ضجت حسابات اليمنيين على وسائل التواصل الاجتماعي بمنشورات النعي في مايو/ أيار، وسط انتشار أنباء عن عدد هائل من الوفيات في أرجاء البلاد. وتساءل السكان، الذين تحدثوا عن نقص في الأدوية والمستلزمات الطبية، كيف يُتوقع منهم حماية أنفسهم في الوقت الذي بالكاد يستطيعون تحمل نفقة شراء كمامة؟

يبدو أن اليمن التي ترزح تحت وطأة المشاكل الإنسانية والاقتصادية المتفاقمة والمتراكمة خلال السنوات الماضية تاركة اليمنيين العاديين معرضين للخطر بشكل كبير، ستواجه موجة جديدة من الأزمات نتيجة الانتشار المتسارع لفيروس كورونا في البلاد، لدرجة توقعت معها الأمم المتحدة أن يُصيب الفيروس قرابة 16 مليون شخص في اليمن.

أعلنت اليمن عن أول إصابات مؤكدة بفيروس كورونا في كل من حضرموت وعدن وتعز، وسجلت عدداً من الوفيات في أبريل/نيسان. ومع وصول فيروس كورونا إلى اليمن، هناك مخاوف متزايدة من أن يصبح الوضع كارثياً في الأسابيع المقبلة لا سيما في ظل النظام الصحي الفاشل وضعف المناعة لدى السكان، وعدم موافقة الأطراف المتحاربة على وقف القتال والاستجابة سوياً لهذا التهديد

على مدى السنوات القليلة الماضية، اُختطف العديد من النساء في شمال اليمن وأُخفين قسراً وعُذبن واُغتصبن وأُجبرن على الإدلاء باعترافات كاذبة بممارسة أعمال الدعارة، ما تركهن في حالة صدمة نفسية وأدى ذلك إلى وصمهن بالعار.

في 25 مارس/آذار 2015، قادت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة تحالفًا عربياً للتدخل عسكرياً في حرب اليمن. جاء هذا التدخل بعد إطاحة جماعة الحوثيين المسلحة، التي تتمركز في المرتفعات الشمالية، وحلفائها بالحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا في العاصمة صنعاء وتقدمها جنوبًا نحو عدن على ساحل بحر العرب لغزوها. كان الهدف من العملية العسكرية التي أطلق عليها التحالف اسم "عاصفة الحزم" هو ردع الحوثيين بسرعة وإعادة الحكومة اليمنية إلى السلطة.

أطلق التحالف العربي على حملته العسكرية في اليمن اسم "عاصفة الحزم" بغية التلميح إلى سرعة العملية في تحقيق أهدافها ولكن الاسم بات مرادفاً للغطرسة والفشل. والآن مضى خمس سنوات منذ تدخل التحالف العسكري الإقليمي في اليمن - خمس سنوات منذ أن قادت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة الطريق نحو حرب

وجدت وكالات الإغاثة الدولية العاملة في اليمن نفسها بمثابة أسرى حرب، إذ تم التأثير على جهودها وتحويل طبيعة عملها من مؤسسات تسعى لتخفيف المعاناة في البلاد، إلى مؤسسات تُستخدم لإطالة أمد الحرب. باعتبار السعودية والإمارات العربية المتحدة أكبر المساهمين في جهود الإغاثة الإنسانية في اليمن، وهما أيضا أبرز دولتين في التحالف العسكري في اليمن، والمدعومتان بشكل كبير من الولايات المتحدة…

افتتاحية مركز صنعاء وجدت وكالات الإغاثة الدولية العاملة في اليمن نفسها بمثابة أسرى حرب، إذ تم التأثير على جهودها وتحويل طبيعة عملها من مؤسسات تسعى لتخفيف المعاناة في البلاد، إلى مؤسسات تُستخدم لإطالة أمد الحرب. باعتبار السعودية والإمارات العربية المتحدة أكبر المساهمين في جهود الإغاثة الإنسانية في اليمن، وهما أيضا أبرز دولتين في التحالف العسكري في اليمن، والمدعومتان بشكل كبير…

يسرد تقرير اليمن السنوي 2019، الصادر عن مركز صنعاء للدراسات، أحداث العام الماضي المتعلقة باليمن ويقدم تحليلاً شاملاً بشأنها. الملخص التنفيذي أدناه، يقدم عرضا ملخصا عن كل قسم من التقرير، وجداول المحتويات بالعناوين الفرعية، لتسهيل تصفح التقرير الموسع. للعودة إلى الملخصات وجدول المحتويات، اضغط على زر الرجوع في متصفح الإنترنت لديك. انهيار التحالف، وولادته من جديد قادت السعودية والإمارات العربية…