استمر تأثير الفيضانات المدمرة على مختلف مناطق اليمن خلال شهر أغسطس/ آب، وأفادت تقارير عن تضرر ما لا يقل عن 51 ألف أسرة منذ أبريل/ نيسان 2022. ففي منتصف أغسطس/ آب، أعلن المتحدث باسم المجلس الأعلى لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية التابع للحوثيين عن مصرع 91 شخصًا وتضرر ما يقرب من 25 ألف أسرة في المناطق الخاضعة لسلطتهم جراء الفيضانات والأمطار الغزيرة خلال الأيام القليلة الماضية. كما دُمر 140 منزلاً بالكامل وانهارت أسطح حوالي 1360 منزلًا، ليبلغ العدد الإجمالي للمنازل المتضررة نحو 5700 منزل.
تعرضت منازل واقعة في مختلف مناطق صنعاء إما لأضرار جزئية أو انهيار كلي، وتسببت الأمطار الغزيرة بأضرار جسيمة لأسطح عدة منازل في صنعاء القديمة، مع تخوف السكان من انهيار منازلهم في حال استمر هطول الأمطار. أما في شارع تونس جنوب حي الثورة انهار منزل يحتضن أربع أسر -دون الإبلاغ عن وقوع إصابات -الأمر الذي تسبب في تشرّدها وتكفل هيئة الزكاة التابعة للحوثيين بإيوائها بصفة مؤقتة. كما تسببت الأمطار الغزيرة في انهيار جزئي لمنزل مستأجر بحي الصعدي شرقي مديرية الصافية تقطن فيه ثلاث أسر.
إلى جانب الفيضانات، أفادت التقارير عن مصرع 13 شخصًا وإصابة أكثر من 25 آخرين بجروح نتيجة الصواعق في محافظتي حجة وعمران الخاضعتين لسيطرة الحوثيين.
قُطعت خطوط الاتصالات في مديرية الحزم بمحافظة الجوف بشكل كُلي في 2 أغسطس/آب نتيجة الأمطار الغزيرة والفيضانات التي دمرت أكثر من 10 منازل وألحقت الضرر بعدة منازل أخرى. في محافظة مأرب المجاورة، وجهت الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين نداءً في 6 أغسطس/ آب لتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة بعد تضرر 20 مخيمًا بسبب الأمطار الغزيرة والفيضانات وتأثر أكثر من 16 ألف أسرة، واصفة الوضع هناك بالكارثي بعد تدمر عدد من وحدات الإيواء بالكامل. من جانب آخر، تضررت مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية في منطقة وادي قرن بمديرية العبدية جنوبي محافظة مأرب نتيجة أمطار غزيرة استمرت 48 ساعة يومي 5 و6 أغسطس/ آب، حيث تدمرت محاصيل القمح والقات والخضروات في ست مزارع على الأقل، بينما تضررت خمس مزارع أخرى بشكل جزئي في منطقتي المذود والعشة في عزلة الملاحة.
في محافظة الحديدة، شهدت مديرية حيس هطول أمطار غزيرة في 9 أغسطس/ آب تزامن مع تدفق مياه السيول من المرتفعات باتجاه مديرية الخوخة، ما أدى إلى تضرر 442 منزلًا ووفاة طفلين في حارة العبيد وامرأة في مخيم اليابلي للنازحين شرقي المديرية إلى جانب جرف أجزاء كبيرة من مخيم العليلي ومخيم الجشة للنازحين. تسبب تشييد منازل جديدة للقادة العسكريين النافذين في منطقة الوادي بتحويل المسار الطبيعي لمياه السيول وأعاد توجيهها إلى مناطق سكنية لم تكن تتأثر بالعادة من السيول، وهو ما خلف أضرارًا وخسائر كبيرة. في قريتي المصبار والقواصر بمديرية المراوعة شرقي مدينة الحديدة، لقيت امرأة واحدة على الأقل مصرعها وتدمرت 10 منازل بشكل كلي وباتت نحو 200 أسرة متضررة بحاجة ماسة إلى مساعدات إنسانية عاجلة. جُرفت منازل مبنية من القش والخشب في قرية القواصر يعيش فيها نازحون من مديرية الدريهمي، كما هطلت أمطار غزيرة على قريتي دير عويدان ودير النجاري شرقي مديرية القناوص شمالي مدينة الحديدة مع تضرر 16 منزلًا وأربعة فصول مدرسية بشكل بالغ في دير عويدان فضلًا عن تعرض 165 منزلًا آخر لأضرار جزئية. أما في دير النجاري، فقد تضررت سبعة منازل بشكل كبير ولحقت أضرار جزئية بـ 200 منزل أخرى، إلى جانب وفاة رجل واحد نتيجة السيول في المنطقة، طبقًا لما أكده رئيس الهيئة العليا للإغاثة.