الحكومة تعلن إنشاء هيئة عمليات مشتركة
في 27 أبريل/نيسان، أنشأ رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي هيئة عمليات مشتركة تابعة تنظيميا لوزارة الدفاع، برئاسة اللواء صالح علي طالب الذي سيتولى تنسيق عمليات القوات المسلحة ومختلف الفصائل المناهضة للحوثيين، واللواء الركن يوسف علي الشراجي نائبا له. طالب كان يشغل قبل هذا القرار منصب رئيس عمليات القوات المسلحة الجنوبية.
طُرحت فكرة توحيد الفصائل المناهضة للحوثيين تحت قيادة عسكرية واحدة لأول مرة كجزء من اتفاق الرياض عام 2019، وجرى بحثها مرة أخرى خلال مشاورات الرياض عام 2022. ويبدو أن الدافع وراءها هو توحيد الصفوف في حالة فشل المحادثات واندلاع جولة جديدة من المعارك القتالية، إلا أن تسع سنوات من الحرب وتنامي عدد الفصائل المسلحة أثبت أن فرص إنشاء قيادة مشتركة فعالة أصبحت ضعيفة.
استمرار المعارك القتالية في مأرب
بعد نجاحها في الاستيلاء على مناطق جنوبيّ مأرب في مارس/آذار الماضي، شنت قوات الحوثيين هجمات عسكرية منسقة بصفة يومية على عدة جبهات خلال الفترة ما بين 3 و9 أبريل/نيسان، وفقا لمصادر أمنية وقبلية وإعلامية موالية للحكومة. شملت خطوط الصراع الأمامية سلسلة جبال البلق الشرقية، وأم ريش، ومنطقة العكد في الضواحي الجنوبية لمدينة مأرب، وعلى جبهة ملعاء غرب مدينة حريب.
بعد تراجع حدة القتال في منتصف أبريل/نيسان، تزامنا مع صفقة تبادل الأسرى وعطلة عيد الفطر، استؤنفت المعارك القتالية في حريب في 20 أبريل/نيسان، حين هاجمت قوات الحوثيين وحدات من محور سبأ التابعة لألوية العمالقة المدعومة إماراتيا في منطقة البوارة و سلسلة جبال أراك، وفقا لأحد أبناء القبائل المحلية وأحد أفراد محور سبأ. كما استهدف قصف الحوثيين قرى في عزلة آل عقيل في حريب بتاريخ 21 أبريل/نيسان، مما ألحق أضرارا بأحد أماكن الصلاة لكن دون وقوع إصابات.
من جانب آخر، اندلعت معارك قتالية غرب مدينة مأرب بتاريخ 11 أبريل/نيسان، على طول جبهتي الكسارة ورغوان. كما فجرت قوات الحوثيين ثلاثة منازل في منطقة الزور شرق مديرية صرواح في 21 أبريل/نيسان، وتم تهجير السكان المحليين من المنطقة وعدم السماح بدخولها إلا للمقاتلين الحوثيين، وفقا لناشط مجتمعي وأحد سكان المنطقة سابقاً. تجدر الإشارة الى أن قوات الحوثيين فجرت منذ بداية العام ما لا يقل عن 17 منزلا في منطقة الزور.
أما في محافظة الجوف المجاورة، فقد داهم خمسة مقاتلون حوثيون معسكرا للواء السابع حرس حدود الموالي للحكومة في 27 أبريل/نيسان، خارج منطقة عازلة أقيمت على الحدود السعودية – اليمنية بطول خمسة كيلومترات. مُني الجانبان بخسائر إلى جانب أسر ثلاثة مقاتلين حوثيين، وقد أنشأ التحالف بقيادة السعودية المنطقة العازلة وكلف اللواء السابع حرس حدود بحماية محيطها في عام 2020، عقب شنّ الحوثيين غارات على دوريات حدودية تابعة للسعودية وزرعهم الألغام الأرضية على طول الحدود.
استمرار حالة انعدام الأمن في أبين
تم تسجيل العديد من الحوادث الأمنية في أبين، وتحديداً في وادي عومران في مديرية مودية الذي يعدّ معقلاً سابقاً لفرع تنظيم القاعدة باليمن، وسيطرت عليه لاحقا القوات الموالية للمجلس الانتقالي الجنوبي خلال عملية سهام الشرق التي أطلقت في أغسطس/آب 2022، في إطار ما سُميت حملة لمكافحة الإرهاب. في 1 أبريل / نيسان، لقي ثلاثة جنود من اللواء الخامس دعم وإسناد التابع للمجلس الانتقالي الجنوبي حتفهم في انفجار قنبلة على جانب الطريق. يشتبه بضلوع مسلحي القاعدة في زرعها. في 18 أبريل/نيسان، أفادت مصادر من قوات الحزام الأمني التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي بمقتل أبو مصعب الجعدني، أحد أبرز قيادات القاعدة في المنطقة والمقرب من أبو الهيجاء الحديدي، الأمير المحلي لتنظيم القاعدة في أبين وشبوة. في 27 نيسان/أبريل، قُتل قائد الكتيبة الثالثة التابعة لقوات الحزام الأمني بدلتا أبين “فوزي شايف البكري”، وأصيب اثنان من مرافقيه إثر انفجار عبوة ناسفة في منطقة البقيرة، بحسب مصدر تابع للحزام الأمني.
كما شهدت أبين اشتباكات داخلية بين القوات التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي بسبب خلاف على مناطق نفوذ كل طرف. ففي 3 أبريل/نيسان، قُتل قائد قوات الحزام الأمني النقيب صدام حسين الصالحي على يد أبو علي الشبواني أحد قيادات اللواء الخامس دعم وإسناد. هذا وانضم مسلحون من قبيلة الصالحي إلى الاشتباكات، حيث قُتل شخصان وجرح 16 آخرون قبل أن يتفاوض كبار القادة العسكريين على إنهاء القتال مقابل تسليم الشبواني. في 18 أبريل/نيسان، أصدر مشايخ قبليين وقادة المنطقة الوسطى التابعة لقوات الحزام الأمني بيانا مشتركا يطالبون فيه بمحاكمة الشبواني، ووفقا لمصدر عسكري تابع للمقاومة الجنوبية، طلب البيان أيضا سحب جميع القوات الموالية للعميد مختار النوبي – قائد محور أبين العسكري، واستبدالها بقوات أخرى تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي.
اشتباكات مستمرة على الجبهات في محافظات أخرى
استمرت الاشتباكات المتقطعة بين قوات الحوثيين وجنود القوات المشتركة على عدة جبهات جنوبيّ الحديدة. ففي الخامس والثامن من أبريل/نيسان، اندلعت معارك قتالية في منطقة السرد شماليّ مديرية حيس، وفقا لمصادر عسكرية من الجانبين. في 9 أبريل/نيسان، أطلقت قوات الحوثيين قذائف هاون على القوات المشتركة التي امتدت تحصيناتها على طول الحدود الجنوبية لتلة الشانية في عزلة ربع المحل، جنوب شرق مديرية حيس، وفقا لمصدر عسكري من القوات المشتركة. كما استهدفت قوات الحوثيين تحصينات في شمال منطقة الحيمة جنوب غرب مدينة التحيتا جنوبيّ الحديدة، وشوهدت طائرات مسيرة حوثية تحلق فوق التحصينات الجديدة.
في 18 أبريل/نيسان، قتلت غارة بطائرة استطلاع حوثية طفلا يبلغ من العمر 12 عاما وعنصرين من اللواء الثاني مقاومة تهامة المتمركز عند مفرق العدين بمديرية حيس جنوبي الحديدة. في اليوم نفسه، تبادلت قوات الحوثيين إطلاق قذائف الهاون وصواريخ الكاتيوشا مع القوات المشتركة في منطقة الحيمة، حيث كانت الأخيرة تُوسع التحصينات القتالية في المنطقة حين تعرضت للهجوم وفقا لمصدر محلي. في 24 أبريل / نيسان، استهدفت ثلاث طائرات مسيرة حوثية محملة بالمتفجرات جنود القوات المشتركة في الجزء الشرقي من منطقة القطبة شمال مديرية الخوخة جنوب غرب الحديدة، وفقا لما أفاد به جنود من الجانبين. بعدها بيومين (26 أبريل/نيسان)، اندلعت اشتباكات بين القوات المشتركة في منطقة القطبة وقوات الحوثيين المتمركزة في منطقة الحجروفة في جنوب مديرية التحيتا.
على صعيد آخر، لقي مدنيان حتفهما برصاص قناصة حوثيين في حادثتين منفصلتين وقعتا في محافظة تعز بتاريخ 21 و25 أبريل/نيسان. كما قتل ثلاثة أفراد وأصيب تسعة آخرون من أسرة واحدة في بلدة المجش الأعلى في مديرية موزع في قصف لقوات الحوثيين المتمركزة في مديرية مقبنة غربي تعز. جدير بالذكر أن مديرية موزع تخضع لسيطرة قوات المقاومة الوطنية بقيادة طارق صالح منذ الهجوم على ساحل البحر الأحمر من قبل القوات المدعومة من الإمارات أواخر العام 2018، في حين تخضع معظم مناطق مديرية مقبنة لسيطرة الحوثيين.
كما شُهدت معارك قتالية مستمرة في محافظتي لحج والضالع بين قوات الحوثيين والقوات الموالية للمجلس الانتقالي الجنوبي، لكنها أقل حدة من الاشتباكات التي وقعت في مارس/آذار، وأدت إلى مقتل وجرح العشرات من مقاتلي الحوثيين والمجلس الانتقالي الجنوبي والقوات الموالية للحكومة.
التطورات الأخرى في سطور
6 أبريل / نيسان: ضبطت قوات خفر السواحل اليمنية مركبا شراعيا محمل بأكثر من ثلاثة أطنان من المخدرات خلال عملية تفتيش في ميناء نشطون. اتهم وزير الإعلام معمر الإرياني قوات الحوثيين بالوقوف وراء عملية التهريب التي شملت أكثر من ثلاثة أطنان من مادة الحشيش و173 كيلوغرام من الميثامفيتامين البلوري والهيروين. هذا وذكرت وكالة “سبأ ” للأنباء التابعة للحكومة أن المركب الشراعي كان يرفع العلم الإيراني وعلى متنه طاقم من سبعة مواطنين إيرانيين.
10 أبريل / نيسان: أعلن قائد المنطقة العسكرية الثانية، فائز منصور التميمي، عن إنشاء موقع عسكري في عقبة حروبة، يطل على الخط الرابط بين وادي عمد وصوط باتيس على الطرف الغربي من مديرية عمد في حضرموت، المستخدم من قبل المهربين لنقل البضائع عبر الحدود بين حضرموت و شبوة.
11 أبريل / نيسان: أفرجت السلطات الإريترية عن 28 صيادا يمنيا كانوا محتجزين لديها منذ ثلاثة أشهر في قاعدة بحرية في جزيرة ترمة بالساحل الإريتري. هذا وأفاد سكان محليون أن حوالي 120 صياد ما يزالون محتجزين لدى السلطات الإريترية، وتعرض بعضهم للتعذيب والعمل الإجباري.
13 أبريل / نيسان: أجرت قوات الحوثيين تدريبات عسكرية في جزيرة كمران والمنطقة البحرية المحيطة بها شمال غرب مدينة الحديدة. وقد أظهر مقطع فيديو وحدة تابعة للقوات البحرية حوثية تسير على طول الشاطئ وتقود قوارب مدججة بالسلاح (تطوق سفينة كبرى بشكل رمزي) بالقرب من ممر الشحن الدولي.
من ناحية أخرى، قام مسلحون على متن دراجة نارية باغتيال القاضي عبدالعزيز سفيان التميمي في قرية سنوان بمديرية المعافر جنوب مدينة تعز.
19 أبريل / نيسان: عبرت حوالي 40 آلية عسكرية تابعة لقوات درع الوطن المدعومة من السعودية (الخاضعة لإمرة رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي) مدينة عتق في شبوة، في طريقها إلى عدن قادمة من منفذ الوديعة الحدودي مع السعودية، وفقا لشهود عيان. آخر مرة أرسلت فيها تعزيزات بهذا الحجم من منفذ الوديعة إلى عدن كانت في فبراير/ شباط.
21 أبريل / نيسان: اغتالت قوات من اللواء السادس التابع لقوات دفاع شبوة الموالية للمجلس الانتقالي الجنوبي الشيخ عبد الله الباني، أثناء قيادته سيارته عائدا من صلاة العيد في مديرية بيحان بشبوة. كان الباني يشغل منصب مدير عام مكتب الصحة العامة والسكان في المديرية وخطيب مصلى المطار في مدينة العليا منذ فترة طويلة. نفذت عملية الاغتيال بعد أن تحدى الباني توجيهات مكتب الأوقاف والإرشاد بالمحافظة بأن يؤم مدير الأوقاف السلفي صلاة العيد في بيحان. وردّا على عملية الاغتيال، شكل المحافظ عوض بن الوزير العولقي لجنة أمنية وعسكرية للتحقيق في الحادث، وجرى اعتقال ثمانية جنود من اللواء السادس من قوات دفاع شبوة. هذا ونصبت قبائل المصعبين وعشائر بيحان مخيما في 24 أبريل/نيسان، في مصلى العيد للمطالبة بالقصاص.
27-28 أبريل / نيسان: ظهر يخت يحمل على متنه ثلاثة روس ومواطنين مصريين بعد ثلاثة أيام من اختفائه قبالة الساحل اليمني المطل على البحر الأحمر. وزعم مالك اليخت أنهم تعرضوا لهجوم من قبل القراصنة، حيث ظهرت خدوش وثقوب رصاص على هيكل اليخت. في اليوم التالي، أطلق حراس أمن مسلحون على متن يخت آخر (كان يملكه فيما مضى الممثل الهوليودي ريتشارد بيرتون) النار على قوات الأمن اليمنية، مما أسفر عن مقتل أحد أفراد خفر السواحل. بدأت الاشتباكات بعد اقتراب قوارب خفر السواحل من اليخت، زاعمين أنه لم يكن يرفع علما وأن طاقمه تجاهلوا النداءات الراديوية بعد دخوله المياه الإقليمية اليمنية قبالة ساحل المهرة. هذا وتم ضبط اليخت في 7 مايو/ أيار من قبل السلطات الجيبوتية.