فشلت المحادثات السعودية – الحوثية التي جرت في صنعاء خلال شهر رمضان، في التوصل إلى اتفاق نهائي على خارطة طريق تضع اللمسات النهائية على المفاوضات وتضمن وقفا دائما لإطلاق النار. ظل قادة مجلس القيادة الرئاسي خارج إطار هذه المحادثات، رغم إصرار السعوديين على ضرورة توقيع الحوثيين اتفاقا مع الحكومة المعترف بها دوليا. وتزامنا مع المحادثات، تم تنفيذ صفقة تبادل كبيرة للأسرى في منتصف أبريل/نيسان شملت إطلاق سراح 973 معتقلا من جانب الحكومة والحوثيين، على ضوء الاتفاق الذي تم التوصل إليه حول هذا الملف في مارس/آذار. شملت لائحة المعتقلين المُفرج عنهم: وزير الدفاع الأسبق محمود الصبيحي، وناصر منصور هادي (شقيق الرئيس اليمني السابق)، وسميرة مارش التابعة لجماعة الحوثيين، والمتهمة بالتخطيط لعدة تفجيرات واغتيالات استهدفت الحكومة. كما أُفرج عن اللواء فيصل رجب- القائد العسكري المخضرم التابع للحكومة في صفقة مستقلة، بعد زيارة وفد قبلي من محافظة أبين إلى صنعاء ولقائه بمسؤولين حوثيين للتوسط لإطلاق سراحه.
على صعيد التطورات العسكرية، استمرت المعارك القتالية على عدة جبهات، أبرزها في محافظة مأرب حيث تحاول قوات الحوثيين تعزيز التقدم الذي أحرزته في مارس/آذار الماضي. أما على الصعيد الاقتصادي، فقد استقبل ميناء عدن الخاضع لسيطرة الحكومة أول سفينة حاويات لا تخضع لتفتيش التحالف في ميناء جدة، كما تم رفع الحظر المفروض سابقا عن استيراد 500 نوع من السلع، بما في ذلك الأسمدة والبطاريات. رغم هذا، تواجه الحكومة تحديات في تغطية فاتورة رواتب موظفي القطاع العام نتيجة خسارتها العائدات النفطية عقب استهداف الحوثيين موانئ تصدير النفط بالطائرات المسيرة أواخر العام الماضي، فضلا عن ضغط سلطات الحوثيين على التجار المستوردين لإعادة توجيه شحناتهم من ميناء عدن إلى ميناء الحديدة. كما نجحت السلطات الحوثية في تأمين مصدر إيرادات لها من مختلف الجبايات والرسوم غير القانونية التي فُرضت على سكان المناطق الخاضعة لسيطرتها خلال شهر رمضان.
شارك في إعداد هذا الإصدار من تقرير اليمن (حسب الترتيب الأبجدي باللغة الإنجليزية): رايان بيلي، ويليام كلوف، كيسي كومبس، ياسمين الإرياني، توفيق الجند، أندرو هاموند، خديجة هاشم، عبد الغني الإرياني، يزيد الجداوي، ماجد المذحجي، إلهام عمر، غيداء الرشيدى، أسامة الروحاني، ميريام صالح، ميساء شجاع الدين، لارا اولينهاوت، نيد والي، إلى جانب الوحدة الاقتصادية بمركز صنعاء.