index.aspx
[106] “Resolution adopted by the Human Rights Council on 26 September 2019, 42/2 Human rights situation in Yemen,” UN General Assembly Human Rights Council, October 2, 2019, https://www.ohchr.org/EN/HRBodies/HRC/RegularSessions/Session42/Pages/ResDecStat.aspx..
[107] “Human Rights Council votes by majority in favor of extension of mandate of panel of experts on Yemen,” Al-Masdar Online, September 27, 2019, https://almasdaronline.com/article/human-rights-council-votes-by-majority-in-favor-of-extension-of-mandate-of-panel-of-experts-on-yemen.
[108] “Situation of human rights in Yemen…” report of the Group of Eminent International and Regional Experts, September 3, 2019, https://www.ohchr.org/EN/HRBodies/HRC/YemenGEE/Pages/Index.aspx.
[109] “Resolution adopted by the Human Rights Council on 26 September 2019, 42/2 Human rights situation in Yemen,” UN General Assembly Human Rights Council, October 2, 2019, https://www.ohchr.org/EN/HRBodies/HRC/RegularSessions/Session42/Pages/ResDecStat.aspx.
[110] “Deadly airstrike hits market in Yemen,” The Guardian, July 6, 2015, https://www.theguardian.com/world/2015/jul/06/air-strike-hits-marketplace-aden-yemen.
[111] “Fayoush Market Strike,” Bellingcat Yemen Project, February 21, 2019, https://yemen.bellingcat.com/investigations/the-yemen-project-ade10001-fayoush-market-strike.
[112] “Yemen: Attacks causing grave civilian harm,” Bellingcat press statement, September 2, 2019.
[113] “Death toll from prison attack rises to 156: Houthi,” Anadolu Agency, September 5, 2019, https://www.aa.com.tr/en/middle-east/death-toll-from-prison-attack-rises-to-156-houthi/1574312.
[114] “The Southern Implosion — The Yemen Review, August 2019,” Sana’a Center for Strategic Studies, September 4, 2019, https://sanaacenter.org/publications/the-yemen-review/8016.
[115] “Coalition: Dhamar raid targeted militia drones,” Agencies via Gulf News, September 2, 2019, https://gulfnews.com/world/gulf/yemen/coalition-dhamar-raid-targeted-militia-drones-1.66169436.
[116] “The Abs Prison Strike,” Bellingcat Yemen Project, April 28, 2019, https://yemen.bellingcat.com/investigations/haj-10005-the-abs-prison-strike.
[117] “Situation of human rights in Yemen, including violations and abuses since September 2014,” report of the Group of Eminent International and Regional Experts as submitted to the UN High Commissioner for Human Rights, September 3, 2019, p. 44, https://www.ohchr.org/EN/HRBodies/HRC/YemenGEE/Pages/Index.aspx.
[118] المرجع نفسه، الصفحة 45.
[119] المرجع نفسه، الصفحة 171-172.
[120] “Situation of human rights in Yemen…” report of the Group of Eminent International and Regional Experts, September 3, 2019, https://www.ohchr.org/EN/HRBodies/HRC/YemenGEE/Pages/Index.aspx.
[121] المرجع نفسه، الصفحة 32.
[122] “Scores of people killed and wounded in Amran and Al Dhale’e,” United Nations Office of the Resident Coordinator and Humanitarian Coordinator for Yemen via ReliefWeb, September 24, 2019, https://reliefweb.int/sites/reliefweb.int/files/resources/Yemen_HC%20Statement_24%20September%202019_FINAL.pdf.
[123] المرجع نفسه.
[124] “Victims of Al-Adwan Massacre in Al-Dhali rise to 16 martyrs, mostly women and children (names + photos),” Al-Masirah, September 24, 2019, http://www.almasirah.net/details.php?es_id=45240&cat_id=3.
[125] “Yemen: Save the Children Calls for Investigation into Killing of Five Children,” Save the Children via ReliefWeb, September 24, 2019, https://reliefweb.int/report/yemen/yemen-save-children-calls-investigation-killing-five-children.
[126] “Life-saving services at risk as humanitarian funding dries up in Yemen,” United Nations Population Fund, September 6, 2019, https://www.unfpa.org/news/life-saving-services-risk-humanitarian-funding-dries-yemen.
[127] “UN: 350,000 Yemenis displaced in 2019” Middle East Monitor, September 12, 2019, https://www.middleeastmonitor.com/20190912-un-350000-yemenis-displaced-in-2019/.
[128] “Emergency Relief Coordinator Thanks Saudi Arabia for $500 million for United Nations Agencies in Yemen,” UN Office for the Coordination of Humanitarian Affairs, New York, September 25, 2019, https://reliefweb.int/sites/reliefweb.int/files/resources/ERC%20THANKS%20SAUDI%20ARABIA%20FOR%20%24500%20MILLION%20FOR%20UNITED%20NATIONS%20AGENCIES%20IN%20YEMEN.pdf
[129] “Prolonged conflict would make Yemen the poorest country in the world, UNDP study says” UNDP, September 26, 2019, https://www.undp.org/content/undp/en/home/news-centre/news/2019/Prolonged_conflict_would_make_Yemen_poorest_country_in_world_UNDP.html.
[130] “Sanaa Central Bank Suspends 6 of Yemen’s Largest Remittance Networks,” Al Masdar, September 6, 2019, https://almasdaronline.com/articles/171851.
[131] “Text of the Republic Decrees Released Today,” Al-Ittihad, September 19, 2019, https://www.alittihadnet.net/news7440.html.
[132] “Yemen President Names New Central Bank Governor, Moves HQ to Aden,” Reuters, September 18, 2016, https://www.reuters.com/article/us-yemen-cenbank/yemen-president-names-new-central-bank-governor-moves-hq-to-aden-idUSKCN11O0WB.
[133] “Text of the Republic Decrees Released Today,” Al-Ittihad, September 19, 2019, https://www.alittihadnet.net/news7440.html.
[134] حافظ معياد، “أستغرب مصدر مقرب من محافظ البنك المركزي” منشور فيسبوك، 29 يوليو / تموز 2019، https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=358334048434010&id=100027722542809&ref=content_filter.
[135] مقابلة لمركز صنعاء مع مسؤول بنكي يمني كبير في 19 سبتمبر / أيلول 2019.
[136] مقابلات مركز صنعاء مع مسؤولين أممين في مارس / آذار وأبريل / نيسان وسبتمبر / أيلول 2019.
[137] مقابلة لمركز صنعاء مع مسؤول حكومي في 2 أكتوبر / تشرين الأول 2019.
[138] مقابلات مركز صنعاء مع مسؤولين مقيمين في عدن في 12 سبتمبر / أيلول 2019.
[139] “Speech by President Emmanuel Macron at the UN General Assembly,” (fr), The Elysee Palace, September 24, 2019, ,https://www.elysee.fr/emmanuel-macron/2019/09/24/discours-du-president-emmanuel-macron-a-la-tribune-de-lassemblee-generale-onu.
[140] المرجع نفسه.
[141] Donald Trump, “Remarks by President Trump to the 74th Session of the United Nations General Assembly,” The White House, September 25, 2019, https://www.whitehouse.gov/briefings-statements/remarks-president-trump-74th-session-united-nations-general-assembly/.
[142] “Sisi’s full speech at UN General Assembly,” Egypt Today, September 26, 2019, https://www.egypttoday.com/Article/1/58127/Sisi-s-full-speech-at-UN-General-Assembly.
[143] “Only international actions can settle the world’s ‘enormous and diverse cross-border challenges’, Qatar tells UN Assembly,” UN Newsroom, September 24, 2019, https://news.un.org/en/story/2019/09/1047282.
[144] “At UN, Iran proposes ‘coalition for hope’ to pull Gulf region from ‘edge of collapse’,” UN News, September 25, 2019, https://news.un.org/en/story/2019/09/1047472.
[145] “Briefing of the Special Envoy of the Secretary-General for Yemen to the open session of the Security Council,” Office of the Special Envoy of the Secretary-General for Yemen, September 16, 2019, https://osesgy.unmissions.org/sites/default/files/seco_briefing_sept_as_delivered.pdf.
[146] Jon Gambrell and Zeke Miller, “Trump: US locked and loaded for response to attack on Saudis,” The Associated Press , September 15, 2019, https://www.apnews.com/269744b35e16422fa746b0c1504ceb4f.
[147] المرجع نفسه.
[148] Office of the Special Envoy of the Secretary-General for Yemen, official Twitter account, https://twitter.com/OSE_Yemen.
[149] “Note to Correspondents: Redeployment Coordination Committee (RCC) Joint Press Statement – The Sixth Joint RCC Meeting,”UN Secretary-General’s Office, September 9, 2019, https://www.un.org/sg/en/content/sg/note-correspondents/2019-09-09/note-correspondents-redeployment-coordination-committee-%28rcc%29-joint-press-statement-the-sixth-joint-rcc-meeting-scroll-down-for-arabic
[150] “Yemen Briefing and Consultations,” What’s in Blue, July 17, 2019, https://www.whatsinblue.org/2019/07/yemen-briefing-and-consultations-11.php.
[151] “Letter dated 11 September 2019 from the President of the Security Council addressed to the Secretary-General,” United Nations Security Council, September 12, 2019, https://www.securitycouncilreport.org/atf/cf/%7B65BFCF9B-6D27-4E9C-8CD3-CF6E4FF96FF9%7D/S_2019_735.pdf