احتلت اليمن خلال السنوات الأخيرة مكانًا في وسائل الإعلام ومراكز البحوث الإسرائيلية، وكجزء من اهتمامات مركز صنعاء للدراسات، والمقاربات الإقليمية التي يقدمها، يترجم المركز بشكل دوري ومستمر أبرز التقارير والمقالات التحليلية.
وتركزت التقارير الأخيرة حول المعارك في مأرب، وما سترتب عليها الأوضاع حال سيطرة الحوثيين عليها، وكيف يهيئ ذلك لإيران موطئ قدم في اليمن ومنطقة الشرق الأوسط. كما تناولت التقارير المخاوف الإسرائيلية من هجوم إيراني على مفاعل ديمونة قد يكون مصدره اليمن.
معركة مأرب: نقطة تحول في الحرب الأهلية اليمنية؟
نشر عوزي روبين[1] مقالًا مطولًا في معهد القدس للاستراتيجية والأمن حول المعركة بين الحكومة المعترف بها دوليًّا والتحالف بقيادة السعودية من جهة والحوثيين المدعومين من إيران من جهة أخرى. وقال إن سيطرة الحوثيين على مأرب يعني سيطرتهم على اليمن بأكمله، كما أن عواقب هذه الحرب ستكون مصيرية على مستقبل الشرق الأوسط بأسره، إذ ستسيطر إيران على ممر الشحن البحري في مضيق باب المندب، طريق إسرائيل الجنوبية للتجارة العالمية.
تعد محافظة مأرب أغنى محافظة نفطية في اليمن. دفعت الثروة الطبيعية للمحافظة وقربها الجغرافي من العاصمة صنعاء الحوثيين للسيطرة عليها للمرة الأولى عام 2015، وبعد فشلهم شنوا حرب استنزاف ضد قوات الحكومة اليمنية، والتحالف السعودي في مأرب من خلال الهجوم بالصواريخ والطائرات المسيّرة.
وأرجع روبين قرار الحوثيين بالانتقال من حرب استنزاف لهجوم بري إلى صعود الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى السلطة، حيث ألغى على الفور قرار سلفه دونالد ترامب بتصنيف جماعة الحوثيين منظمة إرهابية، كما دعا إلى إنهاء الحرب ووقف الدعم الأمريكي للعمليات العسكرية السعودية في اليمن.
تطرق روبين إلى دراسة لمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأوسط تفيد بأن قوات الحوثيين المشاركة في معركة مأرب تضم حشودًا هائلة من المجندين الشباب المدربين جزئيًا ويتقدمهم ضباط، وضباط صف ذوي خبرة. ونظرًا لأن العامل الرئيسي في الدفاع عن المدينة والمحافظة هو القوات الجوية السعودية وطائراتها المسيّرة، فإن الحوثيين يشنون في الوقت نفسه حملة قوية؛ لتقويض وشل قدراتها من خلال مهاجمة قواعدها جنوب السعودية بمساعدة أسطول الطائرات المسيّرة المتزايد من شهر لآخر. علاوة على ذلك، يرافق جهود الحوثيين لقمع قدرات القوات الجوية السعودية هجوم استراتيجي متسارع على منشآت صناعة النفط السعودية في أعماق المملكة لتفريق جهود الدفاع الجوي من المنطقة الجنوبية الغربية إلى السعودية كلها.
وقال روبين إن نتائج الهجمات الحوثية المكثفة على السعودية محدودة للغاية حتى الآن، كما أن العدد الإجمالي للضحايا منخفض جدًا، والأضرار المادية قليلة. ولم تُعرقل حتى الآن صادرات النفط المنتظمة أو تتسبب في ارتفاع أسعار الطاقة بالأسواق العالمية.
وعزا روبين السبب وراء القلة النسبية لأضرار الهجمات الأخيرة إلى تحسين القدرة الدفاعية للقوات الجوية السعودية.
وقال روبين إن من السمات البارزة للضربات الجوية في الفترة الأخيرة التي شنها الحوثيون هى تفضيلهم استخدام الطائرات المسيّرة بطيئة الحركة التي تحركها المراوح عن الصواريخ الباليستية، وصواريخ كروز، والقذائف. يبدو أن هذا التفضيل يرجع أساسًا لاستغلال الضعف الحالي لأنظمة الدفاع الجوي السعودية القديمة نوعًا ما في قدرتها على اكتشاف الأهداف الجوية المنخفضة والبطيئة.
دروس لإسرائيل
قال روبين إن المعركة على مأرب لم تنته بعد، لكن أحد الدروس المستفادة منها واضح بالفعل: حيث تولي العقيدة العسكرية الإيرانية أولوية مساوية للطائرات دون طيار الدقيقة عن الصواريخ الباليستية أو حتى أعلى منها، وتعتمد على صعوبة أنظمة الدفاع الجوية-الأرضية من الجيل السابق في تحديد موقع واعتراض الطائرات التي تحلق ببطء، وعلى علو منخفض.
يبدو أن السعوديين نجحوا في احتواء هجوم طائرات الحوثيين المسيّرة بمساعدة أنظمة محمولة جوًا: طائرات إنذار تعمل بالاشتراك مع طائرات مقاتلة ثقيلة متعددة الأغراض، معظمها من طراز F15، وهذه الأنظمة تستخدم في سلاح الطيران الإسرائيلي أيضًا. عند تحديد ملامح الحروب المتوقعة لإسرائيل، ستكون أنظمة طائرات الإنذار ومجموعة الطائرات المقاتلة المسيرة الموارد القيمة المطلوبة للحفاظ على التفوق الجوي، وتنفيذ العمليات الهجومية.
التداعيات الاستراتيجية
قال روبين إن سيطرة الحوثيين على مدينة مأرب، سيكون نصرًا استراتيجيًّا حقيقيًّا يقربهم من الانتصار في الحرب الأهلية، ويوفر لهم موارد الطاقة. الإنجاز العسكري ذاته سيبعث رسالة قوة لا توصف يمكن أن تقلل بشكل كبير من دافع السعودية للمشاركة في الحرب إلى جانب حكومة هادي، مما يفتح المجال أمام الحوثيين السيطرة على اليمن بأكملها. أكثر من ذلك، أعلنت الإدارة الأمريكية الحالية وقف دعمها للجهود العسكرية السعودية لاحتواء الحوثيين.
سيكون الانتصار على مأرب إنجازًا استراتيجيًا من الدرجة الأولى لإيران وأتباعها من الحوثيين، وهو إنجاز سيلقي بظلاله على جميع التحركات الدبلوماسية في المنطقة سواء على مستقبل اليمن أو على القضايا الإقليمية الأخرى. قد تؤدي سياسة الرئيس بايدن التصالحية تجاه الحوثيين إلى استمرار الحرب في اليمن كله -اليمن الشمالي الذي أصبح بالفعل في قبضة الحوثيين، وصحراء اليمن التي ما تزال تسيطر عليها قوات هادي والتحالف العربي- وسيطرتهم عليها، واليمن الموحّد يصبح مقاطعة أخرى من “الإمبراطورية الإسلامية الإيرانية” التي تتشكل جنبًا إلى جنب مع لبنان والعراق، وربما سوريا أيضًا في المستقبل.
يميل الغرب إلى اعتبار الحرب الأهلية في اليمن في الأساس مأساة إنسانية، وهناك قدر كبير من الصدق في ذلك. ومع ذلك، بالإضافة إلى البعد المأساوي، فإن الحرب الأهلية في اليمن لها أيضًا بُعد استراتيجي من الدرجة الأولى. إذا استمر الغرب في تجاهل البعد الاستراتيجي للصراع في اليمن، فقد يعرّض أمن الغرب نفسه للخطر في المستقبل غير البعيد.
لا ينبغي الاستخفاف بتورط إيران في اليمن
نشر المحلل السياسي الإماراتي سالم الكتبي[2] مقالًا في صحيفة إسرائيل اليوم أشار فيه إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لا تضع أزمات الشرق الأوسط ضمن أولويتها القصوى. ويرجع ذلك جزئيًّا إلى تركيزها على القضايا الداخلية.
الرئيس بايدن يدرك جيدًا العلاقة بين استقرار اليمن وسيطرة “آيات الله” الإيرانية على ذلك البلد العربي. وتعليقات المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن، تيم ليندركينغ، بمثابة اعتراف واضح وصريح بدور “آيات الله” في تأجيج الأزمة اليمنية من خلال دعم حركة الحوثيين.
أخبر ليندركينغ لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب أن “دعم إيران للحوثيين مهم للغاية وقاتل” وأنه يساعدهم على “ضبط” برامج الطائرات دون طيار والصواريخ. ولا أرى أي مؤشر على أن إيران تدعم الحل السياسي في اليمن، وما أراه هو استمرار إيران في مساعدة وتحريض الحوثيين حتى يواصلوا مهاجمة السعودية، وللأسف زادت هذه الهجمات بشدة الشهرين الماضيين.
فيما يتعلق بتورط إيران في الحرب اليمنية، قال اللواء رستم قاسمي، المساعد الاقتصادي لقائد الحرس الثوري الإيراني، في حديث خاص لـ RT، إن الحرس الثوري الإيراني قدم أسلحة للحوثيين عند اندلاع الحرب في اليمن. كما درب عناصر من هذه القوات على تصنيع الأسلحة. وهذا يعد اعترافًا إيرانيًّا بمساعدة صناعة أسلحة الحوثيين بالتكنولوجيا الإيرانية وتقديم ما تقول إنه دعم عسكري محدود. هذا الاعتراف النادر لم يكن اعتباطيًّا. لقد جاء في وقت حرج. ويسعى “آيات الله” للعب هذا الدور، والاستفادة منه أكثر في “الصفقات” التي يتم التفاوض عليها مع القوى الإقليمية والدولية.
اعتراف المسؤول الإيراني بالدور العسكري المحدود لإيران في اليمن وحقيقة اقتصاره حاليًّا على الاستشارات العسكرية، لا يقلّل من حدته وتأثيراته. ولم يقل أحد إن الحرس الثوري الإيراني كان يقاتل حقيقة ضمن صفوف الحوثيين. لم يفتقر الحوثيون إلى الأرقام، بل المواد والمعدات وهذا ما قدمه “آيات الله” ومستمرون في تقديمه من خلال التهريب، والمساعدة في تصنيع الأسلحة، والمتفجرات، والقائمة تطول.
لا يختلف أحد مع ما يقوله الجنرال قاسمي حول نقل تكنولوجيا التصنيع العسكري من إيران إلى الحوثيين. يعرف “آيات الله” مدى خطورة هذه التكنولوجيا عندما تكون في الأيدي الخطأ. لذلك إذا اتفقنا على أن هذه الأسلحة مصنوعة في اليمن، فذلك يعني أنه بالإضافة إلى الحفاظ على سرية المعدات والتكنولوجيا، فإن عملية التصنيع في مراحلها الحساسة تتم بالكامل تحت إشراف إيراني في اليمن في جميع مراحلها، نظرًا لسهولة نقل حركة المعدات والخبراء الإيرانيين بمختلف الوسائل.
وجود إشارات وتلميحات ضمنية حول دور نظام “آيات الله” في حرب اليمن، وآخرها ما قاله وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف في مقابلة مع تلفزيون برس تي في الإيراني في مارس، إن إيران “لم تتلقَ أي اقتراح لإنهاء دعم طهران للحوثيين مقابل إنهاء دعم واشنطن لعمليات التحالف في اليمن”. وتساءل: “هل يمكن مقارنة الدعم المقدم للحوثيين بدعم الرياض وأبو ظبي؟”
“آيات الله” يتعمدون الكشف عن دورهم في اليمن الآن؛ لاستخدامه كورقة تفاوض، إما بالحصول على تنازلات أمريكية في برنامج إيران النووي، أو من خلال ترسيخ نفسها كطرف رئيسي في جهود حل الأزمة اليمنية من أجل تأمين المصالح الاستراتيجية التي تقود انخراطها في الصراع.
ومع ذلك، على الرغم من كل المشاكل والتعقيدات، لا ينبغي مكافأة “آيات الله” بعد اعترافهم الصريح بالتورط المباشر في حرب اليمن. إذا كان هذا الإقرار يعني شيئًا، فهو مسؤوليتهم المشتركة المباشرة عن الهجمات على المنشآت المدنية والنفطية في السعودية، مع كل ما يقتضيه القانون الدولي.
تزايد خطر الصواريخ الدقيقة الإيرانية
قال يوني بن مناحيم[3] في موقع نيوز وان الإسرائيلي إن إسرائيل وواشنطن اتفقتا على تكوين فريق مشترك للعمل معًا؛ لبلورة سبل التعامل مع خطر الصواريخ الدقيقة، والطائرات المسيّرة المصنوعة في إيران التي تنقلها إلى وكلائها في الشرق الأوسط: حزب الله في لبنان، والمليشيات الإيرانية في سوريا، وجماعة الحوثيين المسلحة في اليمن.
وذكر بن مناحيم أن رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي “مئير بن شبات” توصل إلى تفاهم مهم مع نظيره الأمريكي “جاك سوليفان” في واشنطن خلال المحادثات هذا الأسبوع. واتفقا على أن سلوك إيران العدواني يشكل تهديدًا كبيرًا للمنطقة.
ولفت إلى أن الأمريكيين يشعرون بقلق بالغ إزاء القدرات الصاروخية الدقيقة، وقدرات الطائرات المسيّرة المفخخة، وطويلة المدى التي يطلقها الحوثيون يوميًّا باتجاه السعودية ومنشآت أرامكو النفطية. وأوضح أن الهجوم الذي شنه الحوثيون في 14 سبتمبر 2019، على أكبر مصفاة في العالم التابعة لشركة أرامكو في أبقيق بالسعودية، وتسلل الصاروخ السوري من طراز S5 للأجواء الجوية الإسرائيلية، ووصوله إلى منطقة ديمونة الأسبوع الماضي زاد من خطر تهديد الصواريخ الإيرانية لإسرائيل، وفقًا لمصادر أمنية رفيعة.
وقال بن مناحيم إن فشل أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية في اعتراض الصاروخ السوري بمثابة تحذير شديد لإسرائيل فيما يتعلق بقدرتها العملياتية على اعتراض مئات الصواريخ الدقيقة التي ستطلقها سوريا ولبنان وإيران واليمن نحو إسرائيل.
يفيد تقرير للبنتاجون أن إيران لديها ثلاثة آلاف صاروخ باليستي دقيق بنطاقات مختلفة. تهدد هذه الصواريخ الولايات المتحدة وحلفاءها. وتشكل هذه الصواريخ تهديدًا مباشرًا للقواعد الأمريكية في الخليج، وللقواعد العسكرية والمنشآت الاستراتيجية في إسرائيل.
وقال بن مناحيم إن إسرائيل قلقة للغاية من ترسانة الصواريخ البالستية الدقيقة في إيران، كما أن التهديد النووي الإيراني يعد خطرًا وجوديًّا على إسرائيل. إدارة بايدن لا تعتزم حاليًا، بحسب شخصيات سياسية بارزة، اتخاذ أي إجراءات عسكرية للتعامل مع خطر الصواريخ الباليستية التي تمتلكها إيران وحلفاؤها، كما أن جهودها في إنهاء الحرب باليمن لم تتكلل بالنجاح، ويواصل الحوثيون مهاجمة السعودية بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة.
إيران قد تهاجم مفاعل ديمونة من اليمن وليس من سوريا
قال الخبير العسكري الإسرائيلي أمير بار شالوم[4] في موقع “زمن إسرائيل” إن الاعتقاد الذي ساد بلا شك خلال الدقائق الأولى من التعرف على الصاروخ السوري فوق سماء النقب، هو سيناريو الانتقام الإيراني، حيث الهجوم على مفاعل ديمونة الإسرائيلي مقابل مفاعل نظنز الإيراني، وما يدل على ذلك، فشل محاولة الاعتراض، والصمت الإسرائيلي الذي استمر عدة ساعات.
ليس من المستبعد أنه على الرغم من الجهد الاستخباري الذي يجري على قدم وساق في الساعات التي تلت الإطلاق، وصلت رسالة من سوريا مفادها أنه لا توجد نية لمهاجمة ديمونة.
وقال بار شالوم إن إدارة الأسد سواءً مرَّرت الرسالة عبر روسيا أو كانت تفاهمًا إسرائيليًّا على أساس المعلومات الاستخباراتية -أو كليهما- فإن رد الجيش الإسرائيلي يشير إلى عدم كسر قواعد اللعبة بل انتهكها السوريون بطريقة غير مخطط لها.
وأشار بار شالوم إلى أن هذا المنطق واضح أيضًا للإيرانيين. ستؤدي مهاجمة هدف استراتيجي في إسرائيل من الأراضي السورية إلى أضرار جسيمة وواسعة النطاق ليس فقط للمؤسسات والسلطات السورية ولكن أيضًا للأهداف الإيرانية، التي لا تريد إسرائيل بالضرورة مهاجمتها على الرغم من ارتفاع مستوى النيران الحالي.
بعبارة أخرى، تدرك إيران أن الثمن الباهظ الذي ستدفعه مقابل الهجوم من سوريا ضرره أكثر من نفعه، ويعرض للخطر الهدف الاستراتيجي المتمثل في وضع القوات الإيرانية على الحدود الإسرائيلية السورية.
لذلك ووفقًا لهذا المنطق، إذا اتخذت إيران قرار بمهاجمة مفاعل ديمونة، فمن المرجح تنفيذه من اليمن. لقد نشرت هناك بطاريات صواريخ أرض-أرض دقيقة إلى جانب أسراب من الطائرات المسيّرة، ووضعت مقدراتها في قبضة الحوثيين. وتنطلق كل صباح، حسبما تبث الأخبار، نحو أهداف سعودية.
تتسبب قوة النيران الحوثية في مفارقة النوم أعين السعوديين لفترة طويلة، ولهذا وقعوا اتفاقية دفاع مع اليونان. ويتضمن جزء من الاتفاق نشر بطاريات صواريخ باتريوت تابعة للجيش اليوناني على الأراضي السعودية.
وذكر بار شالوم أن تداعيات الإطلاق من اليمن يعني عدم المخاطرة بإنجاز إيراني حقيقي -مثل الإنجاز في سوريا- والحفاظ على مبدأ استخدام مبعوث دون أن تضطر طهران إلى دفع ثمن مباشر.
علاوة على ذلك، فإن هجومًا إيرانيًّا من اليمن يقلل من نطاق خيارات الرد الإسرائيلي مقارنةً بسوريا، إمَّا بسبب المسافة أو بسبب التغطية الاستخباراتية.
جنود سوريون يقاتلون في صفوف الحوثيين ضد السعودية في اليمن
ذكر موقع تيك دبكا الاستخباراتي أن مئات الجنود السوريين المنتمين إلى المليشيا الشيعية الإيرانية يقاتلون في صفوف الحوثيين ضد السعودية في اليمن، بعد أن دربهم الحرس الثوري الإيراني.
وأشار إلى أن الفوج الأولى من الجنود السوريين المنتمين إلى “لواء الفاطميين” عاد من اليمن الأيام الأخيرة بعد قتال استمر عدة أشهر في صفوف الحوثيين ضد الجيش السعودي. والمقاتلون من منطقة الراكة، ودير الزور، وحمص.
في الوقت نفسه، غادر مطار دمشق الدولي 300 مقاتل آخرين تابعين لنفس اللواء في طريقهم إلى اليمن في الأيام الأخيرة، لينضموا إلى الحوثيين. تلقى هؤلاء الجنود تدريبات خاصة من مدربين تابعين للحرس الثوري الإيراني في معسكرات بجوار مدينة تدمر والبوكمال.
استغلال الحوثيين نظام التعليم لتجنيد الأطفال في الحرب
قال “نيطع بار” الصحفي والمحلل في صحيفة إسرائيل اليوم إن الحوثيين في اليمن ارتكبوا العديد من الفظائع خلال حكمهم المستمر، منها المعاملة المشينة للنساء والأقليات، لكن ما كُشف عنه الآن هو كيفية استغلال الحوثيين نظام التعليم لتجنيد أطفال المدارس الابتدائية لأدوار قتالية.
أظهر مقطع فيديو كشفت عنه قناة “العربية”، كيف يقيم طلاب في مدرسة بالعاصمة صنعاء عرضًا مسرحيًّا يدعو الأطفال بطريقة واضحة للتعبئة في الجبهة والقتال في صفوف نظام الحوثيين. وذكر نيطع بار أن هذا يعد سجلًا نادرًا لما يحدث داخل جدران نظام التعليم الذي يسيطر عليه الحوثيون، والذي يوفر آلاف الأطفال المقاتلين لخدمة التنظيم.
نشرت المنظمة الأوروبية لحقوق الإنسان، التي تعمل من سويسرا، تقريرًا يوضح بالتفصيل كيف يستخدم الحوثيون نظام التعليم والجمعيات الخيرية مثل دور الأيتام لتجنيد الأطفال في ساحة المعركة. وقدّرت المنظمة أن الحوثيين جندوا أكثر من 10300 طفل منذ عام 2014. قُتل وجُرح الآلاف منهم على جبهة القتال.
اعترفت قيادة الحوثيين سابقًا بتجنيد الأطفال في صفوف التنظيم، وفي عام 2012، تعهّد زعيم الجماعة، عبد الملك الحوثي، خلال اجتماع مع ممثلي الأمم المتحدة، بدمج الأطفال المجندين بشكل تدريجي في نظام التعليم.
وصول قوات مارينز أمريكية إلى مطار الغيضة شرق اليمن
تناول المركز المقدسي لشؤون الجمهور والدولة ما أفادت به وسائل إعلام يمنية عن وصول قوات مارينز أمريكية بينهم ضباط، إلى مطار الغيضة الدولي في محافظة المهرة الخاضعة للسيطرة السعودية وقوات التحالف. يدّعي المقال أن الهدف هو السيطرة باعتبارها جزء من خطة “أمريكية- بريطانية- صهيونية”.
وبحسب المصادر ذاتها، فإن هذا هو الوفد الثاني للقوات الأمريكية والبريطانية الذي يصل إلى المطار منذ مطلع يناير من العام الجاري، وأن القاعدة تتحول إلى قاعدة عسكرية.
وجود القوات الغربية في المنطقة كُشف عنه لأول مرة أثناء زيارة السفير الأمريكي في اليمن “كريستوفر هينزل” إلى المطار في ديسمبر من العام الماضي.
السعودية تمر بمحنة سياسية وإقليمية
قال يوني بن مناحيم[5] في موقع زمن الإسرائيلي إن السعودية تمر بمحنة سياسية وإقليمية، ولذا توجهت لقناة من التفاوض السري مع إيران بوساطة عراقية. تعزز سياسات إدارة بايدن مكانة إيران وتضعف السعودية ودولة الخليج. كما يجب على إسرائيل أن تقلق بسبب التغييرات الإقليمية.
وبحسب مصادر استخباراتية أجنبية، يمر ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، أقوى رجل في المملكة والمقدّر له أن يكون الملك المقبل، بضائقة سياسية وشخصية بالغة للغاية في مواجهة التطورات الأخيرة، وعزل السعودية.
وأشار بن مناحيم إلى محنة ولي العهد السعودي تنبع من عدة أسباب:
محمد بن سلمان غير مقبول لدى إدارة بايدن التي تتهمه بالمسؤولية عن اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي، وانتهاك منهجي لحقوق الإنسان في السعودية.
تورط محمد بن سلمان في قضية المؤامرة ضد العاهل الأردني الملك عبدالله، في التخطيط لانقلاب ضد النظام الهاشمي.
أصبحت حرب السعودية ضد الحوثيين في اليمن الموالين لإيران أكثر تعقيدًا، فهي مستمرة منذ أكثر من 6 سنوات دون حسم مع تفوق واضح للحوثيين، وتحولت الحرب إلى كابوس داخلي ويومي في السعودية.
وجدت السعودية نفسها خارج المحادثات النووية، ولا يأخذ الرئيس بايدن في الاعتبار موقف السعودية، ويسارع في العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران.
يخشى محمد بن سلمان من تحرك علني للتطبيع مع إسرائيل، حيث يخشى الاضطرابات الداخلية في المملكة؛ بسبب إخفاقاته السياسية والعسكرية، وإمكانية أن تحاول إدارة بايدن منعه من أن يصبح الملك القادم.
المفاوضات السرية مع إيران
قال بن مناحيم إن محمد بن سلمان يحاول إنقاذ ما تبقى ويحاول على الأقل تحقيق إنجاز يحقق السلام للسعودية، مثل وقف الهجمات العسكرية الحوثية من اليمن على المدن السعودية ومنشآتها النفطية. لذلك توجه إلى القناة السرية مع إيران.
ضم الوفد السعودي ستة من كبار الشخصيات بينهم رئيس المخابرات العسكرية السعودي خالد الحميدان. وضم الوفد الإيراني خمسة أعضاء رفيعي المستوى، من بينهم اللواء علي شمخاني، الأمين العام لمجلس الأمن القومي، واللواء إسماعيل قاني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري. عُقد الاجتماع بموافقة المرشد الأعلى علي خامنئي، وكانت الولايات المتحدة وبريطانيا على علم بسرية الاجتماع.
ولفت بن مناحيم إلى أن هذا اللقاء السري يمثل تحول في المنطقة، وأن إيران على وشك الخروج من أزمتها الاقتصادية والسياسية الكبرى. هذا التغيير سببه سياسة إدارة بايدن، التي تضغط للعودة إلى الاتفاق النووي لعام 2015 ومستعدة لرفع العقوبات عن إيران. السعودية قلقة للغاية وتتفاوض مع إيران من موقف ضعف. السعودية هي زعيمة دول الخليج وهي تعكس موقفها.
يجب أن تشعر إسرائيل بالقلق أيضًا من التغييرات التي تعتري المنطقة، فهي لا تبشر بالخير لأمن إسرائيل.
هل إسرائيل صديقة للرياض؟
قال الكاتب والمحلل السياسي المختص بالشأن الأمريكي والشرق الأوسطي “رامي دباس” في موقع تايمز أوف إسرائيل إن إبرام معاهدة سلام مع السعودية يعد حلقة مهمة في العملية غير المكتملة لـ”صفقة القرن”. لا يزال العديد من الخبراء يعتقدون أن الأمر يستحق المتابعة كما كان من قبل. لكن “مردخاي كيدار”[6] يقول في تقرير صدر مؤخرًا[7] سلط الضوء على عدد من نقاط الضعف في مثل هذه الاستراتيجية “بأنه ليس متأكدا من ذلك”.
وذكر كيدار أن إسرائيل يجب عليها أن تأخذ الهجمات على السعودية بمحمل الجد؛ لأن من يستطيع مهاجمة أهداف استراتيجية في السعودية بالصواريخ والطائرات المسيّرة يمكنه أن يضرب أهدافًا استراتيجية إسرائيلية بنفس القدر من النجاح.
وبحسب كيدار، فإن أهم استنتاج يجب على إسرائيل استخلاصه من الضربات على منشآت النفط السعودية هو أن الرياض غير قادرة على الدفاع عن نفسها بمفردها بشكل فعال، وينبغي على أي علاقة دبلوماسية مع السعودية أن تستند إلى هذه الحقيقة.
إن تطوير علاقة السعودية بإسرائيل يصب في مصلحة الأولى، لذلك لا داعي لإسرائيل للتضحية بمصالحها الحيوية من أجل العلاقات مع مملكة تخشى من ذكر اسم عدوها.
الليبرالية الجديدة والجوع في اليمن
كتب شموئيل لدرمان[8] في منتدى التفكير الإقليمي أن السعوديين أدركوا بعد مرور ست سنوات من بدء تدخل التحالف السعودي في الحرب الأهلية اليمنية أنهم غير قادرين على هزيمة المتمردين الحوثيين وأنهم يريدون إنهاء الحرب، ولكن حتى لو انتهت الحرب قريبًا، فإن التكلفة البشرية للتدخل السعودي باهظة بالفعل. وتشير التقديرات إلى أن الحرب أودت حتى الآن بحياة أكثر من 200 ألف يمني، معظمهم جراء المجاعة والمرض، إثر الحصار الذي فرضه السعوديون على اليمن منذ مرحلة مبكرة من الحرب. كما يتعرض عشرات الآلاف من اليمنيين لخطر الموت المباشر نتيجة عدم قدرتهم على الحصول على المواد الغذائية الأساسية، ويعاني ملايين الأطفال من سوء التغذية ومشاكل في النمو.
ومع ذلك، أدت الحرب والحصار السعودي إلى تفاقم مشكلة كانت موجودة في اليمن من قبل. لذلك، يجب فهم تداعيات الحرب في اليمن على خلفية التطورات التي بدأت قبل عقود، وخاصة على خلفية الاقتصاد السياسي اليمني منذ أواخر السبعينيات، عندما تحول ما يسمى بـ “النيوليبرالية” إلى أجندة اقتصادية وسياسية عالمية تروّج لها الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، والمؤسسات المالية الدولية، مثل: البنك الدولي، وصندوق النقد الدولي.
ونقطة البداية لفهم العلاقة بين السياسات النيوليبرالية المتبعة في اليمن والكارثة الإنسانية التي تحدث فيه هي حقيقة أن اليمن يستورد حاليًّا حوالي 75% من الحبوب المستهلكة، في حين استوردت عام 1970 حوالي 18٪ منها فقط، والباقي وفرته الزراعة المحلية، فكيف حدث هذا التغيير الحاسم؟
تزامن ظهور النيوليبرالية مع صعود الرئيس اليمني السابق “علي عبدالله صالح” إلى السلطة عام 1978. وكما حدث في العديد من الدول النامية الأخرى، قدم البنك الدولي وصندوق النقد الدولي مخططًا عامًا للرئيس صالح لما يسمى بالانتعاش الاقتصادي والتنمية، مقابل القروض والاستثمارات المطلوبة لليمن: فتح السوق اليمني للمنافسة، ووقف الدعم للمزارعين، إلى جانب المحاصيل الزراعية المخصصة للتصدير إلى الدول المجاورة، والأسواق الحضرية مثل: الفواكه، والخضروات على حساب الحبوب المستهلكة وما إلى ذلك.
أسفر ذلك، وفقًا للباحِثَين في الشأن اليمني مارثا موندي، وفريدريك بالت، إلى تقلّص مساحة الحقول التي تزرع المحاصيل في اليمن إلى النصف بين عامي 1975 و1990، ويرجع ذلك أساسًا إلى عدم قدرة المزارعين اليمنيين على منافسة القمح المدعوم الذي يأتي إلى اليمن من الولايات المتحدة وأوروبا. وبسبب تحول جزء مهم من القوى العاملة اليمنية للعمل في السعودية، بتشجيع من المؤسسات المالية الدولية، وبتشجيع من صالح نفسه، الذي أدرك فائدة هجرة ما يقرب من مليون شخص من القوى العاملة اليمنية؛ لتقليل القدرة على الاحتجاج ضد نظامه القمعي المركزي والفاسد.
جدير بالذكر أن سياسة “التكيّف الهيكلي” للاقتصاد اليمني مع الاقتصاد العالمي جرى تسريعها منذ منتصف التسعينيات، وطالب صندوق النقد الدولي من اليمن خفض الإنفاق العام مع الحد الأدنى من الرفاهية بشكل كبير، مما أدى إلى ارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية الأساسية، وارتفاع معدلات الفقر والبطالة. أدت هذه السياسة في نهاية المطاف إلى إثراء أقلية من المزارعين، ورجال الأعمال، والسياسيين، وخاصة المقربين من “صالح”، ومن سيطروا على استيراد وتوزيع المواد الغذائية في اليمن. وزادت هذه السياسة بشكل كبير من عدم المساواة، وتقليص قدرة اليمن المستقلة على إنتاج الغذاء. كما خلص “مندي وبالت” إلى أن: “الحالة اليمنية تقدم مثالًا شبه كاملًا على تأثيرات سياسة التنمية الدولية على الاقتصاد الزراعي وخاصة في الجزء الشمالي من اليمن الذي كان مستقل تقريبًا في زراعة الحبوب الأساسية حتى السبعينيات”.
تشير “موندي” إلى أن العديد من المتظاهرين الشباب حملوا خلال الربيع العربي في اليمن لافتات عليها صورة “إبراهيم الحمدي”، رئيس شمال قبل “صالح”، الذي اُغتيل في ظروف غامضة عام 1977. وعلى الرغم من ولادتهم بعد وفاته بفترة طويلة، إلا أن شخصية “الحمدي” مثلت لهم رؤية يمن موحد، خالٍ من الفساد والسطوة ليس فقط بالمعنى السياسي ولكن أيضًا بالمعنى الاقتصادي. رأى هؤلاء الشباب على الأقل العلاقة بين التبعية الاقتصادية لليمن على السوق العالمية والدول المجاورة -خاصة السعودية- واقتصادها المنهار، والفساد المستشري بها، وعدم قدرة كثير من اليمنيين على توفير الغذاء لأطفالهم.
كانت لهذا التبعية عواقب وخيمة، بالطبع، في أعقاب الحصار الذي فرضه التحالف السعودي في مارس 2015. لقد تضررت اليمن خلال الثلاثة عقود ونصف من الإصلاحات النيوليبرالية بشكل هائل؛ بسبب الحصار المفروض على الواردات الخارجية، خاصة عندما نفذته جارتها القوية المدعومة من نفس الدول التي قادت هذه الإصلاحات.
اليمن حالة واحدة من كثيرين، حتى وإن كانت استثنائية في عواقبها الكارثية. حظيت طريقة الإصلاحات الهيكلية المتبعة في اليمن باهتمام بالغ خلال العقدين الماضيين، وأسهمت -بالطبع جنبًا إلى جنب مع عوامل أخرى- في خلق مجتمعات سياسية ضعيفة، مع تفاقم النزاعات بين الجماعات العرقية المختلفة، ما يمهد الطريق للحرب الأهلية وحتى الإبادة الجماعية في ظل ظروف قاسية. وأبرز هذه الحالات، على سبيل المثال، هي رواندا، لأن الإصلاحات بها مماثلة للمفروضة على اليمن، وقد أسهمت مهمة في تمهيد الطريق للإبادة الجماعية عام 1994. ومع ذلك، على الرغم من أن النيوليبرالية أصبحت بالنسبة للكثيرين في العقود الأخيرة مرادفًا لتفاقم عدم المساواة والفقر والاستغلال الاقتصادي والاستعماري الجديد، فإن مساهمتها في تهيئة الظروف لحدوث كوارث إنسانية واسعة النطاق لا تزال مخفية إلى حد كبير. توفر حالة اليمن، للأسف، ميدان واسع لتحليل هذه الديناميكية المأساوية.
- باحث في معهد القدس للدراسات الاستراتيجية والأمنية (JISS). مؤسس إدارة الدفاع الصاروخي في وزارة الدفاع الإسرائيلية، وكان مسؤولًا عن تطوير، وإنتاج أنظمة الـ “Arrow Weapon system”. وتم تعيينه فيما بعد مدير رفيع في مجلس الأمن القومي، كما أنه أدار برنامج تطوير أنظمة السلام في الصناعة الجوية، وحاز على جائزة “أمن إسرائيل” مرتين عام (1996م – و2003م).
- باحث وكاتب رأي سياسي إماراتي حاصل على شهادة الدكتوراه من جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء. كاتب مقالات في العديد من الصحف والمواقع الإليكترونية العربية والدولية. عضو في نادي الصحافة ببروكسل، ونادي لندن للصحافة، والاتحاد العام للصحفيين العرب، وجمعية الصحفيين في الإمارات، وعضو بالمعهد الملكي للشؤون الدولية في لندن (تشاثام هاوس)، وجمعية الإمارات لحقوق الإنسان.
- إعلامي اسرائيلي. ولد في القدس في عام 1957. والتحق بسلاح المخابرات في الجيش الإسرائيلي. درس اللغة العربية وآدابها في الجامعة العبرية بالقدس، وعمل مراسلًا في صوت إسرائيل بالعربية عام 1983، واعتمد مراسلًا لشؤون الضفة الغربية في القناة الأولى.
- معلق عسكري وأمني في موقع “زمن إسرائيل”. زميل باحث في المعهد الدولي لمكافحة الإرهاب (تكنولوجيا المعلومات والاتصالات).
- إعلامي اسرائيلي. ولد في القدس في عام 1957. والتحق بسلاح المخابرات في الجيش الإسرائيلي. درس اللغة العربية وآدابها في الجامعة العبرية بالقدس، وعمل مراسلًا في صوت إسرائيل بالعربية عام 1983، واعتُمد مراسلًا لشؤون الضفة الغربية في القناة الأولى.
- وُلد في 25 سبتمبر 1952 لأبوين من أصول بولندية هاجروا إلى فلسطين في ثلاثينيات القرن الماضي. خدم مدة 25 عامًا في المخابرات العسكرية لجيش الاحتلال الإسرائيلي حيث تخصص في الجماعات الإسلامية، والخطاب السياسي للدول العربية، والصحافة العربية ووسائل الإعلام، والساحة المحلية السورية. عمل المستشرق “مردخاي كيدار” محاضرًا في قسم اللغة العربية في جامعة بار إيلان، وزميلًا باحثًا في مركز بيجين-السادات للدراسات الاستراتيجية في الجامعة ذاتها.
- نشر مركز صنعاء للدراسات هذا التقرير في 21 مارس 2021، وكان بعنوان: تداعيات الهجوم الإيراني على منشآت النفط السعودية، وهو ضمن سلسلة من المقالات والتحليلات المختلفة. انظر: https://sanaacenter.org/ar/translations/13550
- زميل باحث في منتدى التفكير الإقليمي. يُدرِّس شموئيل لدرمان في قسم التاريخ والفلسفة، والدراسات اليهودية في الجامعة المفتوحة، وفي البرنامج الدولي لدراسات الهولوكوست في جامعة حيفا.