احتلت اليمن خلال السنوات الأخيرة مكانًا في وسائل الإعلام ومراكز البحوث الإسرائيلية، ولذا يترجم مركز صنعاء بشكل دوري ومستمر أبرز التقارير والمقالات التحليلية بوصفها جزءًا من اهتمامات مركز صنعاء للدراسات، والمقاربات الإقليمية التي يقدمها.
وتركزت التقارير الأخيرة في إسرائيل على الهجمات التي تشنها جماعة الحوثيين المسلحة على الإمارات والسعودية، وإمكانية أن تكون منشآت حيوية إسرائيلية هدفًا للحوثيين، خصوصًا مع طلب أبوظبي دفاعات جوية من تل أبيب.
ويترجم مركز صنعاء بشكل دوري ومستمر أبرز التقارير والمقالات التحليلية بوصفها جزءًا من اهتماماته، والمقاربات الإقليمية التي يقدمها.
هل ميناء إيلات الإسرائيلي الهدف التالي لهجوم الحوثيين بطائرة مسيرة؟
نشر يوسي ملمان[1] مقالًا في صحيفة هآرتس أشار فيه إلى إدانة رئيس الوزراء الإسرائيلي “نفتالي بينيت” هجوم جماعة الحوثيين بالطائرات المسيّرة والصواريخ على المنشآت النفطية والمطار الدولي في أبوظبي.
وقال ملمان إن الرسالة لم تكن موجهة فقط للولايات المتحدة وإسرائيل مع استئناف المحادثات النووية، ولكنها أيضًا لدول الخليج، في أعقاب استئناف تحركات الإمارات في اليمن. الرسالة مفادها أن إيران، من خلال وكلائها في الشرق الأوسط، ليس لديها أي نية للتراجع عن طموحها في الهيمنة الإقليمية -ليس في سوريا أو لبنان أو العراق أو اليمن. وربما يكون الهجوم أيضًا تعبيرًا عن إحباط الحوثيين المتزايد من جهودهم الفاشلة على مدار العامين الماضيين لغزو مأرب.
وأشار إلى أن الهجوم انطلق من الأراضي اليمنية، التي تبعد حوالي 1200 كيلومتر (745 ميلًا) من أبو ظبي. وقال إن المسافة من منطقة الإطلاق هذه إلى إيلات الإسرائيلية هي 1500 كيلومتر.
سبق للحوثيين أن هددوا بإطلاق صواريخ على إسرائيل، وتتعامل مؤسسة الدفاع الإسرائيلية مع هذه التهديدات بجدية. وقال رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق بنيامين نتنياهو ذات مرة إن اليمن بمثابة تهديد آخر لإسرائيل، وبعد تعليقاته، من المحتمل أن إسرائيل كثفت جهود جمع المعلومات الاستخبارية خاصة حول التعاون بين الحوثيين وفيلق الحرس الثوري الإيراني وفيلق القدس. من الممكن أيضًا أن تكون إسرائيل قد عززت قدراتها في الكشف عن الصواريخ والطائرات دون طيار واعتراضها على الجبهة الجنوبية.
ترى إسرائيل أهمية إستراتيجية في حرية الحركة البحرية إلى جنوبها، وهو ما يفسر سبب عمل قواتها الجوية والبحرية بالقرب من منطقة اليمن لعقود. وفقًا لتقارير وسائل الإعلام الأجنبية، ما تزال إسرائيل تفعل ذلك حتى اليوم. يتعيّن على إسرائيل مواجهة احتمال أن تجد نفسها تحت هجوم من اليمن أيضًا، كجزء من حرب واسعة النطاق.
هناك درس آخر نستخلصه من الهجوم على أبو ظبي. إلى جانب الولايات المتحدة، التي أصبح مستوى التزامها تجاه أصدقائها في الشرق الأوسط وأماكن أخرى حول العالم موضع تساؤل، فإن الإمارات لديها حليف مهم آخر: إسرائيل. كان الحذر المشترك من إيران أحد الحوافز لتوقيع اتفاقات إبراهام قبل عامين. قد يتعمق التعاون بين البلدين في أعقاب الهجوم الأخير، ويمكن أن نرى في المستقبل القريب اقتناء الإمارات الرادار الإسرائيلي، والقبة الحديدية، وأنظمة مقلاع ديفيد. المناقشات حول هذا الموضوع مستمرة منذ بعض الوقت بالفعل.
في سياق متصل قال يوحنان ڤيسر[2] إن ما كُشف مؤخرًا بأن الجيش الإسرائيلي كان يدرس تفاصيل هجوم الحوثيين على الإمارات، وأن معلومات تفيد بإمكانية شن مثل هذا الهجوم على إسرائيل قريبًا.
لمواجهة هذا الهجوم ترغب الإمارات في شراء المزيد من أنظمة Skylock الإسرائيلية المضادة للطائرات بدون طيار.
قال “إيتسلك هوبر” الرئيس التنفيذي لشركة Skylock Systems لموقع ميديا لاين: نظرًا للحادث الذي وقع هذا الأسبوع، فإنهم يسألوننا عما يمكننا تزويدهم به، في أسرع وقت ممكن، من قائمة طويلة من الأنظمة.
إيران أو المتمردون الحوثيون هزموا الإمارات في نقطة ضعفها؛ هي دولة صغيرة تعتمد على تجارة النفط والاستثمار الأجنبي والسياحة، ويصعب عليها الصمود أمام الهجوم على أهدافها الاقتصادية، بينما تهدف هجمات الحوثيين إلى إيصال رسالة مفادها بضرورة تخفيف الهجمات في اليمن، وأنهم قادرون على ضرب أهداف أكبر مثل: برج خليفة في دبي.
الحوثيون يعيدون رسم خريطة الشرق الأوسط بعد الهجوم على الإمارات
قال سيث جي فرانتزمان[3] إن الهجوم على الإمارات كان بمثابة تحذير شديد اللهجة من إيران للإمارات. رغم أن الهجوم غير مسبوق إلا أنه حدث في المنطقة بالفعل حين هاجمت إيران منشأة بقيق السعودية في سبتمبر 2019 في هجوم مماثل كان يُنظر إليه في المنطقة على أنه جرس إنذار كبير.
الإمارات قد تكون أكثر عرضة للخطر؛ بسبب عدد سكانها الكبير من الوافدين، وحقيقة أنها وجهة سياحية رئيسية. والهدف من هجوم الحوثيين على الإمارات سحب دعمها عن جماعات في اليمن.
تختبئ إيران وراء مجموعات مثل الحوثيين متظاهرة أن “الميليشيا” هي من نفذت الهجمات. لكن من المرجح أن الحرس الثوري الإيراني ساعد في التخطيط للهجوم.
يبدو أن التصريحات حول الهجوم تشير إلى أن هذا كان حادثًا خطيرًا. كان يمكن أن يكون أسوأ بكثير. كما إنه كان رمزيًا؛ حيث يظهر مدى قدرة الحوثيين وداعميهم الإيرانيين في نشر الفوضى وخاصة بعد أن قالت شركة الاتحاد للطيران، إن هناك عطلًا محدودًا للرحلات الجوية.
الولايات المتحدة لديها قاعدة جوية في الإمارات، وستكون هناك تساؤلات حول سبب عدم صد الدفاعات الجوية للهجوم. وتبحث السعودية عن مزيد من الدفاعات الجوية لوقف هجمات مماثلة.
تعود المخاوف بشأن تهديدات الحوثيين لإسرائيل إلى سنوات. أفادت تقارير في يناير 2021 أن صور الأقمار الصناعية رصدت في اليمن طائرة دون طيار إيرانية جديدة تدعى “شاهد 136″، وأن مداها يمكن أن يصل إلى إسرائيل.
وما يثير الاهتمام أن تقريرًا ادعى أن هذه العملية لها أبعاد عسكرية، ورسالة واضحة لإسرائيل مفادها أن أي عمل عسكري ضد اليمن يعني تدمير السفن والقواعد البحرية الإسرائيلية، وأن تحركات التحالف العربي بقيادة السعودية لن تدوم طويلًا ولن تمر دون رد.
هاجمت إيران عدة سفن تجارية في المياه قبالة الإمارات وسلطنة عمان، واستهدفت ناقلة في يوليو 2021 بطائرات مسيرة. يبدو أن إيران تعتقد أن هذه السفن مرتبطة بإسرائيل. كما ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال العام الماضي أن إسرائيل قصفت السفن الإيرانية المتجهة إلى سوريا. إضافة إلى ذلك، تعرضت سفينة سافيز “السفينة الأم” التي يُزعم أنها مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني للهجوم العام الماضي في البحر الأحمر. كما نشرت وسائل إعلام إيرانية شائعات في الماضي حول عمل إسرائيل مع الإمارات، ومنها إدعاء شبكة Press TV حول “تحالف التجسس الإسرائيلي في جزيرة سقطرى اليمنية”.
يدعي الحوثيون الآن أن الحادث الأخير قد يؤدي إلى مزيد من العمليات. وأن “أي نشاط عسكري معادٍ في المياه اليمنية سيُقابل برد مباشر، ولن تكون المياه اليمنية مسرحًا لتحركات معادية أبدًا، والبحرية اليمنية [الحوثية] قادرة على تنفيذ مثل هذه العمليات”.
هل الحوثيون قادرون على وقف حركة النقل البحري إلى إسرائيل؟
قال ميخائيل ستار[4] في صحيفة جيروزاليم بوست إن التحالف زعم استخدام الحوثيين الألغام البحرية والقوارب المتفجرة لتعطيل حركة النقل البحرية في البحر الأحمر. إذا كان الحوثيون يمتلكون تقنيات الأسلحة البحرية للوفاء بتهديداتهم، فإن هذا لن يكون مصدر قلق للتحالف السعودي فحسب، بل لإسرائيل أيضًا.
وقال ستار إن الهجمات التي شنها الحوثيون مؤخرًا على سفن في البحر الأحمر أضفت مصداقية على تحذيراتهم. في 5 يناير، تعرضت ناقلة نفط للهجوم بالقرب من ميناء الحديدة الذي يسيطر عليه الحوثيون. واختطف الحوثيون، في 3 يناير، سفينة إماراتية، وزعموا أنها كانت بمثابة تحذير لإسرائيل بأن “تحركات العدو الصهيوني” في البحر ستنتهي.
وزعم السعوديون أن الحوثيين نشروا بالفعل 247 لغمًا بحريًا، و 100 قارب متفجر في البحر. ومن هنا يمكن توجيه هذه الأسلحة إلى “العدو الصهيوني”.
قال سكوت سافيتز، كبير المهندسين في مؤسسة RAND: ” إن القوارب المتفجرة تشكل تهديدًا، وذلك اعتمادًا على حجم القارب المحمّل بالمتفجرات وحجم الهدف”.
وقال لصحيفة جيروزاليم بوست: “بعض سفن الحاويات الكبيرة هذه الأيام، مثل إيفر جيفن … قد لا تتمكن [المتفجرات] من إغراقها”. “يمكنها إحداث بعض الضرر، بالنظر إلى المكان الذي أُصيبت فيه، أو يمكن أن تؤدي إلى قدرة محدودة على التوجيه، أو فقدان بعض حمولتها أو إتلاف نظام الدفع … بشكل عام، السفن التي تحمل النفط مزدوجة الهيكل. إذا حدث انفجار هائل بما فيه الكفاية، فقد يتمكن من ثقب الهيكل الداخلي”.
وأضاف: “تعد الألغام مشكلة شائنة، وقد شهدنا عدة حالات في العقود القليلة الماضية من الألغام على طول الطرق التجارية الرئيسية”، “السفن التجارية الكبيرة في كثير من الحالات لن تغرق، أو على الأقل ليس على الفور، إذا تعرضت للألغام. [الأمر] يعتمد على الظروف، لكنها ستواجه درجة معينة من الضرر وقد لا تتمكن من إنهاء رحلاتها”.
قال سافيتز: إن الألغام لا تفرض حصارًا أبدًا، بل تخلق موقفًا محفوفًا بالمخاطر، وحينها يمكن لمتخذي القرار فقط تحديد ما إذا كان ذلك قد أدى في الواقع إلى إغلاق الممر المائي أم لا.”
تزيد الأسلحة من مخاطر السفر، وإذا قررت أطقم السفن البحرية والشركات أن عبور البحر الأحمر لا يستحق التكلفة، فإنهم سيغلقون المسار بأنفسهم. يرتفع النفور من المجازفة اعتمادًا على كثافة الألغام وتكرار هجمات القوارب.
يجب اتخاذ تدابير أمنية ليس لوقف الهجمات الفردية على السفن فحسب ولكن أيضًا لطمأنة الأطقم والشركات في جميع أنحاء الصناعة. ومع ذلك، فإن هذه الإجراءات ليست بهذه البساطة.
قال سافيتز: “يمكن إزالة أي حقل ألغام”. لكن الحد من المخاطر المصاحبة يتطلب معدات متخصصة … غالبًا ما تكون سفنًا متخصصة، وأحيانًا أخرى طائرات هليكوبتر متخصصة، وأفراد. أفضل وقت لمنع تشكيل حقل الألغام هو قبل أن يبدأ. بالنظر إلى أن السعوديين يقولون إن هذا [ما سيفعله الحوثيون]، فمن المرجح أن يحدث هذا. قد تكون المراقبة الدقيقة قادرة على الأقل على تخفيف التهديد”.
أما بالنسبة للقوارب المتفجرة، فقد تتمكن السفن التجارية من صدها من خلال إعادة توظيف الأفراد الحاليين. يمكن تدريب مقاولي الأمن البحري الذين يستخدمون لدرء القرصنة الصومالية وتجهيزهم لوقف القوارب المتفجرة أيضًا.
نظرًا لمصداقية التهديد والمخاطر التي يتعرض لها الشحن الإسرائيلي في البحر الأحمر، ستحتاج إسرائيل إلى الاستثمار في معدات وأفراد وكاسحات الألغام، والتفكير في تدريب الأمن البحري الإسرائيلي لصد هجمات الزوارق المحملة بالمتفجرات. بالنظر إلى أن هذا يمثل أيضًا تحديًا للتحالف السعودي، فقد يتغلبون عليه معًا.
هل يعطي الحوثيون أولوية لحل تفاوضي لإنهاء الحرب؟
قالت مايا كارلين[5] في موقع Jewish News Syndicate إن الحوثيين نفذوا منذ تولي إدارة بايدن السلطة أنشطة إرهابية، وصعّدوا الحرب الأهلية في اليمن، وقوضوا بشكل صارخ الجهود الدولية للحفاظ على السلام الإقليمي في الشرق الأوسط. يعد شهر نوفمبر نموذجًا حيث واصلوا هجومهم في اليمن، رغم الجهود الأمريكية -السعودية لتنفيذ حل تفاوضي للصراع.
قالت “كارلين” إذا أراد البيت الأبيض تحقيق هدفه بإنهاء الصراع في اليمن، يجب أن يغير نهجه من سياسة الاسترضاء إلى سياسة يمكن أن يأخذها كل من الحلفاء والخصوم على محمل الجد.
جعل الرئيس جو بايدن فور توليه منصبه تقريبًا، إنهاء الحرب في اليمن والدعم الأمريكي للجهود العسكرية التي تقودها السعودية أولوية. لم يكن الهدف المتمثل في حل الكارثة الإنسانية المدمرة التي أودت بحياة وتشريد الآلاف من المدنيين هو المشكلة؛ بل التكتيكات والقرارات التي اتُخذت لتطبيق هذا الهدف.
أولًا، تراجعت إدارة بايدن عن القرار الذي اتخذه ترامب خلال فترة ولايته بتصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية. وبعد أقل من 48 ساعة، اضطر مسؤولو البيت الأبيض إلى إدانة الحوثيين لقيامهم بأنشطة إرهابية تستهدف المدنيين وإطالة أمد عمليات عسكرية جديدة في اليمن. لم تكن هناك أي تداعيات على الحوثيين “المتمردين” سوى البيان الصحفي الصارم الذي نشرته وزارة الخارجية.
بعد ذلك، اقترحت الرياض اتفاقية لوقف إطلاق النار تشرف عليها الأمم المتحدة. انتقد الحوثيون الاقتراح على الفور وشرعوا في مواصلة هجومهم في محافظة مأرب اليمنية، مما أدى إلى نزوح آلاف المدنيين. رحبت الولايات المتحدة بالمبادرة، لكن لم يتوانَ الحوثيون عن أعمالهم.
والسؤال: لماذا يعطي الحوثيون الأولوية لحل تفاوضي لإنهاء الحرب وهم يحصلون أساسًا على تصريح بمواصلة عملياتهم العسكرية؟
تؤكد الإجراءات الأخيرة التي اتخذها الحوثيون من الاحتجاز التعسفي لموظفي الحكومة الأمريكية على عدم اهتمامهم بالسعي إلى وقف سلمي للصراع.
إذا أرادت أمريكا رؤية نتائج مختلفة في اليمن، فعليها التفكير في تكتيكات مختلفة. إن شطب الحوثيين من تصنيفهم كإرهابيين، وعدم إدانة جديتهم للتفاوض على حل أدى إلى تمكين الجماعة التي تقودها إيران.
السعودية لا تزال تحلم بحسم المعركة في اليمن
قال شاحر كلايمان[6] في صحيفة إسرائيل هيوم إن كل من اعتقد في سبتمبر الماضي أن المفاوضات بين كبار المسؤولين السعوديين والإيرانيين في بغداد ستؤتي ثمارها بشأن الحرب في اليمن ثبت له بطلان هذا الأمر بسبب الهجوم واسع النطاق على صنعاء الذي استهدف عناصر إيرانية.
وقال كلايمان إنه على الرغم من تورط السعودية في اليمن، إلا أنه ما تزال لديها الرغبة في إعادة توحيد الدولة المنقسمة. ويرجع ذلك؛ لأن قيام دولة للحوثيين من شأنه أن يشكل إنجازًا غير مسبوق لإيران. كما أن هذا الواقع سيكون له تداعيات استراتيجية على الأمن القومي للمملكة.
إن سيناريو هجوم الطائرات دون طيار الذي تخشاه إسرائيل، تحقق في السعودية في صورة أكثر تطرفًا، حين هاجمت الطائرات المسيّرة منشآت النفط والمطارات في السنوات الأخيرة. علاوة على ذلك، فإن مكانة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان على المحك.
أراد ابن سلمان من خلال هذه الحرب إظهار نفسه بوصفه قائدًا أمنيًا إقليميًا. ربما لهذا السبب أصبحت الأزمة في اليمن قضية حساسة للسعودية – موضوع محرج لا ينبغي الحديث عنه -يجب التعامل معها بحذر شديد. لم يكن من الممكن رؤية هذا إلا مؤخرًا بعد انتقادات هزيلة إلى حد ما لوزير الإعلام اللبناني حول الحرب، حيث اندلعت أزمة دبلوماسية مع الرياض التي تبعتها بقية دول الخليج.
وفيما يتعلق بقدرة إيران في التأثير على الحوثيين، قدَّر تقرير نشرته مجلة الإيكونوميست أن إيران ليس لديها الكثير لمساعدة السعودية في أزمة اليمن؛ حيث لا تملك سيطرة مطلقة على الحوثيين، وليس لدى المملكة ما تقدمه، إلا أن المعلقين اليمنيين يختلفون فيما يتعلق بمسألة هل أن النفوذ الإيراني محدود أم أن طهران قادرة على الضغط عليهم بقطع الإمداد بالسلاح.
بن سلمان يستعد لجميع سيناريوهات الحرب ضد إيران
قال يوني بن مناحيم[7] في المركز المقدسي لشؤون الجمهور والدولة إن السعودية بقيادة محمد بن سلمان، الرجل الأقوى في المملكة، تستعد لجميع السيناريوهات في الحرب ضد خطر النووي الإيراني.
بدأت المحادثات بين إيران والسعودية سرًا في أبريل في العاصمة بغداد. يحاول ابن سلمان إنقاذ ما تبقى، أو يقدم على الأقل إنجازًا يحقق السلام للسعودية مثل: وقف الهجمات الحوثية من اليمن على المدن السعودية ومنشآتها النفطية.
جدل حول وفاة “مبعوث إيران” لدى الحوثيين
قال سيث جي فرانتزمان في صحيفة جيروزاليم بوست إن المرشد الأعلى لإيران آية الله خامنئي كتب في 22 ديسمبر، عن وفاة السفير الإيراني لدى اليمن حسن إيرلو وذكر أنها شبيهة بالاستشهاد.
وأضاف أن قصة الرحلة التي نقلت إيرلو إلى العراق تظهر مدى أهمية إيرلو بالنسبة لإيران. كما يكشف عن مرونة السعودية في وقف حصارها الجوي على اليمن، بعد أن سمحت للرحلة بالإقلاع.
ولفت إلى أن قصة إصابة إيرلو بكورونا وطلب الحوثيين منه المغادرة غير منطقية، فربما يكون السعوديون قد ساعدوا في تسهيل ذلك؛ لأنهم لا يريدون مسؤولًا إيرانيًا رفيع المستوى في اليمن على أي حال. ولكن إذا أُصيب بفيروس كورونا، فلماذا يطلب منه الحوثيون أيضًا المغادرة؟ كيف يمكن أن تتحمل السعودية مسؤولية الإخلاء البطيء إذا لم يكن فيروس كورونا؟
أدى ذلك إلى الجولة الثالثة من القصص حول إيرلو. وبحسب موقع Resistance Axis Monitor، فقد وُصِف إيرلو بأنه أحد أعضاء فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، والذي عُيِّن أيضًا سفيرًا لإيران لدى الحوثيين. هناك بعض التقارير التي تشير إلى إصابته في غارة سعودية في اليمن. ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية IRNA أن إيرلو كان معروفًا أيضًا بالاسم الرمزي “القائد شهلاي”، وكان عضوًا في فيلق القدس، وأعلنت الولايات المتحدة مكافأة قدرها 15 مليون دولار لمن يدلي بمكانه. كما لعب شهلاي دورًا رئيسيًا في تنظيم المتمردين العراقيين ضد قوات التحالف خلال حرب العراق.
قال فرانتزمان إن التقارير المختلفة حول قصة إيرلو غير منطقية. من الواضح أنه كان مسؤولًا رفيع المستوى في إيران وكان أكثر من مجرد دبلوماسي.
وخلال هذا الدور، هدد السعودية. فإذا أُصيب في غارة جوية ثم أراد الحوثيون إعادة إيرلو المصاب، فمن الغريب أن تسهّل الرياض عملية النقل.
من المحتمل أن قصة فيروس كورونا كانت غطاءً لشكل آخر من أشكال “الاستشهاد”. حقيقة اعتراف وسائل الإعلام الإيرانية، على ما يبدو، بأنه كان قائدًا لفيلق القدس ويحمل اسمًا رمزيًا ثم إزالة التقرير تبين مدى حساسية هذه المعلومات بالنسبة لإيران.
إذا كان في الواقع مستشارًا عسكريًا للحوثيين في المقام الأول ثم أُصيب بفيروس كورونا أو تُوفي متأثرًا بجروحه في المعركة، فلا يزال مسألة تسهيل الرياض نقله إلى إيران، بالنظر إلى دوره في استهداف السعودية على مر السنوات السابقة، أمرًا غريبًا. كما أن دوره السابق في محاربة العراق وإرسال المتفجرات الخارقة للدروع إلى العراق جعل موقف العراق من مساعدته على المغادرة مثيرًا للاهتمام أيضًا.
لقد بذلت إيران قصارى جهدها لتظهر أن الرجل مصاب بفيروس كورونا. ونشرت إيران صورة إيرلو على سرير في المستشفى لنزع الشائعات. ولأن كل شيء في المنطقة يُنظر إليه على أنه مؤامرة، فقد ذكرت إحدى الشائعات أن اعتراف إيران بأنه كان أيضًا القائد شهلاي قد تم إخماده لإرباك أولئك الذين يسعون إلى شهلاي.
في كلتا الحالتين، فإن وفاة إيرلو خسارة مهمة لإيران. إنها انتكاسة لكل من الجهود الدبلوماسية الإيرانية وجهود الحرس الثوري الإيراني في اليمن. إنه مسؤول آخر رفيع المستوى يموت بعد سليماني. إذا كان صحيحًا أن إيرلو هو أيضًا شهلاي، فهذه خسارة لإيران وتساعد في حل البحث عن هذا القائد الإيراني الخطير.
- محلل الشؤون الأمنية والإستخباراتية في صحيفة “معاريف”، و”جيروزاليم بوست”. نال جائزة “سكولوف” للصحافة. وألف كتاب: “حروب الظل-الموساد والمجتمع الاستخباراتي”. ويغرد على : yossi_melman@
- بدأ ڤيسر حياته المهنية في الصحافة خلال حرب لبنان الثانية؛ عندما قرر مواجهة الأكاذيب العديدة حول إسرائيل في وسائل الإعلام الدولية. عُيّن ڤيسر نهاية عام 2014، مراسلًا للشرق الأوسط لدى منظمة الصحافة الغربية الأمريكية ومقرها أريزونا، وغطى الربيع العربي إلى جانب كتاباته حول صعود الدولة الإسلامية، وخطة إيران لإنشاء هلال شيعي في الشرق الأوسط. يعتقد فيشر أن تحليل الأحداث في الشرق الأوسط سينتج عنه فهم أفضل لموقف إسرائيل في المنطقة المضطربة. هاجر إلى إسرائيل في صيف 2000 خلال الانتفاضة الثانية أو حرب أوسلو. أصبح محلل الشرق الأوسط لدى موقع Israel Today منذ بداية عام 2019.
- محلل في شؤون الشرق الأوسط لدى صحيفة “جيروزاليم بوست”. غطى الحرب ضد تنظيم داعش، وحروب غزة الثلاثة، والصراع في أوكرانيا، وأزمة اللاجئين في أوروبا الشرقية، كما قدم تقاريرًا عن العراق، وتركيا، والأردن، ومصر، والسنغال، والإمارات، وروسيا. حصل على درجة الدكتوراه من الجامعة العبرية في القدس عام 2010. عمل مسبقًا باحثًا مشاركًا في مركز “روبين” للأبحاث والشؤون الدولية، ومحاضرًا في الدراسات الأمريكية في جامعة القدس. ويشغل حاليًا منصب المدير التنفيذي لمركز الشرق الأوسط للتقارير والتحليل.
- مدير ديسك في صحيفة جيروزاليم بوست. لديه خبرة في مجالات الأمن والدبلوماسية العامة. حاصل على بكالوريوس في الحكومة، وماجستير في مكافحة الإرهاب والأمن القومي من مركز هرتسليا متعدد التخصصات. ويغرد على: @Starrlord89
- محللة في مركز السياسة الأمنية في واشنطن. زميلة آنا سوبول ليفي السابقة في مركز هرتسليا متعدد التخصصات في إسرائيل حيث أكملت درجة الماجيستير في مكافحة الإرهاب والأمن الداخلي. وتكتب في Jerusalem Post, Epoch Times, Times of Israel, The Daily Wire, The National Interest, Algemeiner Journal, JNS.
- شاحر كلايمان: صحفي ومحرر في موقع “إسرائيل هيوم”، وهو باحث ماجستير في دراسات الشرق الأوسط في جامعة “بار إيلان”. ويغرد على: https://twitter.com/skleiman5791 .
- إعلامي اسرائيلي. ولد في القدس عام 1957. والتحق بسلاح المخابرات في الجيش الإسرائيلي. درس اللغة العربية وآدابها في الجامعة العبرية بالقدس، وعمل مراسلًا في صوت إسرائيل بالعربية عام 1983، واعتُمد مراسلًا لشؤون الضفة الغربية في القناة الأولى.