إصدارات الأخبار تحليلات تقرير اليمن أرشيف الإصدارات

ترجمة عبرية ما الذي تبحث عنه الإمارات في اليمن؟

اهتمت التقارير الأخيرة في وسائل الإعلام ومراكز البحوث الإسرائيلية المنشورة حول اليمن بالدوافع والاستراتيجية الإماراتية، مع تفنيد دور أبوظبي وحلفائها في اليمن وأثر ذلك على التحول في ديناميكية الحرب الأخيرة، إضافة إلى توصيات بعدم انخراط إسرائيل في الحرب اليمنية.

ويترجم مركز صنعاء بشكل دوري ومستمر أبرز التقارير والمقالات التحليلية بوصفها جزءًا من اهتماماته، والمقاربات الإقليمية التي يقدمها.


هل تغيِّر الصواريخ الحوثية قواعد اللعبة في الشرق الأوسط؟

قال فرهاد رضائي[1] في موقع جيروزاليم بوست إن الحوثيين استخدموا، لأكثر من عقد من الزمان، مزيجًا من تكنولوجيا الصواريخ والطائرات دون طيار لزعزعة استقرار منطقة الخليج.

قضى بدر الدين الحوثي وابنه حسين بعض الوقت في مدينة قم كضيف على مؤسسة آية الله الخميني “مجمع أهل البيت”. جندت المؤسسة شخصيات شيعية واعدة من مختلف أنحاء المنطقة لقيادة الميليشيات الموالية لإيران على شاكلة حزب الله. أطلقت أسرة الحوثي، بمساعدة فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني جماعة لها؛ محاكاة لحزب الله اللبناني.

شارك قاسم سليماني شخصيًا في مشروع الحوثيين، واستخدم حسن نصر الله موارد حزبه لتوفير البنية التحتية للاتصالات، ومن بينها محطة تلفزيونية مخصصة.

ولفت رضائي إلى أن الاستيلاء على مطار صنعاء وميناء الحديدة ساعد وحدة نقل الأسلحة التابعة للحرس الثوري الإيراني (الوحدة 190)، بقيادة العميد بهنام شهرياري وجبار حسيني، على تسليم البضائع العسكرية.

ودفع الخوف من “حزب الله الجنوبي” الإيراني على الحدود السعودية ودول الخليج إلى شن هجوم دفاعًا عن حكومة هادي. ومع ذلك، فشل التحالف السعودي في طرد الحوثيين على الرغم من الجهود الكبيرة، والأسوأ من ذلك أن الرياض باتت مسؤولة عن مقتل أكثر من 130 ألف شخص، والكارثة الإنسانية.

بالنظر إلى استراتيجية الحرب غير المتكافئة للحرس الثوري الإيراني، كان التحالف السعودي في موقف ضعيف، لأن الحوثيين كانوا يعملون وسط مواطنين عاديين. أشار كبير الاستراتيجيين في الحرس الثوري الإيراني حسن عباسي إلى أن الاختباء بين المدنيين يعد ميزة للصراعات غير المتكافئة. كانت الجيوش التقليدية ملزمة بموجب القانون الدولي بتقليل الخسائر بين غير المقاتلين، مما يضعف أداءها.

تفاخر عباسي بأن تشتيت المقاتلين في الأماكن العامة والمنازل الخاصة خلال حرب لبنان عام 2006، أدى إلى تقييد سلاح الجو الإسرائيلي. كان “حزب الله” اليمني قادرًا أيضًا على التلاعب بالإمدادات الغذائية لمكافأة الحلفاء ومعاقبة المنافسين. ولم يكن من الممكن تقدير سياسة التجويع المتعمد بشكل حقيقي؛ نظرًا لعدم سماح الحوثيين بتنفيذ عمليات التفتيش الدولية.


ما الذي تبحث عنه الإمارات في اليمن؟

نشرت كل من عنبال نسيم لوفطون[2]، وموران زاغا[3] تقريرًا في صحيفة هآرتس حول الأحداث الأخيرة في اليمن والهجوم الحوثي على الإمارات، وقالتا إن وسائل الإعلام الدولية تتناول الحرب في اليمن على السياق الإقليمي، وإيلاء أهمية حاسمة للاعبين الرئيسيين المنخرطين فيها: السعودية وإيران.

لكن دون التقليل من أهمية الاثنين، يجدر أيضًا تسليط الضوء على الديناميكيات بين اليمن والإمارات، وكذلك معالجة التداعيات المحتملة على العلاقة بين الإمارات وإسرائيل بشأن هذه الحرب.

انعكس تورط الإمارات في القتال، لا سيما في الجنوب، ضد الحوثيين وضد القوات الموالية لـ”الإصلاح”، وضد عناصر القاعدة وتنظيم داعش. وحتى انسحاب قواتها في فبراير 2020، قاتلت الإمارات في اليمن بقواتها من المشاة والجوية والبحرية، إضافة إلى توظيف مرتزقة، ودعم قوات غير نظامية انضمت إلى التحالف ويبلغ عددها نحو مائة ألف شخص. وشمل الدعم الإماراتي نقل الأسلحة، والتدريب العسكري، والمساعدة اللوجستية، وإنشاء قواعد عسكرية، ودفع الرواتب.

وبنت الإمارات موانئ بحرية تحت تصرف أسطولها البحري، وحاولت التأثير على النظام السياسي في اليمن، وتشكيل الترتيبات التي تبلورت في البلاد بعد الإطاحة بهادي وحكومته.

يرتكز اهتمام الإمارات باليمن على عدد من المصالح الرئيسية، بعضها تتواءم مع السعودية وأخرى تعبر عن وجهات نظر مستقلة، مثل: مسألة الدولة اليمنية أو موقفها من التدخل الإيراني. يعد التحالف مع السعودية ومن خلاله تعزيز المحور البراغماتي هو الدافع الأساسي والمهم لأبوظبي في اليمن. لكن اتضح مع تقدم الحرب وجود مصالح أخرى للإمارات، ومنها: الرغبة في تدريب جيشها على القتال الفعلي. كان الدافع الآخر هو الفرصة الاستراتيجية التي أتيحت لها لتطوير أنشطتها البحرية الواسعة خارج حدودها والحصول على موطئ قدم في نقاط المراقبة البحرية لأغراض اقتصادية وعسكرية واستراتيجية.

ضمن النفوذ الإماراتي في جنوب اليمن ولاحقًا في جزيرة سقطرى (وربما أيضًا في جزيرة بريم) السيطرة على ما يحدث في مضيق باب المندب، والسيطرة على الساحل المقابل في القرن الأفريقي.

أعلنت الإمارات في صيف 2019، انسحاب قواتها من اليمن؛ بسبب تزايد التهديدات في الساحات الأخرى وعدم الاستفادة من البقاء. ومنحتها هذه الخطوة، التي اكتملت مطلع عام 2020، هدوءًا أمنيًا من الهجمات البحرية بصفة خاصة، ومن هنا أصبح وجودها في اليمن غير مباشر حيث اعتمدت على عناصر محلية كانت ترعاها وساعدتها في الحفاظ على نفوذها.

إن التدخل غير المباشر لدولة الإمارات جعلها عرضة للخطر ومهددة. وللمفارقة فإن الهجوم الأخير تسبب حتى الآن في ضرر رمزي وأخلاقي وحقيقي لسيادة الإمارات.

تُعد قضية تورط الإمارات في اليمن مسألة بعيدة عن الاهتمام الإسرائيلي، ولكن التصعيد قد يجبرها على الاختيار بين العلاقات مع إسرائيل ودول أخرى في المنطقة. يعد الالتزام بـ”الاتفاقيات الإبراهيمية” جزءًا من وجهة نظر استراتيجية إماراتية، لكنه يعتمد أيضًا على مصالحها الوطنية وظروفها الجيوسياسية. ومحاولة تقليص حجم الاحتكاك مع الحوثيين أو إيران قد تشمل قرارًا بتراجع علاقاتها مع إسرائيل.

كما أن التهديد من اليمن قد يتسع ليشمل إسرائيل أو ممراتها الملاحية كهدف إضافي للحوثيين. يمكن تفسير الهجوم الفاشل خلال زيارة الرئيس يتسحاق هرتسوغ إلى أبو ظبي هذا الأسبوع على أنه خطوة في هذا الاتجاه.


بين اتفاقيات إبراهام والحرب في اليمن: الإمارات والتهديد الإيراني

قال يوئيل جوزانسكي[5] في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي إن الإمارات ترى أن إيران تشكل التهديد الرئيسي لأمنها القومي، وأن هذا التهديد كان أساس التقارب بين الإمارات وإسرائيل، وتحمل العلاقة مع إسرائيل في طياتها فوائد عديدة للإمارات، منها:

  • التنسيق على المستوى السياسي – الاستراتيجي تجاه المصالح المشتركة.
  • التنسيق على المستوى الاستخباراتي – العملياتي؛ لإحباط التهديدات والتعامل معها.
  • تحتاج الإمارات إلى التكنولوجيا الأمنية الإسرائيلية، لا سيما في مواجهة الثغرات في الدفاع الصاروخي.
  • الارتباط بإسرائيل قد يضيف بشكل كبير إلى صورة الردع الإماراتي تجاه إيران.

وفي الوقت ذاته، ذكر جوزانسكي أن إيران لم تكن بحاجة لاتفاقيات التطبيع لتعلم أن هناك تعاونًا أمنيًا بين إسرائيل وجيرانها العرب وحتى كونها هدفًا لهذا التعاون. لكن هذه الاتفاقات جعلت الوجود الإسرائيلي في الخليج رسميًا علنيًا، ويمكن أن يمثل، في نظر الإمارات، ذريعة أخرى لهجوم إيراني.

قال جوزانسكي إن فهم الاتجاه السياسي الذي تتحرك فيه الإمارات يعد أمرًا مهمًا لإسرائيل ليس فقط لأنها دولة رئيسية من الناحية السياسية والاقتصادية والعسكرية في الشرق الأوسط، ولكن أيضًا لأنها تحدد مسار الآخرين. على سبيل المثال، غالبًا ما تتفوق الإمارات على السعودية في المناورات السياسية التي تجريها. في هذا السياق يمكن رؤية الاتصالات الأخيرة بين إيران والسعودية والتي جاءت بعد حوار إيراني إماراتي.

يجب على إسرائيل أن تأخذ في عين الاعتبار إمكانية حدوث تغيير في مكانة دولة الإمارات كركيزة على الجبهة الإقليمية في مواجهة إيران، وخصوصًا إذا تم التوقيع على اتفاقية جديدة في الشأن النووي مع إيران. في عصر التحالفات المستمرة وتبادل الولاءات، يجب على إسرائيل الانتباه إلى التغييرات الناشئة ودراسة ما إذا كانت ستتأثر وكيف ستتأثر منهم، على سبيل المثال، استمرار عملية التطبيع بينها وبين دول المنطقة – ولكن ليس فقط مع السعودية.


ينبغي على إسرائيل الحذر من الانخراط في الحرب اليمنية

قال يوني بن مناحيم[6] في المركز المقدسي لشؤون الجمهور والدولة إن عملية التطبيع بين إسرائيل والدول العربية تتغير وتتأثر بالظروف الجديدة في الشرق الأوسط، وتغيير الحكومة في الولايات المتحدة. وهذا الأمر يستدعي أن تفكر إسرائيل مليًا في خطواتها في علاقاتها مع الدول العربية التي لديها اتفاقيات تطبيع معها، وخاصة مع دول الخليج القريبة جغرافيًا من إيران.

وذكر بن مناحيم أن إيران تشعر بالضغط بشأن عملية التطبيع بين إسرائيل والدول العربية؛ فهم يخشون من “الأثر” الإسرائيلي في الخليج، لأنه سيهدد بشكل مباشر أمن إيران.

فيما يتعلق بالعلاقات بين إسرائيل والإمارات، قال بن مناحيم إن التقديرات الإيرانية تشير إلى أن اتفاقية التطبيع الموقعة بينهما يمكن أن تؤدي إلى إنشاء قاعدة عسكرية إسرائيلية داخل دولة الإمارات موجهة نحو إيران، وتستخدم ضد منشآتها الاستراتيجية مثل المواقع النووية، والحقول النفطية، والموانئ.

كما تخشى إيران أن تبني إسرائيل قواعد استخباراتية في جزيرة سقطرى، التي تسيطر عليها دولة الإمارات، مما سيسمح لها بمراقبة التحركات الإيرانية في الخليج الفارسي، عبر مضيق باب المندب وحتى دول القرن الأفريقي.

بسبب القرب الجغرافي للسعودية والإمارات من إيران ولأن كلاهما يقاتل المتمردين الحوثيين في اليمن، يجب على إسرائيل أن تحذر من الانخراط دون داع في الحرب اليمنية.

هدد الحوثيون علنًا منذ عدة أشهر بأنهم سيضربون مدن إسرائيل الرئيسية بالصواريخ والطائرات دون طيار. وأثبت الهجوم على السعودية والإمارات بأنه ليس كلامًا ينطوي على الغرور والغطرسة؛ بل لديهم قدرة عسكرية ممتازة تعمل بدقة على مسافات طويلة، ويمكنها إلحاق ضرر بأهداف إسرائيلية.

الحرب في اليمن مستمرة منذ 7 سنوات، وإسرائيل لا علاقة لها بالصراع بين السعودية والإمارات مع الحوثيين في اليمن كما إنها ليست شرطي الشرق الأوسط، وكبح المتمردين الحوثيين هو دور المجتمع الدولي وخاصة الولايات المتحدة.

لقد أدانت إسرائيل هجمات الحوثيين على الإمارات، لكن عليها أن تفعل الصواب وعدم المبالغة في التصريحات بشكل يفسر على أنه استفزاز أو تهديد للحوثيين وإعطائهم ذريعة لمهاجمة إسرائيل.

لا تحتاج إسرائيل إلى جبهات أمنية جديدة، فالحوثيون يتعاملون معها بحذر، وهم يدركون جيدًا القوة العسكرية الإسرائيلية، ويكتفون في الوقت الحالي بالتهديدات، وإسرائيل بحاجة إلى أن تكون يقظة، ولكن ليس أبعد من ذلك. إذا حاول الحوثيون مهاجمة إسرائيل، فعليها الرد بكامل قوتها، وحتى حدوث ذلك يجب الاستمرار في إدارة الأمور بتروي، فالحرب في اليمن ليست حرب إسرائيل.


تحدي صراع إيران على السلطة في اليمن

قال الكاتب الإسرائيلي نيفيل تيلر[7] في صحيفة جيروزاليم بوست إن اليمن تمزق بسبب الصراع الأهلي خلال الربيع العربي في عام 2011، وهو امتداد للصراع الداخلي الذي يعود إلى ما هو أبعد من ذلك بكثير.

يجب منح الحوثيين فرصة الاختيار. هل يرغبون في البقاء ميليشيا خارجة عن القانون بشكل دائم أم يفضلون أن يصبحوا حزبًا سياسيًا شرعيًا وقادرًا على خوض الانتخابات البرلمانية والرئاسية والمشاركة في الحكومة؟ سيكون الثمن هو المشاركة الجادة في مفاوضات تهدف إلى حل سياسي ليمن موحد، ربما في شكل دستور فيدرالي.

تبدو محادثات الاتفاق النووي بين الولايات المتحدة وإيران في فيينا قريبة من الاتفاق. هل لا يزال بايدن متمسكًا بسياسته الأصلية المتعلقة باسترضاء إيران، هل تحرك بشكل كافٍ لرعاية مبادرة من هذا النوع أم أنه راضٍ عن رؤية إيران المتفشية تغزو اليمن بالفعل.


إسرائيل وجيرانها يفكرون في اتفاق للدفاع ضد تهديد الطائرات المسيرة

ذكر موقع تايمز أوف إسرائيل أن التلفزيون الإسرائيلي أفاد أن إسرائيل وحلفاءها الإقليميين يصيغون اتفاقية دفاع مشتركة للحماية من تهديد الطائرات الانتحارية دون طيار.

وبحسب أخبار القناة 12، بدأت إسرائيل العمل على الترتيب مع دول المنطقة في أعقاب هجمات الطائرات وصواريخ كروز على السعودية والإمارات والتي نُسبت إلى وكلاء إيران في اليمن والعراق.

وإذا دخلت الاتفاقية حيز التنفيذ، يمكن للدول الأعضاء التي تحدد استهدافًا ما نحو دولة من دول الجوار تحذير تلك الدولة ومساعدتها في إسقاط الطائرة بالمسيّرة.


التحالف الإقليمي ضد إيران: حلم بعيد المنال

قال داني سيترينوفيتش[8] في موقع زمن إسرائيل إن فكرة إنشاء تحالف إقليمي مثل الناتو ضد إيران تطرح في أي اجتماع رفيع المستوى بين شخصيات إسرائيلية وخليجية مؤخرًا.

وأضاف أن الفكرة من الناحية العملية لا يمكن تحقيقها. كما أن طرحها والإصرار عليها، في التصريحات العلنية، قد يضر بالتعاون المدني الذي يزدهر بين إسرائيل ودول الخليج.

بشكل عام، يجدر الانتباه للنقاط التالية:

  • تفضل دول الخليج تبني سياسات مختلفة عن إسرائيل فيما يتعلق بالتهديد الإيراني. لقد اختارت الإمارات وحتى السعودية توطيد العلاقة السياسية مع طهران لتخفيف التوتر معها وهو تناقض صارخ مع إسرائيل.
  • يتبني المعسكر السني وجهة نظر مختلفة للتهديد الإيراني. لا يمكن مقارنة النظرة المصرية لإيران بالنظرة السعودية. وينطبق الشيء نفسه على الأردن وحتى بين دول الخليج نفسها، فعُمان، على سبيل المثال، لديها علاقة مختلفة تمامًا مع إيران عن غيرها من دول مجلس التعاون الخليجي.
  • على الرغم من أن إسرائيل ودول الخليج تنظر إلى إيران على أنها تهديد، إلا أن تصور التهديد لا يمكن مقارنته. اختارت إسرائيل شن حملة عسكرية ضد إيران في الساحة السورية، وهي ساحة لها تفوق عملياتي كبير، في حين تتجنبها في ساحات أخرى (مثل الساحة اللبنانية). بينما في دول الخليج، فإن القرب الجغرافي من إيران وخاصة قوتها العسكرية يملي سياسة مختلفة لدول الخليج. ستلحق بهم أضرارًا غير مسبوقة خلال أي مواجهة عسكرية بينهم وإيران، لذا فإن هدفهم أولًا وقبل كل شيء تهدئة التوترات مع إيران وعدم تفاقمها.
  • تهدف فكرة التطبيع بين إسرائيل ودول الخليج في المقام الأول إلى التقريب بين الشعوب، وخلق جسر بين الثقافات المختلفة. إن إدخال المكونات العسكرية “علنية” في هذه العلاقة يمكن أن يضر بالتعاون المدني، وهو أمر مهم للغاية لمستقبل العلاقة بين الشعوب.

إذًا، كيف تسير الأمور؟

ينبغي على إسرائيل أن تسعى جاهدة لتعزيز علاقاتها السياسية والاقتصادية والمدنية مع دول الخليج، لأن هذا سيضمن استمرار العلاقة بين البلدين لسنوات عديدة.

توطيد هذه العلاقة يهدد إيران حتى دون إدخال مكونات عسكرية في هذه العلاقة. وكلما توطدت العلاقة، زاد التهديد الذي تتعرض له إيران. وتقول إيران إن إسرائيل قادرة أيضًا على زيادة وجودها في مناطق قريبة من إيران، وهذه الحقيقة لها تأثير عميق على قيادتها، التي تخشى للغاية اقتراب إسرائيل من حدودها.

من المهم أن نتذكر أن إسرائيل ودول الخليج لا تنظر إلى إيران على أنها تهديد مشترك فحسب، بل تنظر أيضًا إلى وكلائها. بالتأكيد الحوثيين، ولكن بصفة خاصة حزب الله. في ضوء ذلك، يجدر دراسة نشاط مشترك لتلك الدول ضد البنى التحتية المدنية والاقتصادية لإيران وحزب الله (التي لها حضور واسع في منطقة الخليج)، كأداة أخرى في حملة إضعاف التنظيم.


على الولايات المتحدة مواجهة دور إيران في اليمن

قالت زينب ريبوعة [9] في صحيفة جيروزاليم بوست إن اليمن يعاني من أزمة إنسانية عجزت عن حلها سياسة بايدن الاسترضائية، وفشلت في مواجهة جهود إيران في دعم الحوثيين.

يجب أن تظل إدارة بايدن، بقدر ما هي وسيط للسلام، ملتزمة بفضح الروابط الإيرانية مع الحوثيين لتحديد الجهات الفاعلة في الحرب الأهلية ومواجهة إيران مباشرة من أجل معرفة المصالح التي تجمعهم سواء كانت عامة أو تشغيلية. فقط من خلال تجميع هذا اللغز سيكون من الممكن التفاوض على معاهدة سلام معقولة مع الحوثيين من شأنها أن تحل الأزمة اليمنية.

فيما يتعلق بمصالح الولايات المتحدة، فقد فات الأوان إنشاء حكومة يمنية شرعية وموحدة يمكنها العمل بفعالية للتغلب على القبلية والطائفية. يعد الحفاظ على جهود مكافحة الإرهاب أمرًا حاسمًا لتقليل الضغط الإيراني على اليمن، وإنهاء الحرب الباردة بين السعودية وإيران، واحتواء انتشار القاعدة في جزيرة العرب، ومنع قيام دولة طالبان الزيدية.

ما تبقى هو إيجاد حل دبلوماسي وسياسي لتقليص التدخل الإيراني، لأن مشاركة السعودية يمكن احتواءها.

يجب أن تعمل سياسة الرئيس بايدن تجاه إيران بنشاط على إيجاد اتفاق سياسي يشمل حماية الأراضي السعودية والإماراتية، من أجل تقليل توترات الحرب بالوكالة في اليمن التي يستشهد بها الحوثيون لتبرير أفعالهم. وإذا لم يُواجه تواطؤ إيران، فإن صراع الحوثيين على السلطة لن ينتهي.

الهوامش:
  1. زميل باحث في Philos Project، حيث يتركز عمله على إيران والانتهاكات ضد الأقليات الدينية في الشرق الأوسط. ويغرد على: https://twitter.com/Farhadrezaeii
  2. حصلت على ماجستير في الدراسات الشرق أوسطية وأفريقيا بجامعة تل أبيب. عملت محاضًرا في قسم التاريخ والفلسفة والدراسات اليهودية في الجامعة المفتوحة عام 2007م، كما عملت في قسم التدريس والتعليم الأكاديمي في نفس الجامعة. وتتركز أبحاث “عنبال نسيم” في منتدى التفكير الإقليمي حول اليمن الحديث، والعلاقات القبلية، والنظام في اليمن، والنساء في الشرق الأوسط.
  3. باحثة في الشؤون الخليجية؛ تركز على الإمارات العربية المتحدة، وهي محاضرة في جامعة حيفا وزميلة في المعهد الإسرائيلي للسياسات الخارجية الإقليمية، نشرت أعمالاً عديدة عن علاقة إسرائيل بالإمارات العربية المتحدة والبحرين.
  4. كاتب، ومحلل، وصحفي يركز على الشؤون الاستراتيجية لمنطقة الشرق الأوسط والمشرق العربي. هو زميل باحث في معهد القدس للدراسات الاستراتيجية، وزميل في منتدى الشرق الأوسط، ومحلل أمني مستقل، ومراسل فيIHS Janes .
    سباير: هو المدير التنفيذي لمركز الشرق الأوسط للتقارير والتحليل (MECRA). وهو مؤلف كتاب: “أيام السقوط: رحلة المراسل في حربي سوريا والعراق” (2017)، وهو وصف لتقاريره الميدانية في سوريا والعراق. وكتاب: “النار المتغيرة: صعود الصراع الإسرائيلي الإسلامي” (2010).
    نشرت أعمال “سباير” في العديد من المجلات، وهو يقدم استشارات لمجموعة متنوعة من الهيئات في القطاعات الحكومية، والمنظمات غير الحكومية، والقطاعات الخاصة.
  5. زميل باحث أول في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي (INSS) التابع لجامعة تل أبيب، تتركز أبحاثه حول سياسات الخليج والأمن. كان زميلًا زائرًا في معهد هوفر ستانفورد. خدم في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي في مكتب رئيس الوزراء، ونسق العمل بشأن إيران والخليج تحت إشراف أربعة مستشارين للأمن القومي وثلاثة رؤساء وزراء. وهو حاليًا مستشارًا لعدة وزارات.
  6. إعلامي اسرائيلي. ولد في القدس في عام 1957. والتحق بسلاح المخابرات في الجيش الإسرائيلي. درس اللغة العربية وآدابها في الجامعة العبرية بالقدس، وعمل مراسلا في صوت إسرائيل بالعربية عام 1983، واعتمد مراسلًا لشؤون الضفة الغربية في القناة الأولى.
  7. ولد في لندن، وتلقى تعليمه في جامعة أكسفورد، يعلق نيفيل على المشهد السياسي في الشرق الأوسط منذ حوالي 35 عامًا، ونشر خمسة كتب منها، ترامب والأرض المقدسة.
  8. – خدم الرائد (احتياط) داني “دانيس” سيترينوفيتش 25 عامًا في عدة وظائف قيادية في وحدات جمع المعلومات والبحث في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، والملحق العسكري بسفارة إسرائيل في واشنطن. كما حصل “داني” على الماجستير في العلاقات الدولية من الجامعة العبرية، وهو مهتم جدًا بالتطورات الاستراتيجية في الشرق الأوسط مع التركيز على الحرب ضد إيران.
  9. طالبة ماجستير في السياسة العامة في كلية ماكورت للسياسة العامة. كما إنها كاتبة وفنانة تنشر أعمالها على https://zinebriboua.substack.com
مشاركة