على الرغم من عدم حدوث هجمات برية واسعة خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني، إلا أن التوترات العسكرية تصاعدت في ظل استمرار هجمات الحوثيين على موانئ النفط الحكومية بالطائرات بدون طيار وورود تقارير عن وصول تعزيزات للحوثيين وللقوات المناهضة لهم في مختلف الجبهات. استمرت الهدنة إلى حد كبير من حيث عدم شن أي طرف هجمات برية واسعة، إلا أن اشتباكات عنيفة اندلعت على طول جبهات تعز ولحج والحديدة. كان هناك قلق متزايد أوساط قيادة التحالف الذي تقوده السعودية من أن الحوثيين كانوا يستعدون لشن هجوم كبير، وكرد فعل لنشر الحوثيين لتعزيزات جنوب مأرب، نُشرت العديد من ألوية العمالقة في المنطقة الحدودية بين مأرب وشبوة، ودفع تكثيف الحوثيين لهجماتهم على طول حدود تعز مع لحج إلى إنشاء غرفة عمليات مشتركة بين الحكومة والمجلس الانتقالي الجنوبي في لحج.
أما خلف الخطوط الأمامية في مناطق سيطرة الحكومة فيستمر انعدام الأمن وتدوم الصراعات الداخلية، ففي مأرب اندلعت اشتباكات قبلية في منطقة مأرب الوادي التي شهدت أيضًا اغتيال العديد من القادة الموالين للحكومة، وفي تعز حدثت هجمات يعتقد أنها ترتبط بالقيادي في المليشيا غزوان المخلافي، أما في محافظة لحج المجاورة فأدى نهب قطاع الطرق لشحنة أسلحة إلى حملة أمنية مشتركة بين الحكومة والمجلس الانتقالي الجنوبي، وفي أبين استمرت عمليات مكافحة الإرهاب التي يقودها المجلس الانتقالي الجنوبي ضد تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، مع تقارير عن عدة هجمات بالعبوات الناسفة بدائية الصنع التي يستخدمها تنظيم القاعدة في جزيرة العرب ضد قوات المجلس الانتقالي الجنوبي والقوات الحكومية.
إضافة إلى شن الحوثيين معارك برية، فقد نفذوا أيضًا عدة هجمات على مواقع ساحلية تسيطر عليها الحكومة باستخدام الطائرات دون طيار. شنت قوات الحوثيين، إضافة إلى هجوم 9 نوفمبر/تشرين الثاني على ميناء قنا في شبوة وهجوم 21 نوفمبر/تشرين الثاني على ميناء الضبة النفطي في حضرموت هجوماً بطائرة دون طيار على مقر لخفر السواحل اليمني الموالي للحكومة في الحيمة بمحافظة الحديدة في 10 نوفمبر/تشرين الثاني. أفادت تقارير أن قوات الحوثيين نفذت تجربة صاروخ مضاد للسفن في 17 نوفمبر/تشرين الثاني، حيث أطلق الحوثيون الصاروخ من منطقة نهم شرق صنعاء إلى البحر الأحمر.
مأرب
تزايد قلق التحالف بشأن هجوم محتمل للحوثيين خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني، وذلك في ظل تزايد انتشار التعزيزات الحوثية على جبهات جنوب مأرب وشمال شرق محافظة البيضاء، وبالتالي نُشر عدد من ألوية العمالقة المدعومة من الإمارات في مناطق مقابلة لقوات الحوثيين في مديرية حريب جنوبي مأرب. هاجمت قوات الحوثيين في 17 نوفمبر/تشرين الثاني مواقع الجيش الحكومي قرب جبال البلق الشرقية، واستمرت الاشتباكات لمدة ثلاثة أيام لم يحرز فيها أي من الجانبين أي تقدم.
شهدت مديرية مأرب الوادي بمحافظة مأرب عدة اشتباكات قبلية، وكانت المديرية قد شهدت زيادة في الاضطرابات القبلية خلال الأشهر الأخيرة، حيث اندلعت اشتباكات بين قوات اللواء الخامس حماية رئاسية بقيادة العميد الركن سعيد بن صالح بن معيلي من قبيلة آل معيلي ورجال قبيلة الدماشقة في منطقة العرقين التابعة لمديرية مأرب الوادي في 3 نوفمبر/تشرين الثاني، وذلك بعد إنشاء اللواء ب معسكر في المنطقة. حاول الشيخ القبلي محمد محسن بن جلال التوسط لوقف القتال لكنه قُتل مع اثنين من مرافقيه أثناء تنقلهم للتوسط بين الطرفين، لكن المحاولة الثانية للوساطة القبلية بقيادة الشيخ خالد غالب الأجدع والشيخ مرضي بن كعلان نجحت في وقف القتال لمدة ثمانية أيام في 4 نوفمبر/تشرين الثاني، مما سمح باستمرار المفاوضات بين الطرفين. وجه مجلس القيادة الرئاسي كلًا من وزارة الدفاع وهيئة الأركان العامة للجيش بتشكيل لجنة وساطة مع شيوخ القبائل وإزالة أي مظاهر عسكرية جديدة على أراضي قبائل الدماشقة. تسببت الاشتباكات بين الطرفين في قطع الطريق الدولي الرابط بين محافظتي مأرب وحضرموت لمدة 20 ساعة، وتدمير خطوط نقل الكهرباء التابعة لمحطة كهرباء مأرب، مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي في مدينة مأرب لعدة أيام.
في 19 تشرين الثاني/ نوفمبر، أثمرت وساطة قبلية قادها الشيخ علي بن حسن بن رابح والشيخ علي بن حسن بن غريب لاتفاق على ترسيم الحدود بين قبيلتي الدماشقة وآل معيلي في منطقة العرقين بمديرية مأرب الوادي بحسب أعضاء لجنة الوساطة، واستند ترسيم الحدود إلى حكم أصدره الشيخ ابن غريب عام 2017 الحكم الذي رفضته قبيلة آل معيلي حينها. وفي حادثة منفصلة، تصاعدت التوترات الناجمة عن ثأر بين قبيلتي آل حتيك وآل عقار إلى اشتباكات في منطقة كرا جنوب شرق محافظة مأرب الوادي في 9 نوفمبر/تشرين الثاني.
شهد نوفمبر/تشرين الثاني مقتل اثنين على الأقل من القيادات الحكومية في مأرب، حيث أقدم مسلح في 2 نوفمبر/تشرين الثاني على قتل المقدم البارز في اللواء 102 التابع للحكومة نصر الدين نصر الخذافي قرب مفرق عرش بلقيس جنوب محافظة مأرب الوادي أثناء عودته إلى جبهات جنوب المحافظة، وجرى التعرف على القاتل بأنه من فخذ آل غزيل. اُغتيل أيضًا مستشار وزارة الدفاع العميد محمد الجرادي ومرافقيه في مأرب في الثامن من نوفمبر/تشرين الثاني، وما تزال تفاصيل الاغتيال غير واضحة، غير أن جثث الضحايا عُثر عليها قرب مقبرة الشهداء في مديرية مأرب الوادي. أصدرت وزارة الدفاع بيان نعي ووصفت الحادث بالعملية الإرهابية، في حين صرح أحد أفراد عائلة الجرادي أن الاغتيال كان متعمدًا مع سبق الإصرار والترصد، ملمحًا إلى أنه ربما قُتل على يد القوات الأمنية أو العسكرية في مأرب.
في 7 تشرين الثاني/ نوفمبر، تسبب انفجار في مخزن أسلحة في مركز قيادة المنطقة العسكرية الثالثة في حالة من الذعر لوقت قصير في مدينة مأرب، حيث أدى الانفجار إلى تطاير الصواريخ والذخائر في الهواء وسقوط عدد منها في مناطق سكنية مزدحمة، وتسبب الانفجار في مقتل أربعة مدنيين، رجلين وصبي وفتاة، وإصابة خمسة آخرين بينهم امرأة وطفل.
تعز
استمرت الاشتباكات بين الحوثيين والقوات الحكومية على جبهات مختلفة في محافظة تعز خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني، فقد اشتبك الحوثيون مع القوات الموالية للحكومة على جبهة الاحطوب في مديرية جبل حبشي مطلع الشهر، حيث نصبت قوات الحوثيين متارس وتحصينات جديدة في منطقة ميلات مشكلة تهديدًا للقوات الحكومية المتمركزة بالقرب من طريق الضباب الواصل بين تعز وعدن، وأصيب خلال الفترة نفسها أربعة مدنيين في قصف بقذائف الهاون في مديرية الصلو، ووردت تقارير عن وقوع هجمات بطائرات مسيّرة على مواقع عسكرية حكومية على امتداد جبهة الشقب بمديرية صبر الموادم. خلال الفترة بين 18 و19 نوفمبر/تشرين الثاني، قصفت قوات الحوثيين القوات الحكومية بالمدفعية وقذائف الهاون في عدة جبهات منها منطقة كلابه غربي مدينة تعز، ومنطقة الكدحة بمديرية المعافر جنوب تعز، وجبل هان في مديرية صبر الموادم غرب مدينة تعز.
لم ينحصر الأمر على اندلاع اشتباكات بين قوات الحوثيين والحكومة، بل استمر الصراع في صفوف القوات التابعة للحكومة خلف خطوط الصراع، ففي 31 أكتوبر/ تشرين الأول، نجا مدير مكتب النقل في تعز عارف نعمان من محاولة اغتيال قام بها جنود من الكتيبة الأولى للواء 170 دفاع جوي بقيادة أبو ذر عبدالله حسن، وكان نعمان قد رفض منح حسن ترخيصًا لتحصيل الرسوم في نقطة على طريق التربة المسراخ بدلًا من موظفي مكتب النقل المخولين قانونًا بتحصيل تلك الرسوم، واُتهم نعمان بتلقي رشاوى من حسن مقابل وعود بمنحه السيطرة على نقاط التفتيش، وبعد ذلك بأيام في 2 نوفمبر/تشرين الثاني، اعتقلت قوات الأمن في تعز حسن بعد إصابته برصاصة في ساقه أثناء محاولته الإفلات من قوات الأمن.
في 17 نوفمبر/تشرين الثاني، اندلعت اشتباكات مسلحة بين قوات الأمن ومسلحين في حي الروضة وحي زيد الموشكي بمدينة تعز أي مناطق سيطرة زعيم المليشيا المحلي غزوان المخلافي، وأفاد شهود عيان ومسؤول محلي بسماع انفجار عنيف خلال المواجهات نتيجة سقوط قذيفة صاروخية استهدفت قوات الأمن التابعة للنقيب عيسى الكامل الملقب بالعرز الذي يعمل مستشارًا لقائد اللواء 170 دفاع جوي في الروضة. أما غزوان فهو زعيم جماعة مسلحة تابعة لحزب الإصلاح، جماعة سيئة السمعة معروفة بالبسط على الأراضي وابتزاز التجار في المدينة. غزوان وشقيقه الذي قُتل برصاص قوات الأمن في 24 أكتوبر/تشرين الأول هم أقرباء قائد اللواء ٢٢ ميكا السابق اللواء صادق سرحان. نشر غزوان مقطع فيديو على صفحته بفيسبوك في 18 نوفمبر/تشرين الثاني، وهدد في الفيديو بالانتقام لشقيقه بقتل مدير أمن تعز منصور الأكحلي، وهدد أيضًا عضو مجلس القيادة الرئاسي وقائد المقاومة الوطنية طارق صالح الذي وصفه بأنه الداعم الرئيسي للأكحلي.
لحج
اشتد القتال بين الحوثيين والقوات المناهضة لهم في لحج خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني، فخلال الفترة من 4 إلى 7 نوفمبر/تشرين الثاني، اشتبكت قوات الحوثيين وقوات اللواء العاشر صاعقة التابع للمجلس الانتقالي الجنوبي على جبهة حبيل حنش شمال غرب مديرية المسيمير، وذلك بعد وصول تعزيزات حوثية إلى جبهات كرش وحمالة وحبيل حنش، في 10 نوفمبر/تشرين الثاني، أجبرت قوات الحوثيين سكان مناطق ثبرة والضلع وبيت حميم والأملح شمال شرق مديرية القبيطة على ترك مناطقهم لنصب مواقع عسكرية جديدة بحسب التقارير. كانت هناك اشتباكات عنيفة بين الحوثيين وقوات المقاومة الجنوبية على طول الجبهات في منطقتي المسيمير والقبيطة طوال منتصف نوفمبر وحتى أواخره، وأجبرت قوات الحوثيين عدة عائلات على النزوح بعد أن أحرزت تقدمًا على طول جبهة حبيل حنش في 18 نوفمبر/تشرين الثاني، وورد أن قوات الحوثيين حشدت قواتها خلال الفترة بين 10 و12 نوفمبر/تشرين الثاني في مديرية طور الباحة في لحج ومديرية حيفان في محافظة تعز المجاورة، قبل محاولة إحراز المزيد من التقدم في لحج.
في 8 تشرين الثاني/ نوفمبر، حضر كبار القادة العسكريين والأمنيين اجتماعًا في منزل المحافظ أحمد عبدالله تركي بهدف توحيد وتنسيق الجهود في المحافظة من خلال غرفة عمليات مشتركة، وبحسب مصادر محلية كان هذا الاجتماع هو الأول من نوعه للقادة الموالين للحكومة والمجلس الانتقالي الجنوبي في لحج منذ سيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي على عدن في أغسطس/آب 2019. تضمنت مخرجات هذا الاجتماع تنسيق نقاط التفتيش الأمنية بالمحافظة لتسهيل مرور وانطلاق عملية سهام الغرب التي تستهدف العصابات الإجرامية التي تعيق حركة المرور وتنهب سائقي السيارات.
شهدت محافظة لحج زيادة ملحوظة في أعمال قطع الطرق في نوفمبر/ تشرين الثاني، ففي 1 نوفمبر/تشرين الثاني، خطف مسلحون من قبيلة الحميدة شاحنة تنقل أسلحة من عدن إلى محور تعز العسكري في وادي معبق بمديرية المقاطرة، لكنها استُعيدت لاحقًا. وفي 10 نوفمبر/تشرين الثاني، قُتل مدني في اشتباكات بين قوات الأمن ومسلحين محليين في منطقة معبق شرقي مديرية المقاطرة، وأدت الاشتباكات إلى قطع الطريق الواصل بين تعز وعدن لمدة يومين. في 11 نوفمبر/تشرين الثاني، شنت القوات الموالية للحكومة والمجلس الانتقالي الجنوبي حملة عسكرية مشتركة سمتها سهام الغرب، وبعد يوم واحد من القتال، أعلنت القوات المشتركة اعتقال ثمانية مشتبه بهم، وقتل وجرح عدة أشخاص، وفرار آخرين. في 16 نوفمبر/تشرين الثاني، نظم العشرات من سكان منطقة الواحات جنوب غرب مديرية تبن جنوب لحج مظاهرة احتجاجًا على الاشتباكات المسلحة الأخيرة التي شنتها الجماعات القبلية، واحتج النشطاء المشاركون في المظاهرة على استخدام العنف في الأحياء السكنية التي يُفترض أن تكون آمنة للمدنيين.
البيضاء
ووردت أنباء عن تحركات عسكرية على جبهات مختلفة في محافظة البيضاء التي يسيطر عليها الحوثيون خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني، خصوصًا على طول الحدود الشمالية الشرقية والجنوبية للمحافظة، وأفاد شهود عيان أن الحوثيين نشروا تعزيزات عسكرية في 8 نوفمبر/تشرين الثاني بجبهة عقبة القنذع شمال شرق مدينة البيضاء المتاخمة لمديريتي بيحان وعين الخاضعتين لسيطرة الحكومة في محافظة شبوة المجاورة. كما بنت قوات الحوثيين تحصينات جديدة وطرقًا فرعية في سلسلة الجبال المطلة على بيحان.
بين 15 و19 نوفمبر/تشرين الثاني، وردت أنباء عن اشتباكات بين المقاومة الجنوبية وألوية العمالقة من جهة وقوات الحوثيين من جهة أخرى في جبهة الحد يافع على طول حدود البيضاء مع محافظة لحج، وشوهدت طائرات مسيرة حوثية تحلّق فوق الجبهة أثناء القتال.
الضالع
تواصلت الاشتباكات بين الحوثيين والقوات المناهضة لهم في محافظة الضالع خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني، وكان معظم تلك الاشتباكات عبارة عن قصف وهجمات بطائرات مسيّرة على جبهات باب غلق والفاخر وحجر.
الحديدة
استمرت الاشتباكات بين الحوثيين والقوات المشتركة جنوب محافظة الحديدة، واستمر تبادل القصف بين الطرفين والاشتباكات في مديرية حيس. واصلت قوات الحوثيين طوال هذا الشهر في بناء حاجز صخري بطول تسعة كيلومترات يمتد من ساحل البحر الأحمر في الغويرق إلى منطقة الجبلية شمال مدينة التحيتا، وتقول مصادر حوثية إن الحاجز مليء بألغام أرضية مموهة على شكل صخور.
كانت محافظة الحديدة إحدى المناطق البارزة من حيث نشاط الطائرات المسيّرة الحوثية أواخر أكتوبر/تشرين الأول ونوفمبر/تشرين الثاني، حيث شهدت المحافظة خمس هجمات منفصلة على الأقل بالطائرات دون طيار، ففي 30 أكتوبر/تشرين الأول، شنت قوات الحوثيين هجومين منفصلين بطائرات مسيّرة جنوب الحديدة، الأول غارة قرب موقع عسكري للقوات المشتركة قرب جبل دباس شمال شرق مديرية حيس وأسفرت عن مقتل مدني، والثاني هجوم استهدف موقعًا عسكريًا للقوات المشتركة شرق مدينة الخوخة، وأسفر عن مقتل اثنين من عناصر المقاومة الوطنية. في 10 نوفمبر/تشرين الثاني، استهدفت ثلاث طائرات مسيرة تابعة للحوثيين مركز قيادة خفر السواحل في ميناء الحيمة جنوب الحديدة، ما أدى إلى انفجار مخزون من الذخائر وإصابة خمسة من أفراد خفر السواحل. في 12 نوفمبر/تشرين الثاني، استهدفت طائرة مسيرة تابعة للحوثيين شاحنة عسكرية للقوات المشتركة قرب مزرعة دواجن في منطقة أبو زهر شمال مدينة الخوخة، وهو الهجوم الأول بطائرة مسيّرة داخل المدينة منذ يناير/كانون الثاني 2022. وفي الفترة من 14 إلى 15 نوفمبر/تشرين الثاني، استهدفت طائرتان مسيرتان للحوثيين مواقع القوات المشتركة بمنطقة الرون بمديرية حيس، وأسفرت الهجمات عن مقتل اثنين على الأقل من عناصر القوات المشتركة.
أبين
شهدت أبين معارك متقطعة بين الحوثيين وقوات المقاومة الجنوبية خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني، وكانت معظم تلك الاشتباكات على طول جبهة عقبة ثرة على الحدود بين مديرية مكيراس في البيضاء ومديرية لودر في أبين. ووردت أنباء عن وقوع اشتباكات وقصف متبادل بين الجانبين على مدار الشهر، دون إحراز أي تقدم كبير لأي من الجانبين. في 8-9 نوفمبر/تشرين الثاني، نشرت قوات الحوثيين تعزيزاتها في مديرية جيشان أبين والمناطق الجبلية بمحافظة البيضاء المطلة على مديريات لودر ومودية وجيشان، لكن من غير الواضح ما إذا كانت نية تلك التعزيزات تشتيت انتباه قوات المقاومة الجنوبية عن العمليات القريبة ضد تنظيم القاعدة أو منع عناصر القاعدة من الفرار إلى البيضاء التي يسيطر عليها الحوثيون. في 9 نوفمبر/تشرين الثاني، عقد قادة الجيش والأمن والسلطة المحلية في المجلس الانتقالي الجنوبي اجتماعًا في رد على تقدم الحوثيين.
واصل المجلس الانتقالي الجنوبي والقوات الحكومية عملياتهما ضد عناصر تنظيم القاعدة في مديرية المحفد ضمن عملية سهام الشرق، حيث انتشرت قوات الحزام الأمني عند مداخل مدينة المحفد في 10 نوفمبر/تشرين الثاني، ونشرت تعزيزات إضافية هناك وعلى طول الطريق المؤدي إلى وادي جورة في 18 نوفمبر/تشرين الثاني. في ظل استمرار هذه الحملة، نُفذت عدة هجمات باستخدام العبوات الناسفة ضد قوات المجلس الانتقالي الجنوبي والقوات الحكومية ويشتبه أن تنظيم القاعدة كان وراء تلك الهجمات.
أسفر هجوم بعبوة ناسفة على قوات الحزام الأمني وقوات اللواء الأول عن مقتل ثلاثة جنود في وادي الخيالة في 4 نوفمبر/تشرين الثاني، واستهدفت عبوة ناسفة أخرى زُرعت على جانب الطريق موكبًا يقل قائدين من الحزام الأمني في 17 نوفمبر/تشرين الثاني، وأسفر الانفجار عن مقتل ثلاثة جنود على الأقل، ونجا القائدان من الهجوم. في 19 نوفمبر/تشرين الثاني، قُتل ثلاثة جنود وأُصيب ستة آخرون من اللواء 103 مشاة الموالي للحكومة عندما انفجرت عبوة ناسفة استهدفت مركبتهم العسكرية في وادي عميران شرق مديرية مودية.
في ظل الضغط الناجم عن حملات مكافحة الإرهاب الجارية في محافظتي أبين وشبوة، أشارت تقارير إلى نشوء صراع في صفوف تنظيم القاعدة باليمن في نوفمبر/تشرين الثاني وذلك بين قائدهم الحالي خالد باطرفي وسعد بن عاطف العولقي عضو مجلس شورى التنظيم. بدأ الخلاف حول القيادة في أبريل/نيسان الماضي عندما اشتكى قادة جهاديون في شبوة من محاولة باطرفي عزلهم، وقطع الأموال والمدفوعات لأسر المقاتلين القتلى، ورفض السماح لهم بقتال الحوثيين. التقى العولقي بالقادة في شبوة في أبريل/نيسان ويوليو/تموز ووعدهم بأن تستمع قيادة الجماعة لشكاويهم وأن باطرفي سيعالج مخاوفهم. نظرًا لعدم إحراز تقدم واضح في الأمر، اتهم العولقي باطرفي بإحراجه أمام تابعيه ومحاولة تقليص نفوذه، وتوعد بالانتقام لذلك، مما تسبب بانقسام كبير في صفوف القيادة، حيث دعم البعض العولقي، مثل خبيب السوداني، في حين وقف آخرون إلى جانب باطرفي. باطرفي سعودي الجنسية في حين أن العولقي أحد كبار أعضاء تنظيم القاعدة اليمنيين.
شبوة
لم تكن شبوة ميدانًا لمعارك رئيسية خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني، إلا أنها شهدت تطورات عسكرية متعددة وسط أنباء عن تعزيزات حوثية في المناطق الحدودية شمال شرق البيضاء وفي ظل مخاوف التحالف الذي تقوده السعودية من هجوم آخر للحوثيين. في 3 نوفمبر/تشرين الأول، أسقطت قوات لواء العمالقة طائرة مسيّرة حوثية قرب قرية شعب معدو بمديرية الصعيد الشرقي، وفي 8 نوفمبر/تشرين الثاني، قال شهود عيان إن طائرة مسيّرة تابعة للحوثيين هاجمت معسكرًا للواء السادس دفاع شبوة في جبهة القنذع شمال غرب مديرية بيحان. وبحسب شهود عيان، مرت قوات عسكرية تابعة للكتيبة الثالثة من اللواء 22 مشاة عمالقة في مدينة عتق في 9 تشرين الثاني / نوفمبر، وأعادت تلك القوات بقيادة هيثم قاسم انتشارها من ساحل البحر الأحمر بمحافظة تعز إلى المناطق الصحراوية على طول حدود شبوة مع مأرب. في 23 نوفمبر/تشرين الثاني، استخدم الحوثيون طائرات مسيرة لمهاجمة معسكر للجيش الموالي للحكومة في منطقة العلم الواقعة على بعد 80 ميلًا من منفذ العبر إلى السعودية، وأسفر الهجوم عن مقتل جنديين وإصابة اثنين آخرين، وقالت مصادر إعلامية إن المحافظ ندد بالهجوم في اتصال هاتفي مع قائد المنطقة العسكرية الأولى.
في 13 نوفمبر/تشرين الثاني، اعتصمت قبائل بلعبيد في مديريات شرق شبوة للضغط على المحافظ عوض بن الوزير العولقي ومجلس القيادة الرئاسي والتحالف بقيادة السعودية لإزالة معسكرات الإصلاح من منطقة عارين بالقرب من الحدود الشمالية الشرقية لشبوة مع مأرب. ورفع رجال القبائل من مناطق الجردان والطلح ودهر وعرماء لافتات ورددوا شعارات تطالب بإزالة المعسكرات التابعة للإصلاح التي نُصبت في سبتمبر/أيلول بعد طرد قواتهم من مدينة عتق، وصرحت شخصيات قبلية بارزة من قبيلة بلعبيد إنها تعتبر وجود مثل هذه القوات تهديدًا كونها لا تخضع لتوجيهات المؤسسات العسكرية والأمنية في المحافظة.
الأمن البحري
شكّل الأمن البحري مصدر قلق متزايد خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني بسبب نشر قوات بحرية حوثية مختلفة واستمرار الهجمات بالصواريخ والطائرات دون طيار على موانئ النفط التي تسيطر عليها الحكومة. ففي 1 نوفمبر/تشرين الثاني، شُوهدت زوارق دورية تابعة للحوثيين في ممرات الملاحة الدولية قبالة مديرية اللحية شمال الحديدة، وفي 17 نوفمبر/تشرين الثاني، صرح المتحدث العسكري باسم الجيش اليمني الحكومي العميد عبده مجلي أن قوات الحوثيين أجرت تجربة لصواريخ مضادة للسفن وأطلقتها من مديرية نهم شمال شرق صنعاء باتجاه المياه الإقليمية اليمنية قبالة ساحل الحديدة على البحر الأحمر. وقال مجلي إن هناك أدلة دامغة على أن الحرس الثوري الإيراني قدم دعمًا لوجستيًا للحوثيين لإجراء هذه التجربة الصاروخية، ودعا المجتمع الدولي للمساعدة في حماية التجارة البحرية وحرية الملاحة. التقى مسؤولون عسكريون حكوميون مع قادة عسكريين دوليين لمناقشة قضايا مختلفة في مؤتمر حوار المنامة بالبحرين خلال الفترة من 18 إلى 20 نوفمبر، وتضمنت تلك القضايا حرية الملاحة في ضوء التجربة الصاروخية للحوثيين. كما تحدث وزير الخارجية أحمد عوض بن مبارك في المؤتمر عن خطر الحوثيين على الأمن البحري، مضيفًا أن إيران حولت الحوثيين إلى تهديد دولي.
في 8 نوفمبر/تشرين الثاني، اعترضت قوات القيادة المركزية الأمريكية في خليج عمان مركبًا شراعيًا يهرّب مواد متفجرة من إيران إلى اليمن، وكان على متن القارب أكثر من 360 ألف رطل من الأسمدة التي تُستخدم في صنع المتفجرات مثل الألغام الأرضية، وبيركلورات الأمونيوم التي تُعد إحدى مكونات وقود الصواريخ الباليستية. سلّم الطاقم اليمني المركب للسلطات المدنية. في 19 نوفمبر/تشرين الثاني، قبض خفر السواحل بالقرب من ميناء المخا على زورق وتسعة بحارة بتهمة التهريب للحوثيين بين الصومال وميناء الحديدة، وفي نفس الوقت تقريبًا، شُوهدت عدد من الطائرات المسيّرة الحوثية تحلّق فوق جزيرة زقر غربي مدينة التحيتا التي يسيطر عليها الحوثيون والتي يستخدمها خفر السواحل كمركز تدريب. خلال هذه الأحداث تعطلت خدمات الإنترنت المحلية والاتصالات الأرضية في مديرية التحيتا.