صمدت الهدنة بين الحكومة المعترف بها دوليًا وجماعة الحوثيين المسلحة إلى حد كبير، بعد تمديدها في 2 يونيو/حزيران، رغم ما تخللها من أعمال عنف بين الحين والآخر وبقاء مسائل عالقة في الاتفاق الأصلي لم تُحل بعد. نجحت الهدنة في الحد من أحداث العنف وسهلت إعادة فتح مطار صنعاء، غير أن المفاوضات حول وضع مدينة تعز المحاصرة تحوّلت إلى تبادل للاتهامات مثيرة المخاوف من تراجع جماعة الحوثيين عن التزامها بإعادة فتح الطرق المؤدية إلى المدينة. استمرت المفاوضات التي تيسرها الأمم المتحدة بشأن رفع الحصار عن الطرق الرئيسية المؤدية إلى المدينة خلال يوليو/تموز.
تميز الأداء الاقتصادي لليمن خلال شهر يونيو/حزيران بأنماط مألوفة من نقص الوقود ومعاودة انخفاض قيمة الريال اليمني في مناطق سيطرة الحكومة، إلا أن الأنباء المعلنة، في إطار زيارة رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي للرياض، عن تقديم السعودية دعم مالي إضافي بقيمة 400 مليون دولار أمريكي ساهمت في توقف هبوط قيمة الريال. كانت السعودية والإمارات قد أعلنتا حزمة دعم اقتصادي بمليارات الدولارات منذ نقل السلطة إلى مجلس القيادة الرئاسي أوائل أبريل/ نيسان الماضي، لكن يبقى من غير الواضح حجم الأموال التي قُدمت من تلك التعهدات، حيث تطالب الرياض وأبو ظبي بإصلاحات مؤسسية وإدارية قبل حصول الحكومة اليمنية على معظم هذه الأموال.
تجددت المشاهد المألوفة للطوابير الطويلة من السيارات المصطفة أمام محطات البنزين، مع استمرار نقص الوقود في جنوب البلاد. ارتفاع الأسعار وانقطاع التيار الكهربائي خلال ذروة فصل الصيف، إلى جانب التصور السائد بإخفاق الحكومة في تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية بصورة عاجلة، أشعل فتيل مظاهرات في عدن ومناطق أخرى من جنوب اليمن. طغت هذه المظاهرات على جولة العليمي المثمرة في عواصم دول الإقليم، حيث حصل على تعهدات من السعودية ومصر والبحرين والكويت وقطر بتقديم أشكال مختلفة من الدعم.