نشرت النسخة الإنجليزية من هذا التقرير في 5 أغسطس / آب 2019.
عناصر قوات الحزام اليمني يقفون بوضعية الاستعداد في عدن قبل 15 دقيقة من وقوع هجوم استهدف المراسم العسكرية الذي أودى بحياة/أصاب العشرات بتاريخ 1 أغسطس / آب 2019. مصدر الصورة: راجح العمري.
افتتاحية مركز صنعاء
التناحر على المهرة
تختلف أسباب استمرار النزاع اليمني اليوم اختلافاً جوهرياً عن الأسباب التي أشعلت شرارة الحرب في بادئ الأمر، فقد استغلت أطراف الحرب، المحلية والإقليمية والدولية، الفوضى العارمة وانهيار الدولة في سعيها لتحقيق مصالحها الخاصة، وينطبق ذلك على اللاعبين البارزين في جماعة الحوثيين المسلحة الذين نجحوا في جمع ثروات هائلة من خلال تحويل المساعدات واستغلال سيطرتهم على الإيرادات في المناطق الشمالية، ومنها الوقود على وجه الخصوص.
في السياق، سعى حزب الإصلاح، المناهض للحوثيين، إلى إرساء قواعد إقطاعيات في مدينة تعز ومحافظة مأرب، وفي الجنوب لا تزال الجماعات الانفصالية تسعى إلى تمزيق البلاد إلى دولتين مختلفتين وإحياء دولة جنوب اليمن المستقلة، ويساندهم في مساعيهم هذه دولة الإمارات على مختلف الأصعدة السياسية والمالية والعسكرية، حيث عملت الإمارات بصورة مستمرة على تقويض الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً بالرغم من أنها تقاتل نيابة عنها كهدف معلن لتدخلها في اليمن، وعلى الجانب الآخر استطاعت إيران إثارة غيظ السعودية عدوها اللدود، إلى درجة كبيرة بإمداد جماعة الحوثيين المسلحة بالدعم السياسي والمالي وغير ذلك من الخبرات العسكرية مثل طائرات مسيرة معقدة وغير ذلك من العتاد.
في أقاصي شرقي البلاد، باتت المهرة، المحافظة المعزولة الواقعة على امتداد الحدود العمانية، مركزاً ساخناً جديداً لتناحر المصالح الجيوسياسية، كما يبين بحث نشره مركز صنعاء مؤخراً.[1] تبعد المهرة مئات الكيلومترات عن أقرب الجبهات، وقد أبقاها ذلك في مأمن من هجمات الحوثيين في مختلف محطات النزاع القائم، ولكن هذا لم يمنع الطائرات المروحية السعودية من شن غارات جوية على نقاط قبائل محلية هذا العام، بعد أن قامت القوات السعودية في عام 2017 ببسط سيطرتها على المطار الرئيسي الواقع في الغيضة، عاصمة محافظة المهرة، وحولته إلى مجمع عسكري، كما أحكمت أيضاً قبضتها على الموانئ والمعابر الحدودية وأنشأت ما يقارب 24 معسكرا، وقوات أمنية بالوكالة، وقد قوبل التوسع العسكري السعودي في المهرة بحركة معارضة شعبية متنامية من المتظاهرين المحليين النشطين، بل ودعت الحاجة في بعض الأوقات إلى فض المتظاهرين باستخدام العنف، وتطورت الصدامات إلى حوادث إطلاق نيران. يُضاف إلى ذلك تهديد واعتقال بعض من قادة الاحتجاجات، فضلاً عن نشطاء مجتمع مدني وصحفيين.
بررت الرياض حملتها العسكرية على محافظة المهرة وقت بدايتها بضرورة محاربة تهريب السلاح إلى قوات الحوثيين في الغرب عبر أراضي المحافظة، ومنذ ذلك الحين تلون التواجد السعودي أيضاً بطابع مقارب لمكافحة الإرهاب، وبالفعل ، فإن أنشطة القوات السعودية ووكلائها فيها شيء من هذا وذاك ما يتجلى في اعتقال القوات السعودية الخاصة لقائد ما يعرف بتنظيم (داعش) بمدينة الغيضة في يونيو / حزيران من هذا العام، ولكن كثافة الجهود السعودية الرامية إلى بسط سيطرتها الأمنية والعسكرية على المهرة تدل على وجود طموحات أكبر للملكة في المحافظة.
سعت سلطنة عمان المجاورة، التي غلب الحياد النسبي على موقفها من النزاع اليمني بصورة عامة، هي الأخرى إلى الحفاظ على مصالحها في المهرة. ركزت مسقط على المهرة لما باعتبارها نقطة حيوية لأمنها، وعارضت تغول الرياض على ما تعده دائرة نفوذها التاريخية، ومنح مسؤولو سلطنة عمان دعمهم السياسي والمالي لحركة المهريين المناهضة للتواجد السعودي، وقد غضت دولة عمان الطرف على بعض حركات التهريب عبر الحدود. تستضيف مسقط عدداً من الشخصيات التي عرفت بنقدها للتحالف العسكري التي تقوده السعودية في اليمن مع بنائها لشبكة نفوذ تتجاوز حدودها محافظة المهرة من خلال تمويل لاعبين في محافظات جنوبية أخرى.
هناك أيضاً الدوحة التي دخلت معترك المهرة برعايتها وتوفيرها منصة إعلامية للشخصيات المعارضة للتحالف، ومما يستحق الذكر عند الحديث عن قطر، أن ضابط استخبارات قطري كان قد اعتقل على المعبر الحدودي مع سلطنة عمان في مايو / أيار 2018، وقد شهدت المحافظة محاولات إماراتية مبكرة لإرساء قواعد نفوذها في الحرب اليمنية قابلتها حركات معارضة محلية، وتلا ذلك تحويل أبو ظبي تركيزها إلى إحكام هيمنتها العسكرية على جزيرة سقطرى التي تجمعها روابط تاريخية وثقافية وطيدة بالمهرة.
اعترضت الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً بصورة متكررة على مساعي الإمارات وتحركاتها في جزيرة سقطرى، بالرغم من الدعم الشكلي الذي وفرته الإمارات والسعودية لها، وتطور الأمر إلى رفع شكوى يمنية رسمية إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، والحكومة اليمنية، التي اتخذت من الرياض مقراً لها ولم يكن استمرار بقائها أمراً ممكناً لولا دعم السعودية، لم تجد مفراً في الآونة الأخيرة من كسر صمتها حول التوسع السعودي في المهرة: “توقعت الحكومة اليمنية من حلفائها في التحالف الزحف باتجاه الشمال وليس الزحف باتجاه الشرق” على حد تصريح وزير الداخلية أحمد الميسري في مايو / أيار من هذا العام.
يمكن القول بأن صراع السلطة الجاري حالياً في المهرة هو مغامرة متهورة، فهو يهدد استقرار إحدى المناطق القليلة في اليمن التي لم تصل إليها فوضى النزاع الرئيسي. وكان قرار مجلس الأمن 2216، الذي أصدره المجلس في أبريل / نيسان 2015، قد أدان استيلاء الحوثيين على صنعاء، وطالب بإعادة السلطة إلى الحكومة اليمنية، ونوه إلى أن الحكومة قد طلبت العون من دول الخليج بهذا الصدد، وقد استعمل التحالف الذي تقوده السعودية مع دور بارز للإمارات هذه الوثيقة مصدراً لشرعية تدخله العسكري في اليمن، إلا أن طول أمد التدخلات العسكرية الأجنبية يخلق تغيرات في مصالح وأجندات وتحالفات ومواقف الدول المتدخلة، وفي حالة اليمن، فإن الدول الأعضاء في التحالف قد انحرفت إلى حد بعيد عن روح قرار 2216، ما يعني أن مساعيها لإحكام قبضتها السياسية والعسكرية بعيداً عن جبهات القتال هو أمر غير قانوني من وجهة نظر قانون دولي.
المحتويات
التطورات في اليمن
التطورات العسكرية والأمنية
عاصمة الدمار المؤقتة
لقد عرَت أحداث 1 أغسطس / آب الوضع الأمني المتردي في عدن، التي اتخذتها الحكومة المعترف بها دولياً عاصمة مؤقتة لها، بأبشع الصور، حيث استيقظت المحافظة على وقع هجومين اثنين – هجومٌ باستخدام الصواريخ أو بطائرة مسيرة أعلنت جماعة الحوثيين مسؤوليتها عنه استهدف عرضاً عسكرياً وقتل منير اليافعي (أبو اليمامة) أحد أبرز القادة في الحزام الأمني، أما الهجوم الثاني فقد كان هجوماً انتحارياً تبنته داعش بالقرب من مخفر شرطة. أسفر الهجومان عن سقوط 49 قتيلاً وعشرات الجرحى.
قام انتحاري بتفجير سيارة مفخخة كانت موقوفة خارج مخفر شرطة الشيخ عثمان، مما تسبب بمصرع 13 شرطياً، تبنى تنظيم داعش المسؤولية عن هذا الهجوم، مبيناً أن الهجوم استهدف قوات أمنية موالية للحكومة الإماراتية.[2] وبعد أقل من ساعة على الهجوم الأول استهدف صاروخ أو طائرة مسيرة مراسم التخريج في معسكر الجلاء في منطقة البريقة غربي عدن، حيث تتمركز القوات اليمنية الموالية للإمارات، وكان العميد منير اليافعي، الشهير بــ (أبو اليمامة)، ممن لقوا حتفهم في الهجوم الذي أسفر عن مقتل 35 جندياً آخر، وقد كشفت وزارة الداخلية عن أعداد الضحايا،[3] كما أكد عدد من شهود العيان على وجود عدد كبير من الإصابات، منها جروح بليغة، وسارعت الحكومة اليمنية والدول الأعضاء في التحالف إلى إدانة الهجمات، فيما ادعى رئيس الوزراء اليمني معين عبد الملك بأن الهجمات تمت بتنسيق وإدارة إيرانية.[4]
أعلنت جماعة الحوثيين مسؤوليتها عن الهجوم الذي استهدفت المعسكر، حيث أكد يحيى سريع، المتحدث الرسمي باسم القوات الخاضعة لسيطرة الجماعة، أن الجماعة قد استخدمت في قصفها طائرة مسيرة من نوع “قاصف-2K” وصاروخا باليستيا متوسط المدى.[5] إلا أن مركز صنعاء قد تحدث مع عدد من شهود العيان الذين قالوا أنهم لم يسمعوا سوى صوت انفجار واحد، ولم يكن هناك سوى حفرة واحدة نشأت بفعل انفجار في مكان الهجوم، وتحدث الشهود أيضاً عن رؤية طائرة مسيرة تحلق في الهواء بعد دقائق قليلة من وقوع الهجوم، وقد غادرت الطائرة المنطقة دون وقوع أي حادثة أخرى وفقاً للشهود.
من ناحية أخرى كشف مسؤول عسكري رفيع لمركز صنعاء أن منظومة الدفاع الصاروخية (باتريوت)، كانت تعمل ولكن “بوضع الإسبات” دون الكشف عن سبب ذلك، فيما كشف مصدر أمني آخر، في معرض حديثه عن الهجوم الانتحاري الذي استهدف مخفر الشرطة، أن دائرة الاستخبارات الأمنية قد أصدرت تقارير قبل ثلاثة أيام محذرة من وجود جهات ترسل سيارات محملة بالقنابل إلى عدن، ولم يكن هناك أي علامات تدل على وجود أمني مكثف قبل الانفجار.
وقال بعض الشهود الذي حضروا مراسم التخرج لمركز صنعاء أن (أبو اليمامة) قد غادر مقعده خلال إقامة المراسيم ليردّ على اتصال هاتفي كما يبدو وقت وقوع الهجوم خلف خشبة المسرح ببضعة مترات، وقد كان الجنود الذين لقوا مصرعهم متواجدين خلف خشبة المسرح في ذاك الوقت، وانتشر مقطع فيديو على شبكة الإنترنت يظهر فيه مئات الجنود في مسيرة عسكرية على عزف الطبول العسكرية، وتوقفت المسيرة وعزف الطبول، وجلس المسؤولون على خشبة المسرح وهم يتحدثون بصوت خافت عندما سُمِع وقع انفجار عالٍ وبدأت سحب الدخان الرمادية بالتصاعد من خلف خشبة المسرح وسط هلع الجنود.
ألبت الحادثة حالة من الغضب الشديد على اليمنيين الشماليين ووردت تقارير من مختلف أنحاء عدن بجمع الشماليين وترحيلهم من المدينة في حافلات وشاحنات بضائع بشكل جماعي، كما تعرضت أعمال يملكها يمنيون شماليون للتخريب. من ناحيتها قامت قوات الحزام الأمني بإنشاء نقاط أمنية على مداخل المدينة لمنع دخول أي شماليين.
كان أبو اليمامة قائداً عسكرياً نافذاً في قوات الحزام الأمني، المدعومة من الإمارات، في منطقة عدن، وعرف عنه ولاؤه الراسخ للإمارات وكونه أحد أقوى أصوات انفصال الجنوب اليمني. تمتع أبو اليمامة أيضاً بحظوة كبيرة في مسقط رأسه يافع، الواقعة في محافظة لحج بالقرب من عدن، حيث انضم العديد من أبناء المنطقة إلى القوات الأمنية الجنوبية المدعومة من الإمارات، وقد اكتسب أبو اليمامة مكانة مرموقة لمّا كان مقاتلاً ناجعاً على جبهات المنصورة ولحج، فضلاً عن ولائه الكبير للإمارات بكل تأكيد، ولكن لا يُتوقع أن يخلق موت أبو اليمامة أثراً كبيراً على الصعيد العسكري، فموقعه كان موقعاً أمنياً بالدرجة الأولى بعيداً عن الجبهات، ويُضاف إلى ذلك وجود العديد من الضباط المقتدرين الذين يستطيعون تولي منصبه.
لقد تفاجأ المجتمع الدولي بإعلان الإمارات بسحب جزء من قواتها من اليمن في حزيران / يونيو السابق، بعد أن عملت القوات الإماراتية مع الجنود والميليشيات المحلية في الجنوب، إضافة إلى تدريبها، حيث غير التحالف الذي نشأ عام 2015، بقيادة سعودية جوية وتواجد إماراتي على الأرض مع بعض الميليشيات المحلية وجزء من الجيش اليمني السابق، مجرى الحرب وأوقف زحف جماعة الحوثيين المتسارع من الشمال إلى الجنوب، وبعد تأسيس ما عرف بالجيش الوطني الموالي لهادي، لا تزال الاشتباكات تدور حتى اللحظة، دون وجود تغيرات كبيرة في مناطق السيطرة التي شهدت استقراراً نسبياً منذ عام 2016 باستثناء تقدم القوات المدعومة من التحالف على خط ساحل اليمن الغربي نحو محافظة الحديدة.
وصف مسؤول إماراتي رفيع، قبل عشرة أيام فقط من الهجمات في عدن، سحب أبو ظبي لجزء من قواتها من جنوب اليمن بأنه يمثل نقلة من استراتيجية “الخيار العسكري أولاً” إلى خطة “خيار السلام أولاً”، ولكن دون خلق فجوة أمنية في ظل مواصلة التحالف الذي تقوده السعودية دعمه للقوات الأمنية القادرة على سد الفجوة.
وناشد وزير الدولة للشؤون الخارجية في الإمارات، أنور قرقاش، المجتمع الدولي بالحيلولة دون قيام أي طرف باستغلال أو تقويض القرار الإماراتي في مقال نشرته صحيفة الواشنطن بوست. وقال قرقاش إن الإمارات ستستمر في تقديم المشورة والعون للقوات اليمنية “وسترد على أي هجمات ضد التحالف والدول المجاورة”.
التغييرات التنفيذية المتوقع حدوثها في أعقاب سحب الإمارات لجزء من قواتها من اليمن
قال المتحدث الرسمي باسم التحالف تركي المالكي أن الإمارات، مع دول التحالف الأخرى، لا تزال عازمة على الوفاء بالتزاماتها بإعادة حكومة هادي إلى السلطة، فيما قال مسؤول إماراتي رفيع أن قرار إعادة نشر القوات تم بتنسيق كامل مع الرياض.[6]
لعبت الإمارات دوراً محورياً في عمليات محاربة الحوثيين على ساحل اليمن الغربي، أبرزها هجوم الحديدة العام الفائت، واشتمل دور الإمارات على التدريب والتنسيق بين القوات المحلية والجنوبية في اليمن التي وقفت على جبهات المعارك، إضافة إلى توفير غطاء جوي لها، ويأتي قرار الإمارات بإعادة نشر قواتها وسحبها من الحديدة بعد حوار موسع بين أعضاء التحالف “واتفقنا مع السعودية الشقيقة على استراتيجية المرحلة القادمة في اليمن”، كما أكد قرقاش في تغريدة له على موقع تويتر.
وتم تشكيل قيادة جديدة لعمليات مقاتلة الحوثيين على الساحل الغربي عمادها زعماء هذه المجموعات اليمنية تحت إمرة العميد صغير حمود عزيز.[7] وقد كان عزيز أعلى ممثل للحكومة اليمنية في لجنة تنسيق إعادة الانتشار التي تدعمها الأمم المتحدة، وكان أيضاً اسماً بارزاً في الحرس الجمهوري خلال عهد علي عبد الله صالح. في المقابل رفض أبو زرعة المحرمي، قائد ألوية العمالقة التي تعد أكبر تكتل عسكري في الساحل الغربي بضمها ما يزيد عن 20 ألف مقاتل، حتى اللحظة الانضمام إلى القيادة المشتركة وفقاً لمصدر مركز صنعاء داخل مركز القيادة المشتركة.
بالرغم من التقارير التي أفادت أن القوات السعودية قد وصلت إلى القواعد التي تم إخلاؤها على ساحل البحر الأحمر، تقول مصادر مركز صنعاء أن هذه الفرق كان الجزء الأكبر منها متواجداً قبل سحب الإمارات لقواتها.[8] كما أفادت وسائل إعلامية إخبارية يمنية بانسحاب القوات السودانية من مواقعها في حيس، والدريهمي، والتحيتا، بمحافظة الحديدة.[9] [10] وقد نفى الفريق أول عبد الفتاح البرهان، رئيس المجلس السوداني الانتقالي، انسحاب القوات السودانية، مؤكداً أن القوات اليمنية ستبقى في اليمن.[11] ولكن مصادر عسكرية ومصادر رفيعة من داخل الحكومة اليمنية أكدت لمركز صنعاء أن عمليات إعادة الانتشار قد تمت استعداداً لانسحاب سوداني كامل مخطط له بحلول نهاية العام. تقدر أعداد القوات السودانية داخل التحالف الذي تقوده السعودية بالآلاف، ولو أنه لا يوجد أي تقديرات دقيقة متوافرة. شدد الزعماء العسكريون السودانيون أيضاً على التزام الخرطوم بالوفاء بتعهداتها للتحالف حتى بعد خلع الرئيس السوداني السابق عمر البشير.[12]
قامت الإمارات أيضاً بسحب معدات الموظفين والمعدات العسكرية من محافظة مأرب مع أن تواجدها في المحافظة كان متواضعاً منذ المراحل الأولى للتحالف، حيث أن السعودية هي الجهة المهيمنة هناك.[13] لا يوجد أيضاً أية دلائل تشير إلى عمليات انسحاب من محافظتي حضرموت وشبوة، وهو ما يعكس أن ادعاءات “انسحاب إماراتي من اليمن” قد أساءت وصف ما حدث على أرض الواقع من تغيرات مست جانباً واحداً من الوجود الإماراتي في اليمن، إذ يظهر أن سحب القوات كان محدوداً بصورة كبيرة في المناطق التي تشهد شداً وجذباً بين الحوثيين والحكومة اليمنية، فيما تستمر الحملة التي تقودها الامارات على القاعدة في شبه الجزيرة العربية، إضافة إلى وجودها في المناطق الاستراتيجية جنوبي وجنوب شرقي البلاد، كما هي دون تغيير. من جانب آخر، قال ولي عهد أبو ظبي الأمير محمد بن زايد آل نهيان لرئيس البرلمان اليمني، سلطان البركاني، أن أمن اليمن واستقراره يتمتعان بأهمية حيوية طبقاً لوكالة الأنباء الإماراتية الرسمية (وام)، وذلك خلال زيارة البركاني للإمارات في يوليو / تموز.
استمرار هجمات الحوثيين خارج الحدود، وكشف النقاب عن تقنيات طائرات مسيرة جديدة
واصلت قوات الحوثيين إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة المسلحة على مدار شهر يوليو / تموز، مستهدفة مواقع في جنوب السعودية، وكان مطارا جيزان وأبها الأكثر تعرضاً للهجمات، حيث تسبب الهجوم الذي استهدف مطار أبها بتاريخ 2 يوليو / تموز بتسع إصابات وفقاً لوكالة الأنباء السعودية.[14] كما قالت جماعة الحوثيين أيضاً أنها أصابت محطة للطاقة في أبها يوم 9 يوليو / تموز، وأنها قامت أيضاً بإطلاق عدد من الطائرات المسيرة التي استهدفت قاعدة الملك خالد الجوية بالقرب من خميس مشيط في هجمات متعددة خلال النصف الثاني من الشهر.[15]
وقال التحالف أنه اعترض قاربا حوثياً محملاً بالقنابل بتاريخ 8 تموز / يوليو كان متجهاً صوب سفينة تجارية في جنوب البحر الأحمر.[16] وأنكرت حركة الحوثيين هذه الاتهامات واصفةً إياها بأنها “افتراء لا أساس له من الصحة”.[17] وتتوجه أنظار المجتمع الدولي حالياً إلى الممرات المائية المحيطة بشبه الجزيرة العربية بعد سلسلة من الحوادث التي كان لها علاقة بسفن تجارية في ظل تفاقم التوترات بين إيران والولايات المتحدة وحلفائها من دول الخليج (انظر “إيران والتوترات الإقليمية المتزايدة“ أدناه). وقد استهدفت جماعة الحوثيين في الماضي سفناً بالقرب من الساحل اليمني حتى أن السعودية أعلنت تعليق شحنات النفط مؤقتاً عبر مضيق باب المندب الصيف الماضي بعد هجوم شنته قوات الحوثيين على ناقلتي نفط خام.
تزايدت هجمات جماعة الحوثيين التي استهدفت مواقع خارج رقعة سيطرتها هذا العام بعد شيءٍ من الجمود في النصف الثاني من عام 2018، واستهدفت الجماعة في هذه الهجمات نقاطاً اقتصادية وعسكرية، وبرز في هذه الهجمات اعتماد الحوثيين المتزايد على الطائرات المسيرة المسلحة التي أصبحت السلاح الرئيسي لجماعة الحوثيين على حساب الصواريخ، وكشفت جماعة الحوثيين أيضا عن بعض عتادها الجديد بمعرض أُقيم في صنعاء بتاريخ 7 تموز / يوليو، وقد أفاد موقع المسيرة التابع للجماعة أن مهدي المشاط، رئيس المجلس السياسي الأعلى، قد كشف النقاب عن طائرات مسيرة مختصة بالقتال طويل المدى، وأخرى تستخدم في عمليات الاستطلاع، إضافة إلى صواريخ مجنحة وصواريخ باليستية.[18] وكانت النسخة الأخيرة من الطائرة المسيرة “صماد” أحد الأسلحة المعروضة في المعرض الذي يزعم الحوثيون أن مداها يصل إلى 1700 كم، مضيفين أنها استخدمت في هجمات على مطارات داخل أراضي السعودية والإمارات، وقال يحيى سريع، المتحدث الرسمي باسم قوات الحوثيين، أن الأسلحة الجديدة صُنِعَت في اليمن وأنها نتاج ابتكار وتصنيع محليين.[19] وحتى اللحظة لا يوجد أي تقييم مستقل للأسلحة الجديدة، إلا أن فريق الخبراء المعني باليمن التابع للأمم المتحدة قد خَلُصَ في تقريره لعام 2018 إلى أن بعض أنواع الطائرات المسيرة التي تتضمنها ترسانة الحوثيين أصلها، هي أو قطعها، إيراني.[20]
اصطدام القوات الأمنية في مأرب مع قبائل الأشراف
أسفرت الاشتباكات بين القوات الأمنية وأبناء قبائل الأشراف في مأرب مطلع شهر يوليو / تموز الفائت عن سقوط ضحايا من الطرفين، وتدمير عدد من المنازل وتهجير عدد كبير من السكان. تحدث مركز صنعاء إلى عدد من المصادر المحلية التي كشفت أن العمليات القتالية قد بدأت يوم 1 يوليو / تموز جراء مصرع عنصري أمن خلال دوريتهما في نقطة السد جنوبي مأرب. تم الإعلان عن حملة أمنية في أعقاب ذلك بهدف القبض على أبناء القبيلة الذين وجهت لهم تهمة التورط في الحادثة.
كشف شهود عيان وأحد وجهاء المجتمع في المحافظة لمركز صنعاء أن القوات الأمنية طوقت منطقة المنين بتاريخ 3 يوليو / تموز مما أدى إلى مزيد من الاشتباكات التي انتهت ببسط القوات الأمنية سيطرتها على المنطقة واعتقال 37 فرداً من أفراد القبيلة وجه إليهم المدعي العام اتهامات بالتحالف مع الحوثيين. شهدت الأيام التالية اشتباكات لقي فيها خمسة من أفراد القبيلة وتسعة عناصر من قوات أمن مأرب مصرعهم كان بينهم نائب مدير الأمن المقدم مجاهد مبخوت الشريف، وأضافت المصادر المحلية أن الاشتباكات قد أسفرت عن تدمير عدد من المنازل وتهجير ما يزيد عن 100 أسرة من مناطق سيطرة قبائل الأشراف.
التطورات العسكرية والأمنية في سطور
- 3 يوليو / تموز: دارت اشتباكات بين قبيلتي ريام وعباس في منطقة رداع بمحافظة البيضا، وقد خلفت الاشتباكات 11 قتيلاً من بينهم ثلاثة مارة، فيما أصيب 18 آخرون.[21]
- 7 يوليو / تموز: اندلعت اشتباكات بين قوات النخبة الشبوانية وأبناء قبيلة المحضار في منطقة مرخة السفلى شمال شرقي الشبوة.[22] وتختص المنطقة، الواقعة جنوبي البلاد، بمخزون ثري من النفط والغاز، وقد كانت مسرحاً لاشتباكات متكررة بين الجهات المحلية، حتى قبل النزاع الحالي. خلفت الاشتباكات بين قوات النخبة الشبوانية وقبيلة المحضار في المنطقة 15 قتيلاً في شهر يناير / كانون الثاني من هذا العام.
- 11 يوليو / تموز: قام الرئيس هادي بوقف مسؤول عسكري رفيع على إثر الانتقادات التي وجهها للتحالف العسكري التي تقوده السعودية في مقابلة مع وسائل الإعلام قال فيها أن التحالف التي تقوده السعودية لم يؤمن ما يكفي من الموارد للقوات اليمنية المسلحة لهزيمة الحوثيين.[23] تضمن قرار الإقالة إحالة اللواء محسن خصروف، مدير دائرة التوجيه المعنوي، للتحقيق على يد وزارة الدفاع نتيجة “مخالفاته للضوابط المهنية وللوائح والقوانين العسكرية المنظمة”.
- 11 يوليو / تموز: أعلن وزير الداخلية اليمني عن حملة أمنية في منطقة دار سعد في عدن عقب اشتباكات بين جماعات مسلحة متحاربة أدت إلى مصرع العشرات في الأسابيع الأخيرة.[24] عام 2015 تعرضت مباني دار سعد وبنيتها التحتية إلى أضرار كبيرة خلال استيلاء قوات تحالف الحوثيين وصالح على المنطقة التي تعد نقطة عبور الشمالية إلى العاصمة المؤقتة، وقد تحولت المنطقة منذ ذلك الحين إلى منطقة متنازع عليها بين الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً والانفصاليين الجنوبيين. شهدت المنطقة عدداً من الاغتيالات نهاية شهر يوليو / تموز الفائت.[25]
- 20 يوليو / تموز: مقتل شيخ قبيلة الغولة مجاهد قشيرة في عمران على يد قوات الحوثيين وسحل جثته عبر الشوارع، وتم رفع مقطع فيديو مروع للمشهد على شبكة الإنترنت، وقال عدد من المعلقين أن هذه الحادثة تعيد إلى الأذهان أفعال جماعة داعش.
- 28 يوليو / تموز: اندلع حريق في بئري نفط بمأرب تعود ملكيتهما إلى شركة صافر الحكومية، وكان ذلك بعد أن أطلق بعض القبليين النار على مرافق للشركة.[26] تلا ذلك اندلاع اشتباكات بين أبناء قبيلة عبيدة والقوات الأمنية بتاريخ 30 يوليو / تموز حينما قام بعض أبناء القبيلة بقطع الطريق بالقرب من حقول شركة صافر وطالبوا بإعادة مركبة تحتوي أسلحة تمت مصادرتها في شهر يوليو / تموز، بحسب ما أفاد مصدر محلي لموقع المصدر.[27]
التطورات الاقتصادية
تحليل: تحديات تطبيق مرسوم 49 لضبط واردات الوقود
أصدرت الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً المرسوم رقم 49 نهاية شهر يونيو / حزيران الفائت بخصوص ضبط واردات الوقود، وكان هذا المرسوم إطاراً عملياً يعزز ويبني على مرسوم رقم 75 الذي أصدرته الحكومة في سبتمبر / أيلول 2018. تم وضع مرسوم 49 لتحقيق عدد من الأهداف المعلنة هي: الحد من التجارة غير الشرعية في مجال استيراد الوقود، الذي يعد أحد أكبر مولدات الربح لدى الحوثيين؛ وإعادة تفعيل جباية العائدات الحكومية من واردات الوقود عن طريق الضرائب والرسوم الجمركية؛ وإنعاش صحة سوق تجارة الوقود والحيلولة دون وقوع أزمة أو عجز في الوقود؛ وحماية قيمة الريال اليمني نظراً إلى أن أموال واردات الوقود هي العامل الأكبر وراء تقلب قيمة العملة في اليمن برأي الكثيرين. يفرض المرسوم رقم 49 إجراءات وقيود أكثر صرامة على استيراد الوقود عبر شركة مصافي عدن، المستورد القانوني الوحيد في البلاد، التي تقع عليها مسؤولية مصادقة شرعية مصدر الوقود وجودته، إلا أن المرسوم يتضمن استثناء يسمح لتجار القطاع الخاص بالاستيراد تحت إشراف شركة مصافي عدن.
ويبرز في هذا السياق سؤال هام هو: هل تملك شركة مصافي عدن القدرات المؤسساتية والبشرية الكافية، وأيضاً الخبرة اللازمة للقيام بالمهام المنوطة بها بموجب مرسوم رقم 49؟
حتى نهاية شهر تموز / يوليو، بدا أن شركة مصافي عدن تفتقر إلى الخبرات الضرورية والقدرات بصفة عامة لتيسير إجراءات استيراد الوقود، مثل القيام بالفحوصات التقنية وقت وصول الوقود وتوفير منصة لبيعه إلى الموزعين.
تكمن مشكلة أخرى في آليات التنفيذ الموضوعة لشراء الوقود من الشركة في عدن، فينص المرسوم رقم 49 على أن الموزعين في البلاد عليهم الدفع بالعملة المحلية لشراء الوقود من شركة مصافي عدن، دون أن يبت المرسوم فيما إذا كانت عملية الدفع تتم نقداً أو بالشيكات. وتبرز هذه المشكلة تحديداً في ظل أزمة سيولة العملة الصعبة فقد أصبحت مهمة نقل النقود من المناطق التي تسيطر عليها قوات الحوثيين إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة الحكومة مهمة عسيرة بصورة متزايدة مع استمرار النزاع، فتبقى الأوراق النقدية التي يتم نقلها عرضة للسرقة أو المصادرة، غير تكاليف النقل العالية في ظل الوضع الأمني المتردي على الطريق، كما أن السلطات في صنعاء تعمل على التضييق بصورة كبيرة على التجار والبنوك الذين يحاولون نقل الأموال إلى خارج مناطق الحوثيين.
توجب على مستوردي القطاع الخاص الذين منحوا إذن استيراد الوقود الالتزام بعدد من الشروط بموجب المرسوم رقم 75، منها إيداع فواتير وصول كميات الوقود المبيعة محلياً في بنك يمني تجاري، ودفع الضرائب الحكومية والرسوم الجمركية نظير تفريغ الوقود المشحون والامتثال لأي بنود تنظيمية أخرى اعتمدها البنك المركزي في عدن واللجنة الاقتصادية، ولكن السلطات الحوثية رفضت هذه التوجيهات وهددت التجار لصدهم عن الامتثال لهذه البنود، ولهذا فإن التطبيق الكامل لمرسوم رقم 49 سيكون مهمة صعبة على الأرجح في ظل السياسات والتنظيمات المتضاربة التي أصدرتها عدن وصنعاء، كما أن هذه النزاعات قد تؤدي إلى الحد من الكميات التي تصل إلى السوق في المناطق الشمالية، وهو ما سيؤدي إلى نقص حاد في الوقود.
يُضاف إلى ما سبق أن فرض ضرائب ورسوم مختلفة على الوقود المستورد سيزيد من تكلفة الوقود المبيع محلياً بصورة مباشرة بسبب الأعباء المالية الإضافية التي ترافق هذه الضرائب، وبصورة غير مباشرة لأن مستوردي الوقود والتجار يريدون إبقاء هوامش ربح عالية، إضافة إلى التكاليف الإضافية التي تترتب على الإجراءات الجديدة المعقدة لاستيراد الوقود.
يترتب على احتكار مصافي عدن لواردات الوقود مشكلة أخرى تتمثل في تفاقم استنزاف احتياطيات العملة الأجنبية في البنك المركزي في عدن. فعدن هي سوق تبادل عملات ثانوي، وسيكون من الصعب إيجاد ما يكفي من العملة الأجنبية لتمويل احتياجات واردات النقود دون اللجوء إلى البنك المركزي، وذلك على خلاف صنعاء مركز الأنشطة المالية والتجارية في البلاد، التي يتمتع فيها مستوردو الوقود بقدرة أكبر على إيجاد عملة أجنبية في السوق. لقد خلص تحليل الوحدة الاقتصادية في مركز صنعاء إلى أن تركيز واردات الوقود عبر مصافي عدن سيحول دون وجود فرصة بناء أداة واسعة التنوع يمكن من خلالها استخلاص تمويل أجنبي من عدد واسع من المصادر المالية.
عدن تعلن عن سعر صرف تفضيلي على معظم عمليات تمويل الواردات
أعلن البنك المركزي في عدن بتاريخ 14 يوليو / تموز أنه سيعتمد سعر صرف ثابت جديد يعادل 506 ريال يمني للدولار الأمريكي الواحد على جميع الواردات، باستثناء المقتنيات الثمينة التي لا تشملها آليات التمويل الحالية، ويسري هذا القرار على السلع الغذائية الخمس الرئيسية التي سيتم تمويلها على أساس سعر صرف يعادل 440 ريال يمني لكل دولار أمريكي واحد، وسيكون سعر الصرف الذي يعادل 506 ريال يمني أرخص بما يزيد عن 10% من شراء العملة الأجنبية في السوق المفتوح مقارنة بمعدل سعر الصرف في شهر يوليو / تموز.
وتبين تحليلات الوحدة الاقتصادية في مركز صنعاء أن نظام تمويل الواردات الجديد من شأنه أن يلعب دوراً رئيسياً في استرداد قيمة الريال اليمني الذي قدر معدل صرفه في شهر يوليو / تموز 580 ريال يمني للدولار الأمريكي الواحد.
تحقيقات فساد تطال محافظ المهرة
فتح مكتب الادعاء العام التابع للحكومة اليمنية قضية فساد بحق راجح باكريت محافظ محافظة المهرة يوم 10 يوليو / تموز، وفي رسالة نشرت على صفحة البنك المركزي على موقع الفيسبوك، طالب حافظ معياد فرع البنك المركزي اليمني بالمهرة بتجميد حساب حكومي محلي مع استمرار إجراءات التحقيق في القضية.
يذكر أن باكريت كان يعطي أوامر لسلطات الضرائب والرسوم المحلية بإيداع ما كان يعتبر عوائد للحكومة المركزية في حساب تم فتحه للحكومة المحلية، ولم يكن باكريت هو الوحيد الذي أقدم على هذه الخطوات، فقد سعت عدد من المحافظات في المناطق الواقعة اسمياً تحت سيطرة الحكومة اليمنية، تحديداً المهرة وحضرموت وشبوة ومأرب، إلى الاستقلال مالياً واتخاذ القرارات بعيداً عن الحكومة اليمنية خلال النزاع في ظل ضعف الحكومة وعدم تواجدها على الأرض في العديد من المناطق، وتعد هذه الإجراءات غير شرعية إذ أنها تنتهك قانون السلطات المحلية المعتمد عام 2000 الذي تنظم عمل السلطات المحلية.
البنك المركزي في عدن يصدر ورقة نقدية جديدة فئة 100 ريال يمني
أطلق البنك المركزي في عدن الورقة النقدية فئة 100 ريال يمني بتصميم جديد في النصف الأول من يوليو / تموز، التصميم الجديد يأتي بألوان ومواصفات مختلفة، وتزينه صورة شجرة دم الأخوين الشهيرة التي تنمو فقط في جزيرة سقطرى، وتمنع سلطات الحوثيين في صنعاء استخدام الأوراق النقدية الجديدة التي يتم طباعتها من قبل البنك المركزي بعدن في مناطق سيطرتها، وتحديداً البنوك التي لا يسمح لها بتخزين الأوراق النقدية الجديدة في خزائنها، وسيكون من السهل على سلطات الحوثيين معرفة الأعمال والمؤسسات المالية التي قبلت التعامل بالورقة النقدية الجديدة في ظل نظام الرقابة الصارم ولجان المعاينة التي تفحص خزنات التجار والصرافين والبنوك. وقد أصدرت سلطات الحوثيين بياناً يوم 11 يوليو / تموز شددت فيه على أنها ستقوم “بمصادرة وإتلاف” أي كميات يتم ضبطها من الأوراق الجديدة وسيتم إغلاق المؤسسات التي تتعامل بها. وبهذا فإن إصدار ورقة جديدة سيعمق على الأرجح الفوضى التي ضربت سياسات القطاع النقدي المتشظية أصلاً، فقد أصبحت المعاملات المالية شأناً عسيراً بصورة متزايدة على الأفراد والأعمال والمؤسسات في ظل عدم وجود سياسة موحدة لطباعة وتداول العملات.
تحت المجهر: سلطات الحوثيين تحكم على 30 محتجزا بالإعدام
أصدرت محاكم الحوثيين حكماً على 30 شخصاً بالإعدام بتاريخ 30 يوليو / تموز في محاكمة جماعية شملت 36 محتجزاً، فيما وصفته المجموعات الحقوقية والمحامين وأقارب المحتجزين بأنها (المحاكمة) “تمثيلية“.[28]
وقال المحامي عبد المجيد مصلح صبره، الذي مثل 26 متهماً، في حديثه إلى مركز صنعاء أن المحتجزين الذين وقفوا أمام المحكمة كانوا قد اعتقلوا بين أكتوبر / تشرين الأول 2015 ويناير / كانون الثاني 2017، معظمهم على يد اللجان الشعبية التابعة للحوثيين. وكشف صبره أن معظم المحتجزين تم اعتقالهم في مداهمات ليلية استهدفت منازل المتهمين فيما ضغطت سلطات الحوثيين على آخرين بتسليم أنفسهم من خلال احتجاز أقاربهم. المتهم صدام دخان كان ممن سلموا أنفسهم بعد اعتقال سلطات الحوثيين لوالده وثلاثة من أشقائه، كما أكد صبره الذي أضاف أن سلطات الحوثيين لجأت أيضاً إلى اعتقال الأقارب كوسيلة لإكراه المحتجزين على الإدلاء باعترافات زائفة.
ولم تقر سلطات الحوثيين بأنها احتجزت المعتقلين لعدة أشهر، كما تم أيضاً نقل المتهمين بين عدد من السجون دون إخبار عوائلهم وفقاً لمحاميهم وأقاربهم، وقد أضاف محامي المتهمين أن المحتجزين قد نُقِلوا إلى دائرة البحث الجنائي وسجن الثورة قبل نقلهم مجدداً إلى سجن جهاز الأمن السياسي – سجن الاستخبارات اليمنية الذي يُستخدم عادة لسجن المشتبه بهم في جرائم إرهابية، وهو نفس السجن الذي سُجِنَ فيه بعض الحوثيين خلال حروب صعدة في العقد الأول من الألفية الجديدة.
تم توجيه اتهامات بالانتماء إلى/التعاون مع التحالف العسكري الذي تقوده السعودية إلى معظم المحتجزين أو التحاقهم “بعصابات مسلحة” كما يُشير صبره، مضيفاً أن الاحتجازات كانت بدوافع سياسية على أساس اختلاف المحتجزين -سياسياً أو دينياً- مع الحوثيين. يذكر أن رابطة أمهات المختطفين هي من وكلت صبره بالقضية.
استخدمت سلطات الحوثيين التعذيب للحصول على اعترافات زائفة كما كشف المحامي وأقارب المعتقلين، وتم تصوير الاعترافات وبثها على المحطات التلفزيونية وحسابات شبكات التواصل الاجتماعي الموالية لجماعة الحوثيين، وهي ممارسات غير قانونية بموجب القانون اليمني كما أكد صبره، منوهاً أن ذلك قد أضر بحق المتهمين بقرينة البراءة وحصولهم على محاكمة عادلة، إضافة إلى تلطيخ سمعتهم.
“طلاب وعلماء”
قالت زوجة محمد يحيى العكيري، 46 عاماً، أن زوجها أدين بالتحريض على جماعة الحوثيين المسلحة، وحُكِمَ عليه بالإعدام، وقد حاولت العائلة أن تتفاوض مع الحوثيين أملاً في إطلاق سراح العكيري عبر وساطة جيرانهم الذين كانوا قياديين في جماعة الحوثيين ولكن بدون جدوى، كما حاول بعض أفراد العائلة الانضمام إلى جماعة الحوثيين لإطلاق سراحه دون أي نتيجة تذكر أيضاً، كما كشفت زوجة العكيري لمركز صنعاء، أن زوجها كان أحد السجناء الذين وردت أسماؤهم على قوائم من سيتم إطلاق سراحهم بموجب صفقة تبادل الأسرى المعطلة التي أدارتها الأمم المتحدة، والتي كانت جزءا من اتفاق ستوكهولم في ديسمبر / كانون الأول الماضي.[29] يُسمح لزوجة العكيري بزيارة زوجها مرة كل أسبوعين، ولكن الوقت المسموح به في الزيارة لا يتجاوز 10 دقائق.
ناشدت زوجة العكيري المجتمع الدولي بالعمل على نقض الإدانات التي وصفتها بأنها غير عادلة، مضيفة أنهم “طلاب وعلماء” ومن بينهم زوجها الذي يحمل الدكتوراة مع مرتبة الشرف من السودان. يتمتع العكيري بصحة نفسية قوية لأنه واثق من براءته وفقاً لزوجته، ولو أنها تكافح هي وأولادها السبعة بغياب زوجها، معيل الأسرة الوحيد.
قالت أخت محمد حزام اليمني، 40 عاماً، أنها لم تعرف ما هي التهم التي أدين بها شقيقها، حيث سمعت العائلة عدة روايات ذكرت تهماً مختلفة. اليمني كان أحد من حُكِمَ عليهم بالإعدام، وهو أبٌّ لثلاثة أطفال تتراوح أعمارهم بين 11 و16 عاماً، وقد قالت أخته أنها سمعت أنه سيكون أحد السجناء الذين ستشملهم صفقة تبادل السجناء ولكن لم تتمكن من التأكد من صحة ذلك.
اعتقالات وابتزاز
لم يسمح لمحتجز آخر سوى برؤية عائلته لبضعة دقائق منذ اعتقاله في 2016، كما يقول أخوه الذي قال لمركز صنعاء: “لم نعرف أي شيء عنه لعام كامل حتى تدخل وسطاء قبليون وعلمنا أن الحوثيين اعتقلوه”. اشترط شقيق المعتقل عدم كشف اسمه خوفاً على سلامة أخيه.
تتواصل سلطات الحوثيين مع عائلة المحتجز من وقت لآخر لإخبارها بمطالبها التي تتضمن إرسال مبالغ مالية عبر وسطاء أو التحاق أفراد العائلة بصفوف الحوثيين والذهاب إلى جبهات القتال وفقاً لكلامه. المحاكمات نفسها ليست أكثر من تمثيلية، كما قال القريب، ولا تعرف عائلة المحتجز بتطورات القضية إلا عبر وسائل الإعلام، ويكشف شقيق المحتجز أنه كان في البداية متهماً بالانتماء إلى حزب الإصلاح، ومن ثم موالاته للسعودية، وآخر تهمة هي أن المحتجز كان جاسوساً يعمل مع التحالف العسكري الذي تقوده السعودية وفقاً لشقيقه الذي أضاف أن أخاه المعتقل لا يعمل مع أي حزب سياسي.
لم يكن يُسمَح للعائلة بإرسال أي شيء للمحتجز، ولكن تغير ذلك هذا العام عندما تم إعطاؤهم إذناً بإرسال الدواء، كما يكشف شقيق المحتجز، ولكنهم لا يستطيعون التأكد إن كان الدواء قد وصل إليه. المحتجز هو أبٌّ لطفلين عمرهما خمسة أعوام وسبعة أعوام على التوالي، ووضعه النفسي في تردي بسبب الاحتجاز والمعاملة القاسية حسبما قال أخوه.
وكلت سلطات الحوثيين محامياً للمحتجز بعد رفضهم للمحامي الذي وكلته العائلة، وكان المحتجز ممن وردت أسماؤهم في صفقة تبادل المحتجزين المعطلة التي تديرها الأمم المتحدة وفقاً لشقيقه.
وأضاف أقارب المحتجزين الذين تحدثوا مع مركز صنعاء أن المحتجزين يعانون من ظروف اعتقال غير صحية، ويتم حبسهم في غرف مظلمة لا تدخلها أشعة الشمس في بعض الحالات، وقد أصيب عدد منهم ببعض الأمراض خلال فترة سجنهم، وتمنع سلطات الحوثيين الأقارب قسراً من إرسال أغراض معينة مثل المواد التموينية والفواكه والثياب الشتوية والثياب الداخلية الملونة.
وتقول رابطة أمهات المختطفين أن المحتجزين يعانون من مشاكل صحية متعددة، منها الالتهابات والعظام المكسورة، والأمراض الكلوية، ومشاكل القلب والصرع، وقد تعرض المعتقلون، حسبما تقول رابطة أمهات المختطفين، للتعذيب الجسدي والنفسي، وتم وضعهم في زنزانات فردية وحرمانهم من الرعاية الطبية.
نظمت رابطة أمهات المختطفين مظاهرات في شهر يوليو / تموز في صنعاء ومأرب وعدن وتعز وإب احتجاجاً على أحكام الإعدام.[30] واستنكرت الرابطة أحكام الإعدام في بيان صدر عنها.[31] وقالت عوائل المحتجزين ومحاميهم أنهم سيحاولون استئناف هذا الحكم. وناشد مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان محكمة الاستئناف أخذ مزاعم التعذيب وانتهاكات حقوق أولئك الذين تمت إدانتهم بمحاكمة عادلة بعين الاعتبار.[32] وقال المكتب أن الأحكام “أثارت قلقه”، كما عبر المبعوث الأممي الخاص ووزارة الخارجية الأمريكية عن قلقهم إزاء ذلك أيضاً.[33]
وكانت وزارة العدل التابعة للحوثيين في صنعاء قد نشرت بياناً على صفحتها على الفيسبوك عقب المحاكمة كشفت فيه عن أحكام الإعدام التي صدرت بحق المحتجزين البالغ عددهم 30 محتجزاً، إضافة إلى أحكام البراءة الصادرة بحق الستة الآخرين.[34] وأضاف البيان أنهم أدينوا بالانتماء إلى عصابة مسلحة كانت وراء عمليات تفجير واغتيال، فضلاً عن دعم “العدو” والتواصل معه.
التطورات الإنسانية
برنامج الغذاء العالمي والحوثيون يتوصلون إلى اتفاق لاستئناف برنامج المعونات الغذائية في صنعاء.
أبلغ المدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي ديفيد بيزلي مجلس الأمن أن وكالته قد أحرزت “تقدماً هائلاً” في المفاوضات مع جماعة الحوثيين لاستئناف إيصال المعونات الغذائية إلى مدينة صنعاء، وأن الطرفين قد توصلا إلى اتفاق “من ناحية المبدأ” في جلسة عقدت بتاريخ 18 يوليو / تموز.[35] يأتي هذا بعد أن علق برنامج الغذاء العالمي مساعداته إلى صنعاء إثر قيام جماعة الحوثيين بتحويل المعونات الغذائية في مناطق سيطرتها، وهو قرار اتخذه برنامج الغذاء العالمي في ظل انهيار المفاوضات بينه وبين سلطات الحوثيين حول الاتفاق على آليات تحكم لضمان وصول المعونات إلى اليمنيين المحتاجين،[36] حيث تمحورت الخلافات حول الاعتماد على تقنيات تسجيل البيانات باستخدام البصمة لتحديد المستفيدين ومراقبة التوزيع وهو ما عدته سلطات الحوثيين تهديداً “للأمن القومي”.[37] وتم توقيع اتفاقية جديدة بالفعل بين قيادة الحوثيين وبرنامج الغذاء العالمي بتاريخ 4 أغسطس / آب لاستئناف توصيل المعونات الإغاثية إلى صنعاء.[38]
التطورات الإنسانية والحقوقية في سطور
- 3 يوليو / تموز: اعتقلَ يحيى السواري، صحفي يمني ومصور فوتوغرافي ينشط بصورة رئيسية في محافظتي المهرة وسقطرى، على يد القوات الأمنية في المهرة.[39] وكان السواري قد أجرى أبحاثا تركز على المهرة لمركز صنعاء في الأشهر الستة الماضية.
- 3 يوليو / تموز: حكمت محكمة تديرها قوات الحوثيين على أسماء العميسي البالغة من العمر 23 عاماً بالسجن لمدة 15 عاماً.[40] وقد أدينت العميسي، أم لطفلين، بمساعدة عدو للدولة. يذكر أن حكماً بالإعدام قد صدر بحق العميسي في يناير / كانون الثاني 2018 مع متهمين اثنين آخرين، وقد حُكِم على والدها ماطر العميسي بالسجن لمدة 15 عاماً في نفس المحاكمة.[41] وفي ذاك الوقت قالت منظمة العفو الدولية أن المحاكمة جاءت “بعد ارتكاب مجموعة من الانتهاكات الجسيمة والجرائم بموجب القانون الدولي، قد يرتقي بعضها إلى جرائم حرب”.
- 18 يوليو / تموز: قال مارك لوكوك، وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، في اجتماع مع مجلس الأمن أن ما يزيد عن 300 ألف إنسان قد تعرضوا للتهجير في اليمن خلال عام 2019.[42]
- 29 يوليو / تموز: لقي 14 شخصاً مصرعهم، من بينهم أربعة أطفال، وأصيب 26 آخرون بجروح في هجوم على سوق الثابت في منطقة قطابر الواقعة في محافظة صعدة، حسبما أفادت سلطات صحية محلية.[43] وقد تم نقل الجرحى، من بينهم 14 طفلاً، إلى مستشفيات في صنعاء وصعدة. وتقول سلطات الحوثيين أن القوات السعودية هي من قصفت السوق، فيما تلقي الحكومة اليمنية والتحالف العسكري الذي تقوده السعودية باللوم على قوات الحوثيين في الهجوم.[44]
- 30 يوليو / تموز: سقط ما يقدر بـ1689 طفلا ضحية لحرب اليمن خلال 2018، حسبما أفاد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في تقريره حول الأطفال والنزاعات المسلحة.[45] ويبين التقرير أن التحالف العسكري الذي تقوده السعودية كان مسؤولاً عن موت 729 طفل من هؤلاء، فيما مات 398 طفل نتيجة لعمليات جماعة الحوثيين طبقاً للتقرير، وانتقدت منظمة “أنقذوا الأطفال” غوتيريش على عدم إدراجه التحالف الذي تقوده السعودية على “قائمة العار” في التقرير السنوي،[46] متهمة غوتيريش أنه يغلب السياسة على أرواح الأطفال، وأضافت أن غياب المساءلة يظهر كيف أن “الدول التي تملك أصدقاء أقوياء تستطيع تدمير حياة الأطفال وهي تتمتع بحصانة كاملة”.
أصحاب محال التجارية يقفون أمام محالهم في صنعاء القديمة بتاريخ 21 يوليو / تموز 2019. مصدر الصورة: دعاء صدام
التطورات الدولية
إيران والتوترات الإقليمية المتزايدة
الولايات المتحدة تضع الخطط لتشكيل تحالف يضم عدداً من الدول لخفر المساحات المائية بالقرب من إيران واليمن
كشفت القيادة المركزية للولايات المتحدة (سينتكوم) في شهر يوليو / تموز أنها تمضي قدماً بخططها لتشكيل تحالف لحماية مرور السفن التجارية خلال الممرات المائية في الخليج. وستنطوي “عملية الخفر” (Operation Sentinel)، كما أطلق عليها، على ترتيبات لوضع سفن مراقبة وسفن مرافقة في مضيق هرمز، ومضيق باب المندب، والخليج العربي، وخليج عمان كما أورد بيان سينتكوم الذي صدر يوم 19 يوليو / تموز.[47] يأتي هذا الإعلان بعد سلسلة من الهجمات التخريبية المزعومة التي استهدفت سفن في الممرات المائية في المنطقة والتي ألقت الولايات المتحدة باللوم فيها على إيران.
وصرح جوزيف دنفورد، رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، يوم 9 يوليو / تموز أن العمل جارٍ على تشكيل تحالف ينصب تركيز عملياته بالدرجة الأولى على مضيق هرمز ومضيق باب المندب.[48] وقال كبير مسؤولي البنتاغون أن دور الأمم المتحدة سينحصر في “القيادة والتحكم”، وأن على كل دولة تزويد سفن مرافقة لحماية سفنها التجارية، وأوضح مسؤول من البنتاغون في وقت لاحق أن الهدف من التحالف هو أن يكون قوة رادعة تركز على المراقبة ولا يُراد له أن يكون تحالفاً عسكرياً ضد إيران.[49]
قوبلت هذه الخطة بردة فعل فاترة وفقاً لمصادر دبلوماسية ورسمية تحدثت إلى وكالة رويترز.[50] فقد شككت جهات أوروبية وآسيوية تستورد حاجاتها النفطية من الخليج في جدوى توفير سفن مرافقة لكل سفينة تجارية، وبدا أن التوجس غالب عليها من أنهم سيكونون جزءا من تحالف هو فعلياً تحالف ضد إيران.
وقد عبر نائب المستشار الألماني ووزير المالية أولاف سكولز عن هذه المخاوف بعبارات صريحة في حديثه إلى الإعلام الألماني: “لا أعتقد أن هذه فكرة جيدة”. وسيشكل هذا التحفظ بصورة شبه قطعية مشكلة لخطط الولايات المتحدة إذ أن مسؤولي واشنطن قد لمحوا إلى تفضيلهم لإدارة الأمور عن بعد مع توقعهم من الدول التي تعتمد على نفط الخليج، الدول الآسيوية على وجه الخصوص، أن تكون هي من يتكفل بتحمل أعباء القوى البشرية ومتطلبات هذه العملية.[51]
وقد أظهرت بريطانيا شيئا من الممانعة لمقترح الولايات المتحدة بالرغم من استيلاء إيران على ناقلة بريطانية في مضيق هرمز يوم 19 يوليو / تموز الفائت (انظر “إيران تستولي على ناقلة ترفع العلم البريطاني“ أدناه.[52] (في المقابل، ترى الحكومة البريطانية أن الأفضل هو تشكيل تحالف أوروبي بحري يمكن له التنسيق مع الولايات المتحدة أو الانضواء تحت راية تحالف أوسع يضم دولاً أخرى.[53] ونقلت صحيفة الجارديان في تقرير لها نشر بتاريخ 30 يوليو / تموز عن مصادر من الحكومة البريطانية أن بريطانيا قد دعت الولايات المتحدة وفرنسا إلى اجتماع في البحرين، التي تستضيف قواعد بحرية بريطانية وأمريكية، لمناقشة حماية مياه الخليج.[54] من الجدير بالذكر أن الدول الثلاثة تجمعها تمارين مكافحة ألغام تُقام في المياه البحرينية.
وكانت التوترات المحتدمة في الخليج قد دفعت بالولايات المتحدة إلى إرسال قوات لها إلى السعودية في شهر يوليو / تموز بعد 16 عاماً من خروجها من المملكة.[55] ووفقاً لمسؤول أمريكي، فقد أرسلت الولايات المتحدة 500 جندي سيكونون جزءا من تفويض أكبر يصل قوامه إلى 1000 جندي إضافي سيصلون الشرق الأوسط كما تم الإعلان في شهر يونيو / حزيران الماضي.[56] [57] وسينزل الجنود في قاعدة الأمير سلطان الجوية بالقرب من الرياض، التي كانت نقطة رئيسية للقوات الجوية الأمريكية منذ حرب الخليج وحتى سحب أمريكا لقواتها من المملكة عام 2003 بعد معركة بغداد خلال غزو العراق.
في سياق متصل، قال الرئيس دونالد ترامب أن السفن البحرية الأمريكية قد أسقطت طائرة مسيرة إيرانية “اقتربت كثيراً” من سفينة أمريكية بمضيق هرمز بتاريخ 18 يوليو / تموز.[58] من جانبها قالت إيران أنها لم تستقبل أي معلومات عن خسارة طائرة مسيرة، فيما قال نائب الرئيس الإيراني أن ما حصل هو أن الولايات المتحدة قد أسقطت طائرة لها عن طريق الخطأ.
إيران تستولي على ناقلة ترفع العلم البريطاني، وبريطانيا تدعو إلى تشكيل قوة حماية أوروبية
استولت إيران يوم 19 يوليو / تموز الفائت على ناقلة ترفع العلم البريطاني في مضيق هرمز بعد أن أجبرتها على الإبحار إلى ميناء بندر عباس، ومثل الحادث خطوة دفعت بريطانيا إلى المطالبة بتشكيل قوة حماية أوروبية بالقرب من الساحل الإيراني، وكشف وزير الدفاع الإيراني، العميد أمير حاتمي، أن إيران قررت الاستيلاء على الناقلة Stena Impero ردّاً بالمثل على استيلاء بريطانيا على ناقلة في سواحل جبل طارق اشتبه بانتهاكها لعقوبات الاتحاد الأوروبي بنقلها نفطاً من إيران إلى سوريا، فيما أنكر مسؤولون حكوميون آخرون وجود أي دوافع انتقامية وراء هذا القرار، حيث قالت وكالة الأنباء الحكومية الإيرانية أن الاستيلاء على السفينة جاء بعد اصطدامها بقارب صيد، مما استدعى إجراء تحقيقات.[59]
من جانبها أعلنت بريطانيا يوم 22 يوليو / تموز خططها للعمل مع الدول الأوروبية الأخرى لتشكيل قوة حماية في الخليج، دون الكشف عن عدد الدول التي وافقت على الانضمام إلى هذا التكتل أو إلى أي مدى ستبلغ مساهماتها. كان جيرمي هانت قد أعلن عن هذه الخطط قبل بضعة أيام من إعفائه من منصبه كوزير للخارجية، حيث قال وزير الخارجية السابق أن هذه القوة لن تضم الولايات المتحدة نظراً إلى أن بريطانيا لا تتفق مع سياسة واشنطن المتمثلة في فرض أكبر قدر ممكن من الضغط على طهران.[60] ولا يُعرف إلى الآن التعديلات التي ستطرأ على الخطة بتسلم قيادة جديدة للحكم في بريطانيا، إلا أن وزير الخارجية الجديد، دومينيك راب، أخبر راديو بي بي سي بتاريخ 29 يوليو / تموز أن الحكومة لا تزال راغبة في رؤية منهجية تتصدرها قوى أوروبية.[61] وقد أعلنت بريطانيا يوم 25 يوليو / تموز أن البحرية الملكية ستقوم بمرافقة السفن التي ترفع العلم البريطاني عبر مضيق هرمز.[62]
وفي ذات السياق، حث المجلس التنفيذي للمنظمة البحرية الدولية، الذي عقد اجتماعاً في لندن، يوم 18 يوليو / تموز ملاك السفن وعامليها أن يقوموا بمراجعة وتحسين خطط السلامة بما تستدعيه الحاجة في ظل الهجمات الأخيرة التي استهدفت سفناً تجارية في مضيق هرمز وبالقرب من السواحل اليمنية، وشدد الأمين العام للمنظمة كيتاك ليم على ضرورة قيام الدول الأعضاء فيها ببذل جهد أكبر لإيجاد حل للأزمة.[63] وتضم الهيئة التنفيذية للمنظمة البحرية الدولية، بأعضائها الأربعين، الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا والإمارات العربية المتحدة، كما أن إيران والسعودية واليمن أعضاء في المنظمة البحرية الدولية.
الاتحاد الأوروبي يحاول إنقاذ الاتفاق النووي مع إيران ويخفف خناق العقوبات
شهد شهر يوليو / تموز الفائت محاولات من مسؤولين أوروبيين لإنقاذ الاتفاق النووي مع إيران، بإجماعهم على ضرورة تحسين نظام التجارة البديل الذي تم اقتراحه مؤخراً إذا ما أريد له أن يمثل فسحة حقيقية لتخفيف العقوبات بعد اتفاقهم على إمكانية استخدامه لصفقات النفط الإيراني.
وقد أكدت فيدريكيا موغيريني، وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، أن المساهمين الأوروبيين في النظام الجديد “سبيل دعم الصفقات التجارية” أو “إنستيكس” (INSTEX: Instrument in Support of Trade Exchange) قد أجروا نقاشات حول السماح بصفقات النفط.[64] دفعت هذه التصريحات الولايات المتحدة إلى التحذير من محاولات الالتفاف على العقوبات.[65] وقال مسؤولون إيرانيون، بدورهم، أن إنستيكس هو خطوة إيجابية، بالرغم من إحباطهم من عدم تحقيق الأوروبيين أي تقدم حقيقي على طريق تخفيف العقوبات، مشددين على أن ذلك يجب أن يشمل التعاملات النفطية والمالية.
يفتح نظام إنستيكس قناة تجارة مع إيران يمكن لها الالتفاف على العقوبات الأمريكية من خلال تجنب تحويل مبالغ مالية عبر الحدود باستخدام شبكة سويفت (SWIFT) الدولية، حيث يمكن وصف هذا النظام بأنه نظام مقايضة لا يتطلب نقل أي مبالغ مالية من إيران أو إليها، حيث يقوم أي بلد أوروبي راغب بالاستيراد من إيران بالدفع لبلد أوروبي آخر يرغب بتصدير منتج إلى إيران، ومن الجدير بالذكر أن النظام معمول به الآن، وقد تمت أول عملية من خلاله، ولكنه يعيبه البطء ويقتصر حالياً على السلع الإنسانية مثل الغذاء والدواء.
لا تزال الدول الأوروبية حريصة على تخفيف التوترات في الخليج، وهي تحاول تحقيق ذلك عبر الضغط على إيران بعدم الانسحاب من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بالرغم أن واشنطن قد انسحبت منه مع إعلانها إعادة العقوبات على طهران، وكان عدد من وزراء الخارجية الأوروبيين قد اجتمعوا يوم 15 يوليو / تموز لمناقشة حساسية الموقف منوهين إلى أن خطوة متهورة بسيطة قد تؤدي إلى حرب بين إيران والولايات المتحدة.[66] يذكر أيضاً أن قادة فرنسا وألمانيا وبريطانيا، الموقعين على الاتفاق النووي، قد أصدروا بياناً مشتركاً يوم 14 يوليو / تموز يحث على اللجوء إلى الحوار والتنبه إلى المخاطر الموجودة مشددا على جميع الأطراف بأن “عليهم التمهل والتفكير بما يمكن أن تؤول إليه أفعالها”.[67]
وزير خارجية إيران: ترامب لا يريد الحرب، ولكن معاونيه يريدون ذلك
قال وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف في مقابلة صحفية أجريت يوم 16 يوليو / تموز مع قناة NBC الأمريكية أن طهران مستعدة للتفاوض حول القضايا النووية بعد أن يرفع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العقوبات التي فرضها عام 2017. وقلل ظريف، الذي أجرى المقابلة خلال وجوده في مدينة نيويورك لحضور اجتماعات الأمم المتحدة، من جدية الحديث عن الحرب، قائلاً أنه لا يعتقد أن الرئيس الأمريكي ترامب يريد الحرب “ولكنني أعتقد أن الناس من حوله لا يمانعون ذلك”.[68] وقد أكد الرئيس الأمريكي أكثر من مرة نيته على التفاوض من جديد حول الصفقة بعد قراره بالانسحاب منها العام الفائت، ولكن هذا لم يمنعه من فرض عقوبات إضافية.
وكانت إدارة ترامب قد أعلنت فرضها عقوبات على ظريف يوم 31 يوليو / تموز الفائت بعد تهديدات من واشنطن الشهر الماضي، وتؤثر هذه الخطوة غير التقليدية، فرض عقوبات على دبلوماسي بارز من دولة أخرى، سلبيا على فرص عقد محادثات دبلوماسية بين الولايات المتحدة وإيران أملاً في تخفيف حدة التوترات في الوضع الراهن، وقالت واشنطن أيضاً أنها ستراجع طلبات ظريف بالحصول على تأشيرة سفر إلى نيويورك لزيارة الأمم المتحدة على أساس كل حالة على حدة.[69] وقد عبرت الأمم المتحدة عن قلقها من قيود السفر المتزايدة التي تفرضها الولايات المتحدة على ظريف خلال زيارته إلى نيويورك في يوليو / تموز الماضي بحسب تصريحات لمتحدث رسمي باسم الأمم المتحدة أدلى بها يوم 15 يوليو / تموز الماضي.[70]
في الأمم المتحدة
أطراف النزاع تجتمع لمناقشة وقف إطلاق النار في الحديدة
عقد ممثلون من الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً وجماعة الحوثيين المسلحة اجتماعات في 14-15 يوليو / تموز لمناقشة خطوات تمهد الطريق للبدء بتنفيذ اتفاق ستوكهولم. الاجتماع الخامس للجنة تنسيق إعادة الانتشار، الذي أداره رئيس اللجنة الجنرال مايكل لوليسجارد على متن سفينة في البحر الأحمر، هو الأول منذ فبراير / شباط 2019، ويأتي الاجتماع بعد سلسلة من الانتهاكات التي مست اتفاق وقف إطلاق النار في مدينة الحديدة والمناطق المحيطة بها في المحافظة، وقد استقلت الوفود المتفاوضة السفينة التابعة للأمم المتحدة من نقاط مختلفة على ساحلي المخا والحديدة.
وقال لوليسجارد في البيان الذي صدر عقب الاجتماع أن الأطراف قد اتفقت على آليات لمراقبة إطلاق النار في الحديدة.[71] كما وضعت اللجنة اللمسات الأخيرة على “مفاهيم العمليات” للمرحلتين الأولى والثانية من عملية مشتركة لسحب القوات من مدينة الحديدة حسبما أفاد لوليسجارد.[72] وكانت الأمم المتحدة قد كشفت في وقت سابق أن خطة الانسحاب التي ستكون على مرحلتين تهدف إلى إبعاد القوات مسافة تتراوح بين 18 إلى 30 كم من الحديدة في سياق هدف أوسع يتمثل بسحب كامل للسلاح من المدينة وعودة الحياة المدنية إليها.[73]
ونوه لوليسجارد إلى أن اللجنة قد أتمت عملها التقني بالتوصل إلى هذه الاتفاقيات، وهي الآن تنتظر قرارات القيادات السياسية للمضي قدماً بالتنفيذ، ولكن تبقى هناك بعض العوائق الرئيسية التي يلزم التصدي لها منها قضية مصير العوائد التي تولدها الموانئ البحرية الثلاث المحيطة بالحديدة،[74] وتشكيل القوات الأمنية التي ستحل محل القوات المنسحبة، وآليات الحكم بعد الانسحاب.
من جهته هنأ المبعوث الأممي الخاص مارتين غريفيثس الجنرال لوليسجارد في اجتماع عقده مجلس الأمن على نجاح اللجنة في التوصل إلى هذه الاتفاقيات التي وصفها بأنها “تقدماً مهماً”. وتوجه غريفيثس أيضاً بالشكر إلى لوليسجارد على “روح الزمالة فيه ومثابرته وحكمته”. من الجدير بالذكر أن عقد لوليسجارد ينتهي مطلع شهر أغسطس / آب ومن المخطط أن تنتهي عهدته رئيساً للجنة بتاريخ 31 يوليو / تموز حسبما أفادت مصادر لمركز صنعاء، وحتى تاريخ هذه الكتابة، لم يصدر أي إعلان رسمي عن تنحي لوليسجارد عن منصبه أو هوية خلفه.
تعهد غريفيثس ببذل مزيد من الجهد لتجاوز العوائق البارزة على طريق الانسحاب من الحديدة، وأهمها مسألتي القوات الأمنية المحلية وعوائد الموانئ. وقال غريفيثس أن حل قضية الحديدة قد يسمح للأمم المتحدة بالتركيز من جديد على العملية السياسية في اليمن قبل نهاية الصيف.
وكان مجلس الأمن قد وافق بالإجماع على تمديد مهمة الأمم المتحدة لدعم اتفاقية الحديدة (UNHMA)، التي تقود لجنة تنسيق إعادة الانتشار، خلال جلسة عقدت بتاريخ 15 يوليو / تموز حتى 15 يناير / كانون الثاني 2020، ودعا مجلس الأمن أيضاً إلى ابتعاث كامل المراقبين، حيث لا يتواجد اليوم على الأرض سوى 20 مراقباً، بالرغم من تخصيص ما يصل إلى 75 مراقباً، ويعود ذلك بالدرجة الأولى إلى رفض جماعة الحوثيين المسلحة منح تأشيرات لمراقبين آخرين.[75]
المبعوث الأممي في جولة مكوكية لتحريك عجلة عملية السلام في اليمن
التقى المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن مارتين غريفيثس بعدد من أطراف النزاع اليمني وأصحاب الشأن الدوليين في جولة واسعة خلال شهر يوليو / تموز أملاً في إنعاش عملية السلام الراكدة في اليمن. شملت الجولة زيارات إلى روسيا والإمارات والولايات المتحدة، فضلاً عن عقد اجتماعات مع مسؤولين من جماعة الحوثيين في مسقط وصنعاء. التقى غريفيثس أيضاً بالرئيس هادي في السعودية يوم 15 يوليو / تموز، وهو اللقاء الأول منذ أن هدد هادي بالتوقف عن التعاون مع المبعوث نهاية شهر مايو / أيار الماضي كما عقد غريفيثس، خلال زيارته للسعودية، لقاءات مع نائب الرئيس اليمني علي محسن الأحمر ونائب وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان في جدة.
في الولايات المتحدة
ترامب يستخدم حق الفيتو لنقض قرارات تمنع بيع أسلحة عاجلة إلى السعودية والإمارات
قام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنقض قرارات كانت تسعى إلى حجب صفقة بيع أسلحة طارئة للسعودية والإمارات، منها صفقة بيع صواريخ يستخدمها التحالف في اليمن، وفي رسالة النقض، التي تم نشرها يوم 24 يوليو / تموز، قال ترامب أن حجب الصفقة سيؤثر سلباً على العلاقات الأمريكية-السعودية والتعاون الأمني بين الدولتين.[76] وعلل ترامب الصفقة بأهميتها الدفاعية مشيراً إلى هجمات الحوثيين العابرة للحدود على السعودية وما شكله ذلك من تهديد على المواطنين الأمريكيين المقيمين في المملكة، وفشل مجلس الشيوخ الأمريكي في جلسته التي عقدت يوم 29 يوليو / تموز في نقض أيٍّ من قرارات الفيتو الثلاثة بعد عجزه عن الوصول إلى غالبية الثلثين المشروطة لقلب القرار.
وكانت إدارة ترامب قد فعلت أحد بنود الصلاحيات الاستثنائية في مايو / أيار الماضي لإتمام صفقات بيع أسلحة بلغت قيمتها 8 مليارات دولار للسعودية والإمارات والأردن مبررة ذلك بالتهديد الذي تشكله إيران وقواتها الموالية لها في المنطقة.[77] واشتملت الصفقة على بيع ما قيمته ملياري دولار من الذخائر الموجهة بدقة (PGMs) للسعودية بعد أن علقت لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الصفقة لعام كامل في ظل مخاوف من تهديد ذلك لأرواح المدنيين في اليمن.
وكان مجلس النواب الأمريكي “الكونغرس” قد صوت لحجب صفقة بيع الأسلحة الطارئة في جلسته المعقودة يوم 17 يوليو / تموز.[78] وتم اعتماد القرارين الأولين في مجلس النواب الذي يتمتع فيه الحزب الديمقراطي بالغالبية بنسبة تصويت 238-190، والثالث بنسبة 237-190 من الجدير بالذكر أن أربعة نواب فقط من الحزب الجمهوري، إضافة إلى نائب مستقل، قاموا بالتصويت لصالح القرار. يذكر أيضاً أن ثلاثة مشاريع قوانين من أصل 22 مشروعا متعلقة ببيع الأسلحة تمت الموافقة عليها في مجلس الشيوخ في شهر يونيو / حزيران الماضي.
وفي حديثه عن هذا القرار، قال ترامب إن الذخائر الموجهة بدقة قد ساهمت في تقليل حصيلة الضحايا المدنيين، وهي حجة شائعة بين المؤيدين لقرار الاستمرار ببيع أسلحة هجومية للدول الأعضاء في التحالف، فيما يرى آخرون أن الحصيلة الفعلية للضحايا المدنيين الذين يسقطون في الهجمات الجوية للتحالف، التي تُستخدم فيها هذه الذخائر، تنسف صحة هذه المزاعم.[79]
في أوروبا
وزير خارجية بريطانية الجديد: يؤيد بريكست وخبرة محدودة في الشرق الأوسط
خلف وزير الخارجية البريطاني الجديد دومينيك راب سلفه جيرمي هانت بناء على قرار لرئيس الوزراء البريطاني الجديد بوريس جونسون. راب هو من المؤيدين البارزين لبريكست، انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي، ولا يملك سوى خبرة محدودة في شؤون الشرق الأوسط. لعبت بريطانيا دوراً بارزاً في الحرب في اليمن، فهي ثاني أكبر مورد أسلحة للتحالف الذي تقوده السعودية، وحاملة قلم اليمن في مجلس الأمن (Penholder)، أي أن البعثة البريطانية في مجلس الأمن تتولى صياغة كل نتاجات المجلس حول اليمن، ويُضاف إلى ذلك مارتين غريفيثس، الدبلوماسي البريطاني الذي أصبح المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، وهو من يتصدر جهود السلام اليمنية على الساحة الدولية. ومن الجدير بالذكر أيضاً أن بريطانيا هي أحد أضلع “المجموعة الرباعية” وهي مجموعة تضم الولايات المتحدة والسعودية والإمارات إلى جانب بريطانيا، وتعمل على حل الأزمة اليمنية بالتوازي مع جهود الأمم المتحدة.
حاول هانت، وزير الخارجية البريطاني السابق، إنعاش اتفاق ستوكهولم خلال جولة زار فيها الرياض ودبي بعد تعثر جهود غريفيثس التي سعى من خلالها لتنفيذ الاتفاق في وقت سابق من هذا العام. (انظر “المحطة النهائية لإنقاذ عملية السلام: وزارة الخارجية البريطانية – تقرير اليمن مارس / آذار 2019″). وبات هانت أول وزير خارجية غربي منذ عام 2015، وأول وزير خارجية بريطاني منذ عام 1996، يزور اليمن بعد حضوره للقاء في عدن مع مسؤولين من الحكومة اليمنية التي تحظى بالدعم الدولي، كما التقى هانت أيضاً بكبير مفاوضي سلطة الحوثيين محمد عبد السلام في سلطنة عمان.[80]
دومينيك راب هو وزير سابق تولى ملف سياسة بريكست، وعمل أيضاً فيما مضى محامياً مع وزارة الخارجية. جاء القرار بتعيين راب وزيراً للخارجية البريطانية يوم 24 يوليو / تموز، وركز في معظم أنشطته على القضايا الأوروبية والبريطانية حتى اللحظة، إلا أنه عبر عن شيء من التوجس من تدخل بريطانيا في نزاعات الشرق الأوسط فيما مضى.[81]
تطورات دولية أخرى
الصين تسعى لانتزاع دور أكبر في اليمن
التقى رئيس الوزراء اليمني معين عبد الملك بالسفير الصيني في اليمن، كانج يونغ، بالرياض يوم 21 يوليو / تموز وتناقشا حول إعطاء الصين دوراً في اليمن في سياق إعادة بناء اليمن بعد الحرب وفقاً لوكالة الأنباء السعودية الرسمية، ولم تكشف الوكالة عن الكثير من التفاصيل، إلا أنها أفادت أن عبد الملك عبر عن ثقته بأن الصين ستستغل نفوذها داخل مجلس الأمن لتعزيز الضغط على إيران في سبيل “إيقاف دورها التدميري في اليمن”.[82] وبعد ذلك بيوم وصل ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وحظي بمراسيم استقبال رسمي، إلى بكين حيث التقى بالرئيس الصيني شي جين بينغ لمناقشة سبل التعاون بين الدولتين في مجالات التجارة والطاقة، كما رحب بن زايد بحصول الصين على دور أكبر في صون سلام واستقرار الشرق الأوسط، حسبما أوردت وكالة الأنباء الرسمية الصينية شينخوا.[83]
مقتل عضو لحركة حماس في مأرب
لقي أحد أعضاء حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) مصرعه عند إحدى نقاط التفتيش في مأرب يوم 12 يوليو / تموز الفائت وفقاً لمصدر أمني فلسطيني تحدث إلى رويترز، وكشف المصدر أن سالم أحمد معروف، 36 عاماً، استقر في اليمن منذ أكثر من 15 عاماً، دون أن يكشف أي تفاصيل أخرى عن أنشطته.
تطورات دولية أخرى في سطور
- 9 يوليو / تموز: وجه (الحزب الديمقراطي الجديد NDP)، ذو الميول اليسارية، في كندا انتقادات للحكومة لفشلها في وضع جدول زمني لمراجعة صادرات أسلحتها للسعودية بعد مرور ما يزيد عن ثمانية أشهر على التعهد بذلك، معبراً عن تضايقه من أن الأسلحة الكندية تستمر في إذكاء نار الحرب اليمنية.[84] وقد واجهت الحكومة الكندية انتقادات حادة بعد إبرامها لصفقة تبلغ قيمتها5 مليار دولار لبيع الأسلحة للرياض تسير على عدة سنوات، حيث أفادت تقارير ببدء العمل على مراجعة لأذون الصادرات، ونوه رئيس الوزراء الكندي جاستن تروديو إلى أن عقوبات الانسحاب من الصفقة قد تصل إلى 1 مليار دولار أمريكي.[85] كما حث الحزب الديمقراطي الجديد الحكومة الكندية على عدم حضور قمة مجموعة العشرين المزمع إقامتها العام القادم في الرياض.
- 16 يوليو / تموز: نفى ما يعرف باسم تنظيم القاعدة في جزيرة العرب وجود أي علاقات بينه وبين الحكومة البحرينية، جاء ذلك بعد تقرير أوردته الجزيرة حول قبول أحد الموالين البحرينيين للقاعدة طلباً ملكياً باستهداف خصوم المنامة السياسيين.[86] ونفى البيان الذي أصدره التنظيم وجود علاقات أخرى مع أي حكومات إقليمية، وخصوصاً الإمارات وقطر والسعودية وإيران، وأيضاً وجود أي روابط سابقة مع الرئيس اليمني الراحل علي عبد الله صالح، وكان الإعلام البحريني الرسمي قد عبر بدوره عن استيائه من التقرير واصفاً إياه بأنه أكاذيب ومحاولات قطرية للتدخل في الشأن البحريني.[87]
- 20 يوليو / تموز: أفادت وكالة الأنباء السعودية أن السلطات السعودية نقلت قبطاناً بحرياً إيرانياً تعرض لإصابة من السفينة الإيرانية “سافيز” التي رست شمال غربي الحديدة في اليمن إلى عمان بعدما تلقى العناية الطبية في جيزان في السعودية طبقاً لوكالة الأنباء السعودية، وأشارت الوكالة إلى أن المملكة تولت علاج القبطان قبل نقله نزولاً عند طلب إيران “بالرغم من التهديد الذي تمثله هذه السفينة المريبة”.[88]
شارك في إعداد هذا التقرير (حسب الترتيب الأبجدي): حمزة الحماد، ريان بيلي، سبنسر أوسبرغ، سلا السقاف، سوزان سيفريد،، علي عبد الله، غيداء الرشيدي، فارع المسلمي، ماجد المذحجي، هانا باتشيت، هولي توفام، وليد الحريري.
تقرير اليمن – “اليمن في الأمم المتحدة” سابقاً – هو نشرة شهرية يصدرها مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية منذ يونيو / حزيران 2016، تهدف إلى رصد وتقييم التطورات الدبلوماسية والاقتصادية والسياسية والعسكرية والأمنية والإنسانية والحقوقية بشأن اليمن.
لإعداد “تقرير اليمن” يقوم فريق مركز صنعاء في مختلف أنحاء اليمن والعالم بجمع المعلومات والأبحاث، وعقد اجتماعات خاصة مع الجهات المعنية المحلية والإقليمية والدولية لتحليل التطورات المحلية والدولية الخاصة باليمن.
هذه السلسلة الشهرية مصممة لتزويد القراء برؤية سياقية شاملة حول أهم القضايا الجارية في البلاد.
مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية هو مركز أبحاث مستقل يسعى إلى إحداث فارق عبر الإنتاج المعرفي، مع تركيز خاص على اليمن والإقليم المجاور. تغطي إصدارات وبرامج المركز، المتوفرة باللغتين العربية والإنجليزية، التطورات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والأمنية، بهدف التأثير على السياسات المحلية والإقليمية والدولية.
الهوامش
[1] “حروب الدرونز – تقرير اليمن، يونيو / حزيران 2019″، مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية، 16 يوليو / تموز 2019، https://sanaacenter.org/publications/analysis/7606
[2] “”داعش” تتبنى الهجوم على مركز شرطة الشيخ عثمان في عدن وتعلن اسم المنفذ”، المصدر أونلاين، 3 أغسطس / آب 2019، https://almasdaronline.com/articles/170257.
[3] “عاجل: وزارة الداخلية تصدر بياناً عاماً حول استهداف معسكر الجلاء وتفجير مركز شرطة الشيخ عثمان وتنشر حصيلة العمليتين، الوطن العدنية”، 1 أغسطس / آب 2019، http://alwattan.net/news/80783
[4] معن عبد الملك على تويتر، 1 أغسطس / آب 2019، https://twitter.com/DrMaeenSaeed/status/1156890013155676160
[5] “سلاح الجو المسير والقوة الصاروخية تستهدف معسكرا للغزاة والمرتزقة بعدن ومصرع وجرح العشرات”، المسيرة، 1 أغسطس / آب 2019، https://almasirah.net/details.php?es_id=43128&cat_id=3
[6] أنور قرقاش على تويتر، 2 أغسطس / آب 2019، https://twitter.com/AnwarGargash
[7] “قرار رئيس الجمهورية بتعيين اللواء ركن صغير عزيز قائداً للعمليات المشتركة للقوات المسلحة والعميد ركن محسن الداعري مساعداً للقائد”، سبأ نت، 11 يوليو / تموز 2019، https://www.sabanew.net/viewstory/51666
[8] Aziz El Yaakoubi and Mohamed Ghobari,“Saudi Arabia moves to secure Yemen Red Sea ports after UAE drawdown,” Reuters, July 11, 2019, https://ca.reuters.com/article/topNews/idCAKCN1U61YJ-OCATP.
[9] hukri Hussein, “Sudanese forces partially withdraw from Yemen,” Anadolu Agency, July 24, 2019,https://www.aa.com.tr/en/middle-east/sudanese-forces-partially-withdraw-from-yemen-/1540335.
[10] “Sudanese troops withdraw from three positions on West Coast front,” Al-Masdar News, July 2, 2019, https://almasdaronline.com/article/sudanese-troops-withdraw-from-3-positions-on-west-coast-front.
[11] “البرهان يحسم أمر وجود القوات السودانية في اليمن”، أخبار اليمن، 31 يوليو / تموز 2019، https://www.yemenakhbar.com/2057841
[12] Ali Mahmood, “Sudanese forces not withdrawing from Yemen’s Hodeidah, spokesman says”, The National, July 25, 2019, https://www.thenational.ae/world/mena/sudanese-forces-not-withdrawing-from-yemen-s-hodeidah-spokesman-says-1.890502.
[13] “مصدر عسكري: الإمارات تسحب آخر جندي لها من مأرب”، الموقع بوست، 1 يوليو / تموز 2019،
https://almawqeapost.net/news/41447
[14] A number of countries, organizations condemn Huthi attack on Abha Int’l airport,” Saudi Press Agency, July 2, 2019. https://www.spa.gov.sa/1940820
[15] قناة المسيرة على تويتر، @MasirahTV، 8 يوليو / تموز 2019، https://twitter.com/MasirahTV/status/1148319395191689216
[16] “المالكي: زوارق الحوثي إيرانية.. وسنعمل على ضمان حرية الملاحة”، سكاي نيوز عربية، 10 يوليو / تموز 2019، https://bit.ly/2GB8kCv
[17] قناة المسيرة على تويتر، @MasirahTV، 8 يوليو / تموز 2019، https://twitter.com/MasirahTV/status/1148254046047952896
[18] “الكشف عن أسلحة جديدة في معرض الرئيس الشهيد الصماد للصناعات العسكرية اليمنية”، المسيرة، 7 يوليو / تموز 2019، https://almasirah.net/details.php?es_id=42137&cat_id=3
[19] “متحدث القوات المسلحة يستعرض في ايجاز صحفي تفاصيل جديدة حول الصناعات العسكرية اليمنية”، موقع أنصار الله، 9 يوليو / تموز 2019، https://www.ansarollah.com/archives/262426
[20] pp.32, “Final report of the Panel of Experts on Yemen,” United Nations, 26 January 26 2018, https://www.un.org/en/ga/search/view_doc.asp?symbol=S/2018/594. Accessed July 29, 2019.
[21] “Al-Bayda: 11 people killed and 18 wounded in tribal clashes in Rada,’” Al-Masdar News, July 3, 2019,. https://almasdaronline.com/articles/169227. Accessed July 29, 2019.
[22] Renewed clashes between Elite forces and tribal gunmen in Shabwah,” Al-Masdar News, July 7, 2019, https://almasdaronline.com/articles/169361.
[23] “توجيهات رئاسية بإيقاف مدير دائرة التوجيه المعنوي واحالته للتحقيق”، سبأ نت، 11 يوليو / تموز 2019، https://www.sabanew.net/viewstory/51632
[24] “حملة أمنية واسعة بإشراف الميسري والعميد راشد قائد القوات الإماراتية لفرض الأمن في المحاريق”، عدن الغد، 11 يوليو / تموز 2019، http://old.adengd.net/news/396492/#.XT9G-pMzYWp
[25] “The third assassination in 72 hours. Unidentified gunman kills two young men in Dar Saad, north of Aden,” Al-Masdar News, July 27, 2019, https://almasdaronline.com/articles/170009.
[26] “Fire breaks out in two oil wells in Marib’s “Safar” fields due to fire shoots,” Al Masdar, July 28, 2019, https://almasdaronline.com/article/fire-breaks-out-in-two-oil-wells-in-maribs-safar-fields-due-to-fire-shoots.
[27] “Military campaign clash with tribal gunmen near Safar oil fields in Marib,” Al-Masdar, July 30, 2019, https://almasdaronline.com/article/military-campaign-clashing-with-tribal-gunmen-near-safar-oil-fields-in-marib.
[28] “Yemen: Huthi-run court sentences 30 political opposition figures to death following sham trial,” Amnesty International, July 9, 2019, https://www.amnesty.org/en/latest/news/2019/07/yemen-huthi-run-court-sentences-30-political-opposition-figures-to-death-following-sham-trial/.
[29] “Full text of the Stockholm Agreement,” Office of the Special Envoy of the Secretary-General for Yemen, December 13, 2018, https://osesgy.unmissions.org/full-text-stockholm-agreement.
[30] رابطة أمهات المختطفين على الفيسبوك، https://mobile.facebook.com/story.php?story_fbid=1113322522188767&id=505200403000985&_rdc=1&_rdr
[31] رابطة أمهات المختطفين على تويتر، https://twitter.com/abducteesmother/status/1152538573402443776?s=20
[32] “Press briefing note on Yemen,” UN Human Rights Office of the High Commissioner, July 12, 2019, https://www.ohchr.org/EN/NewsEvents/Pages/DisplayNews.aspx?NewsID=24816&LangID=E.
[33] مكتب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن على تويتر، 14 يوليو / تموز 2019، https://twitter.com/OSE_Yemen/status/1150392978395009025?s=20 , الخارجية الأمريكية على تويتر، 14 يوليو / تموز 2019، https://twitter.com/USAbilAraby/status/1150341097756987392?s=20
[34] وزارة العدل اليمنية على فيسبوك، 9 يوليو / تموز 2019 https://www.facebook.com/652894871548615/posts/1242644132573683/?sfnsn=mo&_rdc=2&_rdr
[35] “World Food Programme (WFP) Executive Director briefs UN Security council on situation Yemen,” World Food Programme Insight, July 18, 2019, https://insight.wfp.org/world-food-programme-wfp-executive-director-briefs-un-security-council-on-situation-in-yemen-c4065b2223f6.
[36] “World Food Programme begins partial suspension of aid in Yemen,” World Food Programme, June 20, 2019, https://www1.wfp.org/news/world-food-programme-begins-partial-suspension-aid-yemen.
[37] “UN gives ultimatum to Yemen rebels over reports of aid theft,” The New Humanitarian, June 17, 2019,http://www.thenewhumanitarian.org/news/2019/06/17/un-yemen-rebels-aid-theft-biometrics.
[38] “الحوثيون يوقعون اتفاقاً مع برنامج الغذاء لاستئناف توزيع المساعدات”، المشاهد، 4 أغسطس / آب 2019، https://almushahid.net/47423
[39] “المهرة اليمنية: من العزلة إلى قلب عاصفة جيوسياسية”، مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية، 5 يوليو / تموز 2019، https://sanaacenter.org/ar/publications-all/analysis-ar/7693
[40] “Yemen: Huthi-run court sentences 30 political opposition figures to death following sham trial,” Amnesty International, July 9, 2019, https://www.amnesty.org/en/latest/news/2019/07/yemen-huthi-run-court-sentences-30-political-opposition-figures-to-death-following-sham-trial/.
[41] “Huthi-run court sentences three to death after enforced disappearance and alleged torture,” Amnesty International, February 15, 2018, https://www.amnesty.org/en/latest/news/2018/02/yemen-huthi-court-sentences-three-to-death-after-enforced-disappearance-and-alleged-torture/.
[42] “Hodeidah Ceasefire Holding But Faster Progress Key to Stopping Yemen from Sliding into Regional War, Deepening Humanitarian Crisis, Speakers Tell Security Council,” United Nations, July 18, 2019,.https://www.un.org/press/en/2019/sc13887.doc.htm.
[43] “Statement by the Humanitarian Coordinator for Yemen, 30 July 2019: Children are among scores of civilians, killed and injured by an attack on a market in Sa’ada [EN/AR]”, ReliefWeb, July 30, 2019, https://reliefweb.int/report/yemen/statement-humanitarian-coordinator-yemen-30-july-2019-children-are-among-scores.
[44] Sharif Paget, Ghazi Balkiz and Tara John, “Four children killed in attack on Yemen market,” CNN, July 30, 2019, https://edition.cnn.com/2019/07/30/middleeast/yemen-market-explosion-saada-intl/index.html.
[45] “Record Number of Children Killed and Maimed in 2018, Urgent to Put in Place Measures to Prevent Violations,” United Nations, July 30, 2019, https://childrenandarmedconflict.un.org/record-number-of-children-killed-and-maimed-in-2018-urgent-to-put-in-place-measures-to-prevent-violations/.
[46] “Save the Children on UN report on children in armed conflict: ‘States with powerful friends can get away with destroying children’s lives,’” ReliefWeb, July 30, 2019, https://reliefweb.int/report/yemen/save-children-un-report-children-armed-conflict-states-powerful-friends-can-get-away.
[47] “U.S. Central Command Statement on Operation Sentinel,” U.S. Central Command (CENTCOM), July 19, 2019, https://www.centcom.mil/MEDIA/STATEMENTS/Statements-View/Article/1911282/us-central-command-statement-on-operation-sentinel/.
[48] Phil Stewart, “U.S. wants military coalition to safeguard waters off Iran, Yemen,” Reuters, July 10, 2019, https://www.reuters.com/article/us-mideast-iran-usa-coalition/us-wants-military-coalition-to-safeguard-waters-off-iran-yemen-idUSKCN1U42KP.
[49] Phil Stewart, “Exclusive: U.S. Gulf maritime proposal not military coalition against Iran – Pentagon official,” Reuters, July 18, 2019. https://www.reuters.com/article/us-mideast-iran-usa-maritime-exclusive/exclusive-u-s-gulf-maritime-proposal-not-military-coalition-against-iran-pentagon-official-idUSKCN1UD2O5.
[50] Sylvia Westall and John Irish, “Allies play hard to get on U.S. proposal to protect oil shipping lanes,” Reuters, July 19, 2019, https://www.reuters.com/article/us-mideast-iran-tanker-allies/allies-play-hard-to-get-on-u-s-proposal-to-protect-oil-shipping-lanes-idUSKCN1UE0KI.
[51] David B. Larter, “Don’t expect the US to secure Arabian Gulf shipping alone, a top general says,” Bloomberg, June 18, 2019, https://www.defensenews.com/naval/2019/06/18/dont-expect-the-us-to-secure-arabian-gulf-shipping-alone-top-general-says/.
[52] “Iran seizes British tanker in Strait of Hormuz,” BBC News, July 20, 2019, https://www.bbc.com/news/uk-49053383.
[53] “”Situation in the Gulf,” House of Commons Hansard, Vol. 663, 22 July 2019, https://hansard.parliament.uk/commons/2019-07-22/debates/1436057A-CE0D-4FBB-AF23-CD93E4AFFA0A/SituationInTheGulf.
[54] Dan Sabbagh, “UK calls meeting with US and France to discuss Hormuz plan,” The Guardian, July 30, 2019, https://www.theguardian.com/world/2019/jul/30/uk-us-europe-shipping-strait-of-hormuz.
[55] “U.S. Central Command Statement on movement of U.S. personnel to Saudi Arabia,” U.S. Central Command (CENTCOM), July 19, 2019, https://www.centcom.mil/MEDIA/STATEMENTS/Statements-View/Article/1911277/us-central-command-statement-on-movement-of-us-personnel-to-saudi-arabia/utm_source/hootsuite/.
[56] Anthony Capaccio, “U.S. Says 500 Troops Sent to Saudi Arabia on Mideast Deployment,” Bloomberg, July 18, 2019, https://www.bloomberg.com/news/articles/2019-07-18/u-s-preparing-to-send-500-troops-to-saudi-arabia-cnn.
[57] “Statement From Acting Secretary of Defense Patrick Shanahan on Additional Forces to U.S. Central Command,” Department of Defense, July 17, 2019, https://dod.defense.gov/News/News-Releases/News-Release-View/Article/1879076/statement-from-acting-secretary-of-defense-patrick-shanahan-on-additional-force/.
[58] “US destroyed Iranian drone in Strait of Hormuz, says Trump,” BBC News, July 19, 2019, https://www.bbc.com/news/world-us-canada-49040415.
[59] “UK-flagged oil tanker seizure; Iran’s will to respond to threats: Defense Minister,” IRNA, July 24, 2019, https://en.irna.ir/news/83406347/UK-flagged-oil-tanker-seizure-Iran-s-will-to-respond-to-threats
[60] “Situation in the Gulf,” Hansard, transcript of UK Foreign Secretary Jeremy Hunt’s remarks in the House of Commons, July 22, 2019, https://hansard.parliament.uk/commons/2019-07-22/debates/1436057A-CE0D-4FBB-AF23-CD93E4AFFA0A/SituationInTheGulf.
[61] Dominic Raab, interview with BBC Radio 4, 2:23:33, July 29, 2019, https://www.bbc.co.uk/sounds/play/m00075hl.
[62] “Iran tanker seizure: Royal Navy frigate to escort UK ships,” BBC News, July 25, 2019, https://www.bbc.com/news/uk-49110331
[63] “International Maritime Organization Council condemns tanker attacks in Strait of Hormuz and Sea of Oman,” IMO press briefing, July 18, 2019, http://www.imo.org/en/MediaCentre/PressBriefings/Pages/15-IMO-Council-condemns-tanker-attacks.aspx.
[64] Lisa Bryant, “EU announces strides in Iran trade mechanism amid nuclear deal scramble,” VOA, July 15, 2019, https://www.voanews.com/europe/eu-announces-strides-iran-trade-mechanism-amid-nuclear-deal-scramble.
[65] Rob Crilly, “US warns Europe not to develop barter system to evade Iran sanctions,” Washington Examiner, July 26, 2019, https://www.washingtonexaminer.com/news/us-warns-europe-not-to-develop-barter-system-to-evade-iran-sanctions.
[66] “Foreign Affairs Council, 15/07/2019,” Council of the European Union, July 15, 2019, https://www.consilium.europa.eu/en/meetings/fac/2019/07/15/.
[67] “Joint statement by the heads of state and government of France, Germany and the United Kingdom,” Elysee Palace, July 14, 2019, https://www.elysee.fr/en/emmanuel-macron/2019/07/14/joint-statement-by-the-heads-of-state-and-government-of-france-germany-and-the-united-kingdom.
[68] Dan De Luce, “Door is ‘wide open’ to negotiation if Trump lifts his sanctions on Iran, Zarif says,” NBC News, July 16, 2019, https://www.nbcnews.com/news/mideast/door-wide-open-negotiation-if-trump-lifts-his-sanctions-iran-n1030021.
[69] Jeff Mason, “U.S. puts sanctions on Iranian foreign minister Zarif, who says they won’t affect him,” Retuers, July 31, 2019, https://www.reuters.com/article/us-usa-iran-zarif/us-puts-sanctions-on-iranian-foreign-minister-zarif-who-says-they-wont-affect-him-idUSKCN1UQ2O1.
[70] “Michelle Nichols, “U.N. concerned by U.S. curbs on Iranian foreign minister while in New York,” Reuters, July 15, 2019, https://www.reuters.com/article/us-mideast-iran-usa-zarif/un-concerned-by-us-curbs-on-iranian-foreign-minister-while-in-new-york-idUSKCN1UA29P.
[71] “Redeployment Coordination Committee Chairman’s Summary of the Joint Meeting of the Redeployment Coordination Committee,” United Nations Secretary-General, July 15, 2019,https://www.un.org/sg/en/content/sg/note-correspondents/2019-07-15/note-correspondents-redeployment-coordination-committee-chair%E2%80%99s-summary-of-the-joint-meeting-of-the-redeployment-coordination-committee-scroll-down-for-arabic.
[72] “Redeployment Coordination Committee Chairman’s Summary of the Joint Meeting of the Redeployment Coordination Committee,” United Nations Secretary-General.
[73] Edith Lederer, “UN Envoy: Yemen parties agree on initial Hodeidah withdrawals,” The Associated Press, April 15, 2019, https://www.apnews.com/8f254a6838f54166bf7a5ab50f7904a8.
[74] “صيام موصول: ماذا يعني فشل اجتماعات عمّان بالنسبة لليمن”، مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية، 23 مايو / أيار 2019، https://sanaacenter.org/ar/publications-all/analysis-ar/7454
[75] UN envoy Griffiths arrives in Sanaa after redeployment meetings between Yemen sides,” Arab News, July 15, 2019, http://www.arabnews.com/node/1526061/saudi-arabia.
[76] “S.J. Res. 38 Veto Message,” Presidential Memorandum, July 24, 2019. https://www.whitehouse.gov/presidential-actions/s-j-res-38-veto-message/.
[77] “قيامة بيئية تلوح في أفق البحر الأحمر – تقرير اليمن، مايو / أيار 2019″، مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية، 10 يونيو / حزيران 2019، https://sanaacenter.org/ar/publications-all/the-yemen-review-ar/7529
[78] Richard Lardner, “House votes to block sale of weapons to Saudi Arabia,” The Associated Press, July 18, 2019. https://www.apnews.com/4f7a8c7cd10a45ca9f1b54bd068d1dc7.
[79] William Hartung, “Trump’s Saudi Arms Vetoes, Deconstructed,” LobeLog, July 26, 2019, https://lobelog.com/trumps-saudi-arms-vetoes-deconstructed/.
[80] “متلازمة ستوكهولم في الأمم المتحدة – تقرير اليمن – مارس / آذار 2019″، مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية، 17 أبريل / نيسان 2019، https://sanaacenter.org/ar/publications-all/the-yemen-review-ar/7312
[81] “UK’s new chief diplomat warned of limits of influence,” The National, July 25, 2019, https://www.thenational.ae/world/europe/uk-s-new-chief-diplomat-warned-of-limits-of-influence-1.890820.
[82] “Yemen, China discuss bigger role in the region, Saudi Press Agency, July 21, 2019, https://www.spa.gov.sa/viewstory.php?lang=en&newsid=194922.
[83] “China, UAE pledge to boost comprehensive strategic partnership,” Xinhua, July 23, 2019, http://www.xinhuanet.com/english/2019-07/23/c_138248606.htm.
[84] “NDP Statement on the Upcoming G20 Meeting in Saudi Arabia,” NDP press release, July 9, 2019, https://www.ndp.ca/news/ndp-statement-upcoming-g20-meeting-saudi-arabia.
[85] Jesse Ferreras, “Saudi Arabia expects Canada to proceed with $15B arms deal, but there’s ‘no final decision’,” Global News, March 5, 2019, https://globalnews.ca/news/5021709/saudi-arabia-canada-arms-deal/.
[86] Written statement released by Al-Qaeda in the Arabian Peninsula, dated July 16, 2019; image posted by Long War Journal, https://www.longwarjournal.org/wp-content/uploads/2019/07/D_oED3EVUAAcMWK.jpg; Charles Stratford, “Former al-Qaeda member claims he was hired by Bahrain as assassin,” Al-Jazeera (English), July 19, 2019, Arabic report aired July 14, 2019, https://www.aljazeera.com/news/2019/07/al-qaeda-claims-recruitment-bahrain-govt-assassin-190719121811157.html.
[87] “More Bahraini families reiterate loyalty to royal leadership,” BNA, July 25, 2019, https://www.bna.bh/en/MoreBahrainifamiliesreiterateloyaltytoroyalleadership.aspx?cms=q8FmFJgiscL2fwIzON1%2bDi78QaQsdDkV2tip8YXvIUE%3d
[88] “Foreign Affairs Ministry’s Official Source: Iranian Citizen Transferred to Sultanate of Oman after Necessary Medical Care Provided to him in Saudi Specialized Hospital,” SPA, July 20, 2019, https://www.spa.gov.sa/viewfullstory.php?lang=en&newsid=1948743#1948743.