تنويه: حُررت هذه الترجمة -التي تمثل تحليلًا لرؤى متعددة داخل وسائل الإعلام ومراكز الأبحاث الإسرائيلية -مراعاة للوضوح، والآراء الُمعرَب عنها فيها لا تعكس آراء مركز صنعاء، كما لا يُعد المركز مسؤولًا عن صحة البيانات والمعلومات الواردة أيضًا.
رغم العداء الذي يبديه الحوثيون لإسرائيل إلا أن صحيفة يديعوت أحرونوت تواصلت مع قيادي في الجماعة وأجرت معه حوارًا دون أن تفصح عن هويته، وقال الأخير في حديثه إن الجماعة ستوسّع من عملياتها في البحر الأحمر وبحر العرب. ويضيف “سوف نستهدف كل ما يتعلق بإسرائيل…داخل اليمن وخارجه. اليهود هدف مشروع لنا”.
وفي تقرير آخر، عزا باحث إسرائيلي عودة هجمات الحوثيين في البحر الأحمر إلى عدة احتمالات، منها: قد يكون استمرارًا للانتقام من الهجوم الإسرائيلي العنيف الذي تعرض له الحوثيون، أو محاولة الحوثيين صرف الانتباه الأمريكي والإسرائيلي والدولي عما يحدث في إيران، أو الضغط على ترامب وتحديدًا في الوقت الذي يُروَّج فيه لاتفاق وقف إطلاق النار بغزة. وفي حين يرى أن اهتمام ترامب الرئيسي ينصبّ على قضايا أخرى أكثر أهمية؛ أولها وأهمها “الصفقة الكبرى” التي تهدف إلى تغيير سمات المنطقة، أو صفقة لوقف إطلاق النار في غزة، فإن ذلك يعزز من فرضية عدم الرد الأمريكي على الحوثيين حتى الآن.
ويشير موقع هاآرتس، إلى إن إسرائيل تدرس عدة سيناريوهات لإيقاف ضربات الحوثيين باتجاهها، من بينها اتفاق سياسي مع حماس أو إيران ينطوي، صراحةً أو ضمنًا، على وقف القصف من اليمن، أو استمرار عمليات الجيش الإسرائيلي العسكرية، وربما حتى جيوش أخرى، لاستهداف الحوثيين، التي قد تضعف تدريجيًا قوة الجماعة ودوافعها للتحرك ضد إسرائيل. وثالثًا اتخاذ خطوة طموحة لتشجيع الحكومة اليمنية على تنفيذ إجراءات ضد الجماعة.
ونشر موقع jewishpolicycenter، مقالًا أوضح فيه أسباب وكيفية مساعدة الحزب الشيوعي الصيني لجماعة الحوثيين في اليمن وذلك من أجل استهداف الولايات المتحدة، وإسرائيل، وأوروبا، والتجارة العالمية.
ويترجم مركز صنعاء للدراسات مواد كاملة أو مقتطفات لأبرز ما أوردته الصحافة العبرية والمراكز البحثية المعنية بالشؤون الإسرائيلية وعلاقتها بالمنطقة، وذلك جزء من سلسلة ترجمات وإصدارات ينتجها المركز في سياق اهتماماته، والمقاربات الإقليمية التي يقدمها.
يديعوت أحرونوت تواصلت مع قيادي حوثي لفهم: ماذا يريدون من إسرائيل؟
لمحاولة فهم الأيديولوجية التي تدفع الحوثيين إلى مواصلة عملياتهم العدائية، ذكر موقع يديعوت أحرونوت، في 13 يوليو 2025، أنه تواصل مع قيادي حوثي، واتضح -أثناء الحديث معه -مدى عمقُ غسل الأدمغة والكراهية، بشكلٍ يُسلّط الضوء على دوافعهم للاستمرار، وحقيقة عدم التوصل إلى حلّ لردعهم.
بوجه عام، تحظر جماعة الحوثيين على الناشطين ومن يؤازرهم التواصل مع إسرائيل بأي شكل من الأشكال. يرى كبار قادة الحوثيين أنه خط أحمر ونوع من “التطبيع”.
وذكر الموقع أنه تواصل أخيرًا مع مكتب أحد مسؤولي الجماعة البارزين، حزام الأسد، وهو شخصيةٌ فاعلةٌ للغاية في الإعلام العربي. لقد طلب عدم إرسال استفسارات مُستقبلية، لأنهم لن يردوا على “وسائل إعلام مُعادية لأمتنا وحقوق شعبنا”. مع ذلك، تمكّن الموقع من التحدث مع قيادي حوثي، والتعرف منه عن عمق كراهيتهم لإسرائيل.
نص الحوار:
ماذا تريدون من إسرائيل؟
نريد من الكيان الصهيوني شيئًا واحدًا: مغادرة أرض فلسطين العربية، لأننا نؤمن ببطلان وجوده، ونهايته وعدٌ إلهيٌّ حتمي. إسرائيل كيانٌ غاصبٌ، يضرب بجذوره في قلب الأمة، قائمٌ على القتل، والاحتلال، وتدنيس المقدسات. نحن في جماعة “أنصار الله” نؤمن بأن صراعنا مع هذا الكيان وجوديٌّ بين الإيمان والكفر، بين المظلومين والطغاة. سوف ننتصر. نريد أن تُمحى إسرائيل وأن يُطهَّر المسجد الأقصى. هذا وعد الله لعباده.
يُفهم من تصريحاتكم، أن التهديدات مستمرة حتى في “اليوم التالي” لحرب قطاع غزة. ما أهدافكم ضد إسرائيل في “اليوم التالي”؟
لقد أرست حرب غزة معادلة جديدة، وأثبتت أن المقاومة قادرة على إيلام الكيان الصهيوني المحتل. نحن جزء من محور القدس، وسنواصل دعمنا الكامل للمقاومة الفلسطينية، سياسيًا وعسكريًا ومعنويًا، حتى نحقق غايتنا الكبرى وهي: تفكيك الكيان الصهيوني الغاصب، وتدميره من جميع الجهات -من لبنان والعراق واليمن وسوريا.
هدفنا واضح: إرباك الكيان، وإضعافه حتى ينهار من الداخل. كما سنوسع عملياتنا في البحر الأحمر وبحر العرب. سوف نستهدف كل ما يتعلق بإسرائيل، في كل مكان، داخل اليمن وخارجه. اليهود هدف مشروع لنا، وستسمعون قريبًا عن هجماتنا.
ما هدفكم داخل اليمن؟
نخوض نضالًا في اليمن للتحرر من العدوان الأمريكي السعودي الصهيوني، حتى نحقق السيادة والاستقلال. نرفض الوجود الأجنبي، ونسعى لإقامة نظام عادل وقرآني ينهض بالبلاد سياسيًا واقتصاديًا وأخلاقيًا.
سنعيد سيرة المسلمين التي باعتها السعودية والخليج والأنظمة العميلة. سندعم أهداف الأمة، وفي مقدمتها فلسطين، ونبني جيشًا له أيدلوجية قادر على الذود عن اليمن والأمة. نحن لا نسعى للسلطة، بل لتطبيق مشروع “حسين الحوثي” في بناء دولة إسلامية، وهزيمة اليهود.
كيف ترى علاقتكم بإيران؟
لا نخجل من تحالفنا مع إيران، بل نفخر بها لأنها تساند أهداف الأمة. الإيرانيون قدوتنا، وهم يدعموننا ويناصرون قضيتنا. علاقتنا بهم هي علاقة أخوة في الدين والمصير، استنادًا على مبدأ “نصرة المظلوم”. إنها علاقة إيمان وولاء لآيات الله الخميني وخامنئي. نرى أن إيران حليف استراتيجي في مواجهة مشروع الهيمنة الأمريكية -الصهيونية. إيران هي من ستدعمنا في محو إسرائيل من على الخريطة.
يعاني الشعب اليمني الفقر والمرض. لماذا لا توجهون مواردكم للشعب بدلًا من الحرب؟
نحن نقاتل للذود عن الشعب وحفظ كرامته. إذا استسلمنا للعدوان، فلن يبقى لهذا الشعب قيمة ولا أرض. لقد فُرضت علينا الحرب، ونحن نُسخّر كل مواردنا لبناء قوة تحمي الشعب، وليس لمصالح شخصية كما يفعل المرتزقة.
ماذا تقول للحكومة الإسرائيلية؟
أنتم كيان مجرم ومغتصب، وستُهزمون شأن كل طاغية عبر التاريخ. نقول لكم بكل وضوح: لن تنعموا بالأمن في تل أبيب، أو إيلات، ولا حتى في أعماق البحر الأحمر. ولا في خارج إسرائيل.
ماذا تقولون للإسرائيليين؟
أنتم وقود مشروع صهيوني شيطاني. عليكم مغادرة أرض كنعان والعودة إلى دياركم. المشروع الصهيوني سيقودكم إلى الهلاك. نقول لكم: راجعوا أنفسكم واتركوا الأرض التي لا تنتمون لها قبل أن تهب عاصفة الغضب من اليمن، ولبنان، وغزة وغيرها. إذا اخترتم البقاء في بلادنا، فإن نهايتكم سوف تشبه نهاية كل الغزاة على مر التاريخ.
إغلاق ميناء إيلات بالكامل بسبب هجمات الحوثيين
ذكر موقع ذا ماركر، في 16 يوليو 2025، أن ميناء إيلات تراكمت عليه ديونٌ بملايين الشواقل للبلدية، بسبب عدم سداد ضريبة الأملاك في الأشهر الأخيرة. وتوقفت حركة الميناء إلى حد كبير في نوفمبر 2023، مع بدء الحصار البحري الذي فرضه الحوثيون على السفن المتجهة إلى إسرائيل.
منع الحصار الحوثي السفن من الإبحار عبر البحر الأحمر. وبدلًا عن ذلك، دارت حول القارة الأفريقية ووصلت إلى موانئ إسرائيل المطلة على البحر الأبيض المتوسط -مينائي أشدود وحيفا. ونتيجةً لذلك، انهارت إيرادات ميناء إيلات بنسبة 80% عام 2024، مقارنةً بالعام 2023.
عام 2023، بلغت إيرادات الميناء 212 مليون شيكل. بالمقابل، انخفضت عام 2024، إلى 42 مليون شيكل. ترددت على الميناء 134 سفينة عام 2023، بينما لم ترسُ فيه سوى 16 سفينة فقط العام الماضي، ومن مطلع العام 2025، حتى منتصف مايو -لم ترسُ فيه سوى ست سفن فقط.
أوائل يونيو، قبل الحرب مع إيران، وافقت الحكومة على تحويل تعويضات للميناء تقدر ب 15 مليون شيكل، على دفعتين، إلا أن هذه المدفوعات لم تُحوّل بعد إلى الميناء، ويتعذر عليه سداد مستحقات للبلدية.
إن إغلاق الميناء سيؤدي إلى توقف النشاط الضئيل المستمر فيه -تصدير الفوسفات على نطاق محدود وخدمة السفن الحربية.
ذكر موقع جلوبس أن بلدية إيلات اضطرت إلى الحجر على حسابات الميناء وفقًا للقانون، بعد التخلف عن دفع ضريبة الأملاك، التي تقدر بنحو 600 -700 ألف شيكل شهريًا. نتيجة لذلك، من المتوقع أن يُغلق الميناء أبوابه بدءًا من الأحد المقبل.
لماذا استأنف الحوثيون هجماتهم على السفن وكيف سيرد ترامب؟
ذكر موقع نيوز وان العبري، في 9 يوليو 2025، أن سفينة “Eternity C” التي ترفع العلم الليبيري، وتديرها شركة يونانية، غرقت في البحر -وفقًا للحوثيين كانت متجهة إلى ميناء إيلات الإسرائيلي -بعد هجوم عنيف شنه الحوثيون على بُعد حوالي 50 ميلًا بحريًا جنوبي غرب ميناء الحديدة شمال اليمن.
إنها الحادثة الثانية من نوعها: لقد هاجم الحوثيون، في 8 يوليو، السفينة اليونانية “Magic Seas”، التي ترفع العلم الليبيري أيضًا، وغرقت بعد أن اضطر طاقمها لمغادرة السفينة إثر هجوم مماثل، في حين أنقذت سفينة تجارية عابرة جميع أفراد طاقمها، ونُقلوا بأمان إلى جيبوتي.
فيما يتعلق بالسبب وراء استئناف الحوثيين الهجوم، وهل يعد انتهاكًا للاتفاق المبرم مع الرئيس الأمريكي ترامب، قال إيلي كلوتستين[1]، على موقع ماكور ريشون، في 11 يوليو 2025، إنه عند النظر في البيان الذي أصدره الوسيط العماني بشأن وقف إطلاق النار، في مايو، نجد أن الحوثيين وعدوا بعدم استهداف السفن الأمريكية فقط. أكدت جماعة الحوثيين “الشيعية” أنها لن توقف هجماتها على إسرائيل، ولكنها لم تهدد بمواصلة الحصار على منفذ البحر الأحمر -ومنذ ذلك الوقت توقفت الهجمات على السفن، حتى الأسبوع الماضي.
عزا كلوتستين أسباب استئنافهم للهجوم إلى عدة احتمالات، منها:
· قد يكون استمرارًا للانتقام من الهجوم الإسرائيلي العنيف الذي تعرض له الحوثيون نهاية الأسبوع. ردًا على ذلك، أطلقوا طائرة مُسيّرة وعدة صواريخ، اقترب للهدف صاروخ واحد فقط ولم يتفكك في الجو، لكنه اعتُرض أيضًا. ربما يرى الحوثيون أن الهجوم على السفن خطوةً أخرى في هذا السياق. علاوةً على ذلك، هاجم الجيش الإسرائيلي، من جملة أمور، سفينة “جالاكسي ليدر”، التي سيطر عليها الحوثيون في بداية الحرب، ووضعوا عليها رادارًا. لذلك، قد يكون الهجوم على سفن أخرى في البحر الأحمر في سياق “العين بالعين” نظرًا لضرب هدف أصبح رمزًا في نظر الحوثيين.
· ربما يحاول الحوثيون صرف الانتباه الأمريكي والإسرائيلي والدولي عما يحدث في إيران. لا تزال الهجمات على الجمهورية الإسلامية حاضرة في أذهان العالم، وقد يرى قادة “محور المقاومة” أن تأجيج حرب في مكان آخر قد يسمح لطهران بالتواري عن الأنظار، والبدء في إعادة إعمار الدمار الذي حل بمنشآتها النووية وبرنامجها الصاروخي، بينما ينصب الاهتمام على ساحة أخرى.
· الضغط على ترامب، وتحديدًا في الوقت الذي يُروَّج فيه لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة. يُذكرنا استئناف إطلاق النار في البحر الأحمر، بهجوم 7 أكتوبر، عندما حاولت عناصر من “المحور” إحباط التطبيع الإقليمي عبر شن حملة على إسرائيل. ولعل توقيت هجمات الحوثيين الآن -على خلفية محاولة ترامب الترويج لخطوة إقليمية جديدة -يُمثل نفس المسعى.
مع ذلك، إنه ليس هجومًا كبيرًا قد يعرقل النقاشات التي تقودها الولايات المتحدة. ما يُثير التساؤل هو أن الرسالة الموجهة إلى ترامب قد تكون مختلفة في الواقع: لقد واصل الحوثيون هجماتهم على إسرائيل بزعم نصرة سكان غزة، ومن المُحتمل أن يكون هدفهم من تصعيد الصراع، مع جرّ المنطقة بأكملها إليه، هو لفت انتباه الأمريكيين إلى أنه من الأفضل التوصل إلى وقف إطلاق نار في القطاع في أقرب وقت ممكن، لأن الثمن قد يكون باهظًا.
هل يرد ترامب؟
قال كلوتستين إن اهتمام ترامب الرئيسي ينصبّ هذه الأيام على قضايا أخرى أكثر أهمية من وجهة نظره: أولها وأهمها “الصفقة الكبرى” التي تهدف إلى تغيير سمات المنطقة، وربما حتى صفقة أصغر لوقف إطلاق النار في غزة. إضافةً إلى ذلك، توجد مفاوضات مع إيران، ومحاولة ثني الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن مواصلة تصعيد الحرب في أوكرانيا، وكذلك مساعي ترامب لفرض رسوم جمركية على دول العالم.
يضيف كلوتستين أنه في الوقت نفسه، يصعب على الرئيس الأمريكي أن يتجاهل مثل هذا الانتهاك لوقف إطلاق النار. آخر ما يحتاجه الآن هو جبهة في اليمن، ولكن يجب أن نتذكر أن سبب توقف الهجمات العسكرية الأمريكية على اليمن هو “تحقيق الهدف” بالموافقة على إنهاء حصار الحوثيين للبحر الأحمر. قد يُفسّر عدم الرد على استئناف الهجمات على أنه ضعف من ترامب، وربما يُشير إلى أنه لا يلتزم بتعهداته في هذا الشأن.
رجَّح كلوتستين امتناع ترامب، في هذه المرحلة على الأقل، عن استهداف الحوثيين، بأنهم لم يهاجموا السفن الأمريكية، ولم يوسِّعوا نطاق هجماتهم، ولم يكررونها بشكل يومي. أي، طالما لم يهددوا بإغلاق مدخل البحر الأحمر. يرى ترامب أن لديه أمورًا أكثر أهمية على جدول أعماله، ويمكنه مهاجمة اليمن في أي مرحلة لاحقة.
أشار أيضًا، إلى أن ترامب شخصية منفتحة، مغرورة، تحب الاستعراض في كل ما تفعله. غارة جوية أخرى باستخدام طائرات 2־B لتصفية قيادة الحوثيين، إذا سنحت الفرصة، هي تحديدًا ذلك النوع الذي يستمتع به لإيصال رسالة قوة ساحقة. ليس بالضرورة أن يتطور هذا الهجوم إلى حرب شاملة، ولا داعي لإيذاء الجنود الأمريكيين. من ناحية أخرى، قد يستغرق تنظيم مثل هذا الحدث وقتًا، وكما ذُكر، لدى الرئيس أمور أكثر أهمية على جدول أعماله.
كما قال يوني بن مناحيم[2]، على مدونة arabexpert، في 13 يوليو 2025، إن مصادر أمنية إسرائيلية ترى أن الولايات المتحدة لن ترد إلا إذا تعرّضت قواتها أو سفنها لضربة مباشرة، حتى إسرائيل ليست ضمن حسابات واشنطن، وفقًا للاتفاق مع الحوثيين.
ويضيف أن ترامب لا يُريد حاليًا شنّ حملة جديدة على الحوثيين، بعد تقليص حجم الخسائر في الحملة الأولى والتوصل إلى اتفاق معهم.
مع ذلك، تُحذّر مصادر أمنية من أن استمرار هجمات الحوثيين في الساحة البحرية قد يؤدي إلى فقدان السيطرة، وإلحاق أضرار بالغة بممرات البضائع، وانهيار اتفاق الهدنة البحرية الذي توصلت إليه الولايات المتحدة مع الحوثيين.
في نهاية المطاف، لن يغض ترامب الطرف عما يحدث في البحر الأحمر إذا استمرت الهجمات وتفاقمت، وواصل الحوثيون تهديد ممرات الشحن الدولية، ويقدر مصدر أمني رفيع المستوى أن الحوثيين، بتشجيع من إيران، يُبالغون مجددًا في شد الحبل أكثر من اللازم، وقد ينقطع.
مع ذلك، قال إيتي بلومنتال[3]، في صفحته على موقع إكس، يوم 10 يوليو، إن إسرائيل طلبت من الولايات المتحدة استئناف هجماتها على اليمن، معربة عن رغبتها في بناء تحالف من عدة دول لاستهداف جماعة الحوثيين، في ظل تصعيد الأخيرين وإغراقهم سفينتين تجاريتين في البحر الأحمر.
ويقول نتصان سادان[4]، على موقع كالكاليست، في 15 يوليو 2025:”إن قيادتهم (الحوثيين) منظمة للغاية، لكن قواتهم نفسها تتألف من قبائل متحاربة غير منظمة. إنهم يتصرفون بطريقة يصعب التنبؤ بها، وقد يخرج قائد منطقة مع قائده ويطلق النار عليه في سيارة تويوتا”، ويضيف: “من الصعب جدًا دراسة روتين هيكل عمل لا يتبع نظامًا محددًا، ولا يعرف من سيكون القائد بعد شهر. كما أن القوات التي تُشغّل الصواريخ، والمسؤولة عن صيانتها وإطلاقها، وحدات صغيرة ومنضبطة للغاية، يتعذر تتبع آثارهم الاستخبارية، لأنها محدودة جدًا”.
عندما سُئل عن طريقة هزيمة الحوثيين، اقترح سادان استراتيجية مختلفة: “للتخلص من مشكلة الحوثيين، يجب إشغالهم بالتركيز على أمور داخلية. تتطلع الحكومة اليمنية، المتمركزة في جنوب وشرق البلاد، بشدة إلى التغلب على الحوثيين واستعادة الأراضي التي استولوا عليها. ستحتاج الحكومة إلى مساعدة عسكرية عبر تحالف سعودي أمريكي إماراتي”. وأوضح: “في مثل هذه الحالة، إن شن هجوم على الحوثيين داخليًا سيؤثر أيضًا عليهم ثقافيًا، لأن القبائل المقاتلة، وقدرتها على الاستيلاء على الأراضي والاحتفاظ بها، تحدد أيضًا مكانتها في المجتمع”.
وفقًا لسادان، “الحرب الأخيرة هي حرب صواريخ، وأسلحة بعيدة المدى. معظم الحوثيين لا يشاركون في الحرب على الإطلاق. إذا سنحت لهم فرصة القتال وجهًا لوجه، كما يعلمون، فمن المرجح أن تُوجَّه جميع موارد الحوثيين إلى هذا القتال”.
جماعة الحوثيين تجاوزت جميع الخطوط الحمراء
قال مسؤول رفيع في الحكومة جنوب اليمن، معارض للحوثيين، لصحيفة إسرائيل اليوم، في 10 يوليو 2025، إن “إغراق جماعة الحوثي للسفينتين، هذا الأسبوع، هو استمرار لنشاطاتها الإرهابية الجبانة، التي تهدد الأمن البحري العالمي، وتمثل إعلان حرب على المجتمع الدولي بأسره، وليس على دول المنطقة فقط”.
ولمواجهة الحوثيين؛ أشار المسؤول إلى “ضرورة دعم القوات الجنوبية التي أثبتت جدارتها ميدانيًا، مستخدمةً أسلحة نوعية ومتطورة. إن الضربات الجوية وحدها (ضد الحوثيين)، مهما بلغت دقتها، لا يمكنها حسم المعركة ضد جماعة تستخدم المدنيين دروعًا بشرية، وتتخذ من المناطق الجبلية ملاذًا. لن يتحقق النصر الكامل على هذه الجماعة إلا بدمج القوة الجوية مع قوة برية مدربة ومجهزة جيدًا. في النهاية، يواجه المجتمع الدولي اختبارًا حقيقيًا -إما إثبات جديته في مكافحة الإرهاب، أو تحمل تبعات تناميه”.
إسرائيل تشن موجة هجمات استثنائية على موانئ الحوثيين في اليمن
قال داني سيترينوفيتش[5]، على منصة x، في 7 يوليو 2025، إن سياسة تكرار الشيء نفسه مرارًا (في استهداف الحوثيين) مع توقع نتيجة مختلفة لن تُجدي نفعًا حتى لو هُدد الحوثيون علنًا، أو “قضينا على عشرات المسلحين”. إن الطريقة الوحيدة لوقف القصف من اليمن هي وقف إطلاق النار في غزة، أو تغيير نمط العمليات في اليمن، وهو أمر مكلف ونتائجه غير واضحة.
ويضيف: إن التعامل مع “رأس الأفعى” لم يُجدِ نفعًا أيضًا، ولا ينبغي أن نتفاجأ في ضوء العلاقات المعقدة بين إيران والحوثيين. الأمر لم ينتهِ بعد، ولم نفرغ منه.
أشار موقع هاآرتس، في 8 يوليو 2025، إلى إن إسرائيل تدرس عدة سيناريوهات محتملة لوقف إطلاق الحوثيين النار على إسرائيل، وهي:
· اتفاق سياسي مع حماس أو إيران ينطوي، صراحةً أو ضمنًا، على وقف القصف من اليمن.
· استمرار عمليات الجيش الإسرائيلي العسكرية، وربما حتى جيوش أخرى، لاستهداف الحوثيين، التي قد تضعف تدريجيًا قوتهم ودوافعهم لاستهداف إسرائيل.
· اتخاذ خطوة طموحة، لا تزال تداعياتها مبهمة، لتشجيع الحكومة اليمنية على تنفيذ إجراءات ضد أهداف تابعة للجماعة.
وذكر موقع هاآرتس أن الخيار الأكثر ترجيحًا -وفقًا لمصادر إسرائيلية -هو التوصل إلى اتفاق لإنهاء القتال في غزة، لدحض ذريعة إطلاق النار من اليمن.
وأضاف أن إسرائيل تواجه صعوبة بالغة في تقييم إمكانية التعويل على حل طويل الأمد يتضمن وقف النشاط العسكري في قطاع غزة. قال مصدر مطلع على مناقشات القيادة السياسية بهذا الشأن: “أوضح الحوثيون أنهم سيوقفون القصف إذا تحقق هدفهم، وهو وقف الحرب في غزة… لكن يجب أن نتذكر أنه لا يمكن الوثوق بهم. إنهم لا يشبهون حتى حزب الله، الذي يتخذ قراراته بناءً على مسوغات معينة”. كما تخشى إسرائيل استئناف إطلاق النار من اليمن مستقبلًا مع أي احتدام للصراع مع الفلسطينيين في الضفة الغربية أو غزة، أو حتى على خلفية الاشتباكات في المسجد الأقصى.
وصرح مصدر سياسي لصحيفة هآرتس: “إن التوصل إلى حل مع إيران سيكبح أيضًا إطلاق النار من اليمن، شأنها شأن أي جماعة وكيلة لإيران”.
مع ذلك، فإن مدى إمكانية بلورة اتفاق ملزم للحوثيين لا تزال مبهمة في هذه المرحلة، إضافة إلى أن موعد تطبيقه ليس واضحًا. حتى ذلك الحين، فإن وسائل إسرائيل المتاحة هي مواصلة الهجمات في عمق اليمن. لكن وفقًا للمصدر، “ليس واثقًا من أن هذا سيُجدي نفعًا”. وقدَّر المصدر أن إسرائيل ستواجه صعوبة في وقف إطلاق النار بهذه الطريقة، وقال: “يجب أن نتذكر أن الحوثيين لا يُهددون إسرائيل فحسب، بل دولًا أخرى في المنطقة، مثل السعودية…كل الجهود المبذولة، في السنوات الماضية، لإلحاق الضرر بالحوثيين فشلت في وقف أنشطتهم”. حسب قوله: “الحوثيون عدو لا ينبغي الاستهانة به. يُنظر إليهم على أنهم عدوٌّ يرتدي النعال، لكن هذا ليس صحيحًا. لديهم صواريخ إيرانية متطورة، وكل الصواريخ التي يطلقها الحوثيون يصاحبها خبراء لتحسين دقة الإطلاق التالي”.
تتمكن أنظمة الدفاع الإسرائيلية من اعتراض معظم الصواريخ والطائرات المُسيّرة، مما يجعل الهجمات المُستمرة إلى مصدر إزعاج في الغالب. لكن إسرائيل تدرك جيدًا المخاطر التي تفوق بكثير استمرار إطلاق النار: قتل مدنيين، وإلحاق أضرار مباشرة بالبنية التحتية، أو ردع شركات الطيران الأجنبية عن السفر إلى إسرائيل.
أحد المخاوف هو سيناريو مماثل لما حدث في مايو الماضي، عندما أُطلق صاروخ باليستي من اليمن وسقط بالقرب من صالة رقم 3، مما أدى إلى موجة من إلغاء الرحلات الجوية من وإلى إسرائيل.
مصنع جديد لإنتاج الكبتاغون في المحويت الخاضعة لسيطرة الحوثيين
ذكر موقع ماكو العبري، في 1 يوليو 2025، أن اليمن أصبح الهدف التالي بعد انهيار صناعة الكبتاغون في سوريا. وكشفت قوات الأمن في مدينة عدن أخيرًا عن مصنع جديد لإنتاج الكبتاغون في محافظة المحويت شمال غرب البلاد، الخاضعة لسيطرة الحوثيين. لقد اعترف أحد مؤسسي المصنع أثناء التحقيق معه وقال إنه كان بديلًا عن المصانع في سوريا أثناء عهد بشار الأسد.
كانت صناعة الكبتاغون مصدر دخل أساسي لنظام الأسد في دمشق، حتى انهياره في ديسمبر، ووضعت الحكومة الجديدة حد لها. والآن، يتبع الحوثيون النهج نفسه، ولا يستخدمون المخدرات لتمويل عملياتهم العسكرية فحسب، بل هي سلاح لإلحاق الضرر بدول الخليج أيضًا.
تفاقم تهديد الحوثيين لإسرائيل رغم توقف القصف الإيراني
قال يوني بن مناحيم، على موقع مركز القدس للأمن والشؤون الخارجية (JCFA)، في 3 يوليو 2025، إن الصاروخ الباليستي الذي أطلقه الحوثيون باتجاه جنوب إسرائيل، واعترضته منظومة الدفاع، يوضح استمرار التهديد الذي تُشكله جماعة الحوثيين، وكيل إيران في اليمن، التي لا ترى نفسها خاضعة لاتفاقيات وقف إطلاق النار بين طهران وإسرائيل.
ذكر أيضًا أن مصادر أمنية فسّرت صمت إيران إزاء هجمات الحوثيين على أنه تشجيع غير مباشر، بل واعتبارها موافقة ضمنية على اتخاذ وكلائها تدابير عدوانية. تتجنب إيران، التي تمر بوضع حساس بعد ضربات دقيقة استهدفت بنى تحتية حساسة ومنها منشآت نووية وأنظمة صاروخية وقيادات بارزة في الحرس الثوري، الرد المباشر خشية التصعيد أو تعريض قدراتها العسكرية للخطر. لذا، يؤدي الحوثيون دورًا محوريًا في استراتيجية الردع الإيرانية الجديدة -المتمثلة في استخدام وكلاء على مسافة بعيدة، وفي ساحة إقليمية تتمتع بقدر كبير نسبيًا من حرية المناورة.
قال بن مناحيم، إن التحليل المعمق لعملية الحوثيين يدل على أنها تتجاوز مؤازرة غزة. قد يسعى الحوثيون الآن إلى ترسيخ مكانتهم باعتبارهم فاعل مستقل، بل وربما مقوّض للهيمنة الإيرانية نفسها، مع سعيهم أيضًا إلى الانفصال عن المحور السني. هذا الطموح يلزم تمييزهم على أنهم قوة مستقلة في قلب الشرق الأوسط، تُقاتل مباشرةً لنصرة الفلسطينيين، على عكس حزب الله أو غيره من الميليشيات التي تُفضِّل تجنُّب التدخُّل المباشر بعد الهجمات الإسرائيلية على إيران. إنها محاولة لبلورة هوية إقليمية مستقلة، حتى لا ينظر إليهم باعتبارهم مجرد وكيل إيراني، بل كيانًا استراتيجيًا قائمًا بذاته.
على المستوى العملياتي، يبدو أن الحوثيين يُقدرون أن إسرائيل تُواجه صعوبة في اتخاذ إجراءات عملياتية على الساحة اليمنية في ظل غياب معلومات استخباراتية نوعية وبنك أهداف ذو فعالية. هذا الشعور بالتفوق يمنحهم حريةً في التصرف، يعززه أيضًا شعور ما بالحصانة في ضوء التعقيد الاستراتيجي لإسرائيل، المشتت بين جبهات صراع متوازية.
يُظهر التقييم الشامل للوضع أن إيران تفضل ضبط النفس المباشر، ومع ذلك توجه معظم جهودها الانتقامية والردعية إلى ساحات بعيدة، وفي مقدمتها الساحة اليمنية. جماعة الحوثيين، التي كانت حتى الآن وكيلًا، تعيد تموضعها باعتبارها قوة مستقلة تتعاون مع إيران، ولكن ليس تحت قيادتها المباشرة. في ظل هذه الظروف، يصبح اليمن ساحة استنزاف رئيسة في مواجهة إسرائيل، وقد تنزلق إسرائيل إلى مواجهة مدروسة وخطيرة في الساحة الجنوبية، ليس بدافع المغامرة، بل من منطلق الضرورة العملياتية والاستراتيجية.
لماذا الضرر الناجم عن الصواريخ الإيرانية أكثر تدميرًا من صواريخ الحوثيين؟
تناول موقع سيروجيم العبري، في 1 يوليو 2025، مقالًا حول أسباب نجاح منظومات الدفاع الإسرائيلية في اعتراض الصواريخ التي يطلقها الحوثيون من اليمن على عكس الصواريخ الإيرانية، التي دمرت عشرات المباني تاركةً كثير من المدنيين بلا مأوى، وأرجعها إلى ثلاثة عوامل، وهي:
- زاوية إطلاق الصواريخ من اليمن. حيث يمر خط إطلاق الصواريخ عبر السعودية والأردن، الذين يسعدهم مساعدة إسرائيل. تُوضع أنظمة الاعتراض على طول الخط، وتُعترض هذه الصواريخ قبل وصولها إلى إسرائيل. من ناحية أخرى، لدى إيران مزيد من خيارات الإطلاق، مما يُصعّب اعتراضها.
- المسافة. يتراوح مدى الصواريخ القادمة من إيران بين 1200 و1600 كيلومتر، أما القادمة من اليمن تربو على 2000 كيلومتر، لذا يلزم إطلاق صاروخ أثقل. معظمها يسقط في الطريق أو يعترضه السعوديون. ولهذا السبب، لا جدوى من “الاستثمار في صواريخ نوعية”.
- سعت إيران مرارًا لنقل صواريخ أثقل وأخطر إلى اليمن، لكن معظم الشاحنات التي تحاول نقل الصواريخ تُقصف قبل وصولها إلى وجهتها. هنا يكمن الفرق بين الصواريخ التي تنجح في خداع الأنظمة الاعتراضية، إما بسبب سرعتها أو التكنولوجيا المتقدمة التي تساعدها على تغيير مسارها باستمرار. كما أن المتفجرات التي تحملها هذه الصواريخ أشد وطأة وتدميرًا من الصواريخ التي تطلقها إيران. أكثر من 500 كيلوجرام من المتفجرات كافية لمحو شارع بأكمله.
عقيدة جديدة: إذا هاجم أي وكيل إيراني إسرائيل يجب عليها مهاجمة طهران
قال يونا جيرمي بوب[6]، في جيروزاليم بوست، 25 يونيو 2025، إن إسرائيل تمر حاليًا بمرحلة فريدة من تاريخها، حيث يمكنها إعلان وفرض قواعد جديدة للعبة، مما يمنحها فرصة أفضل للحفاظ على أمنها لسنوات قادمة.
هذه القواعد الجديدة بسيطة: إذا شن أي وكيل إيراني هجومًا على إسرائيل، تأمر القدس بضرب طهران، وأن إسرائيل لو شنت هجمات -وإن كانت محدودة وضيقة -على الأراضي الإيرانية في كل مرة تتعرض فيها للهجوم من هذه الجماعات، فمن المرجح أن تخف حدة الهجمات لفترة طويلة أو تتوقف تمامًا. إذا قُصف مكتب للحرس الثوري الإيراني في طهران بسبب أي صاروخ حوثي يُطلق نحو البحر، فمن المرجح أن تجد إيران فجأة طريقة لممارسة نفوذها على الحوثيين لمنعهم من إطلاق الصواريخ، مع أن الجمهورية الإسلامية تدّعي أنهم “فاعلون مستقلون”.
ينبغي على إسرائيل ألا تتهاون مع الحوثيين أثناء مهاجمة إيران
قالت نوعا لازيمي[7]، في تحليل نشرته صحيفة جيروزاليم بوست، في 17 يونيو 2025، إن الحوثيين يبذلون قصارى جهدهم لإظهار القوة والصمود، حتى في ظل تعرض رعاتهم للهجوم. مع ذلك، فهم ينخرطون هذه الحملة من موقع ضعف نسبيًا نظرًا لعدة أمور، أهمها:
- تعرض بنيتهم التحتية العسكرية لأضرار جسيمة.
- استنزاف مستمر للأسلحة والصواريخ.
- تآكل الدعم على الجبهة الداخلية.
- خطط الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا المتواصلة لشن عملية برية لاستعادة الحديدة. مع أن إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عن وقف إطلاق النار قد ثبط عزيمتهم، إلا أنها على الأرجح لم تتخلَّ عنها تمامًا. في ظل هذه الظروف، لن يتمكن المتمردون اليمنيون من إيلاء كامل اهتمامهم لإسرائيل، وسيضطرون إلى البقاء في حالة تأهب قصوى.
أشارت لازيمي إلى أن شن عملية عسكرية على الحوثيين في الوقت الذي تولي فيه إسرائيل اهتمامها على طهران، سيكون لها أهمية استراتيجية؛ لأنها تُظهر قدرة إسرائيل على المجابهة في وقت واحد عبر جبهات متعددة، بل وبعيدة، وأن أي افتراض لدى حزب الله أو الميليشيات المدعومة من إيران في العراق بأن إسرائيل منهمكة للغاية وغير قادرة عن الرد، أصبح الآن موضع شك.
علاوة على ذلك، تُؤكد العملية قدرة إسرائيل أيضًا على استهداف كبار قادة الميليشيات اليمنية. إن تصفية مثل هذه الشخصيات رفيعة المستوى يمكن أن يُلحق الضرر بمعنويات الجماعة ويُبطئ زخم عملياتها. إنه أمر ذو أهمية خاصة في ضوء الانسحاب الأمريكي الأخير من الساحة اليمنية، الذي فسّره الحوثيون على أنه انتصار.
بشأن دمج البحرية الإسرائيلية في قتال الحوثيين، قالت لازيمي إنه تطور ملحوظ، وعلى عكس الطائرات المقاتلة، فإن سفن الصواريخ مهيأة للبقاء لفترات طويلة في البحر الأحمر، مما يتيح قدرًا أكبر من المرونة العملياتية والدقة على مسافات بعيدة. لذا، فإن دمج البحرية قد يعد تحولًا استراتيجيًا؛ لأنها ليست غارة قصيرة يعقبها انسحاب فوري، بل بداية حملة محتملة طويلة الأمد.
أشارت لازيمي، إلى ضرورة مواصلة الرد على هجمات الحوثيين بحزم وإصرار، حتى يتضح لكل من الإيرانيين ووكلائهم بأنها منخرطة في حرب شاملة لاستهداف محور الشر. لابد من إفهام طهران أنه لن يسمح لها الاعتماد على شبكة وكلائها المتداعية أصلًا لتشديد الخناق على إسرائيل.
في سياق متصل، قال مناحيم مرحبي، خبير الشؤون الإيرانية بمعهد ترومان، في 15 يونيو 2025، إنه لا يتوقع أن يستسلم الحوثيون بعد أن تنهي إسرائيل مواجهتها مع إيران، وأشار إلى أن هذا الهجوم يؤثر عليهم، ولكنهم سوف يواصلون هجماتهم بعد هذه المواجهة.
جدير بالذكر أن التقرير الاستراتيجي السنوي لعام 2025 الذي نشره Habithonistim في 3 إبريل 2025، خلص إلى ترجيح أن الحوثيين سوف يستأنفون إطلاق النار على إسرائيل مع استمرار القتال في غزة ضد حماس، على الرغم من الضرر الذي لحق بقدرات الحوثيين والردع المؤقت ضدهم. حتى الآن، هاجم الحوثيون إسرائيل نحو 200 مرة باستخدام الصواريخ الباليستية، وصواريخ كروز، والطائرات المسيّرة الهجومية، منها 174 مرة ضد أصول البحرية الأمريكية نفسها، و145 مرة ضد سفن تجارية، بما في ذلك الاستيلاء على سفن تجارية واختطافها في المياه الدولية.
بشأن طريقة مجابهتهم، أشار التقرير إلى ضرورة التحرك بحزم لمجابهة تهديد الحوثيين، مع مواصلة هجمات سلاح الجو على الأهداف “الإرهابية”. في الوقت نفسه، يجب أن يترك للولايات المتحدة الجزء الأكبر من النشاط العملياتي ضد الحوثيين. إن القوة النارية المباشرة للولايات المتحدة على اليمن وقدراتها على نشر القوات، تسمح لإسرائيل بالتركيز على مناطق حرب أخرى.
خلص التقرير إلى تعزيز الرواية في المجتمع الدولي، بأن الحوثيين لا يشكلون تهديدًا على إسرائيل فحسب، بل أيضًا لاستقرار الشرق الأوسط، وحرية الملاحة للمجتمع الدولي بأكمله.
الرهان على حصان ميّت
قال يوئيل جوزانسكي، على موقع جلوبس، في 20 يونيو 2025، إنَّ “إضعاف إيران قد يدفع الحوثيين إلى الإسراع في التوصل إلى تسوية يمنية داخلية”، “بدون دعم إيران، قد يتوقف الحوثيون عن إطلاق الصواريخ. لم تزودهم إيران بالسلاح والمال فحسب، بل منحتهم غطاءً دبلوماسيًا إقليميًا مفاده: “نحن وكلاء إيران”. وضعف إيران يضعفهم.
لقد شرعن هذا “الغطاء الدبلوماسي” الحوثيين بين الدول التي تُحارب الغرب. لقد استضاف نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، وفدًا حوثيًا بموسكو، في 2 يوليو من العام الماضي، وناقشوا التصعيد الدائر آنذاك و”الحوار اليمني الداخلي”. بعد ستة أيام، أكد مسؤول العلاقات الصينية في اليمن، أن بكين على تواصل مع الحوثيين بشأن هجماتهم في البحر الأحمر.
قالت عنبال نسيم لوفطون[8]: “يبحث الحوثيون منذ سنوات عن قوة أخرى غير إيران للاعتماد عليها”. لقد رأينا ذلك في المحادثات مع روسيا والصين. مع إعادة تصنيف الولايات المتحدة الحوثيين، منظمة إرهابية، أشارت العقوبات إلى بعثات دبلوماسية وعسكرية إلى موسكو”.
وفقًا لجوزانسكي، فإن تجنب الحوثيين للتصعيد حاليًا يعكس انهيار المنظومة الإقليمية الإيرانية. ما تبقى من محور المقاومة موجود في اليمن والعراق، ومع ضعف إيران -تزداد احتمالية تخلي الوكلاء عن إيران، لأنه يعادل الرهان على حصان ميّت.
يختتم جوزانسكي قائلًا: “إذا هاجم الحوثيون أهدافًا أمريكية مجددًا، فإنهم سيوفرون لترامب ذريعة لمهاجمتهم وإيران؛ فقد سبق للرئيس أن صرح بأنه يرى إيران فيهم”.
الحوثيون: دربنا 82 ألف متطوع لقتال إسرائيل
تناول موقع مجلة “Epoch” الإسرائيلية المتخصصة في الشؤون السياسية، في 25 يونيو 2025، ما ذكرته قناة Press TV الإخبارية الإيرانية، بأن الحوثيين زعموا أن ما يربو على 82 ألف متطوع قد أكملوا دورة تدريبية عسكرية تُمكّنهم من قتال إسرائيل.
قال فايز الحنمي، مسؤول التعبئة العامة بمحافظة صنعاء، لقناة Press TV إن 82 ألف متطوع شاركوا في الدورة التدريبية الأولى، المسماه بـ”عاصفة الأقصى”، وأن الدورة التدريبية الثانية قد بدأت بالفعل، ويتوقع أن يشارك في العاصمة صنعاء وحدها 100 ألف شخص.
أضاف الحنمي، أن دورات مماثلة تُعقد أيضًا في محافظات أخرى خاضعة لسيطرة الحوثيين، منها صعدة، وعمران، وحجة، والجوف.
الحرب بين الحوثيين وإسرائيل: دور الصين الخبيث
تناول موقع jewishpolicycenter، في 20 يونيو 2025، مقالًا أوضح فيه أسباب وكيفية مساعدة الحزب الشيوعي الصيني “للإرهابيين” الحوثيين في اليمن لاستهداف الولايات المتحدة وإسرائيل وأوروبا والتجارة العالمية.
استعرض المقال المقترح الذي أوصى فيه لونج كايفنج، أكاديمي صيني يكتب في معهد كونلون لأبحاث السياسات، جمهورية الصين الشعبية عام 2018، باستخدام “استراتيجية الحروب الثلاث”[9] (Three Wars Strategy)؛ لعرقلة الولايات المتحدة وحلفائها عالميًا، وقد طور مفهومه لـ “TWS” من خلال ثلاثة مقالات إضافية خلال الفترة من أبريل إلى يونيو 2023.
أوصى كايفنغ الحزب الشيوعي الصيني بضرورة تأجيج ما لا يقل عن ثلاثة حروب في جميع أنحاء العالم، لتشتيت القوات الأمريكية، واستنزاف أسلحتها ولا سيما التي تهدف إلى حماية تايوان. وصف “استراتيجية الحروب الثلاثة” في مقاله الصادر في يونيو 2023 قائلًا: “تشير المعارك الرئيسة الثلاث إلى “المعارك الأوروبية، والشرق أوسطية، وشرق آسيا”، ويستهدف كل منها البؤر الاستراتيجية للولايات المتحدة: أوروبا والشرق الأوسط وشرق آسيا.
قال كايفنغ، إن هيمنة الولايات المتحدة على أوروبا تعتمد على حلف شمال الأطلسي (الناتو)، لذا، فإن هدف المعركة الأوروبية هو تفكيك الناتو. ويدعم الشرق الأوسط الدولار الأمريكي، لذا، فإن هدف هذه المعركة يعتمد على الإطاحة بالدولار الأمريكي. وتُعدّ استراتيجية سلسلة الجزر (the Island Chain Strategy) محورية لسيطرة الولايات المتحدة على آسيا، مما يجعل هدف معركة شرق آسيا هو تحطيم هذه الاستراتيجية”.
لقد بدأت بالفعل حربان من أصل ثلاثة: (1) غزت روسيا أوكرانيا، و(2) هاجمت إيران ووكلاؤها إسرائيل. أما الحرب الثالثة فلم تبدأ بعد.
دعم الصين للحوثيين
اتهمت وزارة الخارجية الأمريكية، في 17 أبريل 2025، الصين وروسيا بتقديم الدعم العسكري للحوثيين، وقد أدت العقوبات إلى تراجع قدرة إيران على مساعدة اليمن، في حين كثفت روسيا والصين مساعداتهما.
صرحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية، تامي بروس، في إشارة إلى الحزب الشيوعي الصيني: “من الواضح أن بكين والشركات الصينية تقدم دعمًا اقتصاديًا وتقنيًا رئيسيًا لأنظمة مثل روسيا، وكوريا الشمالية، وإيران ووكلائها…يواصل الحزب الشيوعي الصيني تعزيز هذه الأنظمة، إما عبر توفير مواد ذات استخدام مزدوج تحتاجها روسيا لمواصلة حربها في أوكرانيا، أو تطوير الصواريخ الباليستية في كوريا الشمالية، أو دعم إيران للإرهاب في جميع أنحاء الشرق الأوسط”.
قدم الحزب الشيوعي الصيني معدات عسكرية، ومعلومات استخباراتية؛ لدعم هجمات الحوثيين في الصراع الحالي. على سبيل المثال، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على شركتين صينيتين عام 2024، لأنهما يوفران “مواد ومكونات مزدوجة الاستخدام لتصنيع وصيانة ونشر ترسانة من الصواريخ المتطورة والطائرات المسيّرة، لاستهداف مصالح الولايات المتحدة وحلفائها”.
أفاد تقرير صادر عن مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات (FDD)، بأن الحوثيين يستخدمون أسلحة صينية في هجماتهم على سفن الشحن في البحر الأحمر، مقابل مرور سفنهم بأمان. لقد زار قادة الحوثيين الصين، بين عامي 2023 و 2024، لإنشاء سلسلة توريد للحصول على “مكونات ومعدات توجيه متطورة” لصواريخهم. هذه المكونات الصينية تمكن الحوثيين من إنتاج مئات الصواريخ القادرة على استهداف دول الخليج العربي، وإسرائيل، وسفن الشحن. في الواقع، ازدادت عمليات الشحن الصينية عن معدلاتها عبر البحر الأحمر بشكل ملحوظ، وهو ما عزز أسعارها التنافسية مقارنة بالدول الأخرى التي اضطرت للدوران عبر أفريقيا.
تؤكد وزارة الخارجية الأمريكية أن شركة تشانج جوانج لتكنولوجيا الأقمار الصناعية (CGST) المملوكة للدولة الصينية، زودت الحوثيين بمعلومات استخباراتية تتعلق بالجغرافيا المكانية (معلومات استهداف) لضرب سفن البحرية الأمريكية والسفن الدولية في البحر الأحمر. عام 2023، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على شركة تشانج جوانج لتكنولوجيا الأقمار الصناعية، بزعم تقديمها صورًا عالية الدقة عبر الأقمار الصناعية لمجموعة “فاجنر” التي شاركت في غزو روسيا لأوكرانيا. وفقًا لصحيفة فاينانشال تايمز، أشارت شركة BluePath Labs، وهي شركة استشارية حكومية أمريكية، إلى أن شركة تشانج جوانج لتكنولوجيا الأقمار الصناعية لديها 100 قمر صناعي في المدار، وتخطط لزيادة عددها إلى 300 بحلول نهاية العام 2025 “وهو ما سيمكنها من التقاط صور متكررة لأي موقع في العالم كل 10 دقائق”.
بالإضافة إلى الحزب الشيوعي الصيني، روسيا تقدم المساعدة للحوثيين. وفقًا لصحيفة وول ستريت جورنال، أفادت تقارير بأن روسيا زودت الحوثيين بمعلومات استخباراتية لاستهداف السفن التجارية، وذلك بعد استراتيجية الحروب الثلاثة التي قدمها لونج كايفنج لإلهاء القوات الأمريكية وقوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) في صراعات أخرى حول العالم. أفاد موقع “ميدل إيست آي” أن روسيا أرسلت عناصر من الاستخبارات العسكرية الروسية؛ لدعم جهود الحوثيين لمهاجمة السفن التجارية في البحر الأحمر، كما أشار التقرير إلى أن الحزب الشيوعي الصيني يؤجج الصراعات في جميع أنحاء العالم، ويُساعد الإرهابيين مثل الحوثيين، وحزب الله، وحماس، وجماعات أخرى في غزة، بالإضافة إلى الدول الراعية للإرهاب مثل: إيران، وكوريا الشمالية، وروسيا.
يستنزف الحزب الشيوعي الصيني أصول الدفاع الصاروخي للبحرية الأمريكية: تتقلص مخزونات الصواريخ الأمريكية مع إطلاق الولايات المتحدة صواريخها للتصدي للتهديدات الجوية الحوثية، ومن ثم تتخلف قدرات الإنتاج الأمريكية عن معدل الاستخدام التشغيلي.
بين 19 أكتوبر 2023، و6 مايو 2025 (اتفاق وقف إطلاق النار بين الولايات المتحدة والحوثيين)، أطلقت البحرية الأمريكية أكثر من 220 صاروخًا؛ لحماية السفن التجارية في البحر الأحمر وسفن البحرية الأمريكية وحلفائها. إن استنفاد مخزونات هذه الصواريخ يقلص المخاطر المُقدرة في حسابات الحزب الشيوعي الصيني للتخطيط لهجوم على تايوان. ينطوي استبدال هذه الصواريخ على تفاوت كبير في التكلفة.
قال إلبريدج كولبي، وكيل وزارة الدفاع لشؤون السياسة، بإيجاز في أكتوبر 2024 على “X”: “لماذا تساعدنا الصين في معالجة مشكلة الحوثيين في حين أنها تُشتت انتباهنا وتستنزفنا بوضوح؟”
أشار مقالٌ نشره المجلس الأطلسي في يناير 2025، إلى أنه “مع تأقلم قطاع الشحن مع الاضطرابات، يُمكن لبكين تحمّل بعض الخسائر إذا تكبدت الولايات المتحدة وحلفاؤها خسائر أكبر”. وقد عبّرت كليو باسكال عن ذلك جيدًا في شهادتها أمام الكونجرس: بالنسبة للصين، إنها ليست لعبةً صفرية، بل هي لعبةٌ محصلتها سلبية. سيفوزون إذا تكبّد الطرف الآخر خسائر أكبر.
أخيرًا، يجب أن نفهم أن جر الولايات المتحدة إلى صراعات أخرى حول العالم هو مثال كلاسيكي على سياسة “فرّق تسد”. استخدمها الإغريق والرومان والشيوعيون الصينيون بكثرة. حاليًا، لدينا روسيا وأوكرانيا، والشرق الأوسط مع كثير من الجماعات الإرهابية النشطة ضد إسرائيل. قد تلوح حرب ثالثة في الأفق بين كوريا الشمالية والجنوبية، أو تندلع حرب في بحر جنوب شرق آسيا لاستنزاف القوات المتاحة لمساعدة تايوان.
- خبير علاقات دولية وباحث في الشؤون الأمنية. عمل نائبًا لرئيس تحرير الأخبار، ومحررًا للشؤون الخارجية في صحيفة ماكور ريشون، ومنسقًا للغة العبرية والإنجليزية في معهد أبحاث NGO Monitor.
- إعلامي إسرائيلي. ولد في القدس عام 1957. التحق بسلاح المخابرات في الجيش الإسرائيلي. درس اللغة العربية وآدابها في الجامعة العبرية بالقدس، وعمل مراسلًا لصوت إسرائيل بالعربية عام 1983، واعتمد مراسلًا لشؤون الضفة الغربية في القناة الأولى.
- عمل مراسلًا عسكريًا في موقع يديعوت أحرونوت بين الأعوام 2014 -2021، حصل على بكالوريوس في الاتصالات من كلية الإدارة في ريشون لتسيون. ضابط في سلاح المدرعات (الفرقة السابعة) برتبة نقيب، ويخدم في الاحتياط.
- ولد في 16 مارس 1982، درس العلوم السياسية والعلاقات الدولية في الجامعة المفتوحة، وبعد دراسته عمل صحفيًا متخصصًا في التكنولوجيا والتقنية العالية، ويعمل أيضًا معلقًا في مجال تاريخ الطيران والحرب الجوية الإسرائيلية، يكتب في موقع كالكاليست الاقتصادي العبري.
- باحث زميل في برنامج إيران بمعهد أبحاث الأمن القومي، خدم الرائد (احتياط) داني “دانيس” سيترينوفيتش 25 عامًا في عدة وظائف قيادية في وحدات جمع المعلومات والبحث في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية. حصل على الماجستير في العلاقات الدولية من الجامعة العبرية، وتتركز اهتماماته على التطورات الاستراتيجية في الشرق الأوسط مع التركيز على الحرب على إيران.
- محلل في الشؤون الاستخباراتية والإرهاب والقانون في صحيفة جيروزاليم بوست، ويتناول مجموعة متنوعة من قضايا الاستخبارات، والموساد، والإرهاب، والحرب السيبرانية. يتمتع “يونا” بعلاقات وثيقة مع جميع الوزارات الإسرائيلية العليا نظرًا لمناصبه السابقة في الجيش الإسرائيلي، ووزارة الخارجية، ووزارة العدل.
- باحثة في معهد مسجاف لبحوث الأمن القومي و الاستراتيجية الصهيونية.
- حصلت على ماجستير في الدراسات الشرق أوسطية وأفريقيا بجامعة تل أبيب. عملت محاضًرا في قسم التاريخ والفلسفة والدراسات اليهودية في الجامعة المفتوحة عام 2007م، كما عملت في قسم التدريس والتعليم الأكاديمي في الجامعة ذاتها. تتركز أبحاثها في منتدى التفكير الإقليمي حول اليمن الحديث، والعلاقات القبلية، والنظام في اليمن، والنساء في الشرق الأوسط.
- استراتيجية الحروب الثلاث (Three Wars Strategy): مفهوم صيني يشير إلى استخدام ثلاثة أنواع من الحرب؛ لتحقيق الأهداف العسكرية والسياسية، وهي: حرب الرأي العام (أو الحرب الإعلامية)، والحرب النفسية، والحرب القانونية. تهدف هذه الاستراتيجية إلى تحقيق النصر في النزاعات العسكرية والسياسية من خلال استخدام أساليب غير تقليدية، وتجنب المواجهات العسكرية المباشرة قدر الإمكان. للمزيد انظر: https://www.usni.org/magazines/proceedings/2021/march/chinas-three-information-warfares