في 14 سبتمبر/أيلول، توجه وفد حوثي إلى العاصمة السعودية الرياض ضمن جولات التفاوض المستمرة لإنهاء حرب تدور رحاها منذ تسع سنوات، بعدما تحوّلت المحادثات تدريجيا منذ إعلان الهدنة التي رعتها الأمم المتحدة رسميا في أبريل/ نيسان 2022، من القنوات الخلفية إلى لقاءات علنية مباشرة. تكشف طبيعة أول زيارة علنية بهذا المستوى لممثلين من جماعة الحوثيين (حركة أنصار الله) عن معلومات جديدة عنها، وتعطي لمحة عن حجم التحولات التي طرأت على منظور الجماعة لمستوى التمثيل السياسي المتعلق بالوفد التفاوضي قياسا لآخر تمثيل للجماعة في مشاورات أخرى خلال الفترة من 2018 حتى 2022.
تشير قائمة أعضاء الوفد الحوثي إلى انحسار التنوع في التمثيل، على عكس ما كانت تحرص عليه الجماعة في السنوات السابقة من إشراك ممثلين عن المؤتمر الشعبي العام وأحزاب سياسية مستقلة أخرى تدّعي الجماعة أنهم حلفاء لها، إلى جانب حرصها سابقا على التوازن في التمثيل المناطقي، مع ضم ممثلين من محافظات خارج معاقل الحوثيين الرئيسية في شمال اليمن. هذه المرة، حصَرت الجماعة تمثيل الأحزاب أو المناطق أو الحلفاء الآخرين في شخصية رجل واحد – جلال الرويشان – الذي يرى الكثيرون أنه أصبح موالياً للجماعة أكثر من المؤتمر الشعبي العام المحسوب عليه الرويشان أو أي حزب سياسي آخر. كما تعكس التشكيلة الجديدة تراجع حاجة الجماعة إلى ممثلين شكليين، وبأن القرار الحاسم كان دوماً، ولا يزال، بيد أسرة الحوثي. يتبين هذا في خلفيات أعضاء الوفد الحوثي التفاوضي المنتدب إلى الرياض. تم جمع معلومات السير الذاتية لأعضاء الوفد من مصادر مفتوحة ومن مقابلات أُجريت مع مسؤولين مقربين منهم أو من جماعة الحوثيين بشكل عام.
محمد عبدالسلام – كبير مفاوضي جماعة الحوثيين و رئيس الوفد
وُلد محمد عبدالسلام صلاح فليته عام 1982 في غربي صعدة، وتلقى التعليم الديني على يد والده العالم الزيدي صلاح أحمد فليته، وكان تلميذا في المراكز الصيفية التي كانت تديرها حركة الشباب المؤمن (حركة صحوة زيدية أسسها حسين الحوثي وهي النواة التي تشكلت منها جماعة أنصار الله)، حيث كان زميلا لزعيم الجماعة الحالي عبدالملك الحوثي. اعتاد محمد عبدالسلام في سن مبكرة على مرافقة والده في سفرياته إلى الخارج، إذ كان والده ينشط في مجال التجارة ومهتما بحشد التأييد للطائفة الزيدية في اليمن، وسبق لوالده أن التقى المرشد الأعلى لإيران آية الله الخميني في ثمانينيات القرن الماضي، وهو ما ساهم في بلورة التوجه السياسي والديني لمحمد عبدالسلام. إلى جانب تشرّبه تعاليم المذهب الزيدي من والده، تلقى عبدالسلام دورات مكثفة في الخارج في تخصصات متعلقة بالإعلام والتقنية، حيث أهلته خبرته التقنية والصلة الوثيقة التي تربطه بأسرة الحوثي للبدء في بث محاضرات حسين الحوثي على الانترنت بانتظام قبل بداية حرب صعدة الأولى عام 2004. وبعد الحرب الثالثة وتولي عبدالملك الحوثي قيادة الجماعة، بدأ عبدالسلام رسميا ممارسة مهامه كمسؤول للإعلام في مكتب عبدالملك الحوثي، والتواصل مع الصحف والقنوات التلفزيونية خلال الحربين الخامسة والسادسة تحديدا.
ظل عبدالسلام شخصا مجهولا إلى حد ما، ومعروف فقط بإسمه الحركي “محمد عبدالسلام” الذي أخفى نسب أسرته، حتى عام 2009 حين تمكنت الأجهزة الأمنية الرسمية من التعرف عليه كابن صلاح فليته وبدأت تترصده. نجا من غارة جوية سعودية في حرب صعدة السادسة عام 2009، وجاء ظهوره الأول بالصوت والصورة كمتحدث باسم الحوثيين عام 2012، حين قام بتدشين قناة المسيرة الناطقة باسم الجماعة والتي يرأس عبدالسلام مجلس إدارتها حتى الآن. في العام 2013، قام عبدالسلام بزيارة الى العراق خلال الحرب مع تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) رفقة قائد الحرس الثوري الإيراني السابق قاسم سليماني. عززت الزيارة الصلة بين الرجلين وساهمت في توسيع شبكة علاقات عبد السلام كمُفاوض، ليُرتب سليماني لاحقا اجتماع بين عبد السلام والمسؤولين السعوديين في عام 2016. ظل عبدالسلام يمارس دوره كناطق إعلامي لجماعة الحوثيين، ممتنعاً عن ممارسة أي نشاط سياسي حتى 2014. كانت أولى مشاركاته السياسية العلنية هي زيارة لإيران رفقة رئيس مجلس الجماعة السياسي سابقاً صالح الصماد، في مارس 2015، قبيل بدء العد التنازلي لعملية عاصفة الحزم والتدخل العسكري للتحالف بقيادة السعودية في اليمن. كان حضور محمد السلام في الزيارة دلالة على علاقته الوثيقة بالإيرانيين.
في أول جولة تفاوض نسقتها الأمم المتحدة بجنيف في يونيو/ حزيران 2015، بعد تدخل التحالف بقيادة السعودية في اليمن، لم يكن محمد عبدالسلام ضمن الفريق التفاوضي للجماعة، إلاّ أنه ظهر كمسؤول عن وفد الحوثيين المشارك في مباحثات (جنيف 2) نهاية 2015، بعضوية مهدي المشاط (الرئيس الحالي للمجلس السياسي الأعلى بصنعاء) و حمزة الحوثي (عضو في المجلس). يعود الفضل في تصدّر عبدالسلام كخيار لتمثيل الجماعة إلى انشغال الصماد بمهامه كرئيس للمجلس السياسي الأعلى وتقيده بالتواجد في صنعاء، فضلا عن حدّة شخصية المشاط التي غلبت على محادثات جنيف 1 منتصف 2015، وقبلها في مؤتمر الحوار الوطني (2013-2014)، والتي تسببت في نشوب خلافات داخل المؤسسة السياسية للجماعة.
يحتفظ عبدالسلام بمنصبه كرئيس الوفد التفاوضي للجماعة حتى اليوم، وهو يعد بمثابة المعاون السياسي لعبدالملك الحوثي فيما يتعلق بالشأن الخارجي تحديدا. أثبت عبدالسلام أهميته للفريق التفاوضي الحوثي ليس فقط بارتباطه الوثيق بالتصور الإيراني تجاه المنطقة، ولكن أيضا بقدرته الشديدة على فهم جمهوره، وهو ما انعكس في مقابلاته مع وسائل إعلام سعودية حيث ظهر كرجل دبلوماسي حريص على الانخراط في حوار، في حين تعكس مقابلاته مع وسائل الإعلام الإيرانية رغبة في تعزيز ترابط اليمن مع قوى محور المقاومة.
حسن الكحلاني – رئيس دائرة العمليات الخارجية بجهاز الأمن والمخابرات التابع للحوثيين
اسمه حسن أحمد الكحلاني (وكنيته أبوشهيد) من مواليد 1984، بمحافظة حجة، وينتمي لإحدى الأسر الهاشمية. عاش في سن مبكرة بين صعدة وصنعاء، تُعد المحادثات الأخيرة في الرياض أول ظهور له ضمن الوفد التفاوضي الحوثي، حيث ظل بعيداً عن الأنظار سابقاً ولم تُفصح من قبل أي معلومات عن طبيعة مهامه داخل الجماعة. لكن معلومات تفيد بأن الكحلاني التحق بجماعة الحوثيين في سن مبكرة حيث انضم إلى خلية صنعاء عام 2005 (بعمر 21 عاما وقتها)، وهي الخلية التي نفذت تفجيرات واغتيالات في العاصمة صنعاء بعد مقتل مؤسس الجماعة حسين الحوثي. تمت محاكمته في ذلك العام بجانب القائد العسكري البارز أبوعلي الحاكم، وقيادات حوثية أخرى تبوأت لاحقا مناصب هامة في الجهاز الأمني لسلطة الحوثيين. قبل ذلك، كان الكحلاني أحد أوائل المشرفين الحوثيين على مطار صنعاء عقب انقلاب الجماعة في سبتمبر/ أيلول 2014. كان وقتها قائد المجموعة الحوثية التي أصدرت توجيهاً بمنع طائرة أمريكية من الإقلاع من مطار صنعاء بحجة تفتيشها قبل المغادرة. أُغتيل والده بعد الحادثة في أكتوبر/تشرين الأول، على أيدي مسلحين مجهولين على متن دارجة نارية في صنعاء.
يعمل الكحلاني حالياً كرئيس لدائرة العمليات الخارجية بجهاز الأمن والمخابرات التابع للجماعة، تحت إشراف وكيل جهاز المخابرات الحوثية لشؤون العمليات الخارجية عبدالواحد أبوراس، الذي عمل سابقا كعضو عن الحوثيين في مؤتمر الحوار الوطني 2013، ولديه خبرة سياسية إلى جانب خبرته في الشأن الأمني. استبعاد أبوراس من الوفد التفاوضي الأخير قد يعطي مؤشرا على حجم التوتر القائم بين الجماعة وزعيم حزب المؤتمر الشعبي العام بصنعاء صادق أمين أبوارس الذي تربطه بعبدالواحد صلة قرابة. كما أن اختيار الكحلاني لعضوية الوفد التفاوضي الأخير له صلة كبيرة بارتباطه بالحرس الثوري الإيراني، ومهاراته التفاوضية ودوره المحتمل كحلقة وصل موثوقة مع طهران في حال تطورت المحادثات وانتقلت لمستويات متقدمة.
عبدالملك العجري – نائب كبير مفاوضي الجماعة
وُلد عبدالملك العجري بمديرية حيدان في محافظة صعدة، وينتمي الى أسرة هاشمية ترتبط بعلاقات وثيقة بأسرة زعيم الجماعة. التحق لأول مرة بالوفد التفاوضي للجماعة في مشاورات ستوكهولم 2018، كبديل عن مهدي المشاط الذي أصبح رئيسا للمجلس السياسي الأعلى لسلطة الحوثيين، قبلها، كان العجري عضو المكتب السياسي للجماعة منذ 2014، وقبل ذلك كان يدير مركز الفجر للدراسات التابع للجماعة (تغير اسمه لاحقا إلى المركز اليمني للدراسات السياسية والاستشارية)، تصدر عنه مجلة باسم “مقاربات” التي نشرت حوارا للعجري مع عبدالملك الحوثي في أغسطس/ آب 2016، وهو اللقاء الذي عزز الصلة بين الرجلين ومهد لدخول العجري إلى الدائرة الداخلية لعبدالملك الحوثي.
كان العجري من ضمن الناشطين المؤيدين للجماعة خلال حروب صعدة بين 2004 و2010، وبرز اسمه في المنتديات على الانترنت ككاتب مدافع عن أيديولوجية الجماعة بأسلوب يجمع بين الفكر الزيدي المتأثر بالخمينية الإيرانية واللغة المتقدمة للمثقفين اليساريين الشباب. عمل من خلال مجموعة كتابات شخصية وأبحاث نشرها إلى تقديم الجماعة بشكل مغاير، من خلال إعطاء مسحة حداثية وإنسانوية على أفكار الجماعة الأكثر تطرفا، مثل مفهوم الولاية (الحق الإلهي في الحُكم) والسيد العلم (معصومية زعيم الحوثيين)، والهاشمية السياسية (الممارسة السياسية للهاشميين كسلالة لها استحقاقات مرتبطة بالنسب بما في ذلك حَكر حُكم المسلمين على الأسر الهاشمية) وغيرها. على ضوء هذا، عزّز نسبه الهاشمي إلى جانب إيمانه العميق بعقيدة الحوثيين حظوظه بالتقرب من القيادة العليا للجماعة.
يُعد العجري بمثابة النائب لمحمد عبدالسلام، وتفيد معلومات بأن عبدالملك الحوثي اختاره ليكون مرافقا دائما لعبدالسلام بهدف تحقيق التوازن بين شخصيات الجماعة، وضمان إدارة ملفات حساسة كالتفاوض والعلاقات الخارجية (ولو جزئياً) من قبل عناصر هاشمية. العجري يمنح الفريق التفاوضي عنصراً لا يملكه عبدالسلام الذي يأتي من خلفية علمية زيدية تقليدية ويميل إلى أسلوب الخطابة والمواجهة مع الطرف الآخر، بينما يملك العجري جملة مهارات سياسية مختلفة، وفصاحة تجعله مفهوما للأجانب والباحثين، حيث يجيد استخدام اللغة المناسبة التي تحبذها الجماعة مع الوسط البحثي والسياسي والصحفي.
جلال الرويشان – نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن في سلطة الحوثيين
جلال علي الرويشان من مواليد عام 1964، بخولان في محافظة صنعاء. التحق بالجهاز الأمني بعد تخرجه من كلية الشرطة، وتدرّج ليصبح مدير فرع الجهاز في مأرب خلال فترة التسعينيات. عينه الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي رئيسا للجهاز المركزي للأمن السياسي بصنعاء عام 2014 (وهو الجهاز الاستخباراتي المعني بحفظ الأمن القومي في البلاد). كما عينه هادي أيضا وزيرا للداخلية في حكومة بحاح المنبثقة عن اتفاق السلم والشراكة (بعد استيلاء الحوثيين على صنعاء)، والتي لم تستمر في السلطة سوى من نوفمبر 2014 إلى يناير 2015. يُحسب الرويشان سياسيا على الرئيس السابق علي عبدالله صالح وحزب المؤتمر الشعبي العام، رغم أنه لم يكن عنصرا حزبيا فاعلا.
واصل الرويشان عمله كوزير للداخلية تحت سلطة الحوثيين، واختارته الجماعة عضوا في اللجنة الأمنية العليا التي شكّلها الحوثيون بعد استقالة هادي في فبراير 2015. جاء التحوّل الأهم في مسيرة الرويشان في أكتوبر 2016، حين شن طيران التحالف غارة على صالة العزاء بوفاة والده، ما أدى إلى مقتل العشرات من كبار الضباط الأمنيين والوجاهات القبلية والسياسية، وكان لهذا الحادث تأثير كبير في حسم خيارات الرويشان حيث انقطعت بعد القصف خطوط تواصله مع شبكته السياسية التي كان يحرص عليها، مما دفعه للاقتراب أكثر من دائرة الحوثيين.
يحظى جلال الرويشان في السنوات الأخيرة باهتمام خاص من عبدالملك الحوثي، ومنصبه الحالي كنائب لرئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن في سلطة الحوثيين، ما هو سوى منصب شرفي دون مهام مباشرة. يُلاحظ في السنوات الأخيرة ارتفاع نبرة جلال الرويشان في تبني المواقف الحوثية بعد أن كان متحفظا في تصريحاته، ويُرجح مصدر مقرب في صنعاء أن علاقة جلال الرويشان بالحوثيين صارت أوثق وارتبط بقسم وعهد مع زعيم الجماعة. يعتبر الحوثيون اختيار الرويشان ضمن أعضاء الوفد الأخير كرمزية لتمثيل المؤتمر الشعبي العام ودعمه للقيادة الحوثية.
يحيى الرزامي – رئيس لجنة التفاوض العسكرية التابعة للحوثيين
يحيى عبدالله عيظة الرزامي، من مواليد 1989، بمديرية الصفراء في صعدة. والده كان أبرز رفاق حسين الحوثي، بينما تعد قبيلة آل الرزامي أبرز القبائل التي دافعت عن مؤسس الجماعة خلال حرب صعدة الأولى عام 2004. قاد عبدالله الرزامي (والد يحيى) حرب صعدة الثانية إلى جانب يوسف المداني (أحد كبار القادة العسكريين الحوثيين)، مما أكسبه نفوذا ورمزية داخل الجماعة، لكن تعلقه بحسين الحوثي وتردده في التسليم بقيادة عبدالملك الحوثي بعد مقتل الأول في سبتمبر/ أيلول 2004، خفّض من مكانة الرزامي حتى عام 2015، حين عاد نفوذه ليتصدر من جديد، بعد مشاركته في الحرب ضد الحكومة والتحالف بقيادة السعودية.
احتفظ عبدالله الرزامي بين عامي 2007 و 2015، بمجاميع من المقاتلين الموالين له معتمداً على الروابط الأسرية، وفي بدايات الحرب نقل قيادة تلك المجاميع لنجله يحيى وأطلق مسمى “محور همدان بن زيد” على ميليشيته. شارك يحيى الرزامي في معارك الجبهات الحدودية مع السعودية، واستمر في تعزيز “محور همدان بن زيد” كقوة شبه منفصلة تعمل بجانب جماعة الحوثيين ومجلسها الجهادي. عاد الرزامي للالتحاق بدائرة الحوثي حين قام عبر مجاميعه بإخماد انتفاضة علي عبدالله صالح في ديسمبر 2017. كان المشاط يعقد لقاءات منفصلة بيحيى الرزامي لمناقشة التطورات العسكرية على الجبهات بشكل منفصل عن وزارة الدفاع، وهو ما كان يثير حفيظة قيادات حوثية عسكرية كانت ترى في الرزامي تهديدا ومركز نفوذ مستقل وخطر على سلطتهم.
تنامى نفوذ الرزامي سريعا منذ 2019، واستخدم مكانته كقائد عسكري لإنشاء محاكم خاصة يترأسها في صنعاء بلافتة حل المشاكل القبلية، ويدير أيضا منفذ إعلامي خاص به يجري مقابلات وينشرها على موقع (إكس) وتيليغرام. وفقاً لمصادر مقربة من قيادة الجماعة، ينتاب زعيمها عبدالملك الحوثي الحذر من نفوذ الرزامي المتنامي، ولاحتواء ذلك قام بتعيين يحيى الرزامي في عدة مناصب مرموقة تتطلب اجتماعات لساعات طويلة، وظهورا علنيا، لكن لا تنطوي في الواقع على مهام ومسؤوليات حقيقة. على سبيل المثال، عينه في مايو 2022، على رأس فريق اللجنة العسكرية للحوثيين، لكن القرار الفعلي في اللجنة يعود لحسين ضيف الله الذي يرتبط بالجهاز المخابراتي للجماعة ومكتبها الجهادي. كما اختاره عبدالملك الحوثي ليكون على رأس وفد الحجاج الحوثيين هذا العام، الذين سُمح لهم بأداء مناسك الحج لأول مرة، وهي أداور شكلية تُشغله عن مراكمة النفوذ العسكري.
للرزامي العديد من المؤيدين وأيضا الخصوم في الجماعة، ويبدو أن عبدالملك الحوثي اختار إبقاءه ضمن دائرته عبر مهام لا يكون فيها صاحب قرار، كمحاولة لاستقطاب مؤيديه إلى الجماعة. ولعل تعييناته التشريفية جاءت أيضا لإرضاء قبائل موالين للحوثيين في صعدة، إذ أن الرزامي الأب والابن يقدمون أنفسهم على أنهم النموذج المثالي للقبيلي المناصر والمحب لآل البيت (سلالة النبي محمد)، وبالتالي كرد للجميل.
حسين العزي – نائب وزير الخارجية في سلطة الحوثيين
ينحدر حسين حمود العزي من أسرة هاشمية في محافظة الجوف، والتحق مبكرا بالجماعة قبل أن يغادر اليمن لاستكمال دراسته الجامعية في الأردن. كان والده أحد أبرز عناصر سلطة الملكيين، ومسؤولا عن استلام الرواتب والمخصصات المعتمدة من الحكومة السعودية للأسر الموالية للإمامة في السنوات التي أعقبت ثورة 26 سبتمبر 1962، والتي دعمت فيها المملكة أتباع الإمام المهزوم خلال فترة الحرب الأهلية في شمال اليمن. برز نجم حسين العزي داخل الجماعة في 2014، حين عمل كمسؤول عن العلاقات السياسية للحوثيين، وكان ممثلا عن الجماعة في توقيع اتفاق السلم والشراكة بعد انقلابهم على الحكومة في 2014، وبرز كمعلق سياسي باسم الجماعة على وسائل التواصل الاجتماعي. عام 2018 تم تعيين العزي نائبا لوزير الخارجية (في حكومة صنعاء)، وأصبح مسؤولا عمليا عن التواصل مع كافة الوفود الرسمية التي تزور صنعاء و المهام البروتوكولية الرسمية تحت سلطة الجماعة.