صُمم البحث الخاص بهذا التقرير لتغطية فترة الحرب الأهلية الجارية في اليمن، والاستجابة الإنسانية ذات الصلة ابتداءً من عام 2015 وحتى عام 2020. يأخذ البحث بعين الاعتبار فترة جائحة كورونا مع إدراكه لإمكانية اختلال البيانات، مع الحرص على إدراج بيانات مُحدّثة قدر الإمكان ومتى اقتضى الأمر حتى موعد النشر.
يستند هذا التقرير إلى البحوث المكتبية، واستعراض بعض المؤلفات، وإجراء مقابلات شبه منظمة، إلى جانب الحقائق التي وقفت عليها المؤلفة خلال الفترة التي قضتها في العمل بالميدان في مجال الاستجابة الإنسانية عام 2019. أُجريت 73 مقابلة في الفترة من نوفمبر/تشرين الثاني 2020 إلى يناير/كانون الثاني 2021، فضلًا عن بعض المقابلات التعقيبية. شملت المقابلات مع المخبرين الرئيسيين التي أجرتها المؤلفة، والتي بلغ عددها 43 مقابلة، 27 من العاملين في مجال الإغاثة الإنسانية (دوليين ويمنيين) يمتلكون خبرة في كافة مراحل الاستجابة الإنسانية في اليمن، ومن بينهم 15 من موظفي الأمم المتحدة الحاليين أو السابقين يمثلون سبع وكالات وكيانات. كما أُجريت مقابلات مع 10 محللين وثلاثة مانحين وخبيرين مستقلين وصحفي واحد. من جانب آخر، أجرى باحثون ميدانيون في مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية 30 مقابلة أخرى شبه منظمة في اليمن مع 26 من اليمنيين العاملين في مجال الإغاثة الإنسانية، بما في ذلك موظفون محليون في المنظمات الدولية وموظفو المنظمات غير الحكومية الوطنية، وممثل واحد عن المجتمع المدني، وممثلان عن المنظمات المجتمعية وممثل واحد عن إحدى اللجان المجتمعية؛ للتعرف على وجهات نظرهم بشأن الاستجابة الإنسانية في اليمن. أجرت المؤلفة المقابلات مع مقدمي المعلومات الرئيسيين باللغة الإنجليزية عبر محادثات زووم أو سكايب أو مكالمات واتساب. وأُجريت مقابلات في اليمن باللغة العربية عبر الهاتف في ديسمبر/كانون الأول 2020، وطُرحت خلالها أسئلة محددة وأسئلة مفتوحة.
اُختير الأشخاص المُقابَلون على أساس خبراتهم ومجال عملهم ووجودهم في اليمن خلال الإطار الزمني الذي يغطيه البحث. اختارت المؤلفة مقدمي المعلومات الرئيسيين الأوليين استنادًا إلى معرفتهم وخبرتهم ومجالات أنشطتهم في الاستجابة الإنسانية أو تحليل الاحتياجات الإنسانية، واستندت إلى استعراض بعض المؤلفات وكذلك التوصيات والمعلومات التي قدمها ممن جرى التواصل معهم في البداية لإجراء المقابلات لتحديد المزيد من مقدمي المعلومات الرئيسيين. تخللت عملية البحث إجراء مقابلات مع موظفي الأمم المتحدة وموظفي المنظمات غير الحكومية الدولية ومحللين يمنيين بما يضمن وجود تمثيل متوازن يعكس مختلف الآراء ووجهات النظر. وأُدرجت على وجه التحديد مقابلات إضافية أجراها مركز صنعاء مع يمنيين شاركوا في عمليات الاستجابة الإنسانية لضمان مراعاة وجهات النظر اليمنية في نتائج البحوث. وبُذلت جهود خاصة لضمان تمثيل العاملين في الأراضي الخاضعة لسيطرة الحوثيين وفي المناطق التي تسيطر عليها الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا. كما استُشير خبراء إضافيون بالنسبة لمواضيع محددة (مثل دراسة حالة عن المجاعة) لضمان وجود وجهات نظر متخصصة. واُختير المشاركون في المقابلات شبه المنظمة التي أجراها مركز صنعاء على أساس الانتماء مع إعطاء الأفضلية لموظفي الإغاثة العاملين لدى المنظمات اليمنية، واُختير نصفهم من مناطق سيطرة الحوثيين والنصف الآخر من مناطق سيطرة الحكومة.
المقابلات التي أُجريت مع مقدمي المعلومات الرئيسيين كانت شبه منظمة وتضمنت أسئلة أساسية طُرحت على كل من شارك فيها (على سبيل المثال، تحليلهم لمدى فعالية الاستجابة الإنسانية، وتطور الاستجابة الإنسانية في اليمن، والجوانب التي تسير بشكل جيد، والتي تعاني من أوجه قصور، والجوانب الرئيسية التي قد يغيرونها لتحسين الاستجابة الإنسانية فضلًا عن آرائهم بشأن الإدارة الأمنية). استُكملت هذه الأسئلة بأسئلة أخرى محددة ذات صلة بالخبرة الفنية والقطاعية للأشخاص الذين أُجريت معهم المقابلات. طُلب من مقدمي المعلومات الرئيسيين، خلال المقابلات، التحدث مباشرة عن تجاربهم في أو عن اليمن. استُنبطت كافة الاستنتاجات من هذه المقابلات عبر اختبار الفرضيات المطروحة خلالها مع الأشخاص الآخرين الذين أُجريت معهم مقابلات، وعبر إجراء مقابلات تعقيبية عند الاقتضاء، وعبر استعراض المزيد من المؤلفات لضمان التثبّت من مصادر متعددة. بصفة عامة، لم تؤخذ أي نتيجة بعين الاعتبار أو التحقيق فيها بالكامل ما لم يتم التثبّت منها أو تُثار المسألة من قِبل ما لا يقل عن ثلاثة من مقدمي المعلومات الرئيسيين. عُرضت وجهات نظر جميع الأطراف بشأن المواضيع، حتى وإن تباينت الآراء بشأنها. وعمومًا، كان مقدمو المعلومات الرئيسيين منفتحين ومستعدين لتشاطر المعلومات، شرط عدم الكشف عن هوياتهم.
مقدمو المعلومات الرئيسيين وافقوا على المشاركة بعد التأكد من أن جميع المقابلات ستكون مجهولة المصدر، ولن تُنسب إليهم أي تصريحات أو تُعرض كمواقف لمنظماتهم. لهذا السبب، لم يُشار مباشرة في هذا التقرير إلى هويات المنظمات عند إيضاح النتائج المستندة إلى أمثلة، ما لم تكن هوية المنظمة المعنية واضحة ومعروفة بالفعل للجميع.
استُخدمت وسائل مختلفة لتحليل البيانات؛ حيث أُجري تحليل نوعي لمضمون المقابلات عن طريق استخلاص النقاط والاستنتاجات الرئيسية من كل مقابلة. جُمعت النتائج في إطار مواضيع محددة (البيانات، وصول المساعدات، الوضع الأمني، وما إلى ذلك) وترميزها للإشارة إلى المقابلات ذات الصلة. وحُرص على إدراج أمثلة توضيحية لكل موضوع. علاوة على ذلك، حُددت بعض الإجابات من الناحية الكمّية (على سبيل المثال، النسبة المئوية لأولئك الذين يشعرون بأن الترتيبات الأمنية في اليمن لا تتناسب مع الظروف السائدة) لتوضيح مستوى الإجماع على بعض الاستنتاجات الرئيسية.
وأُجري استعراض شامل لبعض المؤلفات إلى جانب بحوث مكتبية بغرض استطلاع المزيد عن المواضيع التي يتناولها هذا التقرير وتدعيم المقابلات النوعية التي أُجريت. وأخيرًا، يستند التقرير إلى المعرفة التي اكتسبتها المؤلفة حول الاستجابة الإنسانية في اليمن خلال فترة عملها في هذا المجال عام 2019. واستندت نتائج التقرير النهائي إلى البحوث التي أُجريت في الفترة من نوفمبر/تشرين الثاني 2020 إلى يناير/كانون الثاني 2021.
واجهت بعض العقبات عملية إجراء البحوث المتعلقة بهذا التقرير. على سبيل المثال، رفض بعض الأشخاص قبول الدعوة لإجراء مقابلات معهم. كما تُعد البيانات في اليمن شحيحة وغير موثوقة -وهي مسألة تم تناولها في أحد أجزاء هذا التقرير -الأمر الذي شكل صعوبة في التثبّت من النتائج من خلال مصادر بيانات ثانوية. علاوة على ذلك، يعاني اليمن من صراع امتد لفترة أطول بكثير من نطاق هذا التقرير. كان يمكن كتابة المزيد عن الاستجابة الإنسانية والأسباب الجذرية من منظور تاريخي، ولكن تقرّر التركيز تحديدًا على الاستجابة الإنسانية الحالية التي بدأت منذ عام 2015 فما بعد. وأخيرًا، كان لجائحة كورونا تأثير على الاستجابة الإنسانية في اليمن، إلاّ أنه تقرّر استبعاد هذا العامل في البحث لتفادي الإخلال بالمسائل الهيكلية الأوسع نطاقًا التي يركز عليها التقرير. إلى جانب هذا، ستظل جائحة كورونا واقعًا يؤثر على الاستجابة الإنسانية في اليمن وحول العالم، في المستقبل المنظور.