ملاحظة: حُررت هذه الترجمة -مراعاة للوضوح، والآراء المُعرب عنها في هذه الترجمة لا تعكس آراء مركز صنعاء.
تناولت إصدارات الصحافة العبرية والمراكز البحثية المعنية بالشؤون الإسرائيلية في الفترة الأخيرة مستقبل اليمن بعد ثمانِ سنوات من الحرب في ظل المفاوضات التي تقودها السعودية مع جماعة الحوثيين، والمساعي الصينية التي أعادت العلاقة بين السعودية وإيران، البلدين اللذين يدعمان أطراف النزاع في اليمن. كما طرحت بعض الإصدارات عدة أسباب مهدت لوقف إطلاق النار في اليمن منها غياب الحسم العسكري، وعدم قدرة الجانبين على تحقيق مكاسب إقليمية كبيرة في اليمن، والأضرار التي لحقت بأهداف استراتيجية في السعودية والإمارات جراء هجمات الحوثيين.
بينما وضع أحد الإصدارات ثلاثة سيناريوهات لمستقبل اليمن، أولها تقسيم البلاد على أساس مناطق النفوذ المرتبطة بدول المنطقة تتراوح ما بين سيطرة لحلفاء الإمارات وأخرى تحت سيطرة جماعة الحوثيين في وضع يشبه وضع الشمال السوري المنقسم بين السيطرة الكردية ونظام الأسد، أو سيناريو آخر يشبه نموذج حزب الله في لبنان الذي انخرط في السياسة وتقاسم السلطة مع فصائل أخرى في الوقت الذي ما يزال يتمسك بسلاحه. أما السيناريو الثالث يشبه وضع طالبان التي أعادت السيطرة على أفغانستان عقب الانسحاب الأمريكي، في إشارة إلى إعادة شن الحوثيين هجومًا على المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة المعترف بها دوليًا.
ويترجم مركز صنعاء للدراسات مواد كاملة أو مقتطفات لأبرز ما أوردته الصحافة العبرية والمراكز البحثية المعنية بالشؤون الإسرائيلية وعلاقتها بالمنطقة، وهي جزء من سلسلة ترجمات وإصدارات ينتجها المركز في سياق اهتماماته والمقاربات الإقليمية التي يقدمها.
مستقبل اليمن: التقسيم أو نموذج حزب الله أو طالبان
الكاتب: عوفيد لوبل[1] | جهة النشر: مجلس الشؤون الإسرائيلية والأسترالية واليهودية | تأريخ النشر: 5 مايو 2023 | لغة المصدر: الإنجليزية
تحاول السعودية إخراج نفسها من اليمن وتسليم البلاد فعليًا إلى الحوثيين المعروفين أيضًا باسم “أنصار الله”، أداة الحرس الثوري الإسلامي الإيراني في اليمن منذ عام 2018 على الأقل.
مع الاتفاق الأخير الذي توسطت فيه الصين لتطبيع العلاقات، المنقطعة منذ عام 2016، بين السعودية وإيران وانعقاد أول اجتماع علني بين السعودية والحوثيين في صنعاء، يبدو أن هذا التسليم غير المشروط، تحت ذريعة اتفاق سلام محتمل، قريب من التحقق.
وعلى غرار تعامل الولايات المتحدة مع طالبان، همشت السعودية الحكومة اليمنية والجهات الفاعلة اليمنية الأخرى وتتفاوض على انسحابها المباشر مع الحوثيين والحرس الثوري الإيراني. ويبقى التوصل إلى اتفاق يحفظ ماء الوجه ويظهر توافق بشأن بنود الانسحاب أمرًا غامضًا أو حتى غير قابل للتكهن.
من بين مجموعة النتائج المحتملة، وكلها سيئة، سيكون أقلها سوءًا إذا تجمد الصراع إلى أجل غير مسمى، مع بقاء السعودية منخرطة عسكريًا لحماية مأرب وغيرها من المناطق الموالية للحكومة اليمنية، بينما يشن الحوثيون هجمات بالصواريخ والطائرات دون طيار، دون التوسع في مناطق سيطرتهم.
لكن النتيجة الأرجح، كما في أفغانستان، هي فك الارتباط السعودي عن اليمن بشكل كامل، مع تصعيد الحوثيين عسكريًا ورفضهم التنازل عن أي شيء جوهري، واستسلام السعوديين المحبطين واليائسين من جانب واحد -ربما بوعد عدم مهاجمة الحوثيين لهم إذا سحبوا كل الدعم العسكري أو الاقتصادي للحكومة اليمنية وقد يصل حتى إلى تمويل آلة الحوثي العسكرية.
إذا سحبت السعودية دعمها من جانب واحد عن حلفائها في اليمن، فهناك ثلاثة سيناريوهات محتملة لليمن: التحوّل لنموذج حزب الله، حيث ينقل الحرس الثوري الإيراني بشكل عملي وكيله المحلي إلى مكون سياسي -مع الاحتفاظ بقوته الأمنية وسيطرة كاملة -داخل واجهة الدولة؛ أو التقسيم، حيث يستولي الحوثيون في هذ السيناريو بسرعة على جميع المناطق التي تسيطر عليها الحكومة اليمنية، ولكن لن يحاولوا، على الأقل مؤقتًا، السيطرة على المناطق التي يسيطر عليها وكلاء الإمارات في الجنوب؛ أو التحول لنموذج طالبان، حيث يتحرك الحوثيون للسيطرة على كامل البلاد على الفور.
هذه ليست بالضرورة سيناريوهات متعارضة، وقد يكون من المفيد أكثر أن ننظر إليها جميعًا على اعتبار أنها خطوات محتملة في عملية نحو السيطرة النهائية. في النهاية، على غرار العراق ولبنان، سيُحدد المسار الذي يتبعه كل وكيل تابع للحرس الثوري الإيراني في إيران، بناءً على اعتبارات محلية وخارجية.
نموذج حزب الله
هذا مسار غير محتمل، ولكنه لا يزال ممكنًا للسيطرة الافتراضية على اليمن. لفترة من الوقت، كفل الحرس الثوري الإيراني وكلاءه المحليين في العراق ولبنان وأفغانستان، الذين كانوا يقاتلون في البداية فقط لاستنساخ النظام الإيراني الثيوقراطي الشمولي، ثم انخرطوا في السياسة مع الاحتفاظ أيضًا بميليشياتهم المستقلة.
كان هذا هو الحال أيضًا في اليمن في الثمانينيات، حين شن الحوثيون، الذين اتبعوا في بداياتهم نهج حزب الله، حملة إرهابية وقصفوا مجمع سينما حدّة في صنعاء. بحلول التسعينيات، التي شهدت إعادة توحيد اليمن بعد عقود من الحروب الأهلية، بدأ الحرس الثوري الإيراني في نقل عائلة الحوثي إلى السياسة وتهيئتهم للحرب المحتملة. كما أوضحت عام 2021 في تقرير عن تطور الحوثيين:
أدى توحيد اليمن في التسعينيات وما تلاه من تقنين للتنظيمات السياسية إلى تحول اتحاد الشباب المؤمن لحركة الشباب المؤمن وإنشاء جناحه السياسي، حزب الحق. سيكون قادة التمرد المستقبليون، حسين بدر الدين الحوثي- الذي اعتبره حزب الحق رمزًا له -وعبدالله الرزامي، أحد أعز أصدقاء حسين الحوثي والموالين له، ممثلين عن حزب الحق في البرلمان عام 1993.
في سيناريو إعادة نموذج حزب الله، سيدخل الحوثيون في محادثات مباشرة مع ممثلي الحكومة اليمنية وجمعهم مع الأطراف اليمنية الأخرى معًا لتشكيل واجهة لحكومة يمنية موحدة معترف بها دوليًا وتتلقى المساعدة. قد ينهب الحوثيون تلك المساعدات ويوظفوها لحماية وترسيخ قوتهم العسكرية والسياسية، كما يفعل حزب الله في لبنان، أو كما تفعل الجماعات الأخرى التابعة للحرس الثوري الإيراني في العراق.
ومع ذلك، لا يوجد سبب وجيه للاعتقاد بأن هذا سيحدث. في المقام الأول، على عكس ما حدث في لبنان والعراق، حققت إيران نصرًا عسكريًا جوهريًا وبنت بالفعل نسخة من نظامها الديني الموازي للدولة اليمنية، ولكن مع سيطرة فعّالة على تلك النسخة. من الأمور التي يجب على الحرس الثوري الإيراني الاعتراف بها أن لبنان والعراق بها عوامل محلية تعرقل إنشاء دولة إسلامية خالصة مماثلة لإيران -على الرغم من أن هذا لا يزال هو التطلع -ولكن هناك حل مغاير تمامًا لمثل هذه الدولة إذا جرى بناؤها بنجاح. كما فصلت في التقرير:
الحوثيون أنشأوا دولة ظل موازية بعد انقلابهم عام 2014، مؤلفة من لجان “شعبية” و”ثورية”، إضافة إلى مفوضين سياسيين (مشرفين)، وحلفاء محليين خارج نواة الجماعة (متحوّثين) يشرفون على الهياكل الحكومية الرسمية التي اختارها الحوثيون من المحافظين إلى مستوى الأحياء وفي كل مجال، من التعليم إلى الأمن. بدأت الحكومة المُعلنة في صنعاء وحكومة الظل التي أنشأوها بالاندماج منذ عام 2017 في عدة مناطق، مع تولي الحوثيين مقاليد الأمور مباشرة وكذلك ممارسة الأدوار الإشرافية على الدوائر الحكومية.
علاوة على ذلك، ورد أن السعوديين مستعدين بالفعل لدفع رواتب موظفي نظام الحوثيين دون أي تنازلات من الأخيرين لإشراك الأطراف اليمنية الأخرى. أخيرًا، أظهر السعوديون للحوثيين، كما فعل الأمريكيون مع طالبان، عدم ضرورة إشراك عملائهم المحليين. لا يعترف الحوثيون بشرعية أي حكومة محلية شأنهم شأن طالبان. كما كتبت:
الثوار الاستبداديون، لن يتنازلوا أبدًا عن السيطرة المطلقة. الحوثيون هم حركة طالبان اليمنية، والسعي لبدء المفاوضات اليمنية الداخلية سينتهي كما انتهت “المفاوضات بين الأفغان”، والتي سهّلت ببساطة سيطرة طالبان.
التقسيم
سيناريو محتمل آخر هو تقسيم صعب لليمن بين الإمارات وإيران في أعقاب هجوم حوثي متجدد وناجح للسيطرة على مأرب، آخر معقل مهم للقوات الحكومية المتحالفة مع السعودية، لأسباب سبرتها تفصيلًا قبل عامين. وعلى الرغم من تغيّر الكثير منذ ذلك الحين، إلا أنه ما يزال من المحتمل أن تدافع الإمارات عن الأراضي التي يسيطر عليها وكلاؤها -مثل المجلس الانتقالي الجنوبي -من الحوثيين، مما يؤدي إلى وضع مشابه للكيان الكردي في شمال سوريا وتعايشه المضطرب مع نظام بشار الأسد. من المحتمل أيضًا أن يساعد وكلاء الإمارات الحوثيين عن غير قصد من خلال مهاجمة مناطق الحكومة اليمنية، كما فعلوا منذ عام 2017 على الأقل.
من ناحية أخرى، يمكن للحوثيين وبقية شبكة الحرس الثوري الإيراني أن يعرّضوا الاقتصاد الإماراتي لخطر شديد، كما أظهروا من خلال ضربات متعددة بالصواريخ الباليستية وطائرات مسيّرة العام الماضي. قد تكون القدرة على ضرب المراكز الاقتصادية الإماراتية كافية لتكون سيفًا مسلطًا لإجبار الإمارات على تسليم الأراضي التي يسيطر عليها المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات في اليمن. علاوة على ذلك، بافتراض غزو ناجح لشمال اليمن وترتيب مع السعوديين، يمكن للحوثيين إعادة نشر جميع قواتهم ومواردهم في الجنوب لشن هجمات واستهداف المنطقة بمزيد من الطائرات المسيّرة والصواريخ الباليستية.
بعد التطبيع مع إيران ونظامها العميل في سوريا، من غير الواضح أيضًا ما إذا كانت أبو ظبي مهتمة بعد الآن باحتواء الحرس الثوري الإيراني في أي مكان، بما في ذلك اليمن. من المحتمل أن تؤدي “العلاقة الخاصة” العميقة بين الإمارات وإيران إلى قرار أبو ظبي بالتضحية بالمجلس الانتقالي الجنوبي.
نموذج طالبان
السيناريو الثالث بعد فك الارتباط السعودي هو أن يشن الحوثيون على الفور هجومًا واسعًا للسيطرة على اليمن بالكامل، دون خطوات مؤقتة وردود خارجية شبه منعدمة. من الممكن جدًا أن يرفض ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان –المفتون بتحويل السعودية تحت إمرته إلى “رؤية 2030”-تعريض التنمية الاقتصادية السعودية للخطر من خلال فتح أراضيها مجددًا أمام ضربات الصواريخ والطائرات دون طيار من خلال التدخل. كما أن الإمارات أيضًا، لأسباب سياسية واقتصادية مذكورة أعلاه، قد تقرر أيضًا التخلي عن وكلائها. إذا أثبتت كل من الرياض وأبو ظبي استعدادهما التخلي عن اليمن تمامًا، فإن التحول السريع إلى نموذج الطالبان هو النتيجة الأرجح.
خاتمة
هناك مجموعة عوامل ستحدد الجدول الزمني وطريقة سيطرة الحوثيين على اليمن، لكن ما لا شك فيه، كما كتبت سابقًا، هو أنه بالنسبة لقادة الحوثيين وقياداتهم في الحرس الثوري الإيراني، فإن الجهاد ليس -قابلًا للتفاوض -ولا سيما بعد أن بدأوا في تذوق طعم النصر.
بالطبع، هناك احتمال ألا تسفر المحادثات الحالية مع الحوثيين عن نتائج، وتظل السعودية منخرطة على مضض في الصراع. ومع ذلك، تشير كافة المعلومات المتاحة حتى الآن إلى أن الاستسلام السعودي الوشيك وفك الارتباط هو السيناريو الأرجح. ولو حدث ذلك، فسيؤدي حتمًا، بطريقة أو بأخرى، إلى تحول اليمن سريعًا إلى نسخة ثيوقراطية لإيران، فضلًا عن أنها تعد قاعدة عسكرية مهمة من الناحية الاستراتيجية للحرس الثوري الإيراني.
هل تشرف الحرب في اليمن على نهايتها
جهة النشر: منتدى التفكير الإقليمي | الكاتب: دورين ليزر | التأريخ: 28 يونيو 2023 | لغة المصدر: العبرية
تناول منتدى التفكير الإقليمي -الذي ينشر معلوماتٍ وتحليلاتٍ معمّقة لمحاضرين وطلاب أبحاث في مؤسسات التعليم العالي في إسرائيل حول الشرق الأوسط -في تقرير تحليلي تأثير التقارب السعودي الإيراني على الحرب في اليمن، بعد أن رعت الصين، في مارس، اتفاقًا مفاجئًا بين الغريمين الإقليميين في الشرق الأوسط. قررت الدولتان إعادة العلاقات الدبلوماسية وفتح سفاراتهما بعد سنوات من العداء المتبادل، بعد أن توسطت بكين في عقد أول اجتماع رفيع المستوى بين البلدين منذ أكثر من سبع سنوات، في تأكيد على دور بكين المتنامي في الشرق الأوسط. بعد أسابيع قليلة من توقيع هذا الاتفاق، التقى وفد سعودي بمسؤولين حوثيين في صنعاء للتفاوض على إنهاء الأعمال العدائية في اليمن.
وسلط تقرير المنتدى الضوء لمعرفة أسباب التقدم الملحوظ في المفاوضات بين الطرفين بعد سنوات من النضال والقتال. وهل هي بداية لاتفاق سلام أم مجرد تهدئة قبل العاصفة؟
وذكر التقرير أنه في عام 2020 تبيّن أن الحرب في اليمن، التي كانت مستمرة حينها منذ خمس سنوات، قد وصلت إلى طريق مسدود، وأن الحسم العسكري لا يبدو في المستقبل القريب. لقد ترتب على العبء الإنساني والسياسي الناجم عن استمرار الحرب عبئًا اقتصاديًا ثقيلًا على السعودية التي عاشت فترة ركود اقتصادي بسبب انتشار وباء كورونا وانهيار أسعار النفط عام 2020. كان لذلك تداعيات على مشاريع تطوير الدولة السعودية وخططها الاستراتيجية، وخاصة على رؤية 2030. كما أن انسحاب القوات الإماراتية من التحالف العربي في فبراير 2020 والتغيير في الموقف الأمريكي من الحرب زاد من الضغط على السعودية، ولهذا قررت الخروج تدريجيًا من اليمن، وأدارت، في الوقت نفسه، قنوات اتصال مع الحوثيين. وتعزز هذا النهج السعودي مع بداية إدارة بايدن وقراره في فبراير 2021 بوقف المساعدات العسكرية للسعودية وخاصة الهجومية، وشطب الحوثيين من قائمة التنظيمات الإرهابية.
كما كان للحوثيين دوافع عديدة لمواصلة المفاوضات مع السعودية، من بينها، التغيير في موقف إيران بعد توقيعها اتفاقية بكين لتحسين العلاقات مع السعودية. كما أن استمرار الحرب والحصار كان لهما كلفة سياسية واقتصادية لم يعد بإمكانهم تحملها.
في 2 أبريل 2022، أُعلن عن التوصل إلى وقف إطلاق نار إنساني يُجدد كل شهرين. وعلى الرغم من أن وقف إطلاق النار ساعد على خفض مستوى العنف وتحسين الوضع الإنساني، إلا أنه أعطى الحوثيين فرصة لتعزيز مواقعهم العسكرية، والأمنية، والاقتصادية دون تحقيق أي مكاسب واضحة للحكومة اليمنية من ناحية أخرى. في الوقت نفسه، قلقت السعودية بشأن تأمين نفسها ضد أي غارات جوية قد يشنها الحوثيون.
انعكست المحادثات السعودية العلنية والمباشرة مع الحوثيين، أولًا وقبل كل شيء، في اعتراف السعودية بأن الحوثيين طرفًا شرعيًا، رغم أنها كانت تعدهم حتى ذلك الحين متمردين استولوا على السلطة بالقوة. لذلك أصر الحوثيون على أن تكون مفاوضاتهم مباشرة مع السعودية وليس مع الحكومة اليمنية. خلال المفاوضات، نشب خلاف حول توصيف الدور السعودي فيها، إذ قدَّم السعوديون أنفسهم على أنهم وسطاء في المصالحة بين مختلف الأطراف في اليمن وليسوا طرفًا في الصراع، في حين أصر الحوثيون على أن السعودية طرفًا أساسيًا ومهمًا فيه، خاصة وأن هذا يتعلق بمسألتي التعويضات وإعادة الإعمار.
ومن المقرر أن تبدأ جولة ثانية من المفاوضات بين الجانبين في المستقبل القريب بالرياض بعد أن تناقش السعودية والحكومة اليمنية القضايا الخلافية التي يدرجها الحوثيون تحت عنوان “الملف الإنساني”. ويصر الحوثيون على تلبية هذه القضايا في إطار المفاوضات، لأنها أساس استمرار الهدنة والعبور للسلام.
وهذه القضايا هي: التزام الحكومة بدفع رواتب موظفي الخدمة المدنية في عموم البلاد، بما فيها مناطق سيطرة الحوثيين، والفتح غير المقيَّد للمطارات والموانئ، وإطلاق سراح الأسرى كافة، إضافة إلى مطلب خروج القوات الأجنبية التي يمثِّل وجودها بالنسبة إلى الحوثيين “باعثًا لتجدُّد العنف”. لكن قد يلجأ الطرفان نظرًا لصعوبة القضايا المطروحة وتعقيداتها -وفقًا لما يروجان له من أجواء إيجابية في المرحلة الراهنة -إلى تمديد الهدنة الإنسانية وزيادة سقفها الزمني، وتضمينها حلولًا جزئية للقضايا المتعلقة بفتح المطارات والموانئ، وتقاسم أعباء رواتب الموظفين بين مختلف الأطراف، بمن فيهم السعودية، وتأجيل معالجة القضايا الخلافية على نحو نهائي إلى جولة مفاوضات جديدة، يجري خلالها تحديد تدابير عملية السلام الشامل التي تراعي مطالب الأطراف كافة. لكن يبقى احتمال تعثّر المفاوضات وجمودها قائمًا، لتستمر حالتا اللاسِلم واللاحرب، أو ارتفاع وتيرة العنف من جديد.
ختامًا، لم تسفر المفاوضات بين السعودية والحوثيين -حتى الآن -عن حل سياسي لقضايا اليمن، أو تغيير في مواقع القوى المسيطرة على الأرض. ولعلّ المسارات الجديدة التي اتخذتها العلاقات بين الطرفين قد تُفضي إلى حلّ سياسي أو قد يجري الاتفاق على ما يمهّد لمثل هذا الحلّ. وإن لم يتحقق ذلك، فقد يبقى الحوثيون بوصفهم حكومة أمر واقع في صنعاء في ظل هدنة دائمة وخطوات تسهل حياة الناس وتسيّر الاقتصاد اليمني.
وتجدر الإشارة إلى أنَّ تغيّر الموقف السعودي وقراره الانسحاب من الحرب اليمنية، يمثِّل دافعًا مهمًا لإنهاء الصراع، لكنّ الحوثيين قد يفهمونه دليل ضعف؛ وقد يغريهم هذا الأمر بالمزيد من التعنُّت ومحاولة فرض شروطهم، خاصة أنهم باتوا يدركون أن صمودهم يؤتي ثماره، وعامل الوقت في صالحهم، وأن هناك إمكانية لتكرار السيناريو الأفغاني؛ إذ يستأثرون بالسلطة ويفرضون أمرًا واقعًا، وهذا ما لا يمهِّد لأيِّ سلام حقيقي.
جماعة الحوثيين والحرب في اليمن: التطورات والتداعيات
جهة النشر: مركز المعلومات حول الاستخبارات والإرهاب على اسم اللواء مائير عميت | تأريخ النشر: 27 فبراير 2023 | لغة المصدر: العبرية
يشير مركز المعلومات حول الاستخبارات والإرهاب على اسم اللواء مائير عميت أن وقف إطلاق النار كان له عدة أسباب، أهمها:
- غياب الحسم العسكري في الحرب.
- عدم قدرة الحوثيين من جهة والتحالف بقيادة السعودية والحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا من جهة أخرى، على تحقيق مكاسب كبيرة في اليمن خلال الأشهر التي سبقت الاتفاق.
- الأضرار التي لحقت بالأهداف الاستراتيجية في السعودية والإمارات جراء هجمات الحوثيين.
- الأزمة الإنسانية الحادة في اليمن وخاصة في مناطق سيطرة الحوثيين.
- الانتقاد الدولي لمساهمة التحالف بقيادة السعودية في هذه الأزمة.
كما أثرت الحرب بين أوكرانيا وروسيا وأزمة الغذاء والبضائع التي تلتها، أيضًا بشكل كبير على الأطراف في اليمن.
ولفت المركز إلى أن الأطراف استغلوا الفترة الأخيرة لإعادة التنظيم والتسليح، وفي حال انهيار وقف إطلاق النار، فقد يستأنفوا القتال بشكل أعنف. إذا توصل الطرفان إلى اتفاق، فإن شروط إنهاء الصراع قد تؤثر على ميزان القوى في الشرق الأوسط والمكانة الاستراتيجية لكل من إيران، والسعودية، والولايات المتحدة، وربما إسرائيل.
ويقدر المركز أن الحوثيين لديهم أسلحة قد تضر بإسرائيل، وأصدر مسؤولون حوثيون بارزون تصريحات سابقة تفيد بأن هناك استعدادًا للقيام بذلك إذا شكلت إسرائيل تهديدًا فوريًا. التهديد المحتمل لإسرائيل من الحوثيين قائمًا، ولكن في الوقت الحالي، في السياق الإسرائيلي، ينخرط الحوثيون بشكل أساسي في تصريحات لدعم حزب الله، والمنظمات الجهادية الفلسطينية، وتقديم مساعدات مالية لهذه المنظمات لمقاومة إسرائيل.
وأضاف أن طرفي الحرب في اليمن منهكان بسبب مرور سنوات طويلة من الخسائر الفادحة، وأزمة إنسانية واقتصادية حادة في اليمن، وأضرار جسيمة للبنية التحتية المادية، والروح القتالية في السعودية والإمارات، وسيعملون على التهدئة. يبدو أن هناك إحجامًا عن استئناف تأجيج الحرب، واستعداد للتوصل إلى وقف طويل الأمد لإطلاق النار أو تسوية دائمة. المحور الرئيسي الذي سيحدد إلى حد كبير نجاح الاتصالات هو السعودية والحوثيين. إذا تمكن الطرفان من الوصول إلى اتفاق، فمن المرجح أن نفوذ السعودية الكبير سيعني أن جميع العناصر الأخرى في المعسكر المناهض للحوثيين ستصطف معها بسبب الاعتماد على قدرتها الاقتصادية والعسكرية. لهذا الغرض، يجب على الحوثيين أيضًا تقديم تنازلات في المفاوضات والاتفاق على تقسيم مستقبلي للسلطات بينهم ومجلس القيادة الرئاسي. كما سيتم اختبار تأثير إيران على الحوثيين. إذا وافق الحوثيون على تنحية أسلحتهم، فهذا يشير إلى أنه على الرغم من المساعدات والدعم الإيراني، فإن مصالحهم المحلية والإقليمية لها الأسبقية على الاستمرار في القتال من أجل “محور المقاومة”.
الحوثيون يروجون المخيمات الصيفية للأطفال
جهة النشر: معهد بحوث إعلام الشرق الأوسط “ميمري” | التأريخ: 15 يونيو 2023 | لغة المصدر: الإنجليزية
تناول معهد بحوث إعلام الشرق الأوسط “ميمري” -مقره واشنطن وأسسه ضابط المخابرات في الجيش الإسرائيلي إيجال كرمون والأكاديمية الإسرائيلية الأمريكية ميراڤ وورمسر -المخيمات الصيفية التي نظمها الحوثيون للأطفال والمراهقين في صنعاء والمحافظات الشمالية الأخرى. وقال إنها تهدف إلى تعزيز التطرف لدى الأطفال من خلال تدريبهم على استخدام السلاح.
ظهرت الدورات الصيفية للحوثيين لأول مرة عام 1990. ومع ذلك، تأتي الحملة الترويجية هذا العام بعد تغييرات جديدة مهمة في المناهج التعليمية في المدارس الابتدائية والثانوية في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين.
وحظيت الحملة الترويجية لهذا العام بدعاية متزايدة من قادة الحوثيين، ومن بينهم زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي، الذي حث الآباء على إرسال أطفالهم إلى هذه المخيمات.
ونشرت قنوات مرتبطة بالحوثيين على موقع التراسل الفوري “تليجرام” صورًا لفتيان وفتيات وهم يتلون القرآن وإعلانات عن الدورات الصيفية على اعتبار أنها برامج تعليمية وثقافية.
وسائل إعلام موالية لداعش تطلق حملة مناهضة للحوثيين
وردًا على ذلك، نشرت “مثاني”، وهي وسيلة إعلامية موالية لتنظيم “داعش”، عدة ملصقات في الأسابيع الأخيرة محذرة اليمنيين من إرسال أطفالهم إلى معسكرات الحوثيين. وتؤكد حملة الملصقات المستمرة والموسومة بـ”الدورة الصيفية المرتدة”، على الاختلافات الأيديولوجية بين السنّة والشيعة من منظور داعش، التي تعد الشيعة غير مسلمين، مما يضفي الشرعية على استهدافهم.
تجدر الإشارة إلى أنه في إطار الخلافة المعلنة من جانبها في العراق وسوريا، جندت داعش بشكل روتيني الأطفال لأغراض عسكرية، وإرسال الأطفال في عمر أربع سنوات إلى معسكرات التدريب.
وقالت القناة إن “الشيعة مثل الحوثيين ليسوا موحدين؛ لأنهم يستعينون بأئمتهم الـ 12 طلبًا للمساعدة، ويمجدونهم باستخدام كلمات أو صفات لا يتصف بها إلا الله. ثم قالت إن الشيعة مرتدون”. وحذرت الآباء من أن يكونوا سببًا لانحراف أطفالهم، ومن بقاء الأطفال في تلك الدورات؛ “لأنها تملؤها العقيدة الباطلة، يدرسونها أبناءكم ويرسخونها في عقولهم. والطفل البريء ليس له علم بذلك، لأن مرحلته الآن هي الاستقبال والتخزين، فإذا كبر صار رافضيًا بحتًا”.
درس من حرب اليمن للسودانيين: وجود فاعلين أجانب حتى يهتم العالم
جهة النشر: صحيفة هاآرتس | الكاتب: تسفي برئيل[2] | التأريخ: 16 يونيو 2023 | لغة المصدر: العبرية
تناول تسفي برئيل في صحيفة هاآرتس الإسرائيلية الأزمة السودانية وإسراع الدول الأجنبية في إخراج موظفيها الدبلوماسيين ومواطنيها من السودان. وقال إن إسرائيل من جانبها حاولت التوصل إلى وقف مؤقت لإطلاق النار، مما قد يسمح بإجراء مفاوضات بين الجنرالين الغريمين، مشيرًا إلى أبعاد الكارثة الإنسانية التي لم تتجاوز بعدُ عتبة المعاناة التي تستدعي تعبئة المجتمع الدولي.
وقال إن 45 مليون سوداني توقعوا تدخلاً عسكريًا دوليًا يعيد لهم بلادهم، لكن ما عليهم سوى النظر صوب البحر الأحمر ورؤية ما حدث في اليمن، حيث نشبت حرب أهلية دامية أسفرت عن مقتل أكثر من 120 ألف شخص حتى الآن. مات حوالي 90 ألف طفل بسبب المرض والجوع، ونزح الملايين من ديارهم. لكن على عكس السودان، أصبحت هذه الحرب دولية؛ لأن الحوثيين الذين سيطروا على اليمن واستولوا على العاصمة صنعاء عام 2014، هاجموا أيضًا السعودية والإمارات والبحر الأحمر.
دفع الحوثيون، بدعم من إيران، أنفسهم واليمن إلى قلب الصراع بين طهران ودول الخليج والغرب. كما ساهم موقع اليمن الاستراتيجي، الذي يسمح بتهديد طرق التجارة في البحر الأحمر، في الاهتمام الذي أثاره بين المجتمع الدولي. لا يسع السودان إلا أن يحسد “مكانة” اليمن، التي تمكنت من حشد تحالف عربي ودولي لإنهاء الحرب وتحقيق الاستقرار في البلاد. كل هذا باسم النضال لكبح نفوذ إيران. لكن اليمن لقن أطراف الحرب الأهلية درسًا مريرًا. السعودية -رغم تطور معداتها العسكرية والدعم الذي تلقته من الولايات المتحدة في عهد الرئيس دونالد ترامب -والإمارات وأعضاء آخرين في التحالف العربي. لقد فشل كل هؤلاء خلال محاولتهم القضاء على الحوثيين أو إقامة نظام يمني مستقر في المناطق التي فشل الحوثيون في السيطرة عليها.
تفكك التحالف العربي بعد انسحاب دولة الإمارات نهاية عام 2019. يكمن شعاع الضوء الوحيد الذي قد يؤدي إلى مصالحة داخلية في اليمن في استئناف العلاقات بين إيران والسعودية، والتي اتفقا عليها في مارس. الافتراض هو أن طهران تؤثر على الحوثيين وأن الاتفاق بينها والرياض -يتضمن أيضًا وقف الهجمات من اليمن على أهداف في السعودية -سيلزم الحوثيين أنفسهم، لكن الأخيرين لديهم أجندتهم الخاصة، والتي لا تعتمد فقط على رغبات إيران.
في الواقع، بدأوا حربهم على الحكومة في صنعاء خلافًا لموقف إيران وحتى قبل أن تتدخل في الصراع. تدار بين السعوديين والحوثيين مفاوضات بدأت حتى قبل الاتفاق بينهم مع الإيرانيين، بعد ضغوط شديدة من الولايات المتحدة، وتهديدات بتجميد صفقات السلاح مع الرياض. وانتهاء الحرب في اليمن، أي انسحاب السعودية منها كان أحد شروط بايدن لتسوية الخلافات مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
وأعلن الرئيس الأمريكي بعد أن أدى اليمين في شهر يناير 2021: “يجب أن تنتهي الحرب في اليمن. ولتأكيد التزامنا، فإننا ننهي كل المساعدات الأمريكية للعمليات الهجومية في حرب اليمن، بما في ذلك بيع الأسلحة ذات الصلة بهذه الحرب”. ولكن بعد عام اضطر لزيارة السعودية بنفسه والموافقة على صفقات سلاح. ليس لإنهاء الحرب في اليمن، بل لمطالبة ابن سلمان بزيادة إنتاج النفط لدول أوبك بلس من أجل التغلب على النقص الذي سببته الحرب في أوكرانيا. ونتج عن هذه الضغوط وقف إطلاق النار الذي ظل متقطعًا منذ أكثر من عام.
رغم أن هذا إنجاز مهم، إلا أنه لا يكفي للتوصل إلى اتفاق ينهي الحرب. يطالب الحوثيون الاعتراف بشرعيتهم، والتوزيع المناسب لموارد النفط، والوظائف الحكومية، ودفع الرواتب المنقطعة منذ سبع سنوات لموظفي الخدمة المدنية الموجودين في مناطق سيطرتهم، والحفاظ على قوتهم العسكرية. تهدف السعودية، التي تقود المفاوضات نيابة عن الحكومة اليمنية، إلى إنهاء وجودها غير المجدي في البلاد بسرعة. وهي تعتمد على أن الاتفاقية مع إيران ستضمن أمنها وستتمكن من العودة إلى استعادة علاقاتها مع الولايات المتحدة. ولكن مع تقدم المفاوضات، يتضح أن اليمن قد يكون قادرًا على تحرير نفسه من التدخل الدولي الذي حوله إلى ساحة معركة، لكن قد يستمر في النزيف بسبب الصراع الداخلي.
ليست مطالب الحوثيين فحسب، التي تفرض ذاتها من منطلق القوة، التي يمكنها عرقلة المفاوضات. توجد أيضًا في أجزاء أخرى من اليمن صراعات حول مستقبل البلاد. تسيطر الحكومة اليمنية على حوالي 55٪ من أراضي البلاد ومعظم حقولها النفطية، ويسيطر الحوثيون على ربع الأراضي. إلى جانبهم، تعمل قوة عسكرية وسياسية كبيرة أخرى وهي -“المجلس الانتقالي الجنوبي“، الذي أنشأته دولة الإمارات عام 2017. يهدف “المجلس” إلى إقامة دولة مستقلة في جنوب اليمن، ويسيطر، من بين أمور أخرى، على مدينة عدن الساحلية. وأوضح ممثلوه مؤخرًا أن أي اتفاق يمنح تنازلات للحوثيين لن يكون ملزمًا لهم؛ إذا لم يشمل استقلال المناطق الجنوبية من البلاد.
بالمقارنة مع اليمن “المثير للاهتمام”، فإن السودان ليس لديه حتى “وكيل” يأخذ على عاتقه إنهاء الصراع. ولذا سيتعيّن عليه أن ينتظر اليمن أو يختلق صراعًا دوليًا لنفسه.
مواقع الحوثيين تعلن كراهيتها لليهود صراحة
جهة النشر: موقع elderofziyon | التأريخ: 14 يونيو 2023 | لغة المصدر: الإنجليزية
تطرق موقع elderofziyon -مدونة أمريكية مؤيدة لإسرائيل هدفها مراقبة معاداة السامية وفق صحيفة The Jerusalem Report -إلى استمرار المواقع الإخبارية اليمنية المرتبطة بالحوثيين في معاداتها للسامية بشكل صريح، حسب قوله.
ولفت إلى إن شعار الحوثي يتضمن أيضًا “اللعنة على اليهود”، لذلك فهم لا يترددون في قول كل الأشياء التي يعتقدها معظم الأردنيين والفلسطينيين والمصريين بصوت عالٍ، في إشارة إلى أن الإعلام العربي ما يزال يعادي أيضًا اليهود.
وأورد الموقع مقالًا نشره موقع صحيفة “لا” “laamedia” الموالية للحوثيين في 13 يونيو 2023، والذي كان بعنوان “سرطان اليهود”.
- محلل سياسات في مجلس الشؤون الإسرائيلية والأسترالية واليهودية AIJAC))، يركز على التفاعل الجيوستراتيجي بين إيران وروسيا وإسرائيل وتركيا في الشرق الأوسط. وتُنشر تحليلاته على نطاق واسع في الصحف والمجلات، بما في ذلك صحيفة جيروزاليم بوست، وهآرتس، وذا أستراليان، وكاب إكس، ومعهد السياسة الاستراتيجية الأسترالية، فضلًا عن مجلة “أستراليا/إسرائيل ريفيو” الشهرية التابعة لمجلس الشؤون الإسرائيلية والأسترالية واليهودية.
- محلل شؤون الشرق الأوسط لدى صحيفة “هآرتس”، عمل سابقًا مبعوثًا للصحيفة في واشنطن. ويحاضر في كلية “سابير” وجامعة “بن جوريون”، ويبحث في سياسة وثقافة الشرق الأوسط. في عام 2009، حاز على جائزة “سوكولوف”.