ظل الوضع العسكري بين القوات الحكومية والحوثيين مستقرًا إلى حد كبير خلال شهر سبتمبر/أيلول، في ظل غياب أي عمليات عسكرية كبرى من كلا الجانبين رغم استمرار الاشتباكات على نطاق ضيق لا سيما في محافظات مأرب وتعز والحديدة والبيضاء والضالع. أفادت تقارير عن تصاعد هجمات الحوثيين على طول هذه الجبهات في الأيام التي تلت انتهاء الهدنة (أي بعد الثاني من أكتوبر/ تشرين الأول)، إلا أنها لم تخرج عن سياق الديناميكيات القائمة بحسب المسؤولين العسكريين الحكوميين، ولم ترد أنباء عن وقوع هجوم عسكري واسع النطاق بحلول 6 أكتوبر/تشرين الأول.
في معسكر الحكومة، استمرت المعارك خلف الجبهات على نطاق ضيق بين مختلف الوحدات الموالية لها، في أعقاب هدوء حذر بين القوات الموالية لحزب الإصلاح والقوات المدعومة إماراتيًا على طول الحدود الإدارية بين محافظتي شبوة وحضرموت وعلى طول الطريق الدولي الرابط بين مديرية العبر ومحافظة شبوة. قلق القوات الموالية لحزب الإصلاح لم يضمحل من محاولة تقدم ألوية العمالقة المدعومة إماراتيًا للسيطرة على طريق العبر المؤدي إلى منفذ الوديعة على الحدود مع السعودية، باتجاه وادي حضرموت الخاضع لسيطرة الحزب. يُحتمل أن يكون السبب وراء الهجوم الذي شُن على حرس الحدود في محافظة الجوف -أسفر عن مقتل ضابط سعودي -ناجم عن استمرار إخضاع مسؤولين سياسيين وعسكريين حكوميين من الموالين للإصلاح للإقامة الجبرية.
في جنوبي اليمن، واصلت القوات الموالية للمجلس الانتقالي الجنوبي حملتها الاسمية لمكافحة الإرهاب ضد تنظيم القاعدة في جزيرة العرب في محافظتي أبين وشبوة، واستمرت عملية “سهام الشرق” في أبين بالزحف صوب المناطق الوسطى والشمالية من المحافظة، وسيطرت مع قوات الأمن التابعة للحكومة على وادي عُميران، أحد أكبر معاقل تنظيم القاعدة في جزيرة العرب باليمن. كما أطلقت القوات في شبوة عملية “سهام الجنوب” ضد مواقع تنظيم القاعدة على طول حدود المحافظة مع أبين، وسيطرت على عدة مناطق واعتقلت شقيق قيادي بارز في التنظيم. أفادت تقارير عن فرار مقاتلي تنظيم القاعدة إلى البيضاء (الخاضعة لسيطرة الحوثيين) والمناطق الجبلية بين محافظتي أبين وشبوة، وتلى ذلك إعلان التنظيم إطلاق حملة “سهام الحق” لقتال القوات الموالية للمجلس الانتقالي في جنوب اليمن. بحلول نهاية سبتمبر/ أيلول، كانت القوات الموالية للمجلس الانتقالي تتأهب لتلقي أوامر رئيسه عيدروس الزُبيدي بإطلاق المرحلة الرابعة من عملية “سهام الشرق”، التي استهدفت لاحقًا مديرية المحفد شرقي أبين.
التطورات في مأرب
استمرت المعارك القتالية على طول جبهات مأرب خلال شهر سبتمبر/أيلول بنفس النمط المألوف من المناوشات وتبادل القصف المدفعي في جبال البلق ومديرية صرواح باتجاه جنوب وغرب مدينة مأرب. دفعت قوات الحوثيين بتعزيزات كبيرة في منتصف الشهر إلى جبهة جبل أبلح لمواجهة ألوية العمالقة في مديرية العبدية جنوب المحافظة، ما أثار مخاوف من تجدد المعارك بشكل أكثر ضراوة. زعمت القوات الحكومية أنها تصدت لهجمات شنتها قوات الحوثيين في شمال غربي وغرب وجنوب مدينة مأرب في أعقاب انتهاء الهدنة، لكنها أكدت عدم خروج الاشتباكات عن نمطها المألوف.
التطورات في تعز
استمرت المعارك بين القوات الحكومية وعناصر الحوثيين غرب مدينة تعز أوائل سبتمبر/أيلول، في أعقاب الهجوم الكبير الذي شنته الأخيرة على منطقة الضباب أواخر أغسطس/آب، وهي المنطقة التي تضم آخر طريق رئيسي تسيطر عليه الحكومة إلى مدينة تعز. أفادت تقارير أيضاً عن وقوع اشتباكات وعمليات قصف في 2 سبتمبر/أيلول على الجبهات الغربية والشمالية لمدينة تعز في مناطق الربيعي والروض والستين، مع أنباء عن قصف الحوثيين المناطق الشرقية والشمالية لمديرية جبل حبشي. فضلا عن ذلك، أفاد محور تعز العسكري عن شن الحوثيين هجمات بعد انتهاء الهدنة استهدفت المناطق الغربية والشرقية لمدينة تعز.
من خلف الجبهات الأمامية، اندلعت اشتباكات فيما بين عدد من القوات الموالية للحكومة اليمنية ومع المدنيين، على إثر تنامي ظاهرة استغلال الجنود ومسؤولي الأمن نفوذهم لتحقيق مصالح شخصية. ففي السادس من سبتمبر/أيلول، اقتحم جنود من محور تعز العسكري الموالي لحزب الإصلاح مصانع مجموعة الشيباني غربي مدينة تعز، وبحسب بيان صادر عن الشركة، جاء الهجوم بعد رفض إدارة الشركة الخضوع لمحاولات ابتزاز من قبل مجموعة من المسلحين بقيادة ضابط في اللواء 170 دفاع جوي يدعى عمرو أحمد المخلافي والمعروف أيضاً باسم “حردون المخلافي”. كما اقتحم مسلحون من اللواء 170 دفاع جوي بقيادة جمال المجيدي في 12 سبتمبر/أيلول منزل الصحفي صلاح الجندي الواقع وسط مدينة تعز، بغرض ترهيبه وإخراجه من منزله طمعاً بالعقار، بينما حاولت عناصر من اللواء 22 ميكا بقيادة غزوان المخلافي سرقة شحنة قات في 30 سبتمبر/أيلول كانت تحت حماية قوات من اللواء 170 دفاع جوي موالين لمحمد الجعشني حيث أسفرت الاشتباكات – التي تسببت في حالة من الذعر بين السكان المحليين بعد سقوط عدد من الرصاصات على منازل المدنيين – عن مقتل أحد أفراد اللواء 170 دفاع جوي وإصابة ستة آخرين، بينهم مدني.
في 17 سبتمبر/أيلول، قامت اللجنة العسكرية التابعة لمحور تعز بقيادة العميد عبده فرحان الموالي للإصلاح – المعروف أيضاً باسم سالم والذي يُعتبر الحاكم الفعلي لتعز – بإعادة فندق رويال الواقع في شارع جمال إلى أصحابه ، بعد سبع سنوات من قيام شكيب خالد فاضل – نجل قائد محور تعز العسكري وأحد عناصر اللواء 145 مشاة – بالاستحواذ على الفندق. سعت اللجنة العسكرية على مدى الشهرين الماضيين للتفاوض على تسليم عدد من الممتلكات في مدينة تعز، بما في ذلك منازل ومرافق حكومية، لمالكيها كجزء من الجهود المبذولة لاستعادة ثقة السكان في السلطات المحلية، لكن تظل العديد من الأراضي والمنازل الخاصة والمباني الحكومية والمدارس في أيدي شخصيات نافذة في محور تعز العسكري الموالي للإصلاح.
في 25 سبتمبر/أيلول، انفجرت عبوة ناسفة بالقرب من نقطة تفتيش أمنية تابعة للواء 35 مدرع عند مدخل مدينة التربة، أسفرت عن مقتل مدني واحد وإصابة ثلاثة آخرين كانوا على متن حافلة ركاب. جاء الحادث في ظل تفاقم حالة انعدام الامن – بحسب روايات السكان المحليين – في مدينة التربة ومنطقة الحجرية المحيطة منذ سيطرة قوات محور تعز العسكري على المنطقة في يوليو/ تموز 2020.
في 21 سبتمبر/أيلول، صادق مجلس الوزراء التابع للحكومة على قرار فتح مطار المخا – المدينة الساحلية المطلة على البحر الأحمر الخاضعة لسيطرة العميد طارق صالح قائد قوات المقاومة الوطنية المدعومة إماراتياً وعضو مجلس القيادة الرئاسي – أمام الرحلات الدولية. ومن المرجح أن يسهم فتح المطار في التخفيف من معاناة المدنيين في المنطقة، ممن يضطرون حالياً إلى المرور عبر نقاط التفتيش ومواقع الجبهات للوصول إلى مطاري صنعاء وعدن.
التطورات في البيضاء
استمرت الاشتباكات المتقطعة بين قوات الحوثيين من جهة والقوات اليمنية والقوات الموالية للمجلس الانتقالي الجنوبي من جهة أخرى طوال شهر سبتمبر/أيلول، لا سيما على طول المناطق الحدودية في محافظة البيضاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين ومحافظات أبين ولحج وشبوة التي تسيطر عليها الحكومة. في 7 سبتمبر/أيلول، أطلق قناص حوثي النار على قائد اللواء الرابع دعم واسناد في مديرية الزاهر في البيضاء وأرداه قتيلاً، مما أدى إلى اندلاع اشتباكات استمرت لساعة كاملة بين عناصر الحوثيين وقوات الحزام الأمني في منطقة يافع على طول الحدود بين البيضاء ولحج. كما أفادت تقارير عن وقوع اشتباكات في 9 سبتمبر/أيلول على طول جبهة عقبة ثرة المتداخلة مع مديرية لودر شمال غربي محافظة أبين ومديرية مكيراس جنوبي محافظة البيضاء ، بعد استهداف قوات الحوثيين المتمركزة أعلى عقبة ثرة قوات موالية للحكومة وقوات المقاومة الجنوبية المتمركزة أسفل العقبة. فضلا عن ذلك، شهدت المناطق الشمالية الشرقية وقوع اشتباكات طوال الشهر بين الحوثيين وقوات ألوية العمالقة في مديريتي ناطع ونعمان بالقرب من الحدود بين البيضاء وشبوة.
على صعيد آخر، شهدت البيضاء نشاطاً متزايداً لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب خلال شهر سبتمبر/أيلول مع استمرار استهداف مواقع التنظيم في محافظة أبين المجاورة في إطار حملة مكافحة الارهاب المعروفة بـ “سهام الشرق” التي أطلقها المجلس الانتقالي، مما أجبر عناصر التنظيم إلى التراجع من مديرية جيشان في أبين إلى مديرية الصومعة في البيضاء. في 3 سبتمبر/أيلول، شن مسلحون مجهولون ، يُشتبه في انتمائهم إلى تنظيم القاعدة ، هجوماً على نقطة تفتيش تابعة للحوثيين عند المدخل الشرقي لمدينة رداع جنوب غربي البيضاء، مما أسفر عن مقتل 12 من عناصر الحوثيين.
التطورات في الحديدة
شهد شهر سبتمبر/ أيلول وقوع اشتباكات بين قوات الحوثيين وجنود من القوات المشتركة على الجبهات في الحديدة، شملت تبادل القصف المدفعي وقذائف الهاون. فقد أسفر هجوم شنه الحوثيون بطائرة مسيرة في 23 سبتمبر/أيلول على القوات المشتركة الموالية للحكومة في قرية الشعب بمديرية حيس عن مقتل ثلاثة جنود من اللواء السابع عمالقة، إلى جانب اندلاع اشتباكات في 26 سبتمبر/أيلول بين الحوثيين والقوات المشتركة المتمركزة في شمال منطقة الرون، مما أسفر عن مقتل جندي من اللواء السابع مقاومة وطنية. يُذكر ان جماعة الحوثيين قامت بحشد قواتها في شمالي وشمال غرب مديرية حيس وفي جنوب غرب مديرية التحيتا قبل انتهاء الهدنة، وزعمت قوات التحالف أنها تصدت لهجمات شنها الحوثيون (بعد انتهاء الهدنة) في مديرية حيس بالمنطقة الجنوبية الشرقية من المحافظة، على الحدود مع تعز.
في 13 سبتمبر/أيلول، أقدم مسلحون يرتدون الزي المدني – يتبعون لقوات الأمن المركزي التابعة للحوثيين في الحديدة – على تدمير البنية التحتية والممتلكات في قرى طرف يحيى سهل، والخضارية، وبني الصباحي، والمعاريف التابعة لعزلة القُصرة، على بعد 20 كيلومتراً جنوبي مدينة بيت الفقيه الواقعة جنوب محافظة الحديدة. وذكر شهود عيان أن هجوم الحوثيين التصعيدي، بالجرافات والآليات العسكرية، جاء تكليلاً لعملية استمرت 15 يوماً تم خلالها اعتقال 38 شخصاً في مركز شرطة الحسينية ، حيث استخدمت قوات الحوثيين الشاحنات لتدمير الأسوار التي تفصل الأراضي الزراعية عن مراعي الأغنام ودمرت شبكات توزيع المياه المستخدمة لري المحاصيل. جاءت حملة الاعتقالات وتدمير الممتلكات في أعقاب تحذيرات متكررة للسكان المحليين بترك منازلهم، بينما اتهم طلال سالم زبل – مدير فرع مكتب الصناعة والتجارة بمديرية بيت الفقيه الموالي للحوثيين – السكان باستملاك أراضي تعود للدولة، مشيراً إلى وجود أحكام في قانون أراضي وعقارات الدولة تمنح السكان خيار إعادة الأراضي إلى ملكية الدولة أو استئجارها من الهيئة العامة للأراضي والمساحة والتخطيط العمراني. من جانبهم، قال يُعرف باسم أبو أمين، المسؤول نفذها مشرف حوثي يُعرف بإسم أبو ياسين – المشرف الامني على “المربع الجنوبي” في محافظة الحديدة – إلى جانب شخص آخر يعرف باسم أبو أمين، المسؤول عن قوات الأمن الوقائي التابعة للحوثيين في جنوب الحديدة وأبو عاطف، المشرف العام لمديرية بيت الفقيه و أبو المقتدى، وهو مشرف عسكري حوثي.
التطورات في الضالع
تواصلت الاشتباكات بين الحوثيين والقوات الموالية للمجلس الانتقالي الجنوبي في الضالع خلال شهر سبتمبر/أيلول، مع تركّز معظم المعارك القتالية في مديرية قعطبة شمالي المحافظة. وأفادت تقارير عن شن الحوثيين عدة هجمات بطائرات مسيرة محملة بالمتفجرات على جبهتي الفاخر وباب غلق في المنطقة طيلة الشهر، في حين ذكرت القوات الموالية للمجلس الانتقالي الجنوبي بأن القصف الحوثي امتد على طول جبهة الفاخر بعد انتهاء سريان الهدنة.
التطورات في الجوف
تزايدت حدة التوتر في محافظة الجوف خلال شهر سبتمبر/أيلول بسبب وضع المحافظ الموالي للحكومة أمين العكيمي ، رغم سيطرة قوات الحوثيين على معظم المناطق المأهولة بالسكان في المحافظة، حيث ناشدت مجموعة من السياسيين والشيوخ والمسؤولين العسكريين والأمنيين الموالين لحزب الإصلاح في 4 سبتمبر/أيلول مجلس القيادة الرئاسي التدخل لرفع الاقامة الجبرية عنه ، بعد ورود تقارير تفيد بإخضاع العكيمي (الذي يشغل أيضاً منصب قائد محور الجوف العسكري) للإقامة الجبرية في الرياض منذ عدة أشهر، على خلفية تُهم فساد وُجّهت له من قيادة التحالف أبرزها إدراج جنود وهميين في الوحدات العسكرية الخاضعة لقيادته.
ففي 13 سبتمبر/ أيلول، عبَر ثلاثة رجال مسلحين من منطقة اليتمة ، شمال شرق الجوف، الحدود مع السعودية ونصبوا كمين لإحدى دوريات حرس الحدود السعودي مما أدى الى مصرع ضابط سعودي واصابة آخران، علما ان المنطقة خاضعة لسيطرة القوات الموالية للحكومة وتخلو من أي تواجد عسكري للحوثيين. ربط المحللون الهجوم باحتجاز العكيمي وقائد المنطقة العسكرية السادسة الموالية للحكومة العميد هيكل حنتف، الذي اعتقل بدوره في جدة بتاريخ 9 سبتمبر/أيلول بسبب نشره قوات حدودية في مأرب دون إذن. يُعدّ العكيمي وحنتف من القيادات القوية الموالية لحزب الإصلاح، ويرى بعض المحللين ان الهجوم جاء كرسالة من حلفاء الرجلين مفادها أنهم ما زالوا يتمتعون بنفوذ في المحافظة رغم محاولات الحكومة السعودية تهميشهم. ذهب آخرون إلى القول بأن مرتكبي الهجوم موالين على الأرجح لشخصيات مدعومة من الإمارات في مجلس القيادة الرئاسي تسعى إلى الاستفادة من استبدال كلا الرجلين.
في سياق متصل، أفادت تقارير في أعقاب الهجوم عن توغل حرس الحدود السعودي الى الأراضي اليمنية حيث أقاموا حواجز على الطرق، بينما اعتقلت مجموعة تابعة للواء 14 حرس حدود – المعروف باسم الظافر والمدعوم من قوات التحالف السعودي – في 20 سبتمبر/أيلول العقيد خالد الصوفي وعناصر آخرين من اللواء الأول حرس حدود عند منفذ الخضراء الحدودي للاشتباه بتورطهم في الهجوم، وجرى تسليم الصوفي إلى السلطات السعودية ونقله إلى نجران. تجدر الإشارة الى انه تم تعيين الصوفي كقائد للواء الأول حرس حدود بعد اعتقال حنتف ويُشتبه أن ولائه للأخير دفعه للانتقام من السعوديين.
التطورات في أبين
استمرت حملة “سهام الشرق” التي يشنها المجلس الانتقالي الجنوبي تحت شعار مكافحة الإرهاب في أبين خلال شهر سبتمبر/ أيلول، حيث زعمت القوات الموالية للمجلس الانتقالي بحلول نهاية الشهر سيطرتها على عدد من معاقل تنظيم القاعدة في جزيرة العرب. أسفر هجوم دموي شنه عناصر تنظيم القاعدة بتاريخ 6 سبتمبر/أيلول على نقطة تفتيش تابعة لقوات الحزام الأمني في منطقة أحور عن مقتل 21 عنصر تابع لقوات المجلس الانتقالي و7 من مقاتلي تنظيم القاعدة. في 11 سبتمبر/ أيلول، استهدفت مرحلة جديدة من عملية “سهام الشرق” معاقل تنظيم القاعدة في مديريات أحور والوضيع ومودية ولودر، حيث حققت الحملة – التي ضمت عناصر من الأمن العام وقوات الأمن الخاصة الموالية للحكومة وقوات الحزام الأمني الموالية للمجلس الانتقالي الجنوبي – تقدماً كبيراً في شمال أبين رغم المقاومة الضارية، وتوغلت الى وسط مديرية مودية بحلول 12 سبتمبر/أيلول. في سياق متصل، استهدفت حملة “سهام الشرق” بتاريخ 14 أيلول/سبتمبر مسلحي التنظيم في أحد أكبر معسكرات القاعدة باليمن والواقع في وادي عومران بمديرية مودية، إلا أنها اضطرت للانسحاب من المعسكر بعد مواجهة كمائن وانفجارات بعبوات ناسفة ، ليستمر تمركز القوات في محيط الوادي. بحلول 20 أيلول/سبتمبر، تمكنت الحملة من بسط سيطرتها على وادي عومران بالكامل، مما أجبر مقاتلي تنظيم القاعدة على الفرار إلى الحدود الشمالية الشرقية لأبين مع البيضاء.
في 22 و23 سبتمبر/أيلول، أمهل شيوخ ووجهاء من قبيلتي آل ربيز وآل غسيل – بين حدود محافظتي أبين وشبوة – مسلحي التنظيم 48 ساعة لمغادرة مناطقهم القبلية بعد ابلاغ قيادة التنظيم بأنه غير مرحب بهم في المنطقة. وفي 24 سبتمبر/ أيلول، أعلن محافظ أبين “أبو بكر حسين سالم” عن انتظاره أوامر رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي وعضو المجلس الرئاسي عيدروس الزبيدي لإطلاق المرحلة الرابعة من الحملة الاسمية لمكافحة الإرهاب ، بغرض استهداف عناصر القاعدة في مديرية المحفد.
هذا وتزايدت حدة خطاب تنظيم القاعدة وعملياته في أبين، في أعقاب الخسائر التي تكبدها، حيث بث التنظيم في 3 سبتمبر/ أيلول مقطع مصور لموظف تابع للأمم المتحدة – كان قد اختطف في فبراير/ شباط 2022 – يطالب فيها الأمم المتحدة بتلبية مطالب التنظيم من أجل إنقاذ حياته. وفي 13 سبتمبر/ أيلول، أعلنت جماعة أنصار الشريعة، فرع تنظيم القاعدة في جزيرة العرب داخل اليمن، عن إطلاق عملية “سهام الحق” المضادة لحملة “سهام الشرق” التي يشنها الانتقالي، كردّ على المساعي الاماراتية لتمكين المجلس الانتقالي من السيطرة على المحافظات الجنوبية – حسب البيان الصادر عن الجماعة.
التطورات في شبوة
في أعقاب طرد القوات الموالية للإصلاح من شبوة في أغسطس/آب على أيدي القوات المدعومة إماراتياً، استمرت المناوشات بين الجانبين على طول الحدود الشمالية لمحافظة شبوة مع محافظتي حضرموت ومأرب خلال شهر سبتمبر/أيلول. واصلت القوات العسكرية الموالية للإصلاح التحشيد في معسكر عرين بالصحراء الواقعة بين شبوة ومأرب في أواخر أغسطس/ آب وأوائل سبتمبر/ أيلول ، كما قام اللواء 23 ميكا – التابع لمحور العبر الموالي لقوات المنطقة العسكرية الأولى – بتحصين مواقع عسكرية ونقاط تفتيش أمنية على الحدود بين شبوة وحضرموت وعلى طول الطريق الدولي الرابط بين العبر وشبوة في وقت لاحق من الشهر. هذه التعزيزات العسكرية ، التي شملت نشر أسلحة ثقيلة ودبابات، كانت مدفوعة بمخاوف من تقدم ألوية العمالقة المدعومة إماراتياً الى طريق العبر ، باتجاه وادي حضرموت الخاضع لسيطرة الإصلاح. على صعيد آخر، نظم المجلس الانتقالي الجنوبي احتجاجات دعت إلى طرد القوات العسكرية الموالية للإصلاح من وادي حضرموت ومحافظة المهرة المجاورة ، وأفادت تقارير عن ارسال قيادة محور عتق العسكري الموالي للمجلس الانتقالي برقية في 4 سبتمبر/ أيلول إلى قيادة المنطقة العسكرية الثالثة تطالب فيها بعودة جميع قواتها إلى وحداتها العسكرية، كرسالة إلى القوات الموالية للإصلاح التي فرت إلى مأرب في أعقاب اشتباكات أغسطس/آب.
تزامناً مع عملية “سهام الشرق” التي يشنها المجلس الانتقالي الجنوبي في أبين، أطلقت القوات الخاصة لمكافحة الإرهاب المدعومة من الامارات – والمؤلفة من وحدات من قوات النخبة الحضرمية و ألوية العمالقة و اللواءين الأول والثاني دفاع شبوة – في فجر يوم 10 سبتمبر/أيلول عملية “سهام الجنوب” في مديرية الصعيد بشبوة، على الحدود المتاخمة مع أبين. وأفادت تقارير عن اعتقال أحمد الطوسلي، شقيق القيادي البارز في تنظيم القاعدة أبو عواد الطوسلي، في أعقاب إقامة نقاط تفتيش أمنية اندلعت على إثرها اشتباكات بين القوات الخاصة وعناصر تنظيم القاعدة في وادي سرع. تمكنت القوات الخاصة في غضون أيام من السيطرة على مناطق تمركز مقاتلي القاعدة بوادي سرع والطفه ومذاب وعيان وجبال الكور، حيث تم ضبط أحزمة ناسفة (المستخدمة في تنفيذ العمليات الانتحارية) وعبوات ناسفة وأسلحة خفيفة ومتوسطة. فرّ بعض مقاتلي تنظيم القاعدة إلى المناطق الجبلية الواقعة في محافظة أبين المجاورة، لتعلن القوات الخاصة لمكافحة الإرهاب تولي اللواء الأول دفاع شبوة تأمين المنطقة بعد الانتهاء من المرحلة الأولى من العملية.
هذا وقد لقي اثنين من مقاتلي قوات دفاع شبوة مصرعهما بعبوة ناسفة في 5 سبتمبر/ أيلول، يشتبه بضلوع تنظيم القاعدة في زرعها في مديرية مرخة السفلى غربي شبوة، فضلا عن مقتل جنديين من اللواء الثاني دفاع شبوة في عتق بتاريخ 10 سبتمبر/أيلول بهجوم بعبوة ناسفة تبنته جماعة أنصار الشريعة – فرع تنظيم القاعدة في اليمن. كما عُثر بتاريخ 27 سبتمبر/أيلول على خمس عبوات ناسفة مُتحكم بها عن بُعد في منطقة واسط بمديرية مرخة السفلى غربي شبوة ، كانت مزروعة على الطريق الترابي المؤدي إلى معسكر اللواء الخامس دفاع شبوة ، وتمكن فريق مهندسين تابع للّواء من إبطال مفعول العبوات والتخلص منها.
الألغام الأرضية
ظلت الألغام الأرضية مبعث قلق في كافة أرجاء اليمن خلال شهر سبتمبر/ أيلول. يُعد سكان محافظة الحديدة تحديداً الأكثر تضرراً من الألغام الأرضية، حيث لقي ما لا يقل عن ستة مدنيين حتفهم بعد انفجار ألغام في أحياء مديريات حيس والدريهمي والحالي وكذلك في مدينة الحديدة.
في سياق مماثل، استهدف انفجار في 1 أكتوبر/تشرين الأول مركبة عسكرية لفريق نزع الألغام التابع لأحد ألوية العمالقة في منطقة السوداء غربي مدينة عتق وسط شبوة، بعد زرع عبوة ناسفة في المركبة التي كانت تقل فريق مهندسين متخصصين في نزع الألغام أثناء وقوفها بالقرب من سوق للقات. أسفر الانفجار عن مقتل أحد أفراد فريق المهندسين وإصابة ثلاثة مدنيين، بينهم طفلان كانا يبيعان البوظة، إلى جانب إلحاق أضرار بحافلة صغيرة تعود ملكيتها إلى أحد المواطنين ويدعى فايز بوجليدة.