إصدارات الأخبار تحليلات تقرير اليمن أرشيف الإصدارات

السياسة ليست محرمة على رجال الأعمال.. مقابلة مع أحمد العيسي

Read this in English

كما هو معروف، فإن أحمد العيسي هو رجل أعمال ينخرط في الشأن السياسي بين الفينة والأخرى؛ إذ يرأس مجموعة العيسي التجارية ويشغل منصب نائب مدير مكتب رئيس الجمهورية. أما ما لا يُعرف عنه، فإن العيسي قد يكون أقوى يمني على قيد الحياة، ومما لا شك فيه، فهو واحد من الأكثر ثراءً بينهم.

قدم العيسي حبل النجاة للرئيس عبدربه منصور هادي مرتين، عام 2015 و2016. المرة الأولى حين فر هادي من صنعاء إلى عدن، والثانية عندما أقال هادي رئيس الوزراء خالد بحاح؛ ما أغضب السعوديين الذين اوقفوا دعمهم المالي لهادي. العيسي وهادي مقربين منذ سنوات، وتعود العلاقة بينهما إلى أوائل التسعينيات عندما كان هادي وزيرًا للدفاع.

استغل العيسي علاقته المقربة من هادي وأبنائه لتوسيع إمبراطوريته التجارية محتكرًا واردات الوقود إلى عدن. ومثل جيف بيزوس وأمازون، بوسع العيسي تقريبًا تأمين ونقل أي شيء للجميع. باع الطعام والوقود للقوات السعودية والإماراتية في اليمن، وساعد على إبقاء الجيش والحكومة على قدميهما، والكثير يدينون له بالخدمات.

منزله -وهو عبارة عن شقة في القاهرة- هو المركز الثابت للعالم اليمني، ينتظره بصبر رؤساء وزراء سابقون، ووزراء، وزعماء قبليون، ورجال أعمال، وأعضاء في البرلمان، وقادة عسكريون.

في يناير/كانون الثاني، دعا العيسي مركز صنعاء إلى منزله لإجراء حوار صريح ومعمّق تحدث خلاله عن عدة مواضيع منها: زيارته الأخيرة لموسكو، ومشروعه “الوحدوي” الجنوبي، وكيف أثرت سيطرة الحوثيين على إمبراطوريته التجارية، وكيف “ساندت” هذه الإمبراطورية الحكومة اليمنية لتحميها من السقوط، وخلافه مع رئيس الوزراء معين عبدالملك، وكيف تتعامل معه أبو ظبي تجاريًّا وفي نفس الوقت تسعى إلى تصفيته، ولماذا يجب أن يكون هو رئيس اليمن المقبل.

*ملاحظة: حُررت وكُثفت هذه المقابلة مراعاة للوضوح.


محادثات عن السياسة والنفط في موسكو

مركز صنعاء: بداية أود أن أشكرك؛ شيخ أحمد العيسي، اعتقد أنها أول مرة تتحدث فيها للإعلام منذ فترة. دعني أبدأ من زيارتك الأخيرة إلى موسكو، ما الذي كنت تفعله هناك؟

العيسي: هذه الزيارة كانت لفتح علاقات وآفاق جديدة للائتلاف الوطني الجنوبي. (الائتلاف الوطني الجنوبي هو تنظيم سياسي مركزه الجنوب تأسس في مايو/أيار 2018).

وفي الوقت نفسه ردًا على زيارة الآخرين (المجلس الانتقالي الجنوبي) حين ذهبوا إلى موسكو. رأينا الحكومة الشرعية مقيّدة في مكانها، فأردنا أن نفتح علاقات للائتلاف الجنوبي على الأقل.

التقينا في السابق مع مسؤولين في السفارة الأمريكية والبريطانية وأوضحنا لهم موقف الائتلاف، ونفضّل أن يكون لدينا تواجد في روسيا أيضًا. الحمدلله كانت الزيارة إيجابية، والتقينا مع القيادات الروسية.

مركز صنعاء: ما رأيك بالموقف الروسي تجاه اليمن؟ هل هو مختلف عن الموقفين الأمريكي والبريطاني؟

العيسي: مختلف، وهذا ما لاحظته في اجتماعي مع نائب وزير الخارجية والمستشار الخاص بالرئيس بوتين، ميخائيل بوغدانوف.

مركز صنعاء: المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ودول أفريقيا؟

العيسي: نعم، تحدثنا معه حول الوضع في اليمن، ورأينا من ملاحظاته أن موسكو بدأت تبدي اهتمامًا بالوضع في اليمن. ونال حديثه إعجابي صراحة. قال إن روسيا لا تقف مع جماعة الحوثيين المسلحة في السيطرة على اليمن، وخاصة تمددها نحو الجنوب -لذا [يبدو] أنهم يركزون على جنوب البلاد- وفي نفس الوقت، لا تقف روسيا مع عاصفة الحزم أو التحالف العربي الذي تقوده السعودية. قال بوغدانوف [أن روسيا] مع (حوار) اليمنيين للتوصل إلى تفاهم.

مركز صنعاء: هل كان لديك أي علاقات تجارية مع روسيا في السابق، أو هل لديك الآن؟

العيسي: ركزنا في هذه الزيارة على ملف الائتلاف الوطني، وعلى عملنا التجاري المتعلق باستيراد المشتقات النفطية.

ما رأيك بالإدارة الأميركية الجديدة؟

“الإدارة الأمريكية الجديدة ستكون أفضل لنا كيمنيين… الإدارة السابقة سلّمت ملف اليمن للتحالف بالكامل”.

مركز صنعاء: إذاً، لم يكن هناك استيراد للمشتقات النفطية من روسيا في السابق؟

العيسي: لا، أبدًا، وحتى الآن لا يوجد.

مركز صنعاء: ولكن هذا ممكن (يومًا ما)؟

العيسي: ممكن بالطبع لأن أسعار الروس جيدة مقارنة بالأسعار الأخرى. ولكن استيراد الوقود الروسي أمر صعب. الحديث عن سوق حر وأسعار تنافسية وشركات ووسطاء ماليين (بروكرات) نسمعه منذ سنين، لكن حتى آخر خطوة (نحو هذا الهدف) لم تُثمر شيئًا. عندما ذهبنا إلى بابهم الرئيسي، وهو شركة النفط الوطنية، وتحدثنا معهم في اجتماع بسيط. (بعد مغادرتنا) أعطونا وعودًا، وهذه إشارة إلى أنهم مهتمون بالأمر. ولنا زيارة ثانية إلى هناك.


الائتلاف الوطني الجنوبي مقابل المجلس الانتقالي الجنوبي: صراع العيسي “الوحدوي” في الجنوب

مركز صنعاء: أود التحدث عن الائتلاف الوطني. ما رأيك بالفكرة القائلة إن الائتلاف أُنشئ فقط ضد الانتقالي، والأهم من هذا كله أن الائتلاف لم ينجح حتى الآن في اختراق -على سبيل المثال- محافظة الضالع، إذ أن فعالياته هناك قليلة وحضوره شبه مختفِ، يقال إن ذلك دليل على أن الائتلاف موجه أولًا ضد جغرافية معيّنة، وثانيًّا غير قادر على [شمل] تمثيل سياسي أكبر، أو حتى تمثيل جنوبي أكبر. ما رأيك؟

العيسي: تشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي هو من الأسباب الرئيسية لإعلان الائتلاف الوطني الجنوبي، لكن ليس كما ذكرت؛ لسنا ضد الانتقالي. نحن لاحظنا بعد تحرير المحافظات الجنوبية [من قوات الحوثيين منتصف 2015] أننا عدنا للنمط الشمولي الذي (تبنّاه) الحزب الاشتراكي لحكم جنوب اليمن، والذي كرّس جزء منه الرئيس السابق علي عبدالله صالح تحت مبرر السيطرة والحفاظ على الوحدة. المجلس الانتقالي لا يعمل إلا مع حزب واحد أو قوة واحدة والبقية لا رأي لها. كما أن حضور الأحزاب السياسية، المؤتمر الشعبي العام والإصلاح والناصري وكل الأحزاب الأخرى في المحافظات الجنوبية كان خجولًا وخفيًّا حيث لا يستطيعون تنظيم أي نشاط أو فعالية، كنوعٍ من الاستسلام للانتقالي.

نحن من ضمن الجنوبيين الذين نسمّي أنفسنا وحدويون؛ نقف مع اليمن الكبير. لذا بادرنا عبر تأثيرنا ووجودنا في الساحة الجنوبية -رغم أنهم في البداية كانوا يقولون إني لست جنوبيًّا- للاتفاق مع 13 حزبًا سياسيًّا من بينهم أحزاب المؤتمر والإصلاح والبعث والناصري -التنظيم الناصري انسحب في الأخير- وحزب النهضة ومكونات في الحراك الجنوبي ومؤتمر حضرموت الجامع، وهؤلاء هم أغلب المكونات الجنوبية، لنشكّل كتلة قوية تواجه المجلس الانتقالي الجنوبي أو الساعين لانفصال جنوب اليمن بشكل عام. شُكّل الائتلاف، وكنّا سننظم حفل إشهار تأسيسه في العاصمة المصرية القاهرة.

مركز صنعاء: لماذا لم يُنظّم في القاهرة؟ هل تعتقد أن السلطات المصرية رفضت بإيعاز من الإمارات؟

العيسي: السلطات المصرية أعطتنا كل التصاريح والموافقات، لكن أحباءنا (يقولها ساخرًا)، الإماراتيين، تدخَّلوا في الأخير، وأفشلوا الحفل. لغى المصريون التصاريح متذرعين بوزارة الخارجية المصرية، رغم أنهم أعطونا موافقة سابقة.

بالتالي، أشهرنا الائتلاف الوطني الجنوبي من عدن، وكان أول فعالية سياسية لم تكن تابعة للمجلس الانتقالي تُنظم بشكل رسمي في المدينة. وحضر حفل الإشهار حشد كبير. وكان إعلان الائتلاف من عدن وليس من أي مكان آخر دليلًا على قوتنا، رغم أن بعض حلفائنا القريبين منّا وقفوا ضدنا.

كنّا بصدد إقامة مهرجانات وفعاليات في محافظات أخرى، إذ لدى الائتلاف فرع في محافظة الضالع، وثلاثة من أعضاء المجلس الأعلى للائتلاف ينتمون للمحافظة. الائتلاف ليس مناطقيًّا بل مع الوحدة اليمنية فما بالك بالوحدة بين المحافظات الجنوبية. ولكن المعارك التي اندلعت منتصف أغسطس/آب 2019 (بين القوات الموالية للحكومة وقوات المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات، وانتهت بسيطرة الأخيرة على مدينة عدن وعدد من المحافظات الجنوبية) أسفرت عن مصاعب كثيرة أعاقت نشاطنا في عدن. في محافظة لحج، كنّا جاهزين غير أننا نُصحنا من “اللي على بالك” (يقصد السعوديين) بأن نتوقف. الرسالة الخاصة بمحافظات شبوة وأبين وحضرموت وصلت (يقصد أن الائتلاف نظّم فعاليات جماهيرية في المحافظات الثلاث). في محافظة المهرة، كان هناك تصاعد للعنف الثوري ضد المملكة، قالت لنا قيادة الائتلاف هناك إن أي فعالية نرغب بتنظيمها مسموح بها، ولكن سينظر إليها على أنها ضد التحالف وضد السعودية بشكل خاص، وبالتالي، نصحتنا ألا نثير عداوة السعوديين، لذا أوقفنا تنظيم أي فعالية.


اتفاق الرياض غير عملي

مركز صنعاء: ما رأيك باتفاق الرياض؟

العيسي: اتفاق جيد وممتاز، ولكن نصوصه وطريقة التعامل معه كما تعلم…

مركز صنعاء: كيف؟

العيسي: غير عملي، عبارة عن مراضاة.

مركز صنعاء: والحكومة الجديدة المشكّلة بناء عليه، ما رأيك بها؟

العيسي: تشكّلت الحكومة لكن اتفاق الرياض لا يلبّي الطموح بشكل عام، ولم يُنفذ. نُفذ ما كان في صالح المجلس الانتقالي فقط، أما بالنسبة للصالح الوطني أو الحكومة الشرعية لم يُنفذ سوى القليل منه.

ما رأيك بمحافظ عدن أحمد لملس؟

“أحمد لملس معروف بارتباطه بالانتقالي. أتابع الخطوات التي يقوم بها، والتغييرات في المديريات. وهو يقوم بكل هذا في ظل صعوبات. إن شاء الله، ربنا يوفقه”.

مركز صنعاء: لنفترض الآن (حسبما ينص الاتفاق) حدث تغيير محافظين محافظات شبوة وحضرموت وباقي محافظات الجنوب؟

العيسي: لم يُنفذ أساس الاتفاق. أول نقطة فيه هي عودة ألوية الحماية الرئاسية إلى مواقعها السابقة في مدينة عدن وتنفيذ الشقين الأمني والعسكري. وحتى اليوم لم يُنفذ سوى تشكيل الحكومة فقط أما بقية البنود لم تُنفذ. كما أن اتفاق الرياض قوّض الشرعية.


تعليق الأعمال التجارية في الشمال

مركز صنعاء: دعني ابتعد قليلًا عن اتفاق الرياض. لنفترض أننا استيقظنا غدًا لنشهد اليمن ينقسم ليمنين، ما الذي يعنيه هذا بالنسبة لتجارتك؟

العيسي: تجارتي؟ إذا فكرت بتجارتي، سأعمل مع جماعة الحوثيين ومع المجلس الانتقالي ومع الحكومة الشرعية. الصورة واضحة. التجار جميعًا يعملون في المناطق الثلاث، تجار الشمال والجنوب يعملون في جميع المناطق، أنا الوحيد الذي حددت موقفي من الحوثيين، وكل رؤوس أموالي وإمكانياتي الاقتصادية في مدينة الحديدة والعاصمة صنعاء (خاضعتان لسيطرة الحوثيين). التجارة مهمّة، لكن الوضع الذي وصلنا إليه مع الحوثيين كان مستحيلًا.

مركز صنعاء: لكن على حد معلوماتي إن تجارتك قائمة، وحتى النفط الذي يموّل الحوثيين يمر عبرك؟

العيسي: لا يا حبيبي، أتحدى أي شخص يثبت ذلك. منذ أول يوم من عملية عاصفة الحزم [في مارس/آذار 2015] ليس لدي أي نشاط تجاري في المحافظات الخاضعة للحوثيين أبدًا. تجارتي متوقفة إذ استولى الحوثيون على بعض الممتلكات مثل منازل وأراضي في صنعاء ومستشفى، كما أغلقوا مقر شركاتي ومصانعي وكليّة الشفاء الطبية في مدينة الحديدة.

مركز صنعاء: يعني ذلك أنه لا يوجد لديك أي استثمارات حالية في أماكن سيطرة الحوثيين؟

العيسي: ما يوجد لدي الآن هو عملي الخيري، ودفع رواتب الموظفين الباقين في منازلهم منذ 2015 حتى اليوم.

مركز صنعاء: كيف يتزوّد الحوثيون بالنفط إذًا؟

العيسي: عبر ميناء مدينة الحديدة، عبر التجار الذين صنعوهم. كان يساعدهم في البداية نجل توفيق عبدالرحيم لكنهم سجنوه لاعتقادهم بأنه معارض، وحاليًّا يتزودون بالوقود عبر تجارهم.

قبل اندلاع الحرب، لم يكن أحد يعمل في قطاع النفط سواي وتوفيق عبدالرحيم. حاليًّا دخل الجميع للتجارة في قطاعات غير اختصاصهم، مثل [أحمد] المقبلي (أكبر مستورد وقود في الحديدة)، الذي كان يعمل في تجارة قطع غيار السيارات لكنه اتجه لتجارة النفط.

مركز صنعاء: وهذه كلها تمر أمام أعين الحكومة والتحالف وإجراءات منح التراخيص؟

العيسي: نعم، مخالفة للإجراءات التي فرضوها.

مركز صنعاء: من الذي فرضها؟

العيسي: التحالف والأمم المتحدة. في البداية كانوا يمنعون دخول النفط إلى الحوثيين إلا عبر المحافظات الخاضعة لسيطرة الحكومة مثل عدن، ولكنهم لم يستطيعوا السيطرة على هذا في النهاية؛ لأن رئيس الحكومة كان يرفع لهم كل عام توجيهات استثنائية يُدخِل بها عددًا من سفن النفط.

ثم توصّلوا إلى اتفاق تطبيق نظام اللجنة الاقتصادية القاضي بدفع الضرائب والجمارك إلى البنك المركزي في عدن، لكنهم اتفقوا مرة أخرى على دفعها في البنك المركزي بالحديدة. أيضًا البضائع التي تدخل عبر آلية الأمم المتحدة للتحقق والتفتيش بشرط ألا تأتي من إيران، تُباع للحوثيين كما تُباع في المحافظات الخاضعة لسيطرة الحكومة، شريطة دفع الضرائب والجمارك لحساب في البنك المركزي بالحديدة. وهذا الحساب يغطي رواتب بعض موظفي الدولة، وبقية الرواتب تدفعها الحكومة اليمنية. وفعلًا كانت الحكومة تدفع الرواتب لموظفي وزارات التربية والتعليم، الصحة إلخ. وصل المبلغ في حساب البنك المركزي [بالحديدة] تقريبًا إلى 38 مليار ريال يمني، لكن الحوثيين خالفوا الإجراءات التي سمحت لهم بإدخال الوقود، وبالتالي منع التحالف دخول أي باخرة محملة بالنفط إلى ميناء الحديدة (ما أدى إلى أزمة الوقود في يونيو/حزيران 2019).


رئيس الحكومة مسؤول عن الفساد

مركز صنعاء: يقول رئيس الحكومة معين عبدالملك إن معركته معك هي معركة ضد الفساد؟

العيسي: عليه إثبات ما يقول. هو رئيس الحكومة، يقول إنني فاسد وكل شيء في يدي، النفط في يدي. عليه أن يثبت ذلك. نحن خلافنا مع معين ليس لأنه رئيس حكومة أو لأنه مقصِّر، ولكن كونه تاجر؛ لذا نحمّله مسؤولية جزء من الفساد.

مركز صنعاء: كيف؟

العيسي: هو مرتبط مع مجموعات تجارية وسبق و… (في الواقع) سأحتفظ بهذه المعلومة الآن.

مركز صنعاء: لا، لا تستطيع أن تعطيني نصف معلومة وتتوقع أن آخذ هذا بجدية. هل بوسعك مشاركة المزيد؟

العيسي: هو مرتبط رسميًّا مع أولاد الصغير (شركة مقاولات عمل معها معين في السابق) ومجموعة هائل (مجموعة شركات هائل سعيد أنعم) ومع شهاب (شركة شهاب للاستيراد)، ودخل معهم شريكًا في مشروع استثماري بإثيوبيا، وأعمال ومقاولات أخرى. كما أنه مرتبط بمجموعات تجارية أخرى كبيرة؛ يسهِّل عملهم ويسخِّر كل دعم الدولة لهم. وكل هذه المجموعات التجارية تدفع ضرائبها لجماعة الحوثيين، بينما لها الأولوية في الاستفادة من إمكانيات الحكومة الشرعية والتحالف.

أنت تعمل مع الحوثيين وأنا أعمل مع الشرعية. ولاؤك وإيراداتك للحوثيين وولائي وإيراداتي للحكومة الشرعية. مع معين، تُسهّل لك الأمور أكثر وتُعطى لك صلاحيات أكبر.

مركز صنعاء: تقصد مجموعة هائل سعيد؟

العيسي: أنا لا أتحدث عن مجموعة معينة، بل عن معين عبدالملك وسياساته. استفادت منها مجموعة هائل سعيد، وفاهم (حيدر فاهم، أكبر مستورد للقمح) وثابت (مجموعة إخوان ثابت الاقتصادية) وكذلك تجار آخرين. العيب ليس في التاجر، بل في المسؤول الذي هو تاجر في نفس الوقت.


إبقاء العمل في الاقتصاد

مركز صنعاء: تتحدث عن معين وكأنه شخص متلبس، ولكن ألا ترى أنه توجد على الأقل لديك أدنى درجة من تضارب المصالح؟ ما أقصده هنا، أحمد العيسي، هل هو شيخ، أو تاجر نفط، أو نائب مدير مكتب رئيس الجمهورية، أو رياضي (يشغل العيسي منصب رئيس الاتحاد اليمني لكرة القدم)، أو زعيم حزب سياسي؟

العيسي: لدينا هذا في نظامنا، السياسة ليست محرمة على رجال الأعمال. نحن فُرضت علينا السياسة، ولم نتحول من سياسيين إلى رجال أعمال، بل العكس. والسبب يعود للظروف الاستثنائية. السياسيون الذين اعتمدنا عليهم كانوا فاشلين. بعد أن غادرنا الحديدة على وقع المعارك [عام 2015] ووصلنا إلى عدن، لم نجد أحدًا من السياسيين والمسؤولين هناك. هل هم عملاء؟ هل هم ضعفاء؟ هل هربوا؟ حينها لم أكن أعلم.

القضية الوطنية فرضت علينا دخول المجال السياسي. ونحن في المكتب الرئاسي ليس لنا أي عمل رسمي ولا نضع توصيات ولا نصدر توجيهات.

مركز صنعاء: لكن لديك منصب رسمي؟

العيسي: منصب رسمي فخري، لا أصدر عبره توجيهات أو قرارات. ساعدنا الدولة في بدايتها حين وصلت إلى عدن. تعاونّا معها، وجهزنا كل شيء، وحتى اليوم ما تزال تدين لنا بالمال.

مركز صنعاء: تقصد المليار [ريال يمني] الذي أنقذت به الرئيس عند وصوله إلى عدن؟

العيسي: لا تخشَ على المسؤولين فأوضاعهم مرتبة. نحن أعدنا تجهيز مؤسسات الدولة، وإصلاح ما خربته الحرب، والمساعدة في إمداد الجيش بالتغذية والخدمات اللوجستية الأخرى. ولم تدفع الحكومة مستحقاتي حتى اليوم، لذا آخر مرة عملنا معها كان في نهاية 2016.

لم استفد من الحكومة، ولم استغل موقعي ولا مهاراتي، وحتى اللحظة هم مديونون لي.

مركز صنعاء: كم تبلغ ديون الحكومة اليمنية لك؟

العيسي: تكلفة الغذاء وما إلى ذلك بلغت نحو 500 مليون ريال سعودي (حوالي 133.3 مليون دولار).

مركز صنعاء: هذه رواتب أم تكلفة غذاء؟ ما هي بالضبط؟

العيسي: تجهيزات للجيش والحكومة، مركبات وإصلاحات ومخيمات ومعدات وغذاء. أنا قمت بدور المؤسسة الاقتصادية اليمنية.

مركز صنعاء: إذًا، أنت عمليًّا قمت بدور مؤسسة حكومية؟

العيسي: في بداية الحرب، قبل أن تعيّن الحكومة مديرًا للمؤسسة الاقتصادية ليتولى هذه الأعمال. ومنذ بداية 2017 لم يدفعوا لي شيئًا.

بالنسبة للكهرباء، طبعًا كما تعلم، كنت أنقل النفط والوقود بين المحافظات اليمنية لأكثر من 25 عامًا. كنت أنقل نفط خام صافر من رأس عيسى إلى مصافي عدن، وأنقل مشتقاته من مصافي عدن إلى الحديدة والمخا والمكلا وسقطرى.

وفي بداية التسعينيات، ذهبت الشركات الأجنبية وأخذت مكانها. عقب استيلاء الحوثيين على العاصمة صنعاء وانطلاق عملية عاصفة الحزم أوقفت هذه العمليات -أو حتى قبل ذلك أعتقد.

المصافي أوقفت ضخ المشتقات النفطية للمحافظات الشمالية، والحوثيون أوقفوا ضخ النفط الخام إلى مصافي عدن لأن الأنبوب الذي يغذّي المصافي في رأس عيسى بالحديدة يقع تحت سيطرتهم. 600 ألف برميل نفط احتفظت بها حتى تحررت عدن، لكن كانت خسائري من بقاء النفط في سفينة صافر برأس عيسى مليون دولار.

كانت لي مستحقات عندهم (الحكومة) إبان الحرب في عدن بقيمة أكثر من 40 مليون دولار، ولم تُسدد.

ما رأيك بشركة واي؟

“هي شركة موجودة قبل أن أبدأ تجارتي. وقبل اندلاع الحرب، كنت أحاول شراء أسهم منها، وحتى الآن لم أستطع”.

مركز صنعاء: لم تجد طريقة لشراء أسهم حتى الآن؟

“لا. وهي شركة غير تابعة للحكومة، هي قطاع خاص لسعوديين وإماراتيين”.

مركز صنعاء: الحكومة لا تملك شيء منها؟

“لا، أبدًا”.

مركز صنعاء: لماذا؟

العيسي: لأنهم كانوا يعملون على إصلاح الطرق بما يسمح لميناء عدن باستئناف العمل وتوفير احتياجات المحافظات الشمالية من الوقود بعد إغلاق التحالف العربي بقيادة السعودية الاستيراد عبر ميناء الحديدة، وبما يمنع خلق مشاكل كنقص الغذاء أو المشتقات النفطية في الشمال. مُنحت تسهيلات استيراد الوقود إلى المحافظات الشمالية دون جمارك وضرائب، وتسهيلات من الأجهزة الأمنية بأن تبقى الطرق البرية سالكة نحو المحافظات الشمالية. ولكنهم اختلفوا مع الإماراتيين ولم يتم شيء من ذلك. ما تم هو تحرير المشتقات النفطية.

عملُنا ظل مستمر طبعًا في استيراد الوقود، ثم أعلنوا مناقصات لتوريد الوقود لمحطات الكهرباء. اشتركت في البداية عدة شركات لتوريد الوقود، لكن لم تدفع لها الحكومة أموالًا، بل لم تقدم لها التزامات بالدفع. يعني كانت الشركات تشتري الوقود ويردون عليها: نتحاسب لاحقًا. لم تتعامل معهم الشركات الخارجية لأن البلد في حالة حرب، وأنا كنت متواجد هناك فبدأت استورد الوقود.

شركة النفط كانت تقوم بالعمل مع المصافي في استيراد الوقود، وإفلاسها جاء نتيجة عدم دفع مستحقات الوقود لتوليد الكهرباء.

مركز صنعاء: لكنك تشترك في صياغة المناقصات التي تقدم عليها؟

العيسي: هناك سبع جهات تصيغ المناقصات، شركة النفط ومصافي عدن ووزارة المالية والجهاز المركزي للمحاسبة ووزارة الكهرباء. سبع جهات تفعل ذلك، ولكن أنا، لا.

مركز صنعاء: يتردد كثيرًا أن لا أحد يستطيع دخول مناقصة أو منافسة متساوية بينما مصافي عدن دائمًا محمّلة بمخزونات العيسي، حتى المصافي نفسها لا تستطيع ذلك. وبالتالي، حتى عندما تبدو الأوراق والوثائق قانونية، الممارسات تختلف؟

العيسي: لا توجد هناك أي علاقة بين ما قلته. مثلًا، إذا هناك مناقصة لشراء 40 ألف طن ديزل أو شراء 50 ألف طن مازوت، تصل الباخرة وتفرّغ الوقود في الخزانات بعدن دون أي عائق، ثم تضخها مصافي عدن عبر شركة النفط.

أما بالنسبة للكهرباء، فلا أحد يستطيع أن ينافس في هذا القطاع إذ أن شركة الكهرباء لا تدفع المال وليس لديها أموال. الشركة لا تمتلك أي مقومات تحفزك للعمل معها. أمر متعب فعلًا. ولكن لضرورة عدم انقطاع الكهرباء، تعلن الحكومة عن مناقصات حتى لو لم تدفع.

رئيس الحكومة معين عبدالملك يخدع الناس. أصدقاء معين من أتى بهم هم تجار الحوثيين، [زيد] الشرفي و[مجموعة] السنيدار والمقبلي، الذين كانوا يعملون في الحديدة.

لا يريد أحد في عدن إحضار الديزل. لماذا؟ لأنه في حال اشترى كمية بهدف جني بعض الربح سيذهب نصفها أو ربعها أو 20٪ منها لتوليد الكهرباء.

مركز صنعاء: ما رأيك في السفير السعودي محمد آل جابر ودوره؟

العيسي: محمد آل جابر يعمل لمصلحة بلده، ووجد موظفين يمنيين مطيعين. ويعد نفسه بأنه حقق نجاحًا. العيب ليس فيه بل هو فينا كيمنيين. المسؤولون اليمنيون لا يعبّرون عن رغباتنا ولا يعكسون قضايانا. المسؤول اليمني يبحث عن مصلحته، يريد العيش وضمان راتب والحفاظ على منصبه وتعزيز علاقاته مع السعوديين والإماراتيين وحتى مع الصينيين. لا يريد مشاكل مع أحد، ويريد فقط أن يرضي الجميع.

مركز صنعاء: دعنا ننتقل إلى سؤال آخر. اليوم نحن ندخل السنة التاسعة من رئاسة عبدربه منصور هادي، وكان من المفترض استمرارها لسنتين فقط. ألا تنطبق عليه المعادلة نفسها التي وصفت بها السياسيين اليمنيين؟ أي أنه يحمي دائرته أو كرسيه فقط حتى لو في خارج البلاد؟

العيسي: وما الذي يمكنه فعله؟ لا يمتلك دعم أحزاب ولا جيش يحميه ولا قوة اقتصادية. وضعه صعب ولا شك أن هناك تقصير منه. المسؤولية في الأخير تعود إليه، ولكن له ظروفه.


عداء وظيفي مع الإمارات

مركز صنعاء: دعنا ننتقل إلى أبوظبي إذًا. أنت في مواجهة مع الإمارات، أو على الأقل مع حلفائها في اليمن وفي عدن تحديدًا، المجلس الانتقالي وقوات كثيرة هنا وهناك، ولكن أموالك أغلبها في الإمارات. كيف استطعت أن تمزج بين كل هذا؟

العيسي: هل تلمح أني أعمل مع الإمارات؟

مركز صنعاء: لا، أنا فقط أسألك، كيف لم تؤذَ أموالك هناك إذا أنت تقول إنكم أعداء؟

العيسي: الإمارات آذتني، وكانت ترغب بتصفيتي.

مركز صنعاء: ولكن أموالك في دبي، هذا المهم.

العيسي: لا أموال لديًّ في دبي. أنا أشتري من دبي فقط، وباسم شركتي وليس باسمي. أنا لا أدخل الإمارات، وإذا دخلتها، لن تجدني بعدها. حربي مع الإمارات ومع المجلس الانتقالي ومع الحوثيين ليست خافية. لماذا تشكك بهذا الموضوع؟

مركز صنعاء: أنا لا أشكك في شيء، أنا فقط أسأل كباحث.

العيسي: دعني أسألك أنت كيف ترى ذلك؟

مركز صنعاء: لا، أنا من يطرح الأسئلة هنا المفترض.

العيسي: سأفسّر لك. عليًّ شراء النفط من الإمارات لأنها السوق الأفضل والأقرب وكل شيء متوفر هناك. ومكتبي موجود فيها قبل اندلاع الحرب، وقبل دخول الإمارات إلى اليمن. الإماراتيون ضايقوا مكتبنا واستدعوا الموظفين عدة مرات، ولكن مكتبنا لا علاقة له بالسياسة، والموظفون ليسوا منّا (يمنيين) أصلًا. حاول الإماراتيون كل ما يستطيعون، ولكنّنا واضحون وشفافون، ثم بدأوا يقولون إنني استورد النفط من إيران.

مركز صنعاء: لكن هذا يتردد بشكل كبير، أن نفطك أغلب مصادره إيران.

العيسي: دعهم يثبتوا هذا.

مركز صنعاء: ما هي مصادر نفطك إذًا؟

العيسي: نفطي كله من الإمارات، وهذا سبب بقاء مكتبي هناك.

مركز صنعاء: ومصدره الأساسي الإمارات؟

العيسي: أنا أشتري من الإمارات، لا أسألهم من أين أحضروه. والإمارات كفيلة بالتحقيق إذا ما وجدت شيئًا يدعو للشك في تعاملي مع إيران، رغم أنها أقرب إلى إيران والحوثيين منّا. لكن إذا أُتيحت لها فرصة لإدانتي بالتعامل مع إيران أو الحوثيين لن تتردد، كما فعلت بعشرات التجار اليمنيين، من ضمنهم المقبلي. داهمهم الإماراتيون آخر الليل في منازلهم، ويحتجزونهم منذ أكثر من عام ونصف.

مركز صنعاء: كانوا تجار نفط متهمون بالعمل مع الحوثيين؟

العيسي: لا، مع إيران، التعامل مع الحوثيين ليس ممنوعًا.

مركز صنعاء: كيف؟

العيسي: الحوثيون كانوا يؤمّنون وقودهم من الإمارات عبر التجار البحرينيين والعراقيين والإيرانيين واليمنيين. ما يزال عشرة تجار مسجونين في الإمارات بتهمة التجارة مع إيران بينهم يمنيان هما [شريف أحمد] باعلوي والمقبلي والبقية عراقيون وبحرينيون.

كان جيشهم (الإماراتيون) الموجود في عدن والمخا وحضرموت وسقطرى يتزوّد بالوقود عبري أنا، كانوا يشترون مني وقود الديزل.

مركز صنعاء: إلى الآن؟

العيسي: لا، لم يعودوا ليشتروا مني الآن.

ما رأيك بمعركة مأرب الحالية؟

“مأرب، إن شاء الله، لن تسقط (في يد الحوثيين). أؤمن بأهلها. وإذا سقطت، ستكون كارثة لليمن، شماله وجنوبه… مأرب هي التي تحافظ على وحدة اليمن. إذا سقطت عدن سيستعيدها الناس، ولكن إذا سقطت مأرب سيتمسك الحوثيون بالمحافظات الشمالية، و”الحبايب” (المجلس الانتقالي الجنوبي) سيأخذون المحافظات الجنوبية، ونحن سنُشرد من دولة إلى أخرى”.

مركز صنعاء: سمعت أنه بعد سيطرة المجلس الانتقالي على مدينة عدن، لم يكن لدى الإماراتيين طريقة للوصول إلى المشتقات إلا عبرك.

العيسي: نعم، قلت لك يريدون قتلي ومع ذلك يشترون مني الوقود. قل لي إن المجلس الانتقالي مُسيطر، ولكن لا علاقة للانتقالي بهذا. لم يجدوا أحدًا سواي لتأمين احتياجاتهم. وفي نفس الوقت، من مصلحتي فتح مكتب في دبي.، لا يوجد أي إشكالية في هذا.

في نفس الوقت أنا أرغب أن يروني أدلة. كل هذه الاتهامات التي توجهوها ضدي، حسنًا، مكتبي عندكم، لم لا تتخذوا إجراءاتكم؟ لماذا تتعاملون معي في عدن؟ نحن واضحون.

أنا أوجه تهمًا بالفساد لأي أحد دون لف أو دوران. أنا واضح مثل الشمس، وأواجههم في كل المحافل والميادين. هل أنا أقوى منهم كلهم؟ أسرق وأسلب وأواجه الجميع؟ ما رأيك؟ زيّنها بعقلك. معين (رئيس الحكومة) انضم لهم. هل يعني أنني أقوى من كل هذه القوى؟ ولم يستطيعوا أن يثبتوا عليَّ غلطة؟ أنا “آكل الأرض والسماء” كما تقولون عني في مركز صنعاء؟ أم أني مدعوم خارجيًّا؟

مركز صنعاء: أنا أسألك.

العيسي: السؤال هذا موجه لك.

مركز صنعاء: لا، أنا أتيت لطرح أسئلة عليك، ليس لدي أجوبة.

العيسي: يقولون إني فاسد ووو… لنفترض هذا صحيح. عدن تحت حكم المجلس الانتقالي منذ سنتين، وأنا أعمل هناك، لماذا لم يقبضوا عليّ ويحاكموني في المحكمة، أو حتى في محكمة مليشيا؟

أقول الشيء نفسه، عن الإمارات نفس الكلام. مكتبي لديكم في الإمارات، وأنتم كان لديكم سلطة في اليمن وأنا كنت موجودًا في عدن، وأرادوا اغتيالي مرتين. أرسلوا مسلحين لاغتيالي.

لماذا لم يقبضوا عليّ؟ لماذا لم يفعلوا شيئًا؟ الحاصل أن الناس كلهم (في عدن) يرونهم كذابين، ضعفاء. لو أفكّر في مصلحتي التجارية، الحوثيون سيؤدون لي التحية، وسيتعاملون معي رغم أنهم أعداؤنا. هم يتعاملون كالرجال، أفضل من الشرعية والتحالف. هل تعلم أن الحوثيين حين يعمل معهم أحد، يفون بكلمتهم ويدفعون؟ إذا لا تعارض الحوثيين بالسياسة، تعيش أميرًا.


الإمارات أو الحوثيون أو معين.. من العدو؟

مركز صنعاء: لدي سؤال. لو طلبت منك أن ترتبهم، من هم أعداؤك؟ الإمارات أم جماعة الحوثيين أم معين أم الانتقالي؟

العيسي: والله لا أرى أن معين يستحق وصف عدو لكن…

مركز صنعاء: البقيّة؟

العيسي: الإماراتيون مصرون على قتلي.

مركز صنعاء: أخطر من الحوثيين؟

العيسي: لا، الحوثيون أخطر طبعًا، لكن ليس لديهم قضية شخصية معي. مشكلة الحوثيين مع الوطن كله وأنا جزء من المكوّن الوطني، ولكن الإمارات تستهدفني شخصيًّا بينما الحوثيون يدافعون عن موقع محدد. نحن جميعًا معترفون أنه عدو سرق ممتلكاتنا ومنعنا من دخول بلادنا، لا حاجة للحديث بهذا الشأن.

حول علاقتي مع الإمارات ومع الحوثيين ومعين عبدالملك. عند الحديث عن الحوثيين، ذكرت أنهم يعملون لأهداف خاصة وتجارية. أما بالنسبة لمعين، فهو يمثل الحكومة وليس من المفترض أن يتعامل مع الأمور عبر توجيه الاتهامات من خلال الإعلام.

معين عزل الميسري (وزير الداخلية السابق أحمد الميسري) والجبواني (وزير النقل السابق صالح الجبواني)، معين مرر القرارات التي يريد، فهل يصعب عليه إثبات فساد أحمد العيسي؟ لِم لا يثبت ذلك؟ أنا خلافي معه تجاري، أعده منافسًا تجاريًّا.

هو يدعم مصالح تجارية له علاقة بها ويتجاهل المصلحة العامة، ويركّز على مواضيع غير مهمة. من المخوّل بمناقشة تنفيذ اتفاق الرياض؟ أليس هو؟ هل تحدث حول الشقين الأمني والعسكري من اتفاق الرياض؟ هل حاول حل المشاكل التي تواجه ميناء عدن ومطارها؟ الناس والتجار يعانون الأمرّين في ميناء عدن، هل حقق الأمن؟ يتفضل. ما كان موقفه من قضية البنك المركزي؟ هو منع وصول القضية إلى القضاء. الجهاز المركزي كشف المخالفات في بنك التضامن التابع لمجموعة هائل سعيد أنعم، وبنك الكريمي، لِم لَم تُبحث هذه القضايا؟ كشفها الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة، ورفع قضية للقضاء، لكن معين أوقفها. كما أنه هناك فساد يُمارس عند التعامل مع الوديعة السعودية، وممارسات فساد أخرى، مثل نهب أراضي الناس.


من يكون رئيس اليمن القادم؟

مركز صنعاء: سؤال أخير، لنفترض جاءت عملية انتقالية بعد سنة أو حصل شيء لهادي، لا سمح الله، من هو مرشحك لرئاسة اليمن؟ ولا تقل لي أن “الأسماء ليست مهمة”. أريد اسمًا، من هو مرشح أحمد العيسي للرئاسة؟

العيسي: في هذه الحالة، ولو حدث شيء لهادي، فأنا أرى نفسي أفضل من كل الذي في الساحة. بصراحة، الاسم الذي اقترحه هو أحمد العيسي. أنا أرى أني مزيج من سلطة عبدالله بن حسين الأحمر وشاهر عبد الحق وعلي عبدالله صالح.

ظهرت هذه المقابلة في “الحوثيون على أبواب مأرب – تقرير اليمن – يناير/فبراير 2021


مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية هو مركز أبحاث مستقل يسعى إلى إحداث فارق عبر الإنتاج المعرفي، مع تركيز خاص على اليمن والإقليم المجاور. تغطي إصدارات وبرامج المركز، المتوفرة باللغتين العربية والإنجليزية، التطورات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والأمنية، بهدف التأثير على السياسات المحلية والإقليمية والدولية.

مشاركة