إصدارات الأخبار تحليلات تقرير اليمن أرشيف الإصدارات

ترجمة عبرية اليمن في بؤرة الاهتمام بعد الاتفاق الإيراني السعودي

اهتمت تقارير الإعلام العبرية ومراكز الدراسات في إسرائيل بالاتفاق الإيراني السعودي وانعكاسه على حرب اليمن، وكيف صار الملف اليمني ملفًا رئيسيًا في هذا الاتفاق. أراد الحوثيون تعزيز دورهم الإقليمي والارتباط بحزب الله، وهذا يعني أن الشريكين الرئيسيين لإيران، حزب الله والحوثيين، سيكونان في بؤرة الاهتمام في إسرائيل بعد الصفقة. كما تناولت تلك التقارير مجريات الأحداث في اليمن، والصراعات على السلطة بين جميع الأطراف سواءً كانت محلية أو في دول الجوار أو عناصر خارجية تحاول التأثير على مراكز القوة المحلية.

ويترجم مركز صنعاء بشكل دوري أبرز التقارير والمقالات التحليلية العبرية المتعلقة باليمن والإقليم، بوصفها جزءًا من اهتماماته، والمقاربات الإقليمية التي يقدمها.


اليمن في بؤرة الاهتمام بعد الصفقة الإيرانية السعودية

المصدر: جيروزاليم بوست | كاتب التقرير: سيث جي فرانتزمان[1]

قال الحوثيون، المدعومون من إيران، إن الاتفاق الجديد بين إيران والسعودية -الذي أُعلن عنه في الصين بعد مرور أكثر من عام من الاجتماعات في العراق- لن يؤثر على حرب الحوثيين في اليمن.

تدخلت السعودية في اليمن عام 2015 لمنع الحوثيين من السيطرة على رقع شاسعة من البلاد. وقامت إيران، منذ ذلك الحين، بتزويد الحوثيين بتكنولوجيا الصواريخ والطائرات بدون طيار لاستهداف السعودية. تسببت الحرب في معاناة اليمن وأدت أيضًا إلى نوع من الصراع بالوكالة. لم تتفق السعودية والإمارات، المتورطتان أيضًا في اليمن، دائمًا على أهداف الحرب هناك.

أصبحت الحرب في اليمن ساحة اختبار للطائرات الإيرانية بدون طيار. ثم طورت طائرات الكاميكازي بدون طيار وصدرتها إلى روسيا.

تستخدم إيران أيضًا سفنًا -تتخفى عادة على هيئة مراكب شراعية مدنية أو تجارية- لنقل الأسلحة إلى اليمن. اعترضت القوات البحرية الأمريكية والبريطانية شحنات عديدة من إيران إلى اليمن. تحتوي هذه الشحنات غالبًا على ذخائر وأحيانًا معدات متطورة للصواريخ والطائرات بدون طيار.

يعزي الخبراء أجزاء عديدة من الطائرات بدون طيار والصواريخ التي استخدمها الحوثيون إلى إيران، وكشفوا أيضًا عن طريقة حصول إيران على بعض القطع لطائراتها بدون طيار، مثل: الجيروسكوب أو المحركات، من الإمدادات في أوروبا أو حتى الصين.

هذا يعني أن الحرب الإيرانية في اليمن مهمة لإيران.

هل ستقلص إيران الآن دعمها للحوثيين في أعقاب الصفقة السعودية؟

أتاحت الحرب في اليمن الفرصة لإيران لمحاولة استعراض قوتها في البحر الأحمر وخليج عمان. لقد هاجمت السفن التجارية على مدى السنوات العديدة الماضية، وأحيانًا مئات الكيلومترات من إيران. يُعتقد أيضًا أن الحرس الثوري الإيراني أرسل سفناً إلى المنطقة لرصد ما يحدث. مرة أخرى، سيكون السؤال الرئيسي هو ما إذا كانت إيران ستقلص هذا النوع من النشاط.

أشارت وسائل إعلام خليجية إلى أن اتفاق التطبيع السعودي مع إيران لن يؤثر على الحرب في اليمن. قال متحدث باسم الجماعة للميادين، إن الحوثيين أنهم لا يتلقون أوامر من إيران.

بحسب العربية، قال عضو الجناح السياسي للحوثيين عبد الوهاب المحبشي “يجب أن تعلم السعودية أن علاقتنا مع إيران ليست تبعية. إنها علاقة أخوية إسلامية. إن حل قضية اليمن [لا يمكن تحقيقه إلا من خلال المفاوضات] بين صنعاء والرياض وليس طهران والرياض.

هذا يترك العديد من الأسئلة مبهمة بعد الصفقة الإيرانية السعودية. هل تقل شحنات الأسلحة الإيرانية إلى اليمن؟ هل ستضغط إيران على الحوثيين؟ أم ستتظاهر إيران بسياسة الإنكار في استمرار تسليحها للحوثيين؟ هل ستثير السعودية هذه القضية وتطلب من الصين الضغط على إيران؟ هل كان هذا جزء من الصفقة أم لا؟

كما يهدد الحوثيون إسرائيل، وذكرت تقارير على مدى السنوات الماضية أن إيران زودتهم بتكنولوجيا الطائرات بدون طيار التي يمكنها تهديد إسرائيل. كما قامت إيران بتحويل صادراتها من الطائرات بدون طيار إلى روسيا، ومن بينها طرازات من الطائرات بدون طيار شاهد -136 التي أرسلتها ذات مرة إلى اليمن، ولم يتضح ما إذا كان تصدير الطائرات بدون طيار مستمر إلى الحوثيين. بعض الطائرات بدون طيار مصنوعة محليًا حتى يتمكن الحوثيون من صنع بعض هذه الأنظمة بأنفسهم.

يتضمن الخطاب الرسمي للحوثيين شعارات حول “الموت لإسرائيل” و”الموت لأمريكا” و “اللعنة على اليهود”.

من الواضح أن الحوثيين أرادوا تعزيز دورهم الإقليمي والارتباط بحزب الله. وهذا يعني أن الشريكين الرئيسيين لإيران، حزب الله والحوثيين، سيكونان في بؤرة الاهتمام بعد الصفقة. تهتم السعودية باليمن ولبنان، ولم يتضح ما إذا كانت الصفقة ستؤثر على هذا المحور من النفوذ والقوة الإيرانية الذي يمتد من لبنان على بعد عدة آلاف من الأميال عبر سوريا والعراق إلى الخليج العربي وخليج عمان واليمن.


هل تجبر طهران الحوثيين على محادثات سلام؟

المصدر: موقع جيروزاليم بوست

وصل مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن هانز غروندبرغ إلى العاصمة الإيرانية طهران، يوم الأحد، في إطار جهوده لإنهاء الحرب الأهلية اليمنية المستمرة منذ ما يقرب من عقد من الزمان. التقى غروندبرغ بوزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان للتشاور حول الوضع في اليمن، ومن بينها آفاق السلام الأخيرة، وتبادل الأسرى المحتمل، والأزمة الإنسانية في البلاد.

وقال أمير عبد اللهيان، خلال الاجتماع، إن الجمهورية الإسلامية تدعم أي مفاوضات تساعد على إحلال السلام والاستقرار في اليمن.

جاءت الزيارة إلى طهران بعد أيام فقط من توقيع السعودية وإيران على اتفاق ينهي الخلاف الدبلوماسي المستمر منذ سنوات بين البلدين.

كما أكدت البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة مجدداً أن أمير عبد اللهيان وعد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش باستضافة محادثات لوضع حد للأزمة في اليمن.

علاقة إيران بالحوثيين في اليمن

يرى العديد من المحللين والمراقبين وجود علاقة قوية بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وحركة أنصار الله، الجناح العسكري لسلطة الأمر الواقع في اليمن التي تحكم شمال البلاد، والمعروفة باسم الحوثيين.

وتظهر هذه العلاقة في خطابات مسؤولي الحوثيين ومن بينهم زعيم الحركة عبد الملك الحوثي، ومحاولات تهريب الأسلحة من إيران إلى اليمن، فضلاً عن وجود خبراء عسكريين إيرانيين في اليمن.

يعتقد العديد من المراقبين أن الاتفاق السعودي- الإيراني سيكون له تأثير على قرارات وأفعال سلطة الأمر الواقع، وأنها ستجبر الحوثيين على الموافقة على الدخول في مفاوضات سلام.

قالت وداد القاضي، المحاضرة في جامعة صنعاء والمتخصصة في علم الاجتماع السياسي، لموقع ميديا لاين، إن علاقة الحوثيين بإيران واضحة، وأن الصفقة السعودية الإيرانية يمكنها تغيير مسار الصراع في اليمن.

وقالت: “اعترف الحوثيون ضمنيًا بوجود علاقة مع إيران، تمامًا كما فعلت جماعة حزب الله اللبنانية”.

كما قالت إن أي تغيير في سياسة إيران في المنطقة سوف تلزم به وكلاءها بمن فيهم أنصار الله وحزب الله والحشد الشعبي.

واختتمت قولها بأن “الأمر نفسه ينطبق على أعضاء الحكومة المعترف بها دوليًا – سوف تتماشي سياساتهم مع سياسات السعودية الجديدة تجاه الحوثيين؛ وإذا انتهى الخلاف بينهما فإن الصراع بين وكلائهم سينتهي كذلك”.

يبدو أيضًا أن هناك علاقة بين التغييرات في الحرب الأهلية في اليمن والصفقة السعودية الإيرانية.

أولاً، كانت هناك هدنة بين السعودية والحوثيين، تلتها محادثات برعاية عمان بين الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا والحوثيين. بعد ذلك، أصبح الاتفاق السعودي الإيراني علنيًا، وفي نفس الوقت تقريبًا، بدأت المفاوضات الجارية في جنيف بين الحوثيين والحكومة المعترف بها دوليًا في حل بعض القضايا الشائكة بما في ذلك قضية أسرى الحرب من الجانبين.

نفى مسؤولون حوثيون وجود أي علاقة أو تأثير للاتفاق السعودي الإيراني على قرار الحوثي المشاركة في المحادثات. وبحسب شرف المهدي، المشرف في سلطة الأمر الواقع في مجلس الوزراء بصنعاء، إن “هذا القرار مرهون بشروط سيادية حددها أنصار الله”.

وقال المهدي لموقع ميديا لاين إن “المفاوضات الأخيرة بين جماعة أنصار الله والحكومة المعترف بها دوليًا تهدف بشكل أساسي إلى إنهاء قضية الأسرى”. وأضاف أن “أي محادثات مستقبلية بشأن التسوية السياسية مشروطة بخروج الدولة الخليجية من اليمن”، في إشارة إلى السعودية التي تقود تحالفًا من الدول العربية لدعم الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا.

رفض مهدي فرضية أن الحرب في اليمن مرتبطة بالصفقة السعودية الإيرانية، وقال “هذا بعيد المنال؛ نحن دولة مستقلة ذات سيادة كاملة. الاتفاق السعودي الإيراني ليس له تأثير على رؤية أنصار الله للأزمة اليمنية، وأضاف أن “القضية اليمنية ليست قضية إيران”.

وأشاد المتحدث الرسمي باسم جماعة الحوثي محمد عبد السلام، على تويتر، بالتطبيع السعودي الإيراني قائلاً إن الوقت قد حان لاستئناف العلاقات الطبيعية في المنطقة وأن “الفزاعة” الإيرانية التي استخدمت لإثارة الحرب على اليمن لم تعد قائمة.

لا تزال الاجتماعات بين الحكومة المعترف بها دوليًا والحوثيين جارية في جنيف في إطار مفاوضات تهدف إلى إبرام اتفاق بشأن تبادل أسرى الحرب، ووضع آلية لدفع رواتب موظفي القطاع العام، وحل القضايا الاقتصادية قبل الشروع في تسوية سياسية شاملة.

يأمل اليمنيون أن تحقق هذه الجولة من المفاوضات السلام إلى الدولة التي مزقتها الحرب والتي وصفتها الأمم المتحدة بأنها أسوأ كارثة إنسانية في العالم.


طهران وعدت بعدم إرسال أسلحة للحوثيين

المصدر: يديعوت أحرونوت

بعد قرابة أسبوع على الإعلان الدراماتيكي المتعلق باستئناف العلاقات بين السعودية وخصمها اللدود إيران -وهو إعلان أثار قلقا كبيرًا في القدس– ذكرت مجلة وول ستريت جورنال اليوم (الخميس) أن طهران التزمت، في إطار الاتفاق، بوقف جميع عمليات تهريب الأسلحة غير المشروعة إلى المتمردين الحوثيين في اليمن، التي تقاتلهم الرياض منذ 8 سنوات.

إذا صدق التقرير، الذي يعتمد على مصادر رسمية أمريكية وسعودية، فإن هذا الاتفاق قد ينهي الحرب التي أودت بحياة أكثر من 150 شخص، وأسفرت عن مجاعة جماعية في واحدة من أفقر دول العالم.

شنت السعودية حملة على اليمن في مارس 2015، بعد أن استولى المتمردون الحوثيون، أعداؤها القدامى، على أجزاء كبيرة من البلاد، بعد انهيار حكومتها خلال ثورات “الربيع العربي”.

تطورت الحرب في اليمن إلى حد كبير إلى “حرب بالوكالة” بين الرياض، زعيمة العالم السني، وطهران، زعيمة الشيعة وحلفاء الحوثيين. دعمت إيران الحوثيين بالأسلحة، ونفذوا عددًا من الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة على الأراضي السعودية.

إذا توقفت الجمهورية الإسلامية عن تهريب الأسلحة إلى الحوثيين، فإن ذلك سيجبرهم على إعادة النظر في خطواتهم، على الرغم من أنه من المبكر بالطبع تقييم مدى وفاء إيران بوعدها. رغم الاتفاق مع السعودية، فإن الاتفاق بين الطرفين تشوبه شكوكً كبيرة نظرًا لسنوات العداء بينهما.

رفض متحدث باسم الوفد الإيراني لدى الأمم المتحدة التعليق على التقرير الذي نشرته صحيفة وول ستريت جورنال، وتنفي إيران باستمرار قيامها بتهريب أسلحة إلى الحوثيين، رغم أن مفتشي الأمم المتحدة أكدوا مرارًا وتكرارًا أنها نفذت مثل هذا التهريب.

في الأشهر الثلاثة الماضية فقط، ضبط الجيش الأمريكي وحلفاؤه أربع سفن قبالة الساحل اليمني وعلى متنها أكثر من 5000 بندقية، و 1.6 مليون رصاصة، وعشرات الصواريخ المضادة للدبابات.

أشارت صحيفة وول ستريت جورنال إلى أنه بعد إعلان الاتفاق السعودي- الإيراني الأسبوع الماضي، بعد سبع سنوات من قطع العلاقات بين البلدين، قال مسؤولون رسميون في كلا البلدين إن إيران ستضغط على الحوثيين لوقف هجماتهم على السعودية، وقال مسؤول سعودي إن الرياض تتوقع من طهران احترام حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة لمنع نقل الأسلحة إلى الحوثيين، إلا أن الصحيفة تؤكد أن الحرس الثوري، أقوى هيئة عسكرية في إيران، لم يعلق بعد على الاتفاقية، وأن صمتهم يجعل المسؤولين في الولايات المتحدة والسعودية في حيرة عما إذا كانت طهران ستحترم الالتزامات التي تعهد بها قادتها السياسيون.

في غضون ذلك، نقلت شبكة “الحدث” السعودية عن مسؤول سعودي رفيع قوله إن “الأراضي السعودية لن تستخدم في أي عمل عسكري ضد إيران مستقبلًا”. هذا البيان، حتى لو كان من الصعب تحديد مدى التزام الرياض به، من المتوقع أن يعمق خيبة الأمل في واشنطن والقدس، اللتين أملتا، في السنوات الأخيرة، إنشاء محور إسرائيلي- عربي ضد إيران، يمكن أن يكون بمثابة أرضية لعمل مشترك مستقبلي ضد طهران إذا لزم الأمر.


السعودية تبحث عن نفوذ في جنوب البحر الأحمر

المصدر: معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي | كاتبة المقال: مارتا إليشيفع فورلان[2]

تدخُّل السعودية في الصراع في اليمن اتخذ منعطفًا جديدًا، في نهاية عام 2022، عندما أعلنت الرياض عن إنشاء مجموعة عسكرية جديدة – “قوة درع الوطن”. ولفهم سبب إنشاء وبلورة “قوة درع الوطن”، لا بد من دراسة الموقف الاستراتيجي للسعودية في جنوب البحر الأحمر، حيث تجد نفسها متضررة – لا سيما بالمقارنة مع الإمارات وإيران.

تتمتع الإمارات، بالفعل، بنفوذ كبير في مضيق باب المندب وخليج عدن من خلال القوات المسلحة التي تدعمها أبوظبي، مثل: قوات دفاع شبوة، وكتائب العمالقة. كما تدعم الإمارات قوات المقاومة الوطنية في مدينة المخا، كما ترتبط بعلاقات إيجابية مع المجلس الانتقالي الجنوبي. وتتمتع إيران، من جانبها، بنفوذ في منطقة البحر الأحمر من خلال الحوثيين، التنظيم الشيعي المسلح الذي يسيطر على شمال اليمن وميناء الحديدة. وفي المقابل، لم تتمكن السعودية من إقامة نفوذ فعال ودائم في المنطقة.

هذا الفشل يقلق الرياض بشدة لسببين: أولاً، تحاول الرياض تأمين الممرات المائية للبحر الأحمر، وهي ضرورة ملحة لحماية صادراتها النفطية. ثانيًا، تطور الرياض مشاريع عملاقة على طول الساحل الغربي السعودي، والتي تعتمد على أمان البحر الأحمر. ومنها “نيوم”، مشروع طموح لبناء مدينة في جنوب خليج إيلات. و “البحر الأحمر”، وهو مشروع سياحي فاخر على شواطئ البحر الأحمر السعودي.

تأمل الرياض من خلال إنشاء جماعة مسلحة جديدة على طول الساحل الجنوبي الغربي لليمن، من خلق نفوذ لها في النهاية.

بالنظر إلى الأهمية الاستراتيجية الهائلة للبحر الأحمر بالنسبة لإسرائيل، سيتعين عليها مراقبة التطورات في هذه المنطقة. هذا مهم بشكل خاص عندما يتعلق الأمر بما يلي:

  • إقامة مناطق نفوذ في منطقة البحر الأحمر.
  • التنافس في منطقة البحر الأحمر بين مجموعة متنوعة من الفاعلين الإقليميين مثل: الإمارات (التي وقعت اتفاقيات أبراهام مع إسرائيل) والسعودية (الدولة الإقليمية التي ترغب إسرائيل بشدة في إدخالها ضمن عملية التطبيع) وإيران (عدو إسرائيل الرئيسي).
  • مجموعات مسلحة متعددة على طول شواطئ البحر الأحمر.

مصادر دبلوماسية: تمديد الهدنة المقبل في اليمن سيكون في إطار اتفاق سلام شامل

المصدر: إسرائيل هيوم | كاتب المقال: شاحر كلايمان[3]

قالت مصادر دبلوماسية مطلعة على محادثات التهدئة في حرب اليمن التي تجري في عمان، لصحيفة “العرب” الصادرة في لندن، إن تمديد الهدنة المقبل سيكون في إطار اتفاق سلام شامل.

كما أشارت المصادر إلى أن الحوار مستمر رغم كل الصعوبات في ظل إصرار مسؤولين دوليين وإقليميين على عدم عرقلة المحادثات. وبحسب المصادر، من المرجح تمديد الهدنة، في حرب اليمن المستمرة منذ 2015 بين التحالف السعودي وميليشيا الحوثي المدعومة من إيران، لمدة عام على الأقل.

وبحسب التقرير، فإن مثل هذه الاتفاقية سترافقها ملاحق اقتصادية وإنسانية وغيرها تتعلق بتجديد عملية التشاور حول حل شامل للأزمة. ولم تستبعد المصادر الإعلان عن مثل هذا الاتفاق في المستقبل القريب بعد حسم الخلاف حول شروط الهدنة واستكمال آليات تحقيق الضمانات.

وفيما يتعلق بالإعلان، اختلفت تقديرات المصادر، حيث قدر بعضهم أن المبعوث الأممي إلى اليمن هو من سيعلن عنه في اجتماع مجلس الأمن، بينما قدر آخرون أن السعودية قد تستضيف حفل توقيع للاتفاقيات، والتي ستضم ممثلين عن الحكومة اليمنية في الجنوب، وممثلي مليشيا الحوثي.

كما ربط مراقبون اللقاء الذي عقده ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الثلاثاء الماضي، مع رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، والتطورات المتعلقة بتسوية الأزمة في البلاد. كما يحتمل أن يكون التفاؤل الكبير الذي عبرت عنه إيران بشأن استئناف الحوار مع السعودية والتطبيع بين الدول بعد سنوات من الانقطاع، مرتبطًا بمؤشرات التقدم في اليمن.

منذ اندلاع الحرب في اليمن عقب سيطرة مليشيات الحوثي على العاصمة صنعاء وغزو التحالف السعودي، قتل مئات الآلاف من الناس وتضور جموع من الأطفال جوعًا. الاتفاق على تسوية الأزمة قد يمهد الطريق لجهود ترميم البلاد.


تقدير موقف عما يحدث في اليمن

تناولت قناة “نظرة على الشرق الأوسط” العبرية على التليجرام مجريات الأحداث في اليمن وذكرت أن منطقة الشرق الأوسط تعج بالاضطرابات، والصراعات على السلطة بين جميع الأطراف سواءً كانت في دول الجوار أو عناصر خارجية تحاول التأثير على مراكز القوة المحلية.

تعد اليمن أحد الأمثلة على صراعات القوى وسلوك دول الجوار وعوامل التأثير الإقليمية والعالمية.

لم يكن اليمن دائمًا في صراع مستدام بين عناصر محلية من العديد من القبائل اليمنية فحسب، بل تحاول الدول المجاورة مثل السعودية والإمارات التأثير على ما يحدث في اليمن والصراع الداخلي المحلي.

كما تجاوزت إيران، التي تحاول أن تصبح قوة إقليمية، الحد من تورطها في حرب اليمن، حيث تحاول خلق تأثير عالمي من خلال تأثيرها على ما يحدث في اليمن، مثل تهديد حرية الملاحة في مضيق باب المندب عند مصب البحر الأحمر.

كما لم يغب الدور الأمريكي عن الساحة اليمنية، وكذلك الاتحاد الأوروبي الذي يحاول “المُصالحة بين الأطراف” بالإضافة إلى العديد من مبعوثي الأمم المتحدة، ويحاولون إجراء محادثات لوقف إطلاق النار، وإرسال مساعدات إنسانية إلى اليمنيين التعساء الذين أصبحوا نازحين ولاجئين في بلادهم، أو يعانون ببساطة من الجوع والأمراض بسبب سنوات الحرب التي تدمر اليمن.

توجه رشاد محمد علي العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي، الثلاثاء، إلى بروكسل في زيارة رسمية لإجراء محادثات مع ملك بلجيكا، ومع شارل ميشيل رئيس المجلس الأوروبي، وبالطبع من المستحيل عدم مقابلة جوزيف بوريل، الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي، ومع مسؤولين آخرين في بلجيكا والاتحاد الأوروبي، وسوف يناقش معهم جميعًا “تطورات الأوضاع في اليمن والدعم المطلوب لتحقيق السلام”. (كما ستدور المحادثات مع البلجيكيين حول “العلاقات بين البلدين وتعزيز التعاون بينهما في القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك).

توجه أحمد عوض بن مبارك، وزير الخارجية اليمني، إلى جانب العليمي مع الوفد اليمني الموقر، وشارك في الجلسة الخاصة للحوار حول قضية اليمن، والتي انعقدت في اللجنة السياسية والأمنية للاتحاد الأوروبي، وقال في خطابه إن خطة إحلال السلام في اليمن يجب أن تركز على حل جذور الصراع وأسبابه، وفي مقدمتها إنهاء الانقلاب (الحوثي) على أساس ادعاء (الحوثيين) المتعلق بالحق الإلهي في حكم (اليمن) والتعامل مع آثاره الكارثية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإنسانية، انطلاقًا من المرجعيات الثلاث: المبادرة الخليجية وآلية تنفيذها، ونتائج مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرار مجلس الأمن رقم 2216.

جدير بالذكر أن قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الصادر عام 2015، والذي، بالإضافة إلى فرض عقوبات على “الأفراد الذين يزعزعون استقرار اليمن”، يدعو جميع الأطراف والحوثيون على وجه الخصوص، إلى وقف العنف وتجنب المزيد من الإجراءات الأحادية التي تهدد عملية الانتقال السياسي”، كما ورد في القرار أن المجلس يطالب “بانسحاب الحوثيين من جميع المناطق التي سيطروا عليها خلال الصراع الأخير، والتخلي عن الأسلحة التي استولوا عليها من المؤسسات العسكرية والأمنية، ووقف كل النشاطات التي تقع حصريًا ضمن سلطة الحكومة الشرعية في اليمن والتنفيذ الكامل لقرارات مجلس الأمن السابقة”.

والآن بعد أن تذكرتم لغة قرار مجلس الأمن المعني، فأنتم تدركون أيضًا أن قرار أبريل 2015 رقم 2216 لمجلس الأمن الدولي ظل في نطاق قرار آخر لا معنى له ولا أحد ينفذ أو يتبع محتواه، وإذا لم ينفذ الحوثيون أيًا من المطلوب حينها، أو أي قرار آخر أو أي مستند وقعوه بأنفسهم، فلماذا يتغيرون فجأة ويصبحوا رعاة سلام ويتخلون عن حقهم الإلهي في حكم اليمن؟

وتحدث وزير الخارجية النشيط في بقية حديثه عن جهود تعزيز السلام، وأسال الاتهامات على الحوثيين لما فرضوه على الشعب اليمني من مآس، وتناول أيضا المصالح الأمنية المشتركة لليمن وأوروبا في البحر الأحمر، المتعلقة بالتهديد الذي يشكله الحوثيون على السلم والأمن العالميين، من حيث استهدافهم للموانئ، والمنشآت النفطية، والناقلات في الممرات الملاحية وإمدادات الطاقة العالمية، كما أشار إلى الدور الإيراني في تقويض السلام والإضرار بأمن العالم، حيث يهربون كمية كبيرة من الأسلحة للحوثيين، من بينها صواريخ، وطائرات مسيرة يستخدمها الحوثيون لإلحاق الضرر بالمنشآت النفطية في اليمن (وكذلك في السعودية والإمارات).

وأتمنى شخصيًا للعليمي وبن مبارك، كل التوفيق وآمل أن نستبشر قريبًا بتحقيق اتفاق سلام حقيقي ينهي الحرب الأهلية في اليمن، لكنني سأكون صريحًا معكم، وأقول: ما لم يتغير شيء أساسي وجذري في طموحات الحوثيين، وفي عقل وفكر قادة الحوثيين وزعماء جميع القبائل المنخرطة في القتال، سأظل متشككًا جدًا في فرص نجاحهما، أو فرص أي شخص آخر، في تحقيق سلام حقيقي في اليمن، وفي فرضية إلقاء جميع الأطراف المتورطة في القتال أسلحتهم والتوقف عن قتل بعضهم البعض وتدمير اليمن.

هذا هو المكان المناسب للإشارة إلى أن مجلس الأمن الدولي أصدر، الأربعاء (15 فبراير)، قرارًا جديدًا وهو القرار رقم 2675، الذي يمدد العقوبات لمدة تسعة أشهر- والتي تتمثل في حظر السفر وتجميد الأصول المفروضة على شخصيات وهيئات في اليمن، التي كان من المفترض أن تنتهي في نهاية الشهر، وكذلك تمديد قرار تفويض لجنة الخبراء التي تساعد لجنة العقوبات الخاصة باليمن لمدة عشرة أشهر.

(ومرة أخرى، اسمحوا لي أن أشك في أن العقوبات التي لم يكن لها أي فائدة في وقف الأعمال العدائية حتى يومنا هذا، قد تكون مفيدة فجأة خلال فترة التمديد).

المفاوضات الجديدة والمثيرة للامتعاض

راجت في الأيام الماضية أنباء عن محادثات بين الحوثيين والسعوديين، وأخرى توضح أنه جرى التوصل إلى اتفاقات، وهناك أنباء تشير بالفعل إلى التوصل إلى وقف لإطلاق النار، والبعض يقول ذلك بهدوء وبعيدًا عن الإعلام دون تصريحات رسمية، دخلت الاتفاقية حيز التنفيذ بالفعل في مجال “وقف إطلاق نار إنساني” ساري المفعول، ووفقًا لمنشورات مختلفة من المقرر توقيع الاتفاقية في الأيام المقبلة.

تعج صحافة الحوثيين وباقي أطراف النزاع اليمني الأخرى بالمقالات والمقابلات مع مختلف الأطراف من جميع الجهات، كل شخص لديه ما يقوله، وشأنها شأن أي دولة أخرى، كل مقال وكل من أجرى لقاء معه يقول الأشياء التي تناسب الأجندة التي يخدمها ويريد الترويج لها، وبالتالي سوف تجد في الصحافة اليمنية كثير من الأخبار الكاذبة المتعلقة بالمفاوضات ونتائجها، ومن المفترض، كما كان الحال خلال السنوات الثماني الماضية، عند إبرام اتفاقية موقعة فإن كل جانب، في نهاية المطاف، ينشر في الصحافة قائمة انتهاكات الهدنة من جانب الطرف الآخر، وعدد القتلى والجرحى التي تسببت بها هذه الانتهاكات.

صحيح أنه تجرى محادثات بين السعوديين والحوثيين برعاية سلطنة عمان، وصحيح أن الطرفين بحسب التقارير، تجاوزا خلال شهور المفاوضات المعنية الخلافات في الرأي المختلفة، وهناك تقارير تفيد بأنهم تمكنوا حتى من تجاوز الجدل حول قضية “دفع رواتب موظفي الحكومة والدفاع والجيش” في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، والتوافق على صيغة نهائية للاتفاق، ولكن حتى لو جرى توقيع اتفاق ما بين الطرفين في المفاوضات الحالية، فهل سيؤدي هذا الاتفاق أو غيره بينهما حقًا إلى إنهاء القتال في اليمن؟ ولكنني سوف أذكركم أن المحادثات بين الأطراف المشاركة في الحرب في اليمن كانت تدار على مدى سنوات بشكل متقطع، وكان العمانيون بمثابة وسطاء ويستضيفون جولات مختلفة من المحادثات منذ سنوات، ومبعوثو الأمم المتحدة بين الأطراف أيضًا، بل وتمكنوا من إحضارهم إلى طاولة المفاوضات، فضلًا عن الإعلان عن الهدنة، جدير بالذكر أنه ربما جرى التوقيع عليها برعاية الأمم المتحدة، في غرف الاجتماعات، لكنها لم تنفذ فعليًا، ولم يلق الحوثيون أسلحتهم، ولم يتوقفوا عن إطلاق النار، وزرع الألغام والمتفجرات، وبالتأكيد لم يتوقفوا عن قتل المدنيين.

كما يجب أن ندرك أن الأطراف اليمنية الأخرى المشاركة في القتال، المدعومة من السعودية، والأخرى التي تدعمها الإمارات، لم تنخرط في هذه الجولة من المحادثات بين السعوديين والحوثيين، وهناك بالفعل استياء وامتعاض يظهر في التعبيرات العلنية، لأن الحوثيين والسعوديين يتفاوضون على مستقبل اليمن دون اليمنيين أنفسهم، وهناك بالفعل من يقول إن نتائج هذه المفاوضات لن تلزمهم، ويصدر مثل هذا الكلام أيضًا من أفواه أنصار السعوديين.

لقد نجح الحوثيون بالفعل في تحقيق مكاسب، وكعادتهم -دون تقديم أي شيء في المقابل، حتى في المفاوضات الحالية، وكمثال يمكننا الاستشهاد بالاتفاق السعودي، بأنه إذا أبرم الاتفاق المعني، سيتمكن الحوثيون كذلك من الاستفادة من حركة السفن التجارية وناقلات النفط من وإلى الموانئ الخاضعة لسيطرتها مثل ميناء الحديدة، والصليف دون أي إشراف ورقابة (كما هو معمول به حاليًا من خلال آلية الإشراف والرقابة التابعة للأمم المتحدة UNFUM ومقرها جيبوتي)، وكذلك فتح طرق سريعة بين المحافظات والمديريات، وإضافة إلى ذلك سيتمكن الحوثيون من تدشين خطوط طيران جديدة من مطار صنعاء، واستئناف الرحلات على طرق لم يكن لديها رحلات جوية منذ بدء الحرب في اليمن.

جدير بالذكر أن الحوثيين نجحوا بالفعل في استئناف الرحلات الجوية في مطار صنعاء، الذي كان مغلقًا منذ سنوات، خلال مفاوضات لاستئناف وقف إطلاق النار التابع للأمم المتحدة، وأقلعت الرحلة الأولى، في مايو 2022، بعد سبع سنوات، وإن كانت بعد حوالي شهر من الموعد المتفق عليه، لأن كلا الطرفين كان لديه اتهامات بشأن سلوك الطرف الآخر، خاصة فيما يتعلق بإصدار الحوثيين جوازات سفر يمنية بالتزامن مع إصدار الحكومة اليمنية جوازات سفر … جدير بالذكر أنهم أدخلوا في نفس المفاوضات ناقلات نفط لتصدير واستيراد النفط ومشتقاته.

كلمة عن استمرار القتال في اليمن

إذا كان هناك من يعتقد أن القتال في اليمن سيتوقف بسبب اتفاق بين السعوديين والحوثيين، فإما أنهم لا يعرفون أفكار العاملين في اليمن، أو أنهم سذج وغير مرتبطين بواقع الشرق الأوسط، وخاصة بالواقع اليمني. أنا لا أتظاهر بأنني خبير في شؤون اليمن، لكنني راضٍ إذا كانت الاتفاقية ستؤدي إلى وقف القتال.

هناك من يقول إنه بعد الاتفاق الذي يجب توقيعه بين السعوديين والحوثيين، فإن المنطقة سيسودها سلام، مضيفين أن هناك وقف إطلاق نار فعلي، لكن اسمحوا لي أن أختلف مع هذا الأمر، وأقول لكم ذلك وفق ما أراه يحدث في اليمن، لقد واصل الحوثيون هجومهم حتى أثناء جلوسهم مع السعوديين في المفاوضات المعنية، ولا يدور الحديث عن هجوم للجيش على جبهة أو أخرى فحسب، بل وقعت حوادث إطلاق نار في الأيام القليلة الماضية أيضًا، كما حدث طوال الشهرين الماضيين عندما جلس السعوديون والحوثيون للحديث عن وقف القتال.

هذه المرة سوف أذكر أنه حتى في الأيام القليلة الماضية، كما في سنوات القتال الثماني، يواصل الحوثيون مهاجمة المدنيين أينما استطاعوا بنيران المدفعية أو القناصة، أو عن طريق زرع الألغام في المناطق الزراعية، والسواحل البحرية، والممرات الجبلية حيث يذهب المدنيون، وحتى لو شعروا برغبة في تنويع الهجمات “المعتادة” على مواطنين، فإن الحوثيين سيقومون أيضا كما في يوم، الأحد 11 فبراير 2023، بتفجير 4 منازل لعائلات في قرية الزور في مديرية صرواح في محافظة مأرب ويوم الاثنين 12، بنسف منزلين آخرين في نفس المنطقة، لماذا؟ هكذا، لمجرد أنهم تمكنوا من الوصول ووضع العبوات الناسفة وتفجير منازل المدنيين.

إذا لم يكن تفجير منازل المدنيين كافيًا لمن يظن أن هناك سلامًا ووقفًا لإطلاق النار فعليًا، دعني أذكرك أنه يوم الاثنين، 30 يناير 2023، هاجم الحوثيون مستشفى في مدينة إب، عاصمة محافظة إب، ليس لأن المستشفى يعد هدفًا عسكريًا، ولكن ببساطة لأنهم يستطيعون مهاجمة مستشفى تقع في المنطقة التي يسيطرون عليها.

هذه الحوادث ليست سوى مثال صغير لما أراه يحدث في اليمن، والذي لا يتوافق مع السلام ووقف إطلاق النار الذي يخبرنا البعض عنه. آمل حقًا أن يتوصل الطرفان في النهاية إلى وقف لإطلاق النار، وعلى الرغم من كل ما أراه، إلا أنني أريد حقًا أن أكون متفائلًا، لكنه تفاؤل شديد الحذر مع شك كبير.

ويمكننا إيجاد سبب آخر يدعو للشك بشأن وقف القتال في اليمن في كلمات مختار النوبي (أبو عمر)، قائد لواء أبين في قوات المجلس الانتقالي الجنوبي، في الأسبوع أو الأسبوعين الماضيين، عندما قال إن معركتهم الكبرى القادمة ليست مع الحوثيين، لكن لتحرير منطقة حضرموت بعد 28 عامًا من الاحتلال. ولديه أيضًا ما يقوله للسعوديين والحوثيين وداعميهم الإيرانيين، والتعاون والتنسيق الوثيق للحوثيين مع القاعدة، وقال أيضًا إن حرب جيش الجنوب في محافظة أبين ضد إرهاب الحوثيين والقاعدة مستمر. لكن كما هو الحال في اليمن، ليس الأمر مجرد قتال بين الحوثيين والقوات اليمنية النظامية المختلفة، أو صراع بين القبائل المتنافسة (أو داخل القبيلة)، وفي بعض الأحيان ينشب نزاع مسلح يبدو أنه يندلع من العدم وبدون سبب، وقد يتعذر على شخص خارجي فهم مصدر وخلفية النزاع.

على سبيل المثال، سوف أخبركم عن المعركة التي اندلعت هذا الأسبوع في رأس عمران في منطقة البريقة بمديرية عدن بين مسلحين يحتمل أن يكونوا من قبائل الصبيحة.

لكي نفهم لماذا قلت إن الرجال المسلحين كانوا من إحدى قبائل الصبيحة، يجب على المرء أن يتذكر البنية المعقدة للقبائل في اليمن وفي هذه الحالة، يدور الحديث عن قبيلة تضم 28 قبيلة فرعية، بعضها موجود في منطقة الحادث، ولمحاولة فهم سبب اندلاع معركة بين أفراد القبيلة وقوات الأمن، يجب على المرء أن يحاول معرفة ما إذا كانت هناك صلة بالحادثة التي جرى فيها اختطاف خمسة مهندسين من وزارة النقل، الذين قدموا إلى منطقة رأس عمران في إطار عملهم لمسح جدوى الموقع المستقبلي للمطار الجديد المخطط له في عدن، وفي اليمن، عند القدوم إلى منطقة تابعة إلى قبيلة معينة، يجب اتباع القواعد المتعارف عليها منذ آلاف السنين، وفي هذه الحالة، من المحتمل أن شخصًا ما في وزارة النقل تغافل عن تنسيق (ودفع) ما هو مطلوب مع زعماء القبيلة التي تدعي ملكية الأرض … ومن المرجح أن سبب القتال إرسال “عبد السلام صلاح حامد هادي” -وزير النقل- المهندسين لإجراء المسح، وإرسال القوات الأمنية للبحث عن المهندسين المخطوفين، وتجوال القوات الأمنية في أراضي القبيلة، الذين قاموا بالتقصي وطرح أسئلة مزعجة.

ناهيك عن أن القتال لا يتوقف للحظة، يواصل الحوثيون تعكير صفو حياة اليمنيين البائسين، سواء بالحصار المستمر على تعز، أو في الحياة اليومية في المناطق الواقعة تحت سيطرتهم، على سبيل المثال الحاجز الذي أقامه الحوثيون بالقرب من حي عصر الصغير غربي صنعاء، التي تقع بالقرب من معسكر الصباحة، الذي كان قاعدة قيادة العمليات الخاصة، فرقة من القوات الخاصة، ووحدات مكافحة الإرهاب، والذي استولى عليه الحوثيون في فبراير 2015 في إطار سيطرة الحوثيين على صنعاء التي بدأت في أوائل سبتمبر.

أدى الحاجز الذي يهدف إلى منع النساء من الخروج من صنعاء بدون محرم، في إطار تنفيذ عمليات تفتيش مذلة للنساء، إلى اضطرابات بين اليمنيين، الذين احتجوا على قيام الحوثيين حواجز لفرض تنفيذ قرار يقيد حرية حركة نساء اليمن، وهو قرار جرى تنفيذه بدون إشعار مسبق.

لا يعاني اليمنيون من هذا الوضع في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين أو في المناطق المحاصرة أو من هجمات الحوثيين فحسب، ولكن في كل اليمن وهذا يشمل جميع مجالات الحياة، بدءًا من ارتفاع أسعار المواد الغذائية، وأسعار المحروقات، وغاز الطهي المستمر في الارتفاع وحتى نقص الأدوية، وسأذكر أيضًا أنه من ناحية يوجد نقص في المياه في مناطق مختلفة ومن ناحية أخرى هناك فيضانات مدمرة. ومرة أخرى سوف أذكر مناطق حقول الألغام والعبوات الناسفة، التي زرعها الحوثيون في مناطق زراعية، وطرق جبلية بين القرى، وعلى شواطئ البحار، مما تسبب في وفاة وإصابة العديد من اليمنيين من بينهم أطفال.

كلمة أخيرة لفضيحة تلوح في الأفق

وختاماً سأخبرك أن هناك أيضاً فضائح “عادية” في اليمن ناتجة عن فساد المسؤولين وذوي المناصب، المعروفين في كل بلد في منطقة الشرق الأوسط التي تعيش في فوضى حكومية وحرب طويلة (انظر على سبيل المثال الفساد في العراق أو سوريا أو لبنان وكذلك في إيران، حيث يوجد فساد مؤسسي عميق للحكومة الفاسدة) وهناك أيضا قضايا “فساد هائلة” مثل قضية صفقة شراء ذخيرة بقيمة 50 مليار ريال يمني (حوالي 200 مليون دولار) وقعها “محمد علي المقدشي” حينما كان وزيرًا للدفاع، قبل فترة وجيزة من تعيينه في منصبه الجديد مستشارًا لمجلس القيادة الرئاسي اليمني.

ظاهريًا، يبدو من المعقول أن يوقع وزير الدفاع عقدًا لشراء ذخيرة لبندقية عيار 7.62 (رصاصة) و 200 رشاش ثقيل مع الذخيرة المناسبة (رصاص 12.7 ملم) وأصناف ذخيرة أخرى، ولا مشكلة إذا وصلت شحنة الذخيرة الجديدة إلى ميناء عدن بعد حوالي أربعة أشهر فقط على ترقيته إلى منصبه الجديد في 28 يوليو 2022، ولم تكن هناك مشكلة في أن الحاويات التي تحتوي على الذخيرة جرى تفريغها من السفينة ليلاً ونُقلت إلى مخازن الجيش الجنوبي، ولم تكن هناك مشكلة في أنهم بدأوا في نقل صناديق الذخيرة إلى الوحدات الميدانية في الجبهة، وبعضها إلى الجنود.

كانت هناك مشكلة صغيرة فقط في الذخيرة المشتراة، وهي أن الرصاص الذي وضعه الجنود في أمشاط الذخيرة وحاولوا إطلاقه على العدو في الجبهة كان تالفًا، لذلك بدأوا في التحقق فيما حدث، وفحصوا عشرة صناديق ذخيرة مختلفة ولم تنطلق رصاصة واحدة. ثم جرى اختبار الرصاص من مئة صندوق مختلف، ومرة أخرى فشلوا في إطلاق رصاصة واحدة، وصدر أمر عاجل بفحص جميع صناديق الذخيرة التي وصلت في الشحنة، ثم اتضح للقادة العسكريين في المجلس الانتقالي الجنوبي مشكلة الذخيرة الجديدة، وتبين أن الشحنة بأكملها كانت من الرصاص الذي جرى إنتاجه في عام 1961!، كما اتضح أن جميع المدافع الرشاشة البالغ عددها 200 (رشاش DshK) صدئة وفاسدة لدرجة أن جميع أجزاء المدفع الرشاش مصبوبة معًا وكأنها كتلة واحدة كبيرة من الصدأ، والتي لا يمكن الاستفادة منها، كما أن سلاسل طلقات الرشاشات هي أيضًا كومة من الصدأ عديمة الفائدة.

في تجارة الأسلحة العالمية، من المعتاد تقديم تخفيضات على الذخيرة القديمة، على سبيل المثال، تباع الذخيرة المصنوعة قبل عشر سنوات أو أكثر والذخيرة منتهية الصلاحية بخصم كبير جدًا عن الذخيرة الجديدة وذلك للتخلص منها، ولكن ليس معتادًا هكذا أن تباع ذخيرة عمرها 62 عامًا … عندما اكتشفت القصة قبل حوالي أسبوعين، وعلى الرغم من أن تفاصيل القضية الفاضحة معروفة للحكومة، لم يتم رفع السرية المفروضة على تفاصيل الصفقة.

قال أحد النقاد بغضب إنه لا يفهم كيف أن وزير الدفاع، الذي من المفترض أن يقود الجيش في حرب مميتة، ينفق عشرات المليارات على ذخيرة تالفة في صفقة فاسدة. إذا سرق الدجاج فلا مشكلة سوف يطلق عليه لص. إذا سرق رواتب عشرات الآلاف من الأسماء الوهمية الذين لا يخدمون في الجيش على الإطلاق فسنقول إن هؤلاء اللصوص يؤذوننا. ولكن إذا وصل إلى خيانة بهذا الحجم فكيف يقود الجيش؟ وأضاف الناقد ساخطًا وعلق أنه لا يمكن معرفة حالات الخيانة التي ارتكبها والتي لم تكتشف بعد.


إيران تحاول التهريب إلى اليمن وسط تهديدات متزايدة في خليج عمان

المصدر: جيروزاليم بوست | كاتب المقال: سيث جي فرانتزمان[4]

قالت البحرية البريطانية، الخميس (2 مارس)، إنها ضبطت صواريخ مضادة للدبابات وزعانف تستخدم للصواريخ الباليستية يُزعم أنها إيرانية وكانت موجهة للحوثيين، المدعومين من إيران، في اليمن.

هذا جزء من الاتجاه المتزايد لتهريب الأسلحة الإيرانية إلى اليمن. تمكنت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ودول أخرى من تحديد واعتراض هذه الجهود. تعمل إيران على زيادة الإمدادات منذ عام 2015. كما تواصل إيران استهداف السفن التجارية في خليج عمان، باستخدام طائرات بدون طيار لمحاولة مهاجمة الناقلات والسفن الأخرى.

نشاط مزعزع للاستقرار

تمكنت البحرية الملكية، بحسب التقارير، من إيقاف هذه الشحنة في 23 فبراير. وأشارت وكالة أسوشيتد برس إلى أن الغارة وقعت “بعد أن اكتشفت طائرة أمريكية زورقًا يحمل شحنة مغطاة بمشمع رمادي قادمًا من إيران، مع طائرة هليكوبتر من فرقاطة البحرية الملكية HMS Lancaster تطارد السفينة لأنها تجاهلت نداء الراديو”، وحاول القارب دخول المياه الاقليمية الايرانية مرة أخرى لكن تم ايقافه قبل تمكنه من ذلك.

كان القارب يحمل صواريخ كورنت 9M133 الروسية الموجهة المضادة للدبابات. كما عثر على متن القارب قطع يمكن استخدامها لصواريخ باليستية. واعترضت البحرية الأمريكية، في يناير، أيضًا 2116 بندقية هجومية من طراز AK-47 كانت متجهة إلى اليمن. وشاركت ثلاث سفن أمريكية في عملية وقف التهريب.

قال الفريق براد كوبر، قائد القوات البحرية الأمريكية في القيادة المركزية، وقائد الأسطول الأمريكي الخامس والقوات البحرية المشتركة، في ذلك الوقت: “هذه الشحنة جزء من نمط مستمر من النشاط الإيراني المزعزع للاستقرار”. هذه التهديدات تحظى باهتمامنا. سنظل يقظين في الكشف عن أي نشاط بحري يعيق حرية الملاحة أو تقوض الأمن الإقليمي”.

وفي تقرير آخر، أشارت شبكة سي بي إس، في 2 فبراير، إلى أن “القيادة المركزية الأمريكية (سينتكوم)، التي تشرف على العمليات العسكرية الأمريكية في جميع أنحاء الشرق الأوسط قالت، في بيان صدر يوم الأربعاء، إن عملية الاستيلاء وقعت في خليج عمان في 15 يناير الماضي ونفذها شريك بحري لدولة حليفة. ووفقًا لصحيفة وول ستريت جورنال، قادت القوات الفرنسية الاعتراض”. وفيما يتعلق بالشحنة التي جرى اعتراضها في 15 يناير، قالت القيادة المركزية الأمريكية إن القوات البحرية المتحالفة استعادت أكثر من 3000 بندقية هجومية، و578 ألف طلقة ذخيرة، و23 صاروخًا موجهًا متقدمًا مضادًا للدبابات “.

وجهت إلى إيران اتهامات، في فبراير، بشن هجوم على ناقلة نفط. نفت إيران صلتها بالهجوم، لكن الهجوم كان مشابهًا لهجمات أخرى خلال السنوات العديدة الماضية. تعرضت الناقلة، كامبو سكوير، لهجوم من نوع من الطائرات بدون طيار في 10 فبراير. حاولت إيران كما يُزعم عدة هجمات أخرى على الشحن في الأشهر الأخيرة. وهذا يعني أن إيران تزيد من دورها في البحر في خليج عمان وقبالة سواحل تشابهار الإيرانية، فضلاً عن محاولات نقل الأسلحة إلى اليمن. إيران تريد استمرار حرب اليمن.

يأتي ذلك في الوقت الذي يتم فيه تشجيع العالم على إرسال المزيد من أموال المساعدات الإنسانية إلى اليمن. قالت إيرين هاتشينسون، المديرة القطرية للمجلس النرويجي للاجئين في اليمن، في بيان أدلت به حول مخرجات مؤتمر التعهدات الدولي لليمن: “أظهر المجتمع الدولي اليوم أنه تخلى عن اليمن عند مفترق طرق حاسم، حيث جمع فقط ربع المبلغ اللازم لدعم ملايين اليمنيين الذين يحتاجون إلى مساعدة عاجلة. هذا غير كاف على الإطلاق ويعطي إشارة إلى أن بعض البشر أقل قيمة من غيرهم “.

وفقًا للأمم المتحدة، هناك مخاوف من حدوث عجز مالي في اليمن. هناك حاجة إلى حوالي 4.3 مليار دولار هذا العام للاستجابة الإنسانية للوصول إلى أكثر من 17.3 مليون شخص محتاج.


الجامعات اليمنية في مناطق سيطرة الحوثيين تُعلِّم أن إسرائيل هي العدو

ذكر موقع يديعوت أحرونوت أنه مع احتدام الحرب الأهلية المدمرة، التي استمرت لسنوات طويلة في اليمن، يُلقَّن طلاب الجامعات في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون قسراً بروباجندا معادية لإسرائيل ثم يرسلون لمحاربة هؤلاء “الأعداء” وحلفائهم على الخطوط الأمامية.

بدأت الحرب الأهلية في البلاد في عام 2014 عندما فرضت جماعة الحوثي المتمردة، المدعومة من إيران، سيطرتها على العاصمة صنعاء، وأجبرت الرئيس عبد ربه منصور هادي على الاستقالة في يناير 2015. وفي الشهر التالي، ألغى هادي استقالته من منصبه في مدينة عدن التي هرب إليها، وفي مارس من ذلك العام، تدخل تحالف بقيادة السعودية ضد الحوثيين نيابة عن حكومته المدعومة من الأمم المتحدة.

وسرعان ما انهارت بعد ذلك حكومة الوحدة التي جرى تشكيلها، تاركة كلا الجانبين -الحكومة المعترف بها دوليًا والمتمردون الحوثيون- في عداء مفتوح وكل منهما يسيطر على مناطق شاسعة في البلاد. خلقت الحرب الأهلية واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العصر الحديث، حيث أسفرت عن وفاة عشرات الآلاف ويعاني معظم السكان من المجاعة.

الآن، تشير الدورة الجامعية الإجبارية الجديدة إلى أن حكومة الأمر الواقع تدرس المناهج في المناطق التي تسيطر عليها بما يتماشى مع أيديولوجيتها.

الدورة، التي تسمى “الصراع مع العدو الإسرائيلي”، إلزامية لجميع الطلاب للحصول على درجة البكالوريوس في الجامعات العامة والخاصة تحت سيطرة الحوثيين في شمال اليمن. ويدرس هذه الدورة مُدربين قامت سلطة الأمر الواقع بتعيينهم في الفصل الدراسي الأول من السنة الأولى من الدراسة.

يستخدم الكتاب المدرسي المؤلف من 80 صفحة والمكون من سبع وحدات آيات مختارة من القرآن الكريم تتطرق إلى اليهود والمسيحيين وتفسرهم بطريقة تهدف إلى شيطنة الديانتين وتعبئة المسلمين ضد أتباعهما.

تتضمن عناوين الفصول “من نحن ومن هم؟”، و”حقيقتهم وخصائصهم وخططهم ومؤامراتهم”، و “أساليبهم في استهدافنا”، و “موقف القرآن الكريم من اليهود والنصارى وأوامر الله إلينا نحوهم”، و “نشأة الوجود الصهيوني في قلب الأمة العربية “.

تروج دورة تعليم المواطنة لمفهوم أن يوم الثورة، الذي يصادف 26 سبتمبر للاحتفال بتأسيس الجمهورية العربية اليمنية في عام 1962، والنظام الجمهوري نفسه، ليسوا سوى عناصر من نظام يخدم الدول الغربية. كما يتعلمون أن اليمن قبل سيطرة الحوثيين على جزء من البلاد، كانت دولة عميلة للولايات المتحدة وإسرائيل. كما تعزز الدورة ثقافة الصراع مع السعودية ومع أي شخص يختلف مع الحوثيين.

تحتوي الدورة التدريبية عن إسرائيل على مقتطفات من خطابات وتصريحات الزعيم الديني الشيعي الزيدي حسين الحوثي، مؤسس حركة الحوثي، الذي قتلته القوات الحكومية في عام 2004. وقد أعد الدورة مجموعة من الأساتذة وتقع تحت إشراف الدائرة الثقافية لدى الحوثيين.

قالت سالي، 22 سنة، إن شقيقها مروان، الذي كان طالبًا في كلية التجارة بجامعة صنعاء، ترك تعليمه للانضمام إلى إحدى الوحدات القتالية لدى الحوثيين في شمال اليمن.

قالت سالي: “لم يكن شقيقي مروان يهتم بالسياسة والحرب”، لكن الدورات الإجبارية جعلته “مثل القنبلة” في المنزل ومدافعًا عنيفًا عن الحوثيين.

لقد تغير مروان عندما شارك في إحدى دورات التلقين العقائدي في جامعة صنعاء، حيث حضر العديد من الدروس والمحاضرات الداعمة لإيديولوجية سلطة الأمر الواقع.

بعد فترة وجيزة، قبل حوالي ثمانية أشهر، أعلن أنه ينضم إلى القتال مع الحوثيين. وفقًا لسالي، لقد تغير مستقبل شقيقها تمامًا.

قالت سالي إن دورات الحوثيين في الجامعة، جنبًا إلى جنب مع الندوات، والفعاليات، والمحاضرات، والخطب التي ألقاها زعيم الحوثيين السابق (مجموعة كتيبات تسمى ملازم السيد)، غسلت دماغ شقيقها و “حولته إلى مقاتل ومن أشد مناصري الحوثيين”.

قالت سالي إن الجامعة لم تعد مكانًا للتعليم، وأصبحت “ليست أكثر من معسكر تدريب ومنشأة لتحويل الشباب إلى مقاتلين”.

وأضافت أن شقيقها قد ترك تعليمه الجامعي وهو الآن في الجبهة “بينما تضمن حكومة سلطة الأمر الواقع منح شهادات جامعية له ولآخرين”.

عبدل هو واحد من عشرات الطلاب الجامعيين الذين قرروا دعم أيديولوجية الحوثيين بعد سيطرتهم على إدارة الجامعة، وفرضت المناهج الدراسية حول إسرائيل، وعقدت العديد من الندوات والمحاضرات الإجبارية.

لقد ترك، مثل كثيرين غيره، تعليمه وانضم إلى القتال ضد الحكومة المعترف بها والقوات السعودية على جبهات مختلفة على طول الحدود اليمنية السعودية – معتقدًا أنهم يقاتلون أمريكا وإسرائيل.

يقول الطلاب إن الحضور في الدورات يراقبه اتحادات الطلاب التابعة للحوثيين، ويتم إخبارهم بضرورة حضور المحاضرات.

جامعة صنعاء ليست المعهد الوحيد الذي يقوم بتدريس هذه الدورات. تقوم جامعات إب وعمران الحكومية و12 جامعة أخرى بتدريس منهج الحوثيين.

يقول الأكاديميون والطلاب في هذه الجامعات إن الدورات تحمل عناوين مقبولة، لكنها في الواقع تتضمن أيديولوجية طائفية تدعم القتال والعنف ومبدأ الولاية، الذي يدعم قبول أنصار الله الحوثيين لحكم اليمن باعتبارهم من نسل النبي محمد.

علاوة على ذلك، قال من في الجامعة، إن مقاتلين وقادة عسكريين -لم يحملوا مؤهلات أكاديمية غير تلك التي حصلوا عليها من خلال انتمائهم إلى الحوثيين- هم من كانوا يلقون هذه المحاضرات.

أحمد، مدرس مادة إسرائيل في جامعة إب الحكومية، يدعم المنهج الجديد وقال إنه “ضروري لبناء ثقافة للأجيال الجديدة بعيدًا عن الثقافة المستوردة من الدول الغربية”.

وقال إن الدورات استحدثت “لتصحيح المسار وتعزيز الهوية الدينية الغائبة لدى طلبة الجامعة. هناك ضرورة لبناء ثقافة الجهاد ضد أمريكا وإسرائيل، وتصحيح المفاهيم الخاطئة التي يروج لها النظام العميل”، في إشارة إلى نظام علي عبد الله صالح الذي سبق الرئيس هادي.

قال: “كان من المفترض أن يكون مقرر (إسرائيل) موجودًا في الماضي، فالجماعة (الحوثيون) لا تفعل شيئًا سوى تصحيح الأخطاء التي ارتكبها النظام الجامعي السابق”.

بعد سنوات من الصراع بين إسرائيل والعالم العربي، تحظى هذه الدورة بمستوى عالٍ من الدعم بين طلاب الجامعات، حيث يستغل الحوثيون الأعمال العدائية لترويج أيديولوجيتهم وكسب الدعم إلى جانبها في الحرب الأهلية.

قالت ليلى، طالبة في كلية الزراعة في جامعة صنعاء، إن سلطة الأمر الواقع بذلت أيضًا جهودًا في السنوات الأخيرة لإضافة المناهج الدراسية الخاصة بإسرائيل إلى مقرر الكلية، حيث يجب على الطلاب الدراسة وإجراء الاختبار.

علاوة على ذلك، قامت بعض الكليات بتضمين دورات أعدها الحوثيون كي توزع على الطلاب واحتسابها كجزء من دراسات العام.

وقالت ليلى: “تضمن المنهج دعوات للمشاركة في الحرب وضرورة التجنيد الإجباري”، مضيفة أن المنهج الدراسي يكشف عن خطط الحوثيين الحقيقية لتجنيد طلاب جامعيين.

قال محمد، الطالب في جامعة صنعاء، إن الدورة التدريبية الخاصة بإسرائيل هي “بديل لمقرر الثقافة الإسلامية المدرج فيه أيديولوجية حزب الإصلاح”، في إشارة إلى التجمع اليمني للإصلاح، وهو حزب إسلامي تأسس عام 1990 بموافقة الرئيس آنذاك صالح.

وقال: “قدم الحوثيون دورة [إسرائيل] لتعزيز أيديولوجيتها الخاصة بأفكار محاربة الولايات المتحدة وإسرائيل مع استغلال شغف الشباب اليمني بقضية فلسطين”.

توسعت الدراسات الإجبارية الآن إلى ما هو أبعد من الجامعات، حيث تعمل سلطة الأمر الواقع على ضخ أيديولوجيتها في المدارس الابتدائية والثانوية الخاضعة تحت سيطرتها.

يخشى فادي، أستاذ علم الاجتماع في جامعة صنعاء، من أن يؤدي إدخال مثل هذه الدورات المسيسة للطلاب الشباب إلى ظهور جيل كامل يدعم بكل إخلاص أي أفكار تُعرض عليهم، دون أي جدال أو تفكير نقدي.

قال فادي: “الطلاب ملزمون بقبول هذه الأفكار من أجل اجتياز دوراتهم الجامعية. هذه الأفكار بالإضافة إلى الندوات والإعلام والضغط المجتمعي قد تؤدي إلى اتجاه فكري للشباب الذين يدعمون هذه الأفكار ويقاتلون من أجلها”.


مقتل قيادي بالقاعدة في شبه الجزيرة العربية بغارة جوية منسوبة إلى الولايات المتحدة

المصدر: جيروزاليم بوست

أفادت تقارير محلية ووكالة فرانس برس نقلاً عن اثنين من مسؤولي الحكومة اليمنية مقتل قيادي بارز في تنظيم القاعدة في اليمن في غارة جوية نُسبت إلى الولايات المتحدة يوم الأربعاء.

والهدف هو حمد بن حمود التميمي، القيادي البارز في فرع القاعدة في شبه الجزيرة العربية. وبحسب التقارير، قتل في الغارة مع حارس شخصي.

وأفادت مصادر يمنية لوكالة فرانس برس أن الغارة الجوية كانت “على ما يبدو أميركية”. استهدفت الغارة منزل التميمي في محافظة مأرب اليمنية.

من هو حمد بن حمود التميمي؟

كان التميمي، سعودي الجنسية، بمثابة “رئيس مجلس الشورى وقاضي” لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب. وعرف أيضا بعبد العزيز العدناني.

وفقًا لوكالة فرانس برس، لعبت القاعدة في شبه الجزيرة العربية دورًا رئيسيًا في الحرب الأهلية المستمرة في اليمن، ونفذت عمليات استهدفت بها القوات الحكومية والمتمردين الحوثيين.

كما قُتل مؤسس القاعدة في شبه الجزيرة العربية، الإسلامي اليمني ناصر الوحيشي، في غارة أمريكية بطائرة بدون طيار عام 2015.


اليمنيون يقطعون الأشجار للحصول على الوقود والنقود وسط الاقتصاد المدمر

المصدر: موقع i24news

أدت سنوات الصراع وارتفاع الأسعار في جنوب اليمن، إلى أن أصبح الناس في أمس الحاجة إلى الوقود والدخل، مما أجبر الكثيرين على اللجوء إلى الملاذ الأخير.

في ضواحي تعز، صوت مناشير كهربائية تندفع بعنف من المناظر الطبيعية الجبلية الخصبة. قال حسين عبد القوي: “بدأنا في قطع الأشجار وبيعها، لأنه ليس أمامنا طريقة أخرى لكسب العيش”.

يحمل هو وعمال آخرون أخشابًا مقطوعة حديثًا في مؤخرة شاحناتهم بالقرب من المدينة الجنوبية الغربية، التي يحاصرها المتمردون لكنها لا تزال تحت سيطرة الحكومة.

تدمرت اليمن- أفقر دولة في شبه الجزيرة العربية- بسبب حرب استمرت أكثر من ثماني سنوات بين القوات الحكومية -المدعومة من السعودية- والمتمردين الحوثيين الموالين لإيران. في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا منذ أكثر من عام، أدت زيادة ارتفاع أسعار الغذاء والوقود العالمية إلى مزيد من المعاناة.

اعترف عبد القوي بأنه كان يساهم في “كارثة” بيئية، لكنه قال إنه يفتقر إلى الخيارات في بلد لا يستطيع الكثيرون فيه شراء الوقود للتدفئة والطهي.

وقال لوكالة فرانس برس “لا خيار أمامنا” سوى بيع الخشب، كما أنه “لا خيار أمام الناس سوى شرائه”.

سيطر المتمردون الحوثيون على العاصمة صنعاء عام 2014، مما دفع التحالف بقيادة السعودية للتدخل في العام التالي لدعم وإسناد الحكومة المعترف بها دوليًا. منذ ذلك الحين، تسببت الحرب في مقتل مئات الآلاف بشكل مباشر وغير مباشر، ودفعت الأمة إلى شفا المجاعة.

تعهد المانحون، يوم الاثنين، بتقديم ما يقرب من 1.2 مليار دولار لمساعدة الأمم المتحدة على إيصال المساعدات هذا العام إلى حوالي 21.6 مليون شخص يعانون من الجوع هناك – ثلثا سكان اليمن.


“غلطتي الكبرى هي إبقاؤك على قيد الحياة”

المصدر: موقع ماكو العبري

“لست في الغرب، بل في الشرق الأوسط. هنا تقتل نساء مثلك” قال خالد أبو هنم هذه الكلمات لابنته – بحسب لائحة الاتهام المرفوعة ضده، هذه الأيام، بتهمة الاختطاف. قررت ابنته الأمريكية من أصل يمني، التي فضلت عدم الكشف عن هويتها، للاحتفال بزفافها. وعلى الرغم من علمها أن أفراد عائلتها يعارضون زواجها، فقد دعتهم إلى حفل زفافها التي خططت لإقامته في غوادالاخارا بالمكسيك. ذهب والدها ووالدتها وشقيقها وليد – فقط ليختطفوها لإجبارها على الزواج من رجل آخر في اليمن.

وبحسب التقارير، تمكن الأب من إغراء المرأة بمغادرة المكسيك معهم “لإقامة حفل الزفاف في الولايات المتحدة” – ووعدها في المقابل بالموافقة على زواجها. كما ادعى شقيقها أنه توصل إلى اتفاق مع خطيبها – وأنهما سيكونان قادرين على إقامة حفل الزفاف. ووافقت المرأة مرغمة.

عندما وصلت إلى الولايات المتحدة احتجزت في منزل عائلتها. وعندما اعترضت هددها الأب بأنه “سوف يقذفها من النافذة من الطابق الثاني عشر”. وادعت أنها كانت تحت المراقبة المستمرة، حتى عند ذهابها إلى الحمام كان يراقبها أحد أفراد عائلتها. كما انتحل شقيقها هويتها، وتواصل مع جامعة بوفالو حيث تدرس، وأخبرهم بأنها ستترك الدراسة، فضلًا عن أنه حذف جميع حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي. ثم أُجبرت على ركوب طائرة متجهة إلى مصر، ثم نقلت إلى اليمن – حيث خططت عائلتها لترتيب الزواج من رجل مجهول مقابل 500 ألف دولار.

كما ذكرنا، تمكن أفراد الأسرة من تهريب المرأة إلى اليمن، حيث كانت تحت رقابة اثنين من أشقائها. وجاء في لائحة الاتهام: “أن الضحية أُبلغت بأنها إذا اعترضت على الزواج، فسوف يحبسونها في المنزل ويقتلون خطيبها”. في هذه المرحلة، توجه الخطيب إلى السلطات التي تمكنت من تحديد مكان الأب والشقيق اللذين عادا إلى الولايات المتحدة واعتقالهما.

بحسب وثائق المحكمة، المرأة لا تزال في اليمن وتدعمها منظمة حقوقية. وتعرضت بحسب الاتهامات للضرب، والجلد بحزام، وخنقها والدها بشدة لدرجة أنها اعتقدت أنه سيقتلها. كما خضعت لاختبار فحص العذرية للتأكد من أنها لا تزال عذراء.

والدها وشقيقها محتجزان حاليًا، وستُعقد جلسة الاستماع في قضيتهما في 2 مارس / آذار. وينفي الأب كل الاتهامات الموجهة إليه، وبحسب محاميه: “كثيرًا ما تدخل الحكومة في حياة الناس الشخصية، وتتجاهل أصولهم أو تقاليدهم الثقافية”. ولم يتضح بعد هل ستحاكم الأم هي الأخرى أم أنها تصرفت تحت الإكراه. وبحسب السلطات، قال الأب بعد اعتقاله إن “غلطته الكبرى كانت ترك ابنته على قيد الحياة”.

قالت منظمة Unchained At Last، التي تحاول إنهاء زواج الأطفال والزواج القسري في الولايات المتحدة: “الفرق بين الزيجات المدبرة – وهي عادة شائعة في دول مثل اليمن والهند وغيرهما- ومثل هذه الزيجات أنها تعد إكراهًا”، قد يوافق الرجل والمرأة على هذا الزواج لأسباب ثقافية، كما تتم أيضًا زيجات تحت التهديد والتنكيل”.

الهوامش
  1. محلل في شؤون الشرق الأوسط لدى صحيفة “جيروزاليم بوست”. لقد غطى الحرب ضد تنظيم داعش، وحروب غزة الثلاثة، والصراع في أوكرانيا، وأزمة اللاجئين في أوروبا الشرقية، كما قدم تقاريرًا عن العراق، وتركيا، والأردن، ومصر، والسنغال، والإمارات، وروسيا. حصل على درجة الدكتوراه من الجامعة العبرية في القدس عام 2010. عمل مسبقًا باحثًا مشاركًا في مركز “روبين” للأبحاث والشؤون الدولية، ومحاضرًا في الدراسات الأمريكية في جامعة القدس. ويشغل حاليًا منصب المدير التنفيذي لمركز الشرق الأوسط للتقارير والتحليل.
  2. باحثة مساعدة في برنامج دول الخليج التابع لمعهد دراسات الأمن القومي. حصلت على درجة الدكتوراه في العلاقات الدولية من جامعة سانت أندروز بالمملكة المتحدة، وركزت أطروحتها على حكم الجماعات الجهادية المسلحة في اليمن وسوريا والعراق، شاركت الدكتورة فورلان في تأليف 3 كتب. ونشرت في المجلات الأكاديمية الرائدة، ومنها: Middle East Journal، Civil Wars، Israel Affairs، Studies in Conflict & Terrorism، Israel Journal of Foreign Affairs. كانت الدكتورة فورلان أيضًا مستشارة في شؤون اليمن والجماعات الإسلامية المسلحة في الأوساط الأكاديمية والمنظمات الإنسانية.
  3. شاحر كلايمان: صحفي ومحرر في موقع “إسرائيل هيوم”، وهو باحث ماجستير في دراسات الشرق الأوسط في جامعة “بار إيلان”.
  4. محلل في شؤون الشرق الأوسط لدى صحيفة “جيروزاليم بوست”. لقد غطى الحرب ضد تنظيم داعش، وحروب غزة الثلاثة، والصراع في أوكرانيا، وأزمة اللاجئين في أوروبا الشرقية، كما قدم تقاريرًا عن العراق، وتركيا، والأردن، ومصر، والسنغال، والإمارات، وروسيا. حصل على درجة الدكتوراه من الجامعة العبرية في القدس عام 2010. عمل مسبقًا باحثًا مشاركًا في مركز “روبين” للأبحاث والشؤون الدولية، ومحاضرًا في الدراسات الأمريكية في جامعة القدس. ويشغل حاليًا منصب المدير التنفيذي لمركز الشرق الأوسط للتقارير والتحليل.
مشاركة