الملخص التنفيذي
الحوثيون يهاجمون تل أبيب والإسرائيليون يقصفون الحديدة
في 19 يوليو/تموز، اخترقت طائرة مسيرة أطلقتها جماعة الحوثيين (حركة أنصار الله) أجواء تل أبيب، مما أسفر عن مقتل شخص وإصابة عشرة آخرين، وهي المرة الأولى التي يُلحق فيها هجوم للجماعة خسائر بشرية في إسرائيل. ردّت تل أبيب في اليوم التالي بشن غارات جوية على ميناء الحديدة، مما أدى إلى تدمير البنية التحتية ومخازن الوقود ومقتل ستة عمال، ونقل العشرات إلى المستشفى بعد إصابتهم بحروق خطيرة.
استهدف الحوثيون تل أبيب مرة أخرى في 15 سبتمبر/أيلول، دون أن يسفر الهجوم عن أية إصابات، وبعدها بأسبوعين، شنت إسرائيل المزيد من الغارات الجوية على الميناء ومحطات الطاقة في محافظة الحديدة مما أسفر عن مقتل أربعة وإصابة 40 آخرين. على ضوء هذه التطورات، تبرز مخاوف من أن تؤدي الضربات إلى انقطاع تدفق المساعدات الإنسانية عبر ميناء الحديدة، وأن يؤدي فقدان مخزونات الوقود إلى نقص الإمدادات في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيون.
تراجع الهجمات في البحر الأحمر مع تكثيف الولايات المتحدة تواجدها
استهدف الحوثيون 12 سفينة تجارية خلال الأشهر الثلاثة الماضية، وهو معدل أقل من السفن الـ 21 المستهدفة في الربع السابق. على وجه الخصوص، أثار الهجوم على ناقلة النفط اليونانية (سونيون) مخاوف من حدوث تسرب نفطي وكارثة بيئية، قبل أن تنجح جهود قطرها وإنقاذها في النهاية بمساعدة القوة البحرية “أسبيدس” التابعة للاتحاد الأوروبي.
استمرت الضربات الأمريكية-البريطانية ضد مواقع إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة الحوثية، حيث زعمت القيادة المركزية الأمريكية تدمير 141 منظومة أسلحة خلال الربع الأخير، وبحسب ما ورد، تخطط الولايات المتحدة لإنفاق 1.2 مليار دولار أمريكي لمواصلة العمليات في البحر الأحمر.
استمرار المعارك القتالية على الجبهات
استمرت المعارك القتالية بين قوات الحوثيين والقوات الموالية للحكومة في عدة جبهات، لكن هذه الجبهات ظلت ثابتة إلى حد كبير. شهدت جبهة كرش الواقعة في المنطقة الحدودية بين تعز ولحج اشتباكات متواصلة، إلى جانب استمرار المعارك وسط الضالع وجنوب الحديدة ومأرب. شهدت المعارك في لحج ومأرب استيلاء قوات الحوثيين على عدة مواقع قبل أن تستعيد القوات المدعومة من الإمارات السيطرة عليها.
من جهة أخرى، توقف القتال في الحديدة أوائل سبتمبر/أيلول، بعد أن دمرت السيول التحصينات الأرضية ومخابئ الأسلحة. على صعيد آخر، فجر تنظيم القاعدة سيارة مفخخة في قاعدة تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي في أبين، مما أسفر عن مقتل 16 جنديًا، حيث استهدف الهجوم القوات المشاركة في “عملية سهام الشرق” لمكافحة الإرهاب في الذكرى الثانية لإطلاقها.
قمع الاحتفالات بذكرى الثورة الجمهورية
استبق الحوثيون الذكرى السنوية للثورة الجمهورية لعام 1962، والتي يحتفل بها اليمنيون في 26 سبتمبر/أيلول من كل عام، باعتقال مئات الأشخاص على يد قوات الأمن التابعة للجماعة. ينظر الحوثيون للاحتفالات التي تحيي ذكرى هذا الحدث على أنها رفض لذكرى استيلائهم على صنعاء عام 2014، وهو الحدث الذي تحتفل به الجماعة في 21 سبتمبر/أيلول من كل عام، علماً بأن حملات القمع ضد الاحتفالات بذكرى الثورة الجمهورية تصاعدت في السنوات الأخيرة.
الحوثيون يبثون المزيد من الاعترافات القسرية
واصل الحوثيون بث اعترافات قسرية لموظفين سابقين لدى السفارة الأمريكية بصنعاء، متهمين -من قبل الحوثيين- بالتجسس لصالح وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، والمشاركة في مخطط واسع استمر عقوداً يهدف إلى أمركة الثقافة اليمنية – حسب الاعترافات. تم بث الاعترافات القسرية لأول مرة في يونيو/حزيران، ثم على حلقات متتالية كل شهر. تزامنت عمليات البث المشار إليها مع الاعتقالات المستمرة لنشطاء من المجتمع المدني اليمني وعاملين لدى الأمم المتحدة ومنظمات إغاثية، في إطار مساعي الحوثيين إلى تعزيز سيطرتهم على قطاع المعونة والمساعدات الانسانية، لدرجة أنهم قاموا بمداهمة مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان في 13 أغسطس/آب.
تشكيل حكومة جديدة، و استحداثات وتدخلات في السلك القضائي بصنعاء
في العاشر من أغسطس/آب، أعلنت سلطة الحوثيين عن تشكيل حكومة مصغرة تضم 21 حقيبة وزارية برئاسة أحمد الرَهَوِي كرئيس جديد للوزراء. بينما تحاول الحكومة الجديدة الحفاظ ظاهرياً على تقاسم السلطة مع حزب المؤتمر الشعبي العام، إلاّ أن التعيينات كانت من نصيب قيادات موالية تماماً للحوثيين. كما سعت الجماعة إلى إحكام قبضتها على نظام القضاء من خلال تعيينات سياسية وإلغاء الشروط المسبقة لتعيين القضاة، وقد أدان نادي قضاة اليمن واتحاد المحامين العرب القوانين الجديدة باعتبارها محاولة لإعادة إنشاء نظام العدالة الإسلامي الذي كان قائماً في عهد الإمامة.
اختطاف قائد كتيبة في الدفاع الجوي يورط المجلس الانتقالي الجنوبي
أدى اختطاف المقدم علي عبد الله عشال الجعدني، قائد كتيبة في الدفاع الجوي تابعة للحكومة، في يونيو/حزيران الفائت، إلى سلسلة من الاحتجاجات ضد المجلس الانتقالي الجنوبي في أبين وعدن. رغم أن المجلس الانتقالي وجه بإجراء تحقيق داخلي في عملية الاختطاف، لكن هناك حملة قمعية شنت ضد الاحتجاجات مما أسفر عن مقتل اثنين من المتظاهرين، وقد استغل الفاعلون السياسيون المحليون حالة الغضب للتصدي لتوسع نفوذ المجلس الانتقالي الجنوبي في المحافظات.
التنافس السياسي في حضرموت
استمرت المؤامرات السياسية في محافظة حضرموت الغنية بالنفط شرقيّ البلاد في أعقاب زيارة رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي في 27 يوليو/تموز، حيث انتشرت شائعات تفيد بأن العليمي يعتزم استئناف صادرات النفط وتقاسم العائدات مع سلطة صنعاء كجزء من صفقة مرتقبة مع الحوثيين، وهو ما أدى إلى إثارة التحريضات والاحتجاجات من قبل حلف قبائل حضرموت بقيادة وكيل المحافظة عمرو بن حبريش. أقام الحلف نقاط مسلحة واعترض شحنات الوقود، مطالباً بتحسين الخدمات العامة و بِحصة أكبر من عائدات النفط. من جهتها، اتهمت المؤسسة العامة للكهرباء الحلف بِمفاقمة أزمة انقطاع التيار الكهربائي والتي كان يتظاهر أساساً احتجاجاً عليها.
دمار واسع النطاق بسبب السيول
تسببت الأمطار الغزيرة خلال فترة الأمطار الموسمية، في دمار واسع النطاق في مختلف أنحاء البلاد، مما أسفر عن مقتل ما يقرب من مائة شخص وتضرر أكثر من نصف مليون، فضلا عن نزوح الآلاف. كان الأشخاص النازحون أساساً من ديارهم والمقيمون في ملاجئ و مخيمات مؤقتة الفئة الأشد تضررًا. كما تسببت الأمطار والسيول المصاحبة لها في خسائر فادحة في الأراضي الزراعية، مما أضر بحوالي 30% من المساحات المزروعة.
على صعيد آخر، حذرت منظمة الصحة العالمية من أن تؤدي السيول إلى تفاقم تفشي وباء الكوليرا، حيث أن ظهور مئات الحالات الجديدة تفوق القدرة الاستيعابية للمراكز الطبية والمستشفيات.
الرياض تجبر البنك المركزي على التراجع عن قراراته
بضغوط من الرياض، تراجع البنك المركزي اليمني بعدن عن قراراته التي سعى من خلالها لاستعادة السيطرة على النظام المالي للبلاد. أدى التنافس بين البنكين المركزيين المنقسمين للتحكّم بالاقتصاد إلى فرض إجراءات عقابية متبادلة؛ فَحين قام البنك المركزي اليمني في عدن بعزل ستة بنوك مقرها صنعاء عن نظام سويفت العالمي، هدّد الحوثيون بالانتقام عسكرياً عبر استهداف السعودية في حال عدم التراجع عن تلك الإجراءات. هذا وقوّض التراجع عن القرارات- وبشكل خطير – سلطة البنك المركزي اليمني في عدن، ونسف كل المساعي والخطط لاستغلال القدرة على الوصول إلى النظام المالي كورقة ضغط لإجبار الحوثيين على تقديم تنازلات.
هبوط قيمة الريال لمستويات قياسية
هبطت قيمة الريال الجديد – الأوراق النقدية المتداولة في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة المعترف بها دوليا – إلى مستويات قياسية خلال شهر سبتمبر/أيلول، حيث تم تداوله بأقل من 1,900 ريال يمني مقابل كل دولار أمريكي. حاولت الحكومة دعم قيمة العملة من خلال إقامة مزادات لبيع العملات الأجنبية وأدوات الدين المحلية المختلفة، إلاّ أن الريال واصل الانخفاض حيث فَقَد ما يقرب من ربع قيمته منذ بداية العام. هذا ويظل الدعم السعودي غير الكافي والحصار الحوثي المستمر على صادرات النفط المحركان الرئيسيان لتراجع قيمة العملة المتداولة في مناطق الحكومة.
برنامج الأغذية العالمي يستأنف توزيع المواد الغذائية في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيون
في أغسطس/آب، أعلن برنامج الأغذية العالمي عن نيته استئناف تقديم المساعدات الغذائية مؤقتًا في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، بعد توقف دام ستة أشهر. رسم البرنامج صورة قاتمة للأزمة الإنسانية وحالة الأمن الغذائي في اليمن، حيث أشار إلى أن نسبة كبيرة تبلغ 62% من الأسر اليمنية تعاني من نقص الاستهلاك الغذائي بحلول يوليو/ تموز. هذا ولا تزال المعلومات المتعلقة بالحصص الغذائية ومعدل ووتيرة توزيعها غير متوفرة؛ بينما يكافح مجتمع العمل الإنساني للتعامل مع القيود الحوثية المتزايدة والاعتقالات التي تطال العاملين في مجال الإغاثة. في سبتمبر/أيلول، أعلنت الأمم المتحدة تعليق جميع الأنشطة غير المنقذة للحياة وغير المستدامة في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين.