هيمنت التوترات في معسكر التحالف الذي تقوده السعودية على المشهد السياسي طوال فترة الصيف، في ظل التنافس بين السعودية والإمارات الذي يستمر في إضعاف موقف الحكومة المعترف بها دوليًا. تُعد محافظة حضرموت الشاسعة شرقي اليمن التي تشترك بحدودها مع السعودية ساحة هذا التنافس في المشهد الراهن، حيث شهدت موجات من الاضطرابات السياسية والعسكرية. من جهة أخرى، شهدت محادثات السعودية مع جماعة الحوثيين (أنصار الله) جمودًا في الأسابيع الماضية على ضوء استمرار نقاط خلافية حول بعض الملفات منها وضع المملكة كطرف في الحرب وسداد رواتب موظفي القطاع العام.
هذا الجمود في المحادثات قد يكون السبب الذي دفع السعودية للإعلان عن دعم مالي جديد للحكومة بنحو 1.2 مليار دولار أمريكي، وهو ما ساعد جزئيًا في انتشال الحكومة من أزمتها المالية عقب تراجع إيراداتها نتيجة الحصار الفعلي المفروض من الحوثيين على صادرات النفط والغاز، والنقص الحاد في إمدادات الوقود الذي أدى إلى أزمة كهرباء مع خروج العديد من محطات توليد الطاقة عن الخدمة. ومع تفاقم سوء الوضع في ظل استمرار انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة خلال أكثر فصول السنة حرارة وتراجع قيمة الريال اليمني، اندلعت احتجاجات وسط تبادل الاتهامات بين الأطراف السياسية.
تعثّر محادثات السلام قد يُنذر أيضًا بموجات جديدة من العنف، مع نشر قوات الحوثيين قواتها بكثافة على حدود مأرب وتجدد طموحاتها بالاستيلاء على المدينة وحقول النفط فيها. من جهة أخرى، شهدت المحافظة مناورات عسكرية نفذها الحوثيون بحضور قيادات عسكرية بارزة إلى جانب مراقبين أجانب. كما امتدت التوترات إلى ساحل البحر الأحمر حيث عزّز الحوثيون وجود قواتهم البحرية على الجزر القريبة من ممرات الملاحة الدولية، في حين نقلت مختلف القوات الموالية للحكومة تنافسها إلى السواحل حيث تتنافس على إنشاء قواعد بالقرب من مضيق باب المندب الاستراتيجي.
شارك في إعداد هذا الإصدار من تقرير اليمن (حسب الترتيب الأبجدي باللغة الإنجليزية): مراد العريفي، رايان بيلي، ويليام كلوف، كيسي كومبس، أندرو هاموند، خديجة هاشم، يزيد الجداوي، إلهام عمر، غيداء الرشيدي، أسامة الروحاني، ميريام صالح، لارا اولينهاوت، نيد والي، إلى جانب الوحدة الاقتصادية بمركز صنعاء.