في عام 2016، تحوّلت مدرسة إبراهيم عقيل في الضاحية الغربية لمدينة تعز إلى ساحة معركة إبان محاولة قوات الحوثيين السيطرة على جامعة تعز المجاورة. يأخذنا المصور الفوتوغرافي أحمد الباشا في جولة على مباني المدرسة التي دُمرت بعضها بنيران المدافع والألغام الأرضية والعبوات المتفجرة وتضررت بعضها الآخر بشكل جسيم. في أعقاب تحوّل مسار القتال، عاد طلاب المدرسة البالغ عددهم 800 طالب وطالبة لمقاعد الدراسة رغم مخاطر انفجار الألغام المزروعة أو انهيار المباني المتضررة، مع افتقارهم للبدائل كمدارس أخرى قريبة.
قوّضت التداعيات المادية والاقتصادية الناجمة عن الحرب قدرة الآباء على تعليم أطفالهم، حيث تشير النتائج المنشورة مؤخرًا للمسح الأسري الذي أُجري على مستوى البلاد عام 2021 إلى أن 40٪ من الأطفال في سن الدراسة غير ملتحقين بالتعليم، حيث ذكر الآباء مسألة ارتفاع الرسوم الدراسية وتكاليف النقل من بين الأسباب التي حالت دون ذلك.
قال مدير المدرسة عبدالغني الحيدري إن اكتظاظ الطلاب والمخاوف من انهيار المباني المتضررة دفعته إلى تنظيم الفصول الدراسية على فترتين، فترة الصباح وفترة بعد الظهر، إلى جانب تنظيم العديد من الفصول الدراسية خارج أسوار المدرسة. تطرق الحيدري إلى صعوبة التحكم بدخول الطلاب وخروجهم من فناء المدرسة وخلال أوقات الفسحة، وإبعادهم عن الأنقاض المحيطة والمباني المتضررة التي ما تزال معرضة للانهيار. من جانبها، تقوم فرق إزالة الألغام التابعة للقوات الحكومية اليمنية بتفتيش المنطقة بشكل دوري، وإزالة الذخائر غير المنفجرة.
يقول الحيدري إن مناشدات المسؤولين في المدرسة وأولياء الأمور للحكومة اليمنية والمنظمات الدولية بترميم المباني وقعت على آذان صماء، في ظل ما تعانيه المنظمات الإغاثية في تلبية احتياجات قطاع التعليم ويشمل ذلك توفير حوافز للمعلمين وتدريبهم، وتوفير مستلزمات التدريس، والتغلب على العوائق المرتبطة بوسائل النقل.