تنويه: حُررت هذه الترجمة مراعاة للوضوح، والآراء الُمعرَب عنها فيها لا تعكس آراء مركز صنعاء للدراسات، كما لا يُعد المركز مسؤولًا عن صحة البيانات والمعلومات الواردة أيضًا.
- يقول تقرير لمركز بحثي إسرائيلي إن جماعة الحوثيين لم تعد مجموعة من رعاة الأغنام الذين جرى تقديمهم في الماضي، بل إنهم “جيش خطر مسلح جيدًا”. كما زعم أن 800 ألف مقاتل هم عدد عناصر الجماعة الذين باتوا يمثلون تهديدًا على إسرائيل والسعودية ودول الخليج والبحرية الأمريكية.
- تطرق تقرير صحفي نشرته يديعوت أحرونوت، إلى الدبلوماسية والوساطة العمانية للتقريب بين الأطراف المختلفة ومن بينهم جماعة الحوثيين، وقال إن عمان مدركة أنها إذا تواصلت مع الحوثيين والإيرانيين فإنها ستكون مهمة للغاية في نظر الأمريكيين والغرب.
- حول تراجع القوة الأميركية في البحر الأحمر، أرجع تقرير صحفي ذلك إلى فقدان الإرادة اللازمة لواشنطن في الالتزام بتأمين الممرات البحرية الحيوية في مضيق باب المندب والبحر الأحمر وقناة السويس، مشيرًا إلى أن الصين حلت محل القوة الأميركية المتراجعة، ضمن جهودها في مبادرة “الحزام والطريق” التي تشكل تحديًا استراتيجيًا، في حين تحاول إقامة نظام جديد من القواعد الدولية التي تسعى إلى تقويض القوة والسيادة الأميركية.
- تطرق تقرير آخر إلى الأضرار الجسيمة التي لحقت بالاقتصاد المصري وإيرادات قناة السويس جراء استهداف الحوثيين للسفن، وتناول أسباب تجاهل القاهرة للحوثيين، وعدم مشاركتها ضمن التحالف الدولي.
- تناول تقرير آخر الدور الروسي في اليمن ومحاولة استغلال موسكو لجماعة الحوثيين ودعمها نكاية بالولايات المتحدة والغرب الداعم لأوكرانيا، وأشار إلى أن دفء العلاقات بين الكرملين والحوثيين قد يمكّن الأخيرين من توسيع وتكثيف عملياتهم المزعزعة للاستقرار، وخاصة لو حصلوا على المعدات العسكرية المتطورة.
- وفق تقارير أخرى، فإن الحوثيين مستعدون لملء الفراغ الذي خلفه حزب الله بعد تعرضه لنكسات كبيرة، وأرجعت ذلك إلى مساعي الجماعة للحصول على دعم اقتصادي أكبر، وفرصة للحصول على أعلى مستوى من التدريب والمعدات من إيران.
يترجم مركز صنعاء للدراسات مواد كاملة أو مقتطفات لأبرز ما أوردته الصحافة العبرية والمراكز البحثية المعنية بالشؤون الإسرائيلية وعلاقتها بالمنطقة، وذلك جزء من سلسلة ترجمات وإصدارات ينتجها المركز في سياق اهتماماته، والمقاربات الإقليمية التي يقدمها.
هل يشكل الحوثيون خطرًا حقيقيًا على إسرائيل والغرب؟
الحوثيون ليسوا مجموعة من رعاة الأغنام الذين يمضغون القات ويلبسون النعال كما تصورنا وجرى تقديمهم في الماضي. إنهم حاليًا جيش خطر مسلح جيدًا، ويضم ما يربو على 800 ألف مقاتل يهددون إسرائيل، والسعودية، ودول الخليج، والبحرية الأمريكية، والشحن الدولي، بالطائرات المسيّرة والصواريخ الباليستية. يتعرض الشحن الدولي لتهديد مستمر من القرصنة الحوثية.
قدم مسؤول بارز في البنتاغون هذا التقييم في أكتوبر 2024: قال بيل لابلانت، وكيل وزارة الدفاع الأمريكية لشؤون المشتريات والإمداد، إن المتمردين الحوثيين يستخدمون أسلحة متطورة بشكل متزايد، من بينها صواريخ “يمكنها إنجاز أمور مذهلة”، وأضاف لابلانت أن “الحوثيين أصبحوا مخيفين، أنا مهندس وفيزيائي، وعملت طوال مسيرتي المهنية في مجال الصواريخ. ما فعله الحوثيون في الأشهر الستة الماضية أصابني بالذهول”.
أطلق المحللون على قوات الحوثيين لقب “حزب الله الجنوبي”، وبعد العمليات العسكرية الإسرائيلية على حماس وحزب الله، يظل الحوثيون وكلاء إيران الأكثر عملية وخطورة في محور “المقاومة”. على غرار “حزب الله الشمالي”، يرى الحوثيون أن مهمتهم تتمثل في تخفيف الضغط الإسرائيلي على حماس، ومن المتوقع أن يظهر الحوثيون على حدود إسرائيل كقوة تدخل سريع إيرانية.
المثير للدهشة هو تركيز مسؤولي الأمن الأمريكيين على التهديد الحوثي للشحن الدولي وإسرائيل، لكنهم لا يهتمون، أو لا يولون اهتمامهم على الإطلاق، بدور إيران الهائل في تدريب الحوثيين وتزويدهم بالأسلحة، والمعلومات الاستخباراتية، والتمويل.
اعترضت البحرية الأمريكية، في نهاية عام 2023 وبداية عام 2024، سفن شراعية كانت في طريقها إلى اليمن، تحمل على متنها 14 جهاز تعقب كهروضوئي لأنظمة صواريخ أرض جو، وثلاثة رؤوس حربية لصواريخ باليستية، وخمسة محركات صواريخ باليستية متوسطة المدى تعمل بالوقود السائل (MRBM)، وصاروخ كروز إيراني مضاد للسفن من طراز قادر C-802 (ASCM)، الذي يُطلق عليه الحوثيون اسم المندب-2. ذكرت وكالة الاستخبارات الدفاعية (DIA) أن “الحوثيين يجمّعون ويغيرون ويعيدون طلاء الأسلحة الإيرانية المهربة ويعرضونها بأسماء حوثية”.
يظهر تقرير نشرته وكالة الاستخبارات الدفاعية، في فبراير 2024، بوضوح استنساخ الأسلحة وتقاسمها بين إيران والحوثيين. يستعرض التقرير “مقارنة مرئية بين الصواريخ الإيرانية والطائرات المسيّرة وما تعرضها وتستخدمها قوات الحوثيين في اليمن لمهاجمة البنية التحتية المدنية في جميع أنحاء المنطقة، وتشير صور الأسلحة التي عرضتها وأطلقتها إيران والحوثيون بقوة إلى أصلها الإيراني”.
أكد البنتاغون، في 17 سبتمبر 2024، أن عدة سفن تابعة للبحرية الأمريكية واجهت “هجومًا معقدًا” شنه الحوثيون على سفن حربية في البحر الأحمر، وقالت المتحدثة باسم البنتاغون سابرينا سينج: “أؤكد أن السفن الأمريكية لم تُضرب ولم يلحقها أي ضرر، ولم تقع إصابات بين أفراد الطاقم الأمريكي. لقد رأينا هجومًا معقدًا شنه الحوثيون بصواريخ كروز والطائرات المسيرة”.
في النهاية، تنبع كل أعمال العنف التي تستهدف الغرب وإسرائيل وحرية الملاحة في الشرق الأوسط من إيران. لقد قتلت حماس وحزب الله والحوثيون الآلاف، وعرَّضوا المنطقة لحرب مفتوحة، وأغلقوا الملاحة في قناة السويس تقريبًا. أصل هذا الشر هو آيات الله في إيران، الذين يؤججون ويموّلون ويسلّحون وكلاءهم.
لم تحظَ إيران بأي رد فعل انتقامي بعد أن كادت تدمر صناعة النفط السعودية عبر مهاجمة منشآت بقيق النفطية؛ وكبحت الولايات المتحدة الرد الإسرائيلي بعد القصف الإيراني المباشر والكثيف بالطائرات المسيّرة والصواريخ والقذائف؛ واقتصر الرد الأمريكي على الهجمات التي تستهدف السفن في البحر الأحمر والسفن البحرية الأمريكية إلى حد كبير على العمليات الدفاعية، وردت الإدارة الأمريكية على الهجوم الإسرائيلي الأولي والمحدود على هجمات حماس وإيران بتحذير مخزٍ: “انتصروا”. هل ستتغير ردود الفعل السلبية نسبيًا للغرب وإسرائيل تجاه إيران (والحوثيين) بعد تولي الإدارة الأمريكية الجديدة مهامها؟
الوسيط العماني الذي لا يغلق الأبواب
اليمن والحوثيون الذين سيطروا على مناطق شاسعة منه، إحدى المشاكل التي تواجه سلطنة عمان من الغرب وأصبحت في السنوات الأخيرة مشكلة عويصة للسلطان هيثم. يوضح عوزي رابي[3]، في حديث لموقع يديعوت أحرونوت أنه “من الناحية التاريخية والعملية ثمة مخاوف كبيرة من أن يصبح اليمن موطنًا يستوعب كثيرًا من المنظمات الخطرة. ولذا، توجد حاجة ماسة لخفض التوتر هناك، وتحقيق الاستقرار، لأن أكثر ما يضر عمان هو مجاورة يمن خطر”.
تشعر عمان وسلطانها بقلق بالغ إزاء المنظمات “الإرهابية” النشطة في البلد المجاورة. يقول رابي “عمان ترى أن مسألة الإرهاب سوف تنعكس عليها في النهاية؛ لأنها أيضًا أحد الأنظمة الملكية في الخليج، والوضع في اليمن يسبب لها قلقًا”.
على الرغم من تبعات الحرب الدائرة في اليمن على عُمان، إلا أنها كانت ولا تزال تتمتع بعلاقات جيدة مع الحوثيين. يوضح يوئيل جوزانسكي[4]، أن “الحوثيين تلقوا علاجًا طبيًا في عمان، وأفادت تقارير بأن عمليات التهريب تصلهم عبر عمان التي غضت الطرف، وكانوا ينقلون الجرحى من كبار الحوثيين في طائرات عمانية”، وقال إن هذه الإجراءات أدت في نهاية المطاف إلى تمكّن العمانيين من مساعدة السعوديين حقًا في التوصل إلى التفاوض مع الحوثيين، ومساعدة أمريكا كثيرًا في الوساطة.
عمان لا تدلي بتصريحات كثيرة، لكنها ذات أهمية كبيرة. إنها تتوسط بين إيران والولايات المتحدة، وبين إيران والسعودية، وقبل الحرب الحالية كادت أن تتوصل إلى اتفاق بين الأخيرتين اللتين تتقاتلان على أراضي اليمن، ومع أن إسرائيل لا تنظر إليها على هذا النحو، إلا أنها وسيط مهم -لكن وساطتها تجري من خلف الكواليس وتركز أكثر على الخليج والشرق الأوسط. يوضح رابي: “هذا البلد يعرف جيدًا كيف يحافظ على العلاقات مع الجميع وألا يغلق الأبواب”، ووفقًا له، فعمان تدرك أنها إذا تواصلت مع الحوثيين والإيرانيين فإنها ستكون مهمة للغاية في نظر الأمريكيين والغرب.
يوضح جوزانسكي أنه يمكن لكل طرف استخدام القبائل الغربية، في الصحراء باتجاه اليمن، لإثارة أعمال شغب إذا تحيّزت عمان لجانب واضح. الجمر موجود دائمًا والنظام يحرص على تهدئته، والدرس الذي يتعلمه السلطان هيثم من الصراعات في المنطقة والحوثيين في اليمن وتورط الإيرانيين في لبنان، هو تجنب تحويل بلاده إلى بيدق سياسي.
الحوثيون يصعّدون التوترات مع الولايات المتحدة في البحر الأحمر
يضاعف الحوثيون تهديداتهم لأمريكا بعد فوز الرئيس المنتخب دونالد ترامب للتظاهر بأنهم لن يُردعوا.
تباهت قناة “المسيرة” الحوثية، بأهمية قرار الجماعة “الإرهابية” باستهداف السفن البحرية الأمريكية في البحر الأحمر. إنها ليست أول مرة يواجهون فيها السفن البحرية الأمريكية، ومع ذلك، يشير هذا التحذير إلى تحوّل في التكتيكات -من استهداف السفن التجارية إلى تحدي البحرية الأمريكية مباشرة للقتال.
ادعت الجماعة “الإرهابية” المتمركزة في اليمن أنها استهدفت حاملة الطائرات (يو إس إس أبراهام لينكولن)، وهي مدمرة صواريخ موجهة، وقالت إنها هاجمت (يو إس إس ستوكديل)، و (يو إس إس سبروانس) -وكلاهما مدمرتا صواريخ موجهة من فئة أرلي بيرك.
يعلم الحوثيون أن ترامب وعد بالسلام، وهم يؤكدون أنهم قادرون على التصعيد، وأن “حروبًا قوية” قد تتطور في المنطقة “تتناقض مع وعود ترامب بوقف الحروب”.
لا يعتقد الحوثيون أن ترامب يمكنه حل الصراعات المتعددة في المنطقة التي تربط اليمن بغزة، ولبنان، وسوريا، وإيران، والعراق، ويعبرون عن آرائهم علانية في وسائل إعلامهم: “لدينا خبرة مع ترامب في اليمن، والمنطقة برمتها، والمحصلة أنه لم يجد حلولًا للجبهات في اليمن، وأخفق في فلسطين، ولبنان، وسوريا، وإيران، والعراق”.
كما أشارت الجماعة إلى السيناتور الأمريكي “ماركو روبيو” وقالت إنه لن يجلب السلام إلى المنطقة، وقالوا إن سياسة الديمقراطيين والجمهوريين الخارجية لا تتغير كثيرًا. إنها ثرثرة لأنهم على الأرجح يعرفون أن السياسات الأمريكية تتغير.
أشار التقرير نفسه إلى أن مدى أسلحة الحوثيين آخذ في الازدياد، وأنهم مستعدون لمعركة طويلة الأمد لمواجهة الولايات المتحدة وحلفائها.
في حين تتجه كل الأنظار صوب إيران: العلاقة الخطرة بين الحوثيين وحزب الله
أفادت تقارير، أن باسل مصطفى شكور، أحد عناصر حزب الله وقائد قوة الرضوان، قُتل في إحدى هجمات الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان، وسرعان ما اتضح من خلال تناول سيرته في وسائل الإعلام اليمنية، أنه كان عضوًا بارزًا في صفوف حزب الله، وتتشابك قصة حياته مع تورط التنظيم “الإرهابي” في عدة ساحات في المنطقة، مع التركيز على الحرب في اليمن.
إن تورط حزب الله في الحرب في سوريا (2011 فصاعدًا)، وفي العراق (إما في حرب العراق 2011-2003 أو في الحرب على داعش في 2014 فصاعدًا) معروف للغاية. لكن مشاركة حزب الله في الحرب بين الحوثيين والسعودية والقوات التي يدعمها في اليمن (2015-2022)، لا يعرف عنها إلا الخطوط العريضة فقط، لأن حزب الله ينفي تمامًا التقارير التي تناقلتها وسائل الإعلام العربية حول مقتل عناصره في الحرب، ومشاركتهم في إطلاق صواريخ باليستية على السعودية.
بعد ثلاث سنوات من اندلاع الحرب في اليمن، وفي ضوء تنامي التقارير بشأن مقتل عناصر حزب الله في اليمن، اعترف نصر الله بفتور بوجود حزب الله في اليمن والخسائر التي تكبدها هناك، وفي خطابه في يونيو 2018، أعلن نصر الله : لأسباب معينة، لا أؤكد ولا أنفي أن لنا حضور في اليمن، وإذا افترضنا يومًا ما أن لحزب الله بالفعل شهداء في اليمن، فلن نخفِ ذلك ولن نخجل منه، بل سنرفع رؤوسنا ونفتخر بهؤلاء الشهداء.
مع ذلك، فمن المعروف أن حزب الله يشارك في دعم الحوثيين على أقل تقدير منذ العام 2012، عندما كلف “نصر الله” قوة خاصة بقيادة “خليل حرب” لمساعدة الحوثيين، فضلًا عن دعم مالي قدره 50 ألف دولار شهريًا. كشفت الولايات المتحدة أيضًا عام 2016، عن هوية “هيثم علي الطباطبائي”، الذي أرسله نصر الله قبل عام إلى اليمن لقيادة قوة حزب الله هناك، وعرضت عام 2018، مكافأة قدرها 5 ملايين دولار، لمن يدلي بمعلومات تساعد في القبض عليه.
كما قتل الجيش الإسرائيلي أيضًا، قبل شهر تقريبًا، في منطقة الضاحية ببيروت أحد قادة حزب الله، محمد حسين سرور، الذي ظهر في مقطع مرئي عام 2015، وهو يدرب الحوثيين عسكريًا في اليمن، وقال الجيش الإسرائيلي في بيان صدر بعد اغتياله إن سرور كان قائد الوحدة الجوية لحزب الله، الوحدة 127، المسؤولة عن جميع عمليات إطلاق الطائرات المسيّرة على إسرائيل.
التعاون العابر للحدود الوطنية بين حزب الله والحوثيين
إن الكشف عن انخراط حزب الله في الحرب في اليمن، يسلط الضوء على التعاون العابر للحدود الوطنية بينهما. أفادت التقارير أخيرًا أن الجيش الإسرائيلي قتل ما لا يقل عن خمسة عناصر حوثية أثناء قتالهم جنبًا إلى جنب مع عناصر من حزب الله بمعارك في جنوب لبنان، وحتى الآن لم يعلن الحوثيون عن مقتل عناصرهم في لبنان. قد يكون تجنب نشر خبر وفاتهم نابعًا من محاولة الحوثيين التهرب من اتخاذ إسرائيل تدابير حادة ضدهم. في الوقت نفسه، يبدو أن الحوثيين، من خلال مشاركتهم المحدودة في قتال إسرائيل بريًا، يسعون إلى رد الجميل لحزب الله على مشاركته، التي كانت محدودة النطاق أيضًا، في الحرب البرية باليمن.
على خلفية هذا الكلام، من المهم أن نتذكر سمات أخرى توضح مدى عمق التعاون بين الحوثيين وحزب الله: مشاركة ممثل عن حزب الله، أبو زينب، في اجتماعات مجلس الجهاد الحوثي، وهو هيئة القيادة المركزية الحوثيين، بقيادة زعيمهم عبد الملك الحوثي. تأسست الهيئة عام 2010، وتضم الفروع الرئيسة لجماعة الحوثيين. كما ساعد حزب الله عام 2012، في إنشاء قناة تلفزيونية للحوثيين، “المسيرة”، والتي تبث من معقل حزب الله، منطقة الضاحية في بيروت، بمساعدة قناة “المنار” التلفزيونية التابعة لحزب الله، والتي تساعد على توطيد التعاون. في هذا الإطار، يجري حزب الله دورات تدريبية لصحفيي المسيرة.
يمثل التعاون بين الحوثيين وحزب الله مرحلة متقدمة من تصدير الثورة الإسلامية ونظرية تشغيل وكلاء إيران. يجب على الثورة الإسلامية -وفق رؤية مؤسس النظام الإسلامي في إيران آية الله روح الله الخميني، وكبار مسؤولي الحرس الثوري -تعزيز الميليشيات الشيعية والسنية على حد سواء، لإنشاء نظام إقليمي جديد بدلًا عن النظام الإقليمي الموالي لأميركا.
على مدى العقود الأربعة، أصبح حزب الله رأس الحربة في منظومة وكلاء إيران في المنطقة، وفي هذا الإطار، اشترك في إنشاء وتدريب وتعزيز مختلف الميليشيات الشيعية في العراق وسوريا واليمن والبحرين. مع أن الحوثيين ليسوا وكيلًا كلاسيكيًا، بل إنهم شريك استراتيجي لإيران، إلا إنهم في هذا السياق لا يتلقون أوامر من طهران، بل توجيهات.
في إطار مصالحهم المشتركة، حافظوا تدريجيًا على تعاون متزايد مع حزب الله. إن مشاركة قوة صغيرة من الحوثيين في قتال الجيش الإسرائيلي في إطار محاولة حزب الله لصد المناورة البرية الإسرائيلية، تعد ذروة التعاون العسكري بين الحوثيين وحزب الله في هذه المرحلة لمواجهة الجيش الإسرائيلي على الأراضي اللبنانية.
انتصار للحوثيين والصين
شنت الجماعة “الإرهابية” وشبه دولة الحوثيين في اليمن قبل عام هجمات بطائرات مسيّرة على إسرائيل من مسافة بعيدة، ثم شرعت في مهاجمة السفن المارة عبر القنوات الضيقة التي تفصل البحر الأحمر عن خليج عدن. أدت هذه الهجمات إلى إيقاف معظم التجارة البحرية العالمية التي تمر عبر هذا الطريق مما أحدث تأثيرًا مدمرًا.
حذرت الولايات المتحدة مرارًا كلًا من الحوثيين وإيران بأنها سترد على الهجوم الذي يستهدف النقل البحري. لكن طابع الرد الأمريكي تجسد في المفهوم الأوسع لما تسميه إدارة بايدن مشروعية “الدفاع عن النفس”.
لقد أماطت إسرائيل اللثام عن وهن حدود الاستراتيجية الأميركية -التي فشلت منذ أكتوبر 2023، في وقف أو ردع هجمات الحوثيين -حيث ضربت أخيرًا، في يوليو الفائت، الموانئ اليمنية وألحقت بها ضررًا هائلًا حتى أنها أدت إلى عدم شن هجمات بعيدة المدى على إسرائيل لما يقرب من شهرين، كما أن السفن المارة عبر البحر الأحمر لم تتعرض لهجمات كبيرة لمدة شهر.
استبدال الإرادة الأميركية
القوة الأميركية تتراجع الآن؛ بسبب فقدان الإرادة اللازمة للالتزام بتأمين الممر البحري الحيوي في مضيق باب المندب، عبر البحر الأحمر وقناة السويس، لربط أوروبا وآسيا، والإنتاج والاستهلاك. لكن الدولة التي تحركت لتحل محل القوة الأميركية المتراجعة هذه المرة لا تؤيد التجارة الحرة العالمية أو حرية الملاحة. إنها ليست قوة داعمة للاستقرار، بل تسعى إلى تقويض سيادة الدول عبر تمكين الهيئات الدولية التي تسيطر عليها.
تملأ جمهورية الصين الشعبية الفراغ الذي خلفته القوة الأميركية بقوة وتدمجه بدقة في مبادرة “الحزام والطريق” التي تشكل تحديًا استراتيجيًا وتحاول إقامة نظام جديد من القواعد الدولية التي تسعى إلى تقويض القوة والسيادة الأميركية، وقد نجحت بكين في تحاشي التهديد الذي يشكله الحوثيون على الشحن الدولي وإغلاق مضيق باب المندب ومن خلاله البحر الأحمر بأكمله -ممر العبور في قناة السويس بشكل أساسي.
البديل الصيني
بعد فترة وجيزة من بدء الإغلاق، وضعت الصين مع الحوثيين وإيران استراتيجية لتشكيل هيكل شحن بديل وآمن -مركز تنسيق يسمح به الحوثيون (وبالتبعية المرور الذي تسمح به إيران عبر مضيق هرمز) للمرور بأمان عبر مضيق باب المندب.
إن الهيكل التنظيمي الدولي الفعلي الناشئ ومركز التنسيق، يمنعان أية شحنات نقل بحرية متجهة إلى إسرائيل مباشرة أو غير مباشرة.
بعبارة أخرى، إذا كان لشركة ميرسك للشحن أي تواصل مع إسرائيل، فإن خط ميرسك بأكمله -حتى الطرق التي لا علاقة لها بإسرائيل -لن يتمكن من المرور بأمان. هكذا، بدأ الحوثيون، بمساعدة صينية وروسية، في إنشاء ممر شحن آمن عبر القناة والمضيق، والذي يبدأ بدوره في حظر التجارة الأميركية والأوروبية التي لا تنظمها جماعة الحوثيين.
تعمل الصين على إنشاء هيكل شحن كامل يحظر على أميركا، وكذلك على إسرائيل وحلفائها، دخوله إذا لم يلتزموا بالولاء للحوثيين، ويعمل الحوثيون عن كثب في هذه القضية بالذات -بصرف النظر عن تعاون الإيرانيين -مع الصينيين، ويعمل الصينيون على إنشاء هيكل شحن بديل يقوّض إحدى الوظائف الأساسية للبحرية الأميركية، والتي بموجبها تكون الضامن الحقيقي لحرية البحار.
ماذا يحدث
إن الصورة المدمرة التي يتم خلقها للقوة الأميركية المتآكلة والإرادة الغادرة، تهيئ أيضًا الظروف لنشوء هيكل شحن بديل وآمن للصين ويمنع من لم ترضَ عنهم بكين. في النهاية، من المرجح أن يتطور هذا الهيكل بحيث لا يكون له أي صلة بالشرق الأوسط. فإذا تنافست تويوتا، على سبيل المثال، مع الصين، وأرادت الصين عرقلة الشركة، فيمكنها استخدام دورها باعتبارها ضامنًا لحركة المرور البحري العالمية، لمعاقبة تويوتا ومنعها من المرور بالتنسيق مع حلفائها مثل إيران والحوثيين.
يتطلب الهيكل الناشئ الاتفاق مع الصين، وسوف تضطر الدول والشركات إلى تحمل عواقب سياسات النظام الصيني -ليس فقط فيما يتعلق بالسياسات تجاه الحوثيين أو الشرق الأوسط على نطاق أوسع، ولكن أيضًا تجاه الصين (ومن خلال هذا أيضًا لروسيا وإيران) من أجل طموحاتها الخاصة -للحصول على شحن مناسب عبر قناة السويس. ستكون للدول أو الشركات التي تعدها الصين منافسة تكاليف باهظة مقارنة بالشركات الصينية. إن منع المرور من الطرق التي تربط مباشرة بين أوروبا إلى آسيا -والتي لا تشمل السلع فحسب، بل أيضًا المواد الخام الحيوية والمعادن النادرة -يمكن أن يضيف تكاليف باهظة على النقل البحري، مما يجعل السلع غير تنافسية.
المواد الخام والمعادن النادرة
أدت الصين بالفعل دورًا قويًا في السيطرة على المواد الخام الأفريقية عبر مشاريع الحزام والطريق التي تسيطر على الخدمات اللوجستية وموانئ السواحل الأفريقية، ويتسابق الروس عبر منطقة الساحل إلى الشمال في أفريقيا لتعزيز شمال أفريقيا بالكامل. إن إضافة إنشاء هيكل شحن عالمي يمنح روسيا والصين ميزة أساسية يساعدهما في احتكار إمدادات المواد الخام والاستفادة من سيطرتهما المتميزة على نقلها.
هذا الأمر أكثر إشكالية لأن الصين في ظل مبادرة الحزام والطريق، مع هيمنتها على هياكل السكك الحديدية والموانئ الأفريقية، حولت هياكل سلسلة توريد المواد الخام في أفريقيا لتصل إلى سواحلها الشرقية على طول المحيط الهندي -مما يجعل إغلاق مضيق باب المندب، والبحر الأحمر، والسويس أكثر إشكالية للمصنعين الأوروبيين.
إن هذا الهيكل الذي تشكله الصين مع إغلاق البحر الأحمر، هو في الواقع مسرحية لاستراتيجية شاملة لا ترسخ نظام شحن عالمي جديد فحسب ليحل محل حريّة البحر التي ضمنتها بريطانيا والولايات المتحدة على مدى القرون الخمسة الماضية، بل لنظام اقتصادي بديل وجديد بالكامل أكدت الصين مزاياه الهيكلية.
الخلاصة
إن نجاح الحوثيين في شل أعظم قوة بحرية في التاريخ من حماية تجارتها الحيوية عبر ممر بحري حاسم يعد إهانة وطنية مستمرة ومتفاقمة. لم تغلق إيران مضيق هرمز بعد، لكنها حققت بالفعل من خلال وكيلها انتصارًا عظيمًا في البحار على الولايات المتحدة.
لقد فرض هذا تكلفة اقتصادية باهظة على المنطقة والعالم، وسوف يستمر في ذلك. لقد ظهرت البوادر الأولى لأنماط جديدة من التجارة وطرق النقل، وبعضها قد يكون في الواقع تطورًا اقتصاديًا إيجابيًا وقويًا للغاية، ولكن عمومًا، يظل التأثير الاقتصادي لإغلاق البحر الأحمر وقناة السويس مدمرًا للإنتاج، والإمدادات اللوجستية، والتكاليف في أوروبا وآسيا. مع أن الضرر المادي الذي يلحق بالغرب بسبب هذه التأثيرات الاقتصادية هائلًا، إلا أنه ليس الجانب الأكثر أهمية في هذه المشكلة، بل هي التداعيات الاستراتيجية والجيوسياسية.
على المستوى الإقليمي، لقد تضررت مكانة الولايات المتحدة الإقليمية باعتبارها قوة عظمى إلى الحد الذي جعل تحالفات الدول واتفاقيات السلام مع إسرائيل تحت الضغط بسبب فشلها في الحفاظ على دورها المركزي، باعتبارها حارسًا للبحار في العالم. الواقع أن بعض اتفاقيات السلام هذه -مثل اتفاقية مصر مع إسرائيل -قد لا تصمد.
قد يتحول التنسيق مع الغرب مع تزايد النظرة إلى الولايات المتحدة ليس على أنها حصانًا قويًا، بل باعتبارها حمارًا أعرجًا. كان الفشل في كبح جماح الحوثيين سببًا في تقنين نهاية الولايات المتحدة كقوة عظمى فعّالة وجذابة لدول المنطقة.
باختصار، إن الفشل في كبح جماح الحوثيين في البحر الأحمر يمثل حجر الزاوية في بناء نظام عالمي جديد بقيادة منافستنا الصين، وهدفه تقليص سيادة الولايات المتحدة، وتقويض أمننا الاقتصادي، وإعاقة مكانتنا الجيوستراتيجية.
مسؤول يمني لصحيفة “يسرائيل هيوم”: “أمنياتنا كانت فوز ترامب”
قال مسؤول بارز في جنوب اليمن لصحيفة “يسرائيل هيوم” إنهم يتطلعون إلى عودة ترامب إلى البيت الأبيض، “وخاصة بعد قرار إدارة بايدن شطب تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية، بعد تصنيفهم إبان فترة إدارة ترامب السابقة”.
أضاف المصدر: “نأمل أن تتخذ الإدارة الأميركية المقبلة برئاسة ترامب عدة قرارات حاسمة لمواجهة التنظيمات الإسلامية السياسية الإرهابية الموالية للإيرانيين”.
من جهته، صرح زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي، مؤخرًا بأن إعادة انتخاب ترامب لن تؤثر على حملة الحوثيين التي تستهدف السفن في البحر الأحمر أو إسرائيل، مشيرًا إلى أن شرط وقف الهجمات يتمثل في إنهاء الحرب في غزة ولبنان.
المخابرات المصرية وصواريخ الحوثي وإسرائيل: لماذا تفضل القاهرة غض الطرف؟
تحدث المقدم (احتياط) إيلي ديكل، ضابط مخابرات سابق متخصص في الشؤون المصرية، لصحيفة “معاريف” عن تهديد الحوثيين لمنطقة البحر الأحمر، وقال: “كل صاروخ يمر من اليمن يمر عبر خليج السويس، ويجب أن يحلق على مسافة ألف كيلومتر من الأراضي المصرية، ويمكنهم في ظل هذه المسافة اكتشاف هذا التهديد وتزويدنا بالمعلومات عبر الرادارات أو الاعتراض، إذا أرادوا ذلك”.
يضيف: “الحوثيون يلحقون أضرارًا جسيمة بمصر، لأنهم يستهدفون السفن التي تمر في البحر الأحمر، وهذا يضر بالإيرادات المصرية من قناة السويس، ووفقًا لأحدث التقارير، فإنهم يخسرون حتى الآن زهاء ملياري دولار”.
وقال ديكل: “ليس لدي إجابة مقنعة عن سبب عدم مهاجمة المصريين للحوثيين، فمن المؤكد أنهم قادرون على مساعدتنا ولو بتحذير، لأنهم قبلنا بألف كيلومتر. إذا فعَّلوا رادارهم، الموجود في جنوب مصر، لكي يبلغنا عن تحليق طائرة مجهولة نحونا، فإن هذا قد يمنحنا تنبيهًا استراتيجيًا. أنا لست على دراية بالعلاقات، لكن لا أعلم أن مصر تفعل ذلك”.
في سياق متصل، قال العميد بحري (احتياط) إيال بينكو في موقع israeldefense إن سبب عدم انضمام مصر إلى حملة تحرير الممرات الملاحية وعدم اشتراكها في التحالف الدولي الذي أنشأته الولايات المتحدة يكمن في اعتبارات أعمق وأكثر تعقيدًا من الجانب الاقتصادي:
- لقد تعلمت مصر من تجربة الحرب الأهلية في اليمن في العقد الأول من القرن 21 ضد الحوثيين.
- كما أنها تدرك العواقب المحتملة لفتح جبهة عسكرية أخرى على إيران، التي تقدم دعمًا هائلًا للحوثيين.
- ثمة اعتبار آخر وهو السياق السياسي الإقليمي. قد ينظر العالم العربي إلى أي عمل عسكري مصري واسع النطاق على أنه دعم غير مباشر لممارسات إسرائيل في غزة، وهو انطباع لا تحبذه مصر. ولذلك، فضلت تجنب المشاركة المباشرة.
- تفضل مصر ممارسة الضغوط السياسية وتعزيز وقف شامل لإطلاق النار في المنطقة، على أساس أنه الحل الأمثل لإنهاء القتال، بدلًا من الانخراط في حملة عسكرية أخرى تزيد الوضع سوءًا. في النهاية، وعلى الرغم من الأضرار الاقتصادية الجسيمة والضغوط الداخلية، فإن مصر تفضل استراتيجية ضبط النفس والنأي بنفسها. إنها تتفهم جيدًا التحديات الأمنية التي يفرضها الحصار البحري، ولكنها تدرك أيضًا المخاطر الكامنة في التصعيد العسكري.
الروليت الروسية على البحر الأحمر
انشغال الكرملين بالسيطرة على أوكرانيا دفعه إلى إدراك المخاطر الجيوستراتيجية وتبني نهج أكثر استباقية في مناطق مثل البحر الأحمر. لم تكن المعضلة اليمنية في الماضي جاذبة حتى لروسيا لكن حسابات موسكو قد تتغير. إن دفء العلاقات بين الكرملين والمتمردين الحوثيين قد تمكن الجماعة من توسيع وتكثيف عملياتهم المزعزعة للاستقرار، وخاصة لو انتقلت إليهم المعدات العسكرية المتطورة.
حرصت الحكومة الروسية منذ بداية الحرب الأهلية اليمنية على تجنب المخاطر، ومع أن موسكو اعترفت بالحكومة اليمنية الرسمية، إلا أنها حافظت على قنوات اتصال واسعة مع كل الجهات الفاعلة اليمنية الرئيسة، ومن بينهم الحوثيون. لكن أحداث العام الماضي دفعت موسكو إلى تغيير استراتيجيتها التحوطية نحو موقف أكثر تأييدًا للحوثيين.
حرصت روسيا للغاية، على مدى العقد الماضي، على عدم التحيز لأي طرف من الصراع، وتعاملت باعتبارها قوة عظمى وسيطة، واستغلت مقعدها في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة باعتباره ورقة مساومة. كان تأثير روسيا على مسار الحرب الأهلية اليمنية محدودًا. لم تقترح روسيا أبدًا خارطة طريق لإحلال السلام في اليمن، وفضلت الالتزام بقرار مجلس الأمن التابع الأمم المتحدة رقم 2216، وهو قرار مؤيد للرياض ويطالب الحوثيين بالانسحاب من الأراضي التي سيطروا عليها.
على الرغم من تنامي النفوذ الروسي في الشرق الأوسط منذ تدخلهم في الحرب الأهلية السورية في عام 2015، إلا أن اليمن ظلت على هامش أجندة الكرملين، واتضح ذلك من هيمنة وزارة الخارجية الروسية (وليس الأجهزة الأمنية) على الملف اليمني.
مع ذلك، خلف واجهة وزارة الخارجية الروسية باعتبارها جهة فاعلة مسؤولة، أدى مسؤولو الدفاع الروس دورًا غير معلنًا إزاء الحوثيين، واعتبارًا من عام 2016، ظهر مسؤولون عسكريون روس على مستوى العمل في المناسبات العسكرية الرسمية للحوثيين في صنعاء، وهم محاطون بكبار ضباط المخابرات الحوثيين، أو يتبادلون الهدايا مع كبار المسؤولين العسكريين الحوثيين.
يشير التنافر الواضح بين تصريحات وزارة الخارجية الروسية والأنشطة التي تجريها الأجهزة الأمنية إلى اتجاه أوسع حيث تعمل الوزارة على توفير الغطاء الدبلوماسي للأنشطة التخريبية التي تنفذها الأجهزة الأمنية.
كما حاولت روسيا الاستفادة بطاقم من خبراء في الشأن اليمني في الحقبة السوفيتية، مثل فيتالي نومكين، مقابل اليمنيين الذين كانت لديهم تجربة إيجابية مع الاتحاد السوفيتي. مع ذلك، فمن المشكوك فيه ما إذا كان هذا قد وفر للكرملين أي ميزة ملحوظة في اليمن. يشير جيل الشباب الروسي من الخبراء في الشأن اليمني، مثل ليونيد إيسايف، وكذلك نظرائهم الخليجيين واليمنيين، إلى قيود موسكو في اليمن بسبب اهتمامها الضئيل والتزامها القوي تجاه السعودية والإمارات.
كان موقف موسكو المحايد كوسيط طموح في اليمن منطقيًا حتى تغير السياق الاستراتيجي. دفعت علاقات روسيا المتدهورة مع الغرب بعد غزوها الشامل لأوكرانيا عام 2022، للبحث عن شركاء جدد لأجندتها المناهضة لأمريكا. لقد وجدت إيران، ونظر الكرملين إليها نظرة إعجاب لتحديها للمطالب الغربية على الرغم من العقوبات الهائلة المفروضة عليها للقيام بذلك. كما تنظر موسكو إلى الوكلاء الإقليميين في طهران، ومن بينهم الحوثيون، على نحو متزايد على أنهم شركاء محتملون لتحالف عالمي مناهض للغرب، وتحظى هجماتهم الإرهابية بترحيب أبواق الدعاية الروسية.
حقيقة أن الحوثيين يمثلون تحديًا مزعجًا يقوض الاقتصادات الغربية، ويستنزف مواردهم العسكرية (وخاصة الدفاع الصاروخي)، ويضر بهيبتهم، ويتسبب في معضلات سياسية لقادتهم هو ما جعلهم شريكًا جذابًا لروسيا. يتضح التغيير في نهج روسيا تجاه الجغرافيا السياسية العالمية من التباين الصارخ في رد فعل موسكو على الاضطراب الحالي للملاحة في البحر الأحمر، مقارنةً بردة فعلها على الهجوم الإيراني عام 2019، على ناقلات الإمارات في خليج عمان. حيث كانت لروسيا في عام 2019، مصلحة مباشرة في استقرار الشحن الدولي، وأدانت الهجمات، ولكن حاليًا، بعد أن فرضت على روسيا عقوبات شديدة، وأجبرت على الانخراط في اقتصاد الظل، فإن الكرملين مسرور للغاية برؤية اضطراب في التجارة العالمية التي تؤثر سلبًا على الولايات المتحدة وحلفائها.
كما حدد الكرملين الصعوبات التي يواجهها الغرب في مواجهة العدوان الحوثي، بأنها مجال محتمل للتصعيد الأفقي مع الولايات المتحدة. في 5 يونيو، حذر بوتين الولايات المتحدة وشركائها في الناتو من أنهم لو سمحوا لأوكرانيا بضرب الأراضي الروسية بالصواريخ الدقيقة بعيدة المدى التي يزودونهم بها، سوف تفكر روسيا في بيع فئة مماثلة من الأسلحة إلى خصوم الولايات المتحدة في مناطق أخرى. جرى النظر إلى الحوثيين على أنهم أحد المتلقين المحتملين للأسلحة الروسية التي ألمح إليها بوتين.
كيف تتطور علاقة روسيا بالحوثيين؟
حتى الآن، ثمة 4 اتجاهات رئيسة للدعم الروسي:
أولًا، في المجال الدبلوماسي، تستضيف روسيا وفود الحوثيين بوتيرة متنامية لتعزيز الجماعة “الإرهابية” اليمنية المعزولة بمزيد من الشرعية الدولية. كما تتخذ روسيا في الأمم المتحدة خطوات لمعارضة القرارات المناهضة للحوثيين، ولم تتخذ موسكو بعد خطوات لحل لجنة خبراء الأمم المتحدة بشأن اليمن، التي تنتقد بشدة الحوثيين وإيران.
ثانيًا، عندما يتعلق الأمر بالدعم الاستخباراتي والاستشاري، ثمة مزاعم تفيد بأن روسيا تقدم معلومات وتعليمات حول الاستهداف لدعم حملة الحوثيين في البحر الأحمر، ويُزعم أن مستشاري الكرملين في صنعاء تسللوا إلى اليمن تحت ذريعة عمال الإغاثة الإنسانية. هدف موسكو هو استغلال هجمات الحوثيين البحرية التي تستهدف السفن التجارية والعسكرية الغربية للانتقام من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، لدعمهم الاستخباراتي لأوكرانيا في البحر الأسود.
ثالثًا، قد تزيد موسكو من تدفق معداتها العسكرية إلى الحوثيين. حتى الآن، ثمة معلومات قليلة بشأن وصول أسلحة روسية إلى الحوثيين. أفاد فريق خبراء الأمم المتحدة عن استخدام الحوثيين أعدادًا محدودة من الأسلحة الصغيرة، والصواريخ الموجهة المضادة للدبابات روسية الصنع، ولا يوجد ما يشير إلى أن هذه الأسلحة قد استلمها الحوثيون مباشرة من روسيا بدلًا من شرائها، أو نقلها من أطراف ثالثة مثل إيران أو سوريا. لكن في الأشهر الأخيرة، انتشرت تقارير حول صفقات أسلحة وشيكة سوف توفر فيها موسكو المعدات العسكرية مباشرة للمتمردين اليمنيين. على سبيل المثال، من المتوقع تسليم شحنة من الأسلحة الصغيرة الروسية (AK-74s)، بقيمة 10 ملايين دولار، إلى الحوثيين في مطلع من أكتوبر 2024. وذكرت رويترز أيضًا أن إيران توسطت في محادثات بين الكرملين وصنعاء ناقش فيها الطرفان إمكانية نقل صواريخ ياخونت (SS-N-26) المتقدمة المضادة للسفن إلى الحوثيين.
رابعًا، بعد نشر مقطع فيديو يطالب فيه يمنيون بالعودة إلى اليمن، فقد اتضح أن الجماعات التابعة للحوثيين أرسلت يمنيين للقتال لصالح روسيا في أوكرانيا، وقد يسرت هذا الإجراء شركة الجابري للتجارة العامة وشركة الاستثمار SPC، المملوكة لعبد الولي الجابري، وكلاهما يقع مقرهما خارج عمان. وكان الجابري عضوًا في برلمان الحكومة اليمنية حتى انشقاقه وانضمامه إلى الحوثيين عام 2011، ومنحه المتمردون رتبة لواء. منذ ذلك الحين، يبدو أنه طور علاقات مع كبار قادة المخابرات والسياسيين الحوثيين، حتى أنه أصيب وهو يقاتل لصالح الجماعة. من المرجح أن يوفر إرسال اليمنيين إلى جانب القوات الروسية لصنعاء سيولة نقدية هم في أمس الحاجة إليها، ويمكّن اليمنيين الذين يعيشون في ظل حكم الحوثي من التعلم من الجيش الروسي المحترف نسبيًا، وقد يحظى الحوثيون بمكانة رفيعة في موسكو.
تقدم الكلمات والأفعال مؤشرات متسقة على أن العلاقة الروسية الحوثية في تقدم، ويمكن أن تتضمن في المستقبل دعمًا أنجع لحملة الحوثيين لبث الفوضى في المنطقة. قد يشكل هذا نقلة نوعية في قدرات الحوثيين في حالة قيام روسيا بتزويد الجماعة بصواريخ أسرع من الصوت مضادة للسفن، أو دفاع جوي متطور، أو خبرة صناعية عسكرية متطورة لإنتاج الأسلحة المحلية. يمكن لهذه القدرات أن تجعل سلاسل الإمداد العسكرية للحوثيين زائدة عن الحاجة ومرنة، وتفاقم من خطورة قدراتهم العسكرية، وتصبح صناعة القرار لديهم أكثر تحديًا وأقل عرضة للضغوط الخارجية.
التعقيدات
على الرغم من تحذيرات احتمالية شحن أسلحة روسية هائلة إلى الحوثيين منذ يونيو 2024، لم يبرم الطرفان حتى الآن سوى صفقة واحدة للأسلحة الصغيرة (وفقًا لما نعلمه)؛ وهذا قد يشير إلى تردد الروس بسبب تضارب المصالح. وحتى على افتراض أن الكرملين يريد دعم الحوثيين قدر الاستطاعة، فإن موسكو تعمل في ظل قيود كبيرة.
في المجال الجيوسياسي، سينظر جيران الحوثيين في الخليج إلى تزويد روسيا للحوثيين بأسلحة متطورة على أنه عمل متهور وعدائي. بمعنى آخر، ستبني موسكو علاقاتها مع الطرف الفقير في صنعاء على حساب العلاقات القائمة مع دول مستقرة ومزدهرة مثل السعودية والإمارات. تعد السعودية، التي تطلق أحيانًا تهديدات ضمنية بوقف التعاون مع موسكو في القضايا المتعلقة بالطاقة، أحد العناصر المهمة في عملية صنع القرار الروسي عند النظر في توريد أسلحة مهمة إلى الحوثيين.
مع ذلك، إذا أدرك الكرملين أن الاضطراب الذي يسببه الحوثيون في البحر الأحمر يوفر له متنفسًا في أوكرانيا، فمن المتصور أن تجد روسيا سبلًا خلاقة لمساعدة الجماعة مع التقليل من ردود الفعل الدبلوماسية المحتملة من الخليج، وقد يأخذ ذلك شكل مساعدة غير مباشرة يمكن إنكارها، مثل تزويد روسيا لإيران بأسلحة تتسرب في نهاية المطاف إلى اليمن، أو من خلال عكس تكتيك الولايات المتحدة ونقل الأسلحة التي استولوا عليها في أوكرانيا إلى الحوثيين.
على المستوى العملياتي البحت، تكافح موسكو لتلبية احتياجاتها الصناعية العسكرية في أوكرانيا، ولذا، فإن تزويد الحوثيين بقدرات متقدمة سيتطلب منها إعطاء الأولوية لاحتياجات الجماعة “الإرهابية” اليمنية على حساب جيشها.
حتى الآن، اضطرت روسيا في حربها على أوكرانيا إلى استيراد الإمدادات العسكرية الأساسية من موردين لا يستوفون المعايير المطلوبة مثل كوريا الشمالية، ولذلك لا يبدو أنها في وضع يسمح لها بتصدير أسلحة متقدمة إلى عملاء بعيدين قد لا يستطيعون حتى دفع ثمنها، ومع ذلك، إذا تبين أن دعم المجموعة ضرورة سياسية، فقد تتبرع روسيا ببعض أنظمتها القديمة في سبيل “قضية نبيلة”، ومن المتوقع ألا تكون لهذه أسلحة قيمة كبيرة في ساحة المعركة في أوكرانيا، ولذلك، فإن العقبات الرئيسية أمام هذا التعاون تبدو سياسية وليست عملياتية.
من وجهة نظر صنعاء، فإن الحوثيين مهتمون باحتمال التعاون مع روسيا والمكاسب التي قد تجنيها الجماعة في المجال العسكري والدبلوماسي. وحتى الآن، تعتمد الجماعة بالكامل إلى حد كبير على المحور الذي تقوده إيران للحصول على أسلحتها والاعتراف الدولي.
إن تنويع مصادر الدعم العسكري والسياسي قد يجعل الحوثيين أكثر استقلالية، وربما أكثر مرونة. ومع تعرض المحور لأزمة بعد النكسات العديدة في حربه على إسرائيل، ومن بينها اغتيال شخصيات رئيسية في حزب الله، وحماس، وإيران في المحور، فإن المبادرات الروسية جاءت في الوقت المناسب.
علاقة الكرملين بمنظمة شيعية متطرفة صنفها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قد تبدو غير عادية في بعض النواحي. لكن روسيا تتسم بالبراغماتية والمرونة الشديدة في تعريفها للإرهاب: فقد شطبت حديثًا حركة طالبان من قائمة المنظمات الإرهابية، وحافظت منذ العصر السوفييتي على علاقات قوية مع المنظمات المسلحة المتطرفة. الرؤية المشتركة للمستقبل، وفيها تضاؤل نفوذ الولايات المتحدة يوفر للروس والحوثيين أساسًا كافيًا للتعاون.
تؤيد روسيا الحوثيين في الحرب الأهلية اليمنية، لكن العلاقة تشوبها قيود تتعلق بالأولوية الروسية. بالإضافة إلى الاعتبارات الجيوسياسية طويلة الأمد، من المرجح أن تأخذ موسكو النجاحات الإسرائيلية الأخيرة وإخفاقات المحور في الاعتبار، عند النظر في مدى وكيفية ربط مصيرها بطهران. لا شك أن العلاقات الروسية الحوثية تتقدم، لكن يبدو حتى الآن أن روسيا تحركها بوتيرة بطيئة.
بعد تصفية قيادات حزب الله، هل الحوثيون هم ملاذ إيران الأخير؟
بعد تصفية قيادات حزب الله، هل سيتمكن الحوثيون من ملء الفراغ الذي تواجهه إيران؟ فشلت الضربات التي تلقتها منظمات إيران بالوكالة، في الأشهر الأخيرة، في ثني الحوثيين عن مواصلة الهجوم على إسرائيل بالصواريخ والطائرات المسيّرة يوميًا، ومع أن عملية سلاح الجو الإسرائيلي والهجوم الهائل الذي حدث في 29 سبتمبر، قد تكلل بالنجاح إلا أن الجماعة لا تزال تواصل الهجوم على الدولة اليهودية.
تشير تقارير في وسائل الإعلام العربية إلى تنامي المخاوف من تحول اليمن إلى ساحة مواجهة جديدة بين الحوثيين وإسرائيل، لأنها قد تتسبب في أضرار اقتصادية جسيمة إذا شنت إسرائيل هجمات على مواقع استراتيجية، ويحذر المحللون في اليمن ولا سيما بعد تصفية قيادة حزب الله في لبنان، من أن تفكك إسرائيل قوة التنظيم العسكرية، ثم تنقل مركز ثقل الهجمات الصاروخية على الحوثيين في اليمن. وهناك احتمال مرجح للغاية بأن ينتقل كبار قادة حزب الله إلى اليمن خشية أن تغتالهم إسرائيل.
لا يستبعد المسؤولون الأمنيون في إسرائيل احتمال أن تستخدم إيران الحوثيين ذراعًا لمواجهة إسرائيل -في حال تدمر حزب الله، حتى ولو كانت المسافة الجغرافية مترامية.
مع ذلك، يزعم محللون في الخليج أن الحوثيين لن يتمكنوا من ملء الفراغ إذا نجحت إسرائيل في تفكيك قوة حزب الله. لقد أمضت إيران سنوات عديدة في توفير الأسلحة والقدرات لحزب الله، في حين أن ترسانة الحوثيين -مع أنهم مدججون بالأسلحة -لا تقارن بحزب الله.
على أي حال، من الواضح أن الهجمات الإسرائيلية على ميناء الحديدة قد تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، حيث يصل عبر هذا الميناء حوالي 70% من الغذاء الأساسي للبلاد. ومع ذلك، حتى كتابة هذه السطور، يبدو أن الحوثيين والإيرانيين عازمون على استخدام الأراضي اليمنية منصة لشن مزيد من الهجمات على إسرائيل.
الحوثيون على استعداد لملء الفراغ الذي خلَّفه حزب الله
صَعَد الحوثيون صُعُودًا سريعًا في الساحة الدولية بعد شن هجماتهم على إسرائيل والشحن الدولي بعد 7 أكتوبر، ولذا، قد يسعون الآن إلى ملء الفراغ الذي خلَّفه ضعف حزب الله في شبكة وكلاء وشركاء إيران الأوسع نطاقًا، لا سيما في ضوء سجلهم الموثوق في إغلاق التجارة الدولية في البحر الأحمر، واستخدام الصواريخ الباليستية المضادة للسفن لأول مرة في التاريخ لاستهداف السفن التجارية.
قد يسعون إلى تحقيق ذلك لعدة أسباب، منها:
- إمكانية جذب دعم اقتصادي أكبر من إيران للحفاظ على الاستقرار؛ لأن اقتصادهم مستمر في الانهيار البطيء بسبب الصراع الدائم وسوء الإدارة.
- قد يتصور المرء أيضًا أن ينظر الحوثيون إلى تراجع حزب الله على أنه فرصة للارتقاء إلى المرتبة الأولى للحصول على أعلى مستوى من التدريب وأفضل المعدات من إيران، والتي يمكن استغلالها بعد ذلك لخدمة حشد الدعم المحلي وابتزاز التنازلات من جيرانهم.
أخيرًا، قد ترى صنعاء أسبابًا أيديولوجية وجيوسياسية مقنعة للاستمرار حيث إن الضربات الهائلة التي تعرض لها حزب الله تضع المحور، الذي تقوده إيران، في موقف دفاعي. مع ذلك، مهما كان رد فعل الحوثيين على الانفجارات في بيروت، فإن اللحظة الراهنة هي الوقت المناسب لمن يسعى إلى الاستقرار في الشرق الأوسط لدحر الجماعة المتطرفة في صنعاء. لقد أثبتت الهجمات الصاروخية الحوثية على الشحن الدولي وعلى جيرانهم في جميع أنحاء المنطقة أن صنعاء تمثل تهديدًا كبيرًا للأمن الدولي والاقتصاد العالمي.
ثمة مؤشرات موثوقة على أن الحوثيين يهدفون إلى تحويل شمال اليمن إلى كوريا الشمالية في الشرق الأوسط، ومن المرجح أن يؤدي الفشل بمعالجة تهديد الحوثيين في اللحظة المناسبة، لأن المحور في حالة فوضى، إلى ترسيخ وتوسيع نطاق تهديد قد يرهب المنطقة والمجتمع الدولي في المستقبل المنظور.
لا يزال من السابق لأوانه استبعاد حزب الله، الذي يحتفظ بعشرات الآلاف من الجنود المدربين جيدًا، فضلًا عن امتلاكه أسلحة قوية. في الوقت نفسه، من الصعب أن نتصور تعافى التنظيم السري والمجزأ من هزائمه الأخيرة سريعًا، وخاصة بعد فقدان عدد كبير من قيادته العليا، من خلال الإسراع بتعيين بدلاء لمن جرى اغتيالهم، واستعادة ثقة الأعضاء.
نظرًا لأن إيران منشغلة بضمان بقاء “جوهرة التاج”، ولا يزال حزب الله خارج نطاق الخدمة بسبب الفوضى التنظيمية الناجمة عن ضربات الجيش الإسرائيلي، تبدو جماعة الحوثي الخطرة ضعيفة، وفرصة إضعاف قدراتها وقيادتها سانحة. يجب أن يتحقق ذلك قبل اتخاذ إيران قرارًا يهدف إلى تعزيز قدرات الحوثيين لتعويض خسائر حزب الله، ففي نهاية المطاف، يتزايد التهديد ولا سيما بعد شن الحوثيين واحدة من أكبر هجماتهم على السفن الحربية الأمريكية في الأسابيع الأخيرة، باستخدام 23 قذيفة ومن بينها صواريخ وطائرات مسيّرة.
- عمل ليني بن ديفيد في لجنة الشؤون العامة الأمريكية- الإسرائيلية (أيباك) لمدة 25 عامًا في واشنطن والقدس. ترك العمل في عام 1997 وأنشأ شركة استثمارية مستقلة، لكن اختاره رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ليشغل منصب نائب رئيس هيئة الأركان في سفارة إسرائيل في واشنطن.
- مراسلة الشؤون العربية في موقع يديعوت أحرونوت
- رئيس مركز موشيه ديان لدراسات الشرق الأوسط وأفريقيا، وباحث أول في مركز الدراسات الإيرانية وكلاهما في جامعة تل أبيب. شغل سابقًا منصب رئيس قسم تاريخ الشرق الأوسط وأفريقيا في جامعة تل أبيب. تتركز أبحاثه على التاريخ الحديث وتطور الدول والمجتمعات في الشرق الأوسط، والعلاقات الإيرانية العربية، والنفط والسياسة في الشرق الأوسط. ألف كتاب: “اليمن: تشريح دولة فاشلة.
- زميل باحث أول في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي (INSS) التابع لجامعة تل أبيب، تتركز أبحاثه حول سياسات الخليج والأمن. كان زميلًا زائرًا في معهد هوفر ستانفورد. خدم في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي في مكتب رئيس الوزراء، ونسق العمل بشأن إيران والخليج تحت إشراف أربعة مستشارين للأمن القومي وثلاثة رؤساء وزراء. وهو حاليًا مستشارًا لعدة وزارات.
- محلل في شؤون الشرق الأوسط لدى صحيفة “جيروزاليم بوست”. لقد غطى الحرب على تنظيم داعش، وحروب غزة الثلاثة، والصراع في أوكرانيا، وأزمة اللاجئين في أوروبا الشرقية، كما قدم تقاريرًا عن العراق، وتركيا، والأردن، ومصر، والسنغال، والإمارات، وروسيا. حصل على درجة الدكتوراه من الجامعة العبرية في القدس عام 2010. عمل باحثًا مشاركًا في مركز “روبين” للأبحاث والشؤون الدولية، ومحاضرًا في الدراسات الأمريكية في جامعة القدس. ويشغل حاليًا منصب المدير التنفيذي لمركز الشرق الأوسط للتقارير والتحليل.
- باحث في شؤون إيران والإسلام في معهد مسجاف لبحوث الأمن القومي وللاستراتيجية الصهيونية. يتحدث الفارسية والعربية. عمل باحثًا في مركز عزري للدراسات الإيرانية والخليج الفارسي، ومعهد ميمري. وتتركز دراساته حول الشأن الإيراني، والمليشيات الشيعية.
- باحث أول في مركز السياسة الأمنية في واشنطن، ومركز القدس للشؤون الخارجية، ومعهد مسجاف للأمن القومي والاستراتيجية الصهيونية.
- صحفي ومحرر في موقع “يسرائيل هيوم”، وهو باحث ماجستير في دراسات الشرق الأوسط في جامعة “بار إيلان”.
- خبير في سياسة روسيا في الشرق الأوسط ومنافسة القوى العظمى في المنطقة في “معهد القدس للاستراتيجية والأمن” وفي مركز الدراسات الجوية والفضائية “‘إلروم” في جامعة تل أبيب. وقد خدم في صفوف “جيش الدفاع الإسرائيلي” لأكثر من 20 عامًا كان معظمها ضمن جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان).
- إعلامي إسرائيلي. ولد في القدس في عام 1957. التحق بسلاح المخابرات في الجيش الإسرائيلي. درس اللغة العربية وآدابها في الجامعة العبرية بالقدس، وعمل مراسلًا في صوت إسرائيل بالعربية عام 1983، واعتمد مراسلًا لشؤون الضفة الغربية في القناة الأولى.
- مدير السياسات في منظمة متحدون ضد إيران النووية (UANI) وباحث غير مقيم في معهد الشرق الأوسط.